رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

رياض السطايفي

:: عضو مُشارك ::
إنضم
1 فيفري 2012
المشاركات
149
نقاط التفاعل
290
النقاط
13
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين


رواية الرجل ذو اللحيه السوداء

ما الذى يمكن ان يحدث عندما تصطدم سارة..وعقليتها المتمردة جدا
بارهابى سيكوباتى متوحش مهووس؟؟؟(1)
(1)
فى المركز المصرى الأمريكى للدراسات النفسيه والإجتماعيه والعلوم الإنسانيه
سارت ساره فى طرقات المركز بخطوات سريعه غاضبه متجاهله بتجهم شديد الوجوه التى تحييها وتبتسم لها حتى وصلت الى باب حجرة مكتب رئيسها المباشر دكتور صبرى فؤاد ..اقتحمت الباب بغضب واغلقته خلفها وقالت بصوت يمتلئ غضبا وهى تمد يدها اليه ببعض الأوراق :
ماذا يعنى هذا؟
نظر الرجل فى الأوراق التى فى يدها ثم نظر اليها وقال بهدوء : الفاكس واضح وليس فيه اى غموض
قالت بغضب : لن يحدث هذا ابدا ..لقد بدأت هذه الدراسه .وقطعت فيها شوطا كبيرا وانجزت نتائج جيده ولن يكملها غيرى
دكتور صبرى بهدوء مغلف بالبرود : عزيزتى ساره المركز الرئيسى فى نيويورك هو الذى كلفك بالدراسه والمركز هو الذى يكلف الآن ليلى حسن باكمالها
ساره بانفعال : وما السبب ؟ لقد قمت بعملى على اكمل وجه و لم اقصر فى شئ وكانت الإختبارات والمقاييس نتائجها رائعه ..وبعد كل هذا تقصونى عن الدراسه؟
دكتور صبرى ببرود : عزيزتى ساره . لم لا تقولين انها ثقه فيكى وفى قدراتك وتفريغك لعمل اكبر يحتاج لكل وقتك
ساره : كل الدراسات والأبحاث التى قمت بها حتى الآن لا ترقى باى حال من الأحوال لمستوى الدراسه التى تعبت فيها ولن اترك العمل فيها مهما حدث ..لقد بدأت عملا ويجب ان انهيه ولن ينهيه غيرى
دكتور صبرى : اذكرك انك تعملين فى مؤسسه عالميه كبيره كلنا..
تركته ورحلت بعاصفه من الغضب وصفعت الباب خلفها بعد ان ادركت أنه سيبدأ بتكرار الإسطوانه التى تحفظها عن ظهر قلب
دخلت مكتبها واغلقت الباب بضيق وهى تشعر بارتعاشه فى يدها جلست الى المكتب وفتحت حقيبتها بعصبيه شديده واخرجت علبة دواء وتناولت منها كبسوله واخذت تفرك يديها اليمنى بعصبيه وهى تقول : لن يستطيعوا ان يفعلوها .لن اسمح لهم سأريهم ما يمكن ان أفعله وسأكمل الدراسه مهما حدث
غادرت المركز وركبت سيارتها الحديثه وهى فى قمة الضيق
وجلست فى السياره بتأفف وملل شديد تنتظر ان يتحرك طابور السيارات الطويل الذى انضمت اليه مكرهه بعد ان سارت بسيارتها فى شوارع القاهره المزدحمه ...وضعت شريط فى كاسيت السياره لمطرب امريكى معروف ..بدأت تهدأ واخذت تهز رأسها بنشوه على انغام الموسيقى ..تنبهت على اصوات صفير وضجيج ..التفتت الى الصوت فوجدت السياره التى بجوارها بها ثلاثة شبان ينظرون اليها ويصيحون ويصفرون ويطلقون عبارات غزل مبتذله ..نظرت اليهم باشمئزاز كبير وادارت وجهها بضيق وهى تطرق بعصبيه على المقود كأنما تحاول استعجال سير طابور السيارات..والشباب الثلاثه لا يتوقفون عن مضايقتها
أخيرا تحرك طابور السيارات ..فانطلقت بالسياره بسرعه
هدأت قليلا بعد ان تخلصت منهم وبدأت تستمتع بالأغانى وتغنى معها
لاحظت ان هناك سياره تتبعها ..نظرت فى المرآه فعرفتهم على الفور..انهم الشبان الثلاثه مره أخرى
زادت من سرعة السياره ..لكنهم طاردوها ولحقوا بها وهم يتضاحكون و يصرخون ويتأرجحون بسيارتهم يمينا ويسارا بطريقه خطره
بدأت تتطور المضايقات الى الإحتكاك بالسيارات وهم يميلون بسيارتهم على سيارتها وهى تحاول الفرار منهم.
فجأه.... زادت من سرعة سيارتها وانطلقت مبتعده عنهم وبعد عدة امتار ..استدارت بالسياره بسرعه عنيفه وعجلات السياره تصرخ حتى اصبحت فى مواجهتهم ثم اندفعت بالسياره باتجاههم بجنون
صرخ الشبان الثلاثه برعب عندما وجدوا السياره تتجه ناحيتهم كوحش مرعب مما جعلهم ينحرفون بالسياره بحركه عنيفه أدت الى خروجهم عن الطريق ..لكنهم استطاعوا ايقافها بصعوبه
أوقفت ساره سيارتها وترجلت عائده اليهم بخطوات سريعه جريئه لتقف امامهم تماما واضعه يديها فى خاصرتها
ترجل الثلاثه من السياره وهم يطلقون صافرات الإعجاب والإنبهار وهم يتأملونها بعودها الرشيق وملابسها الضيقه للغايه وشعرها الأسود الناعم الجميل ونظارتها الشمسيه الأنيقه التى تزيد من جاذبيتها
قالت بلهجه ملؤها الغضب وبألفاظ مختلطه تتأرجح بين العربيه والإنجليزيه :هل انتم مجانين؟ ما هذه التصرفات الغريبه المتخلفه؟ اذا لم تكفوا عن مضايقتى فسأستدعى لكم الشرطه
لم يبدو عليهم الخوف..بل استمروا فى القاء التعبيرات المبتذله .وتطورت المضايقات الى شكل جديد تستخدم فيه اليدين..بدأت ساره تثور عليهم وتطلق الفاظا غاضبه
حتى مد احدهم يده وجذبها من ذراعها وهى تقاومه وتسبه
توقف الجميع عندما سمعوا صوت قوى عميق يقول بلهجه صارمه قاسيه : توقف
التفت الجميع الى الصوت ..واخذوا يتأملون ذلك الرجل الطويل ذواللحيه السوداء والطاقيه والجلباب الناصع البياض وهو يضغط مسبحته فى يده والغضب يعلو وجهه السمح
نظر اليه الفتى الذى يمسك ذراعها ويبدو انه كان اجرأهم وقال: ومادخلك انت يا شيخ ؟ اذهب من هنا ودعنا وشأننا
نظر اليه الرجل نظره مخيفه وهو يقول بلهجه صارمه: بل هو شأنى ..ارحلوا من هنا فورا ان كنتم تريدون النجاة
نظر الثلاثة اليه وظهر الخوف عليهم وقال احدهم : هيا بنا بسرعه يبدو انه ارهابى
نظرت اليهم ساره بدهشه وهم يرحلون بسرعه..ثم التفتت الى الرجل وتأملته بتوجس ..لكنه لم ينظر اليها بل أعطاها ظهره وعاد بخطوات سريعه الى سيارته التى اوقفها على الجانب الآخر من الطريق
جرت خلفه وهى تقول : انتظر .لابد ان تأتى معى الى قسم الشرطه لتشهد على ما حدث
اجاب باقتضاب دون ان يتوقف : لأ
قالت بدهشه : ماذا؟ لماذا؟
وصل الى سيارته وهى خلفه وقال بتجهم: لم يحدث شئ
قالت بغضب : كانوا يتحرشون بى وكادوا يخطفوننى وتقول لم يحدث شئ؟
قال باقتضاب : اذهبى الى حال سبيلك
قالت بعناد : يجب ان تأتى معى الى الشرطه لتحكى لهم ما حدث..لابد ان ينالوا عقابهم
قال وهو يفتح باب سيارته : لأ ..لن اذهب الى الشرطه
صرخت بغضب : هل تريدهم ان يفلتوا بفعلتهم
قال دون ان يلتفت اليها : لا .ولكنهم ليسوا وحدهم المسؤلين عما حدث
قالت بغضب : ماذا تقصد؟ أتتهمنى بأننى مسئوله معهم؟
قال بهدوء : بل التمس لهم بعض العذر ..لقد استثرتيهم بملابسك هذه
قالت بتهكم : حقا..اذا انت ارهابى كما يقولون ..مازلتم تفكرون بمنطق التخلف وعصور الظلام أيهاال...
صمتت بخوف عندما التفت اليها وعلى وجهه غضب شديد
تراجعت بارتباك الى الوراء عندما بدأ يتقدم منها وظلت تتراجع وهو يتقدم بسرعه حتى اصطدم ظهرها بسيارتها التى على الجانب الآخر من الطريق
فتح باب سيارتها بعنف وقال بصوت مخيف : اذهبى من هنا
تسمرت فى مكانها تحملق فيه بذهول
فصرخ بغضب : الآن
ركبت سيارتها بخوف وانطلقت بها بسرعه وجسمها ينتفض غضبا او خوفا لا تدرى




 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

مرت عدة ايام على هذه الحادثه
لكنها لم تستطع التخلص من شعورها بالحنق والغضب لما حدث وكان اكثر ما يغضبها هو شعورها بالخوف والإرتباك أمام هذا الإرهابى الهمجى المتخلف
ركنت سيارتها ودخلت الى فيلتها واتجهت الى السلالم الرخاميه لتصعد الى غرفتها ..وعبرت فى طريقها من امام حجرة مكتب ابيها ولكن قدماها تسمرتا عندما سمعت صوتا تظن انها تعرفه ..اندفعت يدها دون تفكير تفتح الباب ..اتسعت عيناها بدهشه من اثر المفاجئه...
انه هو !!!!
الرجل ذو اللحيه السوداء الذى التقت به يوم الجمعه
لكن ملابسه كانت مختلفه ..كان يرتدى قميص وبنطال وستره انيقه
كان يتحدث مع ابيها وتوقف الحديث عندما دخلت بشكل مفاجئ
قال ابوها : تعالى يا سارة ..
ثم التفت الى ضيفه الذى خفض عينيه وادار وجهه ليتجنب النظر اليها وقال له : ابنتى الكبرى سارة عادت من امريكا من شهرين
قال الضيف ذو اللحيه السوداء دون ان يرفع عينيه اليها : تشرفت بمعرفتك
لم ترد ..بل اخذت تتأمله بتعالى وهى ترفع احدى حاجبيها لأعلى ثم قالت لأبيها : ابى ...اريدك لحظه
اعتذر الأب من ضيفه وذهب خلفها... قالت بغضب عندما اصبحا بعيدين عن الغرفه: ما الذى اتى بهذا المخلوق المتخلف الى هنا؟
الأب بصرامه ..اخفضى صوتك ..سيسمعك
قالت بانفعال : لا يهم ..يجب ان يغادر البيت حالا
الأب : ماهذا الذى تقولينه؟ انه ضيفى ..وابن افضل اصدقائى رحمه الله
قالت باستنكار: ضيفك؟ انه ارهابى بلحية سوداء
الأب بدهشه : ما هذا الهراء ..انه مهندس الديكور الذى استعنت به لتجديد الفيلا ..انه انسان مثقف من عائله محترمه
قالت : ليس هذا مقياس ..فالدراسات والأبحاث تقول ان الإرهابيين من الممكن ان يكونوا من عائلات غنيه وحاصلين على أعلى الشهادات العلميه..لقد رأيته بنفسى يوم الجمعه ..انه همجى متطرف ..مهووس متعصب لآراءه الدينيه
قال بغضب : توقفى ..أنا اعرفه جيدا وتعاملت معه ..انه انسان محترم هادئ متزن وذو خلق رفيع
قالت بعناد : لقد درست حالات كثيره مثله ..ان امثاله لا يظهر عليهم السلوك العدوانى الا اذا وقعوا تحت نوع معين من التأثير ..وفى الغالب يكونون شديدى الذكاء ويخدعون من حولهم ..صدقنى يا ابى ..انه سيكوباتى
الأب بانفعال : توقـ ....
قاطعه صوت فتح باب الغرفه فالتفت الى ضيفه الذى خرج من الغرفه قادما نحوه يبتسم وهو يقول بلهجه شديدة التهذيب : سيدى استميحك عذرا لقد تأخرت ولابد أن ارحل
كانت ساره تتأمله بدهشه وتوجس برغم انه لم ينظر اليها ابدا
قال الأب : لكننا لم نتفق بعدعلى التغييرات المطلوبه فى حجرة المكتب والدور العلوى
قال بصوته العميق وبلهجه مهذبه تسلل اليها بعض السخريه وعلى وجهه ابتسامه غريبه :
عفوا سيدى سأكلف خبير استشارى كبير ليشرف على العمليه ...فأنا لا أصلح لهذه المهمه
الأب بدهشه : كيف تقول هذا؟
قال بلهجه هادئه اتضحت فيها معالم السخريه :
لأننى ارهابى بلحية سوداء .همجى .عدوانى. متخلف. متطرف. مهووس ومتعصب لآرائى الدينيه ...و..احم....سيكوباتى
قال الكلمه الأخيره بلهجه لاذعة السخريه دون ان تهتز عضله واحده فى وجهه ودون ان يدفعه الفضول الىالإلتفات و رؤية تأثير ذلك على ساره
اما ساره فقد الجمتها المفاجأه والغيظ ولم تستطع الرد
حاول الأب ان يتدارك الموقف فقال بارتباك : لقد كانت تمزح
دعك من هذا..اسمع ..ستأتى غدا لتعاين الدور العلوى وتحضّر المقايسه... واحضر عدتك وادواتك ورجالك وقتما تشاء.أريدك ان تبدأ فى العمل قبل نهاية هذا الأسبوع..اتفقنا؟
استدارت ساره بعصبيه واتجهت الى غرفتها بغضب واضح
وهز الضيف رأسه موافقا وقال بأدب مادا يده ليصافح صاحب البيت: تحت امرك..اسمح لى بالإنصراف
ورحل الرجل ذو اللحية السوداء تاركا خلفه عاصفه عاتيه من الغضب فى نفس ساره
يتبع........................................
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

التكمله



(2)
بدأ المهندس علىّ وعماله العمل فى ديكورات الدورالثانى للفيلا وانتقلت العائله لممارسة حياتها العاديه فى الدور الأول
ومضت ايام والعمل يسير بمعدل سريع والأب سعيد بالمهندس علىّ ونشاطه ومهارته
وفى صباح يوم صيفى حار ارتدت ساره ملابس السباحه واتجهت الى حمام السباحه فى الحديقه الخلفيه واخذت تسبح بمهاره واستمتاع كبير
وبدأ العمال يفتعلون الحجج للذهاب الى الحديقه الخلفيه بعد ان رآها بعضهم ونقلوا الخبر لزملائهم ..
لاحظ الحاج صابر المشرف ما حدث ..فذهب الى المهندس علىّ واخبره بالأمر..فظهر على وجهه الضيق الشديد ووعده ان يتصرف
اتجه علىّ مباشرة الى اللواء ابراهيم والد ساره وأخبره بالأمر وطلب منه بطريقه مهذبه ان يمنع ساره من السير بثوب السباحه وسط العمال حتى لا يتأثر العمل
ثارت ساره بشده عندما حدثها ابوها فى الأمر لكنها رضخت أخيرا مكرهه لطلبه بعد ان اقنعها ان تذهب للنادى ان ارادت ممارسة السباحه
ازداد حنقها وغضبها على هذا الدخيل المتعصب الذى اقتحم حياتها بطريقه غريبه وبدأ يحد من حريتها ويفرض اراءه ومعتقداته على من حوله
الام تنظرين؟
سألتها اختها سماح بدهشه عندما وجدتها واقفه تنظرمن النافذه بشرود لمده طويله
التفتت ساره اليها وقالت : هذا المخلوق العجيب الذى يدعى المهندس علىّ
سماح : لا اجده عجيبا على الإطلاق .. كثيرون يفكرون ويتصرفون مثله انا نفسى قابلت بعضهم فى الجامعه
تقدمت اليها ووقفت بجانبها تنظر اليه وهو يقف وسط عماله وقالت بخبث: أيعجبك؟
التفتت اليها ساره بعجب وقالت بسخريه: الا تفكرين الا فى هذه الأمور التافهه؟ الأمر بالنسبة لى هو محض فضول
لقد التقيت بكثير من المتطرفين من جميع الأجناس والملل ومنهم مسلمين واجريت عليهم دراسات وتحاورت معهم
لكنى لم اقابل رجل مثله فى حياتى..تصرفاته غريبه للغايه
لقد ساعدنى رغم انه لا يعرفنى ..وبرغم اعتراضه على ملابسى وتصرفاتى..ومع ذلك ساعدنى..واراه هنا مع العمال يعاملهم بشكل غريب ..فهو يتباسط معهم ويضاحكهم ويصلى وسطهم خلف هذا الرجل الكبير ذو اللحيه البيضاء
سماح بدهشه : اين التقيت بهؤلاء الرجال؟
ساره ببساطه : فى السجن ..عندما كنا نقوم بزيارات ميدانيه لإجراء الأبحاث وعمل الدراسات..كانت تجربه غريبه جدا
سماح بفضول : الم تخافى منهم ؟
ساره تهز كتفيها بلا مبالاه : ولم اخاف ...كان هناك الكثير من الحرس والـ....
توقفت عندما سمعت صوت هاتفها المحمول ..تناولته بسرعه وظهر على وجهها الإهتمام عندما رأت الرقم وردت قائله:
مرحبا جيف ..لا لم انتهى بعد..اطمئن سأكون عندك فى الموعد تماما....لا ..لقد فكرت مليا فى الأمر وسأستمر فى العمل.. ووجدت ما كنت ابحث عنه انه مناسب تماما ... استطيع القيام بالأمر ..لا انه حاله فريده ..لا .لن اتراجع لقد قررت الإستمرار للنهايه..ولن يستطيع احد اقصائى عن العمل هل تفهم
أغلقت الهاتف بضيق واخذت تفرك يدها اليمنى بعصبيه ..ثم فتحت حقيبتها وتناولت كبسوله من الدواء وعادت تقترب من النافذه وتنظر الى المهندس على وهى تردد بشرود : انه حقا حاله فريده
.......................................
بدأت ساره تجلس فى البيت لمدد طويله على غير عادتها وذلك لتراقب عن قرب ذلك المخلوق العجيب المهندس على
ولاحظت ساره ان اكثر شخص مرتبط به هو الحاج صابر المشرف فهو دائما معه ويثق فيه كثيرا وعرفت بنظرتها ان الحاج صابر من نوعية المهندس علىّ بل ربما يكون اشد تعصبا منه ..فهو كبير السن له لحيه بيضاء كبيره ودائما ما يقدمه علىّ فى كل الصلوات ليؤم العمال ويقف هو خلفه وسطهم
لذلك قررت ان تسأل الحاج صابر. فأرسلت اليه ليأتيها فى الحديقه الخلفيه عند حمام السباحه وسألته : هل تعمل منذ وقت بعيد فى تلك الشركه ؟
قال وهو يدير رأسه عنها : من ايام الحاج محمود والد الباشمهندس علىّ رحمه الله
قالت بعصبيه وقد استفزها بشده عدم نظره اليها : أهكذا انتم كلكم لا تحترمون السيدات؟
قال بدهشه شديده : ماذا؟ من قال هذا ؟ بالطبع نحن نحترم النساء
قالت بكبرياء وتعالى : انك حتى لا تنظر الىّ عندما اكلمك
الحاج صابر : ياابنتى أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بغض البصر و...
قالت بسخريه متهكمه : نعم ..أعلم ذلك ..فأنتم تنظرون للمرأه على انها عوره ..عار ..خطيئه يجب اخفاءها .أليس كذلك؟
عرفت الآن ان هذه البلاد لن تنهض ابدا طالما فيها من يفكرون بهذه الطريقه المتخلفه
ابتلع الرجل الإهانه بصمت وتركها ورحل
جلست فى الحديقه تهز ساقها بعصبيه وشعرت بعودة الإرتعاشه ليدها فركت يدها و اتجهت الى الفيلا لتتناول الدواء .توقفت بارتباك عندما وجدته واقفا فى الطريق والغضب واضحا فى معالمه. لكنها تمالكت نفسها بسرعه واكملت طريقها
لكنها توقفت ثانية عندما تحدث بغضب : الحاج صابر يريد ترك العمل ومغادرة المكان
هزت كتفيها وقالت بتعالى : هذا شأنه
تقدم بخطوات بطيئه نحوها وهو يقول والغضب يملأ صوته : ستعتذرين له عما قلتيه له
قالت بعناد وهى تتراجع للوراء : لا .لن اعتذر أبدا حتى لو اخبرت ابى
قال بصرامه ومازال يتقدم نحوها وهى تتراجع : والدك ليس هنا لأخبره عما فعلتيه بالرجل الطيب الذى منعه أدبه من الرد عليك لذلك ستعتذرين له
قالت بتعالى وهى تحاول الا تتراجع امامه : من انت لتكلمنى بهذه اللهجه؟
تسارعت خطواته مما جعلها تتراجع بسرعه وقال بلهجه مخيفه : أنا الإرهابى ذو اللحيه السوداء. الهمجى . العدوانى المهووس . السيكوباتى
قالت وهى تتراجع بسرعه الى الخلف : لن تستطيع اخافتى ..أنت مـ....آآآآآآآآآآه
لم تستطع ان تكمل الكلمه .فقد سقطت فى حمام السباحه
ضحك على بسخريه شديده ثم استدار ونادى بصوت عالى : يا حاج صااااابر . أحضر الونش ليخرج الآنسه من حمام السباحه
ضج المكان كله بالضحك من كل العمال الذين تجمعوا على صوت على. وسار على حتى وصل الى الحاج صابر وغمز له بخبث وهو يمر من جانبه والحاج صابر يضحك
......................
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

