من أعظم أسباب إجابة الدعاء ...

~ غيث ~

:: عضو مُشارك ::
إنضم
16 أكتوبر 2011
المشاركات
307
نقاط التفاعل
391
النقاط
13
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من أعظم أسباب الإجابة:
«الإلحاح، وحُسن الظَّن بالله، وعدم اليأس»
15823.imgcache.png



سُئِلَ الإمام الفقيه / عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: ما هي الأوقات التي تجاب فيها الدعوات؟


فقالَ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: أوقات الإجابة عديدة جاء في السُّنَّة بيانها، منها:

ما بين الأذان والإقامة، فقد قال عليه الصَّلاة والسَّلام: ((الدُّعاء لا يرد بين الأذان والإقامة)).

منها جوف اللَّيل، وآخر اللَّيل، فاللَّيل فيه ساعة لا يرد فيها سائل، أحراها جوف اللَّيل، وآخر اللَّيل، -الثُّلث الأخير-، وقد ثبت عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ قالَ: ((ينزل ربّنا إلى سماء الدُّنيا كلّ ليلةٍ حين يبقى ثلث اللَّيل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له حتَّى ينفجر الفجر...)).

ينبغي للمؤمن والمؤمنة تحرِّي هذه الأوقات، والحرص على الدَّعوة الطَّيبة الجامعة في وسط اللَّيل، وفي آخر اللَّيل وفي أيّ ساعة من اللَّيل، لكن الثُّلث الأخير وجوف اللَّيل أحرى بالإجابة مع سؤال الله بأسمائه الحُسنى، وصفاته العُلى أنْ يجيب الدَّعوة، مع الإلحاح وتكرار الدُّعاء.

فالإلحاح في ذلك، وحُسن الظَّن بالله، وعدم اليأس من أعظم أسباب الإجابة، فعلى المرء أنْ يلحَّ في الدُّعاء، ويحسن الظَّن بالله عزَّ وجلَّ، ويعلم أنَّهُ حكيمٌ عليمٌ قد يعجل الإجابة لحكمة، وقد يؤخِّرها لحكمة، وقد يُعطي السَّائل خيرًا ممَّا سأل، كما ثبت عن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ قالَ: ((ما من مسلمٍ يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلاَّ أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إمَّا أنْ تعجل له دعوته في الدُّنيا، وإمَّا أنْ يدخرها له في الآخرة، وإمَّا أنْ يصرف عنه من السُّوء مثلها))، قالوا: يا رسول الله! إذًا نُكثر؟ قالَ: ((الله أكثر)).

وعليه أن يرجو من ربه الإجابة، ويُكثر مِن توسله بأسمائه وصفاته سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مع الحذر من الكسب الحرام، والحرص على الكسب الطَّيِّب؛ لأنَّ الكسب الخبيث من أسباب حرمان الإجابة، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله.

السُّجود تُرجى فيه الإجابة، يقول عليه الصَّلاة والسَّلام: ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهُو ساجد فأكثروا الدُّعاء)). ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أمَّا الركوع فعظموا فيه الرَّب عَزَّ وَجَلَّ، وأمَّا السُّجود فاجتهدوا في الدُّعاء فقمنٌ أنْ يستجاب لكم)). أيْ: حريٌ أنْ يستجاب لكم. (رواهُ مسلمٌ في "صحيحه").

حين يجلس الإمام يوم الجمعة على المنبر للخُطبة إلى أنْ تقضي الصَّلاة، فهو محل إجابة.

آخر كل صلاة قبل السَّلام يشرع فيه الدُّعاء، وهذا الوقت ترجى فيه الإجابة؛ لأن النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما علمهم التَّشهد قالَ: ((ثمَّ ليختر من الدُّعاء أعجبه إليه فيدعو)).

آخر نهار الجمعة بعد العصر إلى غروب الشَّمس هو من أوقات الإجابة في حق من جلس على طهارة ينتظر صلاة المغرب، فينبغي الإكثار من الدُّعاء بين صلاة العصر إلى غروب الشَّمس يوم الجمعة، وأنْ يكون جالسًا ينتظر الصَّلاة؛ لأنَّ المنتظر في حكم المصلّي، وقد صحَّ عن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ قال: ((في يوم الجمعة ساعة لا يسأل الله أحد فيها شيئا وهو قائم يصلي إلا أعطاه الله إياه))، وأشار إلى أنَّها ساعة قليلة، فقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يسأل الله فيها شيئًا وهو قائمٌ يصلِّي))، قالَ العُلماء: يعني: ينتظر الصَّلاة، فإنَّ المنتظر له حكم المصلِّي؛ لأنَّ وقت العصر ليس وقت صلاة.

