من فضائل الشيخين أبي بكر و عمر رضي الله عنهما

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
من فضائل الشيخين أبي بكر و عمر رضي الله عنهما

الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد الأمين و على آله الطاهرين و أصحابه الطيبين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
و بعد فإن النبي صلى الله عليه و آله و سلم بشّر هذه الأمة أنه سيبقى منها طائفة على الحق حتى تقوم الساعة حيث قال صلى الله عليه و سلم :"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" رواه مسلم، و قال كذلك :" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة " رواه مسلم، و قال :" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" و هذه الطائفة هم أهل الحديث أهل السنة و الجماعة.
و هذه الطائفة سيكون لها مخالفون كما جاء في الحديث السابق، فيخالفونهم في دينهم و عقيدتهم و منهجهم.
و إن من الفرق التي خالفت أهلَ السنة في دينهم و عقيدتهم الرافضة الأنجاس الأرجاس، فإنهم يخالفون أهل الحق في باب الاعتقاد في أكثر المسائل، و التي تعنينا في هذا المقام مخالفتهم لأهل السنة في اعتقادهم في صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم، حيث تجدهم يطعنون و يلعنون و يكفرون هؤلاء الأخيار الأبرار الذين رفع الله بهم الدين و أعز بهم المسلمين و زكّاهم ربّ العالمين.
أما أهل السنة فعقيدتهم الولاء لهؤلاء و محبتهم و الذب عنهم و الكف عما شجر بينهم و لا يُذكرون إلا بأحسن الصفات و الأعمال، لما لهم من الفضائل العظيمة و المواقف الشريفة التي رفعهم الله بها و لن يصل إليها من بعدهم.
ألا و إن من هؤلاء الصحابة الأخيار العشرة المبشرون بالجنة، ، حيث قال صلى الله عليه و سلم :"أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة " رواه الترمذي و صححه الألباني رحمه الله، و على رأس هؤلاء العشرة أبو بكر و عمر رضي الله عنهما، فلهما من الفضائل العظيمة و المناقب الحميدة _التي رفعهما الله بها_ ما لغيرهما.
فلْنَتَعَلَّمْ من فضائلهما العظيمة و مناقبهما الكثيرة و مواقفهما الجديرة، و لن نقف على كلها بل على القليل القليل حتى نعلم فضلهما على غيرهما و نعرف لهما حقهما علينا و على من بعدنا، و حتى لا يُغرر بنا أعداؤنا أعداء الدين.
ما ورد في فضائلهما معا :
_ أبو بكر و عمر رضي الله عنهما سيدا كهول أهل الجنة : روى ابن ماجة في سننه عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي ما داما حيين" صححه الألباني.
_ صديق و شهيد رضي الله عنهما : روى البخاري في صحيحه عن قتادة، أن أنس بن مالك رضي الله عنه، حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا، وأبو بكر، وعمر، وعثمان فرجف بهم، فقال :" اثبت أحد فإنما عليك نبي ، وصديق ، وشهيدان".
_ منزلتهما رضي الله عنهما في الجنة : روى بن ماجة في سننه عن أبي سعيد الخدري، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن أهل الدرجات العلى يراهم من أسفل منهم كما يُرى الكوكب الطالع في الأفق من آفاق السماء ، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما" صححه الألباني.
_ تصديق أبي بكر وعمر رضي الله عنهما للنبي صلى الله عليه وسلم : روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه ، فقالت : لم أخلق لهذا، خلقت للحراثة"، قال :"آمنت به أنا وأبو بكر، وعمر، وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي، فقال له الذئب : من لها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري"، قال : "آمنت به أنا وأبو بكر ، وعمر" قال أبو سلمة : وما هما يومئذ في القوم.
_ أمرُ النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما : عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي أبي بكر وعمر" أخرجه الترمذي و قال الألباني :"إسناده حسن".
_ خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم :عن ابن عمر قال :"كانوا يقولون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم :" خير الناس أبو بكر وعمر" أخرجه البخاري.
_ أبو بكر وعمر رضي الله عنهما هما السمع و البصر : روى الترمذي عن عبد الله بن حنطب، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رأى أبا بكر و عمر، فقال : "هذان السمع و البصر" صححه الألباني.
مما ورد في فضائل كل واحد منهما خاصة :
1 ـ من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
_ أبو بكر رضي الله عنه أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه و سلم : روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال :"كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم".
_ أبو بكر رضي الله عنه صديق هذه الأمة : روى الحاكم في المستدرك عن عائشة رضي الله عنها قالت :" لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس فمن كان آمنوا به وصدقوه، وسمعوا بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقالوا : هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس، قال : أو قال ذلك؟ قالوا : نعم، قال : لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا : أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال : نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبو بكر الصديق " ينظر الصحيحة رقم (306).
_ أبو بكر رضي الله عنه ثاني اثنين : روى البخاري في صحيحه، عن أبي بكر رضي الله عنه، قال : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : وأنا في الغار : لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا ، فقال :"ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما".
_ منزلة أبي بكر رضي الله عنه عند رسول الله صلى الله عليه و سلم : روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه، عاصب رأسه بخرقة، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال :"إنه ليس من الناس أحد أمنّ عليّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد ، غير خوخة أبي بكر".
_ إيذاء أبي بكر رضي الله عنه إيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم : روى البخاريفي صحيحهعن أبي الدرداء، قال : كانت بين أبي بكر وعمر محاورة، فأغضب أبو بكر عمر فانصرف عنه عمر مغضبا، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الدرداء ونحن عنده : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أما صاحبكم هذا فقد غامر" قال : وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقص على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، قال أبو الدرداء : وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل أبو بكر يقول : والله يا رسول الله لأنا كنت أظلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هل أنتم تاركون لي صاحبي، هل أنتم تاركون لي صاحبي، إني قلت : يا أيها الناس، إني رسول الله إليكم جميعا، فقلتم : كذبت، وقال أبو بكر : صدقت "قال أبو عبد الله : " غامر : سبق بالخير ".
_ أبو بكر رضي الله عنه يمنع أذى المشركين عن النبي صلى الله عليه وسلم : عن عروة بن الزبير، قال : سألت عبد الله بن عمرو، عن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : رأيت عقبة بن أبي معيط، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، "فوضع رداءه في عنقه فخنقه به خنقا شديدا، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه ، فقال :{أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ، وقد جاءكم بالبينات من ربكم} رواه البخاري.