قطعت ساره غرفتها ذهابا وايابا والغيظ والغضب يحرقانها حرقا وهى ترتدى روب الحمام وتصرخ فى هاتفها المحمول : قلت لك لن اعود الآن... لا تضغط على ورائى عمل يجب ان انهيه قبل العوده ..عضت على شفتيها بغضب وهى تحاول كظم غيظها ولكنها اغلقت الموبايل فجأه والقت به على الفراش
دخلت سماح الى الحجره وهى تقول بدهشه : الن تكفى عن عصبيتك ؟ صوت صراخك وصلنى وانا اركن السياره فى الجراج . لماذا لا تأخذين الأمور ببساطه؟ لم تكونى ابدا بمثل هذه العصبيه. لقد بدأت أخشاك
قالت بتجهم وهى تفرك يدها بعصبيه شديده : متى عدت؟
سماح وهى تخرج سلسله ذهبيه جميله من علبتها: وصلت حالا..انظرى .هذه هدية وائل .أليست جميله؟
قالت ساره بعدم اهتمام وهى تبحث فى حقيبتها : نعم جميله
سماح بسعاده : قمنا بجوله على المحلات ووقفت امام فترينه معروض بها فستان زفاف رائع ..اتمنى ان يحدد والدى موعد الزفاف سريعا .فأنا اتوق بشده لإرتداء ذلك الفستان الرائع
تناولت ساره الكبسوله وهى تقول : ان عقلك فارغ ياعزيزتى . لاتفكرين الا فى توافه الأمور
سماح تنفعل : ماذا؟ الزواج ..توافه الأمور؟ ..انه اهم شئ فى حياة الإنسان..الا تشتاقين لإرتداء ثوب الزفاف كأى فتاه؟
ساره بلا مبالاه : لا يا عزيزتى .فلدى امور اهم تشغلنى. ان عملى هو كل حياتى ولابد ان استعد جيدا للمعركه التى تنتظرنى فى نيويورك ..والمعركه التى هنا
عقدت سماح حاجبيها بتفكير : معركه هنا؟
تتسع عيناها بفهم ثم تبتسم بخبث وهى تكمل :آآآه الباش مهندس؟
ساره وهى تضغط اسنانها : لابد ان اصل اليه بأى ثمن ..لو نجحت فى ذلك فستكون ورقه رابحه فى صالحى فى معركتى القادمه هناك..لكن كيف وانا حتى لا استطيع ان اتحدث معه؟
سماح وهى تجلس على الفراش باسترخاء : كان غيرك أشطر .. فالرجال امثاله لا يطيقون الفتيات المتحررات .ولا يسترسلون فى الحديث مع اى سيده الا لو كانت من اهلهم . كما ان هذا النوع يكره الكذب ويحتقر من يكذب عليه .
لن تستطيعى التفاهم معه ابدا..
ساره بتحدى : انت لا تعرفيننى . عندما اضع موضوعا فى رأسى فهذا يعنى اننى سأصل اليه مهما كانت الصعوبات
سماح تهز ساقها بمرح وهى تقول : بالطبع تستطيعين الوصول اليه بسهوله
ساره تعقد حاجبيها باهتمام : كيف؟
سماح بتهكم : تتزوجيه هاااااااا هاااااااااا
تجرى سماح خارجه من الحجره وهى تضحك بمرح عندما تقذفها ساره بالوسائد وهى تقول : ايتها الشقيه الخبيثه
تغلق ساره الباب خلفها وتقول بتحدى : حسنا يا ذو اللحيه السوداء فمازال فى جعبتى الكثير
........................................
دخل علىّ حجرة مكتب اللواء ابراهيم فوجد ساره تجلس خلف المكتب توقف قليلا من أثر المفاجأه ثم تقطب جبينه وخفض عينيه وهو يقول : عفوا .ظننت سيادة اللواء هنا . اسمحى لى
قالت بثقه وجرأه : أنا التى أرسلت اليك لتأتى الى هنا وليس ابى
ظهرت على وجهه الدهشه ممزوجه بالضيق .فأكملت مفسره : لو كنت عرفت اننى التى اطلبك ما كنت اتيت . أليس كذلك؟
قال بصرامه : ماذا تريدين يا آنسه ؟ وما هذه التصرفات الغريبه؟
قالت مباشرة وبلهجه عمليه: سأخبرك بصراحه حتى لا تسئ الظن بى. عندما كنت فى نيويورك كنت اقوم بعمل دراسات وابحاث عن نشئة الإرهاب والسلوك العدوانى للإنسان وعلاقته بالهوس العقائدى والـ..
قاطعها بتجهم : وما دخلى انا بهذه الأمور؟؟
أكملت وكأنها لم تسمعه : كل العينات التى درستها وطبقت عليها الإختبارات والمقاييس كانت تفتقر لشئ هام جدامما يجعل المقاييس والإختبارات تفقد جزءا كبيرا من الدقه والمصداقيه وذلك بالطبع يؤدى الى فشل الدراسات والأبحاث بسبب النتائج الغير دقيقه ..هذا الشئ هو..التلقائيه والصدق
كل العينات التى خضعت للدراسه كانت من داخل السجون أى تحت ضغط رقابى شديد مما يفقدهم الصدق والتلقائيه ..لم اقابل احد منهم على سجيته وذلك جعلنى اشك فى كل النتائج التى حصلت عليها وبالتالى فنتيجة الدراسه نفسها مشكوك فى صحتها لذلك كان على ايجاد عينات اخرى لأبدأ معها الدراسه من جديد عينات ليست واقعه تحت اى ضغط . عينات على سجيتها
و وجدت انك افضل شخص يمكن ان يساعدنى فى دراساتى وابحاثى
رفع احد حاجبيه لأعلى بدهشه متهكمه .ولكنها تجاهلت ذلك واكملت : المواصفات المطلوبه تنطبق عليك تماما
قال بسخريه لاذعه: وما هى هذه المواصفات؟اللحية السوداء ؟
قالت بهدوء : لا . لست بهذه السطحيه ..انما اقصد شخصيتك القويه المتشدده . انغماسك الشديد فى الدين. طريقة معاملتك للسيدات . عدم التفاتك لهن . طريقه كلامك مع العمال والأفكار التى تبثها فيهم
قال بتهكم : هل اعتبر هذا مدح ام ذم ؟
قالت وهى تهز كتفيها : كما تريد . ولكن ما اريد قوله هو انك أنسب شخص لهذه المهمه
قال وصدى السخريه اللآذعه يرن فى كلماته : عفوا أخطأت الشخص المطلوب ..فأنا لست فأرا أو قردا . بعد اذنك
استدار راحلا..لكنها قالت بسرعه : أنا اعرض عليك عملا تابعا للمركز الذى اعمل به وبمقابل مادى كبير
قال بتهكم : مقابل مادى كبير؟
قالت بلهفه : نعم ولا تنسى انك ستقدم خدمه للعلم وبالتأكيد ستساهم فى تطور هذه البلاد
كرر بسخريه : اساهم فى تطور البلاد؟؟
وهل تظنى ان تلك الدراسات الغريبه يمكن ان تغير شيئا على أرض الواقع؟انها مجرد حبر على ورق ..وعندما تنتهى سيكون مصيرها النوم على رفوف يعلوها التراب
قالت بحماس كبير : بل ستغير اشياء كثيره بالتأكيد فنحن لا نقوم بعمل دراسات وابحاث تكلفنا ملايين لنضعها على الرفوف ..بل نضعها امام المختصين لتساعدهم على وضوح الرؤيه ليقوموا بدورهم فى التخطيط والإصلاح وان كنت لا تصدق فسأقول لك مثال بسيط ان رئيسى المباشر فى المركز هو واحد من المستشارين الذين يعملون على تطوير المناهج التربويه فى التعليم
صمت قليلا مندهشا ثم هز رأسه وقال : نعم ..فهمت ..الآن فقط فهمت

قال وهو يضغط اسنانه ويستدير ليخرج من الحجره : لهذا فقد اخطأت الشخص المطلوب اسمحى لى
قالت بثقه وهو يرحل : خمسين الف دولار
توقف فى مكانه وهو يستمع لها وهى تكمل : مقابل بضع ساعات من وقتك وبضعة اسئله واختبارات بسيطه
قال بدهشه حقيقيه : كل هذا المبلغ لشخص واحد فقط ؟
ضاقت عيناه وهو يكمل : ترى لماذا؟
قالت بثقه : من اجل خدمة البشريه
قال بتهكم شديد : نعم . أمريكا هى التى تهتم بخدمة البشريه كالعاده ..منتهى الرحمه والـ....
انتفض على عندما سمع صوت مدوى لشئ يسقط .أعقبه صراخ رهيب قادم من الخارج ..وفى لحظه واحده كان هناك ومن خلفه ساره
وبعينيه الخبيرتين فهم ماحدث
كان العمال متجمعين حول احدهم الذى سقط فوقه لودر قديم ضخم كانوا يستخدمونه فى هدم حائط الفيلا الكبير القبلى وهم يحاولون تخليص نصفه السفلى منه
اندفع على بدون تردد واندس تحت اللودر الضخم الثقيل
وحاول مساعدة العمال فى رفعه بكلتا يديه وبمساعدة الأيادى القويه الكثيره استطاعوا رفع اللودر قليلا فصرخ علىّ : اخرجوه من تحته
مد اثنين من العمال ايديهما وسحبوا الرجل من تحته ولكن اللودر انزلق على يد علىالا انه استطاع فى آخر لحظه سحب يده بسرعه لكنها لم تسلم من اصابه شديده نتيجة احتكاك اللودر بها بشده
شعرت ساره بتوتر شديد وهى ترى الدماء تنزف من ذراعه بغزاره وهو يلهث بشده والعمال يلتفون حوله جميعا بقلق معبرين عن حبهم واحترامهم له بكلمات المواساه والتشجيع
نظر على الى الحاج صابر وقال بقلق : كيف حال محمد ؟
قال الحاج صابر : اطمئن . سيكون بخير ان شاء الله
قال على بلهجه آمره : اتصل بالإسعاف بسرعه
ثم التفت الى احد العمال وقال بغضب صارم : كم مره قلت ان هذا اللودر يجب ان يركب له قطع غيار جديده؟
أجاب احد العمال : لقد كان فى الورشه الإسبوع الماضى
على بغضب عارم : حسابى مع حسن سيكون عسير
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

فى المساء ,كان على يجلس فى فراشه يقرأ الجرائد وذراعه مضمده عندما دخلت عليه أمه وقالت : على..هناك ضيوف قد اتوا لزيارتك هل انت مستعد لإستقبالهم؟
هز رأسه بالموافقه وهو يبتسم لأمه
دخل عليه اللواء ابراهيم وسلم عليه بحراره وقال : حمدا لله على سلامتك يا على ..لقد اتيت مباشرة بمجرد ان عرفت الخبر
قال على بتهذيب : ما كان يجب ان ترهق نفسك فالأمر بسيط ففى مهنتنا هذه الحوادث معتاده
ظهر على وجهه بعض الدهشه عندما وجد ساره تدخل الحجره بخطوات متمهله تمتلئ بالثقه وهى تقول بابتسامه هادئه : حمدا لله على سلامتك يا باش مهندس
رد وهو يخفض عينيه كالعاده : الله يسلمك ..لم يكن هناك داعى لتعبك ..فكما قلت الأمر بسيط
نظر الى اللواء ابراهيم وقال : ان شاء الله لن يتعطل العمل فى الفيلا ..فالعمال يعرفون المطلوب منهم .والحاج صابر معهم وانا اثق به كثيرا
قال اللواء ابراهيم بود : لا تشغل بالك ..فأنا لست قلقا على هذا الأمر . خذ ماتريده من وقت واهتم بصحتك جيدا
قالت ساره بأسلوب مباشر : هناك شئ يحيرنى حقا ..لماذا فعلت ما فعلته وعرضت نفسك للخطر بهذه الطريقه
صمت قليلا من اثر الدهشه من سؤالها ثم ظهر على جانب فمه شبح ابتسامه وهو يقول : أعضاء الجماعه الواحده مخلصين لبعضهم البعض ويبذلون دماءهم رخيصه فى سبيل الجماعه..فلا يجب ان تنقص جبهتنا ابدا
هل هناك اختبارات اخرى؟
قالت بتخابث : نحن لم نبدأ بعد
قال بسخريه مقنعه : امازلت تحلمين؟
ردت بتحدى مستتر : واحقق احلامى مهما كانت العقبات
قال بثقه : ليست كل الأحلام من الممكن تحقيقها
قالت : سنرى
نقل الأب عينيه بينهما فى عجب لكنه لم يعلق

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
يتبع>>>>>>>>>>>
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

(3)
كانت ساره فى حجرتها تصرخ فى المحمول : جيف ..لن تستطيع اقناعى بالعوده الآن.ولن اترك ما بدأته .هل تفهم؟سأستمر فى الدراسه مهما كلف الأمر وان قمتم بمنعى فسأجريها على حسابى..الحاله التى سأجرى عليها المقاييس مختلفه تماما لو نجحت سأحقق نتائج مذهله ..وربما تغير مسار البحث كله اسمعنى جيف . هذه فرصتى لأقوم بعمل ذا قيمه حقيقيه....
صرخت بغضب : لن اترك الأمر مهما حدث
أغلقت المحمول بغضب وتوتر والقت به وهى تقول : سأنفذ ما عزمت عليه ..ولن يستطيع احد منعى
........................................
سار على بخطوات واسعه فى الدور الأرضى فى الفيلا والذى أوشك العمل فيه على الإنتهاء
وسارت ساره خلفه بخطوات اشبه بالجرى تحاول اقناعه بمساعدتها فى الدراسات التى تجريها وهو رافض تماما
كانت تقول بحماس صادق : انت لا تفهم قيمة هذه الدراسه بالنسبة لى ولا اهميتها الفعليه وما يمكن ان تغيره فى الحياه
توقف قليلا وقال بتهكم : هل تصدقين حقا هذه الأفكار الغريبه؟
قالت وهى تحاول اقناعه : بامكانك ان تساعدنى على تغيير رأيى..وتحسين صورتكم امام العالم..ليعلموا انكم لستم بالوحشيه التى يظنونها
قال بسخريه غاضبه ممروره : آنسه . أنا لا يعنينى ابدا رأيك فى او فى الحياه حتى اسعى الى تغييره ولا يهمنى اطلاقا صورتى امامك او امام عالمك
ولا يهمنى ملايينك او ملايينهم التى يبعثرونها علينا بدون سبب
منطقى ..فليتبرعوا بها لحيواناتهم الجائعه فى حديقة الحيوان ..أو لبناء مستوطنات للفقراء المساكين الذين لا يجدون مكان يؤيهم ويبكون كل يوم من بؤسهم وفقرهم حول حائط المبكى أو لبناء
سجون ومعتقلات جديده حول العالم تساعدهم على حماية انفسهم من الإرهابييين المتوحشين المتعصبين المهووسين السيكوباتيين أمثالى
أظن الآن قد اتضح بجلاء رأييى فلا داعى لفتح هذا الموضوع مره اخرى ..وكفى عن اللحاق بى فى كل مكان فلا أحب ان اصبح مسار أحاديث العمال الجانبيه
اندفعت قائله قبل ان يرحل : هل تتزوجنى ؟
تسمر فى مكانه كمن صعقه سلك كهرباء ونظر اليها بذهول للحظات ثم استدار وهو يهز رأسه و يضرب كفا بكف بعجب
لكنه فوجئ بوالدها يقف عندالباب نظر اليه للحظات ثم تركه وخرج مسرعا دون كلمه
نظر الأب بصمت غاضب الى ابنته التى وقفت عاقده ساعديها بلا مبالاه وكأن مافعلته شئ عادى ومقبول
.................................................. .

فى اليوم التالى .......
كان على يسير وسط عماله يتابع سير العمل عندما اتت الخادمه اليه تبلغه ان اللواء ابراهيم يريده فى حجرة المكتب .فهم على الفور ان ساره هى التى تريده ..فاتجه الى حجرة المكتب وهو متحفز وغاضب وينوىأن يضع حدا لجرأتها الشديده معه .وعندما دخل ..وجد اللواء ابراهيم يجلس خلف المكتب فقال بتهذيب : خير ؟ حضرتك ارسلت فى طلبى؟
تنهد اللواء بحراره وقال : اجلس يا على ..أريدك فى موضوع هام
جلس على بصمت المترقب ونهض اللواء من على مكتبه وجلس على الكرسى المواجه له ولاحظ على انه يبدو قلقا مهموما
قال اللواء بعد تردد طويل : لقد فكرت كثيرا فيما حدث امس. الحقيقه اننى قضيت الليل بطوله افكر ..فى البدايه صدمنى بشده تصرف ساره ولكن بعد تفكير ادركت ان تصرفها عادى بالنسبه لتقاليد المجتمع الذى عاشت فيه..
قال اللواء عندما وجد علامات استفهام كثيره تظهر على وجه على : سأدخل فى الموضوع مباشرة ودون مقدمات
أشعل سيجاره وقال بتوتر اكبر : انا اعرض عليك الزواج من ابنتى ساره
اندفع على يقول بدهشه : سيادة اللواء انا لا ....
قاطعه اللواء قائلا : قبل ان ترفض اريدك ان تسمعنى ..هناك اكثر من سبب دفعنى لمخالفة كل التقاليد التى تربيت عليها من صغرى وجعلنى أعرض عليك هذا الأمرأولها اننى معجب بك كثيرا واعتبرك رجل يتمناه اى انسان زوجا لإبنته .كما ان والدك رحمه الله كان من افضل اصدقائى ..وانت تشبهه تماما فى اخلاقه وتصرفاته ..حتى فى اسلوب كلامه
السبب الثانى هو ساره نفسها .طبيعة نشأتها وتفكيرها مختلفه تماما عنا ..وهذا ما يشعرنى بقلق كبير عليها وعلى مستقبلها فماذا يمنع ان رفضت عرضها ان تكرر عرضها هذا مع اى رجل آخر؟ وعندها لن اضمن ان يكون بمثل صفاتك وأخلاقك...أرجوك فكر ثانية ...ربما..
قال على بأدب : سيادة اللواء عفوا ..لا أستطيع ان اقبل شرف نسبك ..فالأمر محسوم تماما بالنسبة لى . أنا والآنسه ساره ضدين لا يمكن ان نتفق ..فليس بيننا اى شئ مشترك على العكس فنحن نقيضين فى كل شئ..
اهتزت السيجاره فى يد اللواء ابراهيم ..وظهر عليه الهم الشديد وقال وهو يمسح وجهه باحراج : يبدو ..يبدو . اننى ابحث عن انسان لأحمله نتيجة أخطائى ..ان شعورى بالذنب تجاهها لا يفارقنى لحظه ..فأنا السبب فى تغيير مسار حياتها ..لقد ارتكبت فى حقها أخطاء فادحه
ساره كانت فتاه ككل الفتيات رقيقه هادئه وديعه..كانت تشبه امها الى حد بعيد وعندما ماتت امها انقلب كل شئ فى حياتى كانت ساره فى الثانية عشر وكانت ظروف عملى قاسيه جدا وتضطرنى للغياب عن المنزل لفترات طويله ولم يكن باستطاعتى رعاية طفلتين وكذلك كنت رافضا لفكرة الزواج ثانية ولم يكن بوسعى الإستقاله من عملى . فعملى هو كل حياتى فاضطررت لإدخالها واختها الى مدرسه داخليه ووقع اختيارى على المدرسة الأمريكيه للتكنولوجيا وعلوم المستقبل
ايامها كانت من افضل المدارس فى الشرق الأوسط
واستمرت فى المدرسه حتى حصلت على الثانوية العامه وكجزء من برنامج التبادل الثقافى بين البلدين وحسب سياسة المدرسه ولوائحها ونتيجه لتفوقها نالت ساره منحه ثلاثة اشهر للسفر الى امريكا لتدرس الكمبيوتر وتتعرف على امريكا
الخطأ الفادح الذى ارتكبته فى حقها هو اننى وافقت على سفرها وحدها فى هذه السن وسمحت لها بالعيش وسط ناس أغراب يختلفون عنا فى عاداتهم وأخلاقهم .. ولكنى كنت سعيدا بها وبتفوقها
وفى نهاية الثلاثة اشهر فوجئت بأنها فازت بالمركز الأول على طالبات المنحه وكانت الجائزه عباره عن منحه اخرى للدراسه فى احدى الجامعات الأمريكيه لمدة اربع سنوات
كان على يتابع كلام اللواء باهتمام كبير وبدهشه وعجب أكبر لكنه بقى صامتا لم يعلق
أكمل اللواء بتأثر كبير وندم وكأنه يريد ان يطهر نفسه :
كان الإغراء اكبر من ان يقاوم.اى انسان يتمنى ان يتعلم اولاده فى دوله متحضره كأمريكا خاصة عندما يكون من أصول ريفيه مثلى ولم ينجب الا البنات فهو يحاول دائما ان يثبت لنفسه وللآخرين انه افضل من من انجب الذكور
وعام بعد عام كانت الفجوه التى بيننا وبينها تتسع و تزداد عمقا حتى بدت وكأننى لا أعرفها..كلما أتت فى أجازه كنا نشعر وكأنها غريبه عنا..وبعد تخرجها عملت هناك فى المركز وكانت تتنقل بين فرع المركز هنا وهناك...أظن انه لولا أن المركز له فرع هنا ما كنا رأيناها ابدا فلقد تغيرت افكارها وتصرفاتها وازدادت عصبيتها بشكل غريب
لم نعد نعرف عنها شيئا أصبح عملها وحياتها وأحلامها و مستقبلها هناك أصبحت تنتمى اليهم أكثر مما تنتمى الينا
تنهد بأسى وقال :أتمنى ان ادفع نصف مالى لمن يعيد الى ابنتى..
فهل تقبل يابنى ؟
قال على بضيق شديد ممزوج بالحرج : سيادة اللواء..لولا انك كنت صديقا لوالدى رحمه الله وانا احترمك واقدرك لكنت تكلمت بطريقه مختلفه ورددت على الإهانه التى وجهتها لى..فأنا لا أتزوج ابدا امرأه من أجل مالها
قال اللواء بإحراج شديد : أرجوك لا تفهمنى خطأ لم أقصد المعنى الذى فهمته فقط كنت .....
سكت عندما لم يجد ما يقوله
لكن على قال :
المشكله يا سيدى ان ابنتك من الذين يحاولون تشكيل أفكار ومعتقدات جيل بأكمله وصبغ عقله بأفكار تعتبر ضد كل ما انا مؤمن به وادافع عنه لذلك فالتفاهم بيننا مستحيل ولا يمكننى ان أوافق على نشر تلك الأفكار الغريبه..كما أنها شديدة العناد والتمرد
ولا يمكننى ان ابدأ حياتى بزيجه محكوم عليها بالفشل.لأننى عندما أفكر فى الزواج فسيكون هدفى الوحيد هو تكوين اسره وبناء بيت ناجح
طأطأ اللواء رأسه بصمت و بحزن كبير وكأنه يحمل هموم العالم
ثم رفع رأسه بعد فتره وظهرت فى عينيه نظرة انكسار تألم لها على كثيرا ..تنهد اللواء تنهيده حاره ثم قال : أعلم كل هذا بل واكثر منه عجبا ..كيف فكرت ذلك التفكير الأحمق؟...لم تعد هناك فائده . خطأى ولابد ان أتحمله للنهايه ..سيظل ذنبها فى رقبتى الى يوم القيامه ..وليسامحنى الله عما فعلته بها
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

