القلم الثائر ...(احمد رضا حوحو)






بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته





16051511.jpg


احمد رضا حوحو

ولد أحمد رضا حوحو، الناقد الاجتماعي ،والمفكر المجدد، أحد رواد الكلمة الحرة الجريئة في الجزائر، يوم 15 ديسمبر 1910 م بقرية "سيدي عقبة" بـ بسكرة ،مثوى جثمان الفاتح العربي { عقبة بن نافع} أحد قادة الفتح الاسلامي الأول، الذي حرر رقابنا من الروم والرومان، وخلص عقولنا من الشرك والأوثان.
في هذه البلدة الطيبة من قرى الزيبان نشأ الأديب وترعرع في احضان الطبيعة الصحراوية ،وتعلم ما تيسر من مبادئ العربية والاسلام على شيوخ البلدة و فقهاؤها ، وتلقى الدروس الابتدائية الفرنسية في المدارس الرسمية. وتابع الدراسة التكميلية في مدينة سكيكدة ، وبحصوله على الأهلية بالفرنسية عادة الى منطقته ليشتغل كموظف بسيط في البريد والمواصلات بمنطقة نشأته، ما سنح له بالاطلاع على انماط الحياة في بيئتين مختلفتين" البيئة الصحراوية البدوية – والبيئة الحضارية في التل" وأدرك الفروق بين حياة المعمرين واعوانهم والمواطنين في قراهم، ووعى اسباب معاناة الوطنيين.
وفي عام 1934م وبسبب صراع بين ابيه كـ رئيس قبيلة، و باشا غا المنطقة، سافر مع والديه واخوته إلى الحجاز وهو في أعز شبابه ، فذاق آلام الهجر والاغتراب عن مأوى العشيرة والأحباب، وفي المدينة المنورة أتم احمد رضا حوحو دراسة العربية في المعهد الحر للعلوم الدينية الى أن صار مدرسا بنفس المعهد.، وفي سنة 1937م أضاف لنفسة نشاطا آخر في المجال الفكري والأدبي فظهر له أول مقال تحت عنوان:" الطرقية في خدمة الاستعمار" في مجلة الرابطة العربية الصادرة بالقاهرة ،ما يدل على علمه ودرايته بالصراع العنيف الدائر بين رجال الاصلاح والطرقية الموالية للاستعمار.
واصل الأديب نشاطه الفكري والتعبير عن آرائه وأفكاره عبر مختلف الصحف الصادرة في المدينة المنورة ، خاصة مجلة المنهل التي ما يزال البعض من نسخها لدى من أحبوه، إذ لمع اسمه في العدد الثالث من المجلة في فبراير سنة 1937م بمقالة تحت عنوان :{ ملاحظات مستشرق مسلم على بعض آراء المستشرقين وكتبهم عن الإسلام}،نشرت المقالة في أربع حلقات متتالية، حلّل فيها كتاب " الحج إلى بيت الله الحرام" اختار من مجموع الكتب، كتاب الحج إلى بيت الله، لما ينطوي عليه من متعة أدبية وعلمية سجلها ناصر الدين أثناء رحلته إلى الحجاز، وأمتع ما فيه معالجته لمواضيع شيقة تهم القارئ العربي، وبيّن فيها موقف المستشرقين من القرآن واللّغة ،والشعر والخط العربي، ورد بالنزاهة والدقة والتحقيق أراجيف بعض المستشرقين، وبما نقله عن العربية أو اليها يكون قد فتح للمجلة وقرائها نافدة على الأدب الغربي، وفي سنة 1946م بعد وفات والديه عاد الى الجزائر مارا بمصر وباريس ،واستقر بمدينة قسنطينة، وقد تكونت لدين صورة واضحة هن الفروق بين الغرب والشرق، وبينهما وبين وطنه الجزائر. اشتغل كاتبا عاما لمعهد ابن باديس، وانتخب عام1947م عضو عامل في جمعية العلماء ،ولجنتة التعليم العليا للجمعية.
وكان للأديب نشاط فكري اجتماعي كبير لا يمكن سرده في هذه العجالة ،لكن يمكن استقراؤه من أثاره.
غادة ام القرى (قصة طويلة) سنة 1947.
مع حمار الحكيم (مقالات قصصية ساخرة) سنة 1953.
صاحبة الوحي (قصص) سنة 1954.
نماذج بشرية مجموعة قصصية للكاتب الجزائري أحمد رضا حوحو نشرت سنة 1955.
وله قصص قصيرة عديدة، حيث اعتبر رائد القصة القصيرة في الجزائر، نذكر، منها : "يأفل نجم الأدب»، و"ابن الوادي"، و"الأديب الأخير".
أستمر نشاطه الى يوم يوم استشهاده في : 29 مارس 1956 م حيث قبض عليه من طرف الاستعمار الفرنسي إثر وقوع عملية تفجير في دائرة البوليس المركزية واغتيال محافظ شرطة قسنطينة.

