قراءة لويس ألتوسير للماركسية

بثيــــنة 19

:: عضو فعّال ::
إنضم
29 نوفمبر 2009
المشاركات
1,922
نقاط التفاعل
1,454
النقاط
111
محل الإقامة
سطيف
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
طرح تجديد الفكر الماركسي إشكالا نظريا فيم يخص مسألتين : الأولى تتعلق بأن كل محاولات التجديد التي لحقت الماركسية اتهمت بالمراجعة ؛ أو اتهمت بتحريف أصول الماركسية.والثانية تتعلق بأن مسألة طرح الماركسية من جديد في المجتمع بعيد عن لحظة ماركس بعشرات السنين؛ معناه إعادة النظر أو على الأقل تكييف الفكر الماركسي مع معطيات العصر. وفي هذا الصدد يحضر لويس ألتوسير كأهم منظر للنظرية الماركسية .وفي هذا النص يكشف ألتوسير عن الأبعاد الأيديولوجية الأجهزة الدولة مستثمرا في ذلك العدة المفاهيمية لماركس من خلال استحضار مفهوم الصراع والهيمنة والتحكم والمراقبة والقمع والعنف. ومن هذا المنظور يميزالتوسير بين نوعين من الأجهزة التي تحكم بها الدولة ؛ النوع الأول يرتبط بجهاز عياني يتمثل في الجيش والشرطة والسجون ؛ حيث يمثل جهازا عنيفا تتم بواسطته قمع كل أشكال الانحراف والتظاهر ؛ أي أن الدور المنوط بهذا الجهاز هو شل حركة المجتمع نحو الثورة .أما النوع الثاني فيرتبط بجهاز اخر أكثر تكتما تسرب من خلاله الدولة إيديولوجيتها الخاصة وفق الشروط والظروف التي تسمح لها بذلك ؛وفي هذا الإطار يمكن إدراج كل مؤسسات الدولة : مؤسسة دينية ، مدرسية، قانونية، إعلامية...
إن كل هذه المؤسسات تمارس الدور المكمل لما تقوم به أجهزة الدولة القامعة،التي و إن كانت تمارس العنف المادي، فإن هذه المؤسسات الأخيرة تمارس نوعا من التعمية و التعنيف الايديولوجي من خلال ما تمارسه من إكراه فكري؛ بل وأن هذه السلطة التي تمتلكها تبقى في كل المجتمعات متخفية لكونها إما تخاطب الجانب الوجداني أو الإلزامي(الدين، القانون) في الإنسان؛ ومن تم، فهذه الأشكال الإيديولوجية لابد وأن تتكامل فيما بينها لتنتج شكلا قمعيا للدولة.
لوي ألتوسير، الذي يرفض حركة الإحياء الهجلي داخل الفلسفة الماركسية، كما يرفض تصور الوحدة الشاملة عند هيجل، و يتجنب استعمال بعض المصطلحات من قبيل "النسق الاجتماعي" و "النظام" لأنها توحي ببنية ذات مركز يحدد شكل كل تجلياتها. و يفضل الحديث عن"التشكل الاجتماعي" باعتبارها بنية بلا مركز لا تتضمن مبدأ يحكمها، و تفضي هذه النظرية عند ألتوسير إلى نتيجة مفادها، أن العناصر المتباينة داخل التشكل الاجتماعي لا تعالج بوصفها انعكاسا لمستوى أساسي واحد (هو المستوى الاقتصادي عند ماركس)، « بل إن لكل مستوى من المستويات استقلاله الذاتي النسبي الذي لا يتحدد بالمستوى الاقتصادي إلا في التحليل الأخير فحسب(و تلك صيغة مركبة مستمدة من إنجلز) »26.
ولم يمض سلدر دون أن يشير إلى رأي ألتوسير من الأدب و الفن، مركزا في هذا السياق على كتابه "رسالة في الفن"، الذي يتضح من خلاله أن رأي ألتوسير يختلف نوعا ما عن الموقف الماركسي التقليدي من الفن والأدب، وهو يرفض معالجة الفن بوصفه شكلا من أشكال الأيديولوجية، ويضع الفن في مكان يتوسط بين الأيديولوجية والمعرفة العلمية. «فالعمل الأدبي لا يزودنا بفهم ذهني عن الواقع، ولكن في الوقت ذاته ليس مجرد تعبير عن إيديولوجية طبقة من الطبقات»27.
وفي السياق ذاته يأتي سدلر بكتاب بيير ماشري "نظرية في الإبداع الأدبي" نظرا لأثره في مناقشة ألتوسير للفن والأيديولوجية، وينطلق بيير ماشري في هذا الكتاب من «نموذج ماركسي واضح في الكتابة (...) ينظر إلى النص بوصفه "إنتاجا". يستخدم عددا من المواد المنفصلة التي تتغير بعملية الاستخدام (...) فالنص (...) له "لا واعيا" خاصا به، إن جاز القول، و عندما تدخل إلى النص هذه الحالة من الوعي التي نسميها الأيديولوجية، فإنها تتخذ شكلا مختلفا، ذلك لأن الأيديولوجية تعيش في الظروف العادية كما لو كانت شيئا طبيعيا تماما، و كما لو كان خطابها الخيالي السلس يزودنا بتفسير محكم موحد للواقع، و لكنها بمجرد أن تتحول إلى ان
فإن كل ثغراتها و تناقضاتها تتعرى و تتكشف»
 
آخر تعديل:
وعيكم السلام
اتمنى ان يستفيد اصحاب الاختصاص من ما تخطينه هنا
شكرا
 
رد: قراءة لويس ألتوسير للماركسية

ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top