وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر.


72.gif



1asp143.gif
وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
1asp143.gif




تنويه: بمناسبة ذكرى الفاتح من نوفمبر تشرين الثاني و هي ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية المباركة ضد الاستدمار الفرنسي الذي عاث في الارض فسادا فأهلك الحرث والنسل و هتك العرض واحتل الأرض و استغل ثروات البلاد و استرق واسترق العباد...هذه الثورة العظيمة التي كانت مثلا ساميا للتحرر من قيود الاسر و القهر وجبروت المستعمر و تحرير الجزائر كانت هذه الثورة المباركة مثلا للبلدان الأخرى ومنها انطلقت مشاعل التحرر في كل البقاع و شجع الحركات التحررية في إفريقيا و أسيا و أمريكا الجنوبية.
وبادئا ذي بدء نستفتح هذه السلسلة من تاريخ الجزائر بقول الله تعالى:


(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) (الحج 39-40 )



{ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [آل عمران:169]



849193434152475833.jpg



هذه قصيدة لشاعر الثورة الجزئرية مفدي زكرياء


1asp143.gif
... نوفمبــــــر...
1asp143.gif

1asp143.gif



نوفمبر جل جلالك فينا


نوفمبر جل جلالك فينا
ألست الذي بث فينا اليقينا
سبحنا على لجج من دمانا
و للنصر رحنا نسوق السفينا
و ثرنا نفجر نارا و نورا
ونصنع من صلبنا الثائرين
ونلهم ثورتنا مبتغانا
فتلهم ثورتنا العالمينا
و تسخر جبهتنا بالبلايا
فنسخر بالظلم والظلامينا
و تعلو السياسة طوعا وكرها
لشعب أراد فأعلى الجبينا
جمعنا لحرب الخلاص شتاتا
سلكنا به المنهج المستبينا
و لولا التحام الصفوف وقانا
لكنا سماسرة مجرمينا
فليت فلسطين تقفو خطانا
و تطوي كما قد طوينا السنينا
وبالقدس تهتم لا بالكراسي
تميل يسارا بها و يمينا


********** **********
شغلنا الورى... وملأنا الدنا...
بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزاااااااااائر
1asp143.gif
1asp143.gif
1asp143.gif
1asp143.gif

***********************


وهذا اليوتيوب بصوت الشاعر الثائر يمجد ثورة نوفمبر

وكلمات القصيدة مكتوبة على اليوتيب بالعربية و مترجمة

http://www.youtube.com/watch?v=H1xucfBwxj4&feature=player_embedded

1- كرونولوجيا المقاومة والحركة الوطنية 1830-1954

1830
14 جوان انزال الحملة الفرنسية العسكرية
18 جوان معركة اسطاوالي بين الفرنسيين وقوات الداي
23 جويلية بداية المقاومة في متيجة

1832
27 نوفمبر اندلاع مقاومة الامير عبد القادر

1833
3 جوان حمدان خوجة يقدم تقريرا عن احوال الجزائريين

1834
26 فيفري توقيع معاهدة دي ميشال

1835
27جوان معارك الاميرعبدالقادر معركة المقطع
31 سبتمبر الامير عبد القادر يراسل بريطانيا

1836
21 نوفمبر معركة قسنطيتة الاولى

1837
30 ماي توقيع معاهدة التافنة بين الامير عبد القادر والجنرال بيجو
13/6 اكتوبر معركة قسنطينة الثانية

1839
23 ديسمبر معارك جيش الامير معركة واد العلايق

1843
16 ماي زمالة الامير عبد القادر تسقط على يد الدوق دومال

1845
26 سبتمبر معارك جيش الامير معركة سيدي ابراهيم

1847
جويلية انتقال الامير عبد القادر الى المغرب
23 ديسمبر الامير عبد القادر يستسلم للقائد الفرنسي لامورسيير
25 ديسمبر الامير عبد القادر يحول الى فرنسا

1848
5 جوان احمد باي يستسلم للقوات الفرنسية
نوفمبر الامير عبد القادر ينقل الى سجن لامبواز

1849
ماي بداية مقاومة الزعاطشة
26 نوفمبر الشيخ بوزيان يستشهد في معركة سيدي المزاري

1851
فيفري اندلاع مقاومة الشريف بو بغلة
5سبتمبر اندلاع مقاومة ابن ناصر بن شهرة

1852
4/2 1852 ديسمبر اندلاع مقاومة الاغواط

1855
30اوت 1855 اندلاع مقاومة جرجرة بقيادة الشريف بو حمارة

1857
ماي اندلاع مقاومة لالة فاطمة انسومر

1864
8 افريل اندلاع مقاومة اولاد سيدي الشيخ

1869
1فيفري 1869 معارك مقاومة اولاد سيدي الشيخ معركة الدبداب بقيادة سي يعلا.
كرونولوجيا المقاومة والحركة الوطنية 1871-1919

1871
جانفي اندلاع مقاومة بني تاصر
فبراير اندلاع مقاومة الصبايحية ومحمد الكبلوتي
مارس تعيين هنري دي قيدون حاكما عاما على الجزائر
05 مارس الشريف بو شوشة يدخل منطقة وادي سوف ويعين بن ناصر بن شهرة خليفة عليها
15 مارس اندلاع مقاومة الحاج المقراني
25 مارس مصادرة املاك محمد المقراني بقرار من الحاكم العام الفرنسي
افريل الشيخ الحداد ينضم الى المقراني المعارك الى جانب المقراني
05 ماي استشهاد محمد المقراني
جوان اندلاع مقاومة مولاي الشقفة
جويلية الشيخ الحداد يقع اسيرا لدى الجيش الفرنسي رفقة ابنه عزيز
20سبتمبر معركة نقرين بين الشريف محمد بن عبد الله والجيش الفرنسي
12 اكتوبر الشريف بن عبد الله ينتقل الى الجنوب التونسي

1873
جوان تعيين الجنرال انطوان شانزي حاكما عاما للجزائر
جويلية الشريف بوشوشة يقوم بعدة هجمات على المواقع الفرنسية في الجنوب

1874
مارس الشريف بوشوشة يقع اسيرا

1875
02 جوان بن ناصر بن شهرة يغادر تزنس في اتجاه بيروت و دمشق بسبب مضايقات باي تونس
29 جوان السلطات الفرنسية تنفد حكم الاعدام في حق الشريف بوشوشة في قسنطينة

1876
11 افريل اندلاع مقاومة واحة العامري -بسكرة-

1879
مارس تعيين البير قريفي حاكما عاما للجزائر
جوان اندلاع مقاومة الاوراس الأولى

1881
16 فبراير اندلاع مقاومة التوارق بقيادة الشيخ آمود
ابريل اندلاع مقاومة الشيخ بو عمامة
19 ماي معارك مقاومة اولاد سيدي اشيخ معلاكة الشلالة
14اوت الجيش الفرنسي يدمر ضريح سيدي الشيخ
26 نوفمبر تعيين لويس تيرمان حاكما عاما للجزائر

1883
26 ماي وفاة الامير عبد القادر بن محي الدين في دمشق

1888
اوت الجيش الفرنسي يشن حملة عسكرية في جبال عمور ضد القبائل التي انضمت الى مقاومة الشيخ بو عمامة

1901
26 افريل اندلاع مقاومة عين التركي ومليانة بقيادة الشيخ يعقوب بن الحاج
جانفي الادارة الفرنسية تصادر املاك المشاركين في مقاومة عين الترك
فبراير السلطات المغربية تطرد الشيخ بوعمامة من فقيق بطلب من الفرنسيين
07 ماي اندلاع معركة تيت بقيادة الشيخ آمود

1903
جانفي معركة السمامير قرب وجدة بين الشيخ بو عمامة والجيش المغربي

1905
جويلية/اوت اندلاع عدة حرائق للغابات في منطقة الشلف وبلاد الفبائل واعتماد فرنسا مبدأ المسؤولية الجماعية لمعاقبة القبائل

1912
03 فبراير صدور مرسوم التجنيد الاجباري للشبان الجزائريين
19 سبتمبر صدور مرسوم حول العقوبات الخاصة بالتجنيد الاجباري
21 سبتمبر اندلاع مقاومة بني شقران -معسكر- ضد التجنيد الاجباري

1916
فبراير الشيخ آمود ينتصر على القوات الفرنسية في معركة جانت
سبتمبر مقاومة الاوراس الثانية ضد التجنيد الاجباري

1919
كرونولوجيا المقاومة والحركة الوطنية 1919-1954

1923
جويلية مغادرة الامير خالد الجزائر الى القاهرة

1924
جويلية رسالة الامير خالد الرئيس هيريو
3سبتمبر انقاد مؤتمر الشمال افرقيين بمشاركة الامير خالد

1925
25 ماي 1925 موريس فيوليت حاكم عام الجزائر
مارس 1926 تأسيس حزب نجم شمال افريقيا

1927
18/10 جوان تاسيس فيديرالية المنتخبين الجزائريين

1930
1جانفي الاحتفال بالذكرى المئوية للاحتلال
وقولة أحمد مصالي الحاج للمحتفلين الفرنسيين بعد ان حمل حفنة من التراب وقال لهم:
(إعلموا جيدا أن تراب الجزائر لا يرهن ولا يباع).

1931
5ماي1931 تاسيس جمعية علماء المسلمين
8جويلية 1931 اعلان مشروع بلوم فييوليت

1935
17 سبتمبر1935 اول مؤتمر لجمعية علماء المسلنين الجزائريين

1936
9جانفي وفات الامير خالد
26 افريل اعتماد فدرالية الكشافة الاسلامية
7جوان انعقاد المؤتمر الاسلامي

1937
17/8 اكتوبر تاسيس الحزب الشيوعي الجزائري
26 جانفي صدور مرسوم رئاسي بحا النجم
12/11 مارس تاسيس حزب الشعب الجزائري
14 جويلية مظاهرات حزب الشعب الجزائري في العاصمة

1940
16 افريل 1940 وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس

1941
8ماي1941 اعدام محمد بوراس

1943
12 فيفري صدور البيان الجزائري

1944
14 مارس تاسيس حركة احباب البيان والحرية

1945
8 ماي 1945 مظاهرات 8 ماي 1945
التي راح ضحيتها 45000 شهيد جزائري
في كل من سطيف وقالمة وخراطة

1946
28/25 سبتمبر تاسيس حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري
10نوفمبر 1946 تاسيس حركة ا نتصار الحريلت الديمقراطية

1947
15فيفري المؤتمر الاول لحركة الانتصار للحريات الديمقراطية
اكتوبر فوز حركة انتصار الحريات في الانتخابات
20سبتمبر القانون الاساسي للجزائر

1948
سبتمبر 1948 رسالة الحاج مصالي الى الامم المتحدة

1949
18/16 سبتمبر المؤتمر الثاني للاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري

1950
مارس1950 الشرطة الفرنسية تباشر تفكيك المنظمة الخاصة
10ماي القاء القبض على احمد بن بلة
ماي جمعية العلماء المسلمين تطالب بفصل الدين عن الدولة
21/20 جوان محاكمة احمد بن بلة في قضية بريد وهران

1951
1ماي مظاهرات بباريس بقيادة حركة الانتصار للحريات الديمقراطية

1952
16 مارس فرار احمد بن بلة ومحساس من السجن
14 ماي مظاهرات حركة الانتصار للحريات الديمقراطية في مدينة الشلف
ماي فرنسا تطرد أحمد مصالي الحاج خارج الجزائر

1953
افريل بداية الازمة بين مصالي الحاج والمركزيين
12 جوان مانديس فرانس حاكما عاما للجزائر

1954
15/13 جويلية المؤتمر الاستثنائي لحركة الانتصار للحريات الديمقراطية
مارس تاسيس اللجنة الثورية للوحدة والعمل
18/17 جوان مانديس فرانس رئيسا للوزراء
25 جويلية اجتماع22
24 اكتوبر تاسيس جبهة التحرير الوطني
10اكتوبر 1954 قرار المنظمة الخاصة بهيكلة التراب الوطني
24 اكتوبر تحديد 1 نوفمبر موعدا لاندلاع الثورة

2- كرونولوجيا الثورة الجزائرية المباركة

01 نوفمبر 1954
اندلاع الثورة التحريرية الكبرى

03 نوفمبر 1954
ردود الفعل الفرنسية على اندلاع الثورة

05 نوفمبر 1954
استشهاد رمضان بن عبد المالك (أحد مفجري الثورة) قرب مستغانم

18 نوفمبر 1954
استشهاد باجي مختار (أحد مفجري الثورة) قرب مدينة سوق اهراس

23 ديسمبر 1954
بداية العمليات العسكرية

14 جانفي 1955
اعتقال مصطفى بن بوالعيد قائد المنطقة الأولى بتونس
استشهاد ديدوش مراد (قائد المنطقة الثانية و أحد مفجري الثورة) في معركة بوكركر.

23 جانفي 1955
انطلاق عمليتي فيوليت – فيرونيك

25 جانفي 1955
تعيين جاك سوستال حاكما عاما على الجزائر خلفا لروجيه ليونار.

05 فيفري 1955
سقوط الحكومة الفرنسية بعد فشل سياسة منديس فرانس

26 مارس 1955
الحلف الأطلسي يعلن مساندته للحكومة الفرنسية في حربها ضد الجزائر.

01 أفريل 1955
المصادقة على تطبيق قانون حالة الطوارئ لمدة 6 أشهر من طرف الجمعية الوطنية الفرنسية

15 ماي 1955
تدعيم المجهود الحربي الفرنسي بتخصيص 15 مليار فرنك للقضاء على الثورة

16 ماي 1955
مجلس الوزراء الفرنسي يقرر إضافة 40 ألف جندي و يستدعي الإحتياطيين

01 جوان 1955
جاك سوستال يعلن عن إصلاحات

13 جوان 1955
معركة الحميمة الأولى في الولاية الأولى

24 جوان 1955
إلقاء القبض على الأمين دباغين

13 جويلية 1955
ميلاد الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين

20 أوت 1955
بداية الهجوم الشامل بمنطقة الشمال القسنطيني

22 سبتمبر 1955
معركة الجرف الأولى

29 سبتمبر 1955
إنشاء المصالح الإدارية المختصة

01 أكتوبر 1955
وصول كمية من الأسلحة لجيش التحرير الوطني على متن السفينة الأردنية "دينا"
بداية هجوم جيش التحرير في الغرب الجزائري

27 أكتوبر 1955
التحاق بودغان علي (العقيد لطفي) بصفوف جيش التحرير الوطني

30 أكتوبر 1955
استشهاد البشير شيحاني قائد الولاية الأولى

10 ديسمبر 1955
التحاق 180 ألف جندي إضافي بالجيش الفرنسي في الجزائر

07 جانفي 1956
حل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وذوبانها في جبهة التحرير الوطني

19 جانفي 1956
اغتيال الدكتور بن زرجب بتلمسان

24 فيفري 1956
تأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين

22 مارس 1956
استشهاد القائد مصطفى بن بوالعيد (أحد مفجري الثورة) قائد الولاية الأولى.

05 أفريل 1956
التحاق مايو (و معه كمية من الأسلحة) بالثورة

16 أفريل 1956
استشهاد سويداني بوجمعة (أحد مفجري الثورة) بالقرب من القليعة

22 أفريل 1956
انضمام أحمد فرنسيس للثورة
فرحات عباس يحل الإتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري وينظم إلى جبهة التحرير

28 أفريل 1956
تصدي جيش التحرير لعملية التمشيط المسماة "الأمل و البندقية"

06 ماي 1956
معركة جبل بوطالب في الولاية الأولى

19 ماي 1956
إضراب الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين والتحاقهم بالثورة

23 ماي 1956
إلقاء القبض على عيسات إيدير

07 جويلية 1956
معركة الونشريس بالولاية الرابعة

20 أوت 1956
انعقاد مؤتمر الصومام الذي قام بإعادة تنظيم الثورة و خرج بعدة قرارات.

23 سبتمبر 1956
استشهاد زيغود يوسف (أحد مفجري الثورة) بمنطقة سيدس فرغيش

16 أكتوبر 1956
الجيش الفرنسي يحجز باخرة أتوس و هي محملة بـ 70 طن من الذخيرة موجهة لجيش التحرير الوطني

01 نوفمبر 1956
جبهة التحرير الوطني تنشر قرارات مؤتمر الصومام

08 نوفمبر 1956
معركة جبل بوكحيل بالولاية السادسة

09 ديسمبر 1956
معركة النسينسة بالولاية السادسة

26 ديسمبر 1956
معركة أولاد رشاش بالولاية الأولى

01 جانفي 1957
تأسيس إذاعة صوت الجزائر

07 جانفي 1957
بداية معركة الجزائر العاصمة بقيادة الجنرال ماسو

09 جانفي 1957
تأسيس الهلال الأحمر الجزائري

28 جانفي 1957
انطلاق إضراب الثمانية أيام

23 فيفري 1957
إلقاء القبض على العربي بن مهيدي (أحد مفجري الثورة)

03 مارس 1957
استشهاد العربي بن مهيدي تحت التعذيب

20 أفريل 1957
معركة فلاوسن بالولاية الخامسة

28 ماي 1957
استشهاد علي ملاح قائد الولاية السادسة

12 جوان 1957
موافقة البرلمان الفرنسي على تشكيل حكومة بورجيس مونري

19 جويلية 1957
معركة جبل بوزقزة في الولاية الرابعة

06 أوت 1957
صدور مرسوم ماكس لوجان لتقسيم الصحراء

28 أوت 1957
انعقاد أول مؤتمر للمجلس الوطني للثورة الجزائرية بالقاهرة

19 سبتمبر 1957
مصادقة مجلس الوزراء الفرنسي على قانون الإطار الخاص بالجزائر

08 أكتوبر 1957
استشهاد علي عمار (علي لابوانت) و حسيبة بن بوعلي بالقصبة

25 أكتوبر 1957
اجتماع لجنة التنسيق و التنفيذ بتونس

27 ديسمبر 1957
اغتيال عبان رمضان بالمغرب بتهمة التخطيط للقضاء على رفاقه من العسكريين و ذلك بعد خلافات حادة معهم خاصة كريم بلقاسم و بوصوف.

08 جانفي 1958
حل الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين

08 فيفري 1958
قصف ساقية سيدي يوسف

19 فيفري 1958
قرار مجلس الوزراء الفرنسي بإقامة مناطق محرمة على الحدود الجزائرية

15 أفريل 1958
سقوط حكومة فليكس قايار تحت تأثير الثورة

25 أفريل 1958
تنفيذ حكم الإعدام بالمقصلة في الشهيد طالب عبد الرحمان

27 أفريل 1958
انعقاد مؤتمر طنجة و إعلان تأييده للثورة الجزائرية

13 ماي 1958
انقلاب 13 ماي 1958 في فرنسا وعودة الجنرال شارل دوغول

24 جوان 1958
زيارة شارل دوغول للجزائر

27 أوت 1958
امحمد يزيد يقدم بيانا للأمم المتحدة لفضح سياسة فرنسا في الجزائر

19 سبتمبر 1958
تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية و الإعلان عنها بالقاهرة.

26 سبتمبر 1958
أول تصريح للحكومة المؤقتة تعلن فيه فتح مفاوضات مع فرنسا

02 أكتوبر 1958
إعلان فرنسا عن مشروع قسنطينة الإقتصادي و الإجتماعي لتجفيف منابع الثورة

23 أكتوبر 1958
دوغول يعرض على جبهة التحرير سلم الشجعان

02 ديسمبر 1958
انتخاب شارل دوغول رئيسا للجمهورية الفرنسية، ويطلب صلاحيات واسعة.

08 ديسمبر 1958
برمجة القضية الجزائرية ضمن جدول أعمال الأمم المتحدة

07 مارس 1959
نقل أحمد بن بلة و رفاقه إلى سجن جزيرة إكس

28 مارس 1959
استشهاد العقيدين الحواس و اعميروش

18 أفريل 1959
الشروع في تطبيق مخطط شال

05 ماي 1959
استشهاد العقيد سي محمد بوقرة

22 جويلية 1959
الشروع في تنفيذ عملية المنظار في الولاية الثانية

29 جويلية 1959
استشهاد العقيد سي الطيب الجغلالي قائد الولاية السادسة

01 سبتمبر 1959
مصادقة الجامعة العربية على عدة قرارات لدعم الثورة الجزائرية

04 سبتمبر 1959
جيش التحرير يتصدى لعملية الأحجار الكريمة

16 سبتمبر 1959
شارل دوغول يعترف بحق الجزائريين في تقرير المصير

10 نوفمبر 1959
شارل دوغول يجدد نداءه لوقف إطلاق النار

20 نوفمبر 1959
الحكومة المؤقتة تعين أحمد بن بلة و رفاقه للتفاوض مع فرنسا حول تقرير المصير

10 ديسمبر 1959
اجتماع المجلس الوطني للثورة الجزائرية و تكوين الحكومة المؤقتة الثانية برئاسة فرحات عباس

19 ديسمبر 1959
الإتحاد العام للعمال الجزائريين يرفض نتائج التحقيق الخاصة بظروف وفاة عيسات إيدير

05 جانفي 1960
جريدة لوموند الفرنسية تنشر تقرير الصليب الأحمر حول التعذيب في الجزائر

18 جانفي 1960
المجلس الوطني يوافق على إنشاء قيادة الأركان برئاسة العقيد هواري بومدين

13 فيفري 1960
أول تجربة نووية فرنسية بمنطقة رقان بالصحراء الجزائرية

08 مارس 1960
اجتماع المجلس الوطني للثورة الجزائرية بتونس

27 مارس 1960
استشهاد العقيد لطفي قائد الولاية الخامسة جنوب مدينة بشار.

30 أفريل 1960
تفجير قنبلة نووية للمرة الثانية بالصحراء

01 ماي 1960
استخدام فرنسا قنابل النابالم جنوب عين الصفراء

14 جوان 1960
دوغول يعلن استعداده لاستقبال وفد عن قادة الثورة بباريس من أجل إيجاد نهاية مشرفة للمعارك.

28 جوان 1960
انطلاق المفاوضات الجزائرية الفرنسية في مولانmelun

05 سبتمبر 1960
شارل دوغول يعلن في ندوة أن الجزائر جزائرية

27 سبتمبر 1960
زيارة فرحات عباس و بن طوبال للإتحاد السوفياتي و الصين

07 أكتوبر 1960
اعتراف الإتحاد السوفياتي بالحكومة المؤقتة للجزائر

16 نوفمبر 1960
دوغول يعلن أمام مجلس الوزراء الفرنسي عزمه على إجراء استفتاء و تقرير المصير

11 ديسمبر 1960
اندلاع مظاهرات 11 ديسمبر في مناطق عديدة من الجزائر خاصة في المدن الكبرى

20 ديسمبر 1960
الجمعية العامة للأمم المتحدة تصادق على لائحة الإعتراف بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره.

11 أفريل 1961
دوغول يصرح في ندوة صحفية أنه ليس من مصلحة فرنسا البقاء في الجزائر و يؤكد على أن الجزائر جزائرية

10 ماي 1961
الإنطلاق الفعلي للمفاوضات الجزائرية الفرنسية في إيفيان لكنها فشلت بسبب إصرار الوفد الجزائري على عدم المساس بسيادة و وحدة التراب الوطني.

20 جويلية 1961
استئناف المفاوضات في قصر لوغران Lugrin

9 أوت 1961
اجتماع المجلس الوطني للثورة الجزائرية و تعيين بن يوسف بن خدة رئيسا للحكومة المؤقتة مكان فرحات عباس الذي اشتدت خلافاته مع القيادة العامة لجيش التحرير

06 ديسمبر 1961
ظهور منظمة الجيش السري (oas) التي عرفت بالإرهاب و الأعمال الإجرامية على جميع المستويات و كانت تمثل اليمين المتطرف في الجيش الفرنسي الرافض لأي حل مع الجزائريين سوى الحل العسكري الحاسم.من أشهر عملياتها تفجير سيارة مفخخة بميناء الجزائر و قتل63 بريئا و حرق مكتبة جامعة الجزائر مما أدى إلى إتلاف600 ألف عنوان و تفجير المخابر و القاعات

09 جانفي 1962
محمد الصديق بن يحي يقدم مذكرة الحكومة الجزائرية ردا على مذكرة فرنسا

22 فيفري 1962
اجتمع المجلس الوطني للثورة الجزائرية بطرابلس لدراسة نص اتفاقيات إيفيان في كل جزئياتها, و تم التصويت على مشروع نص الإتفاقيات بالإجماع ما عدا أربعة (4) هم هواري بومدين و قائد أحمد وعلي منجلي و الرائد مختار بوعيزم.

27 فيفري 1962
مظاهرات ورقلة تنديدا بمشروع فصل الصحراء عن الشمال

18 مارس 1962
التوقيع على وثيقة اتفاقية إيفيان من طرف كريم بلقاسم و لوي جوكس، و إعلان بن خدة عبر إذاعة تونس عن وقف إطلاق النار في كافة أنحاء الجزائر بداية من 19 مارس 1962، و قام دوغول قبل ذلك بقليل بإعطاء نفس الأوامر للقوات الفرنسية.

29 مارس 1962
تكليف الهيئة التنفيذية المؤقتة برئاسة عبد الرحمان فارس بتسيير الفترة الإنتقالية و تحضير الإستفتاء

01 أفريل 1962
منظمة الجيش السري تكثف من أعمالها الإرهابية ضد الشعب الجزائري

01 جويلية 1962
استفتاء تقرير المصير

05 جويلية 1962
الإعلان الرسمي عن الإستقلال


المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وتحيا الجزائر حرة أبية



ta7iya.gif





87108647zx9.gif

qasralkhair-8c94891f8b.gif
</B></I>





 
- 14 - صدور البيان الجزائري 1943 وتداعياته

1265018739.gif







star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif



صدور البيان الجزائري 12 فيفري 1943 وتداعياته


تمهيد:


لـقـد ظـهـرت الـحـركـة الـوطـنـيـة قـبـل الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة واتـضـحـت أكـثـر بـعـدهـا، وكـانـت مـعـالـمـهـا مـتـحـددة فـي عـدة اتـجـاهـات سـيـاسـيـة هـي :

أ – اتـجـاه الـمـسـاواة :

مـثـلـه فـي الـبـدايـة الأمـيـر خـالـد، ثـم تـطـور إلـى الـمـطـالـبـة بـالـتـجـنـيـس والانـدمـاج وهـي تـجـربـة المناضلين إبـن جـلـول وفـرحـات عـبـاس وكـانـت هـذه الـتـجـربـة فـاشـلـة بـسـبـب رفـض كـل مـن الـجـزائـريـيـن والـفـرنـسـيـيـن.

ب – الاتـجـاه الاسـتـقـلالـي :

يـمـثـلـه حـزب الـشـعـب الـجـزائـري الـذي تـأسـس فـي مـارس 1937 بـرئـاسـة أحمد مـصـالـي الـحـاج وهـو امـتـداد لـحزب نـجـم شـمـال إفـريـقـيـا. وقـد لـعـب هـذا الـحـزب الـدور الـكـبـيـر والـفـعـال فـي الـحـركـة الـوطـنـيـة الـجـزائـريـة.

جـ – الاتـجـاه الإصـلاحـي :

تـبـلـور هـذا الاتـجـاه عـلـى يـد الـشـيـخ عـبـد الـحـمـيـد بـن بـاديـس وأنـصـاره، حـيـث أسـسـوا فـي مـاي 1931 جـمـعـيـة الـعـلـمـاء الـمـسـلـمـيـن الـجـزائـريـيـن، بـهـدف الـدفـاع عـن شـخـصـيـة الـجـزائـر وعـروبـتـهـا.

هـذه أهـم الاتـجـاهـات الـسـيـاسـيـة الـتـي مـيـزت الـحـركـة الـوطـنـيـة فـي فـتـرة الـحـربـيـن الـعـالـمـيـتـيـن، والـتـي تـتـبـلـور أكـثـر بـعـد الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة.


مـوقـف الـجـزائـريـيـن مـن الـحـرب العالمية الثانية :


1 – عـلـى مـسـتـوى الـشـعـب :

حـاولـت الـعـنـاصـر الـجـزائـريـة الـتـي نـقـلـت إلـى جـبـهـة الـقـتـال الاتـصـال بـالألـمـان بـهـدف الـتـدرب عـلـى تـقـنـيـات الـتـخـريـب وحـرب الـعـصـابـات. وهـنـاك مـن شـارك فـي الـحـرب بـغـيـة الـتـحـرر بـعـد نـهـايـتـهـا خـاصـة وأنـهـا اعـتـبـرت صـراع تـحـرري لـلـشـعـوب والأفـراد دون تـمـيـيـز.


وكـان لـسـقـوط بـاريـس فـي 14 جـوان 1940 أثـره الإيـجـابـي فـي نـفـسـيـة الـجـزائـريـيـن إذ انـهـار عـامـل تـفـوق فـرنـسـا وتـحـطـمـت فـكـرة فـرنـسـا الـتـي " لا تـغـلـب". أي " لا تهزم "

2 – عـلـى الـمـسـتـوى الـسـيـاسـي :

نـمـو الـوعـي الـوطـنـي الـسـيـاسـي وأدرك الـجـزائـريـيـن ضـرورة الـتـحـرر خـاصـة أمـام وضـعـيـة فـرنـسـا، وسـمـح ذلـك بـتـقـارب وجـهـات الـنـظـر بـيـن تـشـكـيـلات الـحـركـة الـوطـنـيـة المـخـتـلـفـة، تـجـسـد ذلـك في تـحـريـر بـيـان فـيـفـري 1943.


موقف فرنسا من الجزائريين:

ظهرت فرنسا بمظهرين هما:

أ/ * مظهر القوة والترهيب:

ويتجلى هذا المظهر في ما يلي:

1/ حل كل الأحزاب السياسية .

2/ اعتقال الزعماء الوطنيين وسجنهم.

3/ نفي بعض الزعماء خارج الوطن كالزعيم(أحمد مصالي مصالي).

4/ إرغام بعض الزعماء والعلماء على الإقامة الجبرية كالامام الشيخ(محمد البشير الإبراهيمي).

5/ منع الصحف والمجلات على الصدور .

6/ مضاعفة عملية التجنيد الإجباري للقادرين على حمل السلاح.

7/ تسخير كل إمكانيات الجزائر الطبيعية والاقتصادية لخدمة الحرب.

ب/ * مظهر المودة والترغيب:

ويتجلى هذا المظهر في ما يلي :

1/ توزيع بعض الأراضي الزراعية على الجزائريين.