ظلت كلمات اللواء ابراهيم تتردد فى عقل على بقوه وهو يتذكر نظرة الحزن والإنكسار التى لاحت فى عينيه
كان يفكر فى حديث اللواء ابراهيم العجيب عن ابنته وهو يهذب لحيته بعنايه بالمقص والمشط أمام المرآه فى حمام بيته.
وقفت أمه على باب الحمام وقالت بانفعال : على..هل ترضيك أفعال أحمد هذه وشقاوته؟
التفت اليها فى هدوء وتساؤل : ماذا فعل هذه المره؟
قالت غاضبه : تعالى وانظر بنفسك
ذهب على خلفها حتى دخلت الى حجرتها واشارت الى سريرها وهى تقول : انظر . لقد أدخل أحمد قطا الى البيت للمره الثانيه بعد ان حذرته ان يفعلها
اقترب على من الفراش وتمعن فى الشئ الأسود ذو الرائحه الكريهه الذى على الملاءه فلاحظ انها فضلات حيوان ما فنظر الى أمه وقال بهدوء : ما فعل هذا ليس قطا
نظرت اليه بدهشه وقالت : وماذا يكون ؟
قال بجديه وثقه : كلب
ارتدت الأم للخلف باشمئزاز وقالت بانفعال : لاااااا.......كيف يدخل هذه النجاسه الى البيت؟رائحة الغرفه لا تطاق هذه المره يجب ان تعاقبه بشده..كيف استطيع النوم على السرير ثانية؟
قال على : يمكنك ان تغسليه سبع مرات احداهن بالتراب
قالت بغضب : على
قال : حسنا يمكننا احراق السرير
ضربته فى كتفه وهى تقول : كف عن المشاكسه وتصرف حالا مع هذا الولد الشقى
نادى على على اخيه أحمد فجاء مسرعا ومن خلفه اخته هبه وقال له على بصرامه : ألم تحذرك امى من ادخال حيوانات فى المنزل؟
أحمد بدهشه : ماذا ؟ لا لم افعل
على يشير الى السرير: ما هذا اذا؟
أحمد يمعن النظر فى فضلات الحيوان ويقول بحيره : لا أدرى
على بغضب : أيها الشقى ..سأريك
وفى حركه سريعه قفز على فوق السرير وحمل فضلات الحيوان بيده وهو يصرخ بمرح صاخب وأخذ يجرى بها خلف احمد الذى انطلق يجرى هو واخته هبه بعيدا عن على
اخذ احمد يصرخ عندما امسكه على ومسح فضلات الحيوان فى وجهه ثم القاها بحركه مفاجئه على هبه التى صرخت باشمئزاز ودفعتها بعيدا عنها لتسقط على الأرض
ضحك على بشده وهو يتناولها من الأرض و يقول : نياهاهاهاهاها هذه احدث المقالب التى نزلت الى السوق ....فضلات الكلب البلاستيكيه ..وبالرائحه
انطلق الجميع يضحك وقربها على من هبه التى ابتعدت باشمئزاز وهو يقول : شمى
لكزته امه فى كتفه وهى تضحك : الن تكف عن دعاباتك السمجه؟..ولم تجد الا حجرتى لتملأها بهذه الرائحه؟
عقابا لك سأنام الليله فى حجرتك ولتنم انت مع فضلات الكلب
هيا ليعد الجميع الى المذاكره
عاد احمد وهبه الى مذاكرتهما وهدأ البيت
اتجهت الأم الى حجرة على وجلست بجواره وقالت : اراك مشغول الفكر هذه الأيام ..فهل تخبر امك بما يشغلك؟
نظر اليها وقال باستسلام : الا تتركين لى شيئا أخفيه عنك
قامت مغادره وهى تقول : انا لم استحلفك بالله لتبوح لى بشئ . فقط انا اسأل ولك حرية الصمت
قال على بسرعه : ابنة اللواء ابراهيم تريد أن تخطبنى
ظهر على وجهها الدهشه ثم ابتسمت وجلست تستمع وحكى لها على كل شئ بالتفصيل وفى النهايه قال : لا أدرى لم أشعر اننى على وشك الوقوع فى فخ
قالت بسخريه : هذا جزاء ما تفعله بى وببنات الناس
كم عروس عرضتها عليك ورفضتها بحجج واهيه والآن بعد ان مللت منك فاختر من تشاء ولن اعارض اختيارك..فلقد ربيتك رجلا مسؤولا عن تصرفاتك
قال بدهشه : هل هذه نصيحة ام لإبنها الكبير عندما يفكر فى الزواج ؟ كأنك اتفقت معها على
قالت : احمد الله انك اخيرا فكرت فى الزواج وانا لم اتفق معها فأنا بالكاد اعرفها ولكنك تسألنى كمن يقول..أمى ..هل تسمحين لى بالوقوع فى الفخ؟
اكملت ضاحكه : يبدو ان الفتاه قد أعجبتك .هل تريد الحقيقه؟ انها حقا جميله
هتف باستنكار : أعجبتنى؟؟
قالت : اذا فلقد أعجبك دورالداعيه المصلح وتود ان تنال ما هو خير من حمر النعم..
نظرت اليه بمكر وقالت : لو لم يكن هذا الأمر يشغل تفكيرك ما كنت أخبرتنى به
قال وهو يبتسم بغيظ : أتعرفين ما هى المشكله؟ لن اقول لكى انها ليست محجبه ولن اقول ان تصرفاتها متحرره اكثر من اللازم ..ولكن افكارها كلها خاطئه ..عقلها يحتاج الى التنظيف بالصابون والليف والكلور وربما احتجنا الى بعض البنزين
قالت بهدوء : هل تنتظر منى ان اهاجمها؟ حسنا ..هل رأيت صورى قبل الزواج؟
قال : لا
اشاحت بيدها وهى تقول : الأفضل الا تفعل ..فقد كنت اكثر تحررا منها ..لم اكن اعرف اى شئ عن الحياه حتى اتى والدك وانتزعنى مما كنت فيه..لن استطيع ان الومها او انتقدها فقد كنت يوما ما مثلها
صمتت قليلا ثم قالت : أتعلم لم رفضت أن أترك وظيفتى كمديره لمدرسة ثانوى واترقى فى كادر الوزاره؟
لأننى مؤمنه تماما ان المعلم لديه القدره والإمكانيه على الهدم والبناء فى عقول الطلبه وخاصة البنات نتيجة تأثيره المباشر فيهم..من الواضح ان هذه الفتاه لم تنشأ نشأه طبيعيه سويه ولم تجد القدوه الصالحه التى تؤثر فيها...
تنهدت وقالت: قبل كل شئ يجب ان تصلى صلاة استخاره.بعدها اختر ماشئت حسب قدراتك ورغباتك فإن كنت قادرا على مساعدتها واخراجها مما هى فيه فتزوجها على بركة الله وان كنت لا تستطيع فلا تفعل
قال وهو يفتعل البكاء ويمثل الإستكانه: امى.تريدين التخلص منى
قالت وهى تكتم ضحكها : لا يا صغيرى ولكنى اصبحت كبيره ولم اعد قادره على رعاية طفلين احدهما أطول من باب البيت وله لحيه سوداء
نزل على ركبتيه بمرح وقال : لست انا فأنا قصير
تركت العنان لضحكاتها ثم قالت : كان الله فى عونها ..هى التى وقعت فى الفخ
قال على بخبث وهو ينهض متجها الى حجرة اخته هبه: لقد سعت اليه بقدميها
سألته امه : الى اين ؟
قال وهو يفتح باب الحجره: هبه تريدنى ان اصلح لها الكمبيوتر
بدأ على بفتح جهاز الكمبيوتر الخاص بأخته ولاحظ على انها كانت تجلس على فراشها منهمكه فى قراءة كتاب فسألها : أين المذاكره يا كابتن ثانويه عامه؟
قالت دون ان ترفع عينيها عن الكتاب انتهيت منها
قال بفضول: ماذا تقرأين؟
أدارت له غلاف الكتاب وهى تتنهد بضجر نظر على الى الغلاف ثم ألقى بما فى يده وخطف منها الكتاب وتأمل عنوانه
صرخت هبه بغيظ : دع كتابى
نظر اليها وقال وهو يضع اصبعه على فمه ويرسم على وجهه نظره مخيفه: هشششش ..الفتيات فى سنك لا يجب أن يقرأوا تلك الأشياء المفسده ..الأفضل ان تذاكرى دروسك
صرخت وهى تحاول اخذ الكتاب منه : لا شأن لك يا ثقيل الظل..لقد أنهيت مذاكرتى .هاته ..يا أمى
وضع الكتاب خلف ظهره وقال برجاء وهو يحاول وضع يده على فمها ليسكتها : ششش لا ترفعى صوتك سأقرأه الآن واعيده لكى عندما انتهى منه
قالت هبه وهى تضربه فى صدره محاوله باستماته اخذ الكتاب : لا. أريد أن أكمله الآن..يا أمى يا أمى
حضرت الأم مسرعه : ماذا حدث
هتفت هبه : قولى له يترك كتابى .أريد كتابى
قال على وهو يضع الكتاب فى جيبه و يهرب من الحجره : قلت لك سأقرأه واعيده اليكى...
أشار بيده فى مرح وهو يقول قبل ان يغلق الباب : باى
نظرت الأم بدهشه الى هبه التى وقفت على السرير واضعه يديها فى خاصرتها بغيظ وقالت : أى كتاب هذا؟
أجابت هبه بضيق : ترويض النمره لويليم شكسبير
اتسعت عينا الأم بدهشه ونظرت الى باب الحجره المغلق ثم استغرقت فى الضحك
.......................................
يتبع{{{{{{{{{{{{{{{
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

