كلمات في الحب

أبو العبــــاس

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
10 سبتمبر 2009
المشاركات
1,282
نقاط التفاعل
524
النقاط
51
محل الإقامة
سيدي خالد...بسكرة
الجنس
ذكر
كلمات في الحب
كل زهرة فى هذه هذه الدنيا يمكن أن تبذل ، إلا زهرة الحب فهى زهرة تعيش فى ربيع دائم ، والطبيعة تمدها بالحياة لكى تعطى للانسان ، والحب ليس هو الحب بمعناه المحدود فقط ، ولكن الحب هو الحب الشامل الذى يمكن للانسان ان يحمله فى قلبه للارض والوطن والناس والمرأة والبيت والاسرة والعمل الذى يقوم به .
فليكن شعارنا جميعا فى القرن الواحد والعشرين ان نزرع زهرة حب كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة بل مع كل شهيق وزفير .
كل ما فى كيان المرأة يحدثها عن الحب ... فالحب وسيلة حياتها وغايتها ... واقفار قلبها من الحب شر عليها من المرض والفقر بل هو فى نظرها حكم الموت ، وهى لم تخلق إلا لتبدع الحياة ، وتوحى الجمال وتنتصر بالحب على الموت .... والمرأة متى أحبت حبا صادقا ، تهذبت وسمت واستحال عليها أن تتصور نفسها ملكا لغير الرجل الذى تحب .... فلا العواطف ولا المال ولا أروع مفاتن الترف يمكن ان تؤثر فيها ، وتدفعها الى خيانة حبيبها .... فالحب يكسبها مناعة عجيبة تنكسر حيالها مختلف وسائل الاغراء . إذ الرجل فى الغالب أنانى وشهوانى وهو قد يخون وإن كان يحب ..... أما المرأة التى تحب حقاً .. فتعتبر الخيانة نداله وترى فى الوفاء الخالص رمزا للكرامة وعنوانا للشرف ... فأقصى أمانى المرأة أن تعثر على حب واحد والى نهاية مشتركة واحدة .
الحياة بغير الحب عدم ، فالذين لم يحبوا لم يعرفوا حلاوة الدنيا ... لم يضحكوا من قلوبهم .. لم يستمتعوا بالجمال . لم يعيشوا ... الذين لم يعرفوا طعم الحب لم يذوقوا احلى شهد خلقه الله ، والذين لم يستمتعوا بحب نسائهم كالذين لم يذوقوا السكر . فالحب مثل القبلة يحتاج الى فردين ، ولا يستطيع الانسان أن يقبل نفسه ..... والحب الذى يعطيه للناس هو أشبه بأموال يضعها فى البنوك ، وسوف تجد هذا الرصيد فى وقت المحنة وفى بعض الاحيان يفلس البنك ، ولكنك تجد دائما البنوك التى لا تفلس : وبعض الناس يقولون أن الحب يبنى ويدمر وقد رأيت الحب بينى ، ولم أرى الحب يدمر : وعندما يدمر الحب عاشقا فهو يفقد صفته ، فيكون شهوة لا حبا فالشهوة قد تدمر . ولكن الحب لابد أن يخلق ويبنى ويعمر فلنعلم أبنائنا الحب . وعلينا أن نبدأ بحب بلادنا ، اذا أعطيناها كل حبنا فسوف تعطينا كل ما نتمناه فليحب بعضنا بعضا ، لنحب بلادنا .
ما أجمل الحب ... انه أجمل ما فى الحياة ... فان المرأة التى تحب تبدو رائعة ... فان سحر الحب يجعل فى عينيها ، وفى شفتيها ، وفى كل شئ فيها لونا جميلاً هو أثر الحب فى جسم الانسان .... والام التى تحب ولدها يزداد جمالها ، ويتضاعف جلالها ... ولو خيرت بين أجمل امرأة فى الدنيا ، وأم تحنو على طفلها ... لفضلت منظر الاخيرة فهو أبدع ما خلق الله من جمال ..... والرجل الذى يحب الناس كلهم ..... ولا يحقد على أحد .. ويفرح لكل ما يسعدهم .... ويشقى لكل ما يصيبهم ... فيه جمال وجاذبية قد يخلو منهما وجهة ..... ولكن هذا الجمال يملأ روحه .
