- إنضم
- 26 مارس 2014
- المشاركات
- 5,257
- نقاط التفاعل
- 12,176
- النقاط
- 351
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُحكي أن رجلاً ضاقت به سبل العيش في بلده , فقرر أن
يسافر بحثاً عن الرزق , فترك بيته وزوجته واهله وسار بعيداً , وقادته الخُطي
الي بيت أحد التجار الذي رحب به وأكرم وفادته , ولما عرف حاجته عرض عليه ان يعمــــل
عنده فوافق الرجل علي الفور , وعمل عند التاجر برعي
الإبل , وبعد عدة سنوات اشتاق فبها الرجل لبيته ورؤية أهله وابنائه , فأخبر
التاجر عن رغبته في العودة الي بلده , فعّز عليه فراقه لصدقه وامانته , فكافأه واعطاه بعضاً
من الإبل والماشيـــــــــــــة
سار الرجل عائداً الي أهله وبعد أن قطع مسافة طويلة
في الصحراء القاحلة , رأي شيخاً جالساً علي الطريق , ليس عنده شئ
سوي خيمة منصوبة بجانب الطريق , وعندما وصل اليه حيّاه وسأله ماذا تعمل لوحــــدك
في هذا المكان الخالي وتحت حر الشمس , فقال له
أنا أعمل بالتجارة , فعجب الرجل وقال له : وماهي تجارتك ؟ فقال الشيخ
أنا أبيع النصائح , فدهش الرجل وسأله : وبكم النصيحة ؟ فقال الشيخ : كل نصيحة ببعيـــر
فأطرق الرجل مفكّراً في النصيحة وفي ثمنها الباهـــظ
الذي عمل طويلاً من أجل الحصول عليه , ولكنه في النهاية قرر أن يشتري
نصيحة , فقال له : هات لي نصيحة , فقال الشيخ : " إذا طلع سُهيل لا تأمن للسيل " فقال
الرجل في نفسه : مالي ولسهيل في هذه الصحراء
الموحشة , وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الحر !!! وعندما وجد
إنها لا تنفعه قال للشيخ : هات لي نصيحة أخري وسأعطيك بعيراً آخر , فقال له الشيخ:
" لا تأمن لأبو عيون زرق , وأسنان فُرق " تأمل صاحبنا
هذه النصيحة أيضا وأدارها في فكره ولم يجد لها أي فائدة , فقال للشيخ :
هات النصيحة الثالثة وسأعطيك بعيراً آخر , فقال له الشيخ : " نام علي الندم ولا تنام علي
الدم " .... لم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها
فترك الرجل الشيخ وأعطاه الجمال الثلاثة , وساق مابقي معه من ابل
وماشية وسار في طريقة عائداً الي أهله ... وبعد عدة أيام من المسير نسي خلالهـــا
النصائح من كثرة التعب وشدة الحر , وفي أحد الايام
ادركه المساء فوصل الي قوم نصبوا خيامهم في قاع واد كبير , فتعشي
عند أحدهم وبات عنده , وبينما كان يتأمل النجوم شاهد نجم " سُهيل " فتذكر النصيحة
التي قالها له الشيخ , فقام سريعاً وايقظ الرجل الذي
استضافه واخبره بقصة النصيحة , وطلب منه أن يوقظ قومه ويخبرهــــم
حتي يخرجوا من قاع الوادي , ولكن المضيف لم يكترث له فقال له الرجل : والله لقد اشتريت
النصيحة تلك ببعير ولن أنام في قاع هذا الــــوادي ,
وقرر أن يبيت علي مكان مرتفع , فأخذ ابله وماشيته وصعد الي مكان
مرتفع بجانب الوادي ... في آخر الليل هطل المطر بشدة وجاء السيل يهدر كالرعد , فهدم
الخيام والبيوت وشرد القوم ... وفي الصباح سار
عائدا الي بلده , وبعد يومين وصل الي بيت في الصحراء , فرحب به
صاحب البيت وكان رجلاً نحيفاً خفيف الحركة , وأخذ يزيد في الترحيب به والتودد اليه
حتي اوجس منه خيفة , ولم نظر اليه ودقق النظر
اذا به " ذو عيون زرق وأسنان فُرق " فقال آة هذا الذي أوصاني عنــه
