أيمكن.......لحظية

احلى لمة

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
26 جوان 2007
المشاركات
2,156
نقاط التفاعل
93
النقاط
77
العمر
35
slamny5.gif
هو الليل طل بسواده وسكونه الرهيب ككل ليلة..سكون قاطعه هذه الليلة جرس باب بيتنا ، نزلت لفتح الباب
بعد أن عرفت أن عمي الأصغر هو الطارق وفي بالي حيرة واستغراب ! مالذي أتى به في هذا الوقت!؟ فقد كان
هنا قبل ساعات..سلمتٌ عليه لأبادر بعدها بسؤاله: خيرا إن شاء الله هو الذي جاء بك في هذا الوقت ؟ رد
مبتسما : طبعا خير إن شاء الله...
صعد لغرفة الجلوس مكان تواجد والديا ودخلت بدوري لغرفتي..وماهي إلا لحظات ، وإذا بوالدتي بوجه لا يمكن
أن تٌفسر ملامحه تأتيني طالبة مني أن أحضر لغرفة الجلوس لأنهم أرادوا محادثتي ...دخلت الغرفة ، هم صامتون!
يتبادلون النظرات الغريبة !كأن كل واحد فيهم ينتظر من الآخر أن يبادر بالحديث...
قلت : نعم .. فيما احتجتني ؟
قال عمي : تعلمين أني أعتبرك أختي الصغيرة الغالية وعلى هذا الأساس أعاملك ،وتهمني مصلحتك دوما...مبتسمة
رددت فقلت: متيقنة كل اليقين أنه الواقع دون أن تقوله ،فلما تقول هذا القول ؟
قال : تعرفين فلان..هنا لم أدري بما أجيب لأني لم أعرف الغرض من هذا السؤال...قلت: ما أعرفه أنه صديقك
المقرب وفقط...قال : صح هو صديقي المقرب و قبل أكثر من أسبوع جاء لعندي يطلب يدك بعد أن رأكِ في
المستشفى في نفس الأسبوع ، لكن لأن صحة والدي كانت سيئة لم أفاتح أحد في الأمر ، لكنه اليوم أعاد لي
الطلب مٌلحا لأن والده سيسافر قريبا ويريده أن يكون متواجدا إن تم كل شيء كما تمناه ، وهو ما دافعني لافاتح
جدك في الموضوع بما أن صحته تحسنت قبل أن أفاتح والدك..وقد عاتبني عتابا كبيرا على عدم فتح الموضوع قبل
اليوم ،مرحب بالفكرة لأنه يعرف الشاب وأهله عز المعرفة...وبالنسبة لوالدك ووالدتك ليس لهما أي اعتراض..
ولا يحتجان لسؤال عن الشاب وأهله ، فأنا أعرفه من سنين وأعرف كل صغيرة وكبيرة في حياته ومتأكد أنه
سيكون الزوج المناسب لك...فما ردك؟
وقتها لم أكن مستوعبة للذي يتحدث عنه من صفات ومميزات..خطر في بالي سؤال واحد : أي نوع من الرجال
هو ؟ ليٌعجب بمرأة في لحظة كانت من أسوأ لحظات حياتها ، لحظة غيرت فيها الدموع الحزينة ملامح وجها ؟
وكيف طاوعه قلبه ليفتح هذا الموضوع في هكذا وقت عصيب تمر به عائلتي؟ هي بوادر جعلتني أحمل نظرة قاتمة
عن هذا الزوج المستقبلي المحتمل ...عاود السؤال ، فقلت: لست أدري ؟ فقال فكري في الأمر وفي الغد
سأعاود الاتصال بك لمعرفة ردك ؟
رحل عمي وترك لي الأرق و الدموع رفيقي تلك الليلة...أحاول أن أتذكر ملامح وجه هذا الشخص دون
أن أستطيع لطول المدة التي رأيته فيها آخر مرة ( يمكن أكثر من 10 سنوات) أأوافق أم لا...أأوافق على شخص
أراه بدون ذوق لاختاره هذا الوقت...أم أرفض ، لكن كل العائلة معجبة به وبأخلاقه وبعائلته، وإن رفضت
ما سيكون تبريري ؟ فهذه المرة ليس لي حجة مقنعة غير الوقت السيء الذي اختاره لتقديم طلبه ، وقت لم تنزعج
كل العائلة من اختياره ...
