الفلسفة ... طريق الحيرة ... في ميزان الشرع ..

أبو الوليد القصباوي

:: عضو مُتميز ::
إنضم
6 ديسمبر 2009
المشاركات
888
نقاط التفاعل
91
النقاط
17
الجنس
ذكر


بسم الله الرحمن الرحيم




الفلسفة

يمكن تعريف الفلسفة عند الإطلاق فيقال هي النظر العقلي المتحرر من كل قيد وسلطة تُفرض عليه من الخارج بحيث يكون العقل حاكماً على الوحي والعرف ونحو ذلك.

نشأة الفلسفة:
نشأت واشتهرت في بلاد اليونان وأصبحت مقترنة بها على الرغم من وجود الفلسفات في الحضارات المصرية والهندية والفارسية القديمة لاهتمام فلاسفة اليونان بنقلها من تراث الشعوب الوثنية وبقايا الديانات السماوية فجاءت فلسفتهم خليطاً بين نزعات شتى.
واستوى ساق الفلسفة على يد أفلاطون ومن بعده أرسطو وغيرهما.

دخول الفلسفة ديار الإسلام:
دخلت الفلسفة ديار الإسلام في القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي في عهد الخليفة العباسي المأمون.
وسبق العرب فلاسفة الغرب بالاتصال بالفلسفة اليونانية إذ إنها لم تصل إلى الغرب إلا في القرنين الميلاديين الثاني عشر والثالث عشر معتمدين على ما خلَّفه الفلاسفة المنتسبون إلى الإسلام الذين تخصصوا في دراستها أوفي نقلها من النص السرياني، أو اليوناني إلى اللسان العربي ثم نقلت إلى لسان الغرب.

أشهر الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام
1. يوسف بن يعقوب بن إسحاق الكندي المتوفى سنة 260هـ ويطلق عليه فيلسوف العرب.
2. الفارابي المتوفى سنة 339هـ ويطلق عليه المُعَلِّم الثاني بعد المعلم الأول وهو أرسطو.
3. ابن سينا ويطلق عليه الشيخ الرئيس المتوفى سنة 428هـ، فهؤلاء الثلاثة لم يربط بينهم تاريخ واحد في فترة زمنية محددة، وإنما ربط بينهم مدرستهم الفلسفية واهتمامهم البالغ بفتح نافذة على تراث الشرق والإغريق.

غاية الفلسفة
كانت غاية الفلسفة في بداية أمرها محبة الحكمة ثم تصرف فيها بعض الفلاسفة فصار الغاية منها الجدل لذات الجدل.
...


وبعد هذه المقدمة ..

قال ابن القيم
لا دليل الى الله والجنة سوى الكتاب والسنة


وبعد ...


الكتاب والسنة هما حبل الله المتين،
من تمسك واعتصم بهما نجا، ومن قدم عليهما شيئا ضل وطغى. وأهل العقول المريضة (أهل الاستنارة) يقدمون عقولهم وفهمهم على دلالات الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح لها، ويردون فهم الصحابة رضوان الله عليهم، وفهم أئمة الدين لهذه النصوص ويقولون (نحن رجال وهم رجال)!!.
ونقول لهم:
أما قولكم نحن رجال وهم رجال، فكلامكم فيه حق وباطل، فالحق هو الاشتراك في جنس الذكورة، والباطل هو تقديم عقولكم وفهمكم على فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي نزل القرآن بلغتهم، وكانوا على معرفة بأسباب نزوله، وناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه...

