- إنضم
- 24 ديسمبر 2009
- المشاركات
- 2,718
- نقاط التفاعل
- 1,157
- النقاط
- 191
[FONT="]
[/FONT]
القصة :المتشرد اللقيط.
بمكان مهجور, وتحت سقف مكسور, ليلة المطر المنهمر, والبرد القارص
المنتشر, زرت شابا عان الكثير, يرى على وجهه آلاما وانين, ويحمل على
عاتقه هموما منذ سنين, خطف الفتى نباهتي , فتتبعته أياما بنظراتي, لأدرك ما بيه
من معانات لعلني انفعه بمساعدتي , وقد لاحظت سابقا غيابه, فأخذت
بالأسباب وتوجهت له وطرقت باب بيته ففتحه.
وألقى التحية متوسما مستغربا زيارتي متسائلا عن المفاجأة التي لم يعتدها سابقا,
وكان بجسم هزيل ووجه ذي ذقن طويل, ولباس رث يدل على انه نحيل ,
أدخلني حينها بيته الصغير المتألف من أربع جدران يتوسطه سرير. جلسنا على
هذا الأخير نتبادل أطراف حديث يسير.
فقلت له : "أيها الفتى الأسير من الدنيا بصمتك العسير ما أظن انك تعرفني
ولكنني أعرفك فأنت من لفتني بتصرفاتك فصرت أتتبعك واحتار دائما لأمرك؟
وأتساءل في نفسي لما لا تخالط أقرانك ؟, وتعشق الجلوس وحدك؟, لم تهين
نفسك؟ وغيرك يتباهى بأبسط شيء عندك ".
وحينها رسمت على وجهه بسمة استغربتها ملامحه من طول فراقها له
وقال:"كم وددت التكلم لعبد من عباد من الله, و كم سعدت باهتمام غيري
بي دون علمي ذلك تالله . إن في زيارتك لمست بحياتي فقدتها و أشعرتني بنعمة
من المولى اشتقتها, رؤيتك أخي شعلة أمل تطوف وسط جدران بيتي
البسيط,وسط ريح صرصار و مريب"
ثم صمت قليلاوقال :"لا عليك".
فقلت له : "ما هو بغائب عني أنك تحمل ملا تطيقه الجبال, فعينيك تروي
لناظرها قصة مخيفة بصندوق موصد بأقفال, وحتى مشيتك تترجم فقدانك
الثقة والآمال. لا أريد ذرف ملحا فوق جرحك ليزداد عمقا أو يشتد به
احتراقك, ولكني أدرك انك لو بقيت كتوما لما في قلبك فانك ستزيد من
عذابك, وكلما أخفيت جراحك فستقنط وتتدهور صحتك ".
حينها تَنَهَد تَنَهُد الصعداء كادت أن تخرج عمره معها و قال :
"حسبك.... كفاك بي كلمات لا تحكمُ بالجُرم الممنوع, وأحرف تشربني السم
المنقوع. لقد أصغيت بما يكفي والآن سأحكي إليك ما صنعه الزمان, وما
أخفته لي الأيام في كل مكان, فانا فتى النكران الذي تخلو حياته من سعادة
وأمان, أنا فتى الذي أوقدت بقلبه النيران فتفحم وأصبح رمادا نفث في كل
أركان,وعاش كل حياته بضغط انفجار البركان, يتحمل فيها خطا الوالدان. أنا
اللقيط الذي كتبت عليه شقاوة الدنيا وقسوة الأحزان .فتجردت دماؤه من
المحبة والحنان .
أتساءل في نفسي و أحوارها : هل تحمل أمي قلبا أم حجر بين أضلعها يوم
ألقتني ولم تلتفت ورائها .يوم حرمتني من دفئها وحضنها؟؟ ...
أتساءل في نفسي و أحوارها :هل يحمل أبي رجولة أم ذكورة يوم تفتل بعضلاته
أمامها ثم تخلى عن من كانت ضحية في شباكه ؟؟
آآآآآآآآآآآآآآه ما أقساها هذه الدنيا, وما جعلتنا نتجرعه من قهرها ووجعها
.سامحتهما من كانا سبب في آهاتي وقد غفرت كل زلاتهما و نسيت كل
معاناتي. بقدر ما أحن لقول كلمة أمي و التلفظ بكلمة أبي. سأدعو لهما في ظهر
الغيب. بان أقر عيني بلقاهما في الدنيا , و أجتمع بهم في الفردوس الأعلى في
الآخرة " .
أدمعت عيناي بعد سماعي قصته ثم مسكت حالي وقلت "أنت حقا مميز لأنك
حافظت على قيمك بأدبك وكذا حسن خلقك فلا تضيعهم هباء جراء ماض
جرحك أو مستقبل يخيفك. فقط عش يومك برغم ألمك احبك الله فابتلاك
وتذكر قوله{قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ
الْمُؤْمِنُونَ} انك مؤمن فلتستعن بالله ليعوضك خيرا بإذنه.
خرجت من منزله و أنا متذمر لحالة شاب من شباب وقعوا ضحية أخطاء
آبائهم ولم يصلحوها وهو كذلك حال الكثير والكثير من أبناء مجتمعنا . فان
نشأ هذا في المسجد وتحت الطاعات فكيف هو حال الذين لم يجدوا مأوى
سوى الشوارع و الحانات ؟؟
في انتظار انتقاداتكم
تحياتي .:love01:.و.:love01:.مودتي
تحياتي .:love01:.و.:love01:.مودتي