_ خير الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم : روى البخاريعن محمد بن المنكدر، أخبرنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال : كان عمر يقول :"أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا يعني بلالا".
_ عتق أبي بكر رضي الله عنه من كان يعذب من المسلمين : قال بلاللأبي بكر :"إن كنت إنما اشتريتني لنفسك، فأمسكني، وإن كنت إنما اشتريتني لله، فدعني وعمل الله" رواه البخاري.
_ إمامة أبي بكر رضي الله عنه للناس في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم : روى البخاري في صحيحهعن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال : "خرج النبي صلى الله عليه وسلم يصلح بين بني عمرو بن عوف بن الحارث"، وحانت الصلاة، فجاء بلال أبا بكر رضي الله عنهما، فقال : حبس النبي صلى الله عليه وسلم، فتؤم الناس؟ قال : نعم، إن شئتم، فأقام بلال الصلاة، فتقدم أبو بكر رضي الله عنه، فصلى" فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في الصفوف يشقها شقا، حتى قام في الصف الأول"، فأخذ الناس بالتصفيح - قال سهل : هل تدرون ما التصفيح؟ هو التصفيق - وكان أبو بكر رضي الله عنه، لا يلتفت في صلاته، فلما أكثروا التفت، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم في الصف، فأشار إليه مكانك، فرفع أبو بكر يديه فحمد الله، ثم رجع القهقرى وراءه، "وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى".
_ أبو بكر رضي الله عنه عتيق الله من النار : روى الترمذي عن عائشة قالت : دخل أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :"أنت عتيق الله من النار" فيومئذ سمي عتيقا. صححه الألباني.
2 ـ فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
_ موافقة عمر رضي الله عنه للقرآن : روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، "وافقت ربي في ثلاث : فقلت يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}، وآية الحجاب ، قلت : يا رسول الله، لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلمهن البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن : ( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن )، فنزلت هذه الآية".
علم عمر رضي الله عنه : قال ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"بينا أنا نائم، أتيت بقدح لبن، فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب"قالوا : فما أولته يا رسول الله ؟ قال :"العلم" رواه البخاري.
قلت : من كان هذا حاله هل يوصف بالظلم و الجهل؟!، فالله المستعان.
_ مبلغ الدين عند عمر رضي الله عنه : روى البخاري في صحيحه عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، أنه سمع أبا سعيد الخدري، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"بينا أنا نائم، رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما دون ذلك، وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره". قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال :"الدين".
_ قصر عمر رضي الله عنه في الجنة : روى البخاري في صحيحه أن أبا هريرة رضي الله عنه، قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال :"بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا : لعمر بن الخطاب فذكرت غيرته فوليت مدبرا، فبكى عمر وقال : أعليك أغار يا رسول الله".
_ جعل الله الحق على لسان عمر رضي الله عنه و قلبه : عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :"إن الله جعل الحق على لسان عمر و قلبه" رواه الترمذي و صححه الألباني.
_ لو كان نبي بعد نبينا صلى الله عليه و سلم لكان عمر رضي الله عنه : روى الترمذي عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"لو كان بعدي نبيّ لكان عمرَ بن الخطاب" صححه الألباني.
_ خوف الشيطان من عمر رضي الله عنه : روى الترمذي في سننه عن عائشة، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فسمعنا لغطا وصوت صبيان، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حبشية تزفن والصبيان حولها، فقال :"يا عائشة تعالي فانظري"، فجئت فوضعت لحييّ على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي :"أما شبعت ، أما شبعت". قالت : فجعلت أقول لا، لأنظر منزلتي عنده، إذ طلع عمر، قالت : فارفض الناس عنها : قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر" قالت : فرجعت" قال الألباني في الصحيحة (2261): "إسناده جيد".
_ الشيطان يفر من عمر رضي الله عنه : روى البخاري في "الفضائل" و مسلم في "فضائل الصحابة" عن سعد ابن أبي وقاص، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :"إيهاً يا ابن الخطاب، و الذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قطّ إلا سلك فجا غير فجِّك".
_ عمر رضي الله عنه مبشر بالجنة :عن أبي موسى رضي الله عنه، قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"افتح له وبشره بالجنة" ففتحت له، فإذا أبو بكر، فبشرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"افتح له وبشره بالجنة"، ففتحت له فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم استفتح رجل، فقال لي :" افتح له وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه"، فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم قال : الله المستعان" أخرجه البخاري و مسلم.
_ قوته في ولايته رضي الله عنه : روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"بينما أنا على بئر أنزع منها، جاءني أبو بكر، وعمر، فأخذ أبو بكر الدلو، فنزع ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم أخذها ابن الخطاب من يد أبي بكر، فاستحالت في يده غربا، فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه، فنزع حتى ضرب الناس بعطن".
_ خوفه على نفسه رضي الله عنه : روى البخاري في صحيحه عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، قال : قال لي عبد الله بن عمر : هل تدري ما قال أبي لأبيك؟ قال : قلت : لا، قال : فإن أبي قال لأبيك : "يا أبا موسى، هل يسرك إسلامنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهجرتنا معه، وجهادنا معه، وعملنا كله معه، برد لنا، وأن كل عمل عملناه بعده نجونا منه، كفافا رأسا برأس؟ فقال أبي : لا والله، قد جاهدنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلينا، وصمنا، وعملنا خيرا كثيرا، وأسلم على أيدينا بشر كثير، وإنا لنرجو ذلك، فقال أبي : لكني أنا، والذي نفس عمر بيده، لوددت أن ذلك برد لنا، وأن كل شيء عملناه بعد نجونا منه كفافا رأسا برأس، فقلت : إن أباك والله خير من أبي".
فهذا نزر يسير مما ورد في فضائل هذين الصحابيين الجليلين أبي بكر و عمر، و أهل السنة يكنون لهما المحبة و التقدير و الاحترام، فلا يلمزونهما و لا يشتمونهما و لا يذكورنهما إلا بخير.
لكن الرافضة يخالفون في هذا فيسبونهما و يشتمونهما و يكفرونهما و يلعنونهما، بل و جعلوا من القربات التي يتقربون بها إلى الله دعاء خاصا بهما دبر كل صلاة و هو دعاء "صنمي قريش" فالله المستعان، نبينا صلى الله عليه و سلم يقول فيهما أنهما "سيدا كهول أهل الجنة" و هم يجعلونهما أفجر خلق الله تعالى، فإلى الله المشتكى.
أسأل الله الثبات لي و لإخواني على العقيدة الطيبة عقيدة أهل السنة و الجماعة حتى نلقى ربنا غير مبدلين و لا مفتونين.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صبحه إلى يوم الدين و الحمد لله رب العالمين.