2/ تكريم معطوبي حروب فرنسا وتقريبهم منها.

3/ إلغاء قانون كريميو.

4/ التظاهر ببعض الإصلاحات.


نـزول الـحـلـفـاء بـالـجـزائـر 1942 :

رحـب الـجـزائـريـيـن بـنـزول الـحـلـفـاء ( الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة، بـريـطـانـيـا ) عـلـى أسـاس أنـه يـمـثـل عـلامـة الـتـحـرر لـتـحـقـيـق مـبـادئ الـمـيـثـاق الأطـلـسـي، وبـعـد نـزولـهـم قـامـت جـمـاعـة يـتـرأسـهـا المناضل فـرحـات عـبـاس بـتـقـديـم مـذكـرة للـسـلـطـات الـفـرنـسـيـة والـقـيـادة الـحـلـيـفـة يـوم 22 / 12 / 1942 جـاء فـيـهـا :

* إنـشـاء جـمـعـيـة تـأسـيـسـيـة جـزائـريـة عـلـى أسـاس حـق الانـتـخـاب الـشـامـل يـنـتـج عـنـهـا دسـتـور سـيـاسـي اقـتـصـادي واجـتـمـاعـي جـديـد لـلـجـزائـر.

إلا أن الـسـلـطـات رفـضـت اسـتـقـبـال الـمـذكـرة الـجـزائـريـة كـمـا رفـضـتـهـا الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة و بـريـطـانـيـا بـدعـوة أنـهـا تـخـص الـفـرنـسـيـيـن.

موقف الحركة الوطنية من فرنسا :


إن الإجراءات التعسفية التي قامت بها فرنسا إبان وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وهذا في الفترة الممتدة بين 1939-1942 أدت إلى شل كل أنواع الأنشطة السياسية في الجزائر خلال تلك الفترة غير أن نزول الحلفاء بمنطقة شمال إفريقيا في 08/11/1942 وهم يحملون معهم عدة مبادئ من بينها حق الشعوب في تقرير المصير ولتطبيق هذا الأخير قاموا بإطلاق معظم الزعماء السياسيين باستثناء الزعيم أحمد مصالي الحاج وقد أدى إطلاق سراحهم إلى ظهور نشاط سياسي كبير تجلت مظاهره في بيان فيفري 1943.



بـيـان فـيـفـري 1943 :




كـانـت أحـداث الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة سـبـبـا مباشرا فـي زيـادة انـتـشـار الـوعـي الـوطـنـي وتـنـاسـي الأحـقـاد، حـيـث رأت الـطـبـقـة الـسـيـاسـيـة فـي الـجـزائـر ضـرورة وضـع بـرنـامـج سـيـاسـي يـطـرح مـشـكـلـة الـنـظـام الـمـقـبـل، ونـتـيـجـة لـذلـك انـعـقـد اجـتـمـاع 03 / 02 / 1943 ضـم أنـصـار حـزب الـشـعـب، الـعـلـمـاء والـنـواب وأعـدوا بـيـانا حـرره المناضل فـرحـات عـبـاس يـوم 10 / 02 / 1943 سـلـم لـلـوالـي الـعـام الـفـرنـسـي بـالـجـزائـر "الـمـارشـال بـيـرتـون" ونـسـخـا لـمـمـثـلـي حـكـومـة فـرنـسـا الـحـرة ومـمـثـلـي بـريـطـانـيـا والولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة وتـضـمـنـت :



* إدانـة الاسـتـعـمـار عـلـى مـخـتـلـف أشـكـالـه والـعـمـل عـلـى تـصـفـيـتـه.



* تـطـبـيـق مـبـدأ تـقـريـر الـمـصـيـر عـلـى جـمـيـع الـشـعـوب.



* مـنـح الـجـزائـريـيـن دسـتـورا خـاصـا بـهـا يـضـمـن حـريـة جـمـيـع الـسـكـان والـمـسـاواة بـيـنـهـم.



* الإفـراج عـن الـمـعـتـقـلـيـن الـسـيـاسـيـيـن مـن جـمـيـع الأحـزاب.



* إلـغـاء الـمـلـكـيـات الإقـطـاعـيـة والـقـيـام بـإصـلاحـات زراعـيـة.



ظروف ودوافع صدور هذا البيان:




رغم اختلاف آراء واتجاهات زعماء الحركة الوطنية الجزائرية في فترة ما بين الحربين إلا انهم وحدوا آراءهم و لأول مرة وهذا بإصدار
بيان فيفري .





**/أسباب ودوافع ظهور هذا البيان إلى:



1/ تعهد الحلفاء بتطبيق مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير.



2/ نزول الحلفاء بمنطقة شمال إفريقيا وتحريرها من النازية وحلفائها.



3/ إطلاق الحلفاء لسراح معظم السياسيين الجزائريين.



4/ السماح لزعماء الحركة الوطنية بممارسة نشاطهم السياسي.



5/ تعيين بير - تون والي عام على الجزائر.



6/ تعهد بير - تون بإصدار إصلاحات خاصة بالجزائريين.



7/ ظهور فكرة تقسيم الجزائر على لسان حكومة فيشي العميلة بباريس.



8/ تعيين المناضل فرحات عباس لتحرير هذا البيان .



المواقف المختلفة من البيان:



موقف الحاكم العام الفرنسي:


وافق بير تون على ال
بيان دون الرجوع إلى حكومته مما أدى إلى عزله وتعيين الجنرال كاترو مكانه وقد رفض هذا الأخير الاعتراف أو حتى محاورة الجزائريين. و أكد على أن الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا.





موقف الحلفاء:



وقف الحلفاء موقفا محايدا واعتبروا القضية داخلية غير انهم أكدوا مؤازرتهم لفرنسا في حالة حدوث حرب ضدها.



موقف الجنرال شارل ديغول:


رفض الجنرال شارل دوغول ال
بيان الجزائري وتعهد بإصدار آخر بدلا منه ظهر عام 1944 باسم إصلاحات مارس 1944.





موقف الحركة الوطنية الجزائرية :


أصرت الحركة الوطنية على تطبيق كل ما اقر في ال
بيانوأمام تعنت فرنسا ورفضها اللا منتهي قام المناضل فرحات عباس بإنشاء حزب سياسي يحمل نفس المطالب التي احتواها بيان الشعب الجزائري عرفت الحركة باسم: أحباب البيان والحرية وهذا في 14 مارس 1944.





انتفاضة 8 ماي 1945 وانعكاساتها:


بعد تعمت فرنسا في تلبية مطالب الحركة الوطنية دعا حزب أحباب البيان والحرية بالخروج في مسيرات من أجل تلبية مطالب البيان يوم 08 ماي 1944



أسباب حوادث 08 ماي 1945 :



1/ نمو الوعي القومي لدى كل الجزائريين .



2/ ظهور مطالب الشعب الجزائري المتمـثـلة في
بيان فيفري 1943.





3/ إعلان مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير.



4/ ظهور جامعة الدول العربية ومناداتها باستقلال العرب.



5/ التصريحات التي أدلى بها الجنرال شارل ديغول من برازافيل.



6/ نقض فرنسا لكل وعودها وعهودها.



7/ إستقلال بعض الدول العربية عن فرنسا كسوريا ولبنان.



8/ تزايد الوعي الوطني بعد مشاركة الجزائريين في الحرب.



9/ السياسة القمعية الفرنسية المستعملة ضد الشعب الجزائري.



10/ رغبة الجزائريين في الاحتفال كباقي شعوب العالم بعيد النصر.



إنعكاسات حوادث 8 ماي 1945:


1/ إستشهاد أكثر من خمسة وأربعون ألف 45 ألف شخص.



2/ إعتقال فرنسا لآلاف الجزائريين وسجنهم.



3/ نفي فرنسا لعدد كبير من السياسيين الوطنيين.



4/ إيمان زعماء الحركة الوطنية بان الاستقلال يؤخذ و لا يعطى.



5/ حل كل الأحزاب السياسية وشل نشاطاتها.



6/ تعميق الهوة بين الشعب الجزائري والمستعمر.



7/ التأكد من استحالت استجابت فرنسا للمطالب الوطنية بالطرق السلمية.



8/ الاستعداد الكامل من الشعب الجزائري لاعلان ثورة مسلحة ومحاربة فرنسا.









8ef40edd7c.gif





المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



8ef40edd7c.gif





...نلتقي لنرتقي في موضوع جديد من هذه السلسلة...




... بحول الله تعالى ...



sigpic1469013.gif





ta7iya.gif












qasralkhair-8c94891f8b.gif



 
-15- حركة أحباب البيان والحرية 1944 .

1265018739.gif








star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif


حركة أحباب البيان و الحرية 1944.

كانت الحركة الوطنية خلال 1940- 1942 تفتقر إلى القيادة. فقد مات الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس الذي كان محل تقدير الجميع تقريبا. و دخل الزعيم أحمد مصالى الحاج السجن و المنفى، و فقد الناس الثقة في ابن جلول الذي كان غامضا ومتذبذبا في المواقف خلال الثلاثينات، و تطوع المناضل فرحات عباس في الجيش الفرنسي و هو لم يكن قد صعد بعد إلى منصة المسؤولية، و من ثم لم يكن معروفا على المستوى الوطني، و كان معروفا شخصيا و لكنه لم يدخل امتحان القيادة.


ولذلك كان الجزائريون في حاجة إلى من يقودهم و يعبر عن رغباتهم. خلال هذه الفترة الحرجة التي ساد فيها الفراغ السياسي، فلا تجمعات و لا أحزاب و لا قادة، بل و لا حتى جريدة أو مجلة يلتفون حولها، دخلت الجزائر مرحلة جديدة من حياتها السياسية.

- ظهور البيان الجزائري

منذ 8 نوفمبر 1942 دخلت الجزائر مرحلة جديدة من تطورها السياسي سيطر فيها الحلفاء من جهة و لجنة فرنسا الحرة من جهة أخرى، واستمرت هذه المرحلة إلى نهاية الحرب و حوادث 8 ماي1945.


وقد تميزت هذه المرحلة من الجانب الوطني بمحاولة ملئ الفراغ على يد فرحات عباس، أما أعضاء حزب الشعب و جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فقد كانوا مقيدين أو مبعدين عن المسرح السياسي.

و تميزت الفترة بإطلاق العنان للشيوعيين ليستأنفوا نشاطهم. و قد ظهر خلال ذلك تيار وسط مثله البيان الجزائري الذي مثل التفكير المعتدل القائم على الطبقية و المصلحة الخاصة و مراعاة الظروف.

- موقف أحباب البيان من السياسة الفرنسية

كان رد الجزائريين على أمر 7 مارس 1944 الرفض باستثناء الموظفين وظهر المناضل فرحات عباس ليملأ الفراغ السياسي الموجود فألف منظمة سماها أحباب البيان الجزائري وهي المنظمة التي أصبحت نشيطة تستقطب آمال الجزائريين على مختلف اتجاهاتهم خلال الحرب وتعبر عن تمسكهم برفض السياسة الفرنسية وقد قامت بتعليق لافتات بالعربية في أهم المدن الجزائرية والتي تعلن "لا للجنسية الفرنسية نعم للجنسية الجزائرية وتسقط الجنسية الفرنسية وتعيش الجنسية الجزائرية للجميع." وقد قام المناضل فرحات عباس بالاتصال بالزعيم أحمد مصالى الحاج في معتقله بقصـر الشلالة وكذلك بممثلي العلماء وكون معهم جبهة موحدة أصبح هو المتحدث باسمها.

- موقف أحباب البيان من الانتخابات في البلدية

ظهرت منشورات سرية تنادي الجزائريين بمقاطعة الانتخابات البلدية التي كانت متوقفة وأعلن المناضل عباس فرحات في يونيو 1944 أن الوضع خطير . وأنه لا يمكن الانتظار حتى تحرير فرنسا بينما الجزائر لاتزال أرضا فرنسية و ناد الجزائريون بمقاطعة التصويت وعدم تسجيل أسمائهم في هيئة الانتخابات الفرنسية .


وانطلقت أصوات العلماء تنعت من يقبل الجنسية الفرنسية بالكفر والخيانة وقد وعد المناضل فرحات عباس أنصار أحباب البيان بأنهم يعملون على توزيع الثروات على الفلاحين وانهم يقفون ضد الإقطاع و الطبقات الممتازة وأنهم يهدفون إلى إقامة جمهورية جزائرية مرتبطة بفرنسا بعد أن تتحرر من فكرة الاستعمار الامبريالية .

وما كادت سنة 1944 تنتهي حتى كانت الحركة الوطنية اكثر سياسة واكثر دعما وأعمق تجربة بالإضافة إلى أنها قد دخلت مع الفرنسيين عهدا من التحدي والمواجهة لم تعرفه من قبل ، وهو العهد الذي انتهى مجازر 8 ماي 1945 الأليمة.







8ef40edd7c.gif





المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



8ef40edd7c.gif





...نلتقي لنرتقي في موضوع جديد من هذه السلسلة...




... بحول الله تعالى ...



sigpic1469013.gif





ta7iya.gif












qasralkhair-8c94891f8b.gif
 
-16- مظاهرات ومجازر 8 ماي 1945 .

1265018739.gif









star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif


مظاهرات ومجازر 8 ماي 1945 .

http://www.youtube.com/watch?v=mIhVerF4fSs




[FONT=&quo]1- [FONT=&quo]الوضع في الجزائر قبل مجازر 8 ماي 1945 [/FONT][/FONT]


كانت الجهود مبذولة بين أعضاء أحباب البيان والحرية لتنسيق العمل وتكوين جبهة موحدة، وكانت هناك موجة من الدعاية انطلقت منذ جانفي 1945 تدعو الناس إلى التحمس لمطالب البيان.

وقد انعقد مؤتمر لأحباب البيان أسفرت عنه المطالبة بإلغاء نظام البلديات المختلطة والحكم العسكري في الجنوب وجعل اللغة العربية لغة رسمية، ثم المطالبة بإطلاق سراح أحمد مصالي الحاج.

وقد أدى هذا النشاط الوطني إلى تخوف الفرنسيين وحاولوا توقيفه عن طريق اللجان التي تنظر إلى الإصلاح، وكان انشغالهم بتحرير بلدهم قد أدى إلى كتمان غضبهم وظلوا يتحينون الفرص بالجزائريين وكانوا يؤمنون بضرورة القضاء على الحركة الوطنية.

[FONT=&quo]2- [FONT=&quo]مظاهر الاحتفال بنهاية الحرب الثانية


كان زعماء الحركة الوطنية يحضرون إلى الاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية، عن طريق تنظيم مظاهرات تكون وسيلة ضغط على الفرنسيين بإظهار قوة الحركة الوطنية ووعي الشعب الجزائري بمطالبه، وعمت المظاهرات كل القطر الجزائري في أول ماي 1945، ونادى الجزائريون بإطلاق سراح أحمد مصالي الحاج، واستقلال الجزائر واستنكروا الاضطهاد ورفعوا العلم الوطني، وكانت المظاهرات سلمية.

وادعى الفرنسيون انهم اكتشفوا (مشروع ثورة) في بجاية خاصة لما قتل شرطيان في الجزائر العاصمة، وبدأت الإعتقالات والضرب وجرح الكثير من الجزائريين.

ولما أعلن عن الاحتفال الرسمي يوم 7 ماي، شرع المعمرون في تنظيم مهرجان الأفراح، ونظم الجزائريون مهرجانا خاصا بهم ونادوا بالحرية والاستقلال بعد أن تلقوا إذنا من الإدارة الفرنسية للمشاركة فياحتفال انتصار الحلفاء

[FONT=&quo]3- [FONT=&quo]المظاهرات[/FONT][/FONT]

خرج الجزائريون في مظاهرات 8 ماي 1945 ليعبروا عن فرحتهم بانتصار الحلفاء، وهو انتصار الديمقراطية على الدكتاتورية، وعبروا عن شعورهم بالفرحة وطالبوا باستقلال بلادهم وتطبيق مبادئ الحرية التي رفع شعارها الحلفاء طيلة الحرب الثانية، وكانت مظاهرات عبر الوطن كله وتكثفت في مدينة سطيف التي هي المقر الرئيسي لأحباب البيان والحرية، ونادوافي هذه المظاهرات بحرية الجزائر واستقلالها

[FONT=&quo]4 - [FONT=&quo]المجازر [/FONT][/FONT]

كان رد الفرنسيين على المظاهرات السلمية التي نظمها الجزائريون هو ارتكاب مجازر 8 ماي 1945، وذلك بأسلوب القمع والتقتيل الجماعي واستعملوا فيه القوات البرية والجوية والبحرية، ودمروا قرى ومداشر و دواوير بأكملها.

ودام القمع قرابة سنة كاملة نتج عنه قتل أكثر من 45000 شهيد جزائري، دمرت قراهم وأملاكهم عن آخرها. و وصلت الإحصاءات الأجنبية إلى تقديرات أفضع بين 50000 و 70000 شهيد من المدنيين العزل فكانت مجزرة بشعة على يد الفرنسيين الذين كثيرا ما تباهوا بالتحضر والحرية والإنسانية.



http://www.youtube.com/watch?v=tulu2OcLBVk

http://www.youtube.com/watch?v=hcYv85Tb5XU

http://www.youtube.com/watch?v=WpwyJpMxrYA

http://www.youtube.com/watch?v=vRSq2UWdTDM

http://www.youtube.com/watch?v=K5k5MipWLw4

http://www.youtube.com/watch?v=gUiOJQmW340




[/FONT]

[/FONT]

8ef40edd7c.gif





المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



8ef40edd7c.gif





... نلتقي لنرتقي في موضوع جديد من هذه السلسلة ...




... بحول الله تعالى ...



sigpic1469013.gif





ta7iya.gif












qasralkhair-8c94891f8b.gif
 
-17- أحداث 08 ماي 1945 "فج أمزالة".. الأحداث المجهولة

1265018739.gif










star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif


attachment.php


696image.jpeg

876image.jpeg


1- الطريق إلى أحداث الثامن ماي

http://www.youtube.com/watch?v=vJUZDEQ9BU0


1ـ الوضع في الجزائر قبل مجازر 8 ماي 1945:

http://www.youtube.com/watch?v=mIhVerF4fSs


كانت الجهود مبذولة بين أعضاء أحباب البيان والحرية لتنسيق العمل وتكوين جبهة موحدة، وكانت هناك موجة من الدعاية انطلقت منذ جانفي 1945 تدعوا الناس إلى التحمس لمطالب البيان.

وقد انعقد مؤتمر أحباب البيان الذي أسفر عنه المطالبة بإلغاء نظام البلديات المختلطة والحكم العسكري في الجنوب وجعل اللغة العربية لغة رسمية، ثم المطالبة بإطلاق سراح الزعيم أحمد مصالي الحاج.

وقد أدى هذا النشاط الوطني إلى تخوف الفرنسيين وحاولوا توقيفه عن طريق اللجان التي تنظر إلى الإصلاح، وكان انشغالهم بتحرير بلدهم قد أدى إلى كتمان غضبهم وظلوا يتحينون الفرص بالجزائريين، وكانوا يؤمنون بضرورة القضاء على الحركة الوطنية.

2- مظاهر الاحتفال بنهاية الحرب الثانية:

كان زعماء الحركة الوطنية يحضرون إلى الاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية، عن طريق تنظيم مظاهرات تكون وسيلة ضغط على الفرنسيين بإظهار قوة الحركة الوطنية ووعي الشعب الجزائري بمطالبه، وعمت المظاهرات كل القطر الجزائري في أول ماي 1945.. ونادى الجزائريون بإطلاق سراح الزعيم أحمد مصالي الحاج، واستقلال الجزائر واستنكروا الاضطهاد ورفعوا العلم الوطني، وكانت المظاهرات سلمية.

فيما إدعى الفرنسيون أنهم اكتشفوا (مشروع ثورة) في بجاية خاصة عندما قتل شرطيان في الجزائر العاصمة.. فبدأت الاعتقالات والضرب المبرح وجرح الكثير من الجزائريين.

ولما أعلن عن الاحتفال الرسمي يوم 7 ماي، شرع المعمرون في تنظيم مهرجان الأفراح، ونظم الجزائريون مهرجانا خاصا بهم ونادوا بالحرية والاستقلال بعد أن تلقوا إذنا من الإدارة الفرنسية للمشاركة في احتفال انتصار الحلفاء.

3- المظاهرات:
3778.imgcache.jpg


خرج الجزائريون في مظاهرات في يوم 8 ماي 1945 ليعبروا عن فرحتهم بانتصار الحلفاء، وهو إنتصار الديمقراطية على الدكتاتورية، وعبروا عن شعورهم بالفرحة وطالبوا باستقلال بلادهم وتطبيق مبادئ الحرية التي رفع شعارها الحلفاء طيلة الحرب العالمية الثانية، وكانت مظاهرات عبر الوطن كله وتكثفت في مدينة سطيف التي هي المقر الرئيسي لحزب أحباب البيان والحرية، ونادوا في هذه المظاهرات بحرية الجزائر واستقلالها.

4- المجازر :

8mai45-propagande.jpg



كان رد الفرنسيين على المظاهرات السلمية التي نظمها الجزائريون هو ارتكاب مجازر 8 ماي 1945، وذلك بأسلوب القمع والتقتيل الجماعي واستعملوا فيه القوات البرية والجوية والبحرية، ودمروا قرى ومداشر ودواوير بأكملها.

ودام القمع والتقتيل قرابة سنة كاملة نتج عنه قتل أكثر من خمسة و أربعو ألف 45000 جزائري، دمرت قراهم وأملاكهم عن آخرها.

ووصلت الإحصاءات الأجنبية إلى تقديرات أفضع بين خمسون ألف 50000 و سبعون ألف 70000 شهيد من المدنيين الجزائريين العزل فكانت مجزرة بشعة على يد الفرنسيين الذين كثيرا ما تباهوا بالتحضر والحرية والإنسانية.

-2- في انتفاضة شعبية ثانية عقب أحداث 08 ماي 1945
"فج أمزالة".. الأحداث المجهولة

عرف الكثيرون تفاصيل عديدة عن أحداث 8 ماي 1945 التي وقعت بكل من مدينة سطيف، ومدينة خراطة و ومدينة قالمة غير أن القليلين فقط من يعلم بأحداث "فج أمزالة" (فرجيوة حاليا) دوار المنار تسدان والعياضي التي وقعت في اليوم الموالي أي في التاسع من ماي 1945، ففي ظهيرة ذلك اليوم تجمع المئات من سكان هذا السهل ومن مناطق أخرى قريبة كائنة بجسر بوصلاح الذي يقع على بعد 800 متر من المدينة في انتفاضة شعبية عارمة جاءت كرد فعل على المجازر التي اقترفتها قوات الاحتلال الفرنسي بمنطقة سطيف القريبة في الثامن من شهر ماي.

حمية الجزائريين دفعت بهم إلى الخروج من جديد في مظاهرات منددة بالجرائم التي ترتكب في حق المدنيين بعد الأحداث التي أودت بحياة الكثيرين في تاريخ الثامن من ماي سنة 1945 وهو ما أكده المجاهد إبراهيم عليوش الذي شارك في أحداث فج مزالة وأدخل سجن "لامبيز" بمدينة (باتنة).

ينضم إلى صوت قائد ذاك التجمع أصوات شهادات أخرى لا يزال أصحابها على قيد الحياة وعايشوا تلك الأحداث المفجعة.. فرووا بإسهاب عن تلك الانتفاضة التي دفعت بهم إلى رفع صوتهم أكثر في وجه المستعمر الظالم من خلال رفعهم للعصي والسلاح الأبيض وبعض بنادق الصيد ليقرروا المهاجمة.

ونظرا لتلاقي المشاعر والمواقف الوطنية الجياشة لم تكن فرجيوة وحدها يومها في مواجهة الاستعمار رغم ما سلط عليها من قهر بلغ أوجه في الأيام الموالية كما سجل التاريخ في اليوم نفسه (9 ماي 1945) انتفاضات مماثلة بكل من دوار المنارتسدان، دوار المنار والعياضي من خلال هجمات على مراكز حراس الغابات أسفرت عن سقوط قتلى وتخريب وحرق ممتلكات تابعة للمعمرين.

وقد دفعت تلك المناطق ذات التضاريس الوعرة خلال شهر ماي من نفس السنة ثمن تحديها للإرادة الاستعمارية وذلك باستشهاد ما يقارب 600 شخص واعتقال 300 آخرين وكذا حرق قرى و دواوير بأكملها.

تواصلت لاحقا المتابعات الاستعمارية ضد كل المنتفضين وقاموا في شهر سبتمبر 1945 بالمحكمة العسكرية لمدينة قسنطينة بإجراء محاكمة 57 متهما أطلق سراح 30 منهم، فيما حكم على الباقين بأحكام جد قاسية. وبغرض مواجهة احتمالات التمرد والمقاومة الشعبية بنت السلطات الاستعمارية الفرنسية سنة 1952 "السجن الأحمر" وهو اليوم يحتضن تراث ومآثر الثورة المظفرة بالمنطقة.



*** لقطات حقيقية لمجازر الثامن ماي 1945 ***

بعض الصور الحقيقية وما اقترفته فرنسا والحلف الاطلسي في حق أبناء الجزائر العزل.:
THAWRA.jpg


archivefamille351-1.jpg


algeriens-fusi.jpg

algerie-8-5-1945.jpg

apres-massacres-arrestations2.jpg



apres-massacres-arrestations.jpg

8mai45-propagande.jpg

algerietorture.jpg


prisonnier2.JPG


prisonniers2.jpg




18506.jpg


%D9%85%D8%A7%D9%8A888.jpg

%D9%85%D8%AC%D8%A7%D8%B2%D8%B1%208%D9%85%D8%A7%D9%8A.jpg

%D9%85%D8%A7%D9%8A%2088.jpg


8%20%D9%85%D8%A7%D9%8A.jpg

%D9%85%D8%A7%D9%8A%201945.jpg


img02.jpg


8%20mai%20270405.jpg

apres-la-torture-constantine-1960.jpg

guelma-setif-massacre1.jpg

guelma-setif-massacre4.jpg

img04.jpg

img05.jpg

jeunetue.jpg

massacre-a-Choukehetta-1957.jpg




هكذا كانوا يقتلون وعلى المباشر من دون حياء حتى أمام الكاميرات .

كتبوا عن المجازر:

وصف الكاتب الفرنسي فرانسيس زانمبوني الاحداث المؤلمة بقوله:

"ماعاشته الجزائر يماثل المجازر المرتكبة ضد الهنود الحمر"

في رواية أصدرها الكاتب والمؤرخ الفرنسي فرانسيس زانمبوني واختار لها عنوان "جزار قالمة" نجد الكثير من التفاصيل التي رصدها الكاتب من خلال تسجيل الأحداث البشعة التي ارتكبتها السلطات الفرنسية في الجزائر طوال فترة استيطانها.

وبين طيات صفحات كتابه الجديد كتب هذا المؤرخ " لقد عاش الجزائريون خلال الفترة الاستعمارية نفس الذي عاشه الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية ".

ملخص الرواية يشي بالكثير من الأحداث التي رغبت أطراف سياسية فرنسية بتغطيتها والتستر عليها، فتحكي الرواية حياة نائب محافظ في مدينة سطيف في فترة الأربعينيات والذي يعود إلى الجزائر بعد مرور 60 سنة عن أحداث 8 ماي ويتم إيقافه في المطار بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ليدلي لاحقا بشهادته الكاشفة عن الجرائم التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الفرنسي ومعها السلطات الأمريكية التي قررت غض البصرعن تلك الأحداث الفظيعة والتي أودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين الجزائريين الأبرياء.

المؤرخ الأمريكي لوران، مبديا استغرابه من تعتيم المجازر في الجزائر بقوله:
"التاريخ يكتبه المنتصرون"

لم يخف هذا المؤرخ ذهوله من حجم البشاعة التي طالت الجزائريين العزل في تاريخ 08 ماي 1945 من خلال تلك المجازر الرهيبة التي قال عنها " عندماعلمت بتك الأحداث صدمت كثيرا لسببين: أولا لبشاعتها، وثانيا لأنني لم أسمع بها من قبل وأنا الذي كتبت وقرأت عدة كتب في التاريخ".

كما أعلن هذا المؤرخ الذي زار المتحف الوطني للجيش بالجزائر بأن كل ما يعرفه كان منصبا في الاحتفالات التي عرفها العالم بانتصار الحلفاء، دون أن يسمع بالمجازر التي وقعت في الجزائر فقال معلقا : " أن التاريخ يكتبه المنتصر وهو ما يعني أن التاريخ ليس دقيقا ".


المصادر — التلفزيون الجزائري




arton7975.jpg







8ef40edd7c.gif





المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



8ef40edd7c.gif





... نلتقي لنرتقي في موضوع جديد من هذه السلسلة ...




... بحول الله تعالى ...



sigpic1469013.gif





ta7iya.gif













qasralkhair-8c94891f8b.gif
 
18- حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري 1946

1265018739.gif




star7.gif




1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif

حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري 1946

الجزء الأول.

في إطار العفو الشامل، الذي قررته الإدارة الاستعمارية، تم الإفراج عن المناضل السيد فرحات عباس يوم 16/3/1946 وقد كانت الفترة التي قضاها بالسجن والتي دامت واحداً وأربعين أسبوعاً كافية ليعيد النظر في تجربة حركة أحباب البيان والحرية وليتوقف، ملياً، عند مقررات مؤتمره الأول والوحيد.

وإذا كان الاعتقال التعسفي قد ساهم في حد الانطلاقة الثورية لدى ذلك الزعيم الذي ارتبط اسمه ببيان الشعب الجزائري، فإنه، بالمقابل، قد رسخ قناعته بضرورة بعث الجمهورية الجزائرية المستقلة استقلالاً داخلياً في إطار الاتحاد الفرنسي.

وبمجرد خروجه من السجن راح يكثف الاتصالات بالإطارات القريبة منه سياسياً يطرح أمامهم أفكاره الجديدة ويسترشدهم من أجل ضبط الخطوط العريضة لكيفية إنشاء حزب جديد ووضع برنامجه السياسي الذي يجب أن يكون قادراً على تعبئة جزء كبير من الطاقات الحية في أوساط المجموعتين الفرنسية والإسلامية على حد سواء. ولكي يعطي لنشاطه إطاراً قانونياً، رحل إلى فرنسا يطلب رأي ذائع الصيت Achille Mestre مدرس الحقوق بكليتي تولوز وباريس (1) حول موقف دستور الجمهورية الرابعة من إمكانية تحويل ولايات الجزائر إلى دولة تحتفظ فيها فرنسا بشؤون السيادة.