فالحاصل: أنَّ المنتظر لصلاة المغرب في حكم المصلِّي، فينبغي أنْ يكثر من الدُّعاء قبل غروب الشَّمس، إن كان في المسجد ففي المسجد وإنْ كان امرأة أو مريضًا في البيت شرع له أنْ يفعل ذلك، وذلك بأنْ يتطهر وينتظر صلاة المغرب، هذه الأوقات كلها أوقات إجابة ينبغي فيها تحري الدُّعاء، والإكثار منه، مع الإخلاص لله، والضّراعة، والانكسار بين يدي الله، والافتقار بين يديه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، والإكثار من الثَّناء عليه.

وأنْ يبدأ الدُّعاء بحمد الله، والصَّلاة على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنَّ البداءة بالحمد لله، والثَّناء عليه، والصَّلاة على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أسباب الاستجابة، كما صحَّ بذلك الحديث عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.اهـ.

([من برنامج: "نورٌ على الدَّرب" /
شريط رقم: (12) / "مجموع فتاوى ومقالات متنوّعة" (9/352، 355)])



المصدر: منتديات نور اليقين

اللهم افتح علينا يا خير الفاتحين وأرحم الرّاحمين
 
أَسْبَابُ إِجَابَةِ الدَّعَاءِ

للشَّيْخِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ البَدر -حَفِظهُ الله-


جمع بعض أهل العلم آداب الدعاء المستجاب وشروطه في أبيات لطيفة فقال :

قالوا شروط الدعاء المستجاب لنــــا عشــــر بها بشــــــر الداعي بافـــــــلاح
طهــــــــــــــارة وصـــــــــلاة معهما نــــــــــدم وقت خشوع وحسن الظن ياصاح
وحل قــــــــــــوت ولا يدعي بمعصية وباسم يناسب مقرون بالحـــــــــــــــــــاح

قوله ( بها بشر الداعي بافلاح ) : أي بشره بأنه إذا دعا ملتزماً بها بأنه مفلح ونائل ما سأل .
( طهارة صلاة معهما ندم ) أي أن يكون على طهارة وأن يكون في صلاة ، وهذا ليس من الشروط ولكن من الآداب ومن كوامل الدعاء .
( وقت خشوع وحسن الظن بالله ) : يعني أن يكون في وقت فاضل مع خشوع في دعائه ، وخشية وإنابة إلى الله ، وأن يكون أيضاً حسن الظن بالله ؛ فقد قال الله -عَزّ وَجَلّ- كما في الحديث القدسي « أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ماشاء » صححه الألباني في صحيح الجامع (4316)
وكذلك من الشروط ما أشار إليه بقوله ( وحلُّ قوتٍ ) : أي أن يكون مطعمه طيباً حلالاً وهذا جاء في حديث أبي هريرة قال -عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- « إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ثم ذكر -عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك »
رواه مسلم 1015
ولهذا من الشروط المهمة أن يبتعد المرء عن الحرام كما قال بعض السّلف : ( لا تستبطيء الإجابة وقد سددت طرقها بالمحرمات )
فالمحرمات مانع من موانع الإجابة ؛ لذلك استبعد النبي -صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ- بقوله فأنى يستجاب لذلك ؟
ولا يدعو الإنسان بمعصية كما ثبت عن النبي أنه قال : « لايزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم مالم يستعجل » رواه مسلم 2735
فمن شروط إجابة الدعاء ألا يدعو العبد بمعصية أو بإثم أو بقطيعة رحم .
و باسم يناسب يعني يختار من اسماء الله -تبارك وتعالى- الاسم المناسب لمطلوبه وإذا لم يأت بالاسم المناسب يحدث في الكلام تنافر ؛ ولهذا يأتي في النصوص الدعاء مع الاسم المناسب به ﴿ربنا افتح بيننا بالحق وانت خير الفاتحين ﴾الاعراف:89
تقول ربي اغفر لي أنك أنت الغفور الرحيم ؛ أما أن تأتي بالاسم لا يناسب فعندئذ يحدث تنافر مثل أن يقول في دعائه اللهم ارحمني واغفر لي ياشديد العقاب ! فهذا غير مناسب !
وإنما المناسب ههنا : ياغفور يارحيم يامن رحمته وسعت كل شيء ؛ فيذكر من الأسماء الحسنى ما يتناسب مع المطلوب .
وقوله : ( مقرون بإلحاح ) يعني تلحّ على الله تبارك وتعالى ، وتكثر من السؤال ، وتديم الطلب ، وتديم قرع الباب ويوشك أن يفتح لك .
اسأل الله -جَلَّ وعَلا- باسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وإياكم بتوفيقه وأن يهدينا سواء السبيل .