الحب لا يحتاج الى منطق يبرره .... فهو نفسه منطق .... هو نفسه سببا للدنيا والذى يسألنى ... لماذا تحب ... كمن يسألنى .... لماذا يدق قلبك .... ولماذا تتنفس ..... ولماذا خلقت .... فالحب فى نظرى لا يحتمل كلمة لماذا .... انه فى حد ذاته كاف يبرر أى شئ .. الحب كما يقول " ديمو كريتس " هو الذى جمع الذرة الى جوار الذرة ... نصنع منها جزيئات وهو الذى جمع الجزيئات نصنع منها مادة ... وهو الذى جمع النجوم والكواكب فى أفلاك دوارة .. لا ينفرط عقدها منذ الأزل .. الحب ... هو جاذبية " نيوتن " وهو الفراغ المنحنى عند " أنيشتين " ..... وهو العشق عندنا نحن البشر ... إنه صفه أصلية فى الوجود .
لا توجد كلمة فى القاموس تعددت معانيها وتنوعت وتناقضت بقدر كلمة أحبك – وأكاد أقول أن هذه الكلمة لها من المعانى بقدر عدد الناس أى ستة آلاف مليون معنى .... فالذى يقتل يقول قتلتها لأنى أحبها والذى ينتحر يقول انتحرت لأنى أحبها والمرتشى واللص والمختلس يقول فعلت ذلك لأنى أحب والغيور لدرجة الجنون يقول أنه يغار لأنه يحب ... والصوفى المتجرد له به يقول أرى لأنى أحب والغيور لدرجة الجنون يقول أنه يغار لأنه يحب ..... والصوفى المتجرد يقول أرى الله فى وجود الاطفال وفى تفتح الورود وفى سقسقة العصافير ورفيف الفراش ويقول حبى للمخلوقات من حبى لخالقها . ولهذا تعددت معانى كلمة أحبك بعدد أنفاس الخلائق وبعدد أغراضهم وأهوائهم ... وكان معناها أحيانا أكرهك وكان معناها احيانا أستعبدك .... وكان معناها أحيانا أسلبك وكان معناها أحيانا أعطيك وكان معناها أحيانا احب نفسى .... وكان معناها أحيانا كن لى وحدى... وكان معناها أحيانا ليكن كلانا للناس ..... وكان معناها أحيانا ليكن كلانا الله .... وكان معناها أحيانا ليكن حبنا مسيرة فكر أو مسيرة علم .... أو مشوار كفاح ... وكان معناها أحيانا .... ليكن حبنا أسرة وعائلة وأبناء وجيلا جديداً أحسن منا
واختلفت منازل الحب حسب منازل الناس وتفاوتت مراتب الحب حسب مراتب الناس فهو شهوانى بين الشهوانيين تجارى بين التجاريين نفعى بين النفعيين .. صوفى بين الصوفيين ... وسماوى بين أهل السماء وأرضى بين أهل الارض – والكل صادق فى كلمة أحبكساعة يقولها احيانا مجرد صدق لحظى للاستهلاك الوقتى حتى يأخذ المقابل الفورى من اللذة ثم يذهب لحال سبيله وقد نسى كل شئ واحيانا عند أهل القلوب والمشاعر وأهل العمق يكون للصدق عمق وللعاطفة عدد من الزمان والدوام بقدر عمق نفوسهم وسلامة فطرهم وأدوم الحب ما كان للسماء فى الله ... وأقصر الحب ما كان لهدف اللحظة ... وبين هذين كل درجات القصر والطول والزوال والدوام وكل ألوان الطيف .
ما هو الحب ؟ ..... هذا هو أقدم سؤال فى الدنيا والجواب عليه فى كل كتاب أغنية ، وكل فرح ، وكل مأتم ... انه هو الذى فتح للناس أبواب السجون ... وهو الذى لطعهم " على أبواب المحاكم .... وهو الذى أوقفهم أمام القسيس وأمام المأذون .... وكل يوم يدق قلب وينفتح ويدخل الحب .... وكل يوم يتحطم قلب ، وتبقى حروفه منقوشة على هذا الحطام ولكن ما هو الحب ؟ كل فنان له جواب وكل فيلسوف له رأى ... والناجح فى حبه له رأى والفاشل فى الحب له رأى والرجل الذى يحب بعقله له فلسفة ... والذى يحب بلا عقل له فلسفة أخرى ... والذى له قلب ... والذى لا قلب له والذى يحشو قلبه وعقله فى معدته ...... كل هؤلاء لهم آراء ومواقف .