يرى البعض: أن أدب الأستاذ حوحو يتميز بالخفة والصدق والانتقاد، ويرد النقاد أثر حوحو إلى التجديد في الشكل والمضمون وقوة التأثير.
إذا أيقنا أن الواقع لا يمكن أن يتحدد في صورة واحدة ،ولا يمكن أن يسبك في عمل ابداعي منفرد، فإننا لن نشك أن الكلمة المعبرة تحتويه بقدر كبير من التصوير و التدقيق ،وما يكتبه القاص أو الروائي أو الشاعر حين يستجمع معالم الحدث الظاهرية منها و الباطنية ،بتداخل أجزائها وتصارع شخصياتها و تناقض مواقفها و تنوع أفكارها، مدعومة بخيال قريب من الواقع يؤثر في النفس. وأديبنا، كل ما كتب عن موضوع الصراع يسجل الحدث في تفاصيله المختلفة مهما تداخلت ازمنته في مستوياتها الفكرية و الاجتماعية، ما يجعل القصة تتحول إلى وثيقة تحمل من الأسرار و الأجوبة و التحليل المنطقي الكثير.
ففي مجمل ما كتب الأديب الناقد الاجتماعي البارع أحمد رضا حوحو لم يكن مجرد نص أدبي ،فالعملية بالنسبة اليه، عمل ذو دلالات توثيقية هامة تحتاجها الأجيال لتتحمل مسئوليتها على أكمل وجه.
كانت محنة الجزائر و لا تزال القضية الواضحة في أسلوبها النموذجي في مواجهة الاحتلال الفرنسي البغيض مسألة كتب المبدعون من أبنائها و غيرهم... في شأنها الكثير،شعرا قصة و رواية منهم الأديب الثائر رضا حوحو،نتبين ذلك من خلال قراءة لبعض قصصه الجميلة ...
01- مع حماري الحكيم المنشورة بقسنطينة سنة1953م قصة فكاهية قصيرة بينت تأثر الاديب بقصة: "حماري قال لي" لتوفيق الحكيم.
فبعد وصول نسخة من القصة الي يد الأديب أحمد رضا حوحو و قراها غفا والكتاب على صدره ليتحول حلمه إلى احداث قصة طريفة مع الحمار الدي صوره الاديب توفيق الحكيم في قصتة "حمار مثقف، له علم بكل القضايا والاحداث" فيجري بينهما حوار مثير عن المرأة والسياسة والاقتصاد وأوضاع التعليم،لكنه يعرف ان الحمار قدم ملبيا دعوة للغناء في الإذاعة الجزائرية.... يستيقظ الأديب ليجذ ان كل ما حصل كان تخيلات طفت في ساحة اللاشعور نتيجة التراكمات الاجتماعية لا صلة لها بالحقيقة.
غادة أم القرى...وهي باكورة أعماله، طبعت سنة 1947م بالجزائر، وهي ليست بالطويلة المملة ولا القصيرة المخلة ، تتناول قضية اجتماعية ،ما يزال نسيج خيوطها معقدا الى اليوم.
القصة تتناول قضية المرأة العربية في الحجاز وما تعانيه من حرمان في الحب والعطف والعلم ورفاهية الحياة ،أهداه الى المرأة ا لعربية في الجزائر التي لا تختلف عنها في اوضاعها...هذه القصة إن لم تكن واقعية بأحداثها واشخاصها ،فإنها مستوحاة من عالم محسوس، في ذلك الوسط المحبوس في تقاليده واعرافه المتوارثة من احط عصور الجاهلية والجمود خاصة وان اديبنا أمضى جزء من شباب بهذا الوسط هنا وهناك.
وإذا كان لنا أن نقرأ الأهداف لما كان يكتب" قصص روايات" فإننا سنجد ها محاولة اصلاح بعض العادات الفاسدة المتواطئ عليها من طرف الشعب، والثورة على واقع كبله الجهل والخرافة والجمود والدجل، أمور أعاقت العقل العربي وأماتت فيه سمة الابداع.



 
شكرا لك حبيبتي جزاكي الله خيرا في الدنيا و الاخرة لا تبخلي نحن نتظر جديدك
 
قرأت مجموعته القصصية يقال انه اب القصة القصيرة في الجزائر........الله يرحمو
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top