لقد تصدى علماء الإسلام -رحمهم الله- للفلسفة وبينوا عوارها وزيفها، وبينوا في الوقت نفسه عظم ما جاءت به الرسل من الحق، والهدى، والسعادة.
ويأتي على رأس هؤلاء العلماء شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.
ولقد ساق شيخ الإسلام رحمه الله، نقولا تبين حيرة أهل الكلام الذين قدموا عقولهم ومقاييسهم وخيالاتهم على الكتاب والسنة. فقال: وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترف بذلك، إما عند الموت وإما قبل الموت، والحكايات في هذا كثيرة ومعروفة...
هذا أبو حامد الغزالي مع فرط ذكائه وتألهه ومعرفته بالكلام والفلسفة، وسلوكه طريق الزهد والرياضة والتصوف، ينتهي في هذه المسائل إلى الوقف والحيرة، ويحيل في آخر أمره على طريقة أهل الكشف، وإن كان بعد ذلك رجع إلى طريقة أهل الحديث، وصنف (إلجام العوام عن علم ا لكلام).
وكذلك أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي قال في كتابه الذي صنفه في أقسام اللذات: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا، ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن: اقرأ في الإثبات {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5]، {إليه يصعد الكلم الطيب} [فاطر: 10]، واقرأ في النفي {ليس كمثله شيء} [الشورى: 11]، {ولا يحيطون به علما} [طه: 100]، {هل تعلم له سميا} [مريم: 65]، ثم قال: ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي. وكان يتمثل كثيرا:


نهاية إقـدام العقـول عقـــال وأكثر سعي العالمين ضــــلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنــا وحاصل دنيـــانا أذى ووبــال
ولم نستفد من بحثنا طول عمــرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقــــال
وهذا إمام الحرمين ترك ما كان ينتحله ويقرره، واختار مذهب السلف، وكان يقول: (يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو أني عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما اشتغلت به)، وقال عند موته: (لقد خضت البحر الخضم، وخليت أهل الإسلام وعلومهم، ودخلت فيما نهوني عنه، والآن إن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لابن الجويني، وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي -أو قال -: عقيدة عجائز نيسابور).
وكذلك قال أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم الشهرستاني: (أخبر أنه لم يجد عند الفلاسفة والمتكلمين إلا الحيرة والندم) وكان ينشد:

لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كف حائـر على ذقن أو قارعا سن نادم
[ثم قال شيخ الإسلام]: ولقد كان من أصول الإيمان: أن يثبت الله العبد بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، كما قال تعالى: {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء} [إبراهيم: 24 -27]. [23]


نماذجَ من ضلالات الفلاسفة على سبيل الإجمال
. يرون أن العقل مقدم على النقل ومقدم على الوحي .. وهذه من طاماتهم الكبرى ...
يقولون بقدم العالم.
يقولون بأن الله يعلم الكليات دون الجزئيات.
يقولون بأن منزلة الفيلسوف كمنزلة النبي وربما فضل بعضهم الفيلسوف على النبي.
يقولون بحشر الأرواح دون الأجساد.
يقولون بأن الجنة والنار أمثال مضروبة وخيالات لتفهيم العوام وضبطهم دون أن يكون لها حقيقة في الخارج.


قال شيخ الإسلام -رحمه الله-:
- قد تبين أن أصل السعادة وأصل النجاة من العذاب هو توحيد الله وحده لا شريك له، والإيمان برسله واليوم الآخر، والعمل الصالح"
- وقال: "من المعلوم أن المعظمين للفلسفة والكلام المعتقدين لمضمونها هم أبعد الناس عن معرفة الحديث، وأبعد عن اتِّباعه من هؤلاء.
هذا أمرٌ محسوس، بل إذا كشفت أحوالهم وجدتهم من أجهل الناس بأقواله " وأحواله، وبواطن أموره وظواهرها، حتى لتجد كثيراً من العامة أعلم بذلك منهم، ولتجدهم لا يميزون بين ما قاله الرسول وما لم يقله، بل قد لا يفرقون بين حديث متواتر عنه، وحديث مكذوب موضوع عليه، وإنما يعتمدون في موافقته على ما يوافق قولهم، سواء كان موضوعاً أو غير موضوع
وقال: "وإذا كانت سعادة الدنيا والآخرة هي باتِّباع المرسلين - فمن المعلوم أن أحق الناس بذلك: هم أعلمهم بآثار المرسلين وأتبعهم لذلك؛ فالعالمون بأقوالهم وأفعالهم المتبعون لها هم أهل السعادة في كل زمان ومكان، وهم الطائفة الناجية من أهل كل ملة، وهم أهل السنة والحديث من هذه الأمة؛ فإنهم يشاركون سائر الأمة فيما عندهم من أمور الرسالة، ويمتازون عنهم بما اختصوا به من العلم الموروث عن الرسول " مما يجهله غيرهم أو يكذب به
وقال: "وبالجملة؛ فالثبات والاستقرار في أهل الحديث والسنة أضعاف أضعاف أضعاف ما هو عند أهل الكلام والفلسفة؛ بل المتفلسف أعظم اضطراباً وحيرة في أمره من المتكلم؛ لأن عند المتكلم من الحق الذي تلقاه عن الأنبياء ما ليس عند المتفلسف، ولهذا تجد مثل أبي الحسين البصري وأمثاله أثبت من مثل ابن سينا وأمثاله.
قال ابن القيم -رحمه الله-: "ولهذا رام فلاسفة الإسلام الجمع بين الشريعة والفلسفة كما فعل ابن سينا والفارابي وأضرابهما، وآل الأمر بهم إلى أن تكلموا في خوارق العادات والمعجزات على طريق الفلاسفة المشائين، وجعلوا لها أسباباً ثلاثة: أحدها: القوى الفلكية، والثاني: القوى النفسية، والثالث:القوى الطبيعية، وجعلوا جنس الخوارق جنساً واحداً
انتهى كلامه رحمه الله

