[font="] وفي الجزء الأخير أقدم جواباً وتصراً للسؤال الذي طرحته ، كيف نحرر فلسطين ؟
[font="]إن مسألة إنهاء الصراع على المستوى الثاني والحل النهائي للقضية الفلسطينية ، ليست ضرباً من ضروب الخيال ولا أمراً مستحيل المنال ، وأيضاً ليست أمراً سهلاً ولقمة سائغة ، لذلك فالأمر يتطلب بذل كافة الجهود على جميع الصعد ضمن خطة متكاملة طويلة المدى ، تتلخص بالآتي : [/font]
1) [font="]بناء الإنسان العربي المؤمن بقيم العدالة والحرية والمساواة والبعيد كل البعد عن القيم العشائرية والقبلية والطائفية أي بناء المواطن .[/font]
2) [font="] بناء الاقتصاد الوطني بناءً حقيقياً ، يعتمد على الصناعة المتطورة وعلى الأمن الغذائي الذاتي .[/font]
3) [font="]إعادة هيكلة وبناء الأسس المجتمعية والقيم السائدة والتحول إلى الديمقراطية ، والمجتمع المدني .[/font]
4) [font="]بناء جيوش قوية متماسكة .[/font]
5) [font="]تحديد العدو الحقيقي والأول لهذه الدول وتصويب البوصلة جيداً . [/font]
6) [font="]التحالف بين الدول العربية الخمس الكبرى المؤثرة في القضية الفلسطينية (العراق وسورية والسعودية ومصر والجزائر) أو على الأقل أربعة منها لأن السعودية مستبعدة في المدى المنظور من هذا الاحتمال وسابقه بسبب السياسات التي تتبعها و بسبب علاقتها مع الولايات المتحدة.[/font]
7) [font="]التحالف مع كل القوى الإقليمية والعالمية الداعمة للقضية الفلسطينية .
[/font]
[/font]
[font="]وأكرر أن هذا الأمر ليس ضرب من ضروب الخيال أو حلم مجنون لا يمكن تحقيقه ، فبوجود قوى وطنية وإرادة سياسية ستعلم قيادات هذه الدول أن تحرير فلسطين إنما يصب في مصلحتها ومصلحة دولها وشعوبها في نهاية المطاف ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى البناء المجتمعي والإنساني والصناعي والزراعي لا يحتاج أكثر من عشر سنوات من العمل الجاد في هذه الدول . [/font]
[font="]وأما الصراع فيحتاج إلى المستويين ، المستوى الأول الذي ينهك العدو ويجعل القضية الفلسطينية دائمة الحضور ويحقق بعض المكاسب على حساب العدو الصهيوني ، وأما المستوى الثاني فتحدده الحقائق التالية : لدى الكيان الغاصب نقطتي قوة هما الأسلحة النووية والدعم العالمي ، ومن هنا كانت أهمية تعويم الصراع على كل القوى والدول العربية المؤثرة وعلى القوى الإقليمية والدولية الداعمة للقضية الفلسطينية ، فقوة العدو العسكرية الكلاسيكية بإمكان سورية والقوى المقاومة في لبنان وفلسطين القضاء عليها عسكرياً في حرب لا تتجاوز الخمسة أشهر ، وإذا اشتركت مصر ففي غضون ثلاثة أشهر، ولكن تحتاج كل من سورية ولبنان والفلسطينيين إلى دعم مالي عربي وضمانات بإعادة الإعمار غير المشروط سياسياً عند نهاية الحرب هذا على المستوى الداخلي لشعوب وقيادات هذه البلدان ، وأما على المستوى الدولي والإقليمي فستحتاجان إلى الضغط المالي والدبلوماسي العربي والإقليمي والدولي لأجل إجبار الولايات المتحدة وأوروبة فرض عدم استخدام الأسلحة النووية الذكية أو الغبية ، ولأجل إجبارهم لكيانهم المصطنع على توقيع اتفاقية سلام تتنازل بموجبها عن الأراضي المغتصبة عام 1967 وتعيد جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى بلداتهم وقراهم داخل وخارج أراضي 1948 ، وتشترط سن قوانين عادلة خالية من التمييز العنصري في الأراضي المحتلة عام 1948 ، وتفكيك الأسلحة النووية ، وكل هذا يعني بالضرورة بداية زوال هذا الكيان عن الوجود وتخفيف اعتماد القوى الغربية عليه كحليف أساسي في المنطقة ، وهذا الأمر كفيل بإنهاء هذا الكيان الغاصب بغضون عشر سنوات (وهنا لابد من الإشارة أن بداية تشكل نواة لحلف استراتيجي إقليمي من دول ذات سيادة وطنية يضم سورية والعراق وإيران ، وزوال الطوق عن المارد المصري أرعب الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة) .
[/font]
[/font]
[font="]وهنا تلعب كل من الدول العربية دورها ، فهذه القوى الخمس بإمكانها حشد تأييد كل الدول العربية الأخرى صالح القضية الفلسطينية ، والضغط الاقتصادي على الدول المساندة للعدو الصهيوني وحتى على الدول البعيدة عن قضايانا ، للتغيير من مواقفها ، فالجزائر كفيلة بالضغط على فرنسا وإجبارها على التنازل لصالح العرب ، ومصر والسعودية والعراق وإيران وروسيا والصين كفيلة بالضغط على أوروبة بشكل عام وعلى أميركا وعلى تركيا.
[/font]
[/font]
[font="]وهنا نعود إلى المستوى الأول من الصراع الكفيل بالقضاء تماماً على العدو الصهيوني ، وإعادة الصهاينة إلى بلدانهم ، وتوطين من يرغب منهم في ظل دولة فلسطين السورية الهوى والانتماء والعربية الأصل والانتماء . [/font]
[font="]وليس أبلغ من المستوى الثاني للصراع ومتطلباته من حرب 1948 التي توافرت فيها شروط عديدة كالإرادة السياسية عند معظم الدول العربية ولكن نقصها الصناعات المتقدمة والتجهيز العسكري المناسب والتحالفات الإقليمية والعالمية . [/font]
[font="]
[/font]
[font="]
[/font]
[font="]هذا هو تصوري لحل القضية الفلسطينية الذي لا أرى غيره رغم صعوبة وصعوبة تحقيقه
فإن أخطأت فصوبوني وإن أصبت فشجعوني .[/font]
[/font]فإن أخطأت فصوبوني وإن أصبت فشجعوني .[/font]
