هل تريد ان يحفظك الله ؟

love papitou

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
31 ماي 2012
المشاركات
1,536
نقاط التفاعل
337
النقاط
43
.......من حفظ الله، وراعى حقوقه، ووقف عند حدوده، حفظه الله في دينه، ونفسه، وأهله، وماله، وكل ما يتعلق به.. قال تعالى: ((لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ))[الرعد:11]... وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو قائلاً: «اللهم إني أسالك العفو، والعافية، في ديني، ودنياي، وأهلي، ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي، ومن خلفي،
وعن يميني، وعن شمالي، وأعوذ بعظمتك أن اغتال من تحتي»...

ومن حفظ الله لعبده: أن يحول بينه وبين كل من أراده بسوء، ويحرسه من كل ما يؤذيه وما قد يصيبه...

ومن حفظ الله لعبده: أن يحفظ عليه دينه وإيمانه، فيحرسه عن الوقوع في المحرمات، ويحول بينه وبين الشبهات، ويتوفاه على الإيمان.. قال تعالى: ((كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ))[يوسف:24]... وكان صلى الله عليه وسلم يدعو: «اللهم احفظني بالإسلام قائماً، واحفظني بالإسلام قاعداً، ولا تشمت بي عدواً ولا حاسداً»...

فمتى ما كان العبد مشتغلاً في طاعة ربه، منفذاً لأمره، وقافاً عند حدوده، حافظاً لجوارحه، فإن الله يحفظه في كل شيء، وملاك الحفظ: هو التقوى، فمن اتقى الله فقد حفظه، ومن حفظه الله فلن يضيع أبداً، فهو سيجد ربه تجاهه، ولن يسأل أحداً غيره، ولن يستعين إلا به، وهو على يقين بأن الضر والنفع بيد ربه وحده لا سواه
 
قال - صلى الله عليه وسلم -: ) احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك (.
فالجزاء من جنس العمل، قوله: ) يحفظك ( يعني أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه حفظه الله، فإن الجزاء من جنس العمل، كما قال تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ﴾ (سورة البقرة، آية 40)، وقال: ﴿ َاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ (سورة البقرة، آية 152)، وقال: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ (سورة محمد، آية 7).
أنواع الحفظ
وحفظ الله لعبده يتضمن نوعين:
أحدهما: حفظه في مصالح دنياه.
كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله. قال تعالى: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ (سورة الرعد، آية 11).
قال ابن عباس: هم الملائكة يحفظونه بأمر الله، فإذا جاء القدر خلوا عنه.
وقال مجاهد: ما من عبدٍ إلا له ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوامّ، فما من شيء يأتيه إلا قال: وراءك، إلا شيئًا قد أذن الله فيه فيصيبه.
ومن صور حفظ الله للعبد في دنياه:
حفظه في صحة بدنه:
أن يحفظه في صحة بدنه وقوته وعقله وماله. قال بعض السلف: العالم لا يخرف. وقال بعضهم: من جمع القرآن مُـتِّع بعقله.
وتأوّل بعضهم على ذلك قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ (سورة التين، الآيتان 5-6).
وكان أبو الطيب الطبري قد جاوز المائة سنة وهو ممتَّع بعقله وقوته، فوثب يومًا من سفينة كان فيها إلى الأرض وثبة شديدة، فعوتب على ذلك فقال: هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر.
وعكس هذا: أن الجنيد رأى شيخًا يسأل الناس فقال: إن هذا ضيَّع الله في صغره، فضيّعه الله في كبره!!
حفظه في أولاده:
وقد يحفظ الله العبد بصلاحه في ولده، وولد ولده. كما قيل في قوله تعالى: ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ (سورة الكهف، آية 82)، أنهما حُفِظا بصلاح أبيهما.
وقال محمد بن المنكدر: إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده وقريته التي هو فيها، فما يزالون في حفظٍ من الله وستر.
وقال ابن المسيب لابنه: يا بنيّ لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أُحفظ فيك، وتلا هذه الآية: ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ (سورة الكهف، آية 82).
حفظه في أمواله:
ومتى كان العبد مشتغلًا بطاعة الله عز وجل، فإن الله تعالى يحفظه في تلك الحال.
- كان شيبان الراعي يرعى غنمًا في البرية، فإذا جاءت الجمعة خطَّ عليها خطًّا، وذهب إلى الجمعة، ثم يرجع وهي كما تركها!!
- وكان بعض السلف في يده الميزان يزن بها دراهم، فسمع الأذان، فنهض ونفضها على الأرض، وذهب إلى الصلاة، فلما عاد جمعها فلم يذهب منها شيء.
حفظه من الجن والإنس:
أن يحفظه من شرِّ كل من يريده بأذى من الجن والإنس، كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ (سورة الطلاق، آية 2).
قالت عائشة - رضي الله عنها -: يكفيه غمَّ الدنيا وهمها.
وقال الربيع بن خثيم: يجعل له مخرجًا من كل ما ضاق على الناس.
وكتب بعض السلف إلى أخيه: أما بعد فإن من اتقى الله فقد حفظ نفسه، ومن ضيّع تقواه، فقد ضيَّع نفسه، والله الغني عنه.
حفظه من الحيوانات المؤذية:
ومن عجيب حفظ الله تعالى لمن حفظه أن يجعل الحيوانات المؤذية بالطبع حافظة له من الأذى وساعية في مصالحه، كما جرى لسفينة مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- حين كُسر به المركب، وخرج إلى جزيرة فرأى السبع فقال له: يا أبا الحارث! أنا سفينة مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجعل يمشي حوله ويدلّه على الطريق حتى أوقفه عليها، ثم جعل يهمهم كأنه يؤدِّعه وانصرف عنه.
ومن ضيع الله ضيعه الله بين خلقه، حتى يدخل عليه الضرر ممن كان يرجو أن ينفعه، ويؤذيه أخص أهله به وأرفقهم به.
كما قال بعضهم: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق خادمي وحماري.
فالخير كله مجموع في طاعة الله والإقبال عليه. والشر كله مجموع في معصيته والإعراض عنه.
حفظ الدين
النوع الثاني من الحفظ: وهو أشرفهما وأفضلهما: حفظ الله لعبده في دينه، فيحفظ عليه دينه وإيمانه؛ في حياته من الشبهات المردية، والبدع المضلة، والشهوات المحرمة، ويحفظ عليه دينه عند موته، فيتوفاه على الإسلام.
وهذا كما حفظ يوسف – عليه السلام -، قال: ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ (سورة يوسف، آية 24)، فمن أخلص لله خلّصه الله من السوء والفحشاء، وعصمه منهما من حيث لا يشعر، وحال بينه وبين أسباب المعاصي المهلكة.
فمن قام بحقوق الله عليه، فإن الله يتكفّل له بالقيام بجميع مصالحه في الدنيا والآخرة. فمن أراد أن يتولى الله حفظه ورعايته في أموره كلها فليراع حقوق الله عليه، ومن أراد أن لا يصيبه شيء مما يكره، فلا يأت شيئًا مما يكرهه الله منه.
وكان بعض السلف يدور على المجالس ويقول: من أحب أن تدوم له العافية فليتق الله.
وقال العمري الزاهد: كما تحب أن يكون الله لك، فهكذا كن لله عز وجل.
فما يؤتى الإنسان إلا من قبل نفسه، ولا يصيبه المكروه إلا من تفريطه في حق ربه عز وجل. كما قال بعض السلف: من صَفَّى صُفِّي له، ومن خلّط خُلِّط عليه.


سلمت يمناك على الموضع القيم
 
6107_01312752650.gif
 
رفع الله قدكم وجزاكم بخير مايجزي عباده الصالحين
 
فمن اتقى الله فقد حفظه
نحن في زمن قلت فيه التقوى وتقرب الى الله
برك الله فيك
 
بارك الله فيك أخيتي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن جعل الله في قلبه
نصره الله وحفظه
جزاك الله على الطرح المميز
مشكوووورة

 
السلام عليكم ورحمة الله
بوركت أخيتي على هذه التذكرة الطيبة
وجزاك الله خيرا

وقد جاء في الحديث القدسي المشهور عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " .. وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأُعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنّه " ( رواه البخاري ، الحديث رقم 6502 ، ص 1127 ) .

فلنحرص على الإكثار من النوافل والمحافظة عليها للفوز بالقرب من الله سبحانه ، إضافةً إلى ما لهذه النوافل من فضائل عديدة ومنافع عظيمة ،

 
آخر تعديل:
سلمت أناملك أختــــــــــــــي على هدا الطرح المميز.........يكفينا قوله"احفظ الله يحفظك احظ الله تجده اتجاهك ادا سالت فأسال الله و ادا استعنت فاستعن بالله"
جزاك المولى خيرا ان شاء الله
 
ابرهرتني ردودكم الراااااااااائعة شكرا لكم
 
جزاك الله خير أختي جيهان على مواضيعك القيمة ان شاء الله في ميزان حسناتك لاتحرمينا منها الله يكتب أجرك
hVkz1.jpg
 
شكرا اختااااااااااااااااه
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top