وفى الحب كما فى المرض تضعف المقاومة والحب مرض ، ولكن له أطباء من نوع خاص ... فهناك طبيب اسمه المأذون ، أو القسيس .. وطبيب اسمه : الصبر والذى يحب هو المريض دائما هو الذى يشكو ولا يدرى أين الالم وهو الذى يجلس أمام المائدة ويرى الطعام وتمتد اليه يده ... ولا يدرى أين يضع هذا الطعام فى فمه ويتخيل أنه وضعه فى فم الفتاه التى يحبها .... لأن الذى يحب ليس وحده انه اثنان معا يأكلان معا ويشربان معا ويجمعهما ليل واحد وفراش واحد وينامان معا على جناحين لطائر واحد اسمه : النوم ... اليس هذا جنونا ؟ والذى يحب هو انسان مريض ولكنه لا يريد الشفاء لان المرض هو الشفاء وهو الدواء .... والذى يحب هو المريض وهو الطبيب معاً .. والحب كورق النشاف فالذى يحب هو الذى يمتص البقع السوداء من حياة حبيبة ، ومن أفكارة ومن متاعبه ، انه هو الذى يمتص دموع حبيبه ليقوم هو وحده بالبكاء .... انه هو الذى يمتص حبيبه ... فالفتاة التى أحبها هى التى امتصها من بين فكى أبيها ، وذراعى أمها ، ورموش المتزاحمين عليها من العرسان ... فالذى يحب كورق النشاف يمتص دائماً .
الحب هو أن تعطى .... وتعطى دائما .... فالذى يحب هو الذى يعطى ويبلغ فى العطاء كل درجات التضحية ... انه يقدم نفسه ويقدم راحته وهو الذى ينحنى عندما يقدمها والانحناء تواضع ... والذى يحب هو الانسان المتواضع انه الانسان الذى يقف قلبه فوق رأسه يضع قلبه عاليا على عقله ... والذى يحب هو كالنافورة تدفع الماء وتدفعه عاليا ولكن الماء لا يبلغ السماء ... ولا يروى زرعا ولا يسقى وردا ولكن ماء النافورة يرتد عليها مرة أخرى وكذلك يرتد العطاء على الذى يحب .
والحب قصص أطفال .... انه الكلام الصغير الذى لا تتعب منه الاذن ولا يمله اللسان .. لأن الحب طفل صغير ... والطفل الصغير يحب الحواديت ... انها هى التى تجعله يغمض عينية ويلقى بذراعيه ورجليه وينام .. يضع ذراعه فى قلب ... ويضع رجليه فى قلب آخر .. انه يتمدد فى قلبين معا ويصحو فى قلبين أيضا .... واذا نام هذا الطفل نامت الدنيا كلها .. فالحب طفل ... والدنيا كلها أمه .
والحب طفل غريب ... بل انه الجنين الذى يوضع ويكبر ويولد وينطق فى لحظة واحدة ... عندما تتلاقى عينان ، وتتصافح يدان ويخفق قلبان ... وهو طفل لا يكاد يولد يتكلم ، ولا يكاد يتكلم حتى يغنى وعندما يغنى فهو الساحر الذى يملك كل شئ ، ويقول أى شئ ، وكل ما يصدر عنه فهو جميل غريب ولا يقدر بمال . ولا يدرى أحد متى يولد هذا الحب انه يولد بعد الزواج ويولد قبل الزواج ويولد بلا زواج ... والحب ... قبلة ظامئة .. قبله لا تشبع منها ولا ترتوى بها .. فأنت دائما عطشان .. أن تشرب ماء البحر ، الذى كلما ملأت فمك ، ازددت رغبة فى الشرب .. والحب .. قبله على فم .. انه قبله فيها نشوة ... انها قبله لا تدرى فيها شيئاً ... ولا تعرف من الذى بدأ بالقبلة .... ولا من الذى سينتهى منها . ولابد من اثنين لتكون قبلة ... ولابد من اثنين ليكون هناك حب .
هكذا الحب : ينمو ورقة ورقة وزهرة زهرة وقبلة قبلة ، وتظل الزهرة تكبر ، تكون لها ألوان .. ولاها عطور .. ولها طيور .. لكن تظل طول حياتها بلا اسم .. والحب .. زهرة بلا اسم بل إنها لا تحب أن ينطق أحد اسمها .. والفتاه التى تحب تريد أن تنتزع كلمة الحب فى شفتى حبيبها .. تريد أن تسمع هذه الكلمة ، أن تسمعها فى الهواء بين وجهها ووجهة .. فاذا انطلقت الكلمة فى الهواء راحت تقبل هذا الرسول الذى حمل اليها هذه الكلمة .. وتريد أن تسمعها فى أذنيها وأن تظل هذه الكلمة مطبوعة على أذنها .