كتبه : يوسف صفصاف.
المصدر: نقلا عن منتديات التصفية و التربية.
 
أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سير أعلام النبلاء نقلا عن الشبكة الاسلامية).



اسمه عبد الله - ويقال عتيق بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي رضي الله عنه

روى عنه خلق من الصحابة وقدماء التابعين ، من آخرهم : أنس بن مالك ، وطارق بن شهاب ، وقيس بن أبي حازم ، ومرة الطيب .

قال ابن أبي مليكة وغيره ، إنما كان عتيق لقبا له .

وعن عائشة ، قالت : اسمه الذي سماه أهله به " عبد الله " ولكن غلب عليه " عتيق " .

وقال ابن معين : لقبه عتيق ؛ لأن وجهه كان جميلا ، وكذا قال الليث بن سعد .

وقال غيره : كان أعلم قريش بأنسابها .

وقيل : كان أبيض ، نحيفا ، خفيف العارضين ، معروق الوجه ، غائر العينين ، ناتئ الجبهة ، يخضب شيبه بالحناء والكتم .

وكان أول من آمن من الرجال .

وقال ابن الأعرابي : العرب تقول للشيء قد بلغ النهاية في الجودة : عتيق .

[ ص: 8 ]
وعن عائشة ، قالت : ما أسلم أبو أحد من المهاجرين إلا أبو بكر .

وعن الزهري ، قال : كان أبو بكر أبيض أصفر لطيفا جعدا مسترق الوركين ، لا يثبت إزاره على وركيه .

وجاء أنه اتجر إلى بصرى غير مرة ، وأنه أنفق أمواله على النبي صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر " .

وقال عروة بن الزبير : أسلم أبو بكر يوم أسلم وله أربعون ألف دينار .

