من أجل انف مريح

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

khaled.walid

:: عضو مُشارك ::
إنضم
5 جويلية 2008
المشاركات
447
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
الأنف كما نعرف عضو هام من أعضاء الجسم البشري , وله وظائف عديدة وهامة بسبب وقوفه كمدخل لجهاز التنفس بالكامل . فهو يحميه بتسخين الهواء وترطيبه و تنقيته من العوائق و الغبار .
إن الجزيئات التي تدخل إلى الأنف عن طريق الهواء كثيرة . فالمواد المهيجة والطفيليات و التلوث, تسبب كلها التهابات مختلفة الأشكال في الأنف .
وتصنيف الالتهاب الأنفي حسب آليات تشكله - تحسس , إنتان - و آليات أخرى يسمح لنا بالتالي المعالجة الجيدة و الناجحة لمثل هذه الأمراض . ل ننسى أيضا أن الأنف هو عضو للشم عبر منطقة خاصة شمية موجودة فيه . كما قد يكون الأنف في بعض الحالات وسيلة للتواصل البشري , فالإسكيمو مثلا يتصافحون باحتكاك

الأنوف عوضا عن الأيدي . و برغم كل ما يمكن أن يقال عن الأنف فان التنفس اليومي عبر أنف مسدود صباحا ومساء علاوة عن العطاس والحكة و السيلان المتواصل يجعل العيش معه رديئا للغاية .

وإذا تحدثنا قليلا عن الأغشية المخاطية التي تغطي الأنف من الداخل : إن الأنف أساسا يقسم إلى قسمين أيمن وأيسر بواسطة ما نسميه بالوترة وتفتح مباشرة في كل قسم تجاويف كبيرة نسبيا تدعى الجيوب الأنفية . وتغطى كل هذه المساحات بنسيج , يسمى النسيج المخاطي لأنه يفرز المخاط . ويتميز هذا النسيج المخاطي بالتنوع عبر تجاويف الأنف . ففي المنطقة الأمامية أو الدهليز يكون ناشفا يتقشر بسهولة مع أهداب طويلة توقف الجزيئات الكبيرة و الأوساخ الداخلة مع الهواء . أما المنطقة العلوية فهي كثيفة مع أهداب و تحتوي على خلايا خاصة بالشم . أما المنطقة السفلية و الخلفية فتحتوي على بعض الخلايا المهدبة و الكثير من الخلايا التي تفرز مادة المخاط الهلامية , والتي تشكل دائما طبقة وظيفتها إمتصاص الغازات و الجزيئات التي تحتك بها , ثم تقوم الأهداب بتحريك هذه الطبقة المشبعة بالأوساخ والغازات السامة و طرحها نحو الفم بسرعة 8-9 ملم / دقيقة . بعض هذه الغازات قد تلحق الضرر بالخلايا المخاطية لكن هذه الأخيرة تتجدد خلال ساعات . بقي أن نذكر أن مساحة النسيج المخاطي في الأنف حوالي 150 سم مربع موزعة في تجاويف الأنف كلها .
إن النسيج المخاطي في الأنف غني بشكل كبير بالأوعية الدموية . جدران الشرايين الصغيرة فيه تحتوي على فتحات كبيرة تسمح بخروج السوائل منها إلى النسيج المخاطي وبالعكس عبر الأوردة الصغيرة أو الشعرية ذات المرونة العالية . إن انتفاخ الأنف وانسداده هو نتيجة لهذه المرونة المفرطة التي تسهل دخول الدم وخروجه من النسيج المخاطي .
الأسباب الرئيسية المخرشة و المهيجة للأنف معروفة منها : الحساسية - انتانات الجهاز التنفسي - المهيجات بأنواعها : الروائح القوية , الضوء , برودة الجسم المفاجئة , العادة الشهرية , الحمل , المشاعر القوية , و الضغط النفسي و غيرها في الحقيقة كثير .
إن الأعصاب التي تصل إلى الأنف مختلفة المنشأ فهي:
1- من الجملة العصبية نظيرة الودية المسؤولة عن إفراز المادة المخاطية , وتوسيع الأوردة و الشرايين .
2- الجملة العصبية الودية المسؤولة عن تقبض هذه الأوعية .
3- وهناك جملة عصبية حسية للشم .
وتتشابك هذه الجمل العصبية في وظائفها و تفرز مواد وسيطة متعددة .تتداخل في عمل بعضها البعض , مما يشعب ويعقد علاج التهاب الأنف التحسسي , فالأدوية المعروفة حاليا تؤثر على بعض هذه المواد التي تفرزها النهايات العصبية في الأنف .
و إذا تناولنا في الحديث التحسس الأنفي بشكل خاص . فسنعود بالذاكرة إلى أن اهتمام العلماء بدأ ينصب حول الموضوع منذ عام 1906 وفسر بعض العلماء الحساسية على أنها : قدرة الجسم على التجاوب بطريقة مغايرة و خاصة به , قد تكون في آن واحد دفاعية أو مرضية الشكل , على ما ندعوه الأجسام المحسسة ( الرجين ) .
إن الأجسام التي تسبب الحساسية كثيرة منها :

1- غبار الطلع المحمول عادة في الهواء , من النباتات و الأشجار , بكثافة كبيرة و لمسافات بعيدة ومنها شجر البلوط , شجر الزيتون , الدلب والسرو .

