دعا إلى صداقة قائمة على الاعتراف بالماضي ،،زياردة هولاند

*ANGEL

:: عضو مُشارك ::
إنضم
24 نوفمبر 2012
المشاركات
106
نقاط التفاعل
12
النقاط
7
دعا إلى صداقة قائمة على الاعتراف بالماضي، التضامن وتنمية الأمل لدى الشباب
هولاند يعترف بمعاناة الجزائريين من استعمار جائر وعنيف

م بوسلان - جريدة المساء يوم 21 - 12 - 2012


أعلن الرئيس الفرنسي، السيد فرانسوا هولاند، أول أمس، اعترافه بأن الجزائر خضعت لمدة 132 سنة لنظام استعماري جائر وعنيف، مقدرا بأن الحقيقة لابد أن تقال حول فترة الاستعمار والحرب التحريرية الجزائرية وعما وقع من أحداث أليمة وقتل وتعذيب في حق الشعب الجزائري. وفيما دعا البلدين إلى فتح صفحة جديدة على أساس الشراكة الإستراتيجية الندية والصداقة القائمة على مبادئ الاعتراف بالماضي والتضامن بين البلدين وتنمية الأمل لدى الشباب، أكد الرئيس الفرنسي على ضرورة أن يعمل البلدان سويا على رفع التحديات المرتبطة بالاقتصاد والشباب وتحسين إطار تنقل الأشخاص.
أعرب السيد هولاند في خطاب ألقاه أمام أعضاء غرفتي البرلمان بقصر الأمم نادي الصنوبر بالجزائر عن قناعته بقدرة الجزائر وفرنسا على كتابة صفحة جديدة من تاريخهما المشترك، وأشار في هذا الإطار إلى أن رغبة البلدين في بناء مرحلة جديدة في علاقاتهما لن تنطلق من العدم، باعتبار أن البلدين تجمعهما روابط إنسانية، لغوية واقتصادية، مؤكدا بأن الصداقة بين الشعبين والرغبة في التطور لا بد أن ترتكز على أساس الحقيقة حول الماضي الاستعماري.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس الفرنسي بأن الجزائر خضعت لمدة 132 عاما لنظام استعماري غير عادل، عنيف ومدمر، مشيرا إلى أنه "لا شيء يمكن أن يبرر المجازر التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري وسعت إلى إنكار هويته وتطلعه للعيش بحرية"، مذكرا في هذا الصدد بمجازر سطيف، قالمة و خراطة في 8 ماي 1945 والتي تبقى -كما قال- راسخة في الذاكرة "لأن حينها وفي الوقت الذي انتصرت فيه قيم الحرية والعدالة في العالم، أضاعت فرنسا قيمها العالمية".
كما دعا الرئيس هولاند إلى ضرورة التركيز، في نفس السياق، على كشف الحقيقة حول الظروف التي تحررت فيها الجزائر من النظام الاستعماري، و«عن حرب الجزائر التي لم تسمها فرنسا باسمها إلا بعد وقت طويل"، وأكد بأن معرفة الحقيقة حول الماضي والإفصاح عنها هو واجب لا مفر منه، لا سيما أنها تشكل أساس الصداقة بين البلدين، مشيرا إلى أنه لا يمكن بناء أي شيء متين على أساس الكتمان والإنكار، وأن الحقيقة لا تهدم ولا تشتت وإنما تصلح وتجمع.
وبعد أن أعرب عن تمنياته بالنجاح والازدهار للجزائر التي اعتبرها "بلدا محترما، ديناميكيا، ناشئا وشجاعا" دعا السيد هولاند المؤرخين من البلدين إلى التعاون في العمل حول الذاكرة وكشف حقيقة التاريخ المشترك من خلال استغلال الأرشيف المتاح حول ذلك، معلنا تبنيه التام لدعوة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في رسالته بمناسبة الذكرى ال67 لمجازر 8 ماي 1945، والتي أكد فيها ضرورة وضع قراءة موضوعية للتاريخ بعيدة عن العاطفة، حتى يتمكن البلدان من بناء علاقات قائمة على أساس الاحترام المتبادل والشراكة المربحة.
على صعيد آخر، وبعد أن أبرز السيد هولاند الروابط القوية التي تجمع البلدين، وذكر بأن فرنسا تضم اليوم عددا معتبرا من الجزائريين المقيمين بها وكذا بجيل الفرنسيين، دعا البلدين إلى العمل على تجسيد الشراكة الإستراتيجية التي تمكنهما سويا من رفع ثلاثة تحديات رئيسية تتمثل في المجال الاقتصادي الذي يستدعي ترقية المبادلات ومضاعفتها ورفع العراقيل التي تعترض الشراكة والاستثمار، ثم ترقية دور الشباب في البلدين من خلال تنمية الفرص الموجهة لهم في مجال التكوين وتحسين ظروف الطلبة الجزائريين في فرنسا والمقدر عددهم بنحو 25 ألف طالب، والذين ستنشأ لهم مستقبلا "دار الجزائر" بالحي العالمي للطلبة بباريس وفقا لما أعلنه الرئيس الفرنسي، فيما يتمثل التحدي الثالث في تحسين مجال تنقل الأشخاص، وفي هذا الخصوص، أشار السيد هولاند إلى أن نحو 200 ألف جزائري تحصلوا على تأشيرة الدخول إلى فرنسا خلال العام الجاري، وإلى استعداد بلاده العمل على تحسين نوعية التعامل مع طالبي التأشيرة "حتى لا تصبح التأشيرة تمثل عائقا أو إهانة"، لاسيما بعد أن قرر البلدان الإبقاء على اتفاقية 1968 المتعلقة بهذا المجال والعمل على تحسينها.
وفضلا عن هذه التحديات الثلاثة التي تعتبر بمثابة أوليات العمل المشارك التي يحددها إعلان الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، أشار الرئيس الفرنسي إلى أن الجزائر وفرنسا مدعوتان أيضا إلى رفع تحدي الأمن والسلم في العالم، خاصة وأن البلدين لهما نفس المبادئ والقيم الداعمة للحرية والديمقراطية ويواجهان نفس التهديدات. من جانب آخر، أكد ضيف الجزائر أن إعلان الجزائر حول الصداقة والتعاون بين البلدين يرتكز على ثلاثة محاور أساسية هي الاعتراف بالماضي، والتضامن بين البلدين، وإعطاء الأمل للشباب في البلدين. ولدى تطرقه إلى المسائل الدولية التي تشغل اهتمام الجزائر وفرنسا أكد الرئيس الفرنسي على ضرورة أن يكون للبلدين وزن أكبر في تسوية هذه القضايا المطروحة، مذكرا بأن الجزائر وفرنسا صوتتا معا لصالح اللائحة التي تمنح فلسطين وضع دولة مراقب في منظمة الأمم المتحدة، فيما أبرز تقارب وجهات نظريهما حول تسوية الأزمة في منطقة الساحل وفي مالي بشكل خاص، والقائمة على مبدأ ترك الأفارقة يقررون بأنفسهم بشأن عمليات دعم السلام في المنطقة، وأكد، من جانب آخر، قدرة البلدين اللذين تجمعهما العوامل الجغرافية على العمل من أجل جعل المنطقة المتوسطية منطقة للأمن والسلم والتنمية.

