* الشـهـيـد *

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

jiji 94

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
20 جوان 2007
المشاركات
2,886
نقاط التفاعل
6
النقاط
157
كبرتَ على الزمان فطلتَ موتاً
وغيرك دون خاصرة الزمان
ومن حقر الحياة حبته نفساً
تخالُ العزَّ من بعض الهوانِ
ألذُّ إليك من تلقى عدوٌّ
فتنهلهُ الردى أو تنهلانِ
وأقرب غاية أقصى نَوالاً
لمن أَلِفَ التباعدَ في التداني
تَمَنَّتْ لو تَمَنَّتْكَ المعالي
محالاً كالسراب من الأماني
أخاض حصانه في بحر موت
يمزق موجَهُ صدرُ الحصانِ
ولولا أن ثنى طوفان جرحٍ
لماجَ مع الردى يتغارقانِ
ولاختنقَ المدى بنجيع جيشٍ
مدلّى الرأس عن جسمٍ جبانِ
ولولاها يدٌ جَزَّتْ فتاها
من الأضلاعِ، لا بل هي يدانِ
يد الله التي استلته ميتاً
وثانيةٌ توقي بالسنانِ

ومن زمن إلى زمن سنمضي
نسوق العمرَ في نفس المكانِ
فليت الأرض راجعةٌ بطفلٍ
تجاوز سنّه قبل الأوانِ
أفقْ يا عمر، ها إنا وصلنا
محطتنا الأخيرة في الزمانِ
هنا رئةٌ، فقلبُ، نصفُ رأسٍ
وقبضتُهُ مقطعةُ البنان
على أشلائه مرَّتْ قرونٌ
مقفّاةُ الخطى نحو الجنانِ
مضى عن كل بيت في زقاقٍ
تؤرقهُ كوابيس الحنانِ
مضى كمنارةٍ لم يبق منه
على مَرِّ العصور سوى الأذان
إذا عانقتها امرأةً اوِ أرضاً
تعانق دون فجرٍ ليلتانِ
ولولا أن شكمتَ الكونَ فرَّتْ
عن الدهر الدقائق والثواني
تحدِّثُ كلَّ نائبة بسيفٍ
يُلبي قبل مُطَّلَبِ اللسانِ
فتىً كالموت منفردٌ بدنيا
كأنهما بها متقاسمانِ
فتىً تستلُّهُ الأيامُ سيفاً


وتشحذهُ لأيام الطعانِ
ويتكىءُ الزمانُ عليه طوداً
ويزحمه الحمام على المكانِ
فتىً في حزنه وطنٌ يصلي
وينبع من دماه الرافدانِ
وحمحمت السماء فكان مهراً
لها خلف المدى يتصاهلانِ
فأسرجت الردى بلجام برقٍ
وأطلقت الرعود عن العنانِ
أقام قيامة الدنيا بضربٍ
وقَوَّمها إذ اعوجتْ بشانِ
فحاضت والمقابر غائصاتٌ
بموتاها وبالدم والدخانِ
 
رد: * الشـهـيـد *

بارك الله فيك يا غالي على تقديم الخدمة
وادامك الله لنا
 
رد: * الشـهـيـد *

روعة تسلم اخي
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top