روآية الْعَمَلَةَ الذَّهَبِيَّةَ / الْمُقَدِّمَةُ / الْفَصْلُ الْأَوْلَ: يَوْمُ عَمَلِ آخِرِ

Anarchy

:: عضو منتسِب ::
إنضم
18 جويلية 2014
المشاركات
1
نقاط التفاعل
1
النقاط
3
السّلامُ عَلَيكُمْ و رحمةَ اللهِ و بركاته

اُقْدُمْ لَكُمْ رِوايَةٌ بِعُنْوَانِ الْعَمَلَةِ النَّقْدِيَّةِ

مَنْ قَلَمِي مِائَة بالمائة, نَتِيجَةُ الْهامِّ اِسْتَنْشَقْتِهِ الصَّيِّفِ الْمَاضِي,

و نَقَلَتَهُ الِيِكُمْ, لِرُبَّما استوحذت هَذِهِ الروآية الْمُتَوَاضِعَةَ عَلَى إِعْجابُكُمْ او اِهْتِمَامَكُمْ,

اردت ان اِذَّكَرَ, ان هَذِهِ الْقُصَّةَ لَا تَمِسْ اي طآئفة, و لَا اِقْصِدْ بِهَا اي جِهَةٌ,

و انما عَبِرَةَ سَنَصُلُّ الِيِهَا عِبَرِ الْفُصُولِ إِنَّ شآء اللهَ و اراد,

و اردت ان اِذَّكَرَ ايضا,

اني لَا اُكْتُبْ اي كَلَمَّةٍ بِدونِ سَبَبٍ, فَاُرْجُوَا ان لَا تُفَوِّتُوا اي مُعَنّى,


و إِنَّ كآن بَيْنَ السُّطُورِ,


و الَانِ,











المقدمة


مدينة لو هافر تقع شمال غرب فرنسا , و هي كلمة فرنسية تعني المينآء ,


اين يقطن ما يقارب مئتا الف نسمة ,


و منهم بطلنا سامر الذي يعيش في حي متواضع ,


في الطابق الثالث من عمارة مختلطة ,


لا تتعدى نشاطاته الاجتماعية فيها اخراج المكنسة


و تنظيف مدخل العمارة اسبوعيا ,


لا يحتوي هاتفه على اكثر من جهة اتصال , و التي هي رب عمله ,


فمعظم جيرانه لا يحملون ذرة احترام , حياء , ولا عاطفة ,


بينما سامر , قلبه يحترق كل يوم حين يضع راسه في تلك المخدة ,


و يراجع ما فعله اليوم , واضعا خطته للغد ,


و ثنايا قلبه ترسم ملامح الندم على وجهه البشوش ,


بسبب الطريق الذي اختاره ,


و المطاف الذي وضعه في هذا السيناريو الاسود و الابيض ,


و نبضات قلبه تتكلم :


اين انا من هذه الحياة ؟


اين انا من دين امة محمد صلى الله عليه و سلم الحنيف ؟


كم مضى و عيناي مغلقتان حتى وصل بي الامر إلى هنا ؟


هل اقتل ضميري و اعيش هذه الدنيا الفانية ؟


أو احاول مجددا , و انا لا حول لي ولا قوة ؟


و يده تتحسس راسه , فلايجد شعرا ,


و يحمد الله عز و جل , على كل النعم التي اعطاه ,


سامر ليس بذلك الغباء بعد ما علمته اياه الدنيا ,


فهو ليس من النوع الذي يحزن بسبب تساقط شعره ,


ولا فخامة بيته , و مآ شآبه من ماديات ,


فهو يدرك ان الله فضله على كثير من النآس ,


فضميره لازال يخفق , و عقله لازال يعمل , و لازال لديه الخيار ,


لكنه يتحسر على شيء اخر ,


اكثر اهمية , الا و هي ذاته ,


التي استسلم لها و تركها تحركه كل هذه السنوات ,


فيبقا السؤال يطرح على باله كل يوم ,




هل سيستعيد سامر ذاته ؟








الفصل الاول : يوم عمل آخر




تضرب اشعة الشمس عيني سامر , يفتح عيناه , و ينظر عبر النافدة ,


فيجد الجوء مشمس , يبتسم و يرفع غطاءه ,


ينهض و يتفقد هاتفه الموضوع فوق الطاولة ,


و يرى الساعة فيجدها الساعة السادسة صباحا , و يبتسم لانه نهض قبل المنبه ,


يلبس ملابسه و يتجه إلى الدوش و ينظر إلى المرآة ,


يمسك المشط و يتمعن فيه ,و يسال نفسه كالعادة :
لماذا احتفظ بهذا المشط بينما لا امتلك شعرا ؟