جاري الإطلاع عليها
لو فقط جعلتها كل يوم جزء
لكي يسهل علنا المتابعة

 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

تكملة الروايه للمتابعين
عاشت ساره اسبوعا قاسيا من القلق والتوتر والضيق
فلم يتبقى سوى ايام قليله وينتهى العمل فى الفيلا والمهندس على لا يأتى منذ آخر لقاء بينهما . تركها دون كلمه واحده.ودون أن يرد على عرضها
أغلقت ساره هاتفها المحمول حتى تتقى ضغوط جيف عليها بالعوده ..وأخذت أجازه طويله من المركز
فلم تكن فى حاجه الى مزيد من التوتر والضغط النفسى
أخيرا جاء على ليتابع الروتوش الأخيره للعمل ..وحاولت هى بكل وسيله التحدث معه.لكنه كان يتعمد تجاهلها ويتواجد باستمرار وسط عماله وعندما هم بالرحيل لم يكن لديها بد من ان تناديه فاضطر مرغما الى الذهاب معها الى حجرة المكتب وهو يحاول تجاهل نظرات العمال وابتساماتهم الساخره التى تقول الكثير
قالت ساره مباشرة كعادتها : لقد عرضت عليك عرضا ولم اتلق رد حتى الآن
سألها بعجب ودون ان ينظر اليها : هل انت دائما بهذه الجرأه ؟
قالت بتحدى : هل تعتبر الصراحه والوضوح عيبا؟
قال : لا ..ولكنى لم اعتد مثل هذه الجرأه من النساء
زفرت بضيق وحاولت تجنب مناقشه جدليه طويله : حسنا ..لن اتكلم فى هذا الأمر الآن .لقد سألتك سؤال ولم أتلقى الإجابه بعد
قال : الحقيقه اننى فكرت طويلا فى هذا الأمر ودار فى ذهنى سؤال حرت كثيرا فى اجابته وهو لماذا انا؟
هزت كتفيها ومطت شفتيها وقالت : ولم لا ؟
قال بجديه : لأننا مختلفان فى كل شئ وليس بيننا اى نقاط للتفاهم نستطيع ان نبدأ منها ..الإجابه الوحيده التى طرقت ذهنى هو انك تريدين نقل ابحاثك من أمريكا الى بيتى وبدلا من ان تأتى اليك العينات تذهبين انتى اليها
قالت بثقه : انا احاول ان اجد حلا يرضينا معا فالزواج سيجعلنى استطيع ان ادرس شخصيتك عن قرب وبصوره اكثر واقعيه
كما انه سيزيل عنك كل حرج ويجعلك تتحدث معى بحريه فعندها لن اكون غريبه عنك
ضاقت عيناه وقال بعجب : اذا فكما توقعت .الأمر كله عمل .مجرد تجربه تجرينها لخدمة ابحاثك ودراساتك...عفوا يا آنسه فأنا لا أتزوج من أجل اى غرض سوى تكوين أسره .زواجا حقيقيا يدوم الى اقرب الأجلين ..
قالت بسرعه : ومن قال انه لن يكون زواجا حقيقيا ؟ أظن اننى اجدك زوجا مناسبا لى
قال بسخريه شديده : حقا ؟ وماذا بعد ان تنتهى أبحاثك ودراساتك؟ ألن تمزقى هذه الصفحه من حياتك وتبحثى عن صفحه جديده؟
قالت بدهشه : ولم أفعل ذلك اذا كان زواجنا ناجحا؟
قال متساءلا: ومن اكد لك انه سيكون ناجحا ؟
قالت بتأكيد : التجربه ...التجربه هى التى ستثبت ذلك
قال : وهناك ايضا الإحتمالات ..عفوا ..لكننى لن أقامر بحياتى كلها من اجل تجربه احتمالات الفشل فيها اكبر من النجاح
ثم من سيضمن لى انك ستبذلين اقصى طاقاتك لإنجاح هذا الزواج؟
قالت بصراحه : لأننى اريد هذا الزواج
كانت اجابتها الصريحه مفاجئه له ..فصمت قليلا يفكر ثم قال : ان لدى شروطا لقبول الزواج لا أظن انك ستوافقين عليها
قالت بثقه : ومن ادراك اننى لن اوافق؟
قال بجديه : لأن فى جماعتنا نعتبر الزواج اسرا للمرأه فهو يفرض عليها اعباء وقيود ومسؤليات فهل تتقبلين التضحيه بحريتك؟
تنهدت بضيق وصمتت قليلا لترتب افكارها لتستطيع الرد عليه ثم قالت : من الممكن ان نتوصل الى اتفاق يناسبنا معا
رفع احد حاجبيه وقال : وهل سنوقع الإتفاق فى مجلس الأمن؟
قالت وقد بدأ الغضب يسيطر عليها : انت تسخر منى
قال : لا ..ولكن كلامك غريب حقا ..حتى اختياراتك للتعبيرات والألفاظ
تنهدت بضيق وقالت : أفهم ما تريده تماما ...تريدنى ان أحتجب عن الناس ..أليست هذه افكارك وعقيدتك ؟
قال : ليس هذا فقط ..بل تطيعينى فى كل شئ واذا ما اختلفنا تنفذين رأيى حتى لو لم تقتنعى به
قالت بعصبيه غاضبه : الآن أصدق تماما ما يقال عنكم ..فأنتم لا تتقبلون الرأى الآخر ولديكم نزعه هتلريه مسيطره وتتخذون من النساء عبيدا ترضون بهم نزعاتكم الساديه
قال بهدوء مستفز : رأيك لا يهمنى ..هذه هى شروطى وانا لم اكرهك على قبولها ..اسمحى لى
قالت بغضب هادر : هل تدعى التهذيب ؟ وانت من داخلك مجرد حيوان سادى مسيطر معقد ؟
صرخ بصوت مخيف : توقفى ..فأنا لن اسمح لكى ابدا باهانتى ..ولولا خاطر والدك ..لكان ردى مختلفا تماما ..واعلمى اننى لن اتزوج ابدا من فتاه تعرض لحمها امام الناس لتأكل منه كل العيون المريضه
اندفعت بعصبيه عمياء فاقده كل سيطره على تصرفاتها ورفعت يدها لتصفعه على وجهه وهى تقول : أيها السافل الـ .....
لم تكمل فقد اصطدمت يدها بذراعه التى رفعها بسرعه ليتقى بها الصفعه وهو يهز رأسه ويقول بهدوء مخيف : لا ..الصفعه لا تكون هكذا .....بل هكذا
نزل كفه على اذنها وخدها كصاعقه رهيبه واصطبغت الأشياء فى عينيها بلون الدماء وفقدت القدره على الرؤيه والسمع باذنها المصابه..لكنها سمعته جيدا بأذنها الأخرى وهو يقول بغضب هادر : اياكى ان تتعرضى بالإهانه لارهابى مهووس متعصب سادى مثلى ...هل تفهمين ؟
رحل على مسرعا وغادر الفيلا كلها
أما ساره فقد كادت ان تسقط أرضا من قسوة الدوار الذى لف عقلها ..
وجاهدت لتصل الى حجرتها رغم انها بالكاد كانت ترى فقد كانت كل الصور مزدوجه امام عينيها وفقدت أذنها المصابه الإحساس بالأصوات تماما
قضت ساره الليل بطوله تتقلب فى فراشها من الألم والغضب كانت اذنها تؤلمها بشده ورأسها يكاد ان ينفجر ومازال الدوار يلعب برأسها . نهضت من سريرها وبحثت فى حقيبتها حتى اخرجت علبة الدواء وفتحتها فوجدتها فارغه صرخت بغيظ شديد والقت بالعلبه من الشباك والقت بنفسها على السرير وامسكت بالوساده تعض فيها من الألم وهى تتأوه
أتت سماح على صوتها وجلست بجانبها على السرير وقالت بقلق : لقد استيقظت من النوم فزعه على صوتك..ماذا حدث؟ ما بك؟
كتمت ساره ألمها وتماسكت أمام أختها وهى تقول : لا شئ .اذهبى الى حجرتك ..أنا بخير
قالت سماح بحنان وهى تمسح بيدها على شعرها : ساره .ما بك؟ لماذا لا تصارحينى ؟ ألسنا أخوات؟أنا حقا قلقه واريد ان أطمئن عليك
قالت ساره باقتضاب صارم : سماح . لا أريد ان اتحدث الآن ..اذهبى الى حجرتك
غادرت سماح الحجره بحزن من اسلوبها الصارم معها والقت عليها نظره قلقه قبل ان تغلق الباب
نهضت ساره وهى تترنح من الألم ووقفت امام المرآه والدواريعصف برأسها بشده
نظرت الى وجهها فى المرآه ..ثم أمسكت بزجاجة عطر وقذفتها بعنف لتحيل المرآه الى قطع صغيره وقالت بغل : سأريك يا ذا اللحيه السوداء ..سأريك أيها الإرهابى السافل ..فأنا لا أستسلم ابدا
فى اليوم التالى ......
انتهى العمل تماما فى الفيلا وكان اللواء ابراهيم سعيد جدا بالتغييرات التى حدثت فى الفيلا وبمهارة على وذوقه الرفيع فى فن الديكور وحمل العمال ادواتهم ورحلوا بعد ان اتموا عملهم وأخذ اللواء ابراهيم على الى مكتبه لينهى معه كل الحسابات المتعلقه بالعمليه ويسلمه أتعابه وفى النهايه سلم عليه وشكره بحراره وخرج على من المكتب مغادرا الفيلا لكنه توقف عندما سمع صوتا يقول : لا أظن انه من اللائق أن ترحل دون ان تتم عملك
قال بصرامه دون ان يلتفت : لقد انهى العمال كل العمل
قالت باستفزاز : حقا؟؟..اذا فعمالك يخدعونك وماذا تسمى ما فى حجرتى اذا؟؟
قال : لقد سلمت الفيلا وانهيت كل متعلقاتى هنا
قالت بتهكم : هذا هو الفرق بينكم وبين الغرب ..فأنتم لا تستطيعون اتقان شئ
برغم تأكده ان الأمر مجرد خدعه مدبره ..الا انه صعد خلفها ودخل الحجره
أشارت الى جزء من الحائط ازيل عنه الطلاء وقالت: انظر
اقترب على من الحائط وتأمل الجزء المزال عنه الطلاء بعين الخبير وزفر بضيق وقال : هذا الطلاء ازيل عنوه.والفاعل معروف
استدار ليرحل لكنه وجدها قد أغلقت الباب ووقفت خلفه
فقال بغضب منذرا : ابتعدى عن الباب
ابتعدت فى صمت وهى تنظر اليه بحذر
وعندما حاول فتح الباب وجده مغلق بالمفتاح
قالت بتحدى : لا تحاول فالمفتاح معى
التفت اليها فوجدها تضع المفتاح فى ملابسها وهى تقول باستفزاز : تعال وخذه ان استطعت
وقف متحفزا والغضب يتجلى فى ملامحه وهو يضغط اسنانه ويعتصر قبضتيه بغيظ
شعرت ساره بالإرتباك امامه وارتدت الى الخلف بخوف ثم صرخت فجأه بصوت مدوى : أبى .....ابى......أنقذنى
لم يتحرك على من مكانه ..وظل ينظر اليها بغضب وهى تقول بصوت منخفض : سنرى الآن مدى شجاعتك عندما يأتى ابى ويراك فى حجرتى
بدأ القلق يغزوها عندما وجدت تعبيرات وجهه تتغير وظهرت فى عينيه ثقه شديده وارتسمت على وجهه ابتسامه متشفيه وقال بهدوء : أخطأت حساباتك تماما فهذه الحيله الساذجه استنفذتها الأفلام العربيه القديمه ولم يعد احد يصدقها
بدأت ثقتها فى نفسها تهتز ويعلو القلق وجهها عندما سمعت طرقا شديدا على الباب وصوت والدها ينادى عليها واخذت تنقل عينيها بقلق بين ابتسامة على المتشفيه والباب الذى يهتز تحت وطأة الضرب عليه حتى كسر ..ودخل الأب وخلفه سماح
وفوجئ اللواء ابراهيم بوجود على فى الحجره فقال بقلق هائل : ماذا يحدث هنا؟
قال على بهدوء شديد : يمكنك ان تسألها
قالت بتوتر : لقد ...لقد حاول التهجم على و ..و أغلق الباب بالمفتاح وألقاه من الشباك
أصيبت ساره بالصدمه عندما ظهر فى عينى والدها عدم التصديق وتراجعت بخوف عندما تحولت نظراته اليها الى حمم غاضبه ملتهبه وتقدم خطوه وكأنه سيهم بعمل ما ..لكنه توقف وقال بصوت بدا فى اذنيها مخيفا : على ..مارأيك فى هذا الكلام ؟
صمت على لحظات مفكرا كانت ساره خلالها تتأرجح عيناها بينهما فى ترقب وخوف لما سيحدث
اما سماح فقد وقفت بجوار أختها وأمسكت بيدها فى خوف وقلق لكنها لم تجروء على الكلام اتقاء للشرر المتطاير من عينى والدها
أخيرا قال على : لقد فكرت مليا ...وانا موافق
التفت اليه اللواء ابراهيم بذهول وظهر فى عينيه عدم التصديق فهز على رأسه مطمئنا اياه ومؤكدا كلامه
انتفضت ساره بشده وتعلقت فى يد أختها كغريق يبحث عن النجاه عندما قال والدها بصرامه شديده : سأتصل بالمأذون الآن ....
وستتزوجها الليله
...............................................
جلست ساره على الأريكه فى بهو الفيلا وبداخلها طوفان من المشاعر المتضاربه والمرتبكه فبرغم ان هذا هو ماكانت تريده وتخطط له الا انها شعرت انها مقبله على كارثه لن تستطيع الخروج منها
وأكثر ما كان يشعل نيران القلق بداخلها هو ثقة على الشديده وهدوءه الزائد
ألقت نظره اليه حيث يقف هناك يتحدث فى هاتفه المحمول .كانت تتمنى أن تسمع ما يقول فربما عرفت ما يدبره لها فقد كان لديها شعور قوى ان هذه المكالمه لها علاقة بها
كان على يتحدث مع أمه فى الهاتف ويقول : أمى ..هل تسمحين لى بالوقوع فى الفخ؟
صمتت أمه ولم ترد وحاول على تخفيف وقع الصدمه عليها وهو يقول : أمى ..لقد سارت الأحداث بسرعه وغرابه ووجدت نفسى محاصر وفى موقف اختيار ولم اكن لأفعل شئ دون استئذانك
يجب ان احسم الأمر الآن ..فإن رفضت فسأقلب المنضده كلها وارحل على الفور ..فما رأيك؟
أتاه صوت أمه هادئا بعد صمت : هل صليت استخاره ؟
قال : نعم يا أمى ..صليت كثيرا وكنت قد حسمت امرى واتخذت قرارى بالرفض ..لكن الأمور تغيرت تماما
قالت الأم بثقه : افعل ما تراه مناسبا يا بنى . فأنا أثق بك وبعقلك وتفكيرك كثيرا ولن أعارض أى قرار تتخذه
أنهى على المكالمه ونظر الى حجرة المكتب المفتوحه ورأى اللواء ابراهيم وهو يتحدث بتوتر شديد فى التليفون : محمد ..أريدك أن تحضر الآن وبسرعه...لا . لم يحدث شئ والجميع بخير ...ساره ستتزوج الليله ...لا . لقد أتى الأمر سريعا ومفاجئا...لا . لم ادعو اى شخص ...نعم فأنت خالها الوحيد .....
لا.. أريدك وحدك لا تحضر معك أى انسان ..هل تفهم؟....لا تتأخر
أغلق اللواء ابراهيم سماعة الهاتف بتوتر ثم صرخ بصوت عال : سماح
اتت سماح مسرعه بخوف فقال لها : هل اتصلت بوائل ؟
قالت بارتباك : نعم يا أبى انه فى الطريق
قال : هل أكدت عليه ان يأتى بالمأذون؟
قالت : نعم ..سيحضره معه
كان على يشعر باشفاق كبير تجاهه ..فقد كان الرجل يتعجل انهاء الأمر بسرعه قبل ان يغير احد الطرفين رأيه وتتعقد الأمور أكثر
اقترب على من الأريكه التى تجلس عليها ساره بخطوات واثقه حتى وصل اليها ووقف بجوارها صامتا ينظر من النافذه الى آخر خيوط الضوء فى السماء قبل ان تظلم
أجفلت ساره عندما اتاها صوته الهادئ العميق وهو يقول : هل تشعرين بالندم وتودين تغيير رأيك؟..للأسف لم يعد هذا ممكنا فهذا هو الحل الوحيد أمامك للعبه السخيفه التى لعبتها
والآن ..ان كنت تريدينى ان اكمل اللعبه فيجب ان تخضعى لشروطى
قالت باستنكار شديد ولكن بصوت منخفض : ماذا ؟ شروطك ؟ لا يحق لك املاء أية شروط على
قال بسخريه : حسنا ..فليكن ..سأغادر المكان فورا وأتركك تواجهين نتيجة لعبتك السخيفه وحدك
قالت ساره بتوتر لم تستطع اخفاءه : انت مغرور
قال بتهكم شديد : وانت ساذجه للغايه هل ظننت انه يمكنك ان تلعبى اللعبه وتدفعينى اليها حسب شروطك انت ؟
حسنا فلتكمليها وحدك اذا ولتتحملى مواجهة غضب والدك وما سيفعله بك..خاصة عندما يستخرج مفتاح الحجره من ملابسك
قالت بقلق : ماذا تعنى ؟
قال بتهكم : أعنى أنك واجهت المجرمين والإرهابيين والمجانين ...لكنك لم تواجهى من قبل رجل صعيدى غاضب عندما تمس سمعته..فعندها ستدركين تماما ماذا تعنى كلمة ارهابى ...انظرى أمامك هناك
نظرت الى حجرة المكتب المفتوحه ووالدها الذى يدور فى الحجره كليث جريح وبدأ الرعب يدب فى قلبها وعلى يقول بثقه : ترى ماذا سيفعل والدك عندما أذهب اليه الآن وأقول له عفوا لن أتزوج ابنتك؟
كيف سيتصرف حينها بعد كل ما فعلتيه؟
أنا شخصيا وبرغم أصولى الصعيديه لكننى لن أستطيع ابدا ان استنتج ما يمكن ان يفعله رجل عسكرى من أصول صعيديه فى ابنته التى لطخت سمعته ...يجب ان تعترفى اننى سأنقذك من ورطه كبيره ..
ابتلعت ريقها بصمت وخوف وهو يكمل : أتعلمين ماذا فعلت بنفسك ؟ ..لقد لففت الحبل حول رقبتك وأعطيتنى الطرف الآخر فى يدى ..ويحق لى بعد كل ما فعلتيه.... أن أجذب الحبل
لم يعد لديكى خيار سوى القبول بشروطى مهما كانت قاسيه
بدأ صداعا غريبا يغزو رأسها بقسوه ويتخلل خلايا مخها لكنها تماسكت وقالت بصرامه فشلت ان تخفى بها استسلامها : وما هى هذه الشروط؟
قال : أولا سيكون زواجنا حقيقيا ليس له اى هدف سوى بناء بيت وتكوين اسره حقيقيه وستعيشين معى فى بيتى انا لا فى بيت ابيك
لم ينتظر منها رد واكمل : الثانى أن تطيعينى فى كل شئ أقوله مهما كان حتى لو لم تكونى مقتنعه..وأول ما ستطيعينى فيه هو ملابسك فلن ترتدى شئ سوى ما أوافق انا عليه ..هل هذا واضح؟
ابتلعت ريقها فى صمت ودون أن ترد وأكمل هو :
الثالث هو ان تتقى جنونى وأشد ما يثير جنونى هو الغيره فعندما أغار أكون شديد الخطوره..فاحذرى ان تثيرى غيرتى بأى شكل من الأشكال
قالت بعصبيه : وما الذى يضطرنى لقبول شروطك
قال ببساطه : لأننى سأمنحك مالم تكونى تحلمين به ..سأسمح لكى باستكمال أبحاثك وعمل كل الدراسات التى تريدينها على
وأكثر من هذا ..سأعرفك على الجماعه التى انتمى اليها وسأعرفك على القائد الأعظم للجماعه
دهشت تماما وقالت بعد صمت : وهل تثق بى الى هذه الدرجه؟
قال : بالطبع ..ألن تكونى زوجتى ومصيرك هو مصيرى؟
ولا تظنى انك تستطيعين خيانتى أو خداعى لأننى وقتها سأهدر دمك فلا تنسى اننى ارهابى مهووس ومتعصب دينيا ....أظنك تفهمين هذا الأمر جيدا لأنك تعاملت مع ارهابيين من قبل
قالت بشك : و..وماذا يضمن لى أنك ستنفذ ما تقول؟ خاصة وانك كنت رافض من قبل
قال : سأكون كريما معك واعدك اننى لو لم اكن صادقا فى كل كلمه قلتها فسأمنحك حريتك بمجرد ان تطلبيها بلسانك
والآن ..هل توافقين على شروطى يازوجة المستقبل؟
اتسعت عينا ساره برعب عندما سمعت صوت جرس يدوى فى عقلها ولم تعرف هل هو حقا جرس الباب ام انه جرس انذار ينبئها بهبوب كارثه
......... يتبع
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

تنفس الأب الصعداء بعد ان رحل المأذون وبدأ يهدأ قليلا
اقترب وائل من سماح التى وقفت ساهمه تماما تراقب أختها من بعيد وقال : ألم يكن من الأفضل أن نتزوج اليوم قبل أن يرحل المأذون؟ اننى أحسد أختك وزوجها
قالت سماح بضيق : وهل هذه زيجه؟ اسكت اسكت ودع الجرح نائم
وائل بدهشه : لماذا؟ ألم تصر عليه أختك برغم معارضة أبيك ؟ ..ألم تكن تحبه؟
قالت باستنكار : تحبه؟ !!! تحب هذا؟
قال : لا تقولى ان والدك أكرهها . فمثل ساره لا يمكن أن يجبرها أى انسان على فعل شئ ليست مقتنعه به..فهى لا تفعل الا ما فى عقلها فقط ..دعك من هذا الآن وأجيبينى ألن نتزوج؟
سماح بحزن وبصوت أقرب للبكاء : لا . لن أتزوج أبدا. لقد كرهت الزواج
وائل بذهول : ماذا؟
تركته وذهبت الى ساره وجلست بجانبها على الأريكه وقالت باشفاق : ساره ..هل انت متأكده أنك ستكونين بخير مع هذا الرجل؟
لم ترد عليها . كانت تتابع أباها باهتمام شديد وهو يسير بجوار على متجهين الى حجرة المكتب ورأسها يجيش بأفكار كثيره مرعبه وآلام رأسها تزداد ضراوه وقسوه
بمجرد أن أغلق اللواء ابراهيم حجرة مكتبه وبعد أن انصرف وائل ومحمد أخو زوجته الراحله سأل على مباشرة : ألديك شقه؟
على : نعم . لكنها ليست مجهزه بعد . ولكن فى خلال شهرين يمكن أن...
اللواء ابراهيم : لا .لا شهرين ولا حتى اسبوع.ستأخذها معك الآن
على معترضا بدهشه : ولكنى ..
قاطعه بتوتر قائلا : أعلم أنك لست مستعد الآن . لذلك سأقترح عليك حلا . لدى شقه مفروشه خاليه فى احدى عماراتى . فلتأخذها حتى تتدبر أمرك
قال على باعتراض : لا أستطيع أن ...
قاطعه ثانية بعصبيه : اسمع . أنا أفهم تماما مبدأك . لن أفرض عليك أى شئ . هذا فقط وضع مؤقت . ساره لن تبقى فى هذا البيت ليلة واحده . خذها معك وتصرف معها كيفما شئت . حتى لو أخذتها الى بيت أهلك فلن أعترض ولكنى أفضل الا نزعج والدتك يكفى انها حرمت من فرحتها بأول أولادها لذلك اقترحت عليك هذا الإقتراح ولك أن تسدد الإيجار كيفما تشاء أو لا تسدده لن أتكلم فى هذا الأمر ...فقط خذها وارحل
نظر على الى اللواء ابراهيم باستنكار ودهشه عظيمه وهو يتعجب من هذا الرجل الذى يريد أن يتخلص من ابنته ومشكلاتها بهذه الطريقه
.................................................. .
جلست ساره فى سيارة على وكان صداع رأسها قد هدأ قليلا بفعل المسكن الذى تناولته وطوال الطريق لم ينظر أحدهما للآخر والصمت الكئيب يلفهما برداءه حتى توقف على أمام مول كبير للتسوق وكسر حاجز الصمت بقوله : يمكنك أن تشترى كل ماتحتاجين اليه من هنا . وأول ما سنشتريه هى الملابس وسأختارها لك بنفسى ..كما اتفقنا
اختار على مجموعه من الملابس الطويله الواسعه والطرح ذات الألوان الهادئه المتناسقه ثم التفت اليها وسألها : ألن تجربيها لتتأكدى من المقاسات؟
هزت رأسها بالرفض صامته دون أن تنظر اليه
اقتربت البائعه من ساره وهمست لها وهى تبتسم : ان زوجك لديه ذوق رفيع فى اختيار ملابس السيدات ..قليل من الرجال من لديهم ذلك الذوق
تعجبت ساره وتساءلت فى نفسها : كيف عرفت أننا متزوجين؟
ألقت نظره تلقائيه على الإصبع البنصر ليدها اليسرى ذكرتها انها ليس لديها حتى خاتم زواج
اتجها الى قسم المأكولات وقال على بهدوء : اختارى كل الأطعمه التى تريدينها ولكن.. احذرى من الخنزير فعضته مؤلمه
التفتت اليه باستنكار غاضب لكنها تمالكت نفسها بسرعه وقالت بسخريه: اطمئن. مازال مكتوب فى بطاقة هويتى مسلمه
ابتسم على وقال بهدوء : أظن أننا قد بدأنا نتعارف لتونا
منذ أن دخلا الى بيتهما الجديد وساره تجلس وحيده فى غرفتها تفكر فى المأذق الذى وضعت نفسها فيه ..وذلك الإرهابى ذو اللحية السوداء وانتقامه المنتظر
انتفضت بشده ونظرت الى باب الحجره بتحفز عندما سمعت صوت طرقات هادئه وصوت على يقول : ساره .. الطعام جاهز . ألن تأكلى؟
توقعت أن يفتح الباب لكنه لم يفعل
استعادة رباطة جأشها وخرجت الى الصاله فوجدته يجلس الى المائده ينتظرها وقد امتلأت بالطعام . جلست الى المائده لكنها لم تمد يدها الى شئ . كانت تشعر بتوجس وخوف وغصه فى حلقها
سألها بهدوء : ألن تأكلى؟
هزت رأسها بالنفى فهز كتفيه وقال ببساطه : اذا لم تأكلى فلن آكل
مد يده الى الخبز فانتفضت بشده من حركته المفاجئه فترك الخبز وهز رأسه بضيق وقال بهدوء : انت خائفه .تنتظرين انتقامى؟
متحفزه لما سيفعله ذلك المهووس المتعصب ذو اللحيه السوداء !
حسنا .. سأنتقم ولكن ليس الآن. ولا غدا فغدا الثلاثاء
مط شفتيه وهو يفكروقال : والأسبوع القادم.... مشغول جدا .. ربما الشهر القادم .. لن أستطيع أن أخبرك الآن فدفتر مواعيدى فى المكتب
زفرت وظهر على وجهها الضيق وهى تقول : أنت تسخر منى
قال ببساطه : وانت تظنينى مهووس . سادى متعطش للإنتقام منك
لان صوته وهو يقول : لو أردت الإنتقام منك لما تزوجتك فلقد منعنا القائد الأعظم لجماعتنا من الإنتقام من زوجاتنا أو ايذائهن وأنا أحب أن أطيع قائدى لقد أوصانا بزوجاتنا وقال لنا .. ان الله جل وعلا يقول : ((وخلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمه)) فهل يعقل أن أنتقم من نفسى؟
تنهد وأسند ذقنه الى كفه وهو يكمل بهدوء : وكيف تتحقق السكينه والموده والرحمه اذا بدأت حياتى الزوجيه بالإنتقام؟
ثم أننى لست على استعداد أن أخوض معركتين فى وقت واحد معركه فى مجال العمل ومعركه فى البيت..يكفينى ما ألاقيه من مشكلات فى عملى ..
أردف برجاء : هل تأكلين الآن؟ أم انك تظنين أننى دسست لك سما فى الطعام؟ ..اطمئنى ..سآكل منه قبلك
لأول مره تنظر اليه فلم تجد فى وجهه نظرة الغل والكراهيه التى كانت تنتظرها بل وجدته يبتسم لها ويتأمل وجهها
سألته بدهشه بعد أن بدأ الأمن يتسلل الى نفسها : أنت تنظر الى
قال وابتسامته تتسع : عفوا لم أقصد أن أضايقك
قالت : لا لم أتضايق ولكن..
لم تعرف ما تقول فكررت : أنت تنظر الى !
قال ببساطه : نعم . فالقائد الأعظم قال يحق للزوج أن ينظر لزوجته ..كما أنك جميله جدا‍
قالت والدهشه تملأها : لم أكن أنتظر أن أسمع منك هذا
هم أن يرد لكن قاطعه صوت أذان فى ذلك الوقت المتأخر فنهض وأحضر هاتفهه المحمول الذى كان يصدع بالأذان . فتحه وتحدث متعمدا بصوت عال : السلام عليكم ياحبيبتى اشتقت اليك كثيرا .. بالطبع فأنا لا أستطيع الإستغناء عنك أبدا
جلس الى المائده وعلى وجهه ابتسامة سعاده كبيره ورمق ساره بطرف عينه ..كانت ملامحها تنطق بالضيق
قال : لا لن أستطيع المجئ فالظروف تغيرت الآن ...بالطبع سآتى فى أقرب وقت فأنا لا أستطيع الإبتعاد عنكى أبدا..سأحاول قدر استطاعتى ..اعتنى بنفسك ..السلام عليكم
أغلق الهاتف ووضعه على المائده
قالت ساره وهى تحاول قدر استطاعتها اخفاء ضيقها : يبدو أن الوضع الجديد سبب لك ارتباكا فى حياتك الشخصيه ..أو ربما أغضب منك بعض المقربين اليك
أشار الى الموبايل وهو يقول بلا مبالاه : لا . لا . ان من أحبهم لا يغضبون منى ابدا
أدارت وجهها الى الجهة الأخرى وهى تنقر باصبعها على المائده بعصبيه . وألقى على نظره على المائده وقال وهو ينهض : نسيت أن أحضر الزبادى .فأنا أحب تناول الزبادى على العشاء
ذهب الى المطبخ وترك الهاتف متعمدا على المائده
انتظرت ساره حتى دخل الى المطبخ وأمسكت بسرعه وفضول الهاتف لتعرف ممن كانت آخر مكالمه
هل عرفت من هى ضرتك؟
انتفضت بشده عندما أتاها صوته الساخر فى أذنها مباشرة .. جلس الى المائده وهو يبتسم بمرح ويقول : هل بدأت تغارين؟
قالت وهى تحاول أن تخفى ضيقها : لا شك أنك مستاء تماما مما حدث. أقصد من زواجنا بهذه الطريقه . أعنى ..لأنك أجبرت على الزواج منى
ترك الطعام والتفت اليها وقال بهدوء وهو يبتسم: ساره .اعلمى أنه مامن انسان يستطيع اجبارى على فعل شئ لا أريد أن أِفعله .لسبب بسيط
وهو أننى مؤمن تماما أننى محاسب على كل كلمه وكل تصرف يصدر عنى . ولن يتحمل عاقبة تصرفاتى أمام الله سواى
ومن هذا المنطلق فأنا أحسب حساب كل كلمه أو تصرف ..وأفكر جيدا فى كل قرارقبل أن أتخذه
واذا حيرنى أمر ما فإننى أترك أمرى كله لله ليختر لى ..وأرضى وأسلم باختياره
نظرت اليه ساره بتعجب وصمت ..لكنه تنهد وقال : والآن ..هل نأكل أم أننى سأبيت الليلة بدون عشاء؟
بدأت تأكل وبدأ الهدوء يغمرها فى صحبة ذلك الرجل الغريب
وبدا لها فى تلك اللحظة انه ليس مخيفا بالدرجة التى تصورتها, بل ان صحبته ليست سيئة ابدا
سألها فجأه : هل أحضرت هاتفك المحمول
فوجئت بسؤاله الذى ذكرها بهاتفها الذى أغلقته ووضعته فى دولاب ملابسها منذ أسبوع حتى لا يتصل بها جيف أو أى من زملاءها فى المركز
سألته بعد صمت : لا لم أحضره ..لماذا تسأل؟
هز كتفيه بلا مبالاه وقال : لم أراه معك منذ جئنا الى البيت
قالت : لم أشحنه منذ أسبوع
قال : ألن يقلق أصدقائك عليكى ؟
توقفت عن الطعام ونظرت اليه بدهشه فأكمل : لاشك أن لديكى أصدقاء كثيرين هنا .. وفى أمريكا
قالت بغضب : أفهم تماما ماتقصد ...اطمئن .مازلت أحمل بداخلى فتاه شرقيه من أصول صعيديه كما أننى ليس لدى أى أصدقاء . كل علاقاتى هنا أو فى أمريكا لم تكن سوى علاقات عمل وزماله فقط بل كان يغلب عليها النديه والمنافسه
وأنت تعرف أننى أكره الكذب مثلك تماما ..ليس لشئ سوى أننى أعتبر الكذب ضعف ..وأنا لا أحب أن أكون ضعيفه
تركته وهبت قائمه فقال بهدوء : أنا آسف ..ما كان يجب أن أتحدث هكذا
نظرت اليه بدهشه فلم تكن تتوقع اعتذاره ..هدأت قليلا وجلست ثانية وهى تكمل : أفهم تماما الصوره التى فى ذهنكم عن المجتمع الأمريكى وكيف أنه يمتلئ بالفساد لكن هذه الصوره مبتوره فكما أن هناك فساد هناك أيضا علاقات انسانيه واحترام بين الناس كما أنهم يقدسون العمل ..ان سر تقدم أمريكا أن البقاء فيها للأفضل دون فرق بين رجل أو امرأه لذلك فالكل يبذل أقصى ما فى وسعه ليكون الأفضل حتى لو تحول الأمر الى حرب..أما هنا ..فالرجل العربى يعطى لنفسه حقوقا ويحرمها على النساء فالمرأه لا يحق لها أن تعرف أحدا سوى زوجها .أما الرجل فيحق له أن يفعل أى شئ
ابتسم وقال بهدوء : ولكننا فى جماعتنا نؤمن بأن الله حرم على الرجل أن يعرف امرأة أخرى سوى زوجته أو حتى ينظر اليها وأظنك قد اختبرتى هذه النقطه بنفسك
لقد أمرنا الله بغض البصر سيدات ورجال وهذه هى المساواه الحقه فى .....جماعتنا
والآن..هل نكمل طعامنا ..أم أذهب لأمى لتطعمنى ؟
ابتسمت ساره لدعابته ولم تدرى فى هذه اللحظه من أين أتتها كل هذه السكينه
كانت تتعجب من نفسها وتتساءل ما سر هذه الثقه والتصديق الذى شعرت به نحو هذا الشخص الغريب..هل هو كلامه الذى يوافق أفعاله ؟ هل انعكست ثقة والدها فيه وكلامه عنه عليها؟
هل هى كلمات أختها عن هذا النوع من الرجال الذى يكره الكذب ويحتقر الكاذبين؟
فى كل الأحوال النتيجه واحده ..لقد بدأت تشعر بالثقه والأمان-----------------
يتبععععععععععععععععععععععع التكمله في الطريق
 
