نعود بالله من شرور انفسنا و سيئات أعمالنا
شغلتنا الدنيا و همومها ، على حسن الظن بالله ، احدتنا المحن و أحزنتنا خيبات الامل ، و نسيت ان هنالك رب مسير للكون بيده الملك و بيده تغيير المستحيل و تغيير القدر
يقول سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [سورة غافر: 60]
دعونا أذكر نفسي و اياكم بموقف في القصص النبوية مذكورة في القرآن الكريم عن معجزة الدعـــاء
-عندما كان موسى وهارون عليهما السلام يدعوان الله سبحانه على فرعون جاء الرد بأن: {قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [سورة يونس: 89].
أرايتم سبحانه و تعالى استجابة لهما فقط لأنهما تدرعى اليه الواحد الاحد
فلنعصف أذهاننا ونبلورها ونجدد إيمان قلوبنا وندعو الله موقنين بالإجابة راجين عفوه ورحمته، بل لنتحرى الدعاء يوميا ولنقتنص ساعات الإجابة، فأنت لا تطلب من حاكم أو أمير أو وزير بل تدعو ملك الملوك قيوم السموات والأرض فكيف ترجو وتلجأ للعباد وتنسى رب العباد، فإيّاني وإيّاك أن تقع في ذلك وتتخذ ما لا ينفع ولا يضر من أموات وأحياء وسطاء بينك وبين الملك سبحانه فلا البدوي ولا المرسي ولا غيرهم ينفعونك، بل لقد قال سبحانه لمحمد صلى الله عليه وسلم: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة: 186].
فإن كنت تريد الرزق فلتدعو يا رازق ارزقني.....
تريد المال فلتدعو يا غني اغنني.......
تريد العفو فلتدعو يا عفو اعفو عني.....
تريد الرحمة فلتدعو يا رحمن ارحمني .....
تريد العلم فلتدعو يا عليم علمني.....
فإيّاك إيّاك أن تهمل الدعاء وتستكبر نفسك عنه فتدخل في الوعيد المنتظر لهم من الله سبحانه، ثم لتتأمل كرمه جل وعلا في بداية الآية وقوله {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} فلا فاصل بين الكلمتين ولا تسويف.
ان الدعاء عبادة منسية يجب ان نحييها ، و نكون على يقين ان في حالة ضعفنا نلجا الى ربي الكون ، و هذا فيه تعظيم و تجليل لله عز وجل
اللهم فرج كربنا و يسر امرنا و اجعل لنا مع كل عسر يسر
آآمين
بقلمي ... باستعان بمصادر