سعد العكيدي
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 21 جانفي 2008
- المشاركات
- 398
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
- العمر
- 59
لاقَيْتَها وكُنتُ أَظُنُّ أَنيْ لَسْتُ أَلقاها ..... وَرَفَّ قَلبيْ طَرَباً .. حِينَ نَظَرْتُ عَيناها
أَصابَني سَهْمُ لَحْظِها فاخْتَرَقَ كِياني ..... ما أَقسى السَّهْامَ التي تُطْلِقُها .. وَأَقْساها
مَدَّتْ يَدَها تُريدُ مُصافَحَتي فَسَرَتْ بي ..... رَعْشَةً حِينَ اسْتَشْعَرَ كَفي دِفءُ يَداها
أَ حُلْمٌ أَمْ سَرابٌ وَهَذيانٌ ما أَنا بِهِ ؟ ..... ولَمْ أَصْحو إِلاّ حِينَ قَبَّلَتْ شَفَتيَّ مُحَيّاها
مَضَتْ أَكُفّي تَرْتَجيْ قِطافِ ثِمارِها ..... لكِنَّ أَصابعي ذابَتْ حِينَ لامَسَتْ خَدّاها
جَلَسَتْ قُرْبي تُحادِثني .. كَأَنَّ الكَوْنَ مَعي ..... فَاسْتَرْجَعْتُ أَيَّامَ الهَوى مَعَها وَذِكْراها
عادَتْ بيَ الذِّكرى لأَيامِ صِبانا وَالهَيامُ ..... إِذْ تَمْشي بِتَدَلُّلٍ .. وَالقَلْبُ يَمْشي لِمَمْشاها
وَتَتَقافَزُ مِثْلَ طفلةٍ مَسْرورَةٍ بدميتها ..... وَيَتَقافَزُ فُؤادِيَ فَرِحاً وَأَثمُلُ حِينَ رُؤياها
وَساءَلْتُ نَفْسيَ أَ تُحِبَّني مِثْلَما أُحِبُّها ..... وَهَلْ سَتَهواني .. بِقَدْرِ ما صِرْتُ أَهْواها
وَتَتَخَيَّلَ صُورَتي بالمَنامِ كَما أَتَخَيَّلَها ..... وَهَل كَما أَضْنانيَ الوَجْدُ وَالغَرامُ أَضْناها
وَهَلْ تَعْشَقُ قُرْبي مِثْلَما أَهْوى قُرْبَها ..... وَكَما أَصْبَحَتْ دُنْيايَ .. أَضْحَيْتُ دُنْياها
حِيْنَ أَحْتضِنَها أَتِيْهُ بِأجملِِ أحْلامِي ..... فَالطِّيبُ وَالقِدّاحُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ثَناياها
وَتَسْقي سَنَواتيَ العِطاشَ كَسَيْلٍ جارِفٍ ..... حِينَ تَلْتَفُّ يَدَها اليُسْرى حَوْليَ وَيُمْناها
صَحيحٌ أَنَّها كَبُرَتْ لكِنَّها اِزْدادَتْ أَلَقاً ..... رَغْمَ كل الحُزْنِ .. وَالدَّهْرُ كَما أَشْقاني أَشْقاها
وَ زَادَ جَمالُ وَجْهِها حُسْناً ِنُوْرُ جَبينَها ..... وَالقَوافي تَمُوتُ خَجَلاً .. مِنْ سِحْرِ شِفاها
قِوامُها الَممْشُوقُ كَزُبْدٍ خالَطَهُ شَهْدٌ وَعِطْرٌ ..... وَاسْتَقامَتْ كَعَمودِ رُخامٍ مِنْ أَسْفَلَها لأَعْلاها
وَجْهُها مِثلَ بَدْرٍ اكْتَملَ فيْ وَسَطِ شَهْرٍ ..... أَحاطَهُ شَّعْرٌ كسحائبٍ سُوْدٍ .. آهٍ مِنْها ثُمَّ آها
العَيْنانِ كَبُرْكَتَينِ غافِيَتَيْنِ كطِفْلٍ بِمَهْدِهِ ..... وَحاجِبانِ مِثلَ سَعْفِ النَّخْلِ يُظِلاّنِ جَنْباها
وَلِسانٌ كَقِطْعَةِ كَبِدٍ مُحْمَرٍ يُنادي اشْتِهاءً ..... وَالوُرُودُ باسْتِحْياءٍ حَطَّتْ عَلى الشِّفاهِ شَذاها
وَخَدّانِ بَلْ جَمْرَتانِ اصطبغت بدَمِ غَزالٍ ..... ما أَقُولُ .. وَالشَّمْسُ سَرَقَتْ مِن جِيدِها ضِياها
جَمالٌ قَهْرٌ بُعْدٌ سَهَرٌ عِشْقٌ .. مَهْما أَقُولُ ..... مُقَصِّرٌ لأَنّي أَظُنُّ أَنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْ لي سِواها
سعد العكيدي
بغداد