نصـيـحة إلـى أبنـاء الجـزائـر

الطيب الجزائري84

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جوان 2011
المشاركات
4,033
نقاط التفاعل
4,408
النقاط
191
العمر
39
الجنس
ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعدَه.
أمَّا بعدُ:
فيقول اللهُ ـ جلَّ وعلا ـ في مُحكَم كتابه: ﴿وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَاب[الأنفال:25].
إنَّ النَّاظر في أحوال أمَّتِنا وما يجري في أوطان أهل الإسلام من أحداث متتابعة، ووقائع متسارعة، نالت من سمعتها وعجَّلت في إضعافها، وجَرَّأت الأعداءَ عليها، حتَّى تلاحقت بها الأزمات من كلِّ جانب، وصارت هدفًا لكلِّ رامٍ وضارب؛ لَيتَّضِحُ له مدى ذلك العداء الدَّفين، والاتِّفاق الهجين، والمُخطَّط المَهين الَّذي يعملُ أهلُ ملَّةِ الكفر على تمريره بدهاء ومكرٍ، وتنفيذه ـ أحيانًا ـ بقوَّةٍ وقهرٍ في بلاد أهل الإسلام، غرضُه النَّيلُ من دين الأمَّة والقضاء على وحدتها، ووسيلتُه التَّهوينُ من لزوم جماعة المسلمين والانتظامِ في سِلْكِها والاجتماعِ على كلمتها، والتَّشجيعُ على مفارقتها وشقِّ عصاها، ومخالفةِ سبيلها والافتيات عليها، فزيَّنُوا لهم باسم الحرِّيَّات واستردادِ الحقوق والتَّداول على السُّلطةِ الخروجَ في المظاهرات، واحتلالَ الشَّوارع والسَّاحات، وتصعيدَ موجة الاحتجاجات، وإذكاءَ نار الفتن والعداوات عبر وسائل الإعلام وقنوات الاتِّصال؛ ممَّا يُوحِي إلى النُّفرة والقطيعة بين الحاكم والمحكوم، والرَّاعي والرَّعيَّة، ويؤَدِّي إلى إثارة الفوضى واضطراب الأمور واختلال الأمن واستشراء الفساد.
وأمام هذا الوضع المُقلِق والحال المُتَأَزِّم الَّذي تعيشه بعضُ بلاد الإسلام، والَّذي امتدَّت ظِلالُه وظَهرَت إرهاصاتُه في ربوع وطننا الحبيب الجزائر؛ يتعيَّنُ على العقلاء والحكماء ممَّن يَهمُّهم مصلحةُ العباد والبلاد ـ نصحًا للأمَّة واستبقاءً للخير فيها، وصيانةً لها من أدواء الانحراف ومخاطر الانجراف ـ أن يُذَكِّرُوا أفرادَها وجماعاتِها بفضل الجماعة وأهمِّيَّتِها في حمايةِ بيضة الدِّين واستتبابِ الأمن والحفاظِ على مُكتَسَبَات الأمَّة، وأن يَلزَموا غَرزَها وينتظِمُوا في سِلْكِها ويرْكنُوا إلى أهلها؛ إذْ هي رابطةُ المسلمين ومصدرُ كرامتهم، فيها يعبُدُ المسلمُ ربَّه آمنًا، ويدعو إلى الله تعالى مطمئِنًّا، المستضعَفُ في كَنفِها قويٌّ، والمظلوم في ظِلِّها منصورٌ، والعاجز في محيطها مُعانٌ، وأن يُحذِّروهم من جنايات الفتن وشرورِ الثَّورات الَّتي لا تُورِثُ إلَّا سقطَ المتاع؛ من فقرٍ، وجوعٍ، وتآمرِ الأعداء، وتعطيلِ مصالح العباد والبلاد، والتَّمكينِ لدعاة الشَّرِّ، ومُروِّجي الفساد، وأن يقفوا بالمرصاد في وجه مبتغي الفتنة ومثيري الفوضى، ويقطعوا الطَّريقَ أمامَ المغرِضين الشَّانِئين لوحدة الجزائر وما تَنعَمُ به من أَمنٍ واستقرارٍ، الدَّاعين إلى العصيان