آخر تعديل:
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

شكراً على متابعتكي يا la belle maroua تكملة الروايه
--------------------------------------------------
ظن اللواء ابراهيم أنه سيشعر بالراحه بمجرد أن تتزوج ساره ويتخلص من مشكلاتها . لكن هيهات . فلقد قضى الليل بطوله يدور فى أرجاء البيت وهجره النوم ولم يفارقه القلق وهو فى كل لحظه يتخيل ابنته فى بيت رجل يكرهها و تزوجها مضطرا
وبدأ يتسلل الى نفسه الشك والأوهام وكلمات ساره تدوى فى أذنيه كأبواق الخطر
الدراسات والأبحاث تقول ان الإرهابيين من الممكن ان يكونوا من عائلات غنيه وحاصلين على أعلى الشهادات العلميه
انه همجى متطرف ..مهووس متعصب لآراءه الدينيه
ان امثاله لا يظهر عليهم السلوك العدوانى الا اذا وقعوا تحت نوع معين من التأثير ..وفى الغالب يكونون شديدى الذكاء ويخدعون من حولهم
ارهابى بلحية سوداء
سيكوباتى
كانت كلماتها كسياط تلهب قلبه ..
وأخذ يتحدث الى نفسه ويلومها بشده :ترىأتكون ساره على حق؟
هل خدعت حقا فى هذا الإنسان؟
كانت أطول ليله قضاها فى حياته ..قضاها خلف النافذه يعد الدقائق والثوانى لتشرق الشمس
اخيرا طلع النهار ..فارتدى ملابسه بسرعه واتجه الى باب الفيلا . لكنه توقف عندما سمع صوت سماح : أبى . هل ستذهب الى ساره؟
التفت اليها وقال بدهشه : ما الذى أيقظك فى هذا الوقت المبكر؟
سماح بحزن : أنا لم أذق طعم النوم..سأذهب معك الى ساره
.................................................
أصيب على بدهشه كبيره عندما فتح باب بيته فى تلك الساعه المبكره من النهار ليجد صهره وابنته وعلى وجهيهما ارتسم القلق والتوجس
قال اللواء ابراهيم بطريقته العسكريه المباشره : آسف لأننى أيقظتك من نومك
عقد على حاجبيه باستغراب وقال : تفضلا ..لم أكن نائم ..كنت أصلى الضحى
أدخلهما الى حجرة الإستقبال فقالت سماح بلهفه : أين ساره ؟
نظر اليها على بدهشه وقال بهدوء : سأوقظها حالا
جلس اللواء ابراهيم وأخذ يهز ساقه بعصبيه وتوتر حتى جاءت ساره وعلى وجهها دهشه كبيره فاحتضنتها سماح بلهفه وقالت بقلق : ساره . كيف حالك ؟ هل أنت بخير؟
زفر على بضيق لم يستطع اخفاؤه وقال : سأحضر لكم شيئا تشربونه
وبمجرد أن دخل الى المطبخ حتى قالت ساره بدهشه : أبى . هل حدث شئ؟
الأب بقلق : أخبرينى أنت .. هل أنت بخير؟
سماح بتعاطف واشفاق : هل ضربك أو آذاك؟
ساره بعجب : لا . ولم يفعل ذلك؟
سماح وهى تخرج هاتف محمول من حقيبتها وتعطيه لساره : لقد أحضرت لك هاتفك الذى تركتيه فى البيت
زفرت ساره بضيق وتناولت منها الهاتف باستسلام ووضعته على المنضده بلا اهتمام
نظر اليها الأب بصمت وتنهد بحراره وكأن عبئا ثقيلا انزاح عن صدره وقال براحه : الحمد لله
التفت الى سماح وقال بصرامه : هيا بنا
سماح بتوسل : أبى أرجوك . أريد أن أجلس معها قليلا
فى تلك اللحظه جاء على من المطبخ يحمل صينيه عليها أكواب العصير وبعض الحلوى ووضعها على المنضده الصغيره
قال اللواء بسرعه : عذرا . لن أستطيع البقاء . يجب أن أرحل الآن فموعد عملى قد اقترب
سلم على ساره التى مازالت مندهشه وقال : مبارك يا ابنتى
أوصله على الى الباب فقال له اللواء بصوت خفيض حتى لا تسمعه ساره وأختها اللتان ماتزالان فى الحجره: على.أعلم أن هذا ليس من حقى ولكن أرجوك أن تسمح لساره بالإحتفاظ بسيارتها
أخرج سلسلة مفاتيح من جيبه فتناولها على وقال بهدوء يحمل بين طياته لهجة عتاب : سيادة اللواء ..لست انسانا بهذا السوء ولست بشرير أو سادى يعذب زوجته أو يؤذيها ..ولا أنا برجل يقطع زوجته من رحمها . فمن يستطيع تحمل مثل هذا الوزر أمام الله ؟ ..ولو أردت الإنتقام منها فلن يمنعنى سوى خوفى من الله وليس أى انسان
ساره ابنتك .ولك أن تهديها ما شئت كما أن أشياءها الخاصه ملك لها ليس من حقى أن أمنعها عنها أو آخذها منها
أطرق اللواء ابراهيم بخجل ظاهر . ثم رفع رأسه وسلم على على بحراره وضرب على كتفه وهو يبتسم باعجاب وقال : تذكرنى دوما بوالدك ..أنا سعيد لأنك زوج ابنتى ..مبارك يابنى واعذرنى . فأنا أب
هز على رأسه وابتسم ورحل الأب وخلفه سماح التى رمت على بنظرة كراهيه شديده قبل أن يغلق الباب ثم التفت الى ساره وقال : أختك تكرهنى
قالت ساره والدهشه لم تزايلها بعد : لا أفهم لماذا حضرا فى ذلك الوقت المبكر ولماذا رحلا بتلك السرعه؟
ارتسمت على وجهه ابتسامه ساخره مغتاظه وهو يقول : لقد أراد أن يطمئن أنك بلا كدمات أو كسور أو حروق .. لا شك أنك نجحت الى حد بعيد فى اقناعه بوجهة نظرك في
مد يده اليها بمفاتيح السياره وقال : لقد ترك لك والدك هذا
تناولت منه المفاتيح ثم أمسكت رأسها بألم فقال بلهفه : هل أنت بخير؟ يبدو عليكى التعب
قالت : لا شئ مجرد صداع بسيط يأتينى كلما استيقظت من النوم ويذهب سريعا
قال باهتمام : هل نذهب للطبيب؟
قالت : لا داعى ..سيزول بعد قليل
سألها برفق : ساره..ألن تصلى الصبح؟
صمتت قليلا ثم قالت بحذر : هل هذا أمر يجب أن أنفذه؟
ظهرعلى وجهه خيبة الأمل و أطرق برأسه قليلا ثم قال : لو أمرتك فهل تفعلين؟ حتى لو لم تكونى مقتنعه؟
قالت بعد تردد : نعم ..لقد اتفقنا على ذلك
هز رأسه بأسف وقال بصوت ظهر فيه شئ من الحزن : ولكنى لا أريدك أن تصلى رغما عنك ....فقط تنفيذا لأمرى
بل أريدك أن تصلى وانت مقتنعه أنك يجب أن تصلى من أجل نفسك ..لأنك لو لم تكونى مقتنعه ومخلصه نيتك لله فلن تنفعك صلاتك بل ربما تنقلب ضدك وتصبح حجة عليكى
قالت بدهشه : ولماذا أمرتنى بالحجاب اذا؟
قال بهدوء : الحجاب أمر مختلف ..لو تركتك بدون حجاب فسأتحمل أوزار بعدد كل عين تنظر الى جمالك ابتسم وهو يكمل : كما أننى أغار ..ومن لا يغار فليس برجل
عند الظهيره ....كان على ينتظر زياره هامه
فتح على باب البيت بعد أن سمع صوت الجرس ليفاجأ بمظاهره مرحه صاخبه مكونه من أخوه وأخته
ودخلت أمه بعدهما لتضع على المائده علبتين كبيرتين مطبوع عليهما اسم أحد المطاعم الشهيره وهى تقول : هذا غداء العروسان
جلس الجميع فى حجرة الإستقبال حتى أتت العروس بالحلوى والعصائر وهى ترتدى ثوب رقيق زادها جمالا لكنها فوجئت باستقبال لم تتوقعه ابدا ..تهانى وقبلات حاره وصخب وفرح أزال من نفسها كل توتر و تردد
جلست ساره على الأريكه بجوار على الذى اتسعت ابتسامته بسعاده كبيره وسأل هبه : كيف تستذكرين درورسك بدونى يا كابتن؟ بالتأكيد افتقدتينى .أليس كذلك؟
قالت بمرح : لقد أصبح جو البيت أكثر هدوءا ..وساعدنى ذلك على المذاكره بتركيز أكثر
قال أحمد بحماس : طارق ولؤى واسلام يسألوننى عن موعد المباراه القادمه
رفع على حاجبيه وقال مشاكسا اياه : لماذا؟ هل اشتقتم لهزيمه جديده؟ لم تستردوا أنفاسكم بعد من هزيمة 7 ـ 1
التفت الى ساره وقال : حاولت كثيرا اقناعه أن يلعب فى فريقى ولكنه يرفض دائما..انظرى ..لقد انتفخ وجهه من كثرة الهزائم المتواليه
أحمد بانفعال : بل قل انك تخاف من ان نرد لك الهزيمه مضاعفه
قالت هبه بمرح : أتظن ان من فى طوله يمكن ان يهزم؟؟ يكفى ان يقف كحارس للمرمى ولن يحرزوا أية أهداف
انطلق احمد وهبه يتشاكسان وسألت ساره على : لماذا اخترت لعبة كرة القدم؟ ان السله تناسب بنيتك الجسمانيه اكثر
همس فى اذنها : لأن أحمد لا يحب كرة السله
ظهرت على وجهها الدهشة لكنها لم تعلق
أخرجت الأم من حقيبتها علبه مغلفه على شكل هديه وهى تقول لساره بود : هذه هدية عرسك ..لقد جاءت متأخره ولكنى انتظرت حتى موعد فتح المحلات ...افتحيها ....
امسكت ساره بالعلبه وظهر فى عينيها الإمتنان وبدأت تفتح العلبه
اتسعت عيناها بذهول لقد كانت العلبه تحوى مجموعه من الحلى الذهبيه الجميله ودبلتين احداهما من الفضه
نظرت اليها ساره وهى مرتبكه من الفرح وقالت بسعاده كبيره : انها جميله ..رائعه ..ولكن ..ولكنها غاليه جدا
قالت الأم بابتسامه ودوده : هذه شبكتك يا ابنتى ..فليس هناك عروس تتزوج بدون شبكه
نظرت الأم الى على نظره لائمه غاضبه وهى تقول : هذه هى الأصول يا باش مهندس ..شباب هذه الأيام لا يعرف الأصول
فغر على فاه واتسعت عيناه بدهشه وهو ينظر الى امه ويشير الى نفسه كأنه يقول ..هل انا من تقصدين؟
قالت له امه بلهجه آمره : هيا ..ألبس عروسك الشبكه
ارتدت ساره الشبكه فى جو رائع من الفرح والسعاده التى شغلتها تماما عن آلام رأسها التى كانت تسيطر عليها منذ الصباح
بدأ أحمد وهبه فى غناء مجموعه من اغانى الأفراح الفلكلوريه وساره تضحك بسعاده كبيره وعلى يصفق لهما ويشاكسهما كعادته وبعدها تقدمت هبه من ساره واعطتها باقه جميله من الزهور ومعها علبه صغيره وهى تقول : هذه هديتى للعروس أتمنى ان تعجبك ..لقد اشتريتها من مصروفى الخاص
قال على بمرح : ماذا ؟ منذ متى ذلك الكرم الحاتمى؟ وانا الذى كنت اجلس بالساعات اتوسل اليكى لتقرضيننى ..لو كنت اعلم ذلك لتزوجت منذ زمن بعيد
قالت ساره بود : بالتأكيد ستعجبنى ..يكفى انها منك
قفز أحمد من مكانه ووقف أمام على وقال بجديه وهو يقدم له علبه كبيره : أما هذه فهى هدية العريس ..افتحها وأخبرنى برأيك فيها
بدأ على يفتح العلبه وهو يضحك...وفجأه.....بووووووووم
فرقعت العلبه فرقعه مدويه جعلت ساره تضع يدها على اذنها اليسرى بألم شديد و قفزت هبه صارخه بفزع ووضعت الأم يدها على صدرها واخذت تلهث من الإنزعاج وأطلقت العلبه قطع صغيره من الأوراق الملونه اللامعه انتشرت فى انحاء الغرفه وهبطت على رؤوس الجميع بشكل ساحر
واخذ احمد يقفز ويصفق بصخب : هييه ..هيييه ..هذا انتقامى من دعاباتك السيئه التى أغرقتنا بها فى البيت
ابتسم على ابتسامه عريضه مغتصبه ونظر الى ساره وقال : لا تصدقيه انه يمزح
ثم التفت الى احمد وقال وهو يضغط اسنانه ويضحك بغيظ : تعالى يا حبيبى تعال ..أريد ان اعبر لك عن رأيى فى هديتك الرائعه
حاول احمد ان يهرب ..لكن على امسكه من ملابسه وجذبه بقوه وارقده على بطنه فوق ساقيه وأخذ يعضه من مؤخرة ظهره وأحمد يصرخ ويرفس بقدميه والجميع يضحك بشده ...
الا ساره التى لم تستطع ان تضحك بسبب الألم الشديد فى اذنها والصداع الرهيب الذى عاودها كأشد ما يكون فهربت الى المطبخ بحجة انها ستعد الشاى..وبمجرد ان غادرت المكان حتى سألت الأم على : زوجتك تبدو متعبه..هل هى مريضه؟
قال على باهتمام : لا ..ولكن يبدو ان الم رأسها بدأ يعاودها ثانية
قالت الأم بعتاب : هل ضايقتها بدعاباتك السخيفه ؟
قال : وهل تظنى انها تستطيع ان تتحملها؟
أجفل عندما سمع صوت زجاج يتكسر يأتى من المطبخ وظهر على وجهه القلق ..فقالت أمه : اهتم انت بزوجتك فيبدو انها ليست على ما يرام ...اذهب اليها وسنرحل نحن الآن حتى لا يتسبب وجودنا فى اى احراج لها....وسأتصل بك الليلة لأطمئن عليها