ليلة كانت من أطول الليالي ، ليلة هجرني فيها النوم وسكنتني الحيرة و التساؤلات، قمت وتوضأت وصليت
صلاة الاستخارة أكثر من مرة إلى أن أذن الفجر، لأنام بعدها سويعة من الزمن لأصحو على صوت المنبه الذي
يذكرني بالتزاماتي ، لكن لا جسدي ولا عقلي قادران على القيام بهذه الالتزامات ...أغلقت المنبه وأكملت نومي
متمردة على كل الالتزامات على غير العادة...وما إن كاد النهار ينتصف حتى رن هاتفي ...هو عمي يسألني
عن ردي ..فقلت : لست أدري..لكم القرار ، هنا ضحك وقال: إذن موعدنا في الغد ،وقبل أن اسأله عن قصده
أقفل الخط...
TM4o1.jpg
هو الغد الذي يقصده حل ، هو يوم الجمعة المباركة ، كل الأهل مجتمعين وكأنه كان لهم علم بالموعد قبلا ، هن
قريباتي ينتقين لي ما سأرتدي ، هي تقول ارتدي هذا و الاخرى تقول ارتدي هذا مع هذا الكعب سيكون أجمل ،
إجعلي شعرك مسدلا ..الاخرى من الأحسن أن ترفعيه سيكون أجمل..
وإذا بي ألمح والدتي تنظر إلي مستغربة رضوخي لكل ما يقلنه بدون أي اعتراض ، في نفسها أدري تسأل أهي
ابنتي ، أهي الابنة التي لم أعهد منها غير الاستقلالية في كل ما تريده و بالأخص ما ترتديه ، ما بالها ؟ فهي لم
تعلم أن آخر ما أفكر فيه في هذه اللحظة ما سأرتديه ، هي لم تعلم أن قلبي يكاد يقفز من مكانه رعبا من هذا
الموقف ، هي لم تعلم أني أشعر بشلل في كل جسمي ؟ هي لم تعلم...
وما هي إلا لحظات حتى أنهت قريباتي مهمتهن بنجاح ، والدمية التي يٌنتظر أن تٌعرض على العريس المستقبلي
بأحلى حلة جاهزة...وقفت أمام المرآة مستغرب نفسي وأنا مرتدية الملابس التقليدية و المجوهرات و المكياج
المركز و الكعب العالي... بدون سابق انذار أجهشت بالبكاء..هن قريباتي يتوسلنني أن لا أبكي ، لتنتقل إليهم
عدوى البكاء في لحظات.. لا هن يعرفن سبب بكائي ولا سبب بكائهن...
وإذا بأبي يستأذن ليدخل ويطلب من الجميع مغادرة الغرفة ، دون أن يتكلم غمرني بحضنه الذي اختصر كل
الكلمات ، وبعد أن توقفت دموعي راح يقول : لم أجبرك على هذا الزواج ، فإن كان هناك مانع فتكلمي ،
بالاضافة إلا أن موعدنا اليوم موعد تعارف ، فإن اتفقتما كان الزواج ، وإن لم يحدث اتفاق بينكما ، فكأن
شيئا لم يكن ..هنا نظرة إليه وبكلمات منكسرة قلت : ما في الأمر أني خائفة من الموقف..هنا ضحك وقال هو
شيء عادي يمر على كل الناس..
243169alsh3er.jpg
هنا وصل الضيوف وكان علي أن أحمل الاستضافة لقريبات العريس ، بخطى متثاقلة ، وقلب دقاته متسارعة ،
وروح مرتعبة حملت الضيافة لضيوف ، فكانت الابتسامة و الكلمات الطيبة التي قابلنن بها مصدرا خفف نوعا
ما من توتري...توتر ارتفعت درجته بمجرد أن استأذن عمي رفقة العريس المنتظر لدخول للقاعة ، أحسست وقتها
بتشنج برقبتي جعلني بصعوبة كبيرة أرفع رأسي لأتعرف عليه ...
أول ما شد انتباهي وسامته و الابتسامة المميزة التي حملتها شفاهه ، ابتسامة زرعت الطمأنينة بروحي ، وجعلتني
أدرك أني لم أقدم تضحية بقبولي هذا الزواج لإسعاد عائلتي ، بل جعلتني أدرك أني حظيت بهدية غالية جدا.. مع
مرور الوقت صار الجو أكثر راحة لتبادل أفراد عائلتينا الأحاديث في مواضيع مختلفة...لتقاطع والدته الحديث
طالبة من الجميع مغادرة القاعة ليكون لنا فرصة لتعارف أكثر..
هنا كانت نفسي تصرخ بأعلى صوت : لا تذهبوا ووتركوني وحيدة..لكن صوت صرختي لم يجد ملبيا..
نظر إلي وقال : تبدين جميلة جدا في الزي التقليدي...هنا لا أدري مالذي حدث معي ، أهي الثلوج تتساقط
بالقاعة أم هي الأعاصير الرملية تنسف المكان! لست أدري أدرجة حرارتي أربعين أم تحت الصفر! ابتسم وقال :
لمّا كل هذا الخجل ؟ قلت : لا عادي...
ضحك وقال : هو واضح جدا جدا... وراح يتحدث عن نفسه فقال : أبلغ من العمر واحد وثلاثين درست كذا
وأعمل كذا وو...إلخ ، وكل ما أريده إن كان لي فيك نصيب هو أن يكون الأساس في علاقتنا المودة و الرحمة ،
فإن أردت أن تعرفي أي شيء عني أخبريني ..
استجمعت كل قواي بصعوبة كبيرة فقلت : هو تساؤل وحيد . كيف خطر ببالك ان ترتبط بمرأة قابلتها وهي
في أسوأ حالتها وقابلتها في آخر مكان ممكن يكون صالح لتعارف بزوجة مستقبلية وفي ظرف كثير صعب ولما هذا الاستعجال.
ابتسم وقال ليس الأمر كما يبدو ، لم أستعجل ، فالفكرة تراودني من أكثر من سنة ، لكن في كل مرة أفكر أن
أفاتح أهلك وأهلي بالموضوع ، يظهر لي مانع أو ظرف يمنعني من الاقدام على الخطوة ، ولقاءنا الأخير شجعني هذه
المرة فأقسمت أن لا يمنعني مانع بإذن الله..
و بالنسبة لتقابلنا في المستشفى لم يكن اللقاء الأول بعد سنوات مثلما قال عمك ، كان لنا لقاء قبل أكثر من عام ،
في يوم مناقشة مذكرة تخرجك، وأكيد ما انتبهتي للحاضرين يومها ، وهو اليوم الذي قلت فيه في نفسي أنك
ستكونين زوجتي إن شاء الله ، و لأكثر من مرة فكرت أن اقترب منك لافاتحك بالموضوع كتمهيد ، لكن صحبة عمك وثقته فيني منعتني من الاقتراب منك ، لكني دعيت الله دوما أن تكوني من نصيبي...هو كل ما في الأمر ، فهل
لك استفسار ثاني...
هنا كل الكلام الذي كنت أنوي قوله أو الحديث عنه في هذه اللحظة طار للبعيد ، طار لفوق السحاب أو غرق
في أعمق المحيطات ،كلام أخذني معه لخارج المجرة... نظر إلي وأعاد السؤال : لكن الكلمات لا تتشكل معي ...