وعلى الرغم من قناعات الأستاذ أشيل اليمينية، فإنه اعترف، بعد فحص دقيق لنصوص الدستور الجديد، بعدم مخالفة الفكرة لروح النص. وكان ذلك أيضاً هو رأي السيدCharlier، أستاذ القانون العام بجامعة الجزائر(2).

هكذا، إذن، أخذ السيد فرحات عباس جميع الاحتياطات السياسية والفنية قبل أن يقوم بصياغة ذلك النداء الذي وجهه إلى الشبان المسلمين والفرنسيين بمناسبة عيد الطبقة الشغيلة في فاتح مايو سنة 1946 أي بعد خروجه من السجن بستة أسابيع فقط.

لقد كان النداء، في مقدمته، تدليلاً على براءة فرحات عباس وسعدان مما وقع في شهر مايو 1945 حيث أن الرجلين لم يطلعا على حقيقة ماحدث في شهر سبتمبر بعد أن قضيا كل ذلك الوقت في عزلة مطلقة. وتوسعا في المقدمة، قدم صاحب النداء لمحة سريعة وموجزة عن حياته السياسية التي يقول حولها: " إنه خصصها لتجسيد روح التعاون الفرنسي الإسلامي ولنشر الثقافة العصرية باعتبارها القاعدة الأساسية لذلك؛ ثم يؤكد عدم تمييزه بين المسلمين واليهود والمسيحيين لأن عقيدته السياسية كانت تأمره بذلك وتدعوه إلى النضال المتواصل في سبيل الوحدة ضمن الديمقراطية والأخوة في إطار العدالة ".

إن هذه العقيدة السياسية نفسها التي ظلت تقود خطاه منذ ثلاثينات هذا القرن. ويرى أنه استطاع، بفضل صدقه في العمل وإخلاصه للمبادئ والمثل العليا، أن يحقق الكثير في مجال تقريب وجهات النظر وميادين الترقية الاجتماعية وتهدئة الخواطر وتوحيد معظم ذوي الإرادة الخيرة في البلاد، لكن الإدارة الاستعمارية بتآمرها مع الرجعية والامبريالية حالت دون تواصل المسعى واتخذت من مايو 1945 وسيلة لتوسيع الهوة بين المجموعتين الإسلامية والفرنسية، وذريعة للقضاء على حركة أحباب البيان والحرية التي أجمع قضاة التحقيق على أنها بالإضافة إلى كونها لم تنظم أية مظاهرة، قد اكتفت بالدعوة إلى الهدوء والانضباط في إطار الشرعية الجمهورية”(3).

ولئن كانت سياسة التوحيد قد انهارت ومعها جهود المصالحة الوطنية، ووقع حل حركة أحباب البيان والحرية، فإن روح البيان، يقول فرحات عباس، لم تمت وبفضلها اتضحت الرؤية وأصبحنا قادرين على التمييز بين ما كان عليه من حالة القبول الإمعي المعمي وما يجب أن نرقى إليه وصولاً إلى الوطن الجزائري الذي تتوفر فيه شروط المساواة والحرية للجميع(4).

والوصول إلى الوطن الجزائري يستلزم سياسة ترتكز على برنامج جعل في مقدمته:

لا لسياسة الإندماج،
لا لسادة جدد،
ولا للانفصال.

وعلى الرغم من أن هذه اللاءات لا تتضمن الشحنة الثورية اللازمة لاسترجاع الاستقلال الوطني، إلا أن تبنيها، في ذلك الوقت، من طرف السيد فرحات عباس كان يعتبر انتصاراً كبيراً بالنسبة للحركة الوطنية خاصة وأن حزب الشعب الجزائري كان عند تأسيسه، قد رفع نفس الشعار من أجل استمالة من كانوا يسمون بالمعتدلين، علماً بأن ذلك اعتبر في وقته، انحرافاً وقاد إلى استقالة السيد عمار عيمش الذي كان مساعداً للسيد أحمد مصالي الحاج (5).

أما تبني السيد فرحات عباس لذات الشعار، فإن المقصود منه لم يكن سوى مراعاة الرأي العام الفرنسي، كان مناهضاً لفكرة الكفاح المسلح كوسيلة وحيدة لتقويض أركان الاستعمار.

ومن جهة أخرى تضمن البرنامج المذكور مجموعة من المحاور ارتأى فرحات عباس أنها ضرورية لتشييد الجزائرعلى أسس واقعية وتاريخية تكون كفيلة بأن تعبد لها طريق الديمقراطية العالمية”(6).

ومن أهم تلك المحاور مايلي:

1- المساواة المطلقة: ويكون ذلك بواسطة القضاء على الاختلافات العرقية وعلى الأحقاد التي تنخر في جسم المجتمع، وعلى واقع التحقير الذي كان مسلطاً على الجزائريين.

والمقصود من واقع التحقير تلك القوانين والمراسيم والإجراءات العسفية التي كانت تحمل أسماء متعددة لكنها ترمي في مجملها إلى تهميش الشعب الجزائري وإبقائه في حالة التبعية الدائمة.

2- التربية التي تستهدف الإنسان من أجل تكوين مواطن حر يكون متشبعاً بالواجب الاجتماعي ومدركاً لمهمته الحضارية.

وفي هذا المجال يكون التركيز على تعميم الفكرة القائلة: “ إن أبناء الوطن الواحد لا يكونون بالضرورة على دين واحد ”(7).

3- العلم والتكنولوجيا اللذان لايمكن، بدونهما، أن ترقى الجزائر إلى مصاف الأمم المتقدمة، لأجل ذلك، فإن أبوابهما يجب أن تفتح واسعة لجميع أبناء الجزائريين بدون أي تمييز عرقي أو ديني كما ينبغي أن يعاد للغة العربية اعتبارها كلغة وطنية ورسمية في البلاد.

ويرى السيد فرحات عباس أن تجسيد برنامجه السياسي على أرض الواقع ممكن تحقيقه بدون عوائق تذكر شريطة أن يكون منطلق النشاط هو بيان الشعب الجزائري وأن توظف التجارب التي خاضتها حركة أحباب البيان والحرية.

ولقد كان السيد فرحات عباس، قبل نشر النداء وتوزيعه، في سائر أنحاء البلاد قد تمكن من أن يجمع حوله كوكبة من الإطارات المؤمنة بأفكاره والمستعدة للنضال في سبيلها(8)، واتفق معهم على بعث حزب جديد أسماه “الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري” وقدم قانونه الأساسي إلى المصالح المختصة في النصف الثاني من شهر أبريل قصد الاعتماد والحصول على الترخيص القانوني.

ومباشرة بعد الاعتماد قررت قيادة الحزب المشاركة في الانتخابات التشريعية الفرنسية التي تحدد إجراؤها يوم 2/6/1946 لتعيين المجلس التأسيسي الثاني الذي خصص فيه للجزائريين ثلاثة عشر مقعداً.

في نفس تلك الفترة، كان حزب الشعب الجزائري الذي ينشط في السرية التامة، قد أصدر أوامره إلى القواعد المناضلة كي تتحرك في اتجاه مقاطعة الانتخابات(9).

حول هذه الفترة من تاريخ الحركة الوطنية نشرت بعض المعلومات المتناقضة في أساسها لكنها وجدت مكانها في كتابات المعاصرين الفرنسيين والجزائريين على حد سواء.

فالسيد محفوظ قداش ينقل على سبيل المثال أن تأسيس الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري إنما جاء نتيجة تخطيط الإدارة الاستعمارية التي “أعدت عشية العفو الشامل عملية واسعة لتقسيم حركة أحباب البيان والحرية إلى كتلتين متعارضتين الأمر الذي جعل حزب الشعب الجزائري يكلف فرقة خاصة يرأسها السيد حسين عسلة (10) من أجل خرق مصالح الولاية العامة والتصدي لمناورة الإدارة الفرنسية. غير أن هذه الفرقة لم تتمكن من تغيير وجهة نظر فرحات عباس ورفاقه”(11).

فمثل هذا الادعاء باطل في أساسه ولا يمكن إخضاعه لأي معيار علمي خاصة في الصيغة التي ورد بها، ذلك أن حركة أحباب البيان والحرية قد وقع حلها رسمياً بموجب قرار حكومي يحمل تاريخ 14/ 05 / 1945 وإلى جانب قرار الحل حجبت Egalite المساواة وتم حجز سائر أملاك الحركة وسحب الاعتماد من “مدينة الأطفال” التي كانت قد أنشئت لتسوية مشاكل الطفولة المشردة والمتسكعة في شوارع المدن الكبرى خاصة، بعد كل هذا، كيف يمكن الحديث عن تآمر الإدارة الاستعمارية لتقسيم قيادة حركة ليس لها وجود رسمي ولا فعلي لأن المنتخبين ومن كانوا يسمون بالإطارات المعتدلة قد انسحبوا، تلقائياً، على إثر ما اصطلحنا على تسميته بحركة مايو الثورية.

ومهما يكن من أمر، فإن فرحات عباس ورفاقه قد حصلوا على اعتماد الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، وتحت عنوانه وضعوا قوائم المرشحين لانتخابات المجلس التأسيسي الثاني في التاريخ المشار إليه أعلاه.

عن مشروع الدستور الجزائري:

لقد تعود المؤرخون، عند الكتابة عن الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، أن يقولوا عن السيد فرحات عباس وأتباعه أنهم يمثلون التيار البورجوازي الإصلاحي في الجزائر(21).

ونحن نعتقد في ذلك خلطاً وتمويهاً يتطلبان وقفة جدية فاحصة؛ ذلك أن البورجوازية بمفهومها التاريخي، لم تكن موجودة في الوسط الجزائري بجميع ميولاته السياسية والثقافية، لأن الحديث عنها لا يكون إلا في إطار المجتمع الفرنسي الذي يعيش الجزائريون على هامشه في أحسن الحالات.

وعلى فرض أن جل الأعضاء القياديين وجزءاً كبيراً من المناضلين يمارسون مهناً حرة أوهم من المتعلمين الذين يشتغلون خاصة بسلك التدريس، فإن ذلك لايعني أنهم اندمجوا في شرائح المجتمع الفرنسي الذي ظل، في أغلبيته الساحقة، ينظر إليهم نظرته إلى سائر أبناء المستعمرات؛ ولو كانوا بورجوازيين بالفعل، لوجدوا مكانتهم في صفوف الطبقة البورجوازية الفرنسية التي كانت أسسها ثابتة في أوساط المجتمع الفرنسي(13).

إن المتتبع لمختلف المراحل التي مر بها الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري خلال عشر سنوات من الوجود الفعلي يكتشف بكل سهولة، أن أعضاءه لم يكونوا سوى جزء لايتجزأ من أولئك الذين كانوا يسمون بالأهالي الذين تتحكم فيهم فقط إرادة الكولون والحاكم العام؛ ولأنهم أدركوا ذلك، وعز عليهم أن تتواصل حالة الاضطهاد والتهميش والتبعية، فإنهم سلكوا طريق النضال في سبيل التصدي للهيمنة الاستعمارية ومحاربة النظام الاجتماعي وقوانين التعسف والاستبداد المفروضة على الشعب الجزائري بأكمله ومن أجل إقامة جمهورية جزائرية متحدة مع فرنسا بمحض إرادتها، لها ألوانها الوطنية وتسيرها حكومة مستقلة.

وهذا الطريق المعبر عنه بكل وضوح خاصة في مشروع الدستور الذي قدم للمجلس التأسيسي الثاني بتاريخ 9/8/1946 لم يتم الوصول إليه هكذا صدفة، بل تطلب الأمر أكثر من عشر سنوات قضاها السيد فرحات عباس في خبرة سائر توجهات الحركة الوطنية وفي محاولة إيجاد ثغرة تمكنه من الوصول إلى إقناع السلطات الاستعمارية بضرورة الاهتمام بمصائر أبناء الشعب الجزائري الذين أثقلت كواهلهم إجراءات الاستغلال والتهميش.

وعندما يجرأ الدارس، اليوم، على العودة إلى تلك الفترة والتأمل بموضوعية في مختلف القناعات التي مر بها زعيم الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، فإنه يلحظ أهمية الجهد المبذول ويعترف بأن الطرح الجديد الذي اهتدى إليه فرحات عباس وأتباعه إنما هو انتصار كبير بالنسبة للحركة الوطنية وذلك رغم كل ماتضمنه من هنات ومواطن ضعف ورغم ما يبدو للمحلل، اليوم، من أنه كان من دون مستوى التضحيات التي قدمها الشعب الجزائري من خلال سلسلة المقاومات التي لم تتوقف أبداً.

وكان دخول الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري معركة الانتخابات التشريعية قراراً وجد معارضة لاجدال فيها من طرف حزب الشعب الجزائري ومناضليه الذين رفعوا شعار: من انتخب كفر، ثم راحوا ينعتون كل من خالفهم الرأي بالغدر والخيانة؛ وسوف يشكل ذلك عقبة كأداة في طريق السيد أحمد مصالي الحاج عندما يخرج من السجن ويقرر لأسباب متعددة، المشاركة في انتخابات المجلس الوطني الفرنسي التي كان قد تحدد إجراؤها بتاريخ 10/11/1946.

وإذا كان تأثير حزب الشعب الجزائري قد بلغ أقصى ما يمكن أن يبلغه تأثير حزب محظور وملاحق، إذ امتنع عن التصويت حوالي نصف عدد الناخبين من المجموعة الثانية، فإن الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري قد فاز بحصة الأسد بالأصوات المعبر عنها إذ نال أحد عشر مقعداً من جملة ثلاثة عشر كانت هي نصيب الشعب الجزائري بأكمله. ومن ثمة نستطيع القول: إن هاتين التشكيلتين السياسيتين تمثلان، بالفعل، الرأي العام الجزائري حتى ولو أن الإحصائيات تدل على أن الحركة المصالية هي الأكثر تجذراً في أوساط الشعب الجزائري وأن أعداداً كبيرة من مناضليها لم يلتزموا بأوامر قياداتهم وصوتوا إلى جانب مرشحي الاتحاد.

وسواء كان الاختلاف أو الاتفاق بين تلك التشكيلتين الوطنيتين، فإن السيد فرحات عباس ورفاقه النواب قد أحدثوا المفاجأة الكبرى بمشروع الدستور الآنف الذكر(14) خاصة وأن الرأي العام الفرنسي قد تعود على سماع “المعتدلين الجزائريين” يدعون إلى تحقيق المساواة وبعض الحقوق الاجتماعية والسياسية.

فالمادة الأولى من مشروع القانون تنص على أن فرنسا تعترف بالجمهورية الجزائرية وحكومتها وألوانها الوطنية، وذلك على الرغم من أن المادة الثانية تجعل السياسة الخارجية والدفاع مشتركين مع فرنسا.

أما المادتان الثالثة والرابعة فتنصان على أن للجمهورية الجزائرية كامل السيادة على ترابها الوطني وأن هذه السيادة يمارسها النواب الذين تنتخبهم الأمة الجزائرية بواسطة الاقتراع العام والذين يشكلون البرلمان الجزائري.

إن مجرد تقديم مثل هذه الوثيقة إلى مكتب المجلس التأسيسي الفرنسي يعتبر انتصاراً ثانياً بالنسبة للحركة الوطنية الجزائرية. وتعد انتصاراً كذلك، استماتة منتخبي الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري في الدفاع عن مشروعهم الذي استبعد، في النهاية، لفائدة ما يسمى بالقانون الأساسي الذي تمت المصادقة عليه من طرف البرلمان الفرنسي يوم 20/9/1947 والذي سنعود إليه فيما بعد.


يتبع بالجزء الثاني
8ef40edd7c.gif




المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



8ef40edd7c.gif




... نلتقي لنرتقي في الجزء الثاني من هذه السلسلة ...




... بحول الله تعالى ...



sigpic1469013.gif

qasralkhair-8c94891f8b.gif




ta7iya.gif













</B></I>
 
-19- تابع ...حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري 1946

1265018739.gif





star7.gif




1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif

حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري 1946

تابع الجزء الثاني

- الاتحاد والعمل الميداني:

إن هذه الوقفة الخاطفة مع مشروع الدستور الجزائري لم تكن لتنسينا الحديث عن بدايات الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري الذي شرع منذ تأسيسه ينشط على ثلاث جبهات متكاملة هي على التوالي:

1- جبهة التنظيم الحزبي حيث شرعت القيادة مباشرة إثر الحصول على الاعتماد، في تنصيب الخلايا والقسمات والاتحادات مستثمرة رصيد حركة أحباب البيان والحرية ومستغلة حالة السرية التي كان يمر بها حزب الشعب الجزائري.

وفي يوم 13 أكتوبر سنة 1946 عقد الاتحاد مؤتمراً تحضيرياً(15) قيم فيه سير الانتخابات ونتائجها ثم حدد استراتيجية المستقبل على ضوء الأفكار الأساسية الواردة في مشروع الدستور، وعين لجنة مديرة مكونة من السادة: فرحات عباس، فرانسيس، طالب، بويجر، وابن خداش.

2- الجبهة الأيديولوجية قصد ضبط منظومة الأفكار التي كانت تشكل مشروع المجتمع الجزائري كما كان يتصوره قادة الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري وفي مقدمتهم السيد فرحات عباس
.
لقد استفاد السيد فرحات عباس من تجربته النضالية الخاصة واقتنع، بعد لأي، أن فكرة دمج الشعب الجزائري في الشعب الفرنسي غير قابلة للتنفيذ لأنها لم تأخذ في الاعتبار واقع الشعبين ولأن الكولون يرفضونها دفاعاً عن مصالحهم الخاصة، ويحاربها الوطنيون الجزائريون لأنها تتنافى مع مقومات الأمة وثوابتها

. واستفاد، أيضاً، من تجربة العلماء والمصاليين في مجالي الفكر والنضال، واستطاع، بذكاء فائق، أن يحوصل ناتج التجربتين مركزاً على محاور أساسية هي:

أ- تحرير الجزائر من النظام القديم للسيطرة الاستعمارية أي كان نوعها، مع احترام مبدأ الجنسيات، وبتعبير آخر، بناء مستقبل البلاد على أسس الواقع والتاريخ(16).

ب- إقامة جمهورية جزائرية مستقلة استقلالاً ذاتياً ومتوحدة مع الجمهورية الفرنسية المتجددة، والمناهضة للاستعمار وللامبريالية.

وكان يرى السيد فرحات عباس أن ذلك يأتي نتيجة منطقية لتطور التاريخ إذ يقول: “ لقد استعمرت الجزائر وهذه حقيقة وفي أوساطنا زرع الاستعمار مليون أوروبي مسيحي وهذه حقيقة ثانية. وتعايش المسلمون والمسيحيون مدة أكثر من قرن وهي حقيقة ثالثة وكل هذه المعطيات هي التي أسست الجمهورية الجزائرية التي فرضت وتفرض نفسها على جميع الملاحظين ”(17).

ج- الدولة الجزائرية يجب أن تكون متعددة المجموعات لأن السيد فرحات عباس لا يرى لزاماً على جميع أبناء الوطن الواحد أن يكونوا على دين واحد، وأن الجزائري المسيحي أو اليهودي يجب أن يكون أخاً للجزائري المسلم بعيداً عن كل عمليات الاستغلال والإقصاء والاستعباد (18).

د- التعليم الإجباري والمجاني بالنسبة لجميع أطفال الجزائر، والنضال من أجل ترقية اللغة العربية باعتبارها اللغة الوطنية والرسمية ولأنها بالنسبة للإسلام “ مثل الكنيسة بالنسبة للمسيحية فالمسجد، يقول السيد فرحات عباس، لا يعني شيئاً عندنا ولكن تلاوة القرآن هي كل شيء ”(19) لأجل ذلك، يرى الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري أن الاهتمام باللغة العربية أساسي لأنه يشكل قاعدة الإيمان.

هـ- تخليص الإسلام من الواقع الذي آل إليه بفعل اعتداءات الإدارة الاستعمارية عليه، وهو واقع يصفه السيد Lechatelier مدير مجلة العالم الإسلامي بقوله: “ لقد أوجدنا، في الجزائر، إسلاماً وحيداً من نوعه: الأوقاف منعدمة والمساجد خاضعة للإدارة بواسطة أئمة مأجورين، والقضاة موظفون والحج بإذن والقانون عبارة عن نتاج هجين لالتقاء الشريعة الإسلامية بالعرف الفرنسي ”(20).

و- إلغاء الملكية الإقطاعية والتركيز على إصلاح زراعي واسع لفائدة الخماسين المعدمين من سكان الريف ومما لاريب فيه أن هذه الفكرة مقتبسة مباشرة من البرنامج السياسي الذي كان حزب نجم شمال أفريقيا قد صادق عليه سنة 1933، هذا في الظاهر لكن الواقع غير ذلك لأن نصوص الاتحاد الرسمية تؤكد بما لايدع أي مجال للشك أن “ الحكومة الجزائرية تضمن الملكية العقارية الإسلامية والفرنسية على حد سواء، ولايمكن أن يلجأ إلى التأميم إلا إذا كان للصالح العام في إطار القانون وبعد تعويض عادل”(21).

1- الجمهورية الجزائرية علمانية، وعلى هذا الأساس فإن موقفها حيادي من جميع الأديان، وهي إذ تضمن حرية العبادة لكل مواطنيها، فإنها تخضع النظر في منازعاتهم إلى المحاكم المدنية التي تطبق القانون الفرنسي .

إن هذه النقطة تتناقض مع موقف الاتحاد من الإسلام لكننا نعتقد أنها مستمدة من الرغبة في الالتزام بما جاء في النقطة الثالثة.

2- نبذ العنف كوسيلة لتقويض أركان الاستعمار، وحمل فرنسا على تلبية مطلب الشعب الجزائري كما هو مسطور في نصوص الاتحاد، والاكتفاء، فقط، بالنضال السياسي في إطار ما يسمح به القانون الفرنسي.

في هذا الإطار كتب السيد فرحات عباس يوم أول مايو 1946: “ على الرغم من جرائم الاستعمار الفرنسي وعلى الرغم من تجافي بعض النفوس الكريمة والتي ماتزال مكدورة، وعلى الرغم من الانتفاضات الأخيرة لنظام يحتضر، فإن الجزائر الجديدة، المتحدة بحرية مع فرنسا الجديدة، سوف ترى النور بفضل تضافر جهود الديمقراطيين الفرنسيين والمسلمين”(22).

3- جبهة النشاط السياسي وتتميز خاصة بعمل القيادة الحثيث على إعادة الربط مع الشركاء في حركة أحباب البيان والحرية من جهة، وعلى محاولة إقناع الرأي العام الفرنسي بسلامة توجه الحزب الجديد من جهة ثانية.

وإذا كانت قيادة الاتحاد لم تجد أدنى صعوبة لاستمالة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين خاصة بعد أن تبنت أهم مطالبها وثبتت عدداً من أهدافها في النصوص الأساسية للحزب(23)، فإن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للعلاقة مع حزب الشعب الجزائري وسيلته الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية.

وعلى الرغم من أن السيد أحمد مصالي الحاج بادر، أثناء أول مهرجان شعبي حضره في باريس مباشرة بعد إطلاق سراحه يوم 11/8/1946 إلى الدعوة للاتحاد حول حزب الشعب الجزائري، فإنه لم يقدم أي اقتراح ملموس للسيدين سعدان و بومنجل اللذين قصداه في نفس المناسبة ملتمسين توضيح الفكرة(24).

وكان إحجام السيد أحمد مصالي الحاج مدفوعاً برغبته في عدم تجاوز موقف القيادة المؤقتة التي كانت تشرف على أجهزة الحزب أثناء غيابه والتي سبق لها أن عابت على السيد فرحات عباس وجماعته عدم التزامهم بمحتوى بيان الشعب الجزائري وبروح النشرة التي صادق عليها مؤتمر مارس سنة 1945.

لكن الاتحاد لم يقف مكتوف الأيدي أمام ذلك التردد، واغتنم السيدفرحات عباس فرصة انعقاد المؤتمر التأسيسي في نفس اليوم الذي وصل فيه السيد أحمد مصالي الحاج إلى الجزائر فجعل المؤتمرين يصادقون على نشرة يدعون فيها إلى الاتحاد مع حزب الشعب الجزائري وأخرى يرحبون فيها بعودة الزعيم إلى أرض الوطن ويطالبون بتمكين حزبه من العودة إلى الحياة العلنية في إطار النضال الشرعي(25).

وكان من الممكن أن يساعد ذلك المسعى على تقريب وجهات النظر وفتح طريق التعاون من جديد بين الجناحين الرئيسيين في الحركة الوطنية الجزائرية، لكن الاستقبالات الشعبية التي لاقاها السيد أحمد مصالي الحاج حالت دون ذلك بطريقة غير مباشرة إذ جعلت الزعيم يعتقد أن حزبه هو الأقوى وأنه، والحال هذه، ليس في حاجة إلى الاتحاد مع أية قوة سياسية أخرى لربح معركة الانتخابات التشريعية التي كان قد تقرر إجراؤها بتاريخ 10/11/1946.

وعندما يعود الدارس اليوم إلى الحجج الذي تذرع بها حزب الشعب الجزائري في ذلك الوقت ليفرض عرض الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، فإنه لا يجد لها أساساً سليماً لأن الاختلاف الإيديولوجي الذي قيل، يومها، إنه يحول دون اتحاد التشكيلتين السياسيتين لم يكن مطروحاً بفعل قبول الطرفين المشاركة في انتخابات المجلس الوطني الفرنسي.

ومعلوم أن مجرد المشاركة في تلك الانتخابات تعتبر اعترافاً بالسيادة الفرنسية على الجزائر.

وعلى الرغم من أننا لا نريد مناقشة هذا الموقف ولا نرغب في التوقف عند الذرائع التي يستظهر بها كل جانب لتبرير إقدامه على المشاركة في الانتخابات، فإننا لا نرى بداً من التأكيد على أن رفض مصالي عرض عباس لم يكن بدافع إيديولوجي.

ولم يكتفِ الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري بتسجيل ذلك الرفض، بل إنه قرر الامتناع عن المشاركة في انتخابات المجلس الوطني الفرنسي ليس لتوجه إيديولوجي ولكن، فقط، ليترك المجال فسيحاً أمام الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية وحتى يتجنب الصراع بين قوتين سياسيتين هدفهما الأساسي هو تحرير الشعب الجزائري.

في هذا الصدد كتبت Egalité تحت عنوان: “لن يكون هناك تنافس بين مصالي وعباس”. إن مصالي ورفاقه قد أبدوا رغبتهم في خوض المعركة دون الاشتراك مع أي حزب سياسي آخر. وقد رأينا أنه ليس من حقنا الاعتراض على هذه التجربة أو الإنقاص منها خاصة وأنها شرعية تماماً ومليئة بالعبر للجميع”.(26).

أما فيما يتعلق بمحاولة إقناع الرأي العام الفرنسي بسلامة توجه الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، فإن السيد فرحات عباس قد جند لها وسيلتين كانتا، يومها، في منتهى الأهمية وهما:

الصحافة ومنبر كل من المجلس التأسيسي ومجلس الجمهورية. ولقد كانت المهمة شاقة وتحتاج إلى كثير من المهارة السياسية والثقافية الواسعة والإيمان الراسخ بالقضية العادلة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن ممثلي الاتحاد لم يهنوا واستطاعوا، في مناسبات عديدة، أن يقوموا بأكثر مما كان ينتظر منهم.

فعلى مستوى الصحافة، وظفت أعمدة اللسان المركزي للحزب من أجل التعريف بمشروع الدستور الجزائري والدفاع عنه والعمل على تعميمه، فكرة وهدفاً، في أوساط الجماهير الشعبية ولدى الرأي العام الفرنسي بجميع مكوناته، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإن الأعضاء القياديين كانوا يلجأون إلى علاقاتهم الشخصية قصد النفاذ إلى ميادين الإعلام الفرنسي.

وفيما يخص منبر المجلس التأسيسي، فإن الصراع كان مريراً بسبب نشاط غلاة الكولون الذين تمكنوا، بفضل إمكانياتهم المادية، من تعبئة جميع الأوساط السياسية الفرنسية كي تغلق جميع الأبواب في وجه نواب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، وأن إطلالة سريعة على فحوى المداولات المنشورة على أعمدة الجريدة الرسمية للجمهورية الفرنسية خلال السداسي الأخير من سنة 1946 والسداسي الأول من عام 1947، تكفي وحدها للتدليل على ما كان يلقاه فرحات عباس ورفاقه من معاناة للتعبير عن آرائهم المجسدة لفكرة الجمهورية الجزائرية المستقلة.

فعلى سبيل المثال، فقط، نذكر أن الدكتور سعدان، في جلسة المجلس التأسيسي الثاني المنعقدة بتاريخ 22/08/1946، قد حاول الحديث مطولاً عن الظاهرة الوطنية في الجزائر لكنه منع من ذلك بواسطة المقاطعات ووسائل الإزعاج المختلفة.

وفي اليوم الموالي تدخل رئيس الجمهورية المؤقتة السيد جورج بيدو (27) Georges Bidault وختم مداخلته قائلاً: “إن فرنسا ستبقى في الجزائر، لأنها فرنسا ولأنها إنسانية”(28).

وبعد انتخابات المجلس الوطني الفرنسي وما تخللها من عمليات التزييف والتحليل في تفسير القوانين ابتكرت الإدارة الاستعمارية أسلوباً جديداً في التعامل مع الحركة الوطنية التي أصبحت، بالفعل، تحظى بتأييد أغلبية الشعب الجزائري، وقد تميز ذلك الأسلوب بقرار اتخذته وزارة الداخلية يلغي انتخاب أعضاء مجلس الجمهورية بواسطة الاقتراع العام، ويسند تلك المهمة الخطيرة إلى المستشارين في البلديات كاملة الصلاحيات ورؤساء الجماعات في البلديات المختلطة الذين كانوا قد انتخبوا في شهري يوليو وأغسطس(تموز/يوليو/آب/)، سنة 1945(29).

وبما أن الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية كانت تعرف أن أولئك المنتخبين موالون، في أغلبهم للإدارة الاستعمارية، فإنها فضلت عدم تقديم مرشحين عنها للمجلس الجمهوري، الأمر الذي فسح المجال للسيد فرحات عباس فبادر إلى دخول المعركة وخرج منها منتصراً حيث انتزع حزبه أربعة مقاعد من جملة السبعة المخصصة للمجموعة الثانية.(30).

