أقوى من الريح...

yazar

:: عضو مُشارك ::
إنضم
21 أوت 2011
المشاركات
127
نقاط التفاعل
4
النقاط
7
تساءلت الملائكةُ عن أعظم خلق الله وأشدّه،فوقع نظرُهُم أول ما وقع على الجبال الشامخة كالأوتاد،ثم على الحديد شديد البأس الذي يفوق الجبال متانة وصلابة،ثم على النار التي تصهر الحديد وتذيبه،ثم على الماء الذي يطفئ لهيب النار،ثم على الريح التي تحرك الماء وهو سحاب لتسوقه الى حيث يشاء الله،ثم أخبرهم العليم سبحانه بأن هنالك مِن خَلقِه ما هو أشدّ وأقوى من الريح،فمن هو هذا المخلوق الذي هزم الريح؟... وكيف تفوّق عليها؟ ...
هذا المخلوق الذي هو أشدّ وأقوى من الرياح المرسلات العاصفات الناشرات هو الإنسان المؤمن الذي يتصدق صدقةً ثم يخفيها حتى لا تعلمَ شمالُه ما أنفقَت يَمينُه،وقد تفوَّق عليها بأَمْرَان اثنان: بمعادلته لها أوّلاً في أفضل صفاتها، ثم بزيادته عليها بصفة ليست فيها...
فأمّا الصفة التي تعادَلَ فيها هذا الإنسانُ مع الريح،فهي أن كلاهما يحملُ الخير وينشره ويُنتج في الوجود أثرا طيِّبا،فالريح تحمل السحاب الذي يُحيي الأرض بعد موتها وتُلقِّح الأزهار بنقل حبوب طلعِها،والعبدُ المتصدق يحمل النفع إلى كل مكان ويُدخل السرور على قلوب المساكين...
وأمّا الصفة التي تميز بها المتصدق في السرّ على الريح فهي أنه لا يُحدث بعمله الضجة والصخب الذي تُحدثه الريح بهبوبها وعصفِها ،بل يُنتج ويُصلح في الأرض في صمت وسُكون،فقد تكون الرياح مُدمّرة وهي المُعدّة لنفع الناس،ولكن العبد الصالح لا يُتبِع صدقته بمنٍّ ولا بأذىً ولا برِياء...
والصدقة معناها أوسع من العطاء المادي،فإماطة الأذى عن الطريق صدقة والكلمة الطيبة صدقة،وسائر الأعمال الصالحة التي تبني السعادة الحقيقية للبشرية في الحياة الدنيا وتمهد الطريق للفوز العظيم في الآخرة تدخُلُ في إطار الصدقة...
ولذلك فليسعى كل واحد منا الى العمل والإنجاز في هدوء،وليُذَكِّر نفسَه إذا حدثته بأن "يُبرّح" بما يقوم به بأنّ هدفه في الحياة هو أن يكون أقوى من الريح.
 
جزاك الله كل الخيراخي الكريم
وجعله في ميزان اعمالك
وبارك فيك وجعلك من عباده
الصالحين على الموضوع القيم
دمت في رعاية الله
 
جزاك الله كل الخيراخي الكريم

وجعله في ميزان اعمالك
وبارك فيك وجعلك من عباده
الصالحين على الموضوع القيم

دمت في رعاية الله
اللهم آمين،بارك الله فيك أخي العزيز...
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top