يعيده إلى مكانه , و يحمل علبة سجائر ,


و يقول ببرودة :
لكل منا عادات سيئة ,


يضع هاتفه في جيبه , و السماعات في اذنيه , مشغلا بعض الايات من القرآن ,


يمسك دراجته , و يخرج من العمارة , و بينما هو يقفل الباب ,


ينزل بعض الجيران , ولا يلقي احد السلام على الاخر , و كانهم متعادين ,


ينتظر سامر نزولهم , و يتظاهر انه يتفقد هاتفه ,


ثم ينزل بهدوء , و يحاول ان لا يصدر ضجيجا اثناء إنزاله لدراجته معه ,


يخرج من العمارة , و يركب دراجته و ينطلق ,


و الطريق لازالت مبتلة قليلا من امطار البارحة , و هو ينظر إلى نفس الجيران ,


نفس المحلات , نفس اللافتات , و يحاول ان لا يحزن ,


و يتعمق في سماع تلك الآيآت القرآنية ,


و بعد عشرين دقيقة , يصل إلى مقر العمل ,


بناية صغيرة تابعة لشركة محلية تقوم بانتاج الجرائد , مخصصة لتوزيعها ,


يملكها رجل اصوله فرنسية و لكنه عاش في انجلترا , اسمه كيفن ,


و رجع إلى مدينة لو هافر يوم توفق في انشاء هذه البناية المتواضعة ,


قام سامر بركن دراجته مع باقي الدراجات ,


و فتح الباب فوجد المدير كيفن يتكلم على الهاتف ,


و عندما رآى سآمر , رفع ابهامه , دلالة على ان الجرائد وصلت ,


و بعد ما راى سامر ذلك , توجه إلى الغرفة المخصصة لتخزين الجرائد ,


و حمل من الحقائب المملوئة بالجرائد ما تيسر حمله ,


و لكن المفاجاة كانت انه وجد كوب قهوة موضوعا على الطاولة ,


و ورقة بجواره مكتوب عليها :
بصحتك يا سامر .


تفاجأ سآمر و ابتسم , و لكنه احتار في نفسه , فهو لم يعرف صاحب هذه الرسالة ,


اخد القهوة و خرج من البناية , و سحب علبة السجآئر , و لكنه تفاجا بانه نسي الولاعة ,


فبدا الغضب يسيطر عليه , و هو يدير راسه باحثا عن شخصا حاملا سيجارة مشتعلة ,


و لكن سرعان ما فكر مجددا و اعاد تلك العلبة ,


و قال : لعلها خير , و بدا في شرب القهوة ,


خرج المدير كيفن , فنزع سامر السماعات و نظر اليه :
ارى انك توقفت عن التدخين , و استبدلته بالقهوة , خطوة جيدا يا ,,,,, -


- سامر يا سيدي , و شكرا على الإطراء ,
و اسف لانني لم انطلق بعد , فقد فكرت ان كاس قهوة سيساعدني على العمل بسرعة .


- لا لا , خد راحتك , فنحن محظوظون لان رجلا شريفا مثلك يعمل لدينا ,


و سرعان ما يرن هاتف كيفن مجددا و يدخل إلى البنآية ,


فيعيد سامر السماعات , و يستمتع بكوب القهوة ,


و يبتسم لان المدير اساء فهم الموضوع , و ظن انه استبدل التدخين بالقهوة ,


و هذه المرة يدير راسه فيجد متسولا نائما ,


فيتوجه اليه و يضع القهوة امامه و يقول :
-اسف , هذا كل ما لدي حاليا لاعطيك اياه ,


فسامر دائما ما يجده نائما و يترك له ما استطاع ,


يتركه سآمر , يسحب الدراجة من المركن ,


يثبت الحقائب في مقدمة الدراجة و ظهره و ينطلق ,




يتجه إلى الحي الفخم , و هذا اسوء جزء من يومه دائما ,


ففجاة تتغير الوان الحياة إلى الوان زاهية ,


و يظهر اخضرار الاشجار و الندى على اوراقها ,


و هو ينظر و يسحب جريدة تلو الاخرى و يرميها على الابواب ,


و يتحايل سامر دائما لينسى معاناته ,


فيركز في المكان التي تسقط به الجريدة , و يحاول ان يوصلها إلى اقرب مكان من الباب ,


و يركز في الآيآت القرآنية مجددا التي تمليها عليه اذنيه , و ينسا كل شيء , حتى لا يتالم ,


و يؤدي عمله على اكمل وجه ,


و بعد ما انتهى من هذا الحي , يدخل إلى الحي الفقير , و يمر على اول محل ,


و يسلمه ما تبقى من الجرائد ,


و هكذا ينتهي جزء من دوامه اليومي ,


و حينها عاد سامر الى المقر ليؤكد تسليم جرائده و ياخد راحة خفيفة ,


يدخل إلى كافيتيرا البناية , ينزع السماعات , و يجلس و لا يطلب شيء , ما عدا الولاعة ,


فيقول عامل الكافيتيرا انه لا توجد ولاعة , فيستغرب للامر ,


و يقول :
- الا يريدني العالم ان ادخن ام ماذا ؟ اريد اي ولاعة لعينة !!