2- غبار الطلع الذي تنقله الحشرات من زهرة إلى أخرى فوق أجسامها ويبقى هنا المتضرر الأول , هو العامل في الحقول على تماس مباشر . ولغبار الطلع أنواع كثيرة تختلف حسب جغرافية المناطق الحرارية والطقس .
3- عت المنزل و هو من أهم الأجسام التي تسبب الحساسية و يتطاير العت مع الغبار . ويتغذى على قشور الجلد البشري , الذي يكثر في الفرش و الوسائد و الموكيت . و ينمو العت في الأماكن الرطبة و الحارة , وأنواعه مختلفة بعضها لا ينمو أعلى من 200 متر فوق سطح البحر , و تصل أحيانا أعداده إلى أكثر من مائة في غرام واحد من الغبار . عدا عن فضلاته التي تعد أيضا من المواد المسببة للحساسية بشكل رئيسي .

4- تعد المواد البروتينية الناتجة عن الحيوانات المنزلية من المحسسات أيضا , قادمة من الجلد و اللعاب , من البول والبراز , ملوثة الوسط المحيط بالانسان , و تدخل اجهاز التنفسي مسببة التهاب الأنف و الربو . و أهم الحيوانات المسببة للحساسية : القط و الحصان , الفأر الجرذ و الكلب و ريش الطيور . الثياب المصنوعة من وبر الحيوانات ونادرا القطن . إن دور أبواغ الفطور و الخمائر معروف أيضا في الحساسية لدى البشر , فالفطور ترسل أبواغا للتكاثر , وتقسم الفطور حسب علاقتها مع الانسان إلى:
1- فطور ترسل أبواغا في الجو حسب نموها في الطبيعة .
2- الفطور المنزلية وتنمو في الأماكن الدافئة و الرطبة من المنزل : فوهات التدفئة الشوفاج المركزي , حول أنابيب المياه , في الحمام في أحواض الزراعة , في أوساخ الحيوانات المنزلية , أوراق الجدران .... الخ ..
3- الفطور التي تنمو على الأطعمة . إن أبواغ الفطور صغيرة الحجم فهي تتغلغل إلى أعماق الجهاز التنفسي و تكون منتشرة بكثرة في الجو .
قد يصاب الإنسان أحيانا بالتهابات تحسسية ناتجة عن قطع أو عن أجزاء حشرية . خاصة في الدول التي تكثر فيها الحشرات , أو في البيوت المهملة .
من الأجسام الأخرى التي تسبب الحساسية , هي الجراثيم الطفيلية التي قد تتواجد في جسم الإنسان و خاصة مفرزات هذه الجراثيم أو بعض الأنزيمات التي تطرحها . كالخراجات السنية المنشأ أو التهاب اللوزتين القيحي المزمن , الخ... و هناك أجسام متطايرة : الدهانات , الأمينت . الدقيق , إلخ...
ويبقى في بعض الحالات السؤال مطروحا أنه : و بالرغم من عدم وجود التهابات تحسسية لدى المريض , يبقى أنفه مسدودا باستمرار . وبالفعل فإن هنالك عوامل - غير نوعية - تتدخل هنا لتسبب مثل هذه الإزعاجات و التي نعتبرها كأطباء , نوعا من النشاط المفرط للأنف . فقد ذكرنا سابقا أن الأعصاب التي تصل إلى الأنف معقدة في عملها و حقيقة الأمر أن في الأنف نظام عصبي فريد , لا تتدخل فيه الأعصاب المركزية, و عندما يتعرض الأنف للمهيجات المحيطة , يتفاعل معها بإفراز المخاط أو الانسداد أو العطاس . إلخ... إن الأنف قد يتأثر بهذا الشكل بجميع العوامل الخارجية كالحرارة و رطوبة الجو , ما يحتويه من الغازات و البخار و الدخان . ويتأثر بالضوء عندما ينتقل أحدنا من الضوء إلى الظل وبالعكس , التلوث .. إلخ...
والتدخين عامل إضافي لا يمكن إهماله خاصة وأن معظم المدخنين يعانون من انسداد دائم في الأنف .
ويتشابك لدى البعض مفهوم الحساسية , لأنه لا يوجد ما يمنع المريض بالحساسية من أن يصاب بالعطاس بمجرد أن يضع قدميه على الأرض الباردة عند استيقاظه من النوم . أو عندما يدخل إلى مكان مليْ بالدخان . فيعتقد خطأ أنه يتحسس من الدخان , في أن ذلك هو ردة فعل لتفاعل الأنف مع عامل محيطي غير نوعي كما ذكرنا سابقا .
ويقع المريض كثيرا في حيرة , لأن أنواع التهابات كثيرة خاصة إذا زدنا الالتهابات الفيروسية و الانتانية والتي من الصعب جدا التفرقة بينها .
