dark.angel
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 11 جويلية 2011
- المشاركات
- 419
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
أصبحت أحب الحب, من بعد عشق الحبيب!! أهني كل قريب.. واواسي كل غريب!!.. أضحك مع الفرحان.. وأبكي مع الباكيين.. وابات وأنا حيران أضحك, واغني لمين!؟إن الحب في حياة الإنسان, نور, ونار
* قد يغيب الحبيب عن البصر.. لكنه يبقي في البصيرة, وقد يصمت صوته في المسامع.. لكنه يتردد بصدي الشوق في الجوانح فالشخص يغيب وتبقي الشخصية بانعكاساتها المضيئة, ««على»» جدران القلب..!!
ان غياب الحبيب( واقعة) ثابتة في خاطر المحب وفي وجدانه..
وحين يغيب الحبيب, ويصبح رضاه او السهد فيه, وهما او حلما من الأحلام فان المحب, يبقي عاشقا للحب.. وعاشقا لمن يعشق الحب!!( فضلت أعيش بقلوب الناس.. وكل عاشق قلبي معاه.. أي ان المحب قد اصبح يعيش لحساب الغير.. وليس لحسب انفسه.. لأن الحبيب الذي غاب.. أخذ معه كل شئ!!
ان دفء المحب بحضور الحبيب, يمتع الجسد والروح معا.. لكن هذا الدفء يبقي في الروح عند الغياب, تشعله الذكريات المتوالية في مواكب الشجن الجميل بأعواد ثقاب لا تنتهي!! وقد تهتاج النفس, وتصطلي بلهب الدفء تشعله ذكري عميقة الأثر.. حينئذ يترنح القلب في الصدر مثل طائر ذبيج.. وبشعر المحب بأن دقات عنيفة تشبه دقات المسرح قبل رفع الستار توشك ان تسدل الجفون ««على»» جنون للدمع يمزق السكون!!.. وكأن غيمة حبلي بدموع الشجن, تذرفها ««على»» ارض خلت من الحبيب حينئذ تشهق الروح شهقة تترنح بين الوان من الشجن, وتشرف العيون ««على»» الغرق في بحر من الدموع!! ولا شئ كان قد حدث.. كلا ولا الحبيب قد بعث من مرقده او عاد من مرافئه..!! انما هناك شئ ما, قد ينكأ الجروح.. ويوجع الروح.. فتبكي وتنوج
ان المرأة كما تتنفس الحب نسيما معطرا, تنعم به عميقا بعمق لا قرار له.. فإنها أيضا في الحب تقف لتواجه فيه وبه العواصف والأعاصير, وعذاب المرأة في الحب يفوق عذاب الرجل أضعافا مضاعفة.. فهي تواجه الانكسار انسانا مهيضص الجناح.. وتواجهه في نفس الوقت عاصفا بكيانها وبنيانها ذاته, وحتي في قصص الحب الواقعية, والتي يكون الحب فيها متبادلا ««وعلى»» درجة واحدة, فإن آلام الفراق عند المرأة, تظل طويلا طويلا معها.. في حين ان الرجل, قادر ««على»» تجاوز المحنة بعد وقت قصير...
ان المرأة لديها القدرة, ««على»» ترجمة الأمور كلها, الي لغة الحب
دموع الفرح, في عيون البنات تحملها ««على»» أجنحة الأمل, وترتفع بها يوما بعد يوم, تتطلع من خلالها إلي تجربة حب تضعها هناك.. فوق السحاب, حبيبة وزوجة وأم, وملكة, متوجة ««على»» عرش الأسرة. لكنها في حالات كثيرة, تبتعد عن أرض الواقع, كلما جمح بها خيال الأمل.. ثم تجد نفسها في النهاية, وقد سقطت في بحر الندم.. لتتلاشي ربما في متاهات العدم.. أو تستسلم أنينا ودموعا وسهادا, تحت سياط الألم!!
يبدو( الانكسار) نهاية للآمال التي تداعب مخيلة المحب, ففي كل ما يتعرض له الأحبة من هجر وخصام, وحتي الغدر والخيانة, يبقي هناك أمل يداعب الخيال, في أن كل شيء سوف يعود إلي مجراه الطبيعي. إن الذين يتعرضون لصدمة الخيانة أو الغدر.. لايصدقون أن الحبيب قد خان أو أنه قد غدر!! إنهم يتشبثون بالأمل, مهما كان واهنا, في أن تستأنف مسيرة الحب مرة ثانية!! انهم حين يفقدون الحبيب, هجرا أو خصاما أو غدرا, يتعرضون لصدام عنيف, بين بعاد الحبيب, وبقاء الوجيب!! لكن المجال الكهرومغناطيسي, يبقي جامعا بينهما في تنافر وتجاذب.. وذبذبات تتراوح بين الأمل.. ومحنة الأجل.. لكن حين يشق ««عليهم»» الأمل نفسه, ويصبح ضربا من ضروب المحال.. يحدث الانكسار!! انه إنطواء حزين ««على»» النفس, وانكفاء بالمدامع ««علي»» الذات.. وتقوقع داخل محارة النهاية!! ويبدو المنكسر مذهولا.. مشحونا بعواطف الشجن.. أو ما نسميه.. الحزن الجميل.. حين تذرف العيون دموعا في غير زمانها أو في غير مكانها.. بعد أن نزلت الأهداب كأنها ستائر المسرح تعلن النهاية!!
ولاحيلة للمنكسر في أن يغير من الأمر شيئا.. ذلك ان الأسف لايجدي.. ولا الاعتذار يجدي.. فقد رفعت الأقلام وعز الورق فحل الأرق وهطلت الدموع!! كلا.. لا شيء يجدي.. فالمسألة قد انتهت!
إذا كان الحب في أصله اقترابا في اقتراب, فإن الفراق هو ابتعاد في ابتعاد والفراق في الحب شديد القسوة, وكأنه تمزيق لكيان واحد وانشطار لجسد واحد, فحين يحدث الفراق, يشعر الحبيب بأنه ماعاد كما كان.. لأن كل الأشياء أصبحت ناقصة.. فلا الشمس طلعت في النهار ولا القمر قد استدار. وعندئذ تسري في الجسد والروح معا, ارتعاشة هي ارتعاشة الاحتضار.. كأن الحبيب يعاني سكرات الموت.. أو كأن الروح قد انتزعت منه انتزاعا, وأن القلب يتعثر في نبضه.. فلا الدماء تجري جريها المعتاد.. ولا النبضات تتلاحق في تناسقها المألوف!! وهنا تاتى لحظات النهاية...