الحب الحقيقى لا يتغير ... الحب هو الغيرة والغضب والحب فى الحقيقة – هو أجمل مرض يصيب الانسان ...التعلق بشخص واحد بحيث إذا ابتسم تبتسم الدنيا ، وإذا عبس تعبس الدنيا .. شتان تراه وتسمع صوته .. ولما يأتى عبر الأثير ، يقفز قلبك .. هذ كلها اعراض مرضية ، ولكن الحب مرض جميل ... يظهر كالقدر فجأة .
والحب الذى ينشأ أثناء عملية الزواج : حب خطير جدا وقوى وصحى ، لأنه لا يكون هنا حب نتيجة حرمان .. ولكنه نتيجة اشباع ، وتفاهم ، وصداقة ، وتلاقى أرواح .. وهذا ما يثمر عكس الحب المعذب .. وليس هناك شئ اسمه الحب " الانسان بالعقل أو القلب انك تحب بالاثنين معا .
عندما يداهمك الحب فأنت لم تفرق بين الدكتورة الجامعية وراسبة الاعدادية . وبين الجميلة وغير الجميلة فالحب يخفض قوة الابصار الى ستة على ستين وقوة البصيرة الى واحد على عشرة وبذلك يصبح كل ما يصدر عن الحبيبة من جنون هو جميل وأخاذ وباهر ومدهش وكل شئ فى ملامحها ورسمها فتنه تخبل العقل .
والحب كلام وأفعال ، وهو يتوهج بالكلام ، ويمتحن بالأفعال ، فاذا رسب الرجل فى الافعال نجح بالتعويض اذا فهلوى الأقوال وكلمة الحب عند المرأة بالدنيا كلها ، فالرجل يجذب المرأة وراءه من أذنها بمعسول الكلام ، وينتهى الامر عادة بأن تجذبه هى من رقبته مسلسلا الى المأذون .. والمرأة لا تشبع من كلام الحب ، وفيما يختص بالغزل .. فالمرأة ذات ذاكرة تيفال لا يلتصق بها أى غزل ... يعنى هى فى حاجة الى أن تذكرها كل دقيقة بما قلته من أنك تحبها . فالمرأة تعبد كلام الحب وتنساه أو تدعى نسيانه .
والحب هو القدرة على الضعف مهما كنت قويا وجبارا وأن تستعذب الاستسلام وأن تشعر ببهجة شديدة لذلك ... والحب هو الرغبة فى اسعاد انسان آخر بالعطاء بلا مقابل ، ولهذا وجد الحب من طرف واحد ولهذا أيضا لا يعرف الانسان لماذا يحب انساناً بالذات فهو ان وجد لحبه سببا أو آخر فهو ليس حبا بل مصلحة وأجمل ما فى الحب جنونه ، وفى الاساطير الاغريقية أن إله الجنون أشفق على كيوبيد إله الحب عندما رآه نعصوب العينين فتقدم نحوه يقوده من يده وهكذا أصبح الحب :- أعمى يقوده مجنون .
والحب هو الاكذوبة الوحيدة الرائعة التى تصدقها رغم تكرار انكشافها فالانسان لا يستطيع أن يتخلص من نار الحب إلا بالطريق الطبيعى وهو الزواج من المحبوب . فالنصائح لا تجدى مع العشاق وقديما قالت العرب ليس فى الحب مشورة ، فالعاشق يسألك الرأى متمنيا فى سريرته أن تجارى رأيه الذى سوف ينفذه فى النهاية ورأيه هو عواطفه فلا مكان للعقل عند العشاق .