والتَّمرُّد، والعودة بها إلى سنوات الجمر والهرْج والمعاناة، وأن يوقظوا ضمائرَهم بأنَّ هذه الثَّورات ليست من أساليب شريعة الإسلام في المناصحة، ولا من طرائق تغيير المنكر، ودفع الظُّلمِ ودرئِه؛ إذ القاعدةُ الشَّرعيَّة الَّتي بها قيامُ مصالح الدِّين والدُّنيا أنَّالوسائل لها أحكام المقاصد، وأنَّ ما أصابَ الأمَّةَ من هوانٍ وخذلانٍ وما لحقها من شرٍّ وبلاءٍ سببُه الذُّنوب والخطايا والتَّقصير في القيام بما أُمِرُوا به من التَّوحيد والطَّاعة والاستقامة والإصلاح، وقد قال الله جلَّ وعلا: ﴿إِنَّ الله لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ[الرعد:11]، أي: أنَّ الله تعالى لا يسلب قومًا نعمةً أنعمها عليهم حتَّى يُغيِّرُوا ما كانوا عليه من الطَّاعة والعمل الصَّالح.
إنَّنا لسنا بحاجةٍ إلى أن نُحدِثَ في جسم الأمَّة شروخًا أو نجدِّدَ لها أحزانًا، أو نُدمِيَ فيها جروحًا، بعد أن ذاقت الويلات وتجرَّعت المآسي، واكتوت بنار الفتن، وتجاذبتها سياساتُ العنف والخوف طيلةَ عهدٍ لم يكن من السَّهلِ عليها اجتيازُه لولا أنَّ الله سلَّمَ، فدفع عن الأمَّة البأس وخلَّصها من اليأس، وأمَّنها بعدَ خوفٍ.
فاذكروا ـ أيُّها المُنَعَّمون بالأمن اليوم ـ كيف كنتم بالأمس، والعهد ليس ببعيد، وتذكَّرُوا نعمةَ الله عليكم حينَ أراد أعداؤكم أن يفرِّقوا بينكم فألَّف الله ـ جلَّ وعلا ـ بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا، ففوِّتُوا الفرصةَ على دعاة الفتنة والمبيِّتين للسُّوء المُضمِرين للعداوة، الَّذين يسوؤهم بقاءُ عزِّ الإسلامِ شامخًا، والدِّينِ في قلوب أبنائه راسخًا، والبلدِ آمِنًا مطمئنَّا، ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُون[المؤمنون:52].
فاللَّهُمَّ اجمع قلوبنا على الحقِّ، ووفِّقنا إلى الاعتصام بحبلك، واتِّباع شرعك، واحفظ بلاد المسلمين، وبلدَنا الجزائر ـ خاصَّةً ـ من كيد الكائدين، وتآمر المبطلين، وآمِنَّا في أوطاننا، وَقِنَا شرَّ الفتن ما ظهرَ منها وما بطن.
وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الجزائر: بتاريخ: 14 جمادى الآخرة 1435هـ /15 أفريل 2014م
الموقِّعون:
- د. محمَّد علي فركوس
- الشَّيخ عزّ الدِّين رمضاني
- الشيخ عبد الغني عوسات
- د. عبد المجيد جمعة
- د.عبد الخالق ماضي
- الشَّيخ نجيب جلواح
- د. رضا بوشامة
- الشَّيخ توفيق عمروني
- الشَّيخ لزهر سنيقره
- الشيخ عبد الحكيم دهاس
- الشيخ عمر الحاج مسعود
- الشيخ عثمان عيسي


المصدر ...موقع راية الاصلاح
 
السلام عليكم​

بارك الله فيك أخي الطيب على نقلك لما كتبت ونيتك الحسنة

أما ما يخص المكتوب ففهو كلمة وليست نصيحة
عجبا 12 دكتور وشيخ يوقعون على وثيقة لايستطعون فيها تحديد الظالم والمظلوم
إنهم أجتمعوا ووقعوا على كلمة حق أريد بها باطل تحت الظل

تقبلوا تحياتي​
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top