بن صالح يبرز الروابط القوية التي تجمع الجزائر وفرنسا
أعرب السيد عبد القادر بن صالح، رئيس المجلس الشعبي الوطني، عن أمل أعضاء التمثيلية الوطنية في أن تكون زيارة السيد فرانسوا هولاند للجزائر انطلاقة جديدة لعلاقات قوية ومستمرة بين البلدين، مؤكدا بأن كلا من الجزائر فرنسا تتقاسمان القناعة بضرورة اعتماد سياسة متجددة في إطار علاقاتهما المعززة بالعديد من الروابط.
وأوضح السيد بن صالح الذي ترأس البرلمان الجزائري بمناسبة خطاب رئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند أمام أعضاء الغرفتين، بقصر الأمم نادي الصنوبر بالعاصمة، أن الجزائر التي تحيي هذا العام الذكرى ال50 لاسترجاع السيادة الوطنية، تتقاسم مع فرنسا حقبة من التاريخ هي مؤلمة في بعض مراحلها، مشيرا إلى أن فرنسا التي تعتبر بلدا جارا للجزائر في منطقة المتوسط، تتقاسم مع الجزائر عددا من القيم وتستضيف جالية جزائرية قوية تساهم في ازدهار وإشعاع الأمة الفرنسية، كما يتقاسم البلدان أيضا الطموح لإقامة فضاء أورومتوسطي مشترك يرمي إلى تحقيق السلام والإزدهار والتعاون. وبعد أن أبرز إرادة البلدين المعبر عنها من قبل الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وفرانسو هولاند الرامية لإعطاء ديناميكية التقارب بين الجزائر وفرنسا المكانة الجديرة بها، أشار السيد بن صالح إلى أن البرلمان الجزائري يستقبل في شخص فرنسوا هولاند "الصديق الذي وقف إلى جانب الجزائر في الأوقات الصعبة".
وبالمناسبة، ذكر رئيس البرلمان بأن الهيئة التشريعية الوطنية تمثل اليوم الجزائر الجديدة والمتفتحة على المستقبل، موضحا بأن هذا البرلمان الجديد يتشكل من نساء ورجال بتعدد حساسياتهم السياسية، يمثلون 27 حزبا وحصلت المرأة فيه على 146 مقعدا في المجلس الشعبي الوطني، مبرزا في الوقت نفسه بأن هذا البرلمان هو نتاج برنامج الإصلاح السياسي والمؤسساتي العميق الذي باشرته الجزائر في الفترة الاخيرة.
وذكر في نفس السياق بأن هذا البرنامج تم إطلاقه بالتوازي مع البرامج التنموية الطموحة التي حولت البلاد إلى ورشة كبيرة للبناء والتشييد، مؤكدا بأن كل هذه البرامج لم تكن لتتحقق لولا سياسة المصالحة الوطنية التي اعتمدتها الجزائر بنجاح وساهمت في إرساء دعائم السلم والاستقرار.
 
شكرا على موضوعك القيم ولكن للأسف هولند لم يعتذر و حكومتنا لم تطلب ايضا ذلك و تقبلي تحياتي
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top