و لكن لا احد يستمع , و كيف لا , و صوته لم يكن مسموعا منذ البداية ,


هذا هو سامر , انسان متواضع , عمل بسيط , لا اصدقاء ولا عائلة , رب عمل محب ,


و شخص اعطاه القهوة ولا يعرفه ,


يضع راسه على الطاولة , و هاتفه بين عينيه , و هو ينظر إلى الساعة


و ينتظر وقت انتهاء الاستراحة , لكي يكمل عمله ,


فيجد رسالة تقول :
- هل استمعت بكوب القهوة ؟


يرفع راسه عاليا و يحك راسه :
- من هذا الشخص ؟
الرقم مجهول , و لم يبعث لي احد برسالة منذ شهور , مالذي يحدث ؟


فيحاول الاتصال به , فلا يعمل هاتفه , يخرج من البناية ليحاول مجددا ,


فيجد انه لا يملك رصيدا كافيا للقيام بذلك , و بعد ذلك مباشرة ياتي منبه انتهاء الاستراحة ,


فيقول في نفسه :
لعلها خير , فليس لدي وقت لهذه التفاهات , يجب علي استلام الرسائل و الانطلاق لتسليمها ,


نعم , انه وقت تسليم الرسائل , اين يستلم سامر البعض منها ,


و ينطلق إلى اماكن منها القريبة و منها البعيدة ,


مستعملا دراجته , و هذا هو الجزء الذي يحس فيه سامر بالوحدة القاتلة يوميا ,


فيدخل مجددا إلى غرفة تخزين الجرائد , و يجد الرسائل موضوعة على الرف الاعلى ,


و يتفاجا انها رسالتين فقط اليوم , فيقول في نفسه :
-يبدوا انه ليس لدي عمل كثير اليوم , لم اخطط لهذا , يمسكها و يتحقق من العنوانين ,
و يقول :
- مهلا , اسحب كلامي , العنوانان بعيدان , و الطرق مبللة بالمياه ,
و هذا يعني انه لا يمكنني الإسراع في الطريق ,
حسنا , اظنه احسن من الجلوس بدون فعل اي شيء ,


يحمل الرسالتين و يضعهما في الحقيبة و يخرج من البناية , يضع السماعات مجددا ,


و يثبت الحقيبة على ظهره و ينطلق !


بعد دقائق تصله رسالة على هاتفه مجددا ,


فيتملكه الغضب فجاة , يوقف الدراجة و يتحقق من الرسالة ,


فيجد ان نفس الشخص ارسل له رصيد ,


فيقول في نفسه :
- هل هذا الشخص مريض نفسيا ؟ يريدني ان اتصل به ,
و لكن كيف عرف انني لا امتلك الرصيد الكافي ؟


لابد انها فتاة , فتاة ضالة لم تجد ما تفعله فاختارت شخص
لا حياة له مثلي لكي تمضي به وقت فراغها ,


لا حول ولا قوة الا بالله , عافاني الله , و رزقني ببنت الحلال إن شآء و اراد .


يعيد الهاتف إلى الجيب و ينطلق مجددا , تمر الدقائق و تلحقها الساعات ,


و اذنيه تتالمان من السماعات و لكنه مركز مع تلك الآيآت القرآنية ,


حتى وصل إلى العنوان الاول ,


بيت ابيض كبير نوعا ما , يركن دراجته و يطرق الباب ,


فتفتح له تلك العجوز , قائلا :
-رسالة لك يا خالة , تفضلي !


ينظر اليها و يبتسم , فهو يؤمن بان الابتسامة صدقة ,


و سرعان ما تمسك العجوز بالرسالة فينطلق إلى دراجته ليكمل طريقه ,


و لكنها تناديه:
-يا ولدي , ادخل , انا ادعوك إلى كاس قهوة .


فيطاطئ راسه خجلا و يقول :
- اشكرك كثيرا على الدعوة , و لكن كما ترين ان لدي عمل اقوم به ,
و هنالك اناس ينتظرون الرسائل بفارغ الصبر , و ....


العجوز مصرة :
- ارجوك يا ولدي , ان تدخل و تشرب كأس قهوة ,
هل سترفض طلب سيدة عجوز مثلي ؟


يقول سامر في نفسه كالعادة :
- لعلها خير !


و تقول العجوز في نفسها :
- ارجوا ان لا يكون مضمون هذه الرسالة ما اتوقعه !




**
**


يَتْبَعُ, شَكِرَا لِلْقِرَاءةِ,


أَنْتَظِرُ أَراءَكُمْ,


سلامُي.
 
السلام عليكم
مرحبا بالـأخ بيننا ومبارك افتتاح روايتك
أحجز مكاني هنا لحين قراءة الرواية
بالتوفيق
 
مشكـــــــــــور أخي

في انتظار الجزء الثاني
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top