من المألوف أن يقال : وقع فى ورطة .. ووقع فى اشكال ... ووقع فى شر أعماله ووقع فى الحب وكأن الانسان يظل ثابت الخطى .. راجع العقل بعيدا عن الاخطار والمهالك ... حتى يحب فينقلب حاله ويقع ولا يستطيع أن يقوم من وقعته إلا إذا شفى من الحب ... وللذين يقولون أن الحب وقعه لهم عذرهم فى هذا القول لأن معظم العشاق يبدو عليهم أنهم واقعين ويرتسم على وجوههم الذهول والحيرة والارتباك
ومعظم الناس يعتقد أن الحب لا يحتاج الى تعليم .. ولا قدوة ... ولا فهم ولا ايضاح والناس على خطأ فى ذلك .. ان الغريزة هى التى لا تحتاج الى تعليم ولا موهبة ولا عناء ... ولا تجربة ... ان العصافير تتزاوج دون أن يعلمها ذلك أحد .. والحيوان يمارس الحب فى فصول التزاوج دون أن يعلمه ذلك أحد وما ينطبق على الغريزة لا ينطبق على الحب ... لأن الحب فى جوهره ليس هو الغويزة .. الحب عمل روحى جوار ماديته .. وهو عناء روحى جوار سهولته .. يبدو لنا الحب سهلاً ولكنه فى حقيقة أمره صعب ... يشبه الحب فى الحياة الانسانية جبل الجليد العائم نحن لا نرى من الجبل الا خمسة ... أما أربعة أخماسه فترقد تحت السطح المائى المثلج ... ومعظم الناس لا يعرف من الحب إلا ما يراه منه ...هذا الخمس الطافى على سطح المياة .. أما بقية الحب فتظل خافية عن عين الانسان وعن إدراكه ... واذن تجيب عن السؤال : هل يحتاج الحب الى موهبه وكفاءة وعناء وذوق ومعرفة ؟ ... نعم ... يحتاج الحب لهذا كله .
كيف يتعلم الانسان الحب ؟ هذا السؤال يمكن احلاله باسؤال التالى كيف يتعلم الانسان الرقى ؟ ذلك ان تعلم الانسان للرقى ؟ .. ذلك أن يعنى انه يتعلم الحب .. كيف يتعلمالانسان الرقى .. ان المعرفة طريق الى الرقى والفهم طريق الى الرقى .. والحنو طريق الى الرقى ... والصفح طريق الى الرقى .. والاحساس بالجمال طريق الى الرقى .. ولكن اسرع الطرق الى الرقى هى الايمان بالله .. تحت خيمة الايمان يتعلم الانسان حقيقة الرقى ويتعلم جوهر الحب ... وجوهر الحب هو العطاء ... وعطاء الله هو السابق أبداً .. لقد ذكرنا الله قبل أن يذكره وعرفنا قبل أن نعرفه وأحبنا قبل أن نحبه وطلبنا قبل أن نطلبه والله يعفو عنا ويصفح عن اساءتنا ويغفر زلاتنا ويرحم عثراتنا ويقبل توبة التائبين من الرقى إذن أن ننظر الى السماء أردنا أن نحب أو نتعلم الحب .
وهذا هو الانسان حينما يعيش بلا حب صمت أبدى .. تبدو الحياة حوله رتيبة فى كل شئ ويعتاد على هذا وحينما يحب يشعر أن لون جلده يتغير كل يوم ... إن بريق عينية يزداد اتساعاً .. وأن الشعيرات البيض تتناثر مثل النجوم على رأسه وإن قلبه فى كل يوم يتغير دماءه ويأتي بدماء جديده لا يعرف مصدرها مثل الأنهار العريقة يأتيها الفيضان من حيث لا تدرى يشعر الانسان حينما يحب أن قدرته اكبر من مشاكله وأن عمره أطول من زمانه وأن اللحظة من عمر الحب تساوى كل الأزمنة الناس بغير الحب موتى والحب بغير الناس طفل لقيط .. وما أكثر الموتى الاحياء فى زماننا لا شئ يخرجنا من ضلال زماننا غير الحب . أن محبه الله شئ لا يكتسب بالتعليم إنما هى هبه من الله وفضل . لا تعلم حقيقتها إلا بذوقها ووجودها
أنت تحتاج الى امرأة فيها صفات متعددة ... هى مزيج من العصا التى تتوكأ عليها وأنت تصعد الجبل ... والمظلة التى ترفعها فوق رأسك وأنت تسير فى أمطار الحياة ... أنت محتاج الى مصباح تحمله وأنت تمشى فى الظلام ... والى " بوصلة " تهديك فى التيه .... والى خزانه تودع فيها اسرارك والى فرامل توقفك عندما تندفع ... والى روح قربة تمنعك من ان تتخاذل وأنت تواجه ضربات الاعداء والى علبه اسبرين عندما تشعر بالصداع .... والى صوت جميل يغنى لك وانت تغمض عينيك على انغامه .. والى منديل يمسح دموعك ويجفف عرقك والى مرهم يبرد جروحك ... والى حاجز للصوت يمنع وصول الضوضاء اليك .. والى مستشار ترجع فيه الى مشاكلك .. فاذا بحثت عن حكيم وجدته بين يديك ... واذا بحثت عن صديق وجدته أمامك وإذا افتقدت الام وجدت فيها حنانها وحبها وتضحيتها .. الرجل العادى يحتاج الى إمرأة غير عادية ... تحتمل اضعاف ما تحتمل اى امرأة أخرى ... تصبر أكثر مما صبر أيوب .... تصمد كأنها جبل ... تستطيع أن تكون عمود الرجل الفقرى وقلبه وعقله فى وقت واحد ... تعيد له الامل عندما ييأس .. تحبب له الكفاح والثبات عندما يتراجع .. وتبتسم فى الوقت الذى تغيب فيه البسمات ... كلما ارتفعت تواضعت وكلما علت مدت يدها الى الواقعين على الارض ، إذا تعالى زوجها جذبته الى تحت .. وإذا أفلس عاملته كأنه أغنى من على الارض ... كل امرأة تحب ممكن أن تكون هذه الزوجة ...
ومع الحب لا تتمادي اطلاقا فى مشاعر العداء والعنف والقسوة ....... وأيضا لا تتمادي فى الاستسلام والانكسار ... تصبح أكثر شفقة ... أكثر تعاطفا . أكثر تسامحا أكثر تقديرا لظروف الأخرين وضعفهم وتصبح أقرب الى عالم النفس المتخصص الذى يفسر سلوك الاخرين الخاطئ ، فيري أنهم قد يكونوا مدفوعين قهرا لمشاكل متعلقة بطفولتهم أو ليأس شديد أو لشذوذ غير إرادي فى تكوينهم . ولهذا فأنت وأنت تحاول أن تفهم وتفسر وتعذر لتسامح وتغفر . وتلك احدي نفحات الحب تحاول أن تفهم وتفسر وتعذر لتسامح وتغفر وتلك احدي نفحات الحب .. وهى نفحات إلية . الرحمة والتسامح والمغفرة .
ولذلك فالحب يحقق للانسان انسانيته الحقة يسمو به ليصبح أقرب الى السماء من الارض ... ومن النور الى التراب ... ولذلك نستطيع نقول أن رحمة الله التى ينشرها على عباده ومن خلال عبادة تكون عن طريق المحبين أو المهيأة قلوبهم للحب ....
وبذلك فان العالم يصبح وحده واحدة من خلال عاطفة الحب التى تجمع بين كل قلبين من البشر لولا الحب لاحترق العالم .....
.. إذن الحب هو الجنة على الأرض ... هو مقدمة للنعيم الخالد المقيم فى جنات الله ... هو جذورنا التى تثبت أقدامنا على الأرض وهو الأجنحة التى تطير بنا الى السماءوهو الظلال الوارفة والثمار الناضجة التى تظلنا وتطعمنا ... هو السكنى والمأوي والملجأ .... هو الحرية والارادة وتحقيق الذات ... هو الاستمرار والخلود هو ماص الصدمات ومنظم التقلبات ومهدئ السرعات هو باعث الطمأنينة وجالب الفرحة ومبهج النفس ومريح الخاطر . وهو الملاذ وهو الثابت وهو المطلق وهو اللا متناهي .
وهو الماضي والحاضر والمستقبل هو المثالية والأخلاق هو الاخلاص والوفاء أى كل القيم مجتمعة ....
ويأتي الحب ليقول للانسان : انك مازلت انساناً ... انت لست اله أنت محبوب وقادر على أن تحب .... أنك مرغوب لذاتك لأنك أنت ..... ليس مطلوب منك أن تبذل مجهوداً لكي يحبك أحداً ... يكفي أنت مجرد أنت كما أنت ... بشكلك المتواضع وامكانياتك المحدودة .... مطلوب فقط براءتك وتلقائيتك وعفويتك وبساطتك ... يأتي انسان ليقول لك : أحبك هنا تشعر أنك أهم انسان فى العالم ... انك ملك الملوك .
فالحب هو القوة المناهضة للشر .
الحب هو الحل الأمثل لمشاكل الانسان على الارض .
الحب هو الضمير الانساني ........مما قرأت
 
الحب عاطفة سامية فى الانسان واسماها حب الله
اللهم اجعلنى من المحبين المحبوبين المقربين العارفين العاشقين لك ياالله ياالله ياالله
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top