 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

بعد رحيلهم دخل على الى المطبخ بسرعه فوجد ساره تجلس على كرسى وتسند رأسها الى المنضده بألم واضح وعلى الأرض فنجانين مكسورين فقال بقلق حقيقى : ساره ..ما بك ؟ هل انت بخير؟
تحاملت على نفسها حتى لا تظهر له ألمها وقالت : لا شئ ..انه صداع بسيط ..سأحضر الشاى حالا
عقد حاجبيه بقلق وقال : لقد رحلوا ..اذهبى انت لترتاحى وسآخذك فى المساء للطبيب
قالت بعناد : لا داعى ..أنا بخير
قال بلهجه آمره : اذهبى لترتاحى وسأهتم انا بالأشياء المكسوره
فى المساء ذهبا الى الطبيب وبعد ان فحصها جيدا وسمع شكواها جلس الى مكتبه وأخذ يسجل ملاحظاته وامامه جلس على وساره وسألها الطبيب : هل وقعت على اذنك أو اصطدمت رأسك بأى شئ أو أصيبت بأى اصابه؟
قالت مباشرة : لا لم يحدث
قال على باحراج : آ ....احم ..لقد ...لقد صفعتها
التفتت اليه ساره بدهشه كبيره ونظر اليه الطبيب بذهول وقال : نعم؟!!
فكرر على : لقد صفعتها على اذنها اليسرى
نظر الطبيب الى الملف الذى أمامه وسأله بتعجب : تقول انكما عروسان حديثان !!
على بهدوء : نعم..تزوجنا فقط بالأمس
تجهم وجه الطبيب وأخذ يتأمله وهو يهز رأسه ومط شفتيه باشمئزاز وسأله : أخبرنى بصدق ..هل تحب القطط؟
كتم على ضحكه كادت تفلت منه وتساءلت ساره بدهشه : قطط!!
عاد الطبيب الى أوراقه وهو يقول : ما علينا .. ومتى صفعتها؟
على : أول أمس ..
هز الطبيب رأسه بعجب وسأل ساره بتهكم : ضربك أول أمس وتزوجتيه بالأمس!!!
هزت ساره رأسها موافقه ببطء وهى لا تفهم ما علاقة كل هذه الأسئله بحالتها
قال الطبيب بضيق وهو يكتب العلاج فى دفتره بعصبيه : الحياه غريبه حقا ....هل تتناولين أى نوع من انواع الدواء أو العقاقير؟
ساره : نعم ..كبسولات زام
نظر اليها من فوق نظارته وقال بدهشه : زام!!
قالت : انه منشط للذاكره وخلايا المخ والـ...
قاطعها بضيق : واين هذا الدواء ؟
قالت : لقد انتهت الكبسولات منذ يومين
قال بنفاذ صبر : واين العلبه؟
قالت : رميتها
قال بعصبيه : واين النشره الروشته ..اسم الطبيب ..اى شئ
قالت : ليست معى فأنا اشتريه من أمريكا
ضحك ضحكه قصيره متهكمه ومط شفتيه باشمئزاز وقال : زام !! اهذا دواء أم اسم فيلم امريكى؟
خفض علي رأسه وأغلق فمه محاولا باستماته الا ينفجر ضاحكا
جذب الطبيب الورقه التى كتب فيها العلاج من دفتره بعصبيه كبيره حتى ان جزء منها تمزق وقال بضيق كبير : أريد صورتين للأشعه على رأسك واذنك اليسرى من الأمام ومن الجانب ..وهذه المسكنات للصداع والألم حتى أرى صور الأشعه ولا أريد أن أرى وجه أى منكما حتى تحضرا صور الأشعه ...
استطرد بلهجه اشبه بالصراخ : هل فهمتما....هيا ...الى الخارج
هتفت ساره بذهول وهى تركب السياره بجوار على : أرأيت ما فعله؟؟ لقد طردنا !!..لم أرى فى حياتى شخصيه بهذا العجب
اطلق على العنان لضحكاته بعد ان كتمها طويلا وقال : لا تنخدعى بمظهره ..فهو أفضل طبيب فى تخصص الأعصاب فى مصر
قالت بدهشه : ما كل هذه الأسئله؟ وما علاقة القطط بالموضوع؟؟
قال لها وهو يضحك بشده : لديكى الحق ان تتعجبى ..فأنت قادمه من امريكا ....لدينا هنا اعتقاد خرافى قديم يقول أن الزوج اذا اراد أن تطيعه زوجته ويسيطر عليها يأتى بقطه ويذبحها أمام عينيها فى ليلة الزفاف ليخيفها
نظرت اليه بدهشه وسألته : وهل كنت لتفعل ذلك؟؟
قال باستنكار : بالطبع لا ..فقائد جماعتنا لم يأمرنى بذلك
كادت أن ترد عليه لكن الصداع لم يترك لها فرصه
بعد ثلاث ساعات ..........
كانت ساره واضعه رأسها على الوساده ومغمضه عينيها بقوه وتضغط على أسنانها باستماته حتى لا تصرخ من فرط الألم الذى فشلت كل المسكنات فى تهدأته ويدها اليمنى متشبثه بالوساده تحاول اخفاء ارتعاشتها المستمره التى زادت بشكل ملحوظ ولم تكن لديها القدره للسيطرة عليها
جلس على بجانب رأسها وقال بقلق : ساره..لماذا تخفين ألمك عنى؟
لم تستطع ان ترد عليه ..كانت تخشى ان فتحت فمها تخرج كلماتها صراخا أليما لا تستطيع ايقافه
أمسك على بيدها اليمنى واخذ يخلص الوساده من بين أصابعها برفق حتى نجح أخيرا وبمجرد أن أمسكها بين يديه حتى أخذت يدها ترتجف بشده فازداد قلقه وأمسك يدها بقوه محاولا تهدئة ارتجافتها المستمره وقال بحنان : يجب أن تعلمى أنه ما من انسان أقرب اليكى منى ..يجب أن تتحدثى الى حتى لا أقتل قلقا عليكى
بدأت كلماته تصل اليها وبدأت دموع الألم تهرب رغما عنها من عينيها وتسيل على الوساده
فقال لها بحنان بالغ : ساره ..مابك؟ ؟أرجوكى أخبرينى
فتحت فمها أخيرا وتحرك لسانها بصعوبه وهمست بألم : مؤلم..مؤلم..مؤلم....
بدأ صوتها يعلو وهى تكرر الكلمه حتى تحولت الى صراخ وأخذت تبكى بعنف وهى تتشبث بملابسه وتصرخ : على انقذنى ...انه مؤلم ..مؤلم...آآآآآآه ....رأسى تحترق
أصيب على بالهلع الشديد واتصل بالطبيب الذى حضر بسرعه فى ذلك الوقت المتأخر من الليل وأعطاها حقنه كبيره ذهبت بعدها فى نوم عميق
وجلس الطبيب الى على وسأله بعد تردد وتفكير : أخبرنى ..هل تتناول زوجتك أى نوع من أنواع المخدرات؟
أصيب على بصدمه وهتف قائلا : ماذا؟ ..لا ..ابدا..مستحيل ..انها لا تطيق رائحة السجائر
الطبيب : اهدأ قليلا ..وقل لى ما هذا الدواء الذى تتناوله ؟
قال بتوتر : لا أعرف
زفر بضيق وقال : وهى ايضا لا تعرف ...ربما تكون مصابه بادمان عقار معين وهى لا تدرى ..لقد مرت على بعض الحالات المشابهه
اسمع..اريد تحليل كامل للبول والدم فى أسرع وقت ..هل تفهم؟..
قال على بحيره : ولكن؟....
قاطعه الطبيب قائلا : ان زوجتك تعانى من أعراض الإدمان والتحاليل ستجعلنى أتأكد من التشخيص وعندها سيكون العلاج مختلفا .
ظهر على وجهه صدمه كبيره وشرد بعيدا فى صمت
فقال الطبيب بتعاطف : يؤسفنى أن يحدث لك هذا ومازلتما عروسان....لا تخبرها بما قلته لك ..فربما لا تعلم بالأمر ..لو انهارت معنوياتها فسيزداد الأمر سوءا
ولكن ..هل انت مستعد لخوض تلك التجربه الأليمه ؟
نظر اليه على بصمت ثم شردت عيناه بعيدا مجددا
فقال الطبيب : اذا لم تكن مستعدا لحمل تلك المسؤليه فأرسلها الى أهلها وأخبرنى حتى أتحدث الى من سيعتنى بها وأمليه تعليمات علاجها..
يجب أن تقرر بسرعه ..هل أنت مستعد لقبول هذا التحدى؟
عقد على حاجبيه وظهر على وجهه الهم وصمت ولم يرد ...
قبل على التحدى وتحمل المسؤليه برجوله
وقضى اياما طويله بجوارها محاولا التخفيف من آلامها القاتله وحرص الطبيب على ان يعطيها نظام علاجى وغذائى صارم وقضت ساره اغلب الوقت نائمه حتى يمر الوقت بسرعه ولا تشعر بالألم
حرص على الا يخبر احدا من اهلها او أهله بأى شئ بحسب ما اتفق مع الطبيب حتى لا تنخفض معنوياتها وكان يتحايل بكل الطرق حتى لا تشعر سماح اختها بأى شئ من خلال تليفوناتها المتكرره
وبعد عدة أيام بدأت الامها تهدأ ودخلت ساره فى مرحله أخرى من المعاناه فقد كانت تعانى من الهزال والضعف الشديد على الرغم من عناية على الشديده بها وبطعامها وتنفيذه لتعليمات الطبيب بدقه
استيقظت ساره من النوم ونهضت بصعوبه من فراشها وهى تشعر بضعف شديد ونظرت فى المرآه وهالها منظر هزال وجهها والهالات السوداء حول عينيها . لم تتحمل الوقوف لفتره طويله فعادت وجلست على الفراش
اتى على قادما من المطبخ يحمل صينيه عليها طعام ووضعها على المكتب وقال لها : لا تغادرى الفراش ..هذه اوامر الطبيب
ألقت برأسها على الوساده بضعف وقالت : لا أدرى ماذا حل بى ؟ وكيف أصبح وجهى بهذا الهزال؟
جلس على بجوار رأسها وقال مشجعا : ولكنك تتماثلين للشفاء لقد هدأت آلامك كثيرا ..الطبيب يقول انها مرحله وستمر بسرعه
قالت بتساؤل : هناك شئ يحيرنى..لماذا قلت للطبيب أنك صفعتنى؟
قال : حتى يستطيع تشخيص حالتك بدقه ويعرف سبب ألمك
صمت قليلا ثم قال : ولقد كنت على حق.
هتفت بدهشه : أتعنى أن ما أعانى منه هو من آثار تلك الصفعه؟؟! ولكن الصداع كان يأتينى من قبل ذلك بكثير !!
تنهد بعمق وقال وهو يبتسم : انسى كل هذا. وأخبرينى . كيف تشعرين الآن؟
قالت : أشعر بضعف شديد ..انظر الى وجهى..هل هذا وجه عروس فى أيام زواجها الأولى؟
تبسم قائلا: ولكنى اراك جميله
قالت بعجب : شئ غريب ..أتحب زوجتك ضعيفه؟
اتسعت ابتسامته وهو يقول : بالتأكيد لن أكون سعيدا لو عشت مع مايك تايسون فى بيت واحد,
ولكنى أحب زوجتى انسانه تمتلئ بالرحمه والعطف ..ولا تخجل من التعبير عن ألمها أمامى
تأملت وجهه بصمت ثم قالت : لديك ابتسامه عجيبه
أرخى أهدابه بطريقه تمثيليه وادار وجهه وهو يمثل الخجل وقال : لا تقولى هذا فوجهى يحمر خجلا وتكاد الدموع تنزل من عينى
ضحكت بشده وشاركها فى الضحك بمرح لكنه صمت عندما تأِوهت وأِمسكت برأسها وهى تقول بألم : آه الضحك يسبب لى الدوار
صمت قليلا ثم قال لها وهو يضع كفه على جبينها : أعطنى رأسك
بدأ يقرأ آيات التعوذ والرقيه من القرآن الكريم
أغمضت ساره عينيها وهى تستمع لصوته وهو ينساب فى أذنها وبدأت تشعر بهدوء وراحه كبيره..وخيل اليها أنها تسمع صوت امرأه قادم من بعيد يقرأ نفس الآيات وكأنه صدى لذكريات قديمه من مرحلة الطفوله كانت قد توارت فى طى النسيان
وبعد ان انتهى قالت له وهى تبتسم وعينيها مغمضتين : هل هذه الآيات هى التى ستشفينى؟
قال وقد فهم ما ترمى اليه : لقد سمعت من القائد الأعظم أن هذه الرقيه بالتأكيد ستشفيكى
اذا ما تناولت الدواء بانتظام والطعام الجيد وخلدت الى الراحه كما قال الطبيب ..فستشفيك
تنهدت وقالت وهى تبتسم : لديك طريقه غريبه فى الإقناع..ولكن ..ألن تعرفنى بقائدك الأعظم هذا؟
قال : بالطبع ..لقد وعدتك . تماثلى للشفاء بسرعه لأعرفك به
قالت بسعاده ومازالت عيناها مغمضتان : أتعلم أنك تعيد الى ذكريات قديمه كنت قد نسيتها منذ زمن بعيد..انك تذكرنى بأمى فهى أيضا كانت تضع يدها على جبينى وتقرأ القرآن
قال مداعبا : اذا هل ستنادينى ..ماما؟
قالت ضاحكه وهى تتأمل وجهه : ولكن أمى لم يكن لديها لحية سوداء
أكملت بحنين : كانت تعتقد أن هذه الآيات يمكن ان تحمينى من الشرور والأخطار
رفع احدى حاجبيه وقال بتساؤل : هل كانت أمك منتميه لجماعتنا؟ لقد تعلمنا ذلك أيضا من القائد الأعظم
.................................................
تماثلت ساره للشفاء بسرعه وكان الطبيب عبد الرحيم سعيدا للغايه بذلك التقدم السريع والكبير فى حالتها وعندما جلس الى على وحدهما قال له : ان زوجتك قويه للغايه لقد تجاوزت المرحلة الصعبه بسرعة ,التحليل الأخير كان جيد بصوره كبيره. والفضل لك
قال على بتواضع : بل الفضل لله وحده
سأله الطبيب : لقد فهمت من كلامك أن زواجكما كان تقليديا
على : والدى كان صديقا لوالدها ولكن زواجنا كان يشوبه بعض الغرابه,فلم نكن فى البداية على وفاق
قال الطبيب بدهشه : عجبا! أتذكر حالة باشرت علاجها العام الماضى كانت تشبه حالتها ,لقد اكتشف الزوج أن زوجته مدمنه فى أيام زواجه الأولى,ولكنه لم يفعل مثلك ويتحمل المسؤليه,بل تركها لأهلها ليعتنوا بها على الرغم من أنهما قد تزوجا بعد قصة حب عنيفه كما أخبرونى,لكن الزوج الشاب لم يكن مؤهلا لتحمل المسؤليه,بل لم يكن يعرف معنى كلمة مسؤليه وهذا ما جعلنى أصدق أن الحب وحده لا يكفى لإنجاح أى زواج.
وكانت النتيجه أن العروس بعد أن شفيت تماما رفضت العوده لزوجها لأنها شعرت أنه تخلى عنها بعد كل هذا الحب وهى فى أشد الأوقات احتياجا اليه
عاد ينظر اليه والإعجاب يطل من عينيه : ولكنك مختلف..مختلف تماما. والأغرب أنه لم يكن هناك حب يربط بينكما قبل الزواج
قال على بهدوء : ان ما يربط بيننا أقوى بكثير من الحب,انه ميثاق غليظ..ساره أمانة فى عنقى سيحاسبنى الله عنها, فماذا أقول لربى ان تخليت عنها؟
ان ما بيننا حياة يجب أن نحياها بكل ما فيها من سعادة وألم
قال الطبيب بسخرية مريره : لكن . هناك من ينهل السعاده ويهرب من الألم
تأمله الطبيب عبد الرحيم طويلا بصمت وأطلت من عينيه نظرة اعجاب قويه وقال : أنا سعيد أننى تعرفت برجل مثلك, لكم أتمنى لإبنتى زوج مثلك,
تنهد بحسرة : ليت كل الرجال يفهمون حقيقة الحياه هكذا. بالتأكيد لإنخفضت النسبه المخيفه للطلاق المبكر التى نراها هذه الأيام
تنهد بقوه وقال : لنتحدث فى المهم,زوجتك اِلآن تمر بمرحله حساسه وتحتاج الى يقظة وعناية حتى تستطيع التخلص تماما من آثار الإدمان,يجب أن تظل معنوياتها مرتفعه باستمرار. ما رأيك أن تأخذها وتسافر الى أى مكان جميل؟
كان على شاردا يفكر فى كلمات الطبيب عبد الرحيم وهو يمشط شعره بعناية أمام المرآه فى حجرته وعندما دخلت عليه ساره الحجرة قادمة من الحمام ابتسم لها ابتسامة كبيرة وقال : هل أشرقت الشمس أخيرا؟
ابتسمت سعيدة بكلماته .ثم رفعت حاجبيها بدهشة وهى تتأمله وقالت : واو...الى أين بكل تلك الأناقة؟
قال وهو يربط رابطة عنقه بعناية : أحد أصدقائى أصر أن يدعونى الى عرسه ولم يقبل باعتذارى ,سأذهب لأهنئه بالزواج وأعود سريعا
خفضت عينيها بحزن وقالت : منذ أن مرضت وانت لم تغادر البيت أبدا الا للصلاة فى المسجد,وكلما استيقظت من نومى أجدك دائما هنا
نظر اليها طويلا ثم ابتسم وجذبها من يدها وهو يقول : تعالى
أوقفها أمام الساعة المعلقة على الحائط ووقف خلفها تماما, وأشار بسبابته الى الساعة وقال : انظرى ,الساعة الآن الثامنه,عندما يدور العقرب الكبير دورة كاملة وتصبح الساعة التاسعة ,ستجديننى أفتح الباب بهذا المفتاح..اتفقنا؟والآن ,عندما أرتدى الحلة أريد أن أعرف رأيك بصدق فى أناقتى
قالت بلهفة : انتظر ,سأحضرها لك
قال بتردد : لا ,سأحضرها أنا
لم تنتظر واتجهت مباشرة الى خزانة الملابس وفتحتها ومدت يدها لتأخذ الحلة لكنها تسمرت مكانها واتسعت عيناها بذعر ثم التفتت اليه بحده وقالت بغضب : على..ما هذا؟
قال متسائلا : ماذا ؟
أشارت الى الرف العلوى فى الخزانه فاقترب ونظر فظهر على وجهه الإرتباك الشديد وتنحنح وقال : هذا..هذا مسدس
قالت بغضب : أعلم .أراه جيدا,لماذا تضعه فى خزانة ملابسك؟ ولماذا تمتلك مسدسا من الأساس؟
أخذ يحك ذقنه بارتباك وقال بتردد : و.وهل المسدسات ممنوعه؟ ألا يسمحون فى أمريكا لأى شخص بامتلاك مسدس؟
قالت بغضب : هذا فى أمريكا.ولكن هنا فى مصر فإن امتلاك مسدس يعتبر شئ غير عادى..وخاصة اذا لم يكن يحمل رخصة
ابتلع علي ريقه بصعوبه,وامتقع وجهه بشده ولم يدرى ما يقول.
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