الشيخ , إن به كل ما وصفه لا ينقص منها شئ ....وعند الليل تظاهر الرجل بأنه يريـــد
أن يبيت خارج البيت وقريباً من ابله وأغنامه , وأخذ
فراشه وجره في ناحية ووضع حجارة تحت الغطاء وانتحي مكانا بعيداً
يراقب منه حركات مضيفه , وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه قد نام , أخذ يقترب من فراشه
علي أطراف أصابعه حتي وصل اليه ثم هوي عليه
بسيفه بضربة شديدة , ولكن الضيف كان يقف وراءه , فقال له : لقـــد
اشتريت النصيحة ببعير , ثم ضربه بسيفه فقتله , ثم ساق ابله وماشيته وقفل عائداً الي
اهله .... وبعد مسيرة عدة أيام وصل ليلاً الي بلده
وسار ناحية بيته , ودخل فوجد زوجته نائمة وبجانبها رجل , فاغتاظ
لذلك ووضع يده علي سيفه وأراد أن يهوي به علي روؤس الأثنين , ولكنه تذكر نصيحة
الشيخ الثالثة التي تقول " نام علي الندم ولا تنام
علي الدم " فتركهم علي حالهم وخرج من البيت , وعاد الي أغنامه
ونام عندها حتي الصباح , وعند شروق الشمس ساق ابله وأغنامه وأقترب من البيت
فعرفه الناس ورحبوا به واستقبله أقاربه واهلــــه
وقالوا له : لقد تركتنا فترة طويلة , انظر كيف كبر خلالها ابنك حتي
أصبح رجلاً, ولما نظر الرجل الي ابنه اذا به امام ذلك الشاب الذي كـــــان ينـــــام
بالأمس بجانب زوجته , فحمد الله علي ان هداه
الي عدم قتلهم , وقال في نفسه : حقا "كل نصيحــة أحسن من بعير"
وانت لو عرض عليك أحد يوما أن ينصحك ولكن مقابل أن تدفع له مال ياتري ممكن أن
تدفع بعض المال مقابل نصيحـــــــــة ؟؟؟
كيثر من الناس لا يقبل النصيحة ويشعر بضيق اذا حد لفت نظره الي
انه بيقوم بخطأ ... او حاول ان ينبهه الي شئ ممكن يكون في مصلحته
يُحكي أن رجلاً ضاقت به سبل العيش في بلده , فقرر أن
يسافر بحثاً عن الرزق , فترك بيته وزوجته واهله وسار بعيداً , وقادته الخُطي
الي بيت أحد التجار الذي رحب به وأكرم وفادته , ولما عرف حاجته عرض عليه ان يعمــــل
عنده فوافق الرجل علي الفور , وعمل عند التاجر برعي
الإبل , وبعد عدة سنوات اشتاق فبها الرجل لبيته ورؤية أهله وابنائه , فأخبر
التاجر عن رغبته في العودة الي بلده , فعّز عليه فراقه لصدقه وامانته , فكافأه واعطاه بعضاً
من الإبل والماشيـــــــــــــة
سار الرجل عائداً الي أهله وبعد أن قطع مسافة طويلة
في الصحراء القاحلة , رأي شيخاً جالساً علي الطريق , ليس عنده شئ
سوي خيمة منصوبة بجانب الطريق , وعندما وصل اليه حيّاه وسأله ماذا تعمل لوحــــدك
في هذا المكان الخالي وتحت حر الشمس , فقال له
أنا أعمل بالتجارة , فعجب الرجل وقال له : وماهي تجارتك ؟ فقال الشيخ
أنا أبيع النصائح , فدهش الرجل وسأله : وبكم النصيحة ؟ فقال الشيخ : كل نصيحة ببعيـــر
فأطرق الرجل مفكّراً في النصيحة وفي ثمنها الباهـــظ
الذي عمل طويلاً من أجل الحصول عليه , ولكنه في النهاية قرر أن يشتري
نصيحة , فقال له : هات لي نصيحة , فقال الشيخ : " إذا طلع سُهيل لا تأمن للسيل " فقال
الرجل في نفسه : مالي ولسهيل في هذه الصحراء
الموحشة , وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الحر !!! وعندما وجد
إنها لا تنفعه قال للشيخ : هات لي نصيحة أخري وسأعطيك بعيراً آخر , فقال له الشيخ:
" لا تأمن لأبو عيون زرق , وأسنان فُرق " تأمل صاحبنا
