رحمة الخالق .. فضل وإحسان لا عدل وامتحان

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

انوار

:: عضو مُتميز ::
إنضم
7 نوفمبر 2007
المشاركات
529
نقاط التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم
وجدت هذه الخطبة لشيخنا القرضاوي حفظه الله اتمنى ان تستفيدو منها لانها حقا خطبة هادفة
بسم الله الرحمان الرحيم
روى الشيخان، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن رب العزَّة تبارك وتعالى، أنه قال: "إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيَّن ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، وإن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له حسنة كاملة، وإن همَّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة"
في هذا الحديث الكريم نتبيَّن فضل الله تعالى، وسعة رحمته بعباده، وأنه يعاملهم بكرمه وجوده، لا معاملة العدل فحسب، بل معاملة الإحسان والكرم والفضل والجود.
فمن همَّ بحسنة ولم يعملها، خطرت في باله الحسنة، وحَدَّث بها نفسه، وتحرَّك قلبه بعملها، ولم يبلغ درجة العزم المُصمِّم، مع هذا يكتبها الله له حسنة كاملة ... بهمِّه بالحسنة، فإذا هو عمل الحسنة، ونفَّذ بالفعل ما حدث به نفسه من طاعة وقربة لله، كتبها الله له عشر حسنات ... إلى سبعمائة ضعف ... إلى أضعاف كثيرة يعلمها الله عز وجل.

تضاعف الحسنات

أدنى الحسنات ما يثاب الإنسان عليه عشرة أمثاله: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [الأنعام:160].
وهناك من الحسنات ومن الصالحات ما يثاب عليه الإنسان أضعافًا مضاعفة، تبلغ السبعمائة وما فوق السبعمائة، كالنفقة في سبيل الله، ونصرة الإسلام، وإعلاء كلمة الله في الأرض، يقول الله عز وجل: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:261].
وقد ورد في الصيام، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه يخبر عن رب العزة: "كل عمل ابن آدم يضاعف له، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزى به". أي يضاعف الله ثواب الصيام بأكثر من سبعمائة ضعف، إن الله يضاعف بنفسه، ويجزي بنفسه، والكريم إذا أعطى بيده، ولم يَكِلْ إلى خدمه أو أعوانه أو وكلائه، إذا أعطى بنفسه، ومنح بيده، فإنه يُجزل العطاء ويُعظِّم الأجر.
ولهذا ورد عن أبي هريرة في قول الله تعإلى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:40]، فقال: الأجر العظيم من الله، فمَن يقدر قدره؟
وقال الله تعالى في شأن الصابرين: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر:10]. هذا في جانب الحسنات.

لماذا يكتب الله الهم بالسيئة دون العمل حسنة

وفي جانب السيئات نجد الحديث يقول بأن: "من همَّ بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة كاملة".
فمن حدَّث نفسه بأن يقترف إثمًا، أو يرتكب معصية، ثم خاف الله، وخشي الحساب، وتذكر الآخرة، وتذكر الجزاء، فرجع وتراجع عن فعل المعصية، هنالك يكتبها له حسنة كاملة، كما قال الله عز وجل في وصف المتقين: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف:201]. فإذا همَّ الإنسان بوسوسة الشيطان، وارتكاب معصية، ثم خاف الله فلم يفعلها، كتبت له حسنة كاملة.
وقد ورد في حديث أبي هريرة ما يفسر هذا، لأن من ترك السيئة من أجل ربه، كتبت له حسنة، فإن هو همَّ بالسيئة فنفذها واقترفها فعلاً، كتبت عليه سيئة واحدة: {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [الأنعام: 160].
وفي رواية لمسلم: "أو محاها الله عز وجل ولا يهلك على الله إلا هالك"
إما إن تكتب عليه سيئة واحدة، وإما أن يعفو الله عز وجل، وعفو الله واسع ومغفرته واسعة، ورحمته وسعت كل شيء ... {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر:53].

إقبال من الله لكن العبد يدبر!!

الله عز وجل يفتح لنا الباب على مصراعيه، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها
إنه عز وجل يدعونا إلى نفسه، وينادينا إلى حظيرة قدسه، ويفتح لنا ميادين مغفرته، ويهيب بنا جميعًا أن ندعوه ونتضرع إليه، ونسأله المغفرة.
الله تعالى يقترب منا، ولكنا نحن -بسوء أعمالنا- نهرب منه، ونبعد عنه، ونفر منه بدل أن نفر إليه، وهو عز وجل يقول: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذريات:50].
والله عز وجل يقول: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة: 186].
وقد بيّن ذلك في حديث قدسي رواه البخاري قال الله عز وجل: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فمَن ذكرني في نفسه، ذكرتُه في نفسي، ومَن ذكرني في ملأ ذكرتُه في ملأ خير منه، ومَن تقرب إليَّ شبرًا، تقربتُ إليه ذراعًا، ومن تقرب إليَّ ذراعًا، تقربتُ إليه باعًا، ومَن أتاني يمشي أتيته هرولة"

أهناك أقرب من الله عز وجل؟؟

أهناك أعظم رحمة وأوسع مغفرة وعفوًا، وأكرم يدًا، وأكثر فضلاً من الله عز وجل؟؟
لا والله ... إنه يفتح لنا الأبواب ونحن نصد عنها بوسوسة الشيطان، وبتسويل الأنفس الأمارة بالسوء، ولقد رُوي في بعض الأحاديث القدسية أن الله عز وجل يبين إعراضنا وإقباله علينا، وقربه وبعدنا عنه، فيقول عز وجل:
"إني والجن والإنس في نبأ عظيم، أخلق ويُعبد غيري، وأرزق ويُشكر سواي، خيري إلى العباد نازل، وشرهم إلى صاعد.
أتحبَّبُ إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم، فيتعرضون إليَّ بالمعاصي وهم أفقر شيء إليَّ، مَن أقبل عليَّ منهم تلقيته من بعيد، ومَن أعرض عني ناديته من قريب".
آل ذكري آل مجالستي، وآل شكري آل محبتي، وآل معصيتي لا أُقنِّطهم من رحمتي، إن تابوا إلى فأنا حبيبهم، أحب التوابين وأحب المتطهرين، وإن لم يتوبوا إليَّ فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب.
الحسنة عندي بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف أو أزيد، والسيئة عندي بواحدة أو أعفو، رحمتي سبقت غضبي، وحلمي سبق مؤاخذتي، وعفوى سبق عقوبتي، وأنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها"[
هذا الحديث إن لم يصح سندًا فقد صَحَّ معنًى، فإنه يبين العلاقة بين الله وبين عباده، بين خلقه من الجن والإنس وبين ربهم عز وجل.

لا يهلك إلا هالك

الله يتقبل وينادي الناس من قريب، ويتلقاهم من بعيد وهم يبعدون عنه، ويعرضون عن ذكره، ولا يقبلون عليه، ويصدون عن سبيله.
أليس هذا جحودًا من الناس؟
أليس هذا كنودًا من الخَلق؟
أليس هذا كفرانًا للنعمة؟
أليس مَن هلك بعد ذلك فإنه هالك فعلاً، "لا يهلك على الله إلا هالك".
إذا كانت السيئة بواحدة أو يُعفى عنها، وإن كانت السيئة التي يفكر بها الإنسان، ويُحدِّث بها نفسه ثم تركها، إذا تذكَّر الله تكتب له حسنة كاملة، وإذا كانت الحسنات تضاعف أضعافًا كثيرة إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله، والله واسع عليم، فمَن ذا يهلك بعد ذلك إلا الهالكون؟
إلا الذين مرضت قلوبهم، وماتت أنفسهم، وسيطر الشيطان عليهم، واتخذهم له عبيدا، واتخذوا آلهتهم أهوائهم؟ حفظ الله شيخنا على هذه الخطبة


وفي الاخير اخواني اخواتي اسال الله لي ولكم ان يرحمنا رحمة واسعه و ان نتقابل بأذن الله في الجنة معا و ان يكرمنا الله تعالى بالحياة الطيبة الهنيئة بالدنيا وعيش الخلود الكريم في الآخرة.ان يثبتنا الله بالقول الثابت في الدنيا وفي قبورنا وفي الآخره فهو من يثبتنا وليس عملنا مهما كان.. اللهنم تقبل أعمالنا وضاعف حسناتنا وأن اتنا بالدنيا حسنة وبالآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
 
رد: رحمة الخالق .. فضل وإحسان لا عدل وامتحان

بارك الله فيك أخت انوار وجازاكي الله كل خير
 
رد: رحمة الخالق .. فضل وإحسان لا عدل وامتحان

بارك الله فيك اختي
 
رد: رحمة الخالق .. فضل وإحسان لا عدل وامتحان

يعطيك الصحة اختي بارك الله فيك
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top