أمسك المسدس بين أصابعه ثم قال بارتباك :ِ لا تعقدى الأمور,فهو مجرد مسدس
صرخت ساره فجأه وِأغلقت عينيها بقوه عندما أغرق وجهها الماء ..فتحت عينيها عندما سمعت صوت على يضحك ويقول : نياهاهاهاها..مجرد مسدس مائى
هتفت بغضب : كيف تفعل بى هذا؟
قال وهو يبتسم بود : أردت أن أعرف . هل مازلت تخافيننى؟
زفرت بقوه وتناولت المنشفه وأخذت تجفف وجهها المبتل
ارتدى حلته وعدل من هندامه ووضع عطرِاٍ مميزا ثم نظر اليها وقال : ها,ما رأيك؟
ابتسمت وغمزت له بعينها وهى ترفع ابهامها لأعلى مؤيده
فقال بسرعه : حسنا لن أتأخر. السلام عليكم
استوقفته برجاء قبل أن يخرج وقالت : على, هل آتى معك؟
التفت اليها بدهشة وقال بتردد ولكن الطبيب...
قاطعته قائلة بحماس : أنا الآن بخير ,وأشعر برغبة فى الخروج معك,فأنا لم أخرج من مدة طويله
قال بتساؤل : ألن تشعرى بالملل عندما تشاهدين عرس اسلامى؟ أقصد عرس لجماعتنا؟
قالت بمكر : ألم تعدنى أن تعرفنى على كل شئ خاص بجماعتك؟
لم تستغرق ساره وقتا طويلا فى ارتداء ملابسها التى اختارها لها على
ارتدت عباءة أنيقة ذات ألوان هادئه رقيقه ومعها طرحة تتناسب ألوانها مع ألوان العباءه وقالت له : هل يمكن أن تساعدنى فى ارتداء الطرحه,فلم أعتد بعد عليها
أمسك الطرحه واقترب منها وبدأ يلفها بمهارة حول وجهها الجميل فسألته وهى تبتسم :كيف تعلمت لف الطرحه بتلك المهاره؟
قال ضاحكا : اول طرحة ارتدتها هبه أنا الذى أهديتها لها بمناسبة نجاحها فى الإعدادية وألبستها اياها بنفسى..بالطبع أشبعتنى سخرية وتهكما,ولكنى تعلمت منها بسرعه
قالت وهى تتأمله بدهشه والعاطفة تطل من عينيها : أنت تعشق أسرتك كثيرا
قال وهو يبتعد عدة خطوات للخلف : لقد انتهيت..دعينى أرى
أخذ يتأملها من أعلى الى أسفل بدقه ثم عقد حاجبيه وظهرت على وجهه علامات التفكير وأخذ يحك لحيته بأصابعه
تنهد بضيق وخلع حلته بعصبيه والقاها على الفراش وقال :لا .. لايمكن أن تخرجى معى هكذا
هتفت بدهشه عظيمه : لماذا؟ماذا حدث؟
هتف قائلا : لقد زادتك الطرحه جمالا فوق جمالك . لو سرت معى فى الشارع لظن الناس أننى اختطفتك
ضحكت ساره وارتدى على حلته وعدل من هندامه ثم فتح باب البيت ومد ذراعه أمامه يدعوها للخروج وهو ينحنى قليلا ويقول : سيدتى
مدت قدمها وهمت بالخروج لكنه جرى بسرعه وسبقها وخرج قبلها ثم التفت اليها وهو يضحك بمرح فضحكت بدورها كثيرا وتعلقت بذراعه واتجها الى العرس
انتهى العرس الذى كان مقاما فى أحد الأنديه الراقيه المطله على النيل الجميل, وخرجت ساره من القاعه المخصصه للنساء لتلتقى على فى المكان الذى اتفقا عليه سابقا,وعندما رآها قادمه قال بلهفه : هل أنت بخير؟ هل تشعرين بأى تعب؟
هزت رأسها بالنفى وهى تبتسم
فقال مباشرة : لنعد الى البيت
استوقفته برجاء وقالت : على . هل يمكن أن نبقى قليلا؟المكان جميل للغايه والهواء عليل
قال بتردد : ولكن الطبيب قال ...
قاطعته بحماس : ولكنى لا أشعر بأى تعب..على العكس,أشعر بأننى فى أفضل حالاتى
جلسا الى احدى الطاولات المطله مباشرة على النيل,وسألها : هل أعجبك العرس؟
قالت بسعاده : نعم..كان جميلا ..ولكنى مندهشه للغايه ,فلم أكن أتخيله هكذا
قال بتساؤل : وماسبب دهشتك؟
قالت : لقد وجدت كل الفتيات قد نزعن حجابهن وانطلقن يغنين ويرقصن حول العروس
قال باسما : وهل كان هناك أى من الرجال؟
قالت : لا كانت القاعه مخصصه كلها للنساء . ومغلقه أيضا
قال : وهذا هو المراد , ان الحكمه من الحجاب هو أن تحتجب المرأه عن أعين الرجال الأجانب عنها,وغير ذلك فلتفعل ما شاءت
أسندت يدها الى خدها ونظرت شارده الى النيل الجميل وهى تقول : والعروس..كانت جميله للغايه وكان ثوبها رائع حقا
تنهدت قائله : سماح كانت تتمنى أن ترتدى ثوب مثله
قال بمكر : سماح فقط؟
التفتت اليه وقالت : ماذا تعنى؟
قال بابتسامه ودوده : لا شئ ,هل أنت جائعه؟.ما رأيك أن نتناول العشاء هنا الليله
قالت ووجهها ينطق بالسعاده : أحب ذلك كثيرا
بعد يومين..............
كان فى انتظار ساره مفاجأه هزت مشاعرها بشده ,عندما ذهبا لزيارة والدها فى الفيلا وهناك فوجئت بالأنوار والزينات تملأ حديقة الفيلا.ولم تستطع ساره أن تنطق من قوة المفاجأه عندما علمت أن على أعد لها حفل زفاف بالإتفاق مع والدها
وكانت سعادتها طاغيه وهى تنظر لنفسها فى المرآه وهى فى ثوب الزفاف الأبيض بعد أن تحقق حلمها بهذه السرعه
وفى اليوم التالى ............
كان على يقود سيارته بصمت متجها الى مرسى مطروح وساره تجلس بجواره تنظر اليه وتتأمل ملامحه بحب كبير وبداخلها مشاعر كثيره وتساؤلات أكثر,فقطعت الصمت وعبرت عن دهشتها بقولها : أنت أغرب انسان قابلته فى حياتى
تبسم قائلا : حقا؟!!
قالت ضاحكه : انت حقا مجنون,لم أسمع من قبل عن رجل تزوج أولا ثم أقام حفل زفافه
قال ضاحكا : أنا لا أحب أن أقلد غيرى
قالت باستنكار: كن جادا وقل لى بصدق ,لم فعلت ذلك؟
قال بجديه : لأنك كنت تتمنى ذلك
ارتفع حاجبيها دهشة وقالت : من أجلى أنا؟
نظر اليها باسما وقال بتأكيد : نعم من أجلك..ولكن ,حتى أكون صادقا فليس هذا هو السبب الوحيد,لقد أردت أيضا أن أسعد أمى , وأحقق أمنيتها برؤية عرس ولدها البكرى,وكذلك ارضاء لوالدك وحفظا لماء وجهه أمام أقاربه بدعوتهم لعرس ابنته الكبرى,أعلم أنه رجل يتمسك باتباع الأصول والتقاليد,وكذلك وددت أن أرى السعادة فى عينى أحمد وهبه,وحتى لا تنظر الى أختك وكأننى اختطفتك
نظرت اليه ساره طويلا ولم تتكلم فقد كانت مشاعرها تجيش فى صدرها بقوه,ثم قالت له بعد فتره : ولكن كيف استطعت أن تقنع أبى أن يكون حفل الزفاف بهذه الطريقه؟ أقصد على طريقة جماعتك
قال ببساطه : ولكنى لم أقنعه بأى شئ
ضاقت عيناها وهى تسأله بعجب : أتريدنى أن أصدق أن أبى فعل هذا دون تدخل منك؟
قال وهو يبتسم : أنا لم أقترح عليه أى شئ..كل ما هنالك أننى قلت له لا أحب أن يرى أى رجل زوجتى سوى محارمها..وهذا ما حدث
اتسعت ابتسامتها وهزت رأسها بعجب, ثم عادت تنظر الى الطريق بصمت
كانت السياره على وشك الدخول الى محافظة مرسى مطروح عندما قال على : سنستأجر غرفه فى فندق تطل مباشرة على البحر.
أعتقد أننا سنجد غرفة شاغرة بسهوله ,ففى هذا الوقت من العام يكون الناس مشغولون بالدراسه والإمتحانات,والمصايف شبه خاليه
قالت بتساؤل : هل زرت مرسى مطروح من قبل؟
قال : كثيرا ..اعتاد أبى استئجار شقة هنا كل عام لنقضى فيها إجازة المصيف ..وكدت أفعل ذلك ,ولكنى فكرت أن الفندق قد يلائمك أكثر
ضحكت ضحكه قصيره متهكمه وقالت بلهجة ساخره يشوبها بعض المراره : نعم , يلائمنى تماما ,فقد اعتدت الحياة فى الفنادق والمعسكرات من أيام الجامعه,لقد قضيت حياتى الجامعيه كلها مقيمه فى نزل مع مجموعه كبيره من الفتيات من جنسيات مختلفه
قال بدهشه : ولماذا لم تسكنى فى شقه؟
قالت : لأن دراستى كانت عباره عن منحه من احدى الجامعات الأمريكيه
عقد حاجبيه وسألها : ولماذا لم تطلبى من أبيك أن يرسل لك مالا لتستأجرى به شقه؟
قالت : لأن المنحه لم تكن دراسه فقط , بل كانت دراسه وعمل وتدريب
سألها : تدريب على ماذا؟
قالت : على كل شئ,الكمبيوتر,التكنولوجيا,الإعتماد على النفس,فن الحياه والتعامل مع الآخرين
وكانوا يعقدون لنا دورات تدريبيه فى فن الإداره ,والخدمه العامه ,والتعامل مع البشر,وجمع المعلومات وتنسيقها والإستفاده منها فى مجالات العمل المختلفه,وغيرها كثير...كان الأمر أشبه بمعسكر تدريبى متكامل لمجموعه من الفتيات المتفوقات,ولم يكن بامكان أى واحدة منا مخالفة هذا النظام,أو الإستقلال عن المجموعه والا حرمت من المنحه,على الرغم من أنهن جميعا من عائلات فاحشة الثراء,وذات نفوذ كبير فى بلادهن,كان من بينهن بنات أمراء من الخليج وقادة جيوش ووزراء
قال بصوت غريب : أظنها كانت تجربه مفيده و ثريه للغايه
قالت والذكريات تتداعى الى رأسها : نعم ثريه ولكن لم تكن كلها أياما سعيده
وحتى بعد أن تخرجت من الجامعه والتحقت بالعمل فى المركز كنت قد اعتدت الحياه فى النزل,ولم يعد بمقدورى الحياة فى بيت مستقل لذلك أصبحت أتنقل بين الفنادق
قال وهو يهز رأسه بعجب : اعتدت الحياة فى الفنادق أم لم تكن لديك الجرأة لتعيشى فى بيت وحدك فى مجتمع غريب مثل المجتمع الأمريكى!!!
صمتت طويلا وهربت بوجهها الى النافذه التى بجوارها تتأمل الطريق وبعد مدة قالت : على...أريدك أن تستأجر لنا شقة هنا , أريد كسر هذا النظام الذى اعتدت عليه ومللت منه كثيرا
نظر اليها وعلى وجهه ارتسمت ابتسامه كبيره تمتلئ حنانا وهز رأسه موافقا
يتبع ------------------------ ان شاء الله
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

ساعد على ساره على النزول من المركب الصغير الذى أقلهم الى شاطئ الغرام وهو أحد الشواطئ الشهيره فى مرسى مطروح
كان على يرتدى قميص رياضى أنيق قصير الأكمام وبنطال رياضى قصير وقبعة رياضيه ويغطى عينيه بنظارة شمسيه أنيقه
أما ساره فقد ارتدت عباءه واسعه مريحه أسفلها بنطال طويل من نفس قماش العباءه وطرحه جميله أنيقه من نفس اللون وغطت عينيها بنظارة شمسيه أنيقه يتناسب لونها مع لون العباءه
كانا يسيران على الشاطئ وأقدامهما فى الماء وأيديهما متشابكة الأصابع حتى وصلا الى صخرة كبيرة فقالت ساره : هيا ,ساعدنى لأصعد الى الصخرة
هتف باستنكار : من ؟ أنا؟ لا يمكن
التفتت اليه وقالت بدهشه : لماذا ؟
ثم أردفت بمكر : أتخشى أن يظننى الناس ليلى مراد؟
قال بمرح : بل أخشى أن يظن الناس أننى أنا ليلى مراد
ضحكت وهى تضربه فى كتفه وتقول: أيها الماكر,هيا ,أعطنى يدك
أبعد يديه عنها مدعيا الخوف قائلا باستكانه : لا .لن أعطيك يدى فليس لدى سوى اثنتين فقط
قالت بلهجه منذره : على,هيا ساعدنى
ساعدها على تسلق الصخره ثم صعد خلفها وجلس بجانبها وقال بمرح : أنت الآن تجلسين مكان ليلى مراد تماما
ضحكت وسألته بخبث : هل تشاهد السينما؟
قال : لقد رأيت الفيلم قديما
خفض صوته وقال بلهجه توحى بالأهميه : لن أخفى عليك ..فبطل الفيلم كان أحد الأعضاء البارزين القدامى فى جماعتنا
نظرت اليه بدهشه وقالت باستنكار : من؟ حسين صدقى؟أتريدنى أن أصدق هذا؟
قال ببساطه : نعم .هذا ما حدث .لقد اعتزل الحياة الفنيه بعد ان انتج فيلما اسلاميا عن الصحابى خالد ابن الوليد.ولكن لم يذاع ابدا من خلال التليفزيون
وهذه أول معلومة عن جماعتنا..يمكنك الآن البدء فى أبحاثك ودراساتك.فأنا متلهف بشده لتدرسى شخصيتى
قالت بدهشه : شئ عجيب ,أتصدق؟لقد نسيت هذا الأمر تماما
قال بحب : ولكنى لم أنساه
ضحكت ضحكه متوتره وقالت : حقا ..يجب أن أبدأ
التفتت اليه متساءله : ولكن ..أتوافق على ذلك؟
قال بحماس : بالتأكيد,يجب أن أساعدك فى عملك
عقدت حاجبيها وكأنما تذكرت شيئا قد نسيته : عملى؟..أتقصد أنك موافق على استمرارى بالعمل فى المركز؟
قال باسما : ولم لا ,طالما أنه لا يخالف الشروط التى اتفقنا عليها
صمتت مفكره ثم قالت بعد قليل : أتعلم أن شخصيتك تثير حيرتى كثيرا,ففيها مجموعه من المتناقضات العجيبه التى يندر تجمعها فى شخص واحد..
أحيانا ,أراك طفل صغير وأحيانا أخرى تتكلم بلسان حكيم ,ثم أرى فى تصرفاتك زوج رائع يحمل بين جنباته مشاعر أبوة طاغيه تجعله يذوب عشقا لأسرته ويبذل أقصى مايستطيع لإسعاد من حوله
قال بمرح : بعد كل هذا الإطراء ,يحق لى أن أغتر
قالت بجديه : ولكن ..هناك وجه آخر مخيف لا يظهر الا.....
صمتت ولم تكمل فقال باسما : الا اذا رأى منكرا فادحا أو تعرضت كرامته للإهانه
صمت قليلا ثم قال بخجل : اننى كأى رجل ..أثور وقد يتملكنى الغضب .وقد يتغلب على أحيانا
أتعلمين..لقد قضيت وقتا طويلا أعانى من الندم وأقول لنفسى ما كان ينبغى أن أتصرف بهذه الطريقه ..بل كان يجب ان أتحكم أكثر فى ردود أفعالى
ولكن يجب ان اعترف ان لديك قدره غير عاديه على استفزاز مشاعرى
ضاقت عيناها وقالت بمكر : ولكن ماذا لو كان من يقف أمامك ....هو رجل فهل كنت ستتصرف بهذه الطريقه؟
رفع حاجبيه وقال بعد تفكير : حقا لا أدرى كيف كنت سأتصرف وقتها.. ربما كنت فى السجن الى الآن...أو معلق فى حبل المشنقه
ولكن ..لأنك لست رجل..فيجب ان أطلب منك أن تسامحينى
تورد خديها وادارت وجهها الى الجهة الأخرى محاولة اخفاء انفعلات عينيها وتورد خديها, ابتلعت ريقها بصمت ...قالت بعد فتره مغيره الموضوع : والآن..أخبرنى.من هو قائدك الأعظم ..وما اسم جماعتك؟
حك لحيته وأخذ يفكر بعمق ثم قال بعد صمت طويل :أظنك مكثت لفترة طويلة فى أمريكا
تنهد بقوه وكأنما يستجمع شجاعته وقال بتردد : ساره..أريد أن أعترف لك بشئ ولكن..أخشى أن تغضبى
عقدت حاجبيها وانتبهت باهتمام وقالت : لا , لن أغضب..قل
نظر اليها طويلا بصمت المتردد حتى كاد صبرها أن ينفذ وقال : ولكنك ستغضبين بالتأكيد
زفرت بضيق وقالت : لا لن أغضب.فقط قل ما تريد
أدار وجهه وقال : لا..لن أقول,فسوف تغضبين بالتأكيد
قالت بغيظ : اذا لم تقل الآن فسينفجر غضبى فى وجهك
قال برجاء : أتعديننى أنك لن تغضبى منى؟
قالت بلهفة من يريد المعرفه : نعم.أعدك,أعدك أننى لن أغضب .ها قل
أطرق بخجل وقال : أنا...أنا لا أنتمى الى أى جماعه كما تظنين
نظرت اليه بدهشه وبدا واضحا على وجهها أثر الصدمه وطال صمتها فقال : ألم أقل لك أنك ستغضبين,ها أنت غاضبه الآن,أليس كذلك؟
قالت بتجهم : لقد كذبت على
قال برجاء : لم أكذب .قلت لك أننى منتمى لجماعه ,وكلنا منتمون الى جماعة المسلمين ,وأخبرتك أننى سأعرفك على قائدى الأعظم ,وقائدى وقدوتى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم...وأنت وعدتنى أنك لن تغضبى وستبدأين بالغضب الآن
قالت بضيق : لقد كذبت على,كنت طوال الوقت تسخر منى فى نفسك
قال بصدق : لا والله,ولكن ,أعجبتنى اللعبه واستمتعت بها كثيرا, كنت سعيد للغايه وانا أرى محاولاتك لعلاجى واصرارك على شفائى,كنت سعيد لأنك حقا تهتمين بى.والآن يبدو أننى أفسدت كل شئ. لقد أثرت غضبك .ستغضبين الآن منى ,وربما ألقيتى بى من فوق الصخره وتركتنى وعدتى الى بيت أبيك..ستغضبين,أليس كذلك؟
قالت بنفاذ صبر : أهذا كل ما تفكر فيه؟..لن أغضب
صرخ ممثلا الدهشه الكبيره : ماذا؟..ألن تغضبى؟لا..مستحيل,لا أصدق,بالتأكيد ستغضبين
ضاقت عيناها وهى تضغط أسنانها وتقول : لن أغضب
فقال باستفزاز : ستغضبين
ردت بتحدى : لن أغضب
فكرر ليغيظها : ستغضبين
صرخت بحده : لن أغضب
صمت قليلا وتنهد بغيظ تمثيلى وهتف بحده : يجب أن تغضبى الآن
قالت بدهشه : أنت حقا غريب,أنا لا أفهم ماذا يدور فى رأسك؟ أتكون سعيدا اذا غضبت؟
قال مباشرة : نعم.تكونين جميله جدا حينما تغضبين ,كما أننى أحب أن أسترضيك وأصالحك..والآن اذا لم تغضبى ,فلن أستطيع أن أصالحك
عقدت حاجبيها وضغطت أسنانها بقوه تحاول أن تمثل الغضب لتقاوم عضلات وجهها التى تصر باستماته على رسم ضحكة كبيرة على وجهها وهى تقول ببطء : مت بغيظك ..فلن أغضب
استلقى على ظهره بطريقه تمثيليه وصرخ قائلا : يا الهى..ماذا أفعل,لقد هزمت,فشلت فى اغضابها
صرخت بغيظ وهى تلكمه فى صدره : أيها المهرج,أنت ممثل فاشل فاشل فاشل
قفز برشاقه من فوق الصخره وانطلق يجرى على الشاطئ الخالى وصوت ضحكاته يصل الى عنان السماء
قفزت ساره وأخذت تجرى خلفه وهى تصرخ بغيظ : انتظر حتى أضع يدى عليك..سأقتلك يا على
هتف بمرح وهو يضحك ويقفز كالأطفال : نياهاهاهاها أغضبتك..أغضبتك
ظلت تجرى خلفه وتقذفه بالرمال وهو يضحك . وعندما رآها تعبت توقف عن الجرى وانتظرها حتى انضمت اليه
وقفت تنظر اليه بغيظ وهى تلهث بشده,ثم تأبطت ذراعه وسارا معا بصمت على الشاطئ الجميل والأمواج تداعب أقدامهما برفق
فجأه بدأت ساره تضحك بشده وهى تقول : لا أدرى ماذا فعلت بى, لا أصدق أنك خدعتنى بمثل هذه الطريقه الساذجه,ماذا أفعل بك الآن؟ لو كان حدث لى هذا منذ شهر واحد فقط ,لأثرت الدنيا ولم أهدأ الا اذا رددت الإهانه مضاعفه..ولكنى الآن أشعر بشعور غريب للغايه,لدرجة أننى لا أستطيع حتى أن أغضب أو أثور
جلسا معا فوق الرمال الناعمه وأخذت تدفن قدميها تحت الرمال الدافئه وهى تقول بخيبة أمل : والآن,بعد أن عرفت الحقيقه لا أدرى كيف سأكمل بحثى,وماذا سأقول لهم فى المركز ,ماذا فعلت بإجازتى؟
قال بجدية شديده : هل بدأت تشعرين بالندم على زواجك منى؟
تأملته بصمت ثم هزت رأسها بالنفى وهى تقول : أنا أيضا لدى اعتراف لك
قال بمرح : هل هذا هو اليوم الدولى للإعترافات؟
أكملت : ولكن عدنى أولا أنك لن تغضب
رفع احدى حاجبيه ومط شفتيه بمرح قائلا : يبدو أنك تتعلمين بسرعه . هل ستلعبين معى نفس اللعبه؟
تنهدت وقالت بجديه : منذ أن رأيتك وهناك شئ غريب يجذبنى اليك..استفزنى كثيرا تجاهلك وعدم التفاتك الى,وعندما رفضت الزواج منى ,تفجرت براكين الغضب بداخلى,لم أعد أفكر بالعمل ولا الأبحاث,وسيطرت على رغبة قوية للإنتقام منك
رفع على حاجبيه بدهشة كبيره لكنه لم يعلق
واسترسلت ساره فى اعترافها : وعندما علمت انك انهيت عملك فى الفيلا وسترحل ولن أراك ثانية,جن جنونى,كنت على استعداد لفعل اى شئ حتى لا ترحل,وأقسمت أن أنتصر عليك وأجبرك على الزواج بى
تنهدت بعمق وقالت : والآن ,أدركت أخيرا أنك أنت من انتصر
ابتسم بحنان وقال والحب ينضح من حروف كلماته وهو يمسك بيدها بين يديه : ساره, عندما يكون هناك زواج ,فلا مكان لنصر أو هزيمه ,هناك فقط جبهة واحدة ,بيت واحد,قلب واحد
تشابكت أصابعهما بقوة وتجمعت الدموع لتملأ عينيها وهى تبتسم بصمت, وقلبها ينبض بقوة لم تخبرها ابدا قبلا
بعد مدة هدأت مشاعرها فسألته : حقا ,لا أستطيع أن أصدق أنك لا تنتمى الى أى جماعه
قال ببساطه : لماذا؟
قالت : تصرفاتك,معلوماتك الدينيه الغزيره ,لحيتك,أسلوب معاملتك لعمالك,كنت أسمعك دائما تتحدث معهم فى أمور الدين,تأكل معهم , تصلى معهم,من أين لك بكل هذا لو لم تكن تنتمى لأى جماعه؟
تبسم قائلا : لأننى تربيت على هذا.فمنذ صغرى ألحقنى أبى بالمعاهد الأزهريه ,وحفظت القرآن كاملا على يد شيخ كبير, وعندما تخرجت فى كلية الهندسة جامعة الأزهر ,أدركت أنه ينقصنى الكثير لأتعلمه,فالتحقت بكلية الدعوة بعد أن أنهيت تجنيدى ,رغم أن التجنيد أخرنى ثلاث سنوات كامله,وعندما قابلتك كنت أفكر جديا أن أبدأ طريقى نحو الماجيستير
قالت متسائله : وماذا عن لحيتك؟
قال بمكر : ماذا؟ ألا تتلائم مع تقاسيم وجهى؟
قالت بخبث : ماذا لو طلبت منك أن تحلقها؟هل تفعل؟
هتف باستنكار باسما : لا مستحيل..الا لحيتى
مال عليها وقال متصنعا الإهتمام الشديد: أتعرفين شمشون؟ذلك الرجل الشهير الذى كانت تكمن سر قوته فى شعر رأسه
هزت رأسها متعجبه فأكمل : ان سر قوتى يكمن فى لحيتى
ارتدت للخلف بحده وضاقت عيناها وقالت بغيظ :كنت أظنك ستقول شئ جاد
قال ضاحكا : حسنا ,سأكون جاد ..لا يمكننى حلق لحيتى لأننى أعتز بها كثيرا ,فأنا أحاول أن أقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم فى كل أفعالى وكذلك أعتبرها مظهر من مظاهر الرجولة والوقار.هل تسبب لك أى مشكله؟
قالت بعد تفكير : لا,فقط أحاول أن أتخيل ملامح وجهك بدون اللحيه
عقد حاجبيه ونظر الى البحر ونهض من مكانه وقال باهتمام : ما هذا؟
نهضت بدورها وقالت بفضول : ماذا هناك؟
أجفلت بشده عندما صرخ فجأه صرخة عالية قائلا : يا ريس
ثم التفت اليها وقال متعجلا : المركب سترحل بدوننا ولم يبق سوى القليل على الغروب,ولن نجد مركبا أخرى تقلنا الى الشاطئ الآخر,هيا بسرعه
اختطف يدها وانطلق يجرى على الشاطئ بسرعه كبيره وهى تجرى خلفه حامله حذاءها فى يدها وهى تشعر وكأنها تطير فوق الماء وقلبها ينبض بقوة وأعماقها تتساءل مغرقه فى الدهشة : الى أين يأخذنى ذلك الرجل الغريب ذو اللحية السوداء؟
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

