ومضات من كتاب تنبيه الغافلين للإمام نصر بن محمد السمرقندي (1)

Nilüfer

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
15 أكتوبر 2011
المشاركات
11,103
نقاط التفاعل
16,877
النقاط
351

do.php





ومضات من كتاب تنبيه الغافلين
للإمام نصر بن محمد السمرقندي (1)




م. محمد سعيد قاسم



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
فهذه مقتطفات من كتاب ( تنبيه الغافلين ) للإمام أبي الليث نصر بن محمد الحنفي السمرقندي . وهذا الكتاب قد ذاع صيته واشتهر بين عامة المسلمين وأئمتهم ، وهو كتاب جمع فيه صاحبه حشداً عظيماً وعدداً هائلاً من المواعظ والحكم التي توقض المؤمن من غفلة الحياة الدنيا لتسمو به إلى سماء الإيمان فترتفع به إلى أعلى عليين .
واوردنا هنا شيئياً يسيراً منها أسأل الله أن ينفع بها .

١- باب الإخلاص (ص١١)

١- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ) قالوا : يا رسول الله ، وما الشرك الأصغر ؟ قال : ( الرياء ، يقول الله تعالى لهم يوم يجازى العباد بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون لهم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم خيراً ) .
قال الفقيه رحمه الله : إنما يقال لهم ذلك لأن عملهم في الدنيا كان على وجه الخداع ، فيعاملون في الآخرة على وجه الخداع ، وهو كما قال الله عز وجل [ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ] (النساء ١٤٢) يعني يجازيهم جزاء الخداع فيبطل ثواب أعمالهم .

٢- قيل لبعض الحكماء : من المخلص ؟ قال : المخلص الذي يكتم حسناته كما يكتم سيئاته .

٣- وروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : للمرائي أربع علامات : يكسل إذا كان وحده ، وينشط إذا كان مع الناس ، ويزيد في العمل إذا أثني عليھ ، وينقص إذا ذم به .

٤- روى عن هرم بن حيان أنه قال : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله تعالى إلا أقبل الله تعالى بقلوب أهل الإيمان إليه ، حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم .

٥- روى عن عوف بن عبد الله أنه قال : كان أهل الخير يكتب بعضهم إلى بعض بثلاث كلمات : من عمل لآخرته كفاه الله أمر دنيته ، ومن أصلح دنياه فيما بينه وبين الله أصلح الله تعالى فيكا بينه وبين الناس ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته .

٦- قال الفقيه رحمه الله تعالى : من أراد أن يجد ثواب عمله في الآخرة ينبغي له أن يكون عمله خالصاً لله تعالى ، بغير رياء ، ثم ينسى ذلك العمل لكيلا يبطله العجب لأنه يقال : حفظ الطاعة أشد من فعلها .

٧- روى عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : يؤيد الله المؤمنين بقوة المنافقين ، وينصر المنافقين بدعوة المؤمنين .

٨- وقال رجل عند حذيفة بن اليمان : اللهم أهلك المنافقين ، فقال حذيفة : لو أهلكوا ما انتصفتم من عدوكم ، يعني أنهم يخرجون إلى الغزو ويقاتلون العدو .

٢- باب هول الموت وشدته (ص٢١)

٩- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ) قالوا : يارسول الله كلنا يكره الموت ، قال : ( ليس ذلك بكراهية الموت ، ولكن المؤمن إذا احتضر جاءه البشير من الله تعالى بما يرجع إليه ، فليس شيء أحب إليه من لقاء الله تعالى ، فأحب الله لقاءه ، وإن الفاجر - أو قال الكافر - إذا احتضر جاءه النذير بما هو صائر إليه من الشر ، فكره لقاء الله فكره الله لقاءه ) .

١٠- قال الفقيه رحمه الله : من أيقن بالموت ، وعلم أنه نازل به لا محاله ، فلا بد له من الاستعداد له بالأعمال الصالحة ، والإجتناب عن الأعمال الخبيثة ، فإنه لا يدري متى ينزل به .

١١- كما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الشتاء ربيع المؤمن طال ليله فقامه ، وقصر نهاره فصامه ) .

١٢- ذكر عن سفيان الثوري : أنه كان إذا ذكر عنده الموت ، كان لا ينتفع به أياماً فإذا سئل عن شيء قال : لا أدري .

١٣- وقال حكيم : ثلاثة ليس للعاقل أن ينساها : فناء الدنيا وتصرف أحوالها ، والموت ، والآفات التي لا أمان منها .

١٤- قال عمر رضي الله عنه لكعب : ياكعب حدثنا عن الموت ، قال : إن الموت كشجرة شوك أدخلت في جوف ابن آدم ، فأخذت كل شوكة بعرق منه ، ثم جذبها رجل شديد القوى ، فقطع منها ماقطع ، وأبقى منها ما أبقى .

١٥- ذكر عن حامد اللفاف أنه قال : من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء : تعجيل التوبة ، وقناعة القوت ، ونشاط العبادة .

١٦- قال الفقيه رحمه الله : طوبى لمن رزقه الله الفهم ، وأيقضه من سنة الغفلة ، ووفقه للتفكير في أمر خاتمته .

٣- باب عذاب القبر وشدته (ص٣٠)

١٧- روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :( إن الله كره لكم أربعاً : العبث في الصلاة ، واللغو عند القراءة ، والرفث في الصيام ، والضحك عند المقابر ) .

١٨- قال سفيان الثوري رحمه الله : من أكثر ذكر القبر وجده روضة من رياض الجنة ، ومن غفل عنه وجده حفرة من حفر النيران .

١٩- روى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه وقف على قبر فبكى ، فقيل له : إنك تذكر الجنة والنار ولا تبكي ، وتبكي من هذا ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( القبر أول منزل من منازل الآخرة ، فإن نجا العبد منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه ) .

٢٠- روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ من عذاب القبر .

٢١- وذكر عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كنت لم أعلم بعذاب القبر حتى دخلت على يهودية ، فسألت شيئاً ، فأعطيتها ، فقالت : أعاذك الله من عذاب القبر ، فضننت أن قولها من أباطيل اليهود ، حتى دخل النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكرت له ذلك ، فأخبرني أن عذاب القبر حق .

٢٢- روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( تنزهوا عن البول ، فإن عامة عذاب القبر منه ) .

٢٣- روى عن محمد بن السماك أنه نظر إلى مقبرة ، فقال : لا يغرنكم سكوت هذه القبور ، فينبغي للعاقل أن يكثر ذكر القبر قبل أن يدخله ، فما أكثر المغمومين فيها ، ولا يغرنكم استواء القبور فما أشد تفاوتهم فيها .

٤- باب أهوال القيامة وأفزاعها (ص٣٩)

٢٤- قال عز وجل [ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ]

٢٥- روى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( لاتزول قدما عبد حتى يسأل عن أربعة : عن عمره فيم أفناه ؟ وعن جسده فيم أبلاه ؟ وعن علمه فيم عمل به ؟ وعن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه ؟) .

٢٦- قال مقاتل بن سليمان : يقف الخلق يوم القيامة مائة سنة في العرق ملجمون ، ومائة سنة في الظلمة متحيرون ، ومائة سنة يموج بعضهم في بعض ، عند ربهخ يختصمون .

٢٧- يقال : إن يوم القيامة مقداره خمسون الف سنة ، وإنه ليمضي على المؤمن المخلص كما تمضي عليھ ساعة واحدة .

٢٨- قال أبو بكر الواسطي : الدول ثلاث : دولة الحياة ، ودولة الموت ، ودولة القيامة ، فأما دولة الحياة : بأن يعيش في طاعة الله تعالى ، ودولته عند الموت : أن تخرج روحه مع شهادة أن لا إله إلا الله ، وأما دولة النشر : فحين يخرج من قبره ، يأتيه البشير بالجنة .

٢٩- ذكر عن علقمة بن قيس ، أنه كان في جنازة ، فقام على قبر ، فلما دفن قال : أما هذا فقد قامت قيامته .

٥- باب مايرجى من رحمة الله تعالى (ص٦٣)

٣٠- عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( جعل الله الرحمة مائة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً ، وأنزل إلى الأرض جزءاً واحداً ، به يتراحم الخلق حتى إن الفرس لترفع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ) .

٣١- روى عن يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله أنه كان يقول : إلهي أنزلت علينا رحمة واحدة ، وأكرمتنا بتلك الرحمة ، وهي الإسلام ، فإذا أنزلت علينا مائة رحمة فكيف لا نرجو مغفرتك .

٣٢- روى عن الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( ما اجتمع الرجاء والخوف في قلب امرئ مسلم عند الموت ، إلا أعطاه الله مايرجو ، وصرف عنه مايخاف ) .

٣٣- قال ابن مسعود : لن تزال الرحمة بالناس يوم القيامة ، حتى أن إبليس يرفع رأسه مما يرى من سعة رحمة الله ، وشفاعة الشافعين .

٣٤- روى عن فضيل بن عياض رحمه الله أنه قال : الخوف مادام الرجل صحيحاً أفضل فإذا مرض وعجز عن العمل ، فالرجاء أفضل .

٣٥- روى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( لن ينجو أحدكم بعمله ) قالوا : ولا أنت يارسول الله ؟ قال :( ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمته ، فقاربوا وسددوا ، واغدوا وروحوا شيئاً من الدلجة والقصد القصد تبلغوا ) .


 
آخر تعديل:
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top