قلت بتردد: أعتقد أنك تعلم كل الذي يتعلق بعمري ونسبي وشهادتي وعملي واعتقد حتى طباعي... قال : نعم
أعلم.. لكن أحب أن أسمع منك عن خططك وشروطك..
r15rcomnesaaaaa017.jpg
قلت: لي شرط واحد وهو أن تكون زيارتي لأهلي بدون قيود منك ، أما الباقي فسيتحدث فيه أهلي معك وسط الجماعة.. قال وهو يحمل نظرة تجمع بين الاستغراب و القبول : وهو كذلك !! لكن هذا أيعني أيضا أنك
موافقة...
هنا حلّ الصمت للحظات ليقاطعه عمي بندائه لصديقه، وقبل أن يخرج وضع مالا في يدي ، مال جعلني أشعر أني
سلعة ،فقد نسيت وقتها أن هناك تقليد يقتضي أن يعطي العريس العروس مبلغ مالي.. نظرت إليه نظرة عتاب وفي
لحظة احتوى عتابي بابتسامته وقال: هو تقليد أوصوني أن أعمله ، فلم أرد أن أخلفه لإلحاحهم..فلا تنزعجي..هنا تذكرت بدوري هذا التقليد وضحكت من نفسي...
بعد لحظات جاء عمي يسألني عن رأي النهائي فقال : إن كنت موافقة فسيتم قراءة الفاتحة و الاتفاق على كل
شيء اليوم.. .هنا أحسست بخجل كبير، لكن في نفسي كنت أقول نعم نعم نعم مواااااافقة..
فقال أريد منك إجابة نهائية، فطأطأت رأسي ، فقال لا أريد صمتك ، ردي بنعم أو لا ...فكان ردي نعم.
EOD01.jpg
وماهي إلا لحظات حتى تم الاعلان عن قراءة الفاتحة ، على أن يتم الزواج المدني و الاحتفال به بعد أسبوعين
والزفاف بعد شهور ، لتتعالى الزغاريد في كل أركان المنزل ، حتى صارت الجدران بعينيا مطلية باللون الزهري
و المصابيح شموس معلقة و الزغاريد نغمات موسيقية و الفرحة كعطر بنفسج عطرت وزينت كل المكان والوجوه ، فعلمت وقتها وفقط ، أنه أحسن وقت كان لتقديم عرضه ، فهي الفرحة التي كنتٌ وكانت عائلتي في أمس الحاجة
إليها منذ مدة.. .
وبمجرد أن ذهب الضيوف دخلت غرفتي وأغلقت على نفسي ، أسترجع كل الذي حدث معي دون أن أصدق ،
وهو الذي منع عني طعم النوم ، فما كان لي إلا أن أقلب في ذاكرتي عن الأشخاص المهمين الذين يجب أن أبشرهم وأشاركهم بفرحتي الغامرة لعدم حضورهم ، فهو فرح لم يسعه قلبي ليلتها وكان لابد لي فيه من شركاء ،لأنام بعدها نوما طويلا ،لم أستيقظ بعده إلا مع فجر اليوم الموالي ، لأتسأل هل أنا أحلم أم هي حقيقية ؟! لكن الفوضى التي
عمت غرفتي ههههه ، تقول أنها حقيقية جميلة .. هنا قلت : أيعني هذا أني اليوم أنا إمرأة متزوجة بزوج أهم
شيء شدني إليه هوأن قلبي إطمأن له ورحي ارتاحت في حضرته من أول لقاء جمعني به ..أيمكن أن يكون كل
هذا حقيقة ...
p26ue.jpg
 
قصة رائعة عجبتني بزاف
حتى طريقة الكتابة بالون الابيض رائعة
في البداية حسبتها صور فقط
شكرااااااااااااااااا
 
قصة رائعة عجبتني بزاف
حتى طريقة الكتابة بالون الابيض رائعة
في البداية حسبتها صور فقط
شكرااااااااااااااااا
بارك الله فيك اختى
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top