المصدر / كتاب : من هدايات سورة الفاتحة / ص 82-84


الآجرّي
 
التعجّل في استجابة الدُّعاء ...

الإمام بن باز -رحمه الله -

س : عندما لا يتحقق لي أي شيء أغضب وأقول أقوالا في حق نفسي وفي حق الله، مثلا أقول: لماذا يا رب لا تستجيب لي الدعاء، وأقوال أخرى.. أرجو توجيهي حول هذا، وإذا شعر الإنسان أن دعاءه لم يستجب فماذا عليه؟


الجواب / عليك أيها السائل، وعلى كل مسلم ومسلمة، إذا تأخرت الإجابة أن ترجع إلى نفسك، وأن تحاسبها، فإن الله حكيم عليم قد يؤخر الإجابة لحكمة بالغة ليكثر دعاء العبد لخالقه، وانكساره إليه، وذله لعظمته، وإلحاحه في طلب حاجته، وكثرة تضرعه إليه، وخشوعه بين يديه، ليحصل له بهذا من الخير العظيم، والفوائد الكثيرة، وصلاح القلب، والإقبال على ربه، ما هو أعظم من حاجته، وأنفع له منها.
وقد يؤجلها سبحانه وتعالى لأسباب أخرى، منها ما أنت متلبس به من المعاصي كأكل الحرام وعقوق الوالدين، وغير ذلك من أنواع المعاصي. فيجب على الداعي أن يحاسب نفسه، وأن يبادر إلى التوبة رجاء أن يتقبل الله توبته، ويجيب دعوته. وقد يؤجلها لحكم أخرى هو أعلم بها سبحانه، كما في الحديث الصحيح: ((ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك)) قالوا: يا رسول الله إذا نكثر؟ قال: ((الله أكثر))، فإذا تأجلت الحاجة فلا تلم ربك، ولا تقل لماذا.. لماذا يا رب، بل عليك أن ترجع إلى نفسك، وتحاسبها فإن ربك حكيم عليم.
فارجع إلى نفسك وانظر فلعل عندك شيئا من الذنوب والمعاصي، كانت هي السبب في تأخير الإجابة، ولعل هناك أمرا آخر، تأخرت الإجابة من أجله، يكون خيرا لك. فلا يجوز أن تتهم ربك بما لا يليق به سبحانه، ولكن عليك أن تتهم نفسك، وتنظر في أعمالك وسيرتك، حتى تصلح من شأنك، وحتى تستقيم على أمر ربك فتنته عن نواهيه وتقف عند حدوده. وينبغي أن يعلم أنه سبحانه قد يؤخر الإجابة لمدة طويلة، كما أخر إجابة يعقوب في رد ابنه يوسف إليه، وهو نبي كريم عليه الصلاة والسلام، وكما أخر شفاء نبيه أيوب عليه الصلاة والسلام.
وقد يعطي الله السائل خيرا مما سأل، وقد يصرف عنه من الشر أفضل مما سأل، كما جاء في الحديث السابق الذي ذكرنا آنفا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه في الشر مثل ذلك))، قالوا يا رسول الله إذا نكثر؟ قال ((الله أكثر)).
فبين في هذا الحديث عليه الصلاة والسلام أن الله سبحانه قد يؤخر الإجابة إلى الآخرة، وقد يعجلها في الدنيا لحكمة بالغة، لأن ذلك أصلح لعبده، وأنفع له، وقد يصرف عنه شراً عظيماً خيرا له من إجابة دعوته. فعليك بحسن الظن بالله، وأن تستمر في الدعاء وتلح في ذلك، فإن في الدعاء خيرا كثيراً لك، وعليك أن تتهم نفسك وأن تنظر في حالك وأن تستقيم على طاعة ربك، وأن تعلم أن ربك حكيم عليم، قد يؤجل الإجابة لحكمة، وقد يعجلها لحكمة، وقد يعطيك بدلا من دعوتك خيرا منها، لما ذكرنا آنفا ولما في الحديث الصحيح الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ((يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: دعوت ودعوت فلم أره يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء)).
فلا ينبغي لك أن تستحسر، ولا ينبغي لك أن تدع الدعاء، بل الزم الدعاء واستكثر من الدعاء، وألح على ربك، وحاسب نفسك، واحذر أسباب المنع من المعاصي والسيئات. ويشرع لك أن تتحرى أوقات الإجابة: كآخر الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي آخر الصلاة قبل السلام، وفي السجود وعند جلوس الخطيب على المنبر يوم الجمعة إلى أن تقضي الصلاة، وبعد صلاة العصر يوم الجمعة إلى غروب الشمس في حق من جلس متطهرا ينتظر صلاة المغرب، كل هذه من أوقات الإجابة، وعليك بإحضار قلبك عند الدعاء وإحسان الظن بالله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: ((أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني)) خرجه مسلم في صحيحه.. والله ولي التوفيق.