مًرحًبًا اخِيِ الَکريِمً

تٌبًدٍوٌ قُصّة جّدٍ مًشُوٌقُة روٌعٌة فُيِ الَمًتٌابًعٌة
 
رد: رواية الرجل ذو اللحية السوداء / أكثر من رائعه وكاملة

وصلا الى المركب التى غادرت الشاطئ بمسافه قصيره فتوغلا قليلا فى الماء وابتلت ملابسهما .,وساعد على ساره لتركب المركب ثم قفز خلفها.
وصلت المركب الى الشاطئ الآخر ونزلا منها وسارا لمدة طويله حتى توقفت ساره بتعب وقالت : لن أستطيع التحرك من مكانى ولا خطوة واحده ,أكاد أهلك جوعا
قال على وهو يجذب يدها : هيا ,تحملى قليلا ,كدنا نصل الى البيت
قالت : لا أذكر متى شعرت بالجوع بهذا الشكل, لقد نسينا تناول الغداء
قال على : الخدمات فى هذا الوقت من العام تكون قليله , فلم تبدأ شهور المصيف بعد,هيا لنعد الى البيت
قالت بعناد : لن أستطيع التحرك قبل أن آكل
فكر قليلا ثم قال : أتذكر أن فى هذا الشارع كان هناك مطعما للأسماك
اتجه الى أحد الماره وسأله عن المطعم ,ثم عاد الى ساره وهو يقول : كما توقعت, المطعم قريب من هنا
دخلا الى المطعم وجلسا الى احدى الطاولات وأخذت ساره تهز ساقها بتوتر متعجله وهى تقول : يا الهى,كيف لى بالصبر,رائحة السمك المشوى لا تقاوم
قال على متبسما : انتظرى حتى تتذوقيه
أخيرا جاء السمك المشوى,ومدت ساره يدها بسرعه الى الطبق,فأمسك على يدها فجأه قبل أن تصل اليه وقال : انتظرى
نظرت اليه بدهشه فضاقت عيناه وقال بلهجه محذره : ألن تتأكدى أولا أننى لم أضع لك سما فى الطعام؟
رفعت احدى حاجبيها بغيظ وضربت يده بقوه وهى تقول : حتى لو وضعت به حمض الكبريتيك ,فلن أدعك تنفرد بالسمك اللذيذ وحدك أيها النهم
وبدأ الطعام..............
والتفت كل من فى المطعم بدهشه كبيره على صوت صخب شديد ليشاهدوا ذلك الثنائى الغريب وهما يتناولان طعامهما بنهم كبير ويتخطفان قطع السمك من بعضهما البعض.واستكانت أدوات المائده فى مكانها بعد أن يأست من أن يستعملها أحدهما ,فلم يكن لديهما الوقت الكافى لذلك ,بعد أن تسابقت الأيدى لتنقذ ما تبقى فى الأطباق
وانتهى الطعام.................
وألقت ساره بخدها فوق يدها المسنده الى الطاوله وقالت وعينيها نصف مغمضتين : أشعر بالخدر يسرى فى جسدى ويزحف الى رأسى,والآن ..كيف سنتحرك من هنا ونعود الى البيت؟
رشف على جرعة ماء ووضع الكوب على المائده وظهره مستند الى الكرسى وساقاه ممدتان أمامه أسفل الطاوله وقال بكسل شديد : ما رأيك؟..هل أستدعى سيارة اسعاف؟
نهض ببطء ومد يده اليها وقال : هيا ,أعطنى يدك لنذهب الى البيت
خرجا من المطعم وهما يسيران ببطء وكسل ,وبدأت ساره تضحك بشده وتقول : أرأيت كيف كانوا ينظرون الينا؟ لا أدرى من أين أتتنى كل هذه الجرأه لأفعل ما فعلته ؟صاحب المطعم لن يسمح لنا بارتياد مطعمه مره أخرى بعد أن رآنا نأكل بهذه الطريقه
ضحك على قائلا : على العكس ,سيرحب بنا بالتأكيد ,فمن أين له بزبائن مثلنا يأكلون سته غداء فى وجبة واحده؟
قالت بدهشه : لم أكن أصدق ان بامكانى التهام كل هذه الكميه من الطعام
قال منذرا : لم أكن أعرف أننى متزوج من حوت...سيكون حسابى معك عسيرا على ما فعلتيه
قالت بدهشه : عن ماذا تتكلم؟؟
قال بغيظ : عن البطروخ الذى سرقتيه من بطن سمكتى...لن أسامحك أبدا
ضحكت قائله : لقد كان لذيذا..كما أننى كنت جائعه للغايه
قال : لدينا مثل يقول ..الجوع كافر
قالت وهى تبتسم : أصدق ذلك تماما بعد ما كابدته اليوم
فى اليوم التالى ............
اصطحبها على الى شاطئ عجيبه ..أروع الشواطئ فى مرسى مطروح وأكثرها سحرا على الإطلاق ..وربما فى ساحل البحر المتوسط بأكمله
جلس الإثنان فى صمت يتأملان ذلك الجمال الربانى الساحر
البحر بكل درجات الزرقه يعانق سماء صافيه تتراقص فيها قطع السحب التى تلمع تحت أشعة شمس ساطعة الضياء
كان مشهدا يخلب الألباب ويأخذ القلوب بروعته
قالت ساره بتأثر : لم أكن أعلم أن فى مصر مثل هذا الجمال
تنهد على وقال بنشوة : سبحان الخالق المبدع ,كلما نظرت الى صنع الله واهب الجمال للكون ..أستشعر قدرة الله وعظمته , تلك القدرة التى تنحنى لها الجباه وتخر النفوس ساجده
أصابتها قشعريره غريبه من كلماته وقالت بحنين : الحياه جميله للغايه , كيف يستطيع أى انسان له قلب وعقل أن يفسد ويدمر مثل هذا الجمال؟
طالت لحظات الصمت والتأمل لفترة طويله حتى قطع على الصمت أخيرا والتفت اليها قائلا :هل فكرت ماذا ستفعلين فى أبحاثك؟
قالت بهدوء : لم أفكر بعد ,ولكن الحل الوحيد أمامى هو أن أبدأ من جديد وأبحث عن عينات للدراسه
قال بلهجه تسيل منها السخريه سيلا : عينات ملتحيه؟ وربما سيدات منتقبات أيضا؟
عقدت حاجبيها وقالت بضيق شديد : الا ترى أن أسلوبك لاذع أكثر من اللازم؟
ظهر على وجهه الأسف وقال بلهجة معتذرة : آسف , ولكنى ضد الحكم على الناس من خلال مظهرهم وملابسهم
عقدت حاجبيها وقالت بدهشة غاضبه : ومن قال لك أننى أفعل ذلك؟
قال بشئ من الحده : أنا لا ألومك , فالعالم بأجمعه الآن يربط بين المظهر الإسلامى والإرهاب, فكل منتقبه هى فى عيونهم ارهابى متنكر وكل ملتحى يحمل تحت ملابسه حزاما ناسفا
قالت بحده : قلت لك من قبل أننى لست بهذه السطحيه فالمظهر لا يعنى شيئا بالنسبة لى ,بل يعنينى الفكر والعقيده التى يحملها صاحبه
صمت قليلا وظهر على وجهه الغضب , ثم تمالك نفسه سريعا واستعاد هدوءه وقال : أتريدين رأيى الشخصى؟ان أردت معرفة كيف يصنع الإرهابى يمكنك الذهاب الى جوانتانامو أو أى معتقل آخر أمريكى سرى فى أى دولة فى العالم يمتلئ بأشخاص لم يحاكموا ولم تثبت ضدهم سوى تهمة واحدة ,أن مكتوب فى بطاقات هوياتهم ..مسلم
صمتت قليلا ثم قالت بعد تفكير : نعم .أعلم تماما أن هناك علاقة وثيقه بين الظلم والقهر وبين الإرهاب ..ولكنى أدرك أن هناك أمور أخرى أشد تأثيرا على عقل الإنسان
هز رأسه بعصبيه وقال بابتسامة ساخره : نعم..وهذه الأمور تتعلق بالإسلام
هتفت بحده : لا تتعلق بالإسلام بقدر ما تتعلق بالهوس العقائدى والمعتقدات الخاطئه...اذا أردت أن تصنع ارهابى فالظلم والقهر وحدهما لا يكفيان,بل يجب أن تسيطر على عقله وتجعله يؤمن أن الخلاص الوحيد من الظلم والشر فى العالم هوالعنف والإرهاب وقتل الآخرين
تنهدت بحزن وقالت بتأثر بالغ : الدليل على ما أقول ,جريمة رأيت آثارها بعينى وقمت بدراستها
لم يقاطعها على عندما صمتت قليلا وابتلعت ريقها وقالت : (فى أحد الأعوام فى اليابان قام سته من الشباب اليابانيين ينتمون لجماعة متطرفه تسمى جماعة (أوم)بنشر غاز السارين داخل ستة قطارات مختلفه لمترو الأنفاق فى طوكيو)*..أتعلم ما هو السارين؟
عقد حاجبيه وقال باهتمام كبير : غاز الأعصاب؟
هزت رأسها وقالت بألم : نعم ..قاموا ببساطة مميته بقتل العشرات واصابة المئات بتأثير الغاز المدمر..لقد ذهبت الى اليابان بنفسى والتقيت بمجموعه من الضحايا مازالوا على قيد الحياه والتقيت أيضا ببعض من المنتمين لهذه الجماعه التى تحمل أفكارا غريبه وشاذه ,كانوا يعتقدون انهم بقتلهم الأبرياء سيطهرون العالم من الشرور والآثام..الغريب أن السته الذين قاموا بارتكاب تلك الجريمة الرهيبه كانوا من أفضل العقول فى اليابان وحاصلين على أفضل المراكز ,وبعضهم كان فى جامعة المتفوقين..أتصدق هذا؟
قال بجديه وتأثر : نعم أصدق,أصدق أن أى عقل خالى من العقيدة الصحيحه يمكن ملئه بمعتقدات فاسده والسيطرة عليه وتوجيهه للشر بكل سهوله
أصدق أن قلبا لا يمتلئ بالإيمان الحقيقى لن يعرف قيمة الحياه ولن يردعه شئ عن ارتكاب المعاصى والآثام وأبشع الجرائم
من لديهم ايمان راسخ وعقيدة قوية تحميهم يؤمنون تماما أنه لا يجوز لهم الإنتقام من الأبرياء الذين لم يسيئوا اليهم وان العداله الحقه هى عدالة رب السماء الذى حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين العباد
ان من يعرف الله حقا ويتبع رسوله يؤمن بأن الأصل فى الإسلام هو التسامح بل والعفو حتى عمن ظلمنا لأن حياته صلى الله عليه وسلم كانت سلسله متصله من التسامح والعفو
أصدق أن من لا يخاف الله..فممن يخاف؟
قالت بتأثر كبير : هل تظن أن الإيمان يمكن أن يحمى قلب الإنسان وعقله من الشر والوقوع فى الخطأ وارتكاب الجرائم؟
قال بابتسامة حانيه : وهل تظنى أنتى العكس؟
دمعت عيناها خفضت رأسها وأغمضت عينيها وظهر الألم فى ملامحها,فسألها بلهفه : ساره ,ما بك؟ هل تعبت؟
قالت بصوت واهن وهى تمسك برأسها : لا,ولكن الشمس قوية للغايه ,والرمال البيضاء تعكس الضوء المبهر وتلقى به فى العين مباشرة
قال بحنان : هل نعد الى البيت لترتاحى؟
هزت رأسها بالنفى فقال : ما كان يجب أن تنسى نظارتك الشمسيه اليوم
أكمل وهو يخلع نظارته عن عينيه : خذى نظارتى
قالت مباشرة : لا انها تغير ألوان الأشياء,وأنا أريد أن أرى كل شئ بوضوح
صمتت قليلا ثم قالت : أظن أننى بدأت أعتاد ذلك النور الساطع.. عجبا,لقد بدأت أرى أشياء جديده لم أكن أراها من قبل
لا أذكر متى رأيت الشمس ساطعة وقوية بهذه الطريقه؟
ابتسم بحب كبير وأمسك يدها وشبك أصابعها بين أصابعه وعادا يتأملان تلك اللوحة الربانيه الخلابه,وبعد طول صمت قالت ساره بصوت يملؤه الشجن : كلما نظرت فى المرآه أتساءل من هذه الطفله التى تبدو لى وتتكلم بلسانى وتسكن جلدى؟
الآن فقط عرفتها ..هى نفس الطفلة التى كانت تسير دوما بجوار سيده ريفيه تخفى جمالها بالحجاب وتذهب الى المسجد لتتعلم كيف تقرأ القرآن ,كانت أمنية حياتها أن تحفظ القرآن كاملا ..ولا ينطق لسانها الا بالدعاء أن يحفظ الله طفلتيها
رفع على حاجبيه وأخذ يتأملها بدهشة عظيمه
نظرت اليه وقالت بغرابه : أنت أول انسان أخبره بذلك
لا أدرى لم أنت بالذات الذى أستطيع التحدث أمامه بتلك الأشياء
ابتسم قائلا : هل بدأت تثقين بى أخيرا؟
نظرت الى البحر وقالت بجديه : لم يحظ بثقتى المطلقه فى هذا العالم سوى شخصين اثنين
قال بدهشه : اثنين فقط؟
قالت : نعم . فمعيار الثقه عندى يرتبط بالصدق وكلما كان الإنسان صادقا كلما ازدادت ثقتى به..وليس من السهل فى هذا الزمان أن تجد الكثير من الصادقين
قال بمرح : بالتأكيد أنا أحدهما
ابتسمت قائله : نعم,ولكن صدقك شديد الإستفزاز
والثانى ,هو جيف..أقصد د.جيفرى باركلى
اختفت ابتسامته وعقد حاجبيه بدهشه : عجبا.كنت أظن الثانى هو أباك
ظهر على وجهها الإرتباك وأدارت عينيها الى البحر لتهرب من نظراته الكاشفه ثم قالت بعد صمت : جيف هو استاذى ومعلمى وساعدنى كثيرا عندما كنت فى أمريكا
كان أستاذى فى الجامعه وكان معجبا بتفوقى وذكائى وساعدنى كثيرا فى دراستى,وبمجرد أن أنهيت دراستى أوجد لى عمل فى المركز وفعل كل هذا بلا مقابل
قال على باهتمام : يبدو أنك كنت متفوقه للغايه
ابتسمت قائله بفخر : لقد تفوقت على كل زميلاتى فى المنحه رغم أن أغلبهن من عائلات ذات مناصب رفيعه فى بلادهن كما أخبرتك ..كنت الأفضل دائما,وهذا ما جعل جيف يهتم بى لدرجة أننى عندما أصبت ببعض نوبات الإكتئاب التى أثرت بشكل ملحوظ علىمستوى تحصيلى الدراسى,أرسلنى الى طبيب نفسى قريب له وقام بعلاجى بأحدث الأجهزه والتقنيات الطبيه الحديثه
وحتى الآن يساندنى, وسوف يرشحنى لرئاسة فرع المركز فى مصر
اختفت ابتسامته تماما وظهر على وجهه التفكير العميق وأدار وجهه الى البحر شاردا
فسألته بدهشه : على..هل هناك ما يسوء؟
تنهد بقوه ونظر اليها وابتسم ابتسامه مغتصبه وقال : يبدو أننى بدأت أغار
ابتسمت قائله : ان جيف هو استاذى ومعلمى ولا شئ أكثر من ذلك
هز رأسه بشرود وعاد ينظر الى البحر وهو يردد : لا شئ أكثر من ذلك ... نعم أصدقك تماما...
أدارت وجهها هى الأخرى وأخذت تتأمل البحر ولكنها سمعت صوتا جعلها تلتفت اليه وتسأله : كلما حركت ساقك أسمع صوت غريب يصدر من ملابسك..ما هذا الشئ؟
نظر اليها بتساؤل وقال : ماذا فى ملابسى؟
ضاقت عيناها وقالت بلهجه آمره : على..حرك ساقك
حرك ساقه فسمعت صوت خرفشه يصدر من جيبه فابتسمت بمكر وقالت : والآن ,أرنى مافى جيبك
قال بارتباك : ماذا؟..لا ..لاتفعلى
مدت يدها عنوة تبحث فى جيبه واتسعت عيناها بذهول وهى تخرج من جيبه حلوى ومصاصات ولبان للأطفال
ابتسم بخجل وقال : انها عاده قديمه لا أستطيع التخلص منها.. فعندما كنت أخرج مع اخوتى وهم صغار الى أى مكان كنت أملأ جيبى بتلك الأشياء حتى أستطيع اسكاتهم اذا ما بكى أحدهم
تأملت الحلوى بين يديها بشرود وقالت والدهشة مازالت تملأها : أدركت الآن ما هو الشئ الغريب الذى جذبنى اليك فى أول مرة أراك فيها,انها الرائحه التى كانت تفوح من جلبابك الأبيض...نفس الرائحه التى اعتدت أن أشتمها عندما يضمنى جدى بين أحضانه كلما أخذتنى أمى لزيارته فى قريتها وأنا طفله
قالت بكلمات تقطر الشوق والحنين وهى تنظر بعيدا : يا الهى... كيف أنسى ذلك؟..كنت أشعر بين أحضانه بدفء وأمان بلا حدود, وعندما كان يجلسنى على ساقه وأنا مازلت فى الثامنه ويتركنى أعبث بلحيته البيضاء كالحليب وهو يغنى لى بصوته العجوز الغليظ أغنيه لا أتذكر كلماتها ولكنها تتحدث عن الكعبه والشوق لرؤياها وكان يحلو لى دائما أن أضع يدى فى جيب جلبابه لأستولى على ما به من حلوى
عصرت الحلوى بين أصابعها بقوه وهى تغمض عينيها بألم لتسيل دموعها أنهارا على خديها ,فأمسك على يديها وقال بقلق بالغ : ساره,هل أنت بخير؟
أكملت وكأنما لم تسمعه : لقد مات بعد أمى بفترة قصيره..مات وأنا فى المدرسة الداخليه,لم أستطع أن أسامح نفسى أبدا لأننى لم أزوره فى مرض موته,لذلك حاولت أن أنساه بكل ما أستطيع من قوة حتى لا يقتلنى الألم
هزها على برفق وهو يقول بلهفه : ساره يكفى هذا
فتحت عينيها وأخذت تتأمل ملامح وجهه بدقه وهى تقول بتأثر : ان بعض منك يشبهه, منذ أن رأيتك وأنا أشعر أن هناك شئ بداخلى يؤلمنى ولا أستطيع أن أخرجه,ليـ...
قاطعها بحنان بالغ : هشششش يكفى هذا ,هيا لنعد الى البيت,فأنت بحاجه الى الراحه.


 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top