وقال عمرو بن العاص : يا رسول الله ، أي الرجال أحب إليك ؟ قال : " أبو بكر " .

وقال أبو سفيان ، عن جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ، ولا يحبهما منافق " .

وقال الشعبي ، عن الحارث ، عن علي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى أبي [ ص: 9 ] بكر وعمر ، فقال : " هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ، إلا النبيين والمرسلين ، ولا تخبرهما يا علي " وروي نحوه من وجوه مقاربة عن زر بن حبيش ، وعن عاصم بن ضمرة ، وهرم ، عن علي . وقال طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس مثله .

وقال محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن قتادة ، عن أنس مثله . أخرجه الترمذي قال : حديث حسن غريب . ثم رواه من حديث الموقري ، عن الزهري ، ولم يصح .

قال ابن مسعود : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا " .

روى مثله ابن عباس ، فزاد : " ولكن أخي وصاحبي في الله ، سدوا كل خوجة الخوخة : باب صغير كالنافذة . في المسجد غير خوخة أبي بكر " .

هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، عن عمر أنه قال : أبو بكر سيدنا وخيرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صححه الترمذي . [ ص: 10 ] وصحح من حديث الجريري ، عن عبد الله بن شقيق ، قال : قلت لعائشة أي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان أحب إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : أبو بكر ، قلت : ثم من ؟ قالت : عمر ، قلت : ثم من ؟ قالت : أبو عبيدة ، قلت : ثم من ؟ فسكتت .

مالك في " الموطأ " عن أبي النضر ، عن عبيد بن حنين ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر ، فقال : " إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده " فقال أبو بكر : فديناك يا رسول الله بآبائنا وأمهاتنا ، قال : فعجبنا ، فقال الناس : انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله ، وهو يقول : فديناك بآبائنا وأمهاتنا ، قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا به ، فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : " إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الإسلام ، لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر " متفق على صحته .

وقال أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ابن أبي المعلى ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه ، والأول أصح . [ ص: 11 ] وعن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر ، فإن له عندنا يدا يكافئه الله بها يوم القيامة ، وما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر ، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ألا وإن صاحبكم خليل الله " قال الترمذي : حديث حسن غريب .

وكذا قال في حديث كثير النواء ، عن جميع بن عمير ، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر : " أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في الغار " .

وروى عن القاسم ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره " تفرد به عيسى بن ميمون ، عن القاسم ، وهو متروك الحديث .

وقال محمد بن جبير بن مطعم : أخبرني أبي أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر ، فقالت : أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك ؟ قال : " إن لم تجديني فأتي أبا بكر " متفق على صحته .

وقال أبو بكر الهذلي ، عن الحسن ، عن علي ، قال : لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس ، وإني لشاهد وما بي مرض ، فرضينا [ ص: 12 ] لدنيانا من رضي به النبي صلى الله عليه وسلم لديننا .

وقال صالح بن كيسان ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : " ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " . هذا حديث صحيح .

وقال نافع بن عمر : حدثنا ابن أبي مليكة ، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه : " ادعوا لي أبا بكر وابنه فليكتب ، لكيلا يطمع في أمر أبي بكر طامع ولا يتمنى متمن " ثم قال : " يأبى الله ذلك والمسلمون " تابعه غير واحد ، منهم عبد العزيز بن رفيع ، عن ابن أبي مليكة ، ولفظه : " معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر " .

وقال زائدة ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار : منا أمير ومنكم أمير ، فأتاهم عمر فقال : ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر فأم الناس ، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر ؟ فقالوا : نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر ، رضي الله عنه .

وأخرج البخاري من حديث أبي إدريس الخولاني ، قال : سمعت أبا الدرداء يقول : كان بين أبي بكر وعمر محاورة ، فأغضب أبو بكر عمر ، فانصرف عنه عمر مغضبا ، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له ، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه ، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو الدرداء : ونحن عنده ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما صاحبكم هذا [ ص: 13 ] فقد غامر " . قال : وندم عمر على ما كان منه ، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقص على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر ، قال أبو الدرداء : وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل أبو بكر يقول : والله يا رسول الله لأنا كنت أظلم . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هل أنتم تاركو لي صاحبي ؟ إني قلت : يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ، فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صدقت " .

وأخرج أبو داود من حديث عبد السلام بن حرب ، عن أبي خالد الدالاني ، قال : حدثني أبو خالد مولى جعدة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أتاني جبريل فأخذ بيدي ، فأراني الباب الذي تدخل منه أمتي الجنة " فقال أبو بكر : وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه ، قال : " أما إنك أول من يدخل الجنة من أمتي " أبو خالد مولى جعدة لا يعرف إلا بهذا الحديث .

وقال إسماعيل بن سميع ، عن مسلم البطين ، عن أبي البختري ، قال : قال عمر لأبي عبيدة : ابسط يدك حتى أبايعك ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أنت أمين هذه الأمة " ، فقال : ما كنت لأتقدم بين يدي رجل أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤمنا ، فأمنا حتى مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

وقال أبو بكر بن عياش : أبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن ؛ لأن في القرآن في المهاجرين : أولئك هم الصادقون [ الحجرات ] فمن سماه الله صادقا لم يكذب ، هم سموه ، وقالوا : يا خليفة رسول الله .