ويقودني هذا الى ذكر احد الكتب الاكثر انتشارا في اوساط المسلمين وهو كتاب احياء علوم الدين لابي حامد الغزالي ..
من كلام الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ
يقول ..
حذر أهل العلم ، والبصيرة ، عن النظر فيها ، ومطالعة خافيها ، وباديها ؛ بل أفتى بتحريقها ، علماء المغرب ، ممن عرف بالسنة ، وسماها كثير منهم ((إماتة علوم الدين)) وقام ابن عقيل: أعظم قيام في الذم ، والتشنيع ؛ وزيف ما فيه من التمويه والترقيع ، وجزم بأن كثيراً من مباحثه زندقة خالصة ، لا يقبل لصاحبها صرف ولا عدل .
انتهى كلامه ..

وقال الذهبي : قد ألف الرجل ( الغزالي ) في ذم الفلاسفة كتاب ( التهافت ) ، وكشف عوارهم .. ولم يكن له علم بالآثار ، ولا خبرة بالسنن النبوية القاضية على العقل..

قال شيخ الإسلام: ولكن أبو حامد ، دخل في أشياء من الفلسفة ، وهي عند ابن عقيل زندقة ؛ وقد رد عليه بعض ما دخل فيه ، من تأويلات الفلاسفة ، ورد عليه شيخ الإسلام ، في السبعينية ، وذكر قوله ، في العقول والنفوس ، وأنه مذهب الفلاسفة ، فأفاد وأجاد ؛ ورد عليه غيره من علماء الدين ، وقال فيه تلميذه بن العربي ، المالكي ، شيخنا أبو حامد: دخل في جوف الفلسفة ، ثم أراد الخروج فلم يحسن ؛ وكلام أهل العلم معروف في هذا ، لا يشكل إلا على من هو مزجى البضاعة ، أجنبي من تلك الصناعة .

وفي الاخير قال ابن سيرين ... ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ....

والحمد لله رب العالمين









 
بارك الله فيك على الطرح القيم


وفيكي بارك الله













وقال الحسـن الـبـصـري رحمه الله تعالى
مـن نافـسـك في دينـك فـنـافـســه ومـن نافـسـك في دنيـاك فـألـقـهـا فـي نـحـره



 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :

بارك الله فيك وجزاك خيرا ...

الفلسفة ..حاليا ..ثرثرة وكلام لا طائل من ورائه ...

واحيانا تدخل في الجوانب العقائدية للفرد فتحاول تظليله ..ولا حول ولا قوة الا بالله

يتعبون التلاميــــــــــــذ بها ..
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :

بارك الله فيك وجزاك خيرا ...

الفلسفة ..حاليا ..ثرثرة وكلام لا طائل من ورائه ...

واحيانا تدخل في الجوانب العقائدية للفرد فتحاول تظليله ..ولا حول ولا قوة الا بالله

يتعبون التلاميــــــــــــذ بها ..




وفيك بارك الله اختاه
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top