ومن الجدير بالذكر أن ممثلي الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري لدى مجلس الجمهورية هم الذين تولوا إثراء مشروع الدستور الذي كان قد عرض على المجلس التأسيسي الثاني بتاريخ 09/08/1946 ثم صاغوه في شكل مشروع قانون لم يحظ إلا بأصوات أصحابه.




يتبع بالجزء الثالث
8ef40edd7c.gif




المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



8ef40edd7c.gif




... نلتقي لنرتقي في الجزء الثالث من هذه السلسلة ...




... بحول الله تعالى ...



sigpic1469013.gif

qasralkhair-8c94891f8b.gif




ta7iya.gif













</B></I>[/QUOTE]
 
شكرا لك أخي على المجهود الكبير
والذكرى 57 قريبة
 
-20- تابع....حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري 1946

1265018739.gif






star7.gif




1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif

حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري 1946

تابع الجزء الثالث



لقد كان لتحركات ممثلي الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري في المجلس التأسيسي الثاني وفي مجلس الجمهورية تأثير بالغ الأهمية على منتخبي المجموعة الثانية الذين استطاعوا بدورهم أن يتخلوا عن فكرة الاندماج والمساواة والمطالبة بالحقوق الاجتماعية، بل إن بعضهم مثل السيد ابن شنوف الذي صرح أمام نواب المجلس الوطني الفرنسي قائلاً: “ أعترف أن الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، من بين جميع الأحزاب، هو الوحيد الذي أجاد عرض الطرح الاتحادي.. وأعترف أيضاً، أن برنامجه هو الذي قدمته للمواطنين أثناء الحملة الانتخابية إذ لم يكن لمجموعتي أفضل من تبني مقترحاته مع تعديلات طفيفة. إن هذا المشروع المتعلق ببعث الجمهورية الجزائرية هو الذي سوف أدافع عنه في إطار لجنة الشؤون الداخلية وفي سائر أشغال المجلس الوطني. وبكل راحة ضمير، أعتبر أن الجزائر قادرة، ابتداءً من اليوم، على الارتقاء إلى وضع الدولة المشاركة (المتحدة مع فرنسا). فكل مؤسسات هذه الدولة قائمة ولم يبق سوى العمل على تسييرها ".(31).

لكن نشاط ممثلي الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري لم يحرك همم المنتخبين الجزائريين فقط، بل إنه زرع الرعب في أوساط الكولون الذين راحوا يلتفون حول غلاتهم لتهديد الحكومة الفرنسية بالتمرد على قراراتها التي قد لا تكون لصالح الجزائر الفرنسية.(32).

ففي هذا الإطار، مثلاً، نشرت جريدة “Démocratie” في عددها الصادر بتاريخ 09/08/1947 مقالاً بعنوان: “Un brelan de trait M. Depreux, Chataigneàu Aldhuy” جاء فيه على الخصوص: “ليس ثمة قوة بشرية ولا غيرها باستثناء كفن الموتى تستطيع حماية هذا الثالوث الخائن من عدالة الشعب الجزائري“، أما السيد Boyer Bance المدير السابق بالولاية العامة والكولون المسيطر على أغلبية أراضي ناحية بابا علي، فإنه وجه رسالة إلى وزير الخارجية الفرنسي جاء فيها:”إذا كانت فرنسا، بالتخلي عنا، سوف تتسربل بالعار، فإننا فيما يخصنا سنكون مضطرين لمطالبة الأمم المتحدة بحقنا كشعب تخلت عنه فرنسا، ويومها سيكون عليكم أنتم وزير الشؤون الخارجية واجب تقديم الأسباب التي قد تكون دفعت فرنسا لخيانتنا”.(33).

وفي نفس هذا السياق التمردي، نشر رئيس مجلس العموم لعمالة الجزائر رسالة موجهة إلى باريس وعليها توقيع ثلاثة وعشرين من رفاقه جاء فيها على الخصوص:” لوأن المجلس الوطني يزود الجزائر بقانون لا يخدم مصالح الاستعمار، فإن ممثلي الأقلية الأوربية لن يترددوا في التوجه إلى غير الميتروبول ”(34).

وفي رحاب المجلس الوطني الفرنسي تعرض النائب جاك شوفالي Jacques Chevalier إلى مشروع القانون الذي تقدم به ممثلو الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري وتوقف طويلاً عند إجبارية تعليم اللغة العربية حيث قال: “ إن جعل تعلم اللغة العربية إجباري يعني دفع المسلمين(35) أكثر فأكثر إلى الإسلام، ويعني ذلك، نشر الإسلام وتمتين العلاقة مع الجامعة العربية وكل الذين يريدون استقلال الجزائر. وأخيراً، فإن ذلك يعني إدخال البربر تحت سلطة الإسلام عن طريق اللغة العربية ”(36).

ومما لاشك فيه أن تهديدات الكولون قد أثمرت لأن الحكومة الفرنسية جندت كل طاقاتها لاستبعاد مشروع قانون الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري وجعل المجلس الوطني الفرنسي يهتم فقط بالمشروع المقدم من قبلها وهو عبارة عن وثيقة مستمدة في أساسها من مشروع كانت حكومة Bidault قد أعدته في شهر سبتمبر 1946 بواسطة الأستاذ Viard(37) ثم لم تقدمه للمناقشة.

لقد عرف المشروع الحكومي المذكور باسم La statut de L’algérie ونحن نعربه بعبارة: قانون الجزائر التنظيمي.

أما عند غيرنا فله تسميات متعددة منها: دستور الجزائر، والقانون الأساسي أو قانون الجزائر… الخ ومهما كانت التسمية فإنه يبقى وثيقة لا يمكن القول عنها إنها جاءت بجديد للخروج من الأزمة السياسية أو لامتصاص غضب النواب الجزائريين الممثلين للمجموعتين الانتخابيتين على حد سواء، بل إن القانون جاء جامعاً وملخصاً لمحتويات المراسيم والقوانين والأمريات الاستعمارية التي فرضت على الجزائر منذ السنوات الأولى من الغزو.

وللمتمتعين في ذلك القانون الذي وقع عليه الرئيس فانسان أوريول(38)، يرى أنه يشتمل على ثمانية أبواب وستين مادة، وأنه يهدف، بالدرجة الأولى، إلى فصل من يسمون بالنخبة التي تتمتع بحق المواطنة عن الجماهير الشعبية التي ترغب سلطات الاستعمار في إبقائها في حالة التبعية الدائمة.

لأجل ذلك فإنه لاقى معارضة مطلقة من جميع المنتخبين الجزائريين على اختلاف مشاربهم السياسية، وعلى الرغم من أنه لم يغير شيئاً من وضع المسلمين المزري، فإن ممثلي المجموعة الانتخابية الأوربية قد حاربوه بكل ما أوتوا من قوة، وعلى غرار النواب الوطنيين فإنهم رفضوا التصويت عليه.

إن إقرار القانون التنظيمي والمصادقة عليه في غياب ممثلي الشعب الجزائري قد أحدثا رد فعل عنيف لدى الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري الذي أمر مستشاريه بالاستقالة من مجلس الجمهورية وقد تم ذلك بواسطة رسالة(39) تحمل تاريخ 31/08/1947 نورد نصها فيما يلي نظراً لأهميتها وعمّق ماجاء فيها من أفكار.”، السيد رئيس مجلس الجمهورية، باريس”. “ مع كل الاحترام يشرفنا أن نحتج ضد قانون الجزائر التنظيمي الذي فرضه البرلمان الفرنسي على أغلبية السكان الجزائريين، وعلى هذا الأساس نوجه لكم استقالتنا من عضوية مجلس الجمهورية”.

وبدون الإلحاح كثيراً على المساومات التي قامت بها الأحزاب الميتروبولوليتانية في غيابنا حول هذا القانون، فإننا نلحظ عليه العيوب الثلاثة التالية:

1 - لقد صوت عليه في غياب المنتخبين المسلمين ودون أن تؤخذ في الاعتبار طموحات شعب الجزائر الشرعية.

فتآمر غلاة المعمرين من جهة وتأثير رئيس حكومة سابق (40) خارج البرلمان من جهة أخرى، قد حالا دون حرية سير المؤسسات الجمهورية.

لقد وقع تحالف فعلي ضد الجزائريين المسلمين، وواجبنا هو التنديد بذلك.

2 - إن إلغاء قانون الخامس أكتوبر 1946 المجدد للقانون الصادر سنة 1940 فيما يخص مرسوم Crémieux يخرق الدستور الذي تنص مادته 82 في فقرتها الثانية على أن الأحوال الشخصية، “لا يمكن بحال من الأحوال، أن تشكل سبباً لرفض الحقوق والحريات اللصيقة بصفة المواطنة الفرنسية، أو الحد منها”.

والحال أن حقوقاً مكتسبة قد سحبت من المسلمين الحاصلين على الشهادة الابتدائية لسبب حالتهم الشخصية. إنه لخرق يجب التراجع عنه خاصة إذا علمنا أن عدداً كبيراً من المنتخبات والمنتخبين الأوربيين لا يقرأون ولا يكتبون.

لقد حاول السيد رئيس مجلس الوزراء أن يعطي التفسير التالي لهذا الخرق الذي تعرض له الدستور." أن هؤلاء المنتخبين المسلمين قد يكونون قد سجلوا أنفسهم في قوائم المجموعات الانتخابية الأولى فقط للمشاركة في الانتخابات التشريعية”.

وإنها لمفارقة أن يرى المرء في إطار الجمهورية الفرنسية الواحدة التي لا تتجزأ تقسيماً للمنتخبين إلى مجموعتين وفقاً لجنسهم وعقائدهم الدينية. لكن وبعد وضع هذه القوائم، إذا نقل المنتخب من قائمة إلى أخرى حسب نوع الاستشارة الانتخابية، فإن ذلك يخرج من إطار القانون ليسقط في دائرة النزوات والتعسف الكولونيالي.

3 - إن الحكومة وبعض البرلمانيين قد استندوا إلى وجود ممثلين عن الجزائريين المسلمين في البرلمان الفرنسي لتجريد الجمعية الجزائرية من كل سلطة تشريعية.

إن منتخبي البيان، سواء في المجلس التأسيسي الثاني أو في مجلس الجمهورية، لم يتوقفوا، أبداً، عن التأكيد على الطابع المؤقت لذلك التمثيل.

لقد شاركنا ومازلنا نشارك في البرلمان الفرنسي، ليس للمساهمة في ممارسة السيادة الفرنسية ولكن للمشاركة في إنشاء وإقامة الهيئات الاتحادية يعني البرلمانات المحلية والحكومة الفدرالية ومجلس الاتحاد.

ولم يخطر في بالنا أن نعتبر نهائية عهدة البرلمان الفرنسي الممنوحة للجزائريين على سبيل الأهلية. إن دورنا ليس هو أن نشرَع للميتروبول، وبالنسبة للبيان فإن كل ذلك يعتبر مبدأً مقدساً. فالجزائري يجب أن يمارس سيادته في الجزائر وفي مجلس الاتحاد.

وباستقالتنا، فإننا نذكر بذلك المبدأ كما أننا نذكر بالطابع المؤقت للتمثيل الجزائري في البرلمان الفرنسي، وهو تمثيل يجب أن ينتهي بمجرد أن تكتسب الجمعية الجزائرية سيادتها الداخلية كاملة”(40).

وقبل هذه الاستقالة، كان الدكتور سعدان قد تحدث في مجلس الجمهورية عن القانون التنظيمي فوصفه باللعب الصبياني الذي لا يمكن أن يكون إطاراً لحل معضلتي الحرية والديمقراطية اللتين يعاني منهما شعب الجزائر.

وبعد أن أكد أن القانون المذكور مؤسس فقط على الكذب والغموض وهو من وضع رجال لم يتخلصوا، بعد، من التعصب الكولونيالي، والتقاليد الامبريالية التي تنمي في نفوسهم غريزة السيطرة على الآخر وتجعلهم لا يترددون في استعمال القوة والعنف للاحتفاظ بمتاع الغير، ختم يقول: “إن المأساة، في هذه القضية، تتمثل في كوننا وفرنسا لا نتكلم لغة واحدة. فالحكومة الفرنسية والمجلس الوطني يشرعان لبلدنا الذي يعتبرانه مزرعة متجاهلين أنه وطن وأننا لم نعد خدماً ولا أقناناً”(42).

وحول نفس القانون التنظيمي استقبل السيد فرحات عباس من طرف رئيس الحكومة الفرنسية السيد Paul Ramadier الذي كان يعتقد أن في استطاعته تغيير موقف زعيم الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري. خاصة بعد أن أطلعته مصالح المخابرات على محتوى المكالمات الهاتفية التي كان يجريها مع الجزائريين الممثلين للإدارة الاستعمارية في البرلمان الفرنسي والتي دلت في مجملها على أنه تمكن من التأثير عليهم وجعلهم، الواحد تلو الآخر، يتخلون عن قناعاتهم الأولى ويتبنون، عملياً، فكرة النضال من أجل إقامة الجمهورية الجزائرية المتحدة بمحض إرادتها مع فرنسا.

ويذكر السيد عمار نارون أن المقابلة بين فرحات عباس ورمادي لم تطل كثيراً نظراً لتمسك كل منهما بموقفه وبسبب الكراهية التي كان رئيس الحكومة يضمرها لمؤسس الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري.

ولقد احتفظ التاريخ، من ذلك اللقاء القصير، بحوار ممتع يدل دلالة قاطعة على ماكان للرجلين من ثقافة واسعة وقدرة فائقة على التعبير قال فرحات عباس: " إن جسم الجزائر محصور في اللباس المفروض عليه. أنه في حاجة إلى التنفس. حاولوا، إذن، أن تخيطوا له لباساً عصرياً”. وبدون تردد أجاب رمادي: “أجل، سيد عباس إننا سنخيط لكم لباساً جديداً لكن تفصيله سيكون دقيقاً على الطريقة الفرنسية”(43).

هكذا، إذن، ناضل ممثلو الجزائريين على اختلاف مشاربهم ضد القانون التنظيمي لكنهم فشلوا في كل ما قاموا به من مساعي ولم يستطيعوا منع البرلمان الفرنسي من تأبيد حالة الاستبداد على الشعب الجزائري، وكان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى يأس قيادة الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري: غير أن السيد فرحات عباس ظل وفياً لمقولة رينان التي تؤكد: “ أن العالم لا يعرف فتور الهمم، بل إنه يعيد العمل المجهض إلى مالا نهاية: فكل فشل يتركه شابا نشطا ومفعماً بالانبهارات ”، والتي ضمنها بيانه الموجه إلى الشبيبة الجزائرية بمناسبة الفاتح مايو 1946(44).

لأجل ذلك فإن الاتحاد لم ير في الاستقالة من مجلس الجمهورية هزيمة كما أنّه لم يعتبر عدم التواجد في البرلمان الفرنسي خسارة، وراح ينفق طاقته في مجالات أخرى مثل الربط مع الجماهير الشعبية والاستعداد لخوض المعارك الانتخابية، والعمل على إيجاد الظروف الموضوعية الملائمة لتوحيد سائر أجنحة الحركة الوطنية وفق تصوره للمجتمع الجزائري الجديد.



يتبع بالجزء الرابع
8ef40edd7c.gif




المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



8ef40edd7c.gif




... نلتقي لنرتقي في الجزء الرابع من هذه السلسلة ...




... بحول الله تعالى ...



sigpic1469013.gif

qasralkhair-8c94891f8b.gif




ta7iya.gif
 
-21- تابع...حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري 1946

1265018739.gif







star7.gif




1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif

حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري 1946

تابع الجزء الرابع

العمل الميداني والمعارك الانتخابية

مباشرة بعد المصادقة على القانون التنظيمي شرعت الإدارة الفرنسية في تطبيقه على الطريقة الاستعمارية: انتخابات بلدية في أكتوبر 1947 وانتخابات الجمعية الجزائرية في أفريل 1948 دائماً في إطار المجموعتين ووفقاً لما تتطلبه الحرية والمساواة كما يفهمها غلاة الكولون.

رغم ذلك، فإن الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية والاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري قد قررا خوض تلك المعارك كل حسب ايديولوجيته.

فالاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري رأى أن الانتخابات البلدية التي تقرر إجراؤها يومي 19 و26 أكتوبر 1947 يجب أن يكون الإعداد لها تحت شعار الترقية الاجتماعية للشعب الجزائري ومن ثمة ينبغي إقناع المنتخبين بأن اختيارهم لممثليه يعني الدعم المطلق للنضال ضد الجهل والأمية والأمراض بجميع أنواعها وللقضاء على الأكواخ والأحياء القصديرية، ومن أجل تنمية أفضل لمجالات الحياة اليومية مع التركيز على التعليم والتربية والتكوين المهني وتوفير مختلف حاجات الغذاء.

وكانت هذه الرؤية في تناقض كلي مع تلك التي جاءت بها الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية، والتي رأى هذه الحركة، كانت ترى أن الحملة الانتخابية المذكورة يجب أن تتحول إلى تظاهرة سياسية وأيديولوجية يتم من خلالها تجذير العداء للقانون التنظيمي الآنف الذكر إلى جانب تعميم فكرة اللجوء إلى جميع الوسائل من أجل استرجاع السيادة الجزائرية التي اغتصبتها الامبريالية الفرنسية والتي لم يتوقف الشعب الجزائريعن المقاومة بكل أنواعها في سبيل استعادتها.(45).

إن هذا التباين في الموقف من الانتخابات البلدية هو الذي حال دون تحقيق: “الوحدة الوطنية والديمقراطية للدفاع عن مصالح الجزائريين”، التي نادى بها الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري مدعوماً بالحزب الشيوعي الذي كان يرى أن التركيز ينبغي أن يكون فقط على المطالب ذات الصبغة البلدية.

ومما لاشك فيه أن تجاوب الجماهير الشعبية مع الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية وما نتج عن ذلك من انتصار قوائمها رغم كل العوائق والتكتلات، وقد دفع فرحات عباس وجماعته للتأمل مرةأخرى في الواقع الاستعماري والتأكد من أن جماهير الشعب الجزائري لم تعد قادرة على تعبئتها سوى البرامج الداعية إلى التخلص النهائي من السيطرة الأجنبية.

هذه النتيجة قد توصل إليها الحزب الشيوعي الذي لم يتردد في الاعتراف بها صراحة ضمن افتتاحية Alger Républicain الصادرة في عدد يوم 24/10/1947. حيث كتب السيد Rouzé: “لقد حققت قوائم الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية نجاحاً في عدد من النواحي: فالجماهير الشعبية التي خيبت آمالها فيما كانت تطمح إليه من حرية قد عبرت عن استيائها بتلك الطريقة… وبديهي أن التفاعل مع برنامج الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية إنما يدل دلالة قاطعة على عمق التغيير الذي طرأ إيجابياً على فكرة الوعي الوطني في أوساط الجماهير الشعبية”.

وعلى الرغم من تسجيل الهزيمة أمام منافسة الأول، فإن الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري قد حاول، منذ الإعلان عن النتائج الأولى، التظاهر بروح رياضية حيث نشر على أعمدة لسانه المركزي مقالات متعددة فيها تأكيد على أن اختيار الجماهير الشعبية يعد ترسيخاً وتثبيتاً لفكرة الوطن الجزائري التي يتطلب انتصارها النهائي تضافر جهود كل الطاقات الحية في البلاد(46).

وإذا كانت الخطوة الأولى في طريق توحيد الطاقات الوطنية قد بدرت عن الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية، فإن قيادة الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري لم تتردد في تقديم العربون على استعدادها لتحقيق الوحدة الجدية والدائمة.

أما خطوة الحركة فتمثلت في كتاب وجهه السيد أحمد مصالي الحاج في اليوم الثامن من نوفمبر إلى اللجنة المركزية للاتحاد يدعوها فيه إلى الحوار قصد إيجاد السبيل الأمثل لإخراج البلاد من دائرة السيطرة الاستعمارية، وأما عربون الاستعداد الذي قدمه الاتحاد فقد جاء في شكل نشرة صادق عليه المكتب السياسي في اليوم التاسع من نفس الشهر وضمنها عزمه كقيادة عليا على:
العمل من أجل جمهورية جزائرية ديمقراطية واجتماعية بحكومتها وبرلمانها وألوانها الوطنية”(47).

كانت تلك نشرة اللائحة إيذاناً ببدء الحوار بين الطرفين، ودليلاً واضحاً على أن تقارباً إيديولوجياً كبيراً قد وقع بين التشكيلتين السياسيتين اللتين أصبحتا بالفعل قادرتين على إبرام الاتفاق من أجل توحيد العمل في سبيل تقويض أركان الاستعمار وبعث الدولة الجزائرية من جديد.

وبالفعل، فإن المحادثات بين مندوبي التشكيلتين، قد جرت في جو يسوده كثير من الوئام والتفاهم وتوجت بتصريح مشترك مذيل ببرنامج عمل من ثلاث نقاط أساسية هي:

أ - وحدة العمل من أجل التوحيد الإيديولوجي والتنظيمي للحركة في كفاحها ضد الامبريالية.

ب - إلغاء كل أنواع الاستعمار.

ج - دستور دولة جزائرية ذات سيادة مطلقة.

أما التصريح فقد تضمن اتفاق الطرفين على ضرورة استرجاع السيادة الوطنية التي اغتصبتها الامبريالية الفرنسية، وفي نفس السياق رفض الاتحاد الفرنسي الذي يتناقض في أساسه مع ميثاق الأمم المتحدة الذي يقر لجميع الشعوب حقها في تقرير مصيرها بنفسها.

من جهة أخرى فإن الطرفين قد اتفقا على تشكيل لجنة للتنسيق تتولى متابعة تطبيق برنامج العمل وتنشط، باسم التشكيلتين، من أجل توسيع الاتحاد إلى تنظيمات أخرى تكون مستعدة للمساهمة في الحركة الواسعة الرامية إلى إقامة الجمهورية الحرة الديمقراطية والاجتماعية.

إن الذي يطلع على كل هذه النتائج الإيجابية، في واقع الأمر، لا يسعه سوى الإقرار بأن الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري قد اهتدى، عن وعي، إلى الطريق المؤدية إلى تحرير الوطن لكن ذلك لم يطل إذ أن اللجنة المركزية للاتحاد أعلنت أنها تخضع استمرار العمل الوحدوي إلى مجموعة من الشروط في مقدمتها عدم رفض التمثيل البرلماني وعدم إدانة الاتحاد الفرنسي والتخلي عن دستور الدولة الجزائرية ذات السيادة المطلقة وهو ما رفضته الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية وجعل السيد أحمد مصالي الحاج يصف “الجمهورية الفدرالية” التي رفع شعارها السيد فرحات عباس بالمولود الامبريالي لأنها تترك الدفاع الوطني والشؤون الخارجية بين أيدي الامبريالية الفرنسية وتسوي مليون أوربي بعشرة ملايين من الجزائريين.(48).

وفي نفس الوقت الذي كانت فيه قيادة الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري تدعو إلى الالتزام بالشروط المذكورة أعلاه كشرط أساسي لوحدة الصف الوطني، فإن السيد فرحات عباس كان يوظف أعمدة الجمهورية الجزائرية la République Algerinneللتنديد بالحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية التي لم تأمر نوابها بالانسحاب من البرلمان الفرنسي، ولكتابة أشياء غير معقولة مثل: “أن سياسة الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية تشبه العنصرية التي لا تطاق والدكتاتورية الأكثر دناءة والفاشية الجديدة ذات الحظ الصاعد”(49).






يتبع بالجزء الخامس
8ef40edd7c.gif




المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



8ef40edd7c.gif




... نلتقي لنرتقي في الجزء الخامس من هذه السلسلة ...




... بحول الله تعالى ...



sigpic1469013.gif

qasralkhair-8c94891f8b.gif





ta7iya.gif
 
-22- تابع... حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري 1946

1265018739.gif








star7.gif




1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif

حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري 1946

تابع الجزء الخامس والأخير



المشاركة في انتخاب الجمعية الجزائرية:

هكذا، وبكل هذه السهولة، تحلل الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري من وثيقة الاتفاق الذي أبرمه مع الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية وراح يستعد لانتخابات الجمعية الجزائرية وفق البرنامج السابق المتأرجحة أهدافه بين السيادة المشروطة والجمهورية الجزائرية المتحدة مع فرنسا والرافضة في الحالتين للانفصال عن فرنسا و للاتحاد مع الحركة المصالية الداعية إلى تقويض أركان الاستعمار وبعث الدولة الجزائرية ذات السيادة المطلقة.

وعلى الرغم من أن الرأي العام الوطني، في الجزائر، كان ينتظر من التشكيليتين موقفاً موحداً لمواجهة الجبهة الاستعمارية التي بدت متماسكة للاحتفاظ بالجزائر فرنسية ولإبقاء شعبها المسلم في حالة التهميش التي تمنعه من ممارسة حقه في الحرية والسيادة، فإن الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري والحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية قد قررا مواصلة السير منفردين، ودخول المعركة الانتخابية مشتتي الصفوف وببرامج متباينة إلى أبعد الحدود.

إن مجرد المشاركة في انتخابات الجمعية الجزائرية كان يعتبر هزيمة للحركة الوطنية لما في ذلك من قبول بالعودة إلى ماقبل حركة أحباب البيان والحرية.

فالمادة الثانية من القانون التنظيمي الذي أنشئت الجمعية بموجبه تؤكد إبقاء الجزائر في شكلها السابق لسنة 1947 أي مجموعة عمالات مزودة بالشخصية المدنية والاستقلال المالي”(50)، وفي المادة الواحدة والثلاثين من نفس القانون تثبيت للمجموعتين الانتخابيتين وعودة لمقاييس مشروع فيوليت من أجل تعيين المسلمين الذين يمكنهم الارتقاء إلى المجموعة الأولى أي مجموعة المواطنين الفرنسيين.

ومن جهة أخرى، فإن التشكيلتين السياسيتين الوطنيتين، إذ تقدمان على المشاركة في انتخابات الجمعية الجزائرية، فإنهما تتنكران لموقفهما من القانون التنظيمي الذي كانتا قد رفضتاه جملة وتفصيلاً واعتبرتاه اعتداء سافراً على سيادة الشعب الجزائري (51).

بل إن مؤتمر البليدة الذي عقده الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري أيام 3-4 و5/10/1947 لم يتردد في التنديد: “بالاتحاد الفرنسي المؤسس على الإكراه والسيادة الأحادية”، وفي إدانة القانون التنظيمي المفروض على الشعب الجزائري الذي يسعى “لإقامة جمهورية جزائرية مزودة بألوانها الوطنية وبحكومة مسؤولة أمام برلمان جزائري”(52).

في هذا الجو المليء بالتناقضات وعدم الاستقرار على موقف واحد، أعد الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري قوائم مرشحيه للجمعية الجزائرية التي قال عنها السيد فرحات عباس: “إنها غير مرضية ولا غير مجدية، وسوف تكون بين أيدينا أداة لتحسين وضعنا وتسليحنا لخوض معارك أخرى”(53).

لقد كانت قيادة الاتحاد، في معظمها تعتقد أن الابتعاد عن الحركة المصالية بجميع تسمياتها سيساعدها على الفوز بثقة الإدارة الاستعمارية وتفهم الحكومة الفرنسية، ومن ثمة تعطي لها فرصة إيجاد ديناميكية جديدة لصالح حل لا يخرج عن إطار الاتحاد الفرنسي لكنه يمنح الجزائر نوعاً من الاستقلال الداخلي الذي يكون محطة في طريق الاستقلال الكامل.

إن ذلك الاعتقاد لم يكن صحيحاً، لأن غلاة الكولون الذين لم يكونوا مستعدين للتعامل مع أي من أطراف الحركة الوطنية، قد تمكنوا من التغلغل بسهولة في أوساط الأغلبية الحاكمة في فرنسا، وزيادة على تجذيرهم، في تلك الأوساط، لفكرة الجزائر الفرنسية، فإنهم استطاعوا أن يكونوا ممثلين في حكومة السيد روبارت شومان Robert Schuman بواسطة واحد منهم وهو نائب قسنطينة Réné MAYER(54). الذي أدت ضغوطاته إلى استبدال السيد YVES Chataigneau بالسيد مارسيل ايدموند نيجلان Marcel édmond naegelen والياً عاماً للجزائر ابتداءً من يوم 11/02/1948.

لقد كان نيجلان اشتراكياً في مذهبه السياسي، لكنه بالنسبة للجزائر كان يمينياً متطرفاً يرى في استقلالها، “نهاية للإنجازات الفرنسية وتوقفاً لبناء المدارس والطرقات والمستشفيات والقامرات الهاتفية ولتحسين المحصولات كما أنه يعني رحيل معلمينا وأطبائنا ومهندسينا وحكامنا”(55).

وحتى لا تحدث “هذه الكارثة” فإنه شرع بمجرد تنصيبه في وضع أسس مدرسة تزييف الانتخابات التي سوف تعرف باسمه، وذلك رغم كل ماقام به من جهد ليقدم نفسه كمنقذ لتعليمات كان سابقه قد ضمنها نشرية تحمل تاريخ 28/08/1947.

وتأمر بالقضاء على المشوشين الذين يتبين أن نشاطهم مضر، والحفاظ، من جهة أخرى، على هيبة السلطة بواسطة قمع مخالفات القانون والمس بالنظام العام”(56).

إن نايجلان لم يكن مخطئاً تماماً، لكنه لم يكن في مستوى ذكاء الوالي العام السابق إيف ستاتينيو الذي كاد، بفضل مرونته العجيبة، أن يقنع الجزائريين على اختلاف ميولاتهم ومستوياتهم بتعاطفه معهم في الوقت الذي توجد فيه أدلة ملموسة على محاربته للحركة الوطنية بكل الوسائل.

نكتفي هنا، بالإشارة إلى تعليماته الصارمة بمنع منتخبي الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية من عقد مؤتمرهم يوم 25 / 01 / 1948 أي قبل تنحيته بأسبوعين فقط، وكذلك حملة الاعتقالات والاعتداءات على المرشحين والمقرات على حد سواء ابتداء من فاتح جانفي سنة 1948.

مثل هذه الإجراءات التعسفية هي التي لجأ إليها نيجلان لمنع تشكيلات الحركة الوطنية وحتى الشيوعيين من الفوز بمقاعد المجموعة الانتخابية الثانية في الجمعية الجزائرية.