وقال إبراهيم بن طهمان ، عن خالد الحذاء ، عن حميد بن هلال ، [ ص: 14 ] قال : لما بويع أبو بكر أصبح وعلى ساعده أبراد ، فقال عمر : ما هذا ؟ قال : يعني لي عيال ، فقال : انطلق يفرض لك أبو عبيدة . فانطلقنا إلى أبي عبيدة ، فقال : أفرض لك قوت رجل من المهاجرين وكسوته ، ولك ظهرك إلى البيت .

وقالت عائشة : لما استخلف أبو بكر ألقى كل دينار ودرهم عنده في بيت المال ، وقال : قد كنت أتجر فيه وألتمس به ، فلما وليتهم شغلوني . وقال عطاء بن السائب : لما استخلف أبو بكر أصبح وعلى رقبته أثواب يتجر فيها ، فلقيه عمر وأبو عبيدة فكلماه ، فقال : فمن أين أطعم عيالي ؟ قالا : انطلق حتى نفرض لك . قال : ففرضوا له كل يوم شطر شاة ، وماكسوه في الرأس والبطن . وقال عمر : إلي القضاء ، وقال أبو عبيدة : إلي الفيء . فقال عمر : لقد كان يأتي علي الشهر ما يختصم إلي فيه اثنان .

وعن ميمون بن مهران ، قال : جعلوا له ألفين وخمسمائة .

وقال محمد بن سيرين : كان أبو بكر أعبر هذه الأمة لرؤيا بعد النبي ، صلى الله عليه وسلم .

وقال الزبير بن بكار ، عن بعض أشياخه ، قال : خطباء الصحابة : أبو بكر ، وعلي .

وقال عنبسة بن عبد الواحد : حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن [ ص: 15 ] عروة ، عن عائشة أنها كانت تدعو على من زعم أن أبا بكر قال هذه الأبيات ، وقالت : والله ما قال أبو بكر شعرا في جاهلية ولا في إسلام ، ولقد ترك هو وعثمان شرب الخمر في الجاهلية .

وقال كثير النواء ، عن أبي جعفر الباقر : إن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعلي : ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا [ الحجر ] الآية .

وقال حصين ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عمر صعد المنبر ، ثم قال : ألا إن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ، فمن قال غير ذلك بعد مقامي هذا فهو مفتر ، عليه ما على المفتري .

وقال أبو معاوية وجماعة : حدثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، قال : كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب أبو بكر ، وعمر ، وعثمان استوى الناس ، فيبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينكره .

وقال علي ، رضي الله عنه : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ، وعمر . هذا والله العظيم قاله علي ، وهو متواتر عنه ؛ لأنه قاله على منبر الكوفة ، فلعن الله الرافضة ما أجهلهم .

وقال السدي ، عن عبد خير ، عن علي ، قال : أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر ، كان أول من جمع القرآن بين اللوحين . إسناده حسن .

وقال عقيل ، عن الزهري أن أبا بكر والحارث بن كلدة كانا يأكلان خزيرة أهديت لأبي بكر ، فقال الحارث : ارفع يدك يا خليفة رسول الله ، والله إن فيها لسم سنة ، وأنا وأنت نموت في يوم واحد ، قال : فلم [ ص: 16 ] يزالا عليلين حتى ماتا في يوم واحد عند انقضاء السنة .

وعن عائشة ، قالت : أول ما بدئ مرض أبي بكر أنه اغتسل ، وكان يوما باردا فحم خمسة عشر يوما لا يخرج إلى صلاة ، وكان يأمر عمر بالصلاة ، وكانوا يعودونه ، وكان عثمان ألزمهم له في مرضه . وتوفي مساء ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة . وكانت خلافته سنتين ومائة يوم .

وقال أبو معشر : سنتين وأربعة أشهر إلا أربع ليال ، عن ثلاث وستين سنة .

وقال الواقدي : أخبرني ابن أبي سبرة ، عن عبد المجيد بن سهيل ، عن أبي سلمة . قال : وأخبرنا بردان بن أبي النضر ، عن محمد بن إبراهيم التيمي . وأخبرنا عمرو بن عبد الله ، عن أبي النضر ، عن عبد الله النخعي ، دخل حديث بعضهم في بعض : أن أبا بكر لما ثقل دعا عبد الرحمن بن عوف ، فقال : أخبرني عن عمر ، فقال : ما تسألني عن أمر إلا وأنت أعلم به مني ، قال : وإن ، فقال : هو والله أفضل من رأيك فيه . ثم دعا عثمان فسأله عن عمر ، فقال : علمي فيه أن سريرته خير من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله . فقال : يرحمك الله ، والله لو تركته ما عدوتك ، وشاور معهما سعيد بن زيد ، وأسيد بن الحضير وغيرهما ، فقال قائل : ما تقول لربك إذا سألك عن استخلافك عمر وقد ترى غلظته ؟ فقال : أجلسوني ، أبالله تخوفوني ؟ أقول : استخلفت عليهم خير أهلك .