ما دور الطبيب هنا , و ماذا يفعل للتفريق بين هذه الأمور ليعطي بالنتيجة الدواء الشافي و المريح للمريض ؟ .
في عيادات الأذن والأنف والحنجرة . يبدأ الطبيب عادة بإجراء فحوصات أولية تحت المنظار و يستمع إلى شكوى المريض التي تتلخص عادة بعوارض أهمها : السيلان الأنفي , العطاس , انسداد الأنف , ضعف حاسة الشم أو اختفائها . إلى عوارض ثانوية مثل : النوم القلق , الشخير , الفم الناشف صباحا , الرعاف , ثم ينتقل الطبيب إلى البحث عن وجود حساسية في الأنف , عادة عن طريق دراسة المفرزات الأنفية , بتحليلها في المخبر . و البحث عن عوامل التحسس الكيماوية فيها , أو عن طريق تحليل مصل الدم , و قد نلجأ إلى ما يسمى باختبار التحسس و ذلك بحقن مواد يفترض أنها تسبب الحساسية عادة , تحت الجلد و انتظار ظهور النتيجة , و هناك حاليا طرق أحدث تعتمد على قراءة لوحة خاصة تحتوي بشكل مسبق على مواد كثيرة يفترض أنها تسبب الحساسية و يمزج معها مصل المريض , فتكون النتيجة فورية ما نسميه ( الفادياتوب ) . و يقوم بعض الأطباء بتطبيق هذه المواد المحسسة في الأنف مباشرة في العيادات . وهناك طرق عديدة متنوعة يتبعها البعض .
إن الطبيب الأخصائي هو الوحيد القادر على التفرقة بين أشكال التهابات الأنف الأخرى - الوعائي المحرك - التهاب الأنف الضموري - التهاب الأنف لدى الرياضيين - لدى الحوامل - و لدى المسنين . إن الفحص الدقيق من قبل الطبيب قد يؤدي إلى كشف بعض المضاعفات مثل السليلات الأنفية و الأورام المختلفة في بداياتها عند الكبار و التهابات البلعوم المزمنة كالناميات و مضاعفاتها عند الأطفال .
أما فيما يتعلق بالعلاج فينطلق الطبيب عادة من مفاهيم عامة في البداية أهمها :
1- أن التهاب الأنف غالبا ما يكون محكوما بعوامل الوسط المحيط - النوعية و غير النوعية - التي ذكرناها , و تختلف شكوى المريض حسب الزمان والمكان .
2- بأن العلاج يجب أن يكون موافقا للمرض و شكوى المريض و للحالة الالتهابية في الأنف .
3- من أن لكل أنف ولكل مريض خصوصياته و بالتالي لكل حالة , دواء يناسبها أكثر من غيره .
4- من أن الأدوية في عصرنا هذا فعالة في حال استخدمت بجرعات نظامية و كافية .
5- من أن علاج التهاب الأنف يعتمد بشكل خاص , على علاج عوارضه و طرق تشكله , وليس على علاج المسبب الرئيسي .
فيشرح الطبيب للمريض الخارج من العيادة بأن العلاج قد يكون طويلا , وأنه إذا عادت الأعراض بعد توقف العلاج , لا يعني ذلك أن العلاج لم يكن ناجحا بل على العكس .
في الختام يراودني أحيانا أمام شكاوى المرضى الذين يعانون من التهابات جائرة , في الأنف نتيجة الظروف البيئية الصعبة التي نعيشها هذه الأيام , ترى كيف سقط أنف أبو الهول الذي بناه المصريون القدامى على أطراف النيل .
 
رد: من أجل انف مريح







بارك الله فيك على هذا المجهود الرائع منك
وشكرا على الموضوع
أدام الله نبض قلمك لنا


يعطيك العافية

وتقبل شكري وتقديري








 
رد: من أجل انف مريح

يعطيك الصحة على المعلومات المفيدة
 
رد: من أجل انف مريح

34.gif

موضوع رااااااااااااااااااااااااااااائـع
a5.gif
 
رد: من أجل انف مريح

sousou1994 مشكووووووووووووووووووور ة
 
رد: من أجل انف مريح

sousou1994 مشككككككككككككور ة على مرورك الجميل
 
رد: من أجل انف مريح

مشكور اخوي على الموضوع المفيد ..
ويعطيك الف عاافيه ..
وتقبل مروري..
^_^
 
رد: من أجل انف مريح

مشكورة على الاطلالة في متصفحي haya ksa
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top