هذه النصيحة أيضا وأدارها في فكره ولم يجد لها أي فائدة , فقال للشيخ :
هات النصيحة الثالثة وسأعطيك بعيراً آخر , فقال له الشيخ : " نام علي الندم ولا تنام علي
الدم " .... لم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها
فترك الرجل الشيخ وأعطاه الجمال الثلاثة , وساق مابقي معه من ابل
وماشية وسار في طريقة عائداً الي أهله ... وبعد عدة أيام من المسير نسي خلالهـــا
النصائح من كثرة التعب وشدة الحر , وفي أحد الايام
ادركه المساء فوصل الي قوم نصبوا خيامهم في قاع واد كبير , فتعشي
عند أحدهم وبات عنده , وبينما كان يتأمل النجوم شاهد نجم " سُهيل " فتذكر النصيحة
التي قالها له الشيخ , فقام سريعاً وايقظ الرجل الذي
استضافه واخبره بقصة النصيحة , وطلب منه أن يوقظ قومه ويخبرهــــم
حتي يخرجوا من قاع الوادي , ولكن المضيف لم يكترث له فقال له الرجل : والله لقد اشتريت
النصيحة تلك ببعير ولن أنام في قاع هذا الــــوادي ,
وقرر أن يبيت علي مكان مرتفع , فأخذ ابله وماشيته وصعد الي مكان
مرتفع بجانب الوادي ... في آخر الليل هطل المطر بشدة وجاء السيل يهدر كالرعد , فهدم
الخيام والبيوت وشرد القوم ... وفي الصباح سار
عائدا الي بلده , وبعد يومين وصل الي بيت في الصحراء , فرحب به
صاحب البيت وكان رجلاً نحيفاً خفيف الحركة , وأخذ يزيد في الترحيب به والتودد اليه
حتي اوجس منه خيفة , ولم نظر اليه ودقق النظر
اذا به " ذو عيون زرق وأسنان فُرق " فقال آة هذا الذي أوصاني عنــه
الشيخ , إن به كل ما وصفه لا ينقص منها شئ ....وعند الليل تظاهر الرجل بأنه يريـــد
أن يبيت خارج البيت وقريباً من ابله وأغنامه , وأخذ
فراشه وجره في ناحية ووضع حجارة تحت الغطاء وانتحي مكانا بعيداً
يراقب منه حركات مضيفه , وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه قد نام , أخذ يقترب من فراشه
علي أطراف أصابعه حتي وصل اليه ثم هوي عليه
بسيفه بضربة شديدة , ولكن الضيف كان يقف وراءه , فقال له : لقـــد
اشتريت النصيحة ببعير , ثم ضربه بسيفه فقتله , ثم ساق ابله وماشيته وقفل عائداً الي
اهله .... وبعد مسيرة عدة أيام وصل ليلاً الي بلده
وسار ناحية بيته , ودخل فوجد زوجته نائمة وبجانبها رجل , فاغتاظ
لذلك ووضع يده علي سيفه وأراد أن يهوي به علي روؤس الأثنين , ولكنه تذكر نصيحة
الشيخ الثالثة التي تقول " نام علي الندم ولا تنام
علي الدم " فتركهم علي حالهم وخرج من البيت , وعاد الي أغنامه
ونام عندها حتي الصباح , وعند شروق الشمس ساق ابله وأغنامه وأقترب من البيت
فعرفه الناس ورحبوا به واستقبله أقاربه واهلــــه
وقالوا له : لقد تركتنا فترة طويلة , انظر كيف كبر خلالها ابنك حتي
أصبح رجلاً, ولما نظر الرجل الي ابنه اذا به امام ذلك الشاب الذي كـــــان ينـــــام
بالأمس بجانب زوجته , فحمد الله علي ان هداه
الي عدم قتلهم , وقال في نفسه : حقا "كل نصيحــة أحسن من بعير"
وانت لو عرض عليك أحد يوما أن ينصحك ولكن مقابل أن تدفع له مال ياتري ممكن أن
تدفع بعض المال مقابل نصيحـــــــــة ؟؟؟
كيثر من الناس لا يقبل النصيحة ويشعر بضيق اذا حد لفت نظره الي
انه بيقوم بخطأ ... او حاول ان ينبهه الي شئ ممكن يكون في مصلحته
آخر تعديل:
