الجزء الثاني

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

تلميدة المشايخ

:: عضو منتسِب ::
إنضم
12 جوان 2008
المشاركات
78
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
فتالق سرور خفي في عيني الاب وهو يجيب :انها تؤذي من يؤذيها فقط ..وقدعاشت في البيت قبل ولادتي و لم تؤذي احدا .وكان يوسف موقنا بان الافعى تعلم بانه يكرهها وهي ترتقب مقدمه لحظة ما ثم تزحف حاملة اليه الهلاك وكثيرا ما طالب اباه بالسكن في منزل جديد من اسمنت وحديد و حجر وتجسدت في مخيلة يوسف ابنية بيض كانهاقصائد من الشعر العذب المفعم بشمس لا تافل .وكان الاب يرفض قائلا بعناد :هنا ولدت وهنا ساموت
و راقب يوسف وجه ابيه بغيظ و سعل الاب ثم تابع قائلا بسخرية :اعثر عليها اذا استطعت واقتلها
وقال يوسف لنفسه :ساعثر عليها و لن تفلت مني .وكان ثمة مقعد فارغ قريب من النافذة تامله يوسف مليا بحنق وكانت اخته قد اعتادت الجلوس عليه في السهرات ..تضحك و تتحدث و تداعب قطتها ..ولكن اين هي الآن؟
وتاق يوسف لتدخين سيجارة و كانت السجائر في جيبه ولكنه لم يكن ليجرؤ على التدخين امام ابيه فاتجه نحو باب الغرفة و بادره والده متسائلا :-الى اين؟. فقال يوسف :انا متعب اريد ان انام .
قال الاب :يالك من مسكين !عملك كثير جدا ..هل تكسر حجارة في النهار ؟لماذا تتعب ما دمت لاتعمل شيئا؟هل اتعبك الثتاؤب ؟قل لي ..الم تجد عملا ؟ واعترضت الام قائلة :انه مريض ..انظر اليه .. لكم هو هزيل اصفر .واحس يوسف ان اللحظة التي يخشاها توشك ان تجيء. وصرخ الاب بنزق :انا لا الوم احدا سواك ..انت التي افسدت الاولاد الابن الشاب ياكل و ينام ..والبنت تهرب ..و الزوجة تثرثرمع الجارات ..والاب يشتغل كالحمار . فقالت الام بصوت متوسل :لا تصح هكذا سيسمع الجيران صوتك .
-ساصيح كما يحلو لي . وحنا الاب راسه ثم اضاف بلهجة لسانه:آه يا ربي ..ماالذي فعلته حتى تفضحني في آخر عمري ؟ قالت الام :الم انصح لك ان تبلغ الشرطة باختفائها ؟
-كان يجب الا تتركيها وحدها ولولا خروجك من البيت و ذهابك الى الجيران لما استطاعت الهرب ..لماذا لم تاخذيها معك ؟ -كانت المسكينة متعبة بعد ان نظفت البيت كله . - مسكينة ؟ مسكينة تستحق الذبح .. ماذا سنقول لاقاربنا اذا زارونا و لم يجدوها في البيت ؟هل سنقول لهم :كانت امها عند الجيران فاخذت البنت اكثر ثيابها و هربت و لا نعرف مكانها ؟. و التفت الاب الى يوسف و ردد بصرامة :اريد منك ان تبحث عنها وتجدها باية طريقة اذبحها كالكلبة .وتذكر يوسف ايام طفولته وكانت الخراف تذبح في صباح ايام العيد على عتبات حوانيت الجزارين .. الخروف يطلق صيحات مذعورة تحت ثقل الجزار و لكنه لا يستطيع التملص و سكين الجزار كبيرة النصل حادة ..تخترق عنق الخروف و يتدفق الدم من جرح عميق احمر .وانفجرت الام تبكي و هتفت :انها ابنتي انا .. و انتما الاثنان لم تهتما بها او بي . و فتح يوسف الباب و تسلل الى الخارج وحين اغلق خلفه باب غرفته شعر بطمانينة غريبة و سارع يشعل سيجارة و يعب الدخان على مهل و يذرع الغرفة بخطا قصيرة مهتاجة وهو ينصت الى وقع حذائه على البلاط ثم توقف بعد قليل قرب منضدة خشبية و رمقها بحسرة .. فهنا كان المذياع الصغير الذي كان يملكه و اجبره ابوه على بيعه . و لقد كان المذياع صديقا وفيا ليوسف وها هو ذا بعد فقده شاب بلا موسيقى واحس البرد يزداد حوله فخلع ثيابه و اطفا المصباح الكهربائي ثم دس جسده تحت اللحاف مسلما راسه للوسادة . و كان موقنا بان الافعى لابد مختبئة في مكان ما في البيت او انها تزحف عبر الغرف بهدوء . و اطبق يوسف جفنيه وكان حنينه الى الموسيقى ينمو و يتفجر في داخله كغيمة تحولت الى مطر هاطل فوق تراب خشن و اصغى الى موسيقى سحرية قادمة من اعناقه حيث يقبع شيء غامض مرتجف يخلق الموسيقى و هو ينتحب و لا يمسح دموعه . و شعر يوسف بانه قد يبكي بعد قليل بشدة و انه هو المطر و التراب الجاف في ىن واحد واحس يوسف ان ثمة عالما مجهولا قريبا منه كل القرب لا يفصله عنه سوى جسر من الزجاج وقال لنفسه - مريض انا مريض.. و اندفع يوسف و اجتاز مسرعا الجسر الزجاجي فاحتضنه برافة عالم شاسع مبهم شيده الظلام الكثيف . و تجسدت في مخيلة يوسف بقايا مدن ..ابنية متهدمة ..فهتف بلا صوت :عمري يتبدد.. اريد عمرا اخر بلا اب .و تفجر اساه المكبوت :الاشجار نجوم خضر .قلبي يطرق بابا مغلقا .دموعي اطفال حزن هرم .لمن يشحب وجه الشمس ؟الليل وسادة تحب المتعبين . يوسف يرتجف تحت اللحاف وقد تاكد من انه مريض .انه يصطاد نجوما و يقول :ليت الجرح لا يصرخ . ويقول :اشرقي يا شمس الغضب .وياتي الموت متنكرا في ثياب بحار يوسف يقول له :ليحملني مركبك الى الشاطئ و الشاطئ الآخر صوت اخضر ينادي يوسف بكثير من الحنان و لا يجيب الموت و يبحر مركبه و يلوح يوسف بيده لمسافرين شاحبي الوجوه .و اقبل الناس الذين يحبون الموسيقى و كانوا يحملون طبولهم و ابواقهم و تجولوا في حدائق مهجورة . الليل شعر امراة .لا لا الليل افعى تزحف متغلغلة في صميم العالم .ويئن واحد من الرجال الذين يحبون الموسيقى ثم يرفع بوقه الى فمه و يتالق معدنه النحاسي لحظة ثم ينبعث منه صراخ طويل متحشرج ..تخلى عن الخجل و ناح و كانه صوت البشر المسحوقين الذين يعيشون بذل فوق الارض الصلبة .يوسف الىن سيف و عباءة تلاعبها الريح و جواد يعدو فوق رمال الصحاري يسمع صوت امراة تستغيث ..اختي تناديني .و تمنى يوسف لو تاتي الافعى في تلك اللحظة انه لا يريد ان تميته بسمها انما يبغي ان تطوق عنقه بجسدها البارد و تظل تضغط عليه حتى يختنق و يكف عن الحركة ...و عندئذ سينأى عن ابيه و امه و اخته و السكين العطشى للدم. و لعق يوسف شفتيه اليابستين بلسانه ولم يكن يريد الاستسلام للسبات لانه كان