عجباً لك ياهذا أتضحك مع الجنازة ولا حول ولا قوة الا بالله

ابو رحيل المهاجر

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
2 جويلية 2007
المشاركات
3,502
نقاط التفاعل
121
النقاط
159
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله القوي الشديد


عجباً لك ياهذا أتضحك مع الجنازة


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}


أما بعد:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "حق المسلم على المسلم خمس: ردُّ السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس" متفق عليه.
وعنه أيضاً - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل: وما القيراطان، قال: مثل الجبلين العظيمين" متفق عليه.

وقد اشتهر بين كثير ٍ من الناس الضحك والمزاح ولهو الحديث فضلاً عن البكاء والنواح عند حضور الجنازة، فتراهم في خوض يلعبون غافلون ساهون عن التفكر والتدبر في أحوال هذه الأمر العظيم والجلل الكبير، ألا وهو الموت، يرى هؤلاء القوم الميتَ يُوضعُ في القبر ليفضي إلى ما قدم، لكنهم والله في شغل ٍ شاغل ٍ ووهم ٍفاضح ٍ.
والذي ينبغي أن يكون عليه المسلم عند حضور الجنازة وعند تشييعها ودفنها:
أن يستذكر مصيبة الموت، وأن يتعظ ويتفكر في الآخرة، و يعلم أن حاله سيصير إلى مثل ما صار إليه هذا الميت المسجى في قبره، وهذا التذكر والتفكر يدفع الإنسان إلى محاسبة النفس، فإن كان محسناً ازداد إحساناً وتوفيقاً، وإن كان مقصراً قي حقِّ مولاه وبارئه ندم على ما فرط ورجع إلى رشده وتاب، وهذا هو المقصود من حضور الجنائز ويشهد لهذا حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عودوا المرضى واتبعوا الجنائز تذكّركم الآخرة".
رواه أحمد وابن حبان وصححه و قال الشيخ الألباني: إسناده صحيح - انظر "أحكام الجنائز" ص 67.
وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجلٍ من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يُلحد، فجلس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مستقبل القبلة وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت في الأرض فجعل ينظر إلى الأرض وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثا فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال اللهم إني أعوذ من عذاب القبر ثلاثا ... ".
ذكره الشيخ الألباني – رحمه الله – في كتابه الماتع أحكام الجنائز ص (198ومابعدها) وصححه، والحديث رواه أبو داود، والحاكم، والطيالسي، وأحمد انظر: صحيح سنن ابن ماجة 1/259 ، و المشكاة 15/537.
ورأى عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - رجلاً يضحك في جنازة فقال: " أتضحك مع الجنازة! لا أكلمك أبداً".
وكره العلماء أن يتكلم أحد في الجنازة ولا بقول القائل: "إستغفروا لأخيكم"، فقد سمع عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - رجلاً في جنازة يصيح ويقول: إستغفروا لأخيكم، فقال ابن عمر: لا غفر الله لك.
قال الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله -:
لا يجوز أن تُتبع الجنائز بما يخالف الشريعة، وقد جاء النصُّ فيها على أمرين: رفع الصوت بالبكاء، واتباعها بالبخور وذلك في قوله – صلى الله غليه وسلم -:
"لا تُتبع الجنازة بصوت ولا نار".
أخرجه أبو داود وأحمد من حديث أبي هريرة – رضى الله عنه – وقواه الشيخ بالشواهد كما في " أحكام الجنائز وبدعها" ص (91)
وقال – رحمه الله -:
"ويلحق بذلك رفع الصوت بالذكر أمام الجنازة لأنه بدعة ولقول قيس بن عباد:
كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يكرهون رفع الصوت عند الجنائز.
ولأن فيه تشبها بالنصارى فإنهم يرفعون أصواتهم بشيء من أناجيلهم وأذكارهم مع التمطيط والتلحين والتحزين.
وأقبح من ذلك تشييعها بالعزف على الآلات الموسيقية أمامها عزفا حزينا كما يفعل في بعض البلاد الإسلامية تقليدا للكفار . والله المستعان.
قال النووي - رحمه الله تعالى - في الأذكار:
واعلم أن الصواب والمختار وما كان عليه السلف رضي الله عنهم السكوت في حال السير مع الجنازة فلا يرفع صوت بقراءة ولا ذكر ولا غير ذلك. والحكمة فيه ظاهرة وهي أنه أسكن لخاطره وأجمع لفكره فيما يتعلق بالجنازة وهو المطلوب في هذا الحال فهذا هو الحق ولا تغتر بكثرة من يخالفه فقد قال أبو علي الفضيل ابن عياض رضي الله عنه ما معناه: "إلزم طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين"، وقد روينا في سنن البيهقي ما يقتضي ما قلته يشير إلى قول قيس بن عباد. وأما ما يفعله الجهلة من القراءة على الجنازة بدمشق وغيرها من القراءة بالتمطيط وإخراج الكلام عن مواضعه فحرام بإجماع العلماء وقد أوضحت قبحه وغلظ تحريمه وفسق من تمكن من إنكاره فلم ينكره في كتاب آداب القراءة والله المستعان"
انظر: أحكام الجنائز ص (92)

وتمعن قول النووي – رحمه الله – "فلا يرفع صوت بقراءة ولا ذكر ولا غير ذلك" فغير ذلك يدخل في معناه أيضاً: الضحكُ والمزاحُ والخوض في حديث الدنيا


وسُئل سفيان بن عيينه عن السكوت في الجنازة وماذا يجيء به؟ قال: تذكر به حال يوم القيامة، ثم تلا قوله تعالى: (وَخَشَعَتْ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا). سورة طه: 108.
وقال قتادة: "بلغنا أن أبا الدرداء - رضي الله عنه -، نظر إلى رجل يضحك في جنازة فقال له: أما كان فيما رأيت من هول الموت ما يُشغلك عن الضحك".
وكان مطرف يلقى الرجل من خاصة أهله في الجنازة فعسى أن يكون غائبا فما يزيده على السلام ثم يعرض عنه اشتغالاً بما هو فيه. ذكر هذه الآثار السيوطي ثم قال: "فهذا خوف هؤلاء السادات من الموت فأما اليوم فغالب من تراه يشهد الجنازة يلهون ويضحكون، وما يتكلمون إلا في ميراثه وما خلفه لورثته".
الأمر بالإتباع ص: 255.
أخيراً أذكركم وأذكر نفسي بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.


 
آخر تعديل:
بارك الله فيك اخي ابو رحيل
موضوع قيم في حق رهبة الموت وآداب الجنائز
جعله الله في ميزان حسناتك
 
بارك الله فيكم أخونا أبو رحيل ونفع بكم
جعلنا الله واياكم ممن يتبعون القول فيتبعون أحسنه.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top