موقع الشيخ بن باز -رحِمهُ الله -
 
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته

بارك الله فيك و جزيتي كل خير أختي الكريمة على الموضوع القيم و المميز

جعله الله في ميزان حسناتك​
 
ما هي أَسْبَابُ إجابَة الدُّعَاء؟

أوَّلاً: لا بُدَّ من بذلِ الأسباب وانتفَاءُ المَوانع، والنَّظرُ إلى الموانع أشدّ؛ لأنَّ لو بُذِلَتْ الأسْبَابُ كُلُّها، ومع ذلك وُجِدَ مانع من الموانِعْ، لم تُقبل، يُسْتَبْعَد أنْ يستجِيبَ اللهُ -جلَّ وعلا-، والنَّبِيُّ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- ذكر الرَّجُل ((يُطِيلُ السَّفر، أَشْعَثْ، أغْبَرْ، يَمُدُّ يديهِ إلى السَّماء..)) هذهِ كُلَّها من أسْبَاب الإجابة، يقولُ: ((يا ربِّ، يا ربِّ))، يدعُوا بهذا الاسم من الأسماء الحُسْنَى، ومع ذلك يقولُ فيه أهل العلم إنَّهُ أوْلَى ما يُدْعَى بِهِ، وإذا كَرَّرَهُ الإنسان خمْسْ مَرَّاتْ حَرِيٌّ بالإجابة؛ لكنَّهُ وُجِدَ المانع، ((ومَطْعَمُهُ حرام، ومَشْرَبُهُ حرام، وغُذِيَ بالحرام؛ فأنَّى يُسْتَجابُ لهَُ!)) اسْتِبْعَادْ، وكثيرٌ من المُسْلِمين مُتَوَرِّطْ في هذا الأمر إمَّا في مسائل البيع والشِّراء، أو الوظيفة التِّي لا يُبْرِئُ ذِمَّتَهُ منها، أو الدُّخُول في أُمُور ومُساهمات وأشياء فيها شُبُهات كُل هذهِ من الموانع، فعلى الإنسان أنْ يحرص على انْتِفَاء الموانع، ثُمَّ إذا انْتَفَتْ هذهِ الموانع يأتِي بالأسباب، من تَحَيَّنْ أوقات الإجابة، وبالدُّعاء المأثُور، ولا يدعُو بإثْمٍ ولا قطيعة رحم، ويَجْتَنِبْ السَّجْع، ويَجْتَنِبْ الاعتِدَاء في الدُّعاء، ويَرْفَعُ يديْهِ، ويَبْتَهِلُ إلى الله -جلَّ وعلا- مُقدِّماً التَّعْظِيمَ لله -جلَّ وعلا- والصَّلاة على النبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-؛ حِينئِذٍ تُرْجَى الإجَابة.

الشيخ عبد الكريم الخضير -حفظه الله-
 
للفائدة
موانع إجابة الدّعاء للعلاّمة ابن القيّم -رحمه الله -

قال ابن القيم - رحمه الله -: وَكَذَلِكَ الدُّعَاءُ، فَإِنَّهُ مِنْ أَقْوَى الْأَسْبَابِ فِي دَفْعِ الْمَكْرُوهِ، وَحُصُولِ الْمَطْلُوبِ، وَلَكِنْ قَدْ يَتَخَلَّفُ أَثَرُهُ عَنْهُ، إِمَّا لِضَعْفِهِ فِي نَفْسِهِ - بِأَنْ يَكُونَ دُعَاءً لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الْعُدْوَانِ - وَإِمَّا لِضَعْفِ الْقَلْبِ، وَعَدَمِ إِقْبَالِهِ عَلَى اللَّهِ، وَجَمْعِيَّتِهِ عَلَيْهِ وَقْتَ الدُّعَاءِ، فَيَكُونُ بِمَنْزِلَةِ الْقَوْسِ الرِّخْوِ جِدًّا، فَإِنَّ السَّهْمَ يَخْرُجُ مِنْهُ خُرُوجًا ضَعِيفًا، وَإِمَّا لِحُصُولِ الْمَانِعِ مِنَ الْإِجَابَةِ: مِنْ أَكْلِ الْحَرَامِ، وَالظُّلْمِ، وَرَيْنِ الذُّنُوبِ عَلَى الْقُلُوبِ، وَاسْتِيلَاءِ الْغَفْلَةِ، وَالشَّهْوَةِ، وَاللَّهْوِ، وَغَلَبَتِهَا عَلَيْهَا، كَمَا فِي مُسْتَدْرَكِ الْحَاكِمِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ». فَهَذَا دَوَاءٌ نَافِعٌ، مُزِيلٌ لِلدَّاءِ، وَلَكِنَّ غَفْلَةَ الْقَلْبِ عَنِ اللَّهِ تُبْطِلُ قُوَّتَهُ، وَكَذَلِكَ أَكْلُ الْحَرَامِ يُبْطِلُ قُوَّتَهُ، وَيُضْعِفُهَا، كَمَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ، لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [الْمُؤْمِنُونَ: 51] وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [الْبَقَرَةِ: 172] ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟». وَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ لِأَبِيهِ: أَصَابَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَلَاءٌ، فَخَرَجُوا مَخْرَجًا، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيِّهِمْ أَنْ أَخْبِرْهُمْ: إِنَّكُمْ تَخْرُجُونَ إِلَى الصَّعِيدِ بِأَبْدَانٍ نَجِسَةٍ، وَتَرْفَعُونَ إِلَيَّ أَكُفًّا قَدْ سَفَكْتُمْ بِهَا الدِّمَاءَ، وَمَلَأْتُمْ بِهَا بُيُوتَكُمْ مِنَ الْحَرَامِ، الْآنَ حِينَ اشْتَدَّ غَضَبِي عَلَيْكُمْ؟ وَلَنْ تَزْدَادُوا مِنِّي إِلَّا بُعْدًا، وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: يَكْفِي مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الْبِرِّ، مَا يَكْفِي الطَّعَامَ مِنَ الْمِلْحِ.

منقول للفائدة
 
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكي الله خيرا

 
رد: من أعظم أسباب إجابة الدعاء ...

سبحان الله وبحمد
سبحان الله العظيم
 
رد: من أعظم أسباب إجابة الدعاء ...

بوركت اخيتي
 
رد: من أعظم أسباب إجابة الدعاء ...

وفيكِ يبارك الله أختي
 
رد: من أعظم أسباب إجابة الدعاء ...

سلام عليكم

بارك الله فيك

في ميزان حسناتك

تحياتي
عليكِ السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكِ يبارك الله أختي ، جزاكِ الله خيرا
 
رد: من أعظم أسباب إجابة الدعاء ...

ﺑﺂﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﻭ ﺟﺰﺁﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍﺍﺍﺍ ………♥
 
رد: من أعظم أسباب إجابة الدعاء ...

بارك الله فيك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top