وأكثر من ذلك فإنّه جند الصحافة الاستعمارية الصادرة في الجزائر للتحذير من خطر الانتخاب على مرشحي الحركة المصاليةالذين لا يمكن إلا أن يكونوا قوة معرقلة ومعادية لكل ما هو فرنسي”(57).

ولم يكتف نيجلان باضطهاد إطارات الحركة الوطنية موجهاً لهم تهمة المس بالسيادة الفرنسية والعمل على إرباك النظام العام، وإنما تجاوز ذلك إلى الأمر باعتقال المرشحين أنفسهم كما جاء في تقرير اللجنة المركزية للإعلام والتوثيق التابعة للحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية؛ومن جهة أخرى صدرت الأوامر الصارمة إلى المصالح الإدارية بالبلديات كي لا توزع بطاقات الناخبين في المراكز التي شك في ميولات سكانها الوطنية.

وعندما بدأت عملية الاقتراع، تضاعفت إجراءات التزييف مثل إسناد الإشراف على مكاتب التصويت إلى الأوربيين فقط أو إلى من يعينون من طرفهم.

وفي بعض الحالات التي ذكرتها اللجنة المركزية للإعلام والتوثيق التابعة للحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية، فإن الإدارة الاستعمارية قد حولت عناوين المكاتب دون إخبار المواطنين، أو نقلتها إلى بيوت خاصة يغلقها أصحابها في وجه المنتخبين(58).

وفي كثير من الحالات وبأمر من عامل العمالة، حجبت قوائم مرشحي الحركة الوطنية ومنع ممثلوهم من الدخول إلى المكاتب للمشاركة في الرقابة القانونية(59).

وأحياناً، وربحاً للوقت، كانت الإدارة الاستعمارية تملأ الصناديق كما تشاء أو تقيم محاضر النتائج عشية الانتخاب(60)، حيث ظهرت المقاومة أو بدت علامات الاحتجاج، فإن الولاية العامة قد لجأت إلى الجيش أو إلى سائر قوات الأمن من تقوم، كعادتها، بأعمال القمع والترهيب(61).

هكذا ورغم أن المنتخبين منحوا أصواتهم لمرشحي الحركة الوطنية، فإن الإدارة الاستعمارية العاملة تحت الإشراف المباشر لنيجلان، قد ألغت الإرادة الشعبية وقررت بمفردها إعطاء تسعة مقاعد للحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية وثمانية للاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، بينما خصصت الباقي لعملائها الذين لم يكونوا ليفوزوا بمقعد واحد لولا إجراءات التزييف على الطريقة النايجلانية.

النضال داخل الجمعية الجزائرية:

لقد كان واضحاً منذ الإعلان عن النتائج، أن الإدارة الاستعمارية لم تكن مستعدة لتمكين الوطنيين الجزائريين من تأدية دورهم في التعبير عن إرادة منتخبيهم.

وكان واضحاً، أيضاً، أن مندوبي التشكيلتين الوطنيتين لن يكتفوا، في أشغال الجمعية، بدور المتفرج السلبي. وكما كان متوقعاً، فإن الاصطدامات بدأت مع الاجتماع الأول. حدث ذلك على مرحلتين:

الأولى: عندما طلب السيد فرحات عباس الكلمة ولم تعطِ له(62)، فاضطر إلى مغادرة القاعة متبوعاً بمندوبي حزبه.

والثانية: بمناسبة التنصيب الرسمي لمكتب الجمعية من طرف الوالي العام ناجيلان. فمندوبو الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري انسحبوا من القاعة بمجرد أن بدأ النشيد الوطني الفرنسي(63).

وأثناء تكوين اللجان، وبحكم العدد، أقصي مندوبو الحركة الوطنية، وبذلك أصبح وجودهم شبه صوري ومقتصراً على بعض الاحتجاجات التي يعبر عنها من حين لآخر خلال الجلسات العمومية والتي لا يكون لها أي تأثير إيجابي على سير المداولات.

وحينما فشل الاتحاد الديموقراطي للبيان الجزائري في تغيير الوضع وإقناع الأغلبية بضرورة إشراك الأقلية في أعمال اللجان، فإنه قرر يوم 17/03/1950 سحب مندوبيه في انتظار تراجع الإدارة الاستعمارية الذي لم يحدث إلا في شهر نوفمبر 1951 وبكيفية لا تكاد تذكر، فغلاة الكولون، الذين عز عليهم أن يقطعوا شعرة معاوية، وبعد أن قررت الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية سحب كل مندوبيها، وافقوا على تمكين الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري من المشاركة كعضو أساسي في لجنتين ليس لهما أي تأثير على حياة الشعب الجزائري(64).

إن سلوكات الإدارة الاستعمارية لم تكن غريبة بل هي امتداد طبيعي للخطة التي وضعت من أجل تزييف الانتخابات، إذ لا يعقل أن يجند الوالي العام كل إمكانيات فرنسا، في الجزائر، لإقصاء ممثلي الحركة الوطنية من الجمعية الجزائرية ثم يقبل هو نفسه إشراك من وصل منهم، رغم أنفه، إلى تلك الجمعية في أعمال اللجان.

صحيح أن القانون التنظيمي، في حد ذاته، والجمعية الجزائرية التي أنشئت بموجبه يتناقضان تماماً مع طموحات الشعب الجزائري المعبر عنها بواسطة كل من التشكيلتين الوطنيتين اللتين كانتا تدركان ذلك حق الإدراك، لكن القياديين، في التشكيلتين، كانوا يريدون، من خلال المشاركة في الانتخابات، التدليل على أن الجماهير الشعبية تسير وراءهم وهي تمنحهم كل الثقة لتمثيلها. لقد كانوا، بقرارهم ذلك، سذجاً، لم يأخذوا في الحسبان موقف الإدارة الاستعمارية التي لم توجد إلا لتنفيذ إرادة غلاة الكولون.





8ef40edd7c.gif




المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



8ef40edd7c.gif




... نلتقي لنرتقي في الحلقة الموالية من هذه السلسلة ...




... بحول الله تعالى ...



sigpic1469013.gif

qasralkhair-8c94891f8b.gif






ta7iya.gif
 
-23- حركة انتصار الحريات الديمقراطية 1946

1265018739.gif











star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif



حركة انتصار الحريات الديمقراطية 1946

Messali-hadj-1.jpg

الزعيم أحمد مصالي الحاج.

1- نشأة الحركة
188081_130863256982755_2377999_n.jpg

الزعيم احمد مصالي الحاج

بعد مجازر 8 ماي 1945، واطلاق سراح زعيم أحمد مصالي الحاج في أكتوبر 1946، عقد إطارات حزب الشعب الجزائري إجتماعا في ديسمبر 1946 بالجزائر العاصمة، بحثوا فيه إعادة العمل بالحزب تحت إسم جديد وهو (حركة الانتصار للحريات الديمقراطية) مع الحفاظ على حزب الشعب كجناح سياسي سري نشيط.

2- توجه الحركة الجديد
601.jpg

الزعيم أحمد مصالي الحاج.

توجهت الحركة توجها جديدا اعتمد أسلوب المهادنة مع السياسة الاستعمارية ومن ذلك دعوة الزعيم أحمد مصالي الحاج إلى المشاركة في الانتخابات وفكرة ضرورة النضال الشرعي، مما أدى إلى جناح رافض لمسايرة السياسة الاستعمارية وهو ما سيؤدي إلى إنشاء جناح شبه عسكري في فيفري 1947 أخذ اسم المنظمة الخاصة.

3- برنامج الحركة
messali_hadj_21_septembre_1959.jpg

الزعيم أحمد مصالي الحاج.

احتفظت الحركة بنفس برنامج حزب الشعب وعرف ببرنامج حركة الانتصار للحريات الديمقراطية وتمحور حول أهداف معينة تمثلت خصوصا في العمل على إلغاء النظام الاستعماري وإقامة نظام وسيادة وطنية وإجراء انتخابات عامة دون تمييز عرقي ولا ديني وإقامة جمهورية جزائرية مستقلة ديمقراطية واجتماعية تتمتع بكامل الصلاحيات.تربط الجزائر بمدها الطبيعي العربي والإسلامي والإفريقي. وكانت هيكلة وتنظم حركة الانتصار تعم كامل القطر الجزائري بصفة محكمة وشاملة.

4- أزمة الحركة

ظهرت الأزمة داخل الحركة بصفة جلية منذ شهر أفريل 1953 حين انعقاد مؤتمرها الثاني الذي اتضحت فيه المسائل الجوهرية في النزاع بين اللجنة المركزية والزعيم أحمد مصالي الحاج وأنصاره، واتخذ أعضاء المنظمة الخاصة موقفا معارضا للنزاع، وأكدوا على وحدة الحركة وضمان استقرارها وحسب نص اللائحة الختامية للمؤتمر الثاني للحركة فقد، نتج عن أشغال المؤتمر قرار يقضي بتحديد صلاحيات رئيس الحركة وإدخال نوع من الديمقراطية داخل قيادة الحركة، واعتماد قرار الأغلبية، وكان الزعيم أحمد مصالي الحاج يلح على منحه السلطات المطلقة لتسيير الحركة، وكان القرار الثاني هو ابعاد أهم مساعدي أحمد مصالي الحاج من عضوية المكتب السياسي وهما أحمد مزغنة والسيد مولاي مرباح، وانتخاب السيد بن يوسف بن خدة أمينا عاما للحركة واختيار السيد حسين لحول و السيد عبد الرحمن كيوان مساعدان له.

ولم يلبث الزعيم أحمد مصالي الحاج أن رفض قرارات المؤتمر، وجاء في رسالة الزعيم أحمد مصالي الحاج إلى من مناضلي حركة الانتصار نزع ثقته من اللجنة المركزية وأشتد الصراع بين المركزيين والمصاليين إذ تعنت كل طرف لموقفه وسينتج عن ذلك ظهور حركة جديدة باسم اللجنة الثورية للوحدة والعمل التي ستعمل على التوفيق بين الطرفين دون جدوى إذ اجتمع أنصار الزعيم أحمد مصالي الحاج في مؤتمر للحركة ببلجيكا أيام 14-15-16جويلية 1954، واجروا تعديلات على هيكلة الحركة واعتبر ذلك هو مؤتمر الانقسام النهائي للحركة حيث صدر قرار استبعاد القادة السابقين لحركة الانتصار.






arton7975.jpg







8ef40edd7c.gif





المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



8ef40edd7c.gif





... نلتقي لنرتقي في موضوع جديد من هذه السلسلة ...




... بحول الله تعالى ...



sigpic1469013.gif





ta7iya.gif














qasralkhair-8c94891f8b.gif

 
-24- المنظمة الخاصة 1946l'os

1265018739.gif












star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif


المنظمـــة الخــاصـــة 1946L'OS.


1 مقدمة

ظهرت هذه الحركة إلى العلن منذ أن ظهر النزاع في ديسمبر 1946 بين الزعيم أحمد مصالي الحاج الذي فضل اعتماد فكرة النضال الشرعي، واعتبر الانتخابات وسيلة مقاومة سياسية والمجالس أداة لإشهار مطالب حزب الشعب وكسب تأييد اليسار الفرنسي واليمين المعتدل. وكان المعارضون بزعامة لمين دباغين يرون أن ذلك يكون على حساب الإعداد للمعركة الحاسمة ويؤدي إلى خسارة المناضلين الثوريين الرافضين للسياسة الاستعمارية.وفي المؤتمر الأول للحركة الذي انعقد يومي 15 و 16 فيفري 1947 بالعاصمة وافق المؤتمر على إنشاء التنظيم شبه العسكري المنظمة الخاصة وعين محمد بلوزداد مسؤولا عن هذا التنظيم

2 أصول المنظمة

تعود أصول الحركة المسلحة إلى تعاون بعض أعضاء حزب الشعب الجزائري مع الألمان حيث بدأ هؤلاء يتدربون على استعمال السلاح في صيف 1939، وكان المناضل محمد بوراس قائد الكشافة الإسلامية هو رئيس فرقة العمل مع الألمان، وهو الأمر الذي أدى إلى إعدامه يوم 4/05/1941.


وبقي أصحابه ينشطون وكونوا خلايا عمل ثورية، واستمر نشاطهم حتى كونوا سنة 1944 منظمة التصادم برئاسة محمد بلوزداد، وقامت بجمع الأسلحة والتدرب على استعمالها واشتد الإيمان بالعمل المسلح بعد مجازر 8 ماي 1945 وظهر في المقدمة حسين عسلة ومحمد بلوزداد. وكان إيمانهم تحرير الجزائر بواسطة الكفاح المسلح

3 برنامج المنظمة ونظامها

لقد تمحور عمل المنظمة الخاصة حول التكوين العسكري والتدريب على مختلف الأسلحة والمتفجرات، وجمعها وتوزيعها. والتركيز على التكوين العقائدي الوطني المرتبط بالدين الإسلامي وقيمه الجهادية.وقد اعتمدت نظاما صارما يتميز بالانضباط والتجنيد للرجال والأكفاء وضبط كل ذلك في النظام الداخلي للمنظمة الخاصة، وكانت المنظمة عبارة عن تنظيم هرمي له هيئة أركان تتكون من رئيس المنظمة، ورئيس هيئة الأركان والمدرب العسكري.وكان لها مسؤولون على مستوى الولايات، عمالقة قسنطينة، وعمالقة الجزائر، هران، الشلف الظهرة، منطقة القبائل، ومسؤول شبكات الاستعلامات والاتصالات، وكان الاتصال بين المنظمة والمكتب السياسي لحركة الانتصار يتم عن طريق وسيط يسمى المندوب الخاص

4 التنظيم العسكري للمنظمة

عملت هيئة أركان المنظمة على إنشاء شبكات مختصة تساعدها في عملها وأداء مهامها العسكرية وتنفيذ عملياتها وهذه الشبكات هي:

- شبكة المتفجرات: التي تصنع القنابل ودراسة تخريب المنشآت القاعدية الاستعمارية.

- شبكة الإشارة: المختصة في الاتصالات بالراديو والكهرباء.

- شبكة التواطؤ: التي تهتم بإيجاد مخابئ للمتخفيين من المناضلين حتى لا تدركهم القوات الاستعمارية وإعداد مخابئ للأسلحة والذخيرة.

- شبكة الاتصالات: التي تتكفل بشراء أجهزة الاتصالات والتدرب عليها.

- شبكة الاستعلامات: وهي تهتم بالإطلاع على تصرفات وتحركات الأجهزة العسكرية والبوليسية والإدارية الفرنسية، وتعاقب الخونة.

وكان المجندون يخضعون إلى نظام دقيق وصارم وكانوا يوزعون على الشكل التالي:

- نصف المجموعة تتألف من رئيس وتسعة أعضاء.

- الفصيلة وهي تتكون من مجموعة أو عدة مجموعات.

وكانت هذه المجموعات تخضع إلى تكوين عسكري نظري وتطبيقي.

وكانت الدراسة تتمحور على دراسة الدين الإسلامي، الذي على جميع المجندين إتباع قواعده وتجنب نواهيه ثم يرتكز التدريب على الدراسات التاريخية حيث يدرس المجند تاريخ الجزائر من بداية العصور إلى تاريخ المقاومة الشعبية وإبراز البطولات الجزائرية.

5 اكتشاف المنظمة

أعفي محمد بلوزداد من رئاسة المنظمة الخاصة بسبب مرضه، وخلفه حسين آيت أحمد على رأس المنظمة، وعمل على دعم المنظمة بالمال لشراء الأسلحة، ونظم الهجوم على بريد وهران في عهده.غير أن تورط حسين آيت أحمد في الأزمة البربرية أي الأمازيغية سنة 1949 أدى إلى عزله، وتعيين أحمد بن بلة مكانه ومرت قيادات المنظمة الخاصة بثلاث فترات بين 1947 و 1950 ، وعرفت المنظمة إعادة التنظيم والهيكلة في عهد أحمد بن بلة إذ تم فضح المؤمرات الاستعمارية على الجزائر وقيمها من دين ولغة تاريخ ونظمت الإضرابات والمظاهرات ومقاطعة (الانتخابات، وصارت المنظمة أداة عسكرية لتحضير الثورة المسلحة ورغم سرية الحركة وصلتها المحدودة بحركة الانتصار، فإن اكتشافها في ماي 1950 كان صدمة للجميع، وتعرض عناصر المنظمة إلى المطاردة والاضطهاد والسجن وكان حل التنظيم في الأخير، وتبرأت حركة الانتصار من المنظمة الخاصة خوفا على نفسها، وكان لهذا الموقف أثارة سلبية، حيث أدى الى سوء العلاقة بين أعضاء المنظمة وسياسيي حركة الانتصار، خاصة بعد ظهور الأزمة بين اللجنة المركزية وأنصار الزعيم أحمد مصالي الحاج إذا كانت النتيجة هي إنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل.

قيادات المنظمة الخاصة

القيادة الأولى (1947-1948)

1- محمد بلوزداد، رئيسا.

2- حسين آيت احمد، رئيس هيئة الأركان.

3- عبد القادر بلحاج الجيلالي، مدرب عسكري.

4 - محمد بوضياف، مسؤول عمالة قسنطينة.

5- جيلالي رقيمي، مسؤول عمالة الجزائر.

6- محمد ماروك، مسؤول الشلف والظهرة.

7- عمار ولد حمودة، مسؤول منطقة القبائل.

8- أحمد بن بلة، مسؤول عمالة وهران.

القيادة الثانية (1948-1949)

1- حسين آيت أحمد، رئيسا.

2- عبد القادر بلحاج الجيلالي، مدرب ومفتش عام.

3- محمد بوضياف، مسؤولا عن عمالة قسنطينة.

4- جيلالي رقيمي، مسؤولا عن عمالة العاصمة.

5- محمد ماروك، مسؤولا عن عمالة العاصمة.

6- أحمد بن بلة، مسؤولا عن عمالة وهران.

7- محمد يوسفي، مكلفا بالتصالات والاستعلامات.

القيادة الثالثة (1949-1950)

1- أحمد بن بلة، رئيسا.

2- عبد القادر جيلالي بلحاج، مفتشا عاما ومدربا عسكريا ومنسقا مع المصالح العامة.

3- محمد يوسفي، مكلفا بالاستعلامات والتكوين العسكري.

4- محمد بوضياف، مسؤولا عن عمالة قسنطينة ونائبه محمد العربي بن مهيدي.

5- جيلالي رقيمي، مسؤولا عن عمالة الجزائر العاصمة (1).

6- أحمد محساس، مسؤولا عن عمالة الجزائر العاصمة (2).

7- عبد الرحمن سعيد، مسؤولا عن عمالة وهران ونائبه حمو بوتليليس.



19.gif



مقدمة

المبحث الأول : تأسيس المنظمة الخاصة و هيكلتها .
المطلب الأول : دواعي تأسيس المنظمة الخاصة .
المطلب الثاني : نظامها .
المطلب الثالث : فروعها .

المبحث الثاني : إنجازات المنظمة
المطلب الأول : التكوين الديني و التدريب العسكري.
المطلب الثاني : مشاكل التموين للمنظمة الخاصة
المطلب الثالث : الهجوم على بريد وهران .

المبحث الثالث : مصير المنظمة و موقف الجانبين الفرنسي و الجزائري
المطلب الأول : مصيـــر المنظمة
المطلب الثاني : موقف فرنسا بعد اكتشاف المنظمة الخاصة
المطلب الثالث : موقف الجانب الجزائري (قيادة حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية) .
خاتمة
19.gif


مقدمة :

لعل من أهم ما يجب البحث فيه و التنقيب عنه بدقة و موضوعية في مسيرة الثورة الجزائرية ، التاريخ العسكري كونه يمثل المحك و الميدان الحقيقي للمواجهة بين القوة الوطنية و القوة الاستعمارية المتسلطة ، حتى نتمكن من معرفة الخطط التي استعملها قادة جيش التحرير الوطني بإمكانات محدودة ، مقابل جيش الاحتلال بوسائله المتطورة ، و من خلال ذلك نرى انه عند إعداد للثورة و بعد أحداث 08 من مايو 1945 تيقن العديد من المناضلين في الميدان السياسي و خاصة منهم في حركة انتصار الحريات الديمقراطية أنه ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة و كذا فشل النضال السياسي في استعادة الحرية و الاستقلال و عليه تأسس الجناح العسكري لحزب ح.إ.ح.د و الذي أعطي له إسم و المتمثل في المنظمة الخاصة و ذلك سنة 1947 .


و من خلال نطرح الإشكال التالي :
ما خلفيات تأسيس المنظمة الخاصة و ما هي أهم منجزتها و ما مصيرها و موقف الجانبين الفرنسي و الجزائري منها .؟



المبحث الأول : تأسيس المنظمة الخاصة و هيكلتها .

المطلب الأول : دواعي تأسيس المنظمة الخاصة .

كان تأسيس المنظمة العسكرية السرية حدثا هاما في تحول الحركة العامة الوطنية الجزائرية من نضال الكلمة إلى الكفاح المسلح من الناحية النظرية و التطبيقية ، و إذا كان التنظيم العسكري قد تجسد هذه المنظمة بصورة تطبيقية ، و إذا كان التنظيم العسكري قد تجسد في هذه المنظمة بصورة تطبيقية على أرض الواقع منذ سنة 1947 حتى 1950 باحتضان من التيار السياسي الذي واصل نضاله من مطلع الربع الثاني من القرن العشرين ، فإن هذا الأسلوب لا يمكن فصله فصلا كليا عن المقاومات الشعبية المسلحة التي تلتقي معه في العديد من النقاط أو المعطيات على الأقل من حيث الهدف و الوسيلة .

و باستقرائي للأوضاع السائدة في الجزائر قبيل الثورة التحريرية يتضح أمام القارئ فكرة حتمية هي مباشرة الإعداد العمل المسلح خاصة بعد المجازر التي ارتكبتها الإمبريالية الفرنسية يوم الثامن من ماي 1945 ، و التي كان من أهم نتائجها التفكير بعمق في إعداد ثوري استراتيجي متطور يكون بمثابة الند للند مع الاستعمار عن طريق تحضير قوة منظمة و متخصصة في مختلف الأعمال الثورية ، بمعنى جهاز قادر على تحدي و مواجهة قوات الاحتلال1 .

إذن فالهدف الذي أنشأت من أجله هذه المنظمة هو الإعداد للثورة التي سيتم إعلانها من خلال التنظيم السياسي لحزب الشعب الجزائري .
ففكرة المقاومة المسلحة ظلت تشغل بال المناضلين و قيادي الحزب الشعب منذ أحداث ح.ع2 حيث شهدت الفترة الممتدة من 1939 إلى 1945 نشاطا حثيثا من أجل الحصول على بعض المساعدات العسكرية لاسيما الألمانية ، و تم وضع اللبنة الأولى عن طريق الكفاح المسلح بتأسيس " لجنة العمل الثوري لشمال إفريقيا " سنة 1939 التي بدأت اتصالاتها الخارجية بأول دول اوربية و هي ألمانيا و هي ألمانيا حيث أقام بها أعضاءها ما يقارب الشهر في الفترة الممتدة من 20 جوان إلى 15 جويلية 1939 و خلال هذه الفترة تمكنت من اخذ فكرة واضحة عن تقنيات التخريب ، كما تلقت وعدا بمعونة عسكرية عند بدء الكفاح المسلح بالجزائر.

و من الشخصيات البارزة في هذا المجال محمد بلوزداد الذي عمل منذ انضمامه للحزب على محاولة إقناع القيادة بضرورة إنشاء " هيئة طليعة شبه عسكرية " داخل الحزب و أنشأ ما سمي بالمجموعات التخريبية سنة 1944 التي هي في الحقيقة امتداد لـ " جماعات الصدام " التي شكلهاحسين عسلة ـ و في العام نفسه أسست قيادة ح،ش،ج منظمة في العاصمة مشكلة من 20 عضوا و مكونة لمجموعتين إحداهما في حي القصبة و الأخرى في حي "بلكور" و المناطق المحيطة بها مثل حيدرة ، و حسين داي ، و القبة و العناصر ، و هي المجموعة كانت تسمى لجنة شباب بلكور (c.j.b) ، و أوكلت مسؤولية هاتين المجموعتين لكل من أحمد بلوزداد و محمد طالب على التوالي ، و وضع على رأسها محمد بلوزداد .

أما المهمة التي أنشأت لأجلها هذه المنظمة قد تمثلت في الدفاع عن المسؤولين في الحزب ، و بالتالي فمهمتها قد خرجت عن الإطار السياسي للحزب و هذا ما جعلها تنفصل عنه منذ اليوم الأول و تعمل بشكل سري ، و كذلك تفادي أي فرصة قد يستغلها العدو لضرب الحزب و من العمال التي قامت بها هذه المنظمة عملية جمع الأسلحة و كانت البداية من ذخيرة القوات الأمريكية التي حلت بشمال إفريقيا سنة 1942 ، و بالنسبة لتنظيم المقاومة المسلحة و تحقيق مبدأ الشمولية عبر أنحاء الوطن فيبدوا أن ذلك مازال يحتاج للمزيد من الوقت و العمل و إلا فلماذا لم يتم إعلان قيام الثورة سنة 1945 خاصة بعدما ارتكبه المستدمر من مجازر ؟1

و الجدير بالذكر أن السياسة الفرنسية المطبقة في الجزائر بعد 8 ماي 1945 قد أثرت في نشاط الحركة الوطنية و خاصة في الطرف الأكثر ثورية ، ففي شهر جويلية 1945 جرت الانتخابات البلدية كما نص على ذلك أمر 7 مارس 1944 الذي منح للهيئة الانتخابية الأولى التي تختص بالسكان الأوربيين البالغ عددهم 922000 نسمة 13 مقعدا في الجمعية الوطنية الفرنسية ، أما الهيئة الإنتخابية الثانية فخصص لها 12 مقعدا و تمثل الشعب الجزائري البالغ تعداده حوالي 9 ملايين شخص ، و مع ذلك فإن ما يجعل نظام الهيئة الإنتخابية الثنائية فكرة قانونية أعدت للمراوغة ليس ما يتم به من تفرقة صارخة و إنما بالأحرى الممارسات الرسمية في تنظيم الانتخابات و الإعداد لها ، و مع ذلك المرسوم الذي أصدره الجنرال شارل ديغول في 15 سبتمبر 1944 حيث حولت بموجبه الملفات المالية من الهيئة البلدية إلى المجلس المالي و بالتالي تم إفراغ الهيئة من محتواها ، و لهذا فالانتخابات لم تكن سوى مجرد أسلوب سياسي مستعمل لذر الرماد في العيون لاسيما و أن القادة الجزائريين و على رأسهم الزعيم أحمد مصالي الحاج ، و الشيخ الإمام محمد البشير الإبراهيمي ، و فرحات عباس ، لم يزالوا في السجن باستثناء دكتور محمد الصالح بن جلول .

و مع أن الجنرال شارل ديغول قدم برنامجا سياسيا يقوم على أساس الاندماج الكلي للشعب الجزائري في المجتمع الفرنسي دون التخلي عن الأحوال الشخصية فإن الجمعية التأسيسية الفرنسية رفضته في الحال و بصورة قطعية2 .

و الحق أن هذه الأوضاع ما هي إلا حلقة جديدة تضاف إلى سلسلة الخيبات التي تلقتها جماعة النخبة التي كانت تمثل الاتجاه الأكثر اعتدالا في الحركة الوطنية ، و مع ذلك كان لابد من وسيلة اخرى لتهدئة الشعب الجزائري ، و قد تجسد ذلك في قانون العفو العام في 16 مارس 1946 و لهذا تم إعادة بناء الحركة الوطنية مرة ثانية ، فبالنسبة لحزب الشعب فقد أصر على مواصلة النضال تحت إسم جديد و هو " حركة الانتصار الحريات الديمقراطية " الذي تأسس في شهر فيفري 1946 و غير فرحات عباس تسمية حزبه أيضا من " أحباب البيان و الحرية " إلى " الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري " "U.D.M.A " و كان ذلك في شهر ماي 1946 ، أما الحزب الشيوعي فقد اتخذ الآخر اسم جديد هو "أصحاب الحرية و الديمقراطية " .

و إذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري قد قرر المشاركة في الانتخابات العامة الفرنسية التي سيتم إجراؤها في جوان 1946 ،فإن ح.إح،د و الأغلبية العظمى من الشعب الجزائري قاطعت هذه الانتخابات خاصة و أن الزعيم أحمد مصالي الحاج ظل معتقلا رغم صدور العفو العام في 16 مارس 1946 لما كان يشكله من خطر على السياسة الاستعمارية ، فقد كانت رؤيته للمستقبل تتمثل في إعداد الجماهير الشعبية إعدادا سياسيا صحيحا يقوم على أساس تكوين مناضلين واعين بمعنى عدم الخلط بين الطريق الثوري و الشكل النضالي ، و لهذا فالعمل السياسي الشرعي لابد أن يستمر حتى يكون هناك تواصل مع الشعب و التعريف بهذا التنظيم السياسي و كذلك نشاطاته وأهم أعماله التنظيمية و بعض أهدافه المعلنة و في الوقت نفسه لم يكن لديه و هم حول السياسة الفرنسية ، و أيد باستمرار فكرة كون الاستقلال ينتزع و لا يعطى ، و كان يدافع عن الإبقاء على اللجان غير لشرعية ـالسريةـ لكي تدعم العمل الشرعي و خاصة في أوقات الخطر .

و كما رأينا أن هناك نشاطا سريا لـ : ح.إ.ح.د قد استمر منذ حل حزب الشعب سنة 1939 و استمر حتى بعد إعادة تشكيل الحزب تحت اسم جديد و لكن ظلت تعوزه الموارد المالية الضرورية فضلا عن وجود إرادة مغايرة لدى قيادة الحزب الجديدة " ح.إ.ح.د " ظلت تعارض هذا الاتجاه لاعتبارات إيديولوجية أو إستراتيجية مثلما هو الحال بالنسبة للمجموعات التجريبية التي أقامها محمد بلوزداد و كما يدل عليها اسمها فقد ظلت مجرد فكرة تجريبية .

و لكن جاء المؤتمر السري لـ:ح.إ.ح.د في 15 فيفري 1947 و قرر هذا المؤتمر الإبقاء على المنظمة السرية "ح.ش.ج" و إنشاء تنظيم شبه عسكري "المنظمة الخاصة" و تم الاجتماع في اليوم الأول في منزل ريفي في بوزريعة ـ لأحد المناضلين هو مهدي عماري ـ و في اليوم الثاني في بلكور في محل للمشروبات الغازية ـ صاحبه مولود ملايان ـ و أثناء الإجتماع برز اختلاف في الآراء حول أمرين :

أولهما : الأمر الثوري الذي أصبح ضرورة ملحة حسب ما تقدم به المناضل شوقي مصطفاوي .

ثانيهما : قضية المشاركة في الانتخابات و قد دافع حسين لحول عنها .

ثم احتدم النقاش حول وسائل المقاومة و يمكن إجمالها فيما يلي :

ـ وجوب أو عدم وجوب العودة إلى السرية بعد التجربة الانتخابية لـ : "ح.إ.ح.د"

ـ مشكل المقاومة المسلحة، و لقد كان الرد من المناضل حسي لحول الذي أوصى باسم القيادة ـ بعد أن بين مباد المنظمة العسكرية المسماة المنظمة الأم حزب الشعب الجزائري و الغطاء الشرعي ح.إ،ح.د ـ بالإعداد المقاومة المسلحة و ذلك من خلال خلق المنظمة العسكرية المسماة المنظمة الأم العسكرية المسماة المنظمة الخاصة "L'OS " و المسماة أحيانا المنظمة السرية نواة الجيش التحرير الوطني "ALN" فيما بعد ، و أنه يجب ألا يتكرر ارتكاب خطأ سنة 1945 حيث لم يكن للحزب جهاز عسكري في الوقت الذي كان يريد فيه المرور إلى الحركة المسلحة على كل التراب الوطني ، و لهذا لا يمكن أن نعتبر قيام المنظمة الخاصة كآخر مرحلة في النضال السياسي .
و قد خلص المؤتمرون إلى أربعة قرارات حاسمة هي :

أولا : مواصلة الكفاح السياسي بجميع أشكاله .

ثانيا : توحيد مختلف الحركات السياسية و الدينية في جبهة واحدة .

ثالثا : تهيئة الجماهير العريضة ضد سياسة القوة والطغيان ، ذلك الجماهير التي يتوقف عليها نجاح النضال الوطني المسلح الوشيك .

رابعا : إنشاء التنظيم الخاص أو السري كما يسميه البعض ، و أسندت القيادة لـ "محمد بلوزداد" حيث باشر عمله في تأسيس المنظمة حسب مبدأين هما :

1 ـ المبدأ الأول : الفصل التام بين المنظمة الخاصة و التنظيمات الأخرى التابعة للحزب ، محافظة على السرية .

2 ـ المبدأ الثاني : اختيار أحسن المناضلين في الحزب1 لتجنيدهم في م،خ ، ولا يكون ذلك إلا بعد المرور بامتحانات صعبة و شديدة ، فكان عليهم أن يقسموا على المصحف الشريف ، ويتعهدون على خدمة المنظمة و القضية التي يقدمون حياتهم من اجلها.

وقد بادر محمد بلوزداد بتنصيب أعضاء هيئة الأركان من الرجال الذين يثق فيهم و بدأ الاتصال أولا بـ: أحمد بن بلة ، و حسين آيت أحمد و تشكلت هيئة الأركان من هؤلاء السادة :

* حسين آيت أحمد : رئيس هيئة الأركان (أي المسؤول السياسي ).

* بلحاج الجيلالي عبد القادر : المدرب العسكري العام (أي المسؤول العسكري).

* أما محمد بلوزداد : فكان دوره القيام بعملية التنسيق بين مختلف الهيئات إلى جانب ضبط الاتصال مع المكتب السياسي لحزب الشعب الجزائري ، والذي يتم من خلال شخص واحد وهو حسين لحول .

فهؤلاء الثلاثة هم الذين يكونون قيادة الأركان ،، أما بقية الأعضاء المسؤولون على مستوى العمالات (الولايات الثلاث ) هم :

محمد بوضياف: مسؤول قسنطينة .

جلالي رقيمي : مسؤول العاصمة و ضواحيها ( متيجة و التيطري أو كما يطلق عليها إسم الجزائر الأولى ) .

محمد مروك : مسؤول الشلف و الظهرة ( الجزائر الثانية ) .

عمار ولد حمود: مسؤول منطقة القبائل ( الأمازيغ ) .

أحمد بن بلة : مسؤول وهران .

محمد يوسفي : مسؤول شبكات الاستعلامات و الاتصالات .

و هناك رجال آخرون انضموا إلى هذه المجموعة منهم :

* مصطفى بن بولعيد من الأوراس .

* محمد العربي بن مهيدي من عين مليلة ( التابعة للمنطقة الأولى أثناء الثورة ) .

* رابح بيطاط من الشمال القسنطيني .

* و علي محساس من العاصمة .

هذه التشكيلة لم تتغير حتى بعد مجيء حسين آيت احمد التي تسلم المهام خلفا لمحمد بلوزداد في نوفمبر 1947 ، و ستكون مهاما متعددة من تدريب إلى جمع للأسلحة ، و تنظيم إداري زو حتى الاهتمام بالاستعلامات عن الطرف الآخر ، و الاطلاع على تنظيماته و تحركات أهم أجهزته العسكرية و البوليسية و الإدارية .

و تم المبدأ في تأسيس عدة فروع لها عبر كامل التراب الوطني و من ذلك : الأمر الذي أصدرته المنظمة بإنشاء فروعها في الأوراس سنة 1947 بقيادة مصطفى بن بولعيد الذي بدأ بدوره في تأسيس الخلايا في المساجد اقتداء بالرسول ( صلى الله عليه و سلم ) حيث اقسم المجندون على المصحف الشريف و على ضوء الشموع ألا يخونوا و لا يتراجعوا و لا يكشفوا سرا حتى الموت ، و صفوة القول أن التحول من مرحلة النضال السياسي الممارس من قبل الحركات السياسية إلى فكرة الكفاح المسلح كان نتيجة لفشل العمل السياسي الذي طال أمده دون أن يحقق نتائج ملموسة ، و بالتالي بدأ الانضمام إلى النشاط أو الحركة المسلحة من أجل تكوين مجموعات عسكرية مختلفة مختصة في المناورات العسكرية ، و استعمال قارورات مولوطوف molotov و قنابل و أسلحة مختلفة بل و تكوين علاقات مع جزائريين مجندين في الجيش الفرنسي و حثهم على الانضمام إلى المنظمة السرية L'OS . .

المطلب الثاني : نظامها .

قررت ح.إ.ح.د سنة 1947 خوض المعركة ضد العدو على جبهتين ، جبهة النضال السياسي و جبهة العمل العسكري السري .
أما فيما يتصل بنشاط العمل السياسي فكان ذلك عن طريق خوض الانتخابات البلدية أو انتخابات الجمعية الوطنية للاستفادة من المؤسسات الجديدة التي ينوي الاستعمار إقامتها في الجزائر و هو عمل سياسي لم يكن في الواقع سوى غطاء ظاهري لنشاطه الأساسي و هو الإعداد للثورة و تأطير الكفاح المسلح عن طريق منظمة خاصة و عندما جرت الانتخابات البلدية في خريف 1947 أحرز ح.إ.ح.د انتصارات ساحقة مما أثار غضب و تخوف المعمرين ، فسخطوا على الحاكم العام " إيف شاتينيو " و اتهموه بالتواطؤ مع العرب و الضعف و الجبن أمامهم و خشوا أن تتكرر انتصار الجزائريين في انتخابات الجمعية الجزائرية و التي كانت على الأبواب آنذاك فضغطوا على السلطة السياسية لتأجيل تلك الانتخابات إلى وقت آخر يراجعون فيه حساباتهم مع منافسيهم و اسقطوا الحاكم العام " إيف شاتينيو " و جاؤوا بحاكم يساير مطامحهم و يسهر على مصالحهم و هو " نايجلين " الذي اعتمد سياسة يمكن إجمالها على النحو الآتي :

أولا : سد أبواب الجمعية الجزائرية في وجه الوطنيين .

ثانيا : تأجيل تطبيق بعض المواد التي نص عليها قانون 20 سبتمبر 1947 إلى اجل غير مسمى .

ثالثا : إتباع سياسة الشدة و القمع ضد مناضلي الحركة الوطنية ، و إبعادهم عن كل المؤسسات بشتى الوسائل1 .

و في ظل هذه التجربة المريرة التي خاضتها الحركة الوطنية الجزائرية في ظل الشرعية الاستعمارية المزعومة كان الجناح العسكري يزداد قوة و نشاطا في وضع دعائم العمل المسلح ، فيا ترى ما هي هذه الأسس التي كانت المنظمة الخاصة ترسي قواعدها في العمل العسكري ؟ و ما هو النظام الذي طبقته في مسيرتها في ظل وجود أجهزة استعمارية قوية ؟ و كيف واجهت المشاكل التي اعترضتها ؟
لعل ما يجب الحديث عنه في هذا السياق العنصر البشري من حيث أنها صفات التي الفت بين قلوبهم و جمعتهم من مختلف أنحاء الوطن ، فبخصوص اختيار الأشخاص لهذا التنظيم السري فقد كان يتم على أساس مؤهلات بدنية و معنوية دقيقة :

أولا : القناعة بالكفاح المسلح و مدى كتمان السر ، و الشجاعة و الصبر استعداد لما هو آت .

ثانيا : الفطنة و قوة الذاكرة فضلا عن القدرة الجسدية كشرط أساس لاحتمال التعب و الجوع و النوم لساعات ليلة .

ثالثا : مراعاة الأقدمية في الحزب ، و عدم معرفة رجالها من قبل الشرطة الفرنسية ، و كان القبول النهائي للمجند يتم بعد إخضاعه لامتحانات صعبة حيث كان من يستعد للانخراط و تتوفر فيه الشروط المطلوبة يفرض عليه في النهاية أن يقسم بالله و على المصحف الشريف على أن يحفظ السر و أن لا يخون النظام و على أن يواصل العمل ضمن صفوف المنظمة و لا ينسحب منها متى شاء و كيفما أراد ، أي أن مدة التجنيد لم تكن محددة .

و قد وضع الرئيس الأول للمنظمة الخاصة محمد بلوزداد أسسها بالتشاور مع الرجال الذين كان يثق بهم ،و كانت البداية الاتصال بحسين آيت أحمد من منطقة القبائل و أحمد بن بلة من وهران " مغنية " ، متبعا الطريقة الهرمية التقليدية ، فالقائد يعرف ثلاثة رجال و هم بدورهم كل واحد منهم يدرب ثلاثة رجال في قسم ، و هكذا تتكون ثلاثة أقسام ، و كل قسم لا يعرف القسم الثاني و لا القسم الثالث و لا حتى القائد الأعلى و لا بقية القيادات التي تتصل به بصورة مباشرة و لقد كانت هذه التقنية في الفصل بين الأفواج متينة و لهذا ظلت مستعملة طيلة الثورة التحريرية في المدن و المناطق الحضرية بصفة عامة أي " الفداء "

بالإضافة إلى هذه الدرجة العالية من السرية التي تميزت بها لمنظمة الخاصة فإن البنية النظامية لحزب حركة الانتصار الحريات الديمقراطية كانت تتميز هي الأخرى بقواعد و أسس لا يمكن الحياد عنها في اختيار الرجال الأكفاء لتحمل المسؤولية ، و هذه هي المراتب التي يمر بها المنخرطون في المنظمة : متصل به ، و مناسب ، و معني به يتلقى تكوينا خاصا ، و صديق ، و محب متصدق ،و محب منظم ، و منخرط ، و مناضل .

أما الخلايا فكانت على شكل هرمي أيضا ـ سواء من حيث الدرجة أو نظام هيكلة الأعضاء بالصورة الآتية من الأسفل إلى الأعلى :

1 / خلايا اختيار المحبين : التي تضم المنظمين .
2 / خلايا الدعاية : التي تضم المنخرطين .
3 / خلايا العمل : التي تضم المناضلين .

و من الأهمية أن نشير إلى أن المناضل يمكن أن يختصر بعض المراحل بسبب بعض الظروف أو لاعتبارات يتميز بها المناضل ذاته ، و لكن هذا المسلك النظري في تسلم الدرجات يكشف عن إدارة ثورية تحتكم للتنظيم .

و قد كان المناضلون العمليون أي المجندون في المنظمة الخاصة موزعين على مجموع التراب الوطني ، و تركيبتهم الهيكلية تبدأ من :
نصف الفوج : و يتكون من مناضلين إثنين (2) أو ثلاث (3) يرأسهم مسؤول .

الفوج : و يتكون من أربعة (4) مناضلين يرأسهم مسؤول أي خمسة (5) أفراد .

الفرقة : و تتكون من ثلاثة (3) أفواج و مسؤول ، و تساوي (16) فردا .

الفصيلة : و تتكون من ثلاثة (3) فرق و مسؤول ، و تساوي (49) فردا .

و تعد هيئة الأركان قمة الهرم الهيكلي1 .

و للمنظمة مصلحة عامة و مقسمة إلى عدة شبكات مثل :

شبكة الاشتراك أو التواطؤ "complicité" ،
شبكة الصناع "les artificiers"
شبكة الاتصالات "reseau de communication"
قسم الفداء و مهمته قيام بالعمليات الفدائية .

المطلب الثالث : فروعها .

و إذا كانت المنظمة الخاصة قد اهتمت بتنظيم المجندين و إرساء أسس لنظام عسكري متين ، فقد اقتضى المر أيضا تنظيما إقليميا لكل التراب الوطني ، فمنذ البداية تم تنصيب أعضاء هيئة الركان المسؤولين على المناطق وفقا للتقسيم التالي :

* السيد محمد بوضياف : على منطقة قسنطينة و تضم ناحيتين شمال قسنطينة و الجنوب الشرقي أي الأوراس و بسكرة .

* عمار ولد حمود : منطقة القبائل .

* أحمد بن بلة : منطقة وهران .

* جيلالي رقيمي : العاصمة و ضواحيها أي متيجة و التيطري الجزائر الأولى .

* محمد ماروك : مسؤول الشلف و ضواحيها " الجزائر الثانية .

و من هنا نلاحظ خمس (05) عمالات موزعة على التراب الوطني باستثناء الصحراء ، و فيما بعد تم إدماج الجزائر و تولى قيادتها جيلالي رقيمي ، كما شكلت الصحراء منطقة أخرى بقيادة أحمد محساس و تجدر الإشارة أن هذا التقسيم يتضمن تقسيما جغرافيا آخر على مستوى الدوائر ثم ينزل إلى مستوى النواحي ....و هكذا .

و في ظرف حوالي سنة تمكنت المنظمة الخاصة من وضع الترتيبات الهيكلية و النظامية عبر التراب الجزائري و وصل عدد أفرادها إلى حوالي 1500 مجندا يعملون في نظام محكم و في سرية كاملة و تدريب مستمر ، و هناك من يذكر أن عدد المجندين قد وصل إلى 2000 أو تجاوز هذا العدد إلى 3000 مجندا و سواء كان العدد 3000 أو 1500 مناضل و هو الأرجح فإنه يبدو قليلا إذا قارناه بالقوات الاستعمارية ، و يمكن أن نفسر ذلك من عدة أوجه :

أولا : أن هذه المنظمة شبه عسكرية تمثل الإطار الذي سينخرط فيه عدد هام من عناصر المقاومة .

ثانيا : أن هذه المنظمة هي الأداة العسكرية للحزب و هو الذي يقرر وقت إعلان الثورة ، و قائد هيئة الأركان لم يكن يستطيع أخذ أي قرار في هذا المجال دون أخذ رأي الحزب .

ثالثا : أن المنظمة الخاصة جزء من البنية التركيبية لـ ح.إ.ح.د فهذا الحزب يعد بمثابة المقدمة الدفاعية لمجموعة من القوى التي كان عليها أن تكون مجندة لتأدية دورها في تعبئة الطبقات الشعبية .

المبحث الثاني : إنجازات المنظمة

بعد إرساء دعائم المنظمة الخاصة كان على مناضليها تحقيق جملة من الأهداف الآتية و المؤجلة التي قامت من أجلها و كان لابد لها أن تنتقل من المرحلة التنظيمية إلى المرحلة العملية بخطرات ثابتة و حثيثة ، فكيف كانت طبيعة التكوين التي تلقاه المجندون ؟ و هل تم تخصيص مناطق محددة لتلقي التدريب ؟ و ما هي مصادر الأسلحة التي كانت تستعمل ؟ و إلى أي مدى استطاعت المنظمة الخاصة إنجاز ما كانت تطمح تحقيقه ؟

المطلب الأول : التكوين الديني و التدريب العسكري .

أولا : التكوين الديني :

فطبيعة التكوين كان مندرجا في التكوين العقائدي (الديني) للمجندين الذي ارتكز على الإسلام و التاريخ ، و بالتالي فإن ما هو محرم دينيا (الخمر و القمار و السرقة و غير ذلك ) كان ممنوعا في المنظمة ، و كان التكوين عبارة عن دروس و محاضرات التسيلط الضوء على سيرة الرسول (صلى الله عليه و سلم ) و مراحل نشر الدعوى المحمدية و أخذ العبرة و الدروس من التاريخ و تركزت على المراحل التاريخية للجزائر منذ ما قبل الاحتلال و خاصة تاريخ المقاومة الوطنية1.

ثانيا : التدريب العسكري :

ـ أما فيما يخص التدريب العسكري فإن المناضلين كانوا يتلقون دروسا نظرية و تطبيقية من قبل المعلمين و مدربين ، و من ذلك مثلا تنظيم هيئة الأركان لدورتي تدريب الأولى في نهاية جانفي عام 1948 التي تمحورت محاضراتها حول الحركات الثورية في ايرلندا والاتحاد السوفياتي ، أما الدورة الثانية فقد انتظمت في شهر أوت 1948 في جبال الظهرة ، و الذين أشرفوا على التدريب معظمهم قد عمل بالجيش الفرنسي سواء في الحرب العالمية الثانية أو قبلها أو شاركوا في حرب الفيتنام ، و لذل فإن الخبرة لم تكن تعوزهم لأنهم قد اكتسبوا فنون الحرب بما في ذلك أسلوب حرب العصابات في الميدان ، و إنما الشيء الذي كان ينقصم هو الوسائل .و شمل التدريب العسكري على أرين أساسيين هما :

الأول هو التدريب على حمل السلاح من حيث فكه و تركيبه و طريقة استعماله ، و تركيب المتفجرات ، استعمال الراديو من حيث الإرسال و الاستقبال و هذه التدريبات تمت تحت غطاء السرية في أماكن معينة تختارها المنظمة بدقة .

الأمر الثاني هو قيام بعمليات تدريبية في الجبال و الغابات و الوديان ، و الشعاب بهدف معرفة المناطق التي ستكون ميدانا للمعارك .
هكذا أن تكوين الرجال و لكن ذلك لم يكن كافيا لمواجهة قوة عسكرية تتوفر على الأسلحة الحديثة لقواتها البرية و الجوية و البحرية و بالتالي اعتر جلب السلاح من اكبر المهام و أخطرها ، و قد عملت المنظمة الخاصة على جمع الأسلحة التي خزنت من قبل في مطامر لا سيما في بعض المناطق في الأوراس خاصة منها الذخيرة الأمريكية بعد نزول قوات الحلفاء في شمال إفريقيا سنة 1942 ، و كذا بحث عن الأسلحة سواء داخل الوطن أو خارجه عبر الحدود الليبية و التونسية و المغربية قصد جمعها أو شرائها مهما ارتفع ثمنها و يترك في الجهة الشرقية للبلاد إذا كان مصدره من الحدود الشرقية و الشيء نفسه إذا كان من الحدود الغربية .

المطلب الثاني : مشاكل التموين للمنظمة الخاصة .

و في فترة بين عامي 19481949 واجهت المنظمة مشكلة التمويل بحدة و ذلك لعدة أسباب أهمها :

1 ـ المبالغ الباهظة التي أنفقها حزب حزب ح.إح.د في الدفاع عن مناضليه المسجونين وعلى الحملات الانتخابية الكثيرة النفقات .

2 ـ كون مصادر هذه الأموال كانت عبارة عن هبات و تبرعات تقدم من المناضلين و المؤيدين الذين تعرضوا للقمع و الاضطهاد بقيادة الحاكم العام " نايجلين " و بالتالي ازداد تقلص المداخيل المالية .

3 ـ اتساع المنظمة المضطرد و تزايد الحاجة إلى تمويل فروعها عبر أرجاء الوطن .

فكيف السبيل إلى تمويلها و كل رجالها كانوا مستعدون لتنظيم بعض العمليات الثورية لتحقيق بعض الأغراض في انتظار تحقيق الهدف الأول و هو تفجير الثورة التحريرية ؟

المطلب الثالث : الهجوم على بريد وهران .

و لهذه الأسباب يقول أحمد بن بلة في مذكراته " إننا لا نعدم نقودا في الجزائر ، و إنما يجب أن نأخذها حيثما توجد في البريد أو في البنوك ... لنكن منطقيين مع أنفسنا على استعداد للتضحية بحياتنا في هجوم عنيف ضد المحتل فلا ينبغي أن نتخثر أمام خزائنه الملية " ، هكذا إذن يفتح بعض الأعضاء المنظمة الخاصة مثل أحمد بن بلة و حسين آيت أحمد و محمد خيضر الطريق لتجاوز الأزمة المالية و بالتالي شراء الأسلحة و تخليص الحزب من ديونه التي بدأت ترتفع ، و اعتبار تلك الموال التي يستفيد منها المعمرون و يتداولونها في البنوك و المصاريف ملكا مشاعا للجزائريين .

و لهذه الأسباب مجتمعة و بعد تفويض من الحزب إثر اجتماع اللجنة المركزية في شهر ديسمبر 1948 ، تم مهاجمة مركز بريد وهران ليلة 05 أفريل 1949 و رغم خطورة العملية فإنها لم تعد إلا بمبلغ قدره 3070000 دج فرنك عكس ما كان متوقعا و المهم أن العملية لم تكون الوحيدة من نوعها بل هناك عمليات أخرى بها المنظمة الخاصة ، مثل تحمل مسؤولية لافارين من الإدارة الاستعمارية كمقاومي القبائل الذين ظلوا في الأدغال بين 1945 ـ 1948 في ظروف مزرية بعيدا عن قراهم يتحملون قساوة العيش و قد بلغ عددهم حوالي 50 مناضلا ، و كانت القرى التي ينتمون إليها تتعرض بين الحين و الآخر للمضايقات و التفتيش الدقيق و قد تولى هذه المسؤولية فرع الأوراس بقيادة مصطفى بن بولعيد و وهران بقيادة أحمد بن بلة .


المبحث الثالث : مصير المنظمة و موقف الجانبين الفرنسي و الجزائري

المطلب الأول : مصيـــر المنظمة .


إن المنظمة الخاصة قد حملت على عاتقها تعبئة الطبقات الشعبية عن طريق النخبة الثورية من مناضلي ح.إ.ح.د و بعد قطع أشواط كبيرة في التنظيم و أحيانا المرور إلى العمل الميداني من خلال بعض العمليات الذي سبق ذكره لم يبق إلا تحقيق الهدف الرئيسي و هو الانتقال إلى الثورة ، و بما أن القاعدة أو الأرضية النضالية موجودة في الواقع بكل قوة و الاستعداد كان على أهبته فلماذا التفكير في تأجيل العمل المسلح ؟

و من خلال تتبعنا لهذه المسألة على مستوى ح.إ.ح.د فإننا نجد في أواخر سنة 1949 بروز العديد من الخلافات الحادة داخل الحزب علاوة على ما عرف باسم الأزمة البربرية ، بالإضافة إلى عدم الاتفاق حول توجهات موحدة و خاصة كما يرى البعض بعد سيطرة بعض العناصر البرجوازية على قيادة الحزب1 ، مع أن الرأي الآخر يقول أن يرى أن الحزب المذكور لم تسيطر عليه عناصر برجوازية باستثناء أصحاب الأعمال الحرة مثل دكتور الأمين دباغين .

و الواقع أن أعضاء المنظمة الخاصة قد وجدوا أنفسهم أخيرا في مأزق صعب فلا القيادة السياسية اتخذت القرار بتفجير الثورة و لا هي سمحت بذلك المنظمة العسكرية ، و يبدوا أن الحجج التي تلكأت بها المنظمة السياسية كانت واهية كنسيج العنكبوت و هي : الوقت لن يحن بعد ، و الشعب غير مستعد لاستيعاب الثورة ، و إمكانات غير متوفرة ، و التدريب غير مكتمل ...الخ رغم أن المنظمة أصبحت متغلغلة في أعماق الشعب و لها العديد من الإطارات العسكرية المدربة فضلا عن الأموال و الأسلحة التي جمعت ، و الجدير بالذكر أن معظم الأسلحة التي استخدمت ليلة أول نوفمبر 1954 كانت مما جمعته المنظمة الخاصة مثل فرع الأوراس و أن الجماهير الشعبية لم تحتج إلى وقت طويل لاحتضان الثورة .

و المهم أنه حدث ما هو في الحسبان و هو اكتشاف المنظمة يوم 18 مارس 1950 و الحق أن هناك غموض حول كيفية اكتشافها من قبل السلطات الفرنسية بسبب السرية التي أحيطت بها ، و هنا يمكننا أن نتساءل عن الحادثة التي تسببت في اكتشاف المنظمة السرية ؟؟؟

و تظهر مجموعة من الروايات في هذه القضية :

* الرواية الأولى : إن المنظمة الخاصة بين سنتي 1948 ـ 1949 كتنظيم عسكري دون العلم بأشخاصها و محركيها ، و الخطوة الأولى كانت عن طريق حادثة بريد وهران1 ، و من هنا بدأت متابعة مخابرات الفرنسية للمنظمة حتى اكتشافها يوم 18 مارس 1950 .

* الرواية الثانية : مفادها أن السلطات الفرنسية علمت بوجود تنظيم مسلح عندما اعتقلت 3 طلاب من بينهم محمد يزيد الذي ضبط و هو يحمل وثائق عن الجيش السري و كان ذلك في شهر ماي 1949 .

* الرواية الثالثة : تقم على فرضية أن الجناح السياسي لـ: ح.إ.ح.د هو اذي أوعز إلى سلطات الاحتلال بالتخلص من المنظمة ، هذا و إذا ما قلنا أن مولد المنظمة الخاصة كان عسيرا داخل مؤتمر الحركة في فيفري 1947 ، و كانت القيادة آنذاك ترفض العمل المسلح فازداد خوفها بعد العمليات التي قامت بها المنظمة .

* الرواية الرابعة : و يطلق عليها حادثة مدينة تبسة ، و هي حادثة عمار بن عودة التي اتفق حولها الكثير من المؤرخين و المناضلين الذين عاصروا الحدث و من بينهم المناضل عمار بن عودة الذي صرح في حديث له مع عباس محمد بما يأتي " إن اكتشاف المنظمة الخاصة في مارس 1950 إثر عملية تبسة و هي عملية نفذت بأمر من قيادة المنظمة على مستوى قسنطينة و المتمثلة في الثلاثي : محمد بوضياف ، و محمد العربي بن مهيدي ، و مراد ديدوش " ، إذن فأثناء عملية التأديبية قام بها مسؤولو المنظمة ضد أحد أعضائها و هو " عبد القادر خياري " من مدينة تبسة بدأت سلسلة اعتقالات واسعة من تبسة إلى سوق اهراس و عنابة و أخيرا كل الجزار باستثناء بعض المناطق لم تطلها يد المخابرات الاستعمارية .

المطلب الثاني : موقف فرنسا بعد اكتشاف المنظمة الخاصة .

بعد هذه الحادثة أعلنت فرنسا عن اكتشافها المنظمة رسميا ،و قامت باستجوابات مكثفة استغرقت قرابة أسبوعين ، و عن طريق التعذيب تمكنت الشرطة الفرنسية من القبض على المئات من المناضلين أو ما يقارب (400) مناضل منهم المسؤولين المهمين و أعضاء هيئة الأركان مثل أحمد بن بلة و جيلالي رقيمي قائد تنظيم العاصمة ، و عمار ولد حمود من منطقة القبائل ، و بلحاج جيلالي مدرب وطني ، و حمو بوتليليس قائد المنطقة الوهرانية ، و أحمد محساس قائد سابق منطقة الجزائر الجنوبية و أعضاء من المصلحة العامة منهم محمد يوسفي مسؤول عن شبكة التواطؤ و محمد اعراب قائد مصلحة العباقرة .

فقد صدرت في أعضاء المنظمة احكام مختلفة من أعمال شاقة و السجن المؤبد على كل من أحمد بن بلة و محمد خيضر و حسين آيت احمد و بوجمعة سويداني و غيرهم الكثير و لاذ بعضهم بالفرار رغم معارضة زعماءهم إلى خارج الوطن و خاصة نحو القاهرة و فرنسا مثل أحمد بن بلة و محمد خيضر و حسين آيت احمد و مصطفى بن عودة ، و محمد بوضياف و مراد ديدوش ، و بعضهم الاخر ظل يعيش متخفيا إلى غاية اندلاع الثورة منهم محمد العربي بن مهيدي و عبد الحفيظ بوصوف ، و رمضان بن عبد المالك في منطقة وهران و رابح بيطاط و بلحاج بوشعيب ...الخ.

و الجدير بالكر أن المنظمة الخاصة لم تكتشف في منطقة الأوراس و القبائل و كذلك العاصمة ، و هذا مايثير عدة تساؤلات ؟؟؟
و لعل الرجوع زمنيا إلى الخلف يمكننا من إيجاد بعض التفسيرات لذلك حيث نجد حل المنظمة الخاصة في منطقة القبائل سنة 1948 من طرف الحزب أثناء قضية ما يسمى بـ المؤامرة أو الأزمة البربرية و كان حلها و لو بشكل رمزي قد اضفى عليها المزيد من السرية أو تركها على الأقل في حالة احتياط .

أما منطقة الأوراس فيمكن أن نفسر بقاءها و استمرارها بكل قوة حتى بعد سنة 1950 إلى طبيعة التركيبة الاجتماعية المتينة "الأعراش " التي لم يستطيع الاستعمار التوغل فيها بفضل صعوبة عنصرها البشري و طابعها الجغرافي المنيع بينما لم تتسرب الأخبار إلى سلطات الاحتلال في منطقة الجزائر .


المطلب الثالث : موقف الجانب الجزائري (قيادة حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية) .

بعد مرور المنظمة الخاصة بهذه الظروف القاسية اتخذت قيادة ح.إ.ح.د قرارا لا يقل خطورة عن اكتشاف لمنظمة الخاصة ذاتها و هو إجراء الحل للفروع التي لم تكتشفها المخابرات الفرنسية في منطقة الأوراس و القبائل و العاصمة رغم مطالبة مسؤوليها بالإبقاء على وجودها و لو كانت ذلك بشكل رمزي .

و بعد هذا القرار ابتعدت القيادة الحزبية أكثر عن الأهداف الثورية التي سطرتها منذ البداية و هذا ما جعل أعضاء المنظمة الخاصة يفكرون في اتخاذ موقف مستقل نهائيا عن المنظمة السياسية ، و كانت بداية الانفصال بداية صعبة لأنهم أصبحوا يعيشون عزلة تامة عن كل الأطراف ، و واصلت بعض المناطق نشاطها العسكري مثل الأوراس إذ رفض بن بولعيد قرار الحزب ، و من الأعمال التي قامت بها هذه المنطقة احتضان مجموعة من إطارات المنظمة الخاصة من بينهم السادة أخضر بن طوبال ، سي المكي بن طرشة ، و رابح بيطاط ، عبد السلام حبشي فضلا عن وجود مجموعة أخرى من القبائل الكبرى ، كما التحق بها الفارون من سجن عنابة مثل مصطفى بن عودة ، و يوسف زيغود ، و سليمان بركات .

الخاتمة :

مما سبق ذكره في هذا البحث يتبين بوضوح الدور المهم للمنظمة الخاصة في اندلاع ثورة التحرير الكبرى و ذلك بجمعها لرجال الثورة و تدريبهم و تكوينهم دينيا و عسكريا ، و بفضل أعمالها الكبرى التي أنجزتها بكل سرية و جدية ففي ظرف قياسي استطاعت أن تكون عدد معتبرا من الرجال و قامت بتدريبهم على أساليب القتال و ما لاقتها من صعوبات و التي لم تثني من عزيمتها كقلة المال المخصص لها من ميزانية الحزب ح.إ.ح.د و كذا متابعتها من طرف السلطات الاستعمارية ...الخ و رغم اكتشافها و تعرضها للتضييق إلى أنها استمرت في عملها حتى اندلاع الثورة التحريرية في أول نوفمبر 1954 .

المراجع المعتمدة :

1 / حسن بومالي ، المنظمة العسكرية السرية ، تتبن الكفاح المسلح ، الذاكرة ، العدد 2 ، يصدرها المتحف الوطني للمجاهد ، الجزائر ، 1995 .
2 / التنظيم العسكري في الثورة التحريرية الجزائرية 1954 ـ 1956 رسالة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث و العاصر ، من إعداد الطالبة : شلي آمال ، جامعة العقيد الحاج لخضر ، 2005-2006 .
3 / رابح بلعيد ، " ساعة التهدئة ، أسلوب ديغول مبتكر للامتصاص ، عدد 123 ، حلقة 30 ، فيفري 1997 .
4 / محمد الطيب العلوي : مظاهر المقاومة الجزائرية 1830 ـ 1954 ، منشورات المتحف الوطني للمجاهد ، المؤسسة الوطنية للاتصال و النشر و الاشهار ، الجزائر : 1994 .
5 / جمال قنان ، قضايا و دراسات في تاريخ الجزائر الحديث و المعاصر ، المؤسسة الوطنية للاتصال و النشر و التنظيم ، الجزائر ، 1994 .
6 / علي كافي : مذكرات الرئيس علي كافي من المناضل السياسي إلى القائد العسكري 1946 ـ 1962 ، دار القصبة للنشر ، الجزائر : 1999 .
7 / محمد الطاهر عزوي : " الإعداد السياسي و العسكري للثورة في الأوراس أول نوفمبر 1954 ـ 1374 هـ ، " مصطفى بن بولعيد و الثورة الجزائرية ،
8 / الأمين شريط ، : التعددية الحزبية في تجربة الحركة الوطنية (1919 ـ 1962) ، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر 1998 .
9 / أبو القاسم سعد الله : " حديث مع عمار بن عودة " ، مجلة الباحث ، ع1 ، الجزائر : 1982 .










arton7975.jpg







8ef40edd7c.gif





المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



8ef40edd7c.gif





... نلتقي لنرتقي في موضوع جديد من هذه السلسلة ...




... بحول الله تعالى ...



sigpic1469013.gif





ta7iya.gif














qasralkhair-8c94891f8b.gif


 
-25- تأسيس اللجنة الثورية للوحدة والعمل.

1265018739.gif




star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif


1/ : تأسيس اللجنة الثورية للوحدة والعمل:

تأسست اللجنة الثورية للوحدة والعمل في 23 مارس 1954 وقد تأسست للحفاظ على وحدة الحزب (حركة انتصار الحريات الديمقراطية) والتحضير للعمل المسلح لكنها فشلت في توحيد الحزب مما دعي مجموعة من الشباب الجزائري الثائر منها لعقد إجتماع 22

2/ : إجتماع 22:

قائمة الـ: 22 الذين خططو لإندلاع الثورة الجزائرية
228image.jpeg


قام به 22 مناضلا بالجزائر العاصمة في سرية تامة بتاريخ 23 جوان 1954 وجاء فيه:

*- دراسة أزمة حزب حركة انتصار الحريات

*- اتخاذ قرار انطلاق الثورة المسلحة كضرورة حتمية

*- تعيين مجموعة الستة للتحضير للثورة وهم السادة :
- مراد ديدوش
محمد بوضياف
-رابح بيطاط
- مصطفى بن بولعيد
- محمد العربي بن المهيدي
و كريم بلقا سم.

SdM69654.jpg

الواقفون من اليمين إلى اليسار السادة : محمد بوضياف - مراد ديدوش - مصطفى بن بولعيد - رابح بيطاط.
الجالسان من اليمين إلى اليسار السيدان : محمد العربي بن مهيدي و كريم بلقاسم.

3/ : الاجتماعات السرية:

سبق قيام الثورة الجزائرية المسلحة و إعلان الحرب على فرنسا عدة اجتماعات سرية منها:

*اجتماع 23 جوان 1954:
والذي قرر دمج قدماء المنظمة الخاصة والتدريب على المتفجرات.

*اجتماع أواخر أوت 1954:
الذي استعرض نشاط اللجنة والتحضير.

*اجتماع 23 اكتوبر 1954:
وتم قيه القرار النهائي لبداية الثورة المسلحة وجاء فيه:

*- تحديد يوم 1 نوفمبر كأول يوم لإنطلاق الثورة المسلحة و إعلان الحرب على فرنسا وجيوشها .

*- تسمية الجناح السياسي للثورة بجبهة التحرير الوطني.

*- تسمية الجناح العسكري للثورة بجيش التحرير الوطني.

*- تقسيم التراب الوطني إلى 5 خمسة مناطق عسكرية هي كالآتي:

7265.gif


* المنطقة الأولى - الاوراس - بقيادة مصطفى بن بوالعيد ,

* المنطقة الثانية - الشمال القسنطينى - بقيادة مراد ديدوش,

*المنطقة الثالثة - القبائل - كريم بلقا سم,

* المنطقة الرابعة -الجزائر العاصمة - وضواحيها - بقيادة رابح بيطاط,

* المنطقة الخامسة - وهران - بقيادة محمد العربي بن مهيدي) و المجاهد محمد بوضياف منسقا.

-إصدار بيان أول نوفمبر لتوضيح أسباب الثورة

4/ : الاجتماعات الخارجية:
حدثت اتصالات بين منظمي الثورة وعدة أطراف بالخارج وخاصة بجناح الزعيم أحمد مصالي الحاج والمركزيين بهدف ضمهم للثورة المسلحة لكنهم فشلوا.

5/ : إندلاع الثورة:
اندلعت الثورة يوم الاثنين 1 نوفمبر على الساعة الصفر بشن 30 ثلاثين هجوما عبر الوطن وتوزيع بيان أول نوفمبر ونداء جيش التحرير.لكنها تركزت في عامها الأول في منطقة الاوراس لعدة أسباب:

أ) أسباب عسكرية:
5c46f83fd0.gif

Mhamed-Group.jpg

1- لإشراف مصطفى بن بولعيد عليها.

2- إحتوائها على قوة مجندة ومدربة جيدا.

3- وجود فئات ناقمة و ثائرة على الإستعمار الفرنسي.

4- إستقرار المنطقة بسبب غياب الجناحين المتصارعين.

ب) جغرافية المنطقة الأولى
mk61913_photo%20230%20(custom).jpg

get-1-2009-g8y4yyhu.jpg

13978lmada.gif

1- هي منطقة حدودية تسمح بدخول السلاح

2- شتراك المنطقة بالحدود مع باقي المناطق

3- تعهد مصطفى بن بولعيد بصمود المنطقة لمدة 6 الى 8 اشهر وبالفعل كان الصمود كما وعد القائد مصطفى بن بولعيد.



6) ردود الفعل الأولية على إندلاع الثورة:

أ) وطنيا:

1)الشعب: كان رد فعله مزيجا بين الفرحة والتساؤل.لكن سرعان مازال إندهاشهم بعد قراءة بيان أول نوفمبر فهبوا ملبين النداء واحتضنوا الثورة المسلحة وصبروا وصابروا.

2) الأحزاب السياسية:

حركة الانتصار: لم يكتب للزعيم أحمد مصالي الحاج وأنصاره وأعضاء اللجنة المركزية شرف تفجير الثورة التحريرية المباركة .غير إن الإحتلال الفرنسي قام باعتقالات كثيرة في صفوفهم معتقدا إنهم وراء تفجير الثورة.وبعد مدة إنظم عدد كبير منهم لصفوف الثورة التحريرية المباركة.

- أحباب البيان: بقي يمارس النشاط السياسي إلى غاية 1956 حيث حل نفسه وانظم أغلب أعضاءه للثورة المسلحة وأصبح زعيمه فرحات عباس رئيس الحكومة المؤقتة فيما بعد.

- جمعية العلماء المسلمين: أصدرت الجمعية بيان مساند للثورة 8 نوفمبر 1954 وفي 1956 إنحلت الجمعية والتحق أعضائها بالثورة المباركة.

- الشيوعيون: وقف الحزب الشيعي الجزائري ضد الثورة المسلحة لأنه كان يرى إستحالة الإنتصار على الجيوش الأمبراطورية الفرنسية ومجابهتها بالسلاح بسبب قوة جيشها وتفوقه عدة وعتادا وبقي هذا الحزب يمارس نشاطه السياسي إلى أن حله الاستعمار الفرنسي فالتحق بعض إفراده بالثورة المباركة.

ب) فرنسيا:

أصيبت الأمبراطورية الفرنسية سلطة و مستوطنين بالإرتباك الشديد والمفاجئة بإنطلاق الثورة الجزائرية وإعلان الكفاح المسلح وإندلاع الحرب التحريرية ضد جيوشها الجرارة وعمل الإحتلال الفرنسي بكل الوسائل على إخمادها والتقليل من أهميتها كما يلي:

1) إعلاميا ودبلوماسيا:

عمل الإعلام الفرنسي والدبلوماسية على التقليل من شان الثورة التحرير الجزائرية واعتبار من قام بها ثلة خارجة عن القانون سرعان ما يقضى عليها و أن ما يحدث هو شأن فرنسي داخلي.

2) عسكريا:

- رفع الإمدادات العسكرية من 49000 جندي 1945 إلى 80000 حندي 1955 والقيام بالتمشيط في الغابات الشاسعة و الجبال الجزائرية الشامخة.
- القيام بعمليات الإبادة في عهد المجرم سوستيل
- إصدار قانون الطوارئ 3 أفريل 1955
- إقرار التجنيد الإحتياطي.

ج) دوليا:

الحلف الأطلسي:
- وقف إلى جانب الاستعمار الفرنسي ودعمه عسكريا وسياسيا.

الإتحاد السوفيتي:

- أبدى تحفظه تجاه الثورة التحريرية الجزائرية و اعتبرها قضية فرنسية داخلية.

الدول العربية والإسلامية:

- دعمت الشعوب كلها إندلاع الثورة الجزائرية وتعاطفت معها بكل الوسائل أما الأنظمة فكانت غامضة ماعدا تونس و مصر و العراق و سوريا الذين أيدوا الثورة التحريرية المجيدة علنا.

إضغط لتسمع أروع نشيد وطني في العالم
87108647zx9.gif





8ef40edd7c.gif
النشيد الوطني الجزائري


arton7975.jpg







8ef40edd7c.gif





المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



8ef40edd7c.gif





... نلتقي لنرتقي في موضوع جديد من هذه السلسلة ...




... بحول الله تعالى ...



sigpic1469013.gif


qasralkhair-8c94891f8b.gif



ta7iya.gif


87108647zx9.gif
 
-26- بيان أول نوفمبر 1954 م .

[
1265018739.gif










star7.gif




1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif


بسم الله الرحمن الرحيم

بيــان أول نوفمبر

[FONT=WST_Swed]
DZ_3b.gif
[/FONT]
1954[FONT=WST_Swed]
DZ_3b.gif
[/FONT]



نداء إلى الشعب الجزائري


هذا هو نص أول نداء وجهته الكتابة العامة لجبهة التحرير الوطني


إلى الشعب الجزائري في أول نوفمبر 1954


" أيها الشعب الجزائري،
أيها المناضلون من أجل القضية الوطنية:

أنتم الذين ستصدرون حكمكم بشأننا ـ نعني الشعب بصفة عامة، و المناضلون بصفة خاصة ـ نُعلمُكم أن غرضنا من نشر هذا الإعلان هو أن نوضح لكُم الأسْباَبَ العَميقة التي دفعتنا إلى العمل ، بأن نوضح لكم مشروعنا و الهدف من عملنا، و مقومات وجهة نظرنا الأساسية التي دفعتنا إلى الاستقلال الوطني في إطار الشمال الإفريقي، ورغبتنا أيضا هو أن نجنبكم الالتباس الذي يمكن أن توقعكم فيه الإمبريالية وعملاؤها الإداريون و بعض محترفي السياسة الانتهازية.

فنحن نعتبر قبل كل شيء أن الحركة الوطنية ـ بعد مراحل من الكفاح ـ قد أدركت مرحلة التحقيق النهائية. فإذا كان هدف أي حركة ثورية ـ في الواقع ـ هو خلق جميع الظروف الثورية للقيام بعملية تحريرية، فإننا نعتبر الشعب الجزائري في أوضاعه الداخلية متحدا حول قضية الاستقلال و العمل ، أما في الأوضاع الخارجية فإن الانفراج الدولي مناسب لتسوية بعض المشاكل الثانوية التي من بينها قضيتنا التي تجد سندها الديبلوماسي و خاصة من طرف إخواننا العرب و المسلمين.

إن أحداث المغرب و تونس لها دلالتها في هذا الصدد، فهي تمثل بعمق مراحل الكفاح التحرري في شمال إفريقيا. ومما يلاحظ في هذا الميدان أننا منذ مدة طويلة أول الداعين إلى الوحدة في العمل. هذه الوحدة التي لم يتح لها مع الأسف التحقيق أبدا بين الأقطار الثلاثة.
إن كل واحد منها اندفع اليوم في هذا السبيل، أما نحن الذين بقينا في مؤخرة الركب فإننا نتعرض إلى مصير من تجاوزته الأحداث، و هكذا فإن حركتنا الوطنية قد وجدت نفسها محطمة ، نتيجة لسنوات طويلة من الجمود و الروتين، توجيهها سيئ ، محرومة من سند الرأي العام الضروري، قد تجاوزتها الأحداث، الأمر الذي جعل الاستعمار يطير فرحا ظنا منه أنه قد أحرز أضخم انتصاراته في كفاحه ضد الطليعة الجزائرية.

إن المرحلة خطيرة.

أمام هذه الوضعية التي يخشى أن يصبح علاجها مستحيلا، رأت مجموعة من الشباب المسؤولين المناضلين الواعين التي جمعت حولها أغلب العناصر التي لا تزال سليمة و مصممة، أن الوقت قد حان لإخراج الحركة الوطنية من المأزق الذي أوقعها فيه صراع الأشخاص و التأثيرات لدفعها إلى المعركة الحقيقية الثورية إلى جانب إخواننا المغاربة و التونسيين.

وبهذا الصدد، فإننا نوضح بأننا مستقلون عن الطرفين اللذين يتنازعان السلطة، إن حركتنا قد وضعت المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات التافهة و المغلوطة لقضية الأشخاص و السمعة، ولذلك فهي موجهة فقط ضد الاستعمار الذي هو العدو الوحيد الأعمى، الذي رفض أمام وسائل الكفاح السلمية أن يمنح أدنى حرية.

و نظن أن هذه أسباب كافية لجعل حركتنا التجديدية تظهر تحت اسم : جبهة التحرير الوطني.

و هكذا نستخلص من جميع التنازلات المحتملة، ونتيح الفرصة لجميع المواطنين الجزائريين من جميع الطبقات الاجتماعية، وجميع الأحزاب و الحركات الجزائرية أن تنضم إلى الكفاح التحرري دون أدنى اعتبار آخر.

ولكي نبين بوضوح هدفنا فإننا نسطر فيما يلي الخطوط العريضة لبرنامجنا السياسي.

الهدف: الاستقلال الوطني بواسطة:

1 ـ إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية.

2 ـ احترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني.

الأهداف الداخلية:

1 ـ التطهير السياسي بإعادة الحركة الوطنية إلى نهجها الحقيقي و القضاء على جميع مخلفات الفساد و روح الإصلاح التي كانت عاملا هاما في تخلفنا الحالي.

2 ـ تجميع و تنظيم جميع الطاقات السليمة لدى الشعب الجزائري لتصفية النظام الاستعماري.

الأهداف الخارجية:

تدويل القضية الجزائرية

تحقيق وحدة شمال إفريقيا في داخل إطارها الطبيعي العربي و الإسلامي.

في إطار ميثاق الأمم المتحدة نؤكد عطفنا الفعال تجاه جميع الأمم التي تساند قضيتنا التحريرية.

وسائل الكفاح:

انسجاما مع المبادئ الثورية، واعتبارا للأوضاع الداخلية و الخارجية، فإننا سنواصل الكفاح بجميع الوسائل حتى تحقيق هدفنا .

إن جبهة التحرير الوطني ، لكي تحقق هدفها يجب عليها أن تنجز مهمتين أساسيتين في وقت واحد وهما: العمل الداخلي سواء في الميدان السياسي أو في ميدان العمل المحض، و العمل في الخارج لجعل القضية الجزائرية حقيقة واقعة في العالم كله، و ذلك بمساندة كل حلفائنا الطبيعيين .

إن هذه مهمة شاقة ثقيلة العبء، و تتطلب كل القوى وتعبئة كل الموارد الوطنية، وحقيقة إن الكفاح سيكون طويلا ولكن النصر محقق.

وفي الأخير ، وتحاشيا للتأويلات الخاطئة و للتدليل على رغبتنا الحقيقة في السلم ، و تحديدا للخسائر البشرية و إراقة الدماء، فقد أعددنا للسلطات الفرنسية وثيقة مشرفة للمناقشة، إذا كانت هذه السلطات تحدوها النية الطيبة، و تعترف نهائيا للشعوب التي تستعمرها بحقها في تقرير مصيرها بنفسها.

1 - الاعتراف بالجنسية الجزائرية بطريقة علنية و رسمية، ملغية بذلك كل الأقاويل و القرارات و القوانين التي تجعل من الجزائر أرضا فرنسية رغم التاريخ و الجغرافيا و اللغة و الدين و العادات للشعب الجزائري.

2 - فتح مفاوضات مع الممثلين المفوضين من طرف الشعب الجزائري على أسس الاعتراف بالسيادة الجزائرية وحدة لا تتجزأ.

3 - خلق جو من الثقة وذلك بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ورفع الإجراءات الخاصة و إيقاف كل مطاردة ضد القوات المكافحة.

وفي المقابل:

1- فإن المصالح الفرنسية، ثقافية كانت أو اقتصادية و المحصل عليها بنزاهة، ستحترم و كذلك الأمر بالنسبة للأشخاص و العائلات.

2 - جميع الفرنسيين الذين يرغبون في البقاء بالجزائر يكون لهم الاختيار بين جنسيتهم الأصلية و يعتبرون بذلك كأجانب تجاه القوانين السارية أو يختارون الجنسية الجزائرية وفي هذه الحالة يعتبرون كجزائريين بما لهم من حقوق و ما عليهم من واجبات.

3 - تحدد الروابط بين فرنسا و الجزائر و تكون موضوع اتفاق بين القوتين الاثنتين على أساس المساواة و الاحترام المتبادل.

أيها الجزائري، إننا ندعوك لتبارك هذه الوثيقة، وواجبك هو أن تنضم لإنقاذ بلدنا و العمل على أن نسترجع له حريته، إن جبهة التحرير الوطني هي جبهتك، و انتصارها هو انتصارك.

أما نحن، العازمون على مواصلة الكفاح، الواثقون من مشاعرك المناهضة للإمبريالية، فإننا نقدم للوطن أنفس ما نملك."

حررفي: الفاتح من نوفمبر 1954

الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني


19.gif



إضغط لتسمع أروع نشيد وطني في العالم
87108647zx9.gif






arton7975.jpg






8ef40edd7c.gif




المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



8ef40edd7c.gif




... نلتقي لنرتقي في موضوع جديد من هذه السلسلة ...




... بحول الله تعالى ...



sigpic1469013.gif

qasralkhair-8c94891f8b.gif


ta7iya.gif


87108647zx9.gif
 
آخر تعديل:
-27- كرونولوجيا الثورة الجزائرية والسياسة الاستعمارية 1954- 1962

1265018739.gif








star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif

19.gif


كرونولوجيا الثورة الجزائرية والسياسة الاستعمارية 1954- 1962

19.gif


http://www.1novembre54.com/chronologie_ar.php

19.gif



1954

01 نوفمبر اندلاع الثورة


03 نوفمبر ردود الفعل الفرنسية على اندلاع الثورة



05 نوفمبر إستشهاد بن عبد المالك رمضان قرب مستغانم


05 نوفمبر ردود الفعل الفرنسية السياسية



18 نوفمبر إستشهاد باجي مختار قرب سوق أهراس



29 نوفمبر إستشهاد بلقاسم قرين بالأوراس



23 ديسمبر بداية العمليات العسكرية

19.gif




1955

14جانفي اعتقال مصطفى بن بولعيد قائد المنطقة الأولى بتونس


14 جانفي إستشهاد ديدوش مراد قائد المنطقة الثانية في معركة بوكركر



23 جانفي استمرار العمليات العسكرية وانطلاق عمليتي فيوليت – فيرونيك



25 جانفي تعيين جاك سوستيل حاكما عاما خلفا لروجيه ليونار



05 فيفري فشل سياسة مانديس فراس وسقوط الحكومة الفرنسية


01 أفريل المصادقة على تطبيق قانون حالة الطوارئ عمدة 6 أشهر من طرق الجمعية الوطنية الفرنسية



15 ماي تدعيم المجهود الحربي الفرنسي : تخصيص 15 مليار فرنك للقضاء على
الثورة الجزائرية .






16 ماي المجلس الوزاري الفرنسي يقرر اضافة 40 ألف جندي و تستدعي الإحتياطيين لتدعيم المجهود الحربي الفرنسي.



01 جوان جاك سوستيل يعلن عن إصلاحات


13 جوان من معارك جيش التحرير : في الولاية الأولى : معركة الحميمة الأولى



24 جوان إلقاء القبض على ليامين دباغين



13 جويلية ميلاد الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين



20 أوت بداية هجوم الشمال القسنطيني



22 سبتمبر معارك جيش التحرير في الولاية الأولى معركة الجرف الأولى.



29 سبتمبر إنشاء المصالح الإدارية المختصة



01 أكتوبر التسليح في
الثورة : وصول كمية من الأسلحة والذخيرة على متن السفينة الأردنية دنيا





01 أكتوبر بداية هجوم جيش التحرير الوطني في الغرب الجزائري



27 أكتوبر التحاق بودغين بن على (العقيد لطفي ) بصفوف جيش التحرير الوطني



30 أكتوبر استشهاد بشير شيحاني قائد الولاية الأولى



10 ديسمبر تدعيم المجهود الحربي الفرنسي : وصول 180 ألف جندي إلى الجزائر

19.gif




1956

7 جانفي إعلان جمعية العلماء المسلمين حل نفسها وانضمامها للثورة



19 جانفي إغتيال الدكتور بن زرجب بتلمسان



24 فيفري تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين



22 مارس إستشهاد مصطفى بن بولعيد



05 أفريل التحاق مايو محملا بكمية من السلاح بالثورة



16 أفريل إستشهاد سويداني بوجمعة بضواحي القليعة



22 أفريل فرحات عباس يحل الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري



22 أفريل انضمام أحمد فرانسيس للثورة



28 أفريل جيش التحرير الوطني يتصدى لعملية تمشيط تحت اسم الأمل والبندقية


06 ماي معارك جيش التحرير في الولاية الأولى : معركة جبل بوطالب



19 ماي إضراب الاتحاد العام للطلبة الجزائريين المسلمين عن الدراسة والتحاقهم بالثورة



23 ماي إلقاء القبض على عيسات ايدير



07 جويلية معارك جيش التحرير في الولاية iv : معركة الونشريس


20أوت انعقاد مؤتمر الصومام



23 سبتمر إستشهاد زيغود يوسف بسيدي فرغيش



16 أكتوبر التسليح خلال الثورة : القوات الفرنسية تحتجز باخرة أتوس محملة ب70 طن من الذخيرة


01 نوفمبر جبهة التحرير الوطني تنشر قرارات مؤتمر الصومام



08 نوفمبر معارك جيش التحرير في الولاية السادسة : معركة جبل بوكحيل



09 ديسمبر معارك جيش التحرير في الولاية السادسة : معركة النسينسة



26 ديسمبر معارك جيش التحرير في الولاية الأولى : معركة أولاد رشاش

19.gif




1957

01 جانفي تأسيس إذاعة صوت الجزائر



07 جانفي بداية معركة الجزائر بقيادة الجنرال ماسي



09 جانفي تأسيس الهلال الأحمر الجزائري



28 جانفي انطلاق إضراب ثمانية أيام



23 فيفري القاء القبض على محمد العربي بن مهيدي



03 مارس إستشهاد محمد العربي بن مهيدي تحت التعذيب الشديد



08 أفريل تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني



20 أفريل معارك جيش التحرير في الولايةv : معركة فلاوسن



28 ماي إستشهاد علي ملاح قائد الولاية السادسة



12 جوان البرلمان الفرنسي يوافق على تشكيل حكومة بورجيس مونري



19 جويلية معارك جيش التحرير في الولاية iv : معركة جبل بوزقزة


05 أوت إعادة صدور صحيفة المجاهد بتونس



06 أوت سياسة فصل الصحراء : مرسوم ماكس لوجان لتقسيم الصحراء الجزائرية الشاسعة



28 أوت انعقاد أول مؤتمر للمجلس الوطني للثورة الجزائرية بالقاهرة



19 سبتمبر مصادقة مجلس الوزراء الفرنسي على قانون بالاطار الخاص بالجزائر



08 أكتوبر استشهاد علي عمار ( علي لابوانت ) و حسيبة بن بوعلي بحي القصبة الجزائر العاصمة



25 أكتوبر اجتماع لجنة التنسيق والتنفيذ بتونس



06 نوفمبر اتفاق بين الحركة الوطنية والجيش الفرنسي لخنق الثورة


22 ديسمبر إستشهاد عبان رمضان بالمغرب
19.gif




1958

08 جانفي حل الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين

08 فيفري قصف ساقية سيدي يوسف



19 فيفري مجلس الوزراء الفرنسي يقرر إقامة المناطق المحرمة على الحدود العربية



15 أفريل تزايد الحكومات الفرنسية التي اسقطتها الثورة : سقوط حكومة فيليكس قايار



25 أفريل تنفيذ حكم الإعدام بالمقصلة في الشهيد طالب عبد الرحمان



28 أفريل مؤتمر طنجة يؤيد نضال الشعب الجزائري


13 ماي إنقلاب 13 ماي 1958



0407 جوان زيارة الجنرال شارل ديغول للجزائر



17 جوان سقوط قائد الحركة المصالية محمد بلونيس



28 جوان ازدياد العمليات التي نفذها أعضاء الفيدرالية


2728 أوت محمد يزيد يقدم بيانا للأمم المتحدة لفضح سياسة فرنسا



19 سبتمبر تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية



26 سبتمبر أول تصريح للحكومة المؤقتة تعلن فتح مفاوضات مع فرنسا



02 أكتوبر إعلان مشروع قسنطينة الاقتصادية والاجتماعية



23 أكتوبر الجنرال شارل ديغول يعرض سلم الشجعان على جبهة التحرير



03 نوفمبر تطور استراتيجية جيش التحرير في مواجهة العمليات العسكرية



02 ديسمبر الجنرال شارل ديغول ينتخب رئيسا للجمهورية الفرنسية



08 ديسمبر الأمم المتحدة تتناول القضية الجزائرية ضمن جدول أعمالها

19.gif


1959

7 مارس نقل أحمد بن بلة ورفاقه إلى سجن جزيرة إكس



28 مارس استشهاد العقيدين : - عميروش آيت حمودة - و سي الحواس



18 أفريل بداية تطبيق مخطط شال حتى أول ماي فرنسا تحشد أكثر من 9.000.000 جزائري في المحتشدات



05 ماي إستشهاد العقيد سي محمد بوقرة



22 حويلية الشروع في تنفيذ عملية المنظار في الولاية ii



29 جويلية إستشهاد سي الطيب الجغلالي قائد الولاية iv



27 30 أوت الجنرال شارل ديغول وسياسةالاستعمارية في الجزائر



01 سبتمبر الجامعة العربية تصادق على عدة قرارات في إطار الدعم العربي للثورة



04 سبتمبر جيش التحرير الوطني يتصدى لعملية الأحجار الكريمة



16 سبتمبر الجنرال شارل ديغول يعترف بحق الجزائر في تقرير المصير


10 نوفمبر الجنرال شارل ديغول يجدد نداءه لوقف إطلاق النار

20 نوفمبر الحكومة الجزائرية المؤقتة تعين أحمد بن بلة ورفقائه للتفاوض مع فرنسا حول تقرير المصير

10 ديسمبر اجتماع المجلس الوطني للثورة وتكوين الحكومة الجزائرية المؤقتة الثانية برئاسة فرحات عباس



19 ديسمبر الاتحاد العام للعمال الجزائريين يرفض نتائج التحقيق الخاصة بظروف وفاة عيسات ايدير

19.gif




1960

05 جانفي جريدة لوموند الفرنسية تنشر تقرير الصليب الأحمر حول التعذيب في الجزائر



18 جانفي المجلس الوطني يوافق على إنشاء قيادة الأركان برئاسة العقيد هواري بومدين



19 جانفي ازدياد نشاط المرأة الجزائرية خلال الثورة بمشاركة اتحاد النساء الجزائريات في مؤتمر باماكو



13 فيفري أول تفجير ذري فرنسي برقان في الصحراء الجزائرية



08 مارس اجتماع المجلس الوطني للثورة الجزائرية بتونس


27 مارس إستشهاد العقيد لطفي قائد الولاية الخامسة



30 أفريل ثاني تفجير للقنبلة الذرية الفرنسية


30 أفريل استقبال السلطات الطيبة لكريم بلقاسم



01 ماي استخدام فرنسا لقنابل النابالم جنوب عين الصفراء



04 ماي زيارة وفد الحكومة المؤقتة الفيتنام في إطار تدويل القضية الجزائرية



28 جوان انطلاق المفاوضات الجزائرية الفرنسية في مولان



05 سبتمبر الجنرال شارل ديغول يعلن في ندوة عن الجزائر جزائرية


27 سبتمبر زيارة فرحات عباس وبن طوبال إلى الإتحاد السوفياتي والصين



07 أكتوبر من اعترافات الدول بالحكومة المؤقتة : إعتراف الاتحاد السوفياتي بالحكومة الجزائرية المؤقتة.



12 أكتوبر الهجوم على مراكز جماعة الحركة في باريس


16 نوفمبر الجنرال شارل ديغول يعلن أمام مجلس الوزراء عزمه على إجراء استفتاء وتقرير المصير

11 ديسمبر اندلاع مظاهرات 11 ديسمبر في مناطق عدة من الوطن.
19.gif




1961

11 أفريل تصريح الجنرال شارل ديغول في ندوة صحفية يعلن أنه ليس من مصلحة فرنسا البقاء في الجزائر و أكد على أن الجزائر جزائرية.

10 ماي الانطلاق الفعلي المفاوضات الجزائرية الفرنسية في إيفيان



20 جويلية استئناف المفاوضات الجزائرية الفرنسية في لوغران


13 جويلية مقتل العقيد سي صالح زعموم



9 28 أوت اجتماع المجلس الوطني للثورة الجزائرية وتعيين يوسف بن خدة رئيسا للحكومة المؤقتة



04 نوفمبر إلقاء القبض على عبد الرحمان فارس



06 ديسمبر يوم صدور منظمة الجيش السرية

19.gif




1962

09 جانفي الصديق بن يحيى يسلم مذكرة الحكومة الجزائرية ردا على المذكرة الفرنسية



27 فيفري مظاهرات ورقلة تنديدا بمشروع فصل الصحراء الجزائرية



18 مارس التوقيع على وثيقة اتفاقية ايفيان من طرف كريم بلقاسم ولوي



29 مارس تكليف الهيئة التنفيذية المؤقتة برئاسة عبد الرحمان فارس بتسير الفترة الانتقالية وتحضير الإستفتاء.



01 أفريل منظمة الجيش السري تكثف من أعمالها الإرهابية ضد الجزائريين



28 جوان أحمد بن بلة يغادر تونس على متن طائرة مصرية.


01 جويلية استفتاء تقرير المصير



05 جويلية الإعلان الرسمي عن الإستقلال التام.


19.gif





إضغط لتسمع أروع نشيد وطني في العالم

87108647zx9.gif







8ef40edd7c.gif
النشيد الوطني الجزائري




arton7975.jpg









8ef40edd7c.gif







المجد والخلود لشهدائنا الأبرار





8ef40edd7c.gif







... نلتقي لنرتقي في موضوع جديد من هذه السلسلة ...






... بحول الله تعالى ...





sigpic1469013.gif




qasralkhair-8c94891f8b.gif





ta7iya.gif






87108647zx9.gif
 
-28- مراحل الثورة التحريرية الجزائرية

1265018739.gif









star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif

19.gif


مراحل الثورة التحريرية الجزائرية

19.gif




الانطلاقة 1954م-1956م

http://www.youtube.com/watch?v=Eb5KtUPaWH0&feature=related


وقعت الحوادث الأولى للثورة في مختلف أنحاء الوطن. و بـعـدد قـلـيـل من الرجال أغلب سلاحهم يــتــمــثــل في بــنادق صـيـد وبــعض البــقــايـــا من أسلحة الحـــرب الــعالمــية الـــثانــية تم جلبها من قبل المنظمة الخاصة عن طريق وادي سوف.

الثورة التحريرية الكبرى

http://www.youtube.com/watch?v=o1OD9GiSm5c&feature=related

اتخذت مجموعة الستة في اجتماعها ببونت بيسكاد (الرايس حميدو حاليا) قرارا بتقسيم التراب الوطني إلى خمس مناطق وتعيين مسؤوليها وهم:

المنطقة الأولى - الأوراس: مصطفى بن بولعيد.

المنطقة الثانية - الشمال القسنطيني: ديدوش مراد.

المنطقة الثالثة - القبائل: كريم بلقاسم.

المنطقة الرابعة - العاصمة وضواحيها: رابح بيطاط.

المنطقة الخامسة - وهران: محمد العربي بن مهيدي.

وفي الإجتماع الموالي أي يوم 23 أكتوبر 1954 تم الإتفاق على:

- إعطاء إسم جبهة التحرير الوطني للحركة الجديدة وتنظيمها العسكري جيش التحرير الوطني.

- تحديد يوم انطلاق العمل المسلح: 1 نوفمبر.

- وفي اليوم الموالي 24 أكتوبر تمت المصادقة على محتوى وثيقة نداء أول نوفمبر 1954 الذي يؤكد على:

- إعادة بناء الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ضمن إطار المبادئ الإسلامية.

- احترام جميع الحريات الأساسية.

- التطهير السياسي.

- تجميع وتنظيم الطاقات السليمة لتصفية الاستعمار.

- تدويل القضية الجزائرية.

وغير ذلك من النقاط الهامة، وهذا قد تم توزيع هذا النداء يوم أول نوفمبر 1954 غداة اندلاع الكفاح المسلح والذي بلغ في ذلك اليوم حوالي 33 عملية عسكرية موزعة على كامل التراب الوطني.
وقد كان ذلك الحدث العظيم محل بلاغ اصدره الحاكم العام روجي ليونار زوال أول نوفمبر.


ولقد كانت إستراتيجية الثورة في بدايتها تعتمد على:

- سرعة الحركة وذلك بالاعتماد على مجموعات خفيفة تعمل في أماكن متعددة ومتباعدة.

- العمل على ضرب المصالح الاستعمارية.

- القيام بتجنيد وتعبئة كافة أفراد الشعب للانضمام لجبهة التحرير الوطني.

وهذه الإستراتيجية تحكمت في صنعها الظروف التي كانت سائدة آنذاك والتي تمتاز بـ :

-احتدام الصراع داخل صفوف " حركة الانتصار للحريات الديمقراطية" .

- فشل العمل السياسي الذي أجهضته الدوائر الاستعمارية بالاختراق وتزوير الانتخابات.

-الدعاية الفرنسية الزاعمة بأن الداعين للاستقلال ما هم إل مجرمون وفلاقة.

تحملت المنطقة الأولى- الأوراس العبء الأكبر بحيث كثف العدو حصاره لها، مما جعل ذلك من الانشغالات
لكبرى لقادة المنطقة الثانية التي كانت هي الأخرى تواجه ظروفا صعبة جدا ، وهو ما دفع بقيادتها إلى القيام بعملية عسكرية ضخمة بهدف فك الحصار المضروب على المنطقة الأولى ، ونتيجة لذلك حدثت هجومات 20 اوت 1955م على الشمال القسنطيني بقيادة زيغود يوسف.

وتعد عمليات 20 أوت أول التحام حقيقي بين جيش التحرير الوطني والشعب من أجل فك الحصار على الثورة في كل مكان وإثبات وحدة الشعب وجيش التحرير الوطني في كفاح واحد حتى الاستقلال التام.
ومن أبرز النتائج المترتبة عنها:

- تخفيف الضغط العسكري الذي كان مسلطا على المنطقة الأولى.

- انتشار فكرة الثورة في الأوساط الشعبية.

- التأكيد على أن جيش التحرير الوطني مستعد لمواجهة الجيش الفرنسي في وضح النهار وفي المدن الكبرى.

- إبراز شعبية الثورة ووطنيتها وذلك بإشتراك أكبر عدد من أفراد الشعب.

- إعطاء الدليل القاطع للأمم المتحدة على أن ما يجري في الجزائر هو ثورة وطنية وليست مجرد تمرد كما تدعي السلطات الفرنسية، خاصة وأن الأحداث جاءت عشية انعقاد الدورة العاشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

- تعاطف الثورة الجزائرية مع الشعب المغربي في الذكرى الثانية لنفي الملك المغربي محمد الخامس.

6. مرحلة التنظيم والتموين 1956م- 1958م

http://www.youtube.com/watch?v=yIezHLwiC3U&feature=related


قرر أن يجتمع قادة المناطق بعد ستة أشهر من إندلاع الثورة لكن الظروف حالت دون ذلك ومن أبرزها فرض حالة الطوارئ على مجموع التراب الوطني، إلى جانب استشهاد ديدوش مراد في 18 جانفي 1955م في معركة "بوكركر" قرب اسمندو. ولكن بعد هجومات 20 أوت تحقق الإجتماع في وادي الصومام في المكان المسمى "إيفري". وذلك يوم 20 أوت 1956م، وقد حضر اللقاء البعض من قادة المناطق وتغيب البعض الآخر لأسباب أمنية وكان الــهــدف مـنـــه هو وضع نـظــام موحد للعمل العسكري والـسـيــاسي تسير عليه كل المناطق ، و تـوضـيـح الأهداف التي جــاءت في نداء أول نــوفـمبر 1954م مع دراسة المستجدات التي حدثت في مواقف التشكيلات السياسية الجزائرية وكذلك السلطات الفرنسية . ومن بين الذين حضروا المؤتمر : زيغود يوسف، عبان رمضان، كريم بلقاسم، أعمر أوعمران، عميروش، العربي بن مهيدي، لخضر بن طوبال، مصطفى بن عودة.

اتخذ المؤتمر مجموعة من القرارات الهامة في عدة جوانب:

ففي الجانب الهيكلي: أسفر المؤتمر عن إنشاء الهيئات التالية:

أ- المجلس الوطني للثورة الجزائرية: وهو أعلى هيئة سياسية للثورة أوكلت له مهام الهيئة التشريعية التى تقرر الحرب والسلم، مكونة من 34 عضوا، 17 منهم دائمون و17 آخرون إضافيون.

ب - لجنة التنسيق والتنفيذ: وهي مكونة من 5 الى 14 عضوا وهي الجهاز التنفيذي للثورة.
و في الجانب الإداري:

قسمت الجزائر إلى ست ولايات وكل ولاية إلى مناطق وكل منطقة إلى نواح وقسمت كل ناحية إلى قطاعات

- الولاية الأولى : أوراس - النمامشة

- الولاية الثانية: الشمال القسنطيني

- الولايـــة الـثالـثـة: الـقبـائـــل

- الولاية الرابعة : العاصمة وضواحيها الجزائر

- الولاية الخامسة: الغرب الجزائري

- الولاية السادسة: الصحراء .

وفي ميدان العمل السياسي: حددت المهام الرئيسية التالية:

- التنظيم وتوجيه الشعب

- الدعاية والإعلام

- الحرب النفسية: الإتصالات بالشعب والأقلية الأوربية وأسرى الحرب.

- التمويل والتموين

- الإدارة والمجالس الشعبية وتنتخب هذه المجالس الشعبية المكونة من 5 أعضاء بما فيهم الرئيس، وهي تتكفل بالأحوال المدنية والشؤون القضائية والدينية و المالية والإقتصادية والأمن.

وفي ميدان التنظيم العسكري: قرر المؤتمر أن يتكون الفوج من 11 جنديا من بينهم عريف وجنديين أوليين ونصف الفوج يضم 5 جنود من بينهم جندي أول. الفرقة وتتكون من 35 جنديا (ثلاثة أفواج وقائد الفرقة ونائبه).

الكتيبة وتتكون من 110 جنود (ثلاثة فرق وخمس إطارات) الفيلق ويتكون من 350 جنديا (ثلاثة كتائب وعشرين إطارا).

الرتب: الجندي الأول (Caporal) وتميزه علامة V حمراء معكوسة توضع على الذراع الأيمن.

العريف (Sergent):علامتان V حمراوان معكوستان.

العريف الأول (Sergent Chef): ثلاثة علامات Vمعكوسة.

المساعد (Adjudant): علامة V تحتها خط أبيض

الملازم ( L'Aspirant) نجمة بيضاء

الملازم الثاني (Sous-lieutenant)

الضابط الأول (lieutenant): نجمة حمراء ونجمة بيضاء.

الضابط الثاني (Capitaine): نجمتان حمراوان.

الصاغ الأول (Commandant): نجمتان حمراوان ونجمة بيضاء.

الصاغ الثاني (Colonel): ثلاثة نجوم حمراء.

قائد الولاية: صاغ ثاني- ونوابه برتبة صاغ أول.

قائد المنطقة: ضابط ثاني ونوابه الثلاثة برتبة ضابط أول.

قائد الناحية: ملازم ثاني ونوابه الثلاثة برتبة ملازم

قائد القطاع: مساعد ونوابه الثلاثة برتبة عريف.

والإشارات تتمثل في نجمة وهلال لون أحمر توضع في القبعة.

7. مرحلة حرب الإبادة بعد 1958م

تعد هذه المرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها الثورة الجزائرية إذ تواصلت العمليات العسكرية وتوسعت بشكل ضخم، وهذا بعد أن أسندت قيادة الجيش الفرنسي للجنرال شال الذي شرع في تطبيق المشروع العسكري الحامل لإسمه للقضاء على الثورة وذلك بإتباع الخطوات التالية:

- غلق الحدود الشرقية والغربية بواسطة الألغام والأسلاك الشائكة المكهربة.

- العمل على إبادة جيش التحرير الوطني في الجبال والأرياف.

- القيام بعمليات عسكرية جوية -برية- بحرية مكثفة لتمشيط البلاد والقضاء على المجاهدين.

- تجنيد المزيد من العملاء والحركة.

ومن أبرز العمليات التي تضمنها مخطط شال:

- عمليات الضباب في منطقة القبائل.

- عمليات التاج (لكورن) على جبال الونشريس.

- عمليات المجهر أو المنظار على جبال الشمال القسنطيني.

- عمليات الأحجار الكريمة على جبال الشمال القسنطيني.

- عمليات الشرارة على مناطق جبال الحضنة بقيادة الجنرال شال شخصيا.

وإلى جانب كل هذا لجأ الاستعمار إلى الإكثار من المحتشدات وتهجير السكان ليفصل بينهم وبين جيش التحرير الوطني. كما قام الجنرال ديغول بطرح مشروع قسنطينة الاقتصادي بهدف خنق الثورة على أساس أن أسبابها اقتصادية واجتماعية، فقرر الجنرال ديغول توزيع الأراضي الصالحة للزراعة على الجزائريين وإقامة مشاريع صناعية وسكنية وتعليمية. كما حاول القضاء على الثورة سياسيا بطرح فكرة "سلم الشجعان" وهو بكل بساطة العودة إلى الديار ورمي السلاح.

أما بالنسبة للثورة الجزائرية فقد تواصلت بكل قوة وازداد التلاحم الشعبي بها ومن أبرز الأدلة على ذلك ماحدث في 11 ديسمبر 1960م من مظاهرات شعبية عارمة، ولقد أعلن هذا الشعب عن رفضه المشروع عندما طلبت منه جبهة التحرير الوطني ذلك، ولمواجهة مشروع شال اعتمدت الثورة على أساليب عسكرية جديدة منها الإكثار من العمليات الفدائية داخل المدن والاعتماد على حرب الكمائن، ونقل العمليات الفدائية إلى قلب فرنسا نفسها بضرب المنشآت الاقتصادية والعسكرية ومما دعم ذلك وقوف المهاجرين الجزائريين في فرنسا إلى جانب الثورة ولعل أبرز مثال على ذلك هو ما حدث يوم 17 أكتوبر 1961م.

وفي هذه الأثناء كانت الثورة تستكمل بناء تنظيماتها وهياكلها فقامت في 19 سبتمبر 1958م بالإعلان رسميا عن تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية التي ترأسها فرحات عباس في البداية ثم خلفه يوسف بن خدة سنة 1961م وهذا بسبب اقتناع قيادة الثورة بأن التمثيل أصبح ضروريا في مثل هذا المستوى لحمل الدولة الفرنسية على تغيير سياستها تجاه الجزائر، ولاقتناع الثورة أيضا بأن التحضير للاستقلال صار ضروريا هو الآخر.

انعكاسات مؤتمر الصومام

مكن مؤتمر الصومام الثورة عبر التنظيم الجديد من تسهيل الاتصال بها من طرف الدول والتنظيمات الأجنبية. وهكذا بدأت الثورة من توسيع وتطوير علاقاتها مع مختلف دول العالم، الأمر الذي كان له انعكاسات معتبرة على موقف الدول الصديقة لفرنسا والتى أخذت تدريجيا تراجع سياستها تجاه الاستعمار بصورة عامة والاستعمار الفرنسي بصورة خاصة. وكرد من السلطات الفرنسية على كل ذلك استعملت مختلف الوسائل لتحقيق أي انتصار عسكري على الثورة الجزائرية منها:

- إنشاء مناطق محرمة في الأرياف الجزائرية.

- إتباع سياسة القمع والإيقاف الجماعي.

- إتباع سياسة التجويع الجماعي وإخضاع المواد الغذائية للتقنين.

- إنشاء مكاتب الفرق الإدارية لاصاص (SAS).

- عزل الجزائر عن العالم الخارجي بخطين مكهربين على طول الحدود الفاصلة بين الجزائر ويعرف باسم خط موريس؛ ويدعم هذا الخط بآخر بعد وصول الجنرال ديغول إلى السلطة سنة 1958 ويعرف باسم خط شال على الحدود الجزائرية المغربية. ويعد هذا العمل من أخطر ما أنتجته المخابر الاستعمارية. وكان عرضه يتراوح بين 20 مترا وعدة كيلومترات وقوة تياره تصل إلى حوالي 20 ألف فولت بينما زرعت أرضه على امتداد العرض بألغام شديدة الحساسية. لكن جيش التحرير الوطني قابل كل ذلك بعزيمة قوية إذ تمكن من ابتكار الطرق الكفيلة باختراق الحدود المكهربة بأقل تضحية. وفي هذه المرحلة أيضا وقع حادث اختطاف الطائرة التي كان على متنها وفد جبهة التحرير الوطني في 22 أكتوبر 1956م وهو في طريقه من المغرب الأقصى إلى تونس كما شاركت فرنسا في عدوانها الثلاثي على مصر في أواخر شهر أكتوبر مدعية في ذلك أن ما يحدث في الجزائر لا يمكن القضاء عليه إلا بالقضاء على الرأس المدبرة والمفكرة له في مصر. ولقد شهدت هذه المرحلة ارتفاع حدة الهجوم الفرنسي المضاد للثورة من أجل القضاء عليها إلا أن الثورة ازدادت اشتعالا وعنفا بسبب تجاوب الشعب معها، فنشطت حركة الفدائيين في المدن وبالتالي جرت معركة الجزائر، التي تركزت بشكل كبير في حي القصبة، ومن أبرز صور هذه المعركة ذلك الإضراب الذي دعت إليه جبهة التحرير في 28 جانفي 1957م، وأخطر حدث يمكن لنا ذكره في ختام هذه المرحلة هو قيام الطيران الفرنسي يوم 8 فيفري 1958م بقصف قرية سيدي يوسف التونسية.

وفي 13 ماي 1958م وقع انقلاب عسكري في الجزائر بعد تمرد الضباط الفرنسيون المتطرفين على سلطة الحكومة الفرنسية التي عجزت عجزا تاما في القضاء على الثورة، واستدعى هؤلاء الجنرال ديغول لينقذ الموقف وبما أنه عسكري بالدرجة الأولى فقد كان يؤمن بالانتصار العسكري.
وهنا تبدأ مرحلة جديدة من مراحل الثورة الجزائرية الكبرى.

مـرحـلـة الـتـفاوض1960-1962

سلم الجنرال ديغول بعد استعمال كل الوسائل بضرورة فتح مفاوضات مع الثورة الجزائرية على أساس مبدأ تقرير المصير فطرح الموضوع على الشعب الفرنسي الذي صادق عليه في استفتاء 8 جانفي 1961م، وكان رد فعل قادة الجيش الفرنسي سريعا إذ أعلن أربعة ضباط متقاعدون التمرد على حكومتهم يوم 22 أفريل 1961م إلا أن الإنقلاب فشل في غضون أيام قليلة. ولكن قبل أن يدخل الجنرال ديغول جديا في عملية التفاوض سبق له أن دعا إلى محادثات في "مولان" في الفترة مابين 25 و29 جوان 1960م إذ أرسلت الحكومة الجزائرية مبعوثين هما محمد الصديق بن يحيى وأحمد بومنجل إلا أن اللقاء لم يكتب له النجاح بسبب المعاملة غير اللائقة التي عومل بها الوفد الجزائري في باريس.

فوض إذن الشعب الفرنسي لرئيسه أمر "تحقيق تقرير المصير " فبدأت الاتصالات الاولى بين مبعوثين فرنسيين منهما جورج بومبيدو (G.Pompidou) (الذي أصبح رئيسا خلفا لديغول) ومبعوثين جزائريين هما أحمد بومنجل والطيب بولحروف. لكن المناورات الفرنسية لم تغب عن هذه الاتصالات الاولى التى بدأت فى 30/3/1961م . في سويسرا، وفى 11/4/1961م صرح الجنرال ديغول " إن الجمهورية الجزائرية ستكون لها سيادة فى الداخل والخارج " وذلك كمحاولة لتقريب وجهات النظر وكمناورة لفرض الشروط الفرنسية فيما يتعلق بمسائل جوهرية مثل :

* وحدة التراب الوطنى التى يراها الجنرال شارل ديغول دون الصحراء التى يعتبرها فرنسية. وأمام هذه المطالب انسحب الوفد الجزائري معتبرا الهوة شاسعة بين الطرفين ، ويتجدد اللقاء بعد شهرين فى 20/5/1961م بافــيـان ولــوغــران "Evian/Lugrin" فتغيرت شروط الفرنسيين بعض الشئ إذ استبدل مفهوم الشراكة بالتعاون، مع بقاء الخلاف حول الوحدة الترابية ووحدة الشعب الجزائري، وتقطع المفاوضات مرة أخري لتعود فى سبتمبر 1961م فى نفس المكان، وتراوغ السلطات الفرنسية الى أن ينتهي بها الامر الى الاعتراف نهائيا بوحدة التراب الوطنى وبوحدة الشعب الجزائري، وذلك فى آخر مرحلة من مراحل المفاوضات فى بداية مارس 1962م ولكنها كانت قد قامت بمسعى أخير لتفريق الصفوف بمحاولة كسب تأييد شعبي لمشروع فصل الصحراء عن الجزائر ولكن المشروع قوبل بالرفض من طرف الاعيان وكذلك من طرف الشعب الذي خرج فى ورقلة فىمظاهرة شعبية عارمة، فاضطرت الى تسليم موافقتها على ما اتفق عليه ، وهكذا دعي المجلس الوطنى للثورة الجزائرية للمصادقة على مشروع الاتفاقيات التى وقعت فى 18/3/1962م على الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر وعرفت بــ" اتفاقيات إفيان " وبذلك تطوى صفحة الاستعمار فى الجزائر. لكن المتربصين بالجزائر لم يتركوا لها فرصة تضميد الجراح ، فقد عمدت " منظمة الجيش السري " "OAS"الى تطبيق سياسة الارض المحروقة ووجهت ضرباتها الى الطاقات الحية فى البلاد وكذلك الى كل المنشآت التى يمكن أن يستفيد منها أبناء الشعب فى ظل الاستقلال والحرية، فاغتيل الرجال واحرقت المدارس والجامعات والمكتبات.

وبعد التوقيع على الاتفاقيات أعلن عن توقيف القتال الذي دخل حيز التطبيق يوم 19/3/1962م على الساعة الثانية عشر. وشرعت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في الترتيب لاستفتاء تقرير المصير ولاعلان الاستقلال فى 5/7/1962م أي مباشرة بعد أعلان النتائج، ووجه الجنرال دي غول فى هذا اليوم رسالة الى السيد " عبد الرحمن فارس " رئيس الهيئة التنفيذية المؤقتة التى اشرفت على تسيير المرحلة الانتقالية، أرسل له رسالة كان نصها :

" نظرا للنتائج التى أسفر عنها استفتاء تقرير المصير فإن الصلاحيات الخاصة بالمقاطعات الفرنسية السابقة فى الجزائر تحول ابتداء من اليوم الى الهيئة التنفيذية المؤقتة للدولة الجزائرية...".

تضحيات الشعب الجزائري

http://www.youtube.com/watch?v=aESmJo5G3mI&feature=related

- مليون ونصف مليون من الشهداء.

- عشرات الآلاف من الأرامل واليتامى.

- مليونان لاجئ.

- أكثر من مليون مسجون.

- آلاف القرى المدمرة.

- إقتصاد مشلول.

- خزينة عامة لا يوجد بها سنتيم واحد.

وأما الحصيلة العامة فقد استعادت الدولة الجزائرية مكانتها بين الأمم التي راحت تعترف بدولتها منذ تأسيس الحكومة المؤقتة إلى أن رفع علم الجزائر في مبنى الأمم المتحدة يوم 8 أكتوبر 1962.

http://www.youtube.com/watch?v=cpyQrerB29M&feature=related



19.gif





إضغط لتسمع أروع نشيد وطني في العالم

87108647zx9.gif







8ef40edd7c.gif
النشيد الوطني الجزائري




arton7975.jpg









8ef40edd7c.gif







المجد والخلود لشهدائنا الأبرار





8ef40edd7c.gif







... نلتقي لنرتقي في موضوع جديد من هذه السلسلة ...






... بحول الله تعالى ...





sigpic1469013.gif




qasralkhair-8c94891f8b.gif





ta7iya.gif






87108647zx9.gif


 
8ef40edd7c.gif

واسمع الجزائر ان ذكر اسمها * تجد الجبابرة سجدا وركعا

sigpic1469013.gif



مشكور أخي على كل هذا الجهد الكبير
ماشاء الله تتبع رائع ومنهجية رائعة

 
-29- تاريخ الثورة الجزائرية : الجزء الأول

1265018739.gif










star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif

19.gif


تاريخ الثورة الجزائرية : الجزء الأول

19.gif


تابعوا الجزء الأول من تاريخ الثورة الجزائرية في هذا اليوتيب
شهادات حية وصور واقعية من ربوع معارك حرب التحرير الجزائرية
معارك شرسة خاضها أسود الوغى مع جحافل الجيش الفرنسي
معارك طاحنة في أدغال الغابات و فجاج الوديان
وبين شعاب الجبال وفي السهول والهضاب و التلال.
و أعطوا دروسا قاسية للأمبراطورية الفرنسية في فنون القتال
وضربوا أعلى المثال في قمة الصبر والشجاعة والصمود والتحدي.

19.gif



http://www.youtube.com/watch?v=ScNyPQSO1Xg&feature=related


19.gif


معركة الجزائر العاصمة
الجزء الأول
إنتقال المعارك للعاصمة الجزائرية
إنظلاقا من حي القصبة العريق
و بدء حرب العصابات و تفجير القنابل
حيثما يوجد جنود و أعيان الإحتلال.
لما تستشيط القصبة غضبا تحرق المعمرين الآثمين
وتضحي بأشجع أبناءها وبناتها وهم في ربوع الشباب.

19.gif


http://www.youtube.com/watch?v=5Pkbx6Kd9QQ&feature=related


19.gif


إضغط لتسمع أروع نشيد وطني في العالم

87108647zx9.gif







8ef40edd7c.gif
النشيد الوطني الجزائري




arton7975.jpg









8ef40edd7c.gif







المجد والخلود لشهدائنا الأبرار





8ef40edd7c.gif







... نلتقي لنرتقي في الجزء الثاني من تاريخ الثورة الجزائرية...




... بحول الله تعالى ...





sigpic1469013.gif




qasralkhair-8c94891f8b.gif





ta7iya.gif






87108647zx9.gif
 
-30- تاريخ الثورة الجزائرية : الجزء الثاني.

1265018739.gif











star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif

19.gif


تاريخ الثورة الجزائرية : الجزء الثاني.

19.gif


تابعوا الجزء الثاني من تاريخ الثورة الجزائرية في هذا اليوتيب
شهادات حية وصور واقعية من ربوع معارك حرب التحرير الجزائرية
معارك شرسة خاضها أسود الوغى مع جحافل الجيش الفرنسي
معارك طاحنة في أدغال الغابات و فجاج الوديان
وبين شعاب الجبال وفي السهول والهضاب و التلال.
و أعطوا دروسا قاسية للأمبراطورية الفرنسية في فنون القتال
وضربوا أعلى المثال في قمة الصبر والشجاعة والصمود والتحدي.

19.gif



http://www.youtube.com/watch?v=R8JHCk61TGs&feature=related


19.gif


معركة الجزائر العاصمة
الجزء الثاني

فرنسا الآثمة تستنجد بآلاف المظليين لمحاصرة العاصمة الجزائرية و تطويق حي القصبة و تستنفر جنودها ليواجه حرب العصابات و شوارع المدن التي كانت تقودها جبهة التحرير الوطني إنظلاقا من حي القصبة العريق و بدء حرب العصابات و تفجير القنابل حيثما يوجد جنود و أعيان الإحتلال.
لما تستشيط القصبة غضبا تحرق المعمرين الآثمين
وتضحي بأشجع أبناءها وبناتها وهم في ربوع الشباب.


19.gif



http://www.youtube.com/watch?v=Uzn6K48zctc&feature=related


19.gif



إضغط لتسمع أروع نشيد وطني في العالم

87108647zx9.gif







8ef40edd7c.gif
النشيد الوطني الجزائري




arton7975.jpg









8ef40edd7c.gif







المجد والخلود لشهدائنا الأبرار





8ef40edd7c.gif







... نلتقي لنرتقي في الجزء الثالث من تاريخ الثورة الجزائرية...




... بحول الله تعالى ...





sigpic1469013.gif




qasralkhair-8c94891f8b.gif





ta7iya.gif







87108647zx9.gif
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top