ثم دعا عثمان ، فقال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها ، وعند أول [ ص: 17 ] عهده بالآخرة داخلا فيها ، حيث يؤمن الكافر ، ويوقن الفاجر ، ويصدق الكاذب ، إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا ، وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيرا ، فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فيه ، وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب ، والخير أردت ولا أعلم الغيب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون [ الشعراء ]

وقال بعضهم في الحديث : لما أن كتب عثمان الكتاب أغمي على أبي بكر ، فكتب عثمان من عنده اسم عمر ، فلما أفاق أبو بكر قال : اقرأ ما كتبت ، فقرأ ، فلما ذكر عمر كبر أبو بكر ، وقال : أراك خفت إن افتلتت نفسي الاختلاف ، فجزاك الله عن الإسلام خيرا ، والله إن كنت لها أهلا .

وقال علوان بن داود البجلي ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن صالح بن كيسان ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه . وقد رواه الليث بن سعد ، عن علوان ، عن صالح نفسه ، قال : دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه فسلمت عليه وسألته : كيف أصبحت ؟ فقال : بحمد الله بارئا ، أما إني على ما ترى وجع ، وجعلتم لي شغلا مع وجعي ، جعلت لكم عهدا بعدي ، واخترت لكم خيركم في نفسي ، فكلكم ورم لذلك أنفه رجاء أن يكون الأمر له .

ثم قال : أما إني لا آسى على شيء إلا على ثلاث فعلتهن ، وثلاث لم أفعلهن ، وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن : وددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وإن أغلق على الخرب ، وددت [ ص: 18 ] أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق عمر أو أبي عبيدة ، ووددت أني كنت وجهت خالد بن الوليد إلى أهل الردة وأقمت بذي القصة ، فإن ظفر المسلمون وإلا كنت لهم مددا وردءا ، ووددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيرا ضربت عنقه ، فإنه يخيل إلي أنه لا يكون شر إلا طار إليه ، ووددت أني يوم أتيت بالفجاءة السلمي لم أكن حرقته وقتلته أو أطلقته ، ووددت أني حيث وجهت خالد بن الوليد إلى الشام وجهت عمر بن الخطاب إلى العراق ، فأكون قد بسطت يميني وشمالي في سبيل الله . ووددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم في من هذا الأمر ولا ينازعه أهله ، وأني سألته هل للأنصار في هذا الأمر شيء ؟ وأني كنت سألته عن العمة وبنت الأخ ، فإن في نفسي منها حاجة . رواه هكذا ، وأطول من هذا ابن وهب ، عن الليث بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، أخرجه كذلك ابن عائذ .

وقال محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص ، عن أبيه ، عن جده ، أن عائشة قالت : حضرت أبي وهو يموت فأخذته غشية فتمثلت :


من لا يزال دمعه مقنعا فإنه لا بد مرة مدفوق
فرفع رأسه وقال : يا بنية ليس كذلك ، ولكن كما قال الله تعالى : وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ( ق ) وقال موسى الجهني ، عن أبي بكر بن حفص بن عمر أن عائشة تمثلت لما احتضر أبو بكر :
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فقال : ليس كذلك ، ولكن : وجاءت سكرة الموت بالحق إني قد [ ص: 19 ] نحلتك حائطا وإن في نفسي منه شيئا فرديه على الميراث ، قالت : نعم ، قال : أما إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارا ولا درهما ، ولكنا أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا ، ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا ، وليس عندنا من فيء المسلمين شيء إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضح وجرد هذه القطيفة ، فإذا مت فابعثي بهن إلى عمر ، ففعلت .

وقال القاسم ، عن عائشة أن أبا بكر حين حضره الموت قال : إني لا أعلم عند آل أبي بكر غير هذه اللقحة وغير هذا الغلام الصيقل ، كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا ، فإذا مت فادفعيه إلى عمر ، فلما دفعته إلى عمر قال : رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده .

وقال الزهري : أوصى أبو بكر أن تغسله امرأته أسماء بنت عميس ، فإن لم تستطع استعانت بابنه عبد الرحمن .

وقال عبد الواحد بن أيمن وغيره ، عن أبي جعفر الباقر ، قال : دخل علي على أبي بكر بعدما سجي ، فقال : ما أحد ألقى الله بصحيفته أحب إلي من هذا المسجى .

وعن القاسم ، قال : أوصى أبو بكر أن يدفن إلى جنب رسول الله فحفر له ، وجعل رأسه عند كتفي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .

وعن عامر بن عبد الله بن الزبير ، قال : رأس أبي بكر عند كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأس عمر عند حقوي أبي بكر .

وقالت عائشة : مات ليلة الثلاثاء ، ودفن قبل أن يصبح .

وعن مجاهد ، قال : كلم أبو قحافة في ميراثه من ابنه ، فقال : قد رددت ذلك على ولده ، ثم لم يعش بعده إلا ستة أشهر وأياما .

وجاء أنه ورثه أبوه وزوجتاه أسماء بنت عميس ، وحبيبة بنت [ ص: 20 ] خارجة والدة أم كلثوم ، وعبد الرحمن ، ومحمد ، وعائشة ، وأسماء ، وأم كلثوم .

ويقال : إن اليهود سمته في أرزة فمات بعد سنة ، وله ثلاث وستون سنة ، رضي الله عنه وأرضاه .
 
عمر الفاروق

عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي ، أمير المؤمنين ، أبو حفص القرشي العدوي ، الفاروق رضي الله عنه .

استشهد في أواخر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ، وأمه حنتمة بنت هشام المخزومية أخت أبي جهل ، أسلم في السنة السادسة من النبوة وله سبع وعشرون سنة .

روى عنه : علي ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وأبو هريرة ، وعدة من الصحابة ، وعلقمة بن وقاص ، وقيس بن أبي حازم ، وطارق بن شهاب ، ومولاه أسلم ، وزر بن حبيش ، وخلق سواهم .

وعن عبد الله بن عمر قال : كان أبي أبيض تعلوه حمرة ، طوالا ، أصلع ، أشيب .

وقال غيره : كان أمهق ، طوالا ، أصلع ، آدم ، أعسر يسر .

وقال أبو رجاء العطاردي : كان طويلا جسيما ، شديد الصلع ، شديد الحمرة ، في عارضيه خفة ، وسبلته كبيرة ، وفي أطرافها [ ص: 72 ] صهبة ، إذا حزبه أمر فتلها .

وقال سماك بن حرب : كان عمر أروح ، كأنه راكب والناس يمشون ، كأنه من رجال بني سدوس . والأروح : الذي يتدانى قدماه إذا مشى .

وقال أنس : كان يخضب بالحناء .

وقال سماك : كان عمر يسرع في مشيته .

ويروى عن عبد الله بن كعب بن مالك قال : كان عمر يأخذ بيده اليمنى أذنه اليسرى ويثب على فرسه فكأنما خلق على ظهره .

وعن ابن عمر وغيره من وجوه جيدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب " وقد ذكرنا إسلامه في " الترجمة النبوية " .

وقال عكرمة : لم يزل الإسلام في اختفاء حتى أسلم عمر .

وقال سعيد بن جبير : وصالح المؤمنين [ التحريم ] نزلت في عمر خاصة .

وقال ابن مسعود : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر .

وقال شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أبو بكر وعمر : إن الناس يزيدهم حرصا على الإسلام أن يروا عليك زيا حسنا من الدنيا . فقال : " أفعل ، وايم الله لو أنكما تتفقان لي على أمر واحد ما عصيتكما في مشورة أبدا " .

وقال ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : قال [ ص: 73 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض ، فوزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل ، ووزيراي من أهل الأرض أبو بكر وعمر . وروي نحوه من وجهين عن أبي سعيد الخدري .

قال الترمذي في حديث أبي سعيد : حديث حسن .

قلت : وكذلك حديث ابن عباس حسن .

وعن محمد بن ثابت البناني ، عن أبيه ، عن أنس نحوه .

وفي " مسند أبي يعلى من حديث أبي ذر يرفعه : " إن لكل نبي وزيرين ، ووزيراي أبو بكر وعمر " .

وعن أبي سلمة ، عن أبي أروى الدوسي ، قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلع أبو بكر وعمر ، فقال : " الحمد لله الذي أيدني بكما " . تفرد به عاصم بن عمر ، وهو ضعيف .

وقد مر في ترجمة الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى أبي بكر وعمر مقبلين ، فقال : " هذان سيدا كهول أهل الجنة " الحديث .

وروى الترمذي من حديث ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم فدخل المسجد ، وأبو بكر وعمر معه وهو آخذ بأيديهما ، فقال : " هكذا نبعث يوم القيامة " . إسناده ضعيف .

[ ص: 74 ] وقال زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي ، عن حذيفة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر " .

ورواه سالم أبو العلاء - وهو ضعيف - عن عمرو بن هرم ، عن ربعي . وحديث زائدة حسن .

وروى عبد العزيز بن المطلب بن حنطب ، عن أبيه ، عن جده قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع أبو بكر وعمر ، فقال : " هذان السمع والبصر " .

ويروى نحوه من حديث ابن عمر وغيره .

وقال يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " أقرئ عمر السلام ، وأخبره أن غضبه عز وجل ورضاه حكم " . المرسل أصح ، وبعضهم يصله عن ابن عباس .

وقال محمد بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إيها يا ابن الخطاب فوالذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك " .

وعن عائشة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الشيطان يفرق من عمر " . رواه مبارك بن فضالة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن القاسم ، عن عائشة .

وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في زفن الحبشة لما أتى عمر : " إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس فقد فروا من عمر " . صححه الترمذي .

[ ص: 75 ] وقال حسين بن واقد : حدثني عبد الله بن بريدة ، عن أبيه أن أمة سوداء أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رجع من غزاة ، فقالت : إني نذرت إن ردك الله صالحا أن أضرب عندك بالدف ، قال : " إن كنت نذرت فافعلي فضربت " فدخل أبو بكر وهي تضرب ، ثم دخل عمر فجعلت دفها خلفها وهي مقعية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان ليفرق منك يا عمر " .

وقال يحيى بن يمان ، عن الثوري ، عن عمر بن محمد ، عن سالم بن عبد الله قال : أبطأ خبر عمر على أبي موسى الأشعري ، فأتى امرأة في بطنها شيطان فسألها عنه ، فقالت : حتى يجيء شيطاني ، فجاء فسألته عنه ، فقال : تركته مؤتزرا ، وذاك رجل لا يراه شيطان إلا خر لمنخريه ، الملك بين عينيه ، وروح القدس ينطق بلسانه " .

وقال زر : كان ابن مسعود يخطب ويقول : إني لأحسب الشيطان يفرق من عمر أن يحدث حدثا فيرده ، وإني لأحسب عمر بين عينيه ملك يسدده ويقومه .

وقالت عائشة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد كان في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر بن الخطاب " . رواه مسلم .

وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه " . رواه جماعة عن نافع ، عنه . وروي نحوه عن [ ص: 76 ] جماعة من الصحابة .

وقال الشعبي : قال علي رضي الله عنه : ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر .

وقال أنس : قال عمر : وافقت ربي في ثلاث : في مقام إبراهيم ، وفي الحجاب ، وفي قوله : عسى ربه إن طلقكن [ التحريم ] .

وقال حيوة بن شريح ، عن بكر بن عمرو ، عن مشرح ، عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كان بعدي نبي لكان عمر " .

وجاء من وجهين مختلفين عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ؛ صلى الله عليه وسلم : " إن الله باهى بأهل عرفة عامة ، وباهى بعمر خاصة " .

ويروى مثله عن ابن عمر ، وعقبة بن عامر .

وقال معن القزاز : حدثنا الحارث بن عبد الملك الليثي ، عن القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبيه ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، عن أخيه الفضل ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الحق بعدي مع عمر حيث كان " .

وقال ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بينا أنا نائم أتيت [ ص: 77 ] بقدح من لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضلي عمر " . قالوا : فما أولت ذلك ؟ قال : " العلم " .

وقال أبو سعيد : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص ، منها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، ومر علي عمر عليه قميص يجره " . قالوا : ما أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال : " الدين " .

وقال أنس : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أرحم أمتي أبو بكر ، وأشدها في دين الله عمر " .

وقال أنس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دخلت الجنة فرأيت قصرا من ذهب فقلت : لمن هذا ؟ فقيل : لشاب من قريش ، فظننت أني أنا هو ، فقيل : لعمر بن الخطاب " .

وفي الصحيح أيضا من حديث جابر مثله .

وقال أبو هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " بينما أنا نائم رأيتني في الجنة ، فإذا امرأة توضأ إلى جانب قصر ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر ، فذكرت غيرة عمر ، فوليت مدبرا " . قال : فبكى عمر ، وقال : بأبي أنت يا رسول الله أعليك أغار ؟

[ ص: 78 ] وقال الشعبي وغيره : قال علي رضي الله عنه : بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع أبو بكر وعمر ، فقال : " هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ، لا تخبرهما يا علي " .

هذا الحديث سمعه الشعبي من الحارث الأعور ، وله طرق حسنة عن علي منها : عاصم ، عن زر . وأبو إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة . قال الحافظ بن عساكر : والحديث محفوظ عن علي رضي الله عنه .

قلت : وروي نحوه من حديث أبي هريرة ، وابن عمر ، وأنس ، وجابر .

وقال مجالد ، عن أبي الوداك ، وقاله جماعة عن عطية كلاهما عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن أهل الدرجات العلا ليرون من فوقهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء ، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما " .

وعن إسماعيل بن أمية ، عن نافع ، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وعن يمينه أبو بكر وعن يساره عمر ، فقال : " هكذا نبعث يوم القيامة " . تفرد به سعيد بن مسلمة الأموي ، وهو ضعيف عن إسماعيل .

وقال علي رضي الله عنه بالكوفة على منبرها في ملأ من الناس أيام خلافته : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ، وخيرها بعد أبي بكر عمر ، ولو شئت أن أسمي الثالث لسميته . وهذا متواتر عن علي [ ص: 79 ] رضي الله عنه ، فقبح الله الرافضة .

وقال الثوري ، عن أبي هاشم القاسم بن كثير ، عن قيس الخارفي ، قال : سمعت عليا يقول : سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر ، وثلث عمر ، ثم خبطتنا فتنة فكان ما شاء الله . ورواه شريك ، عن الأسود بن قيس ، عن عمرو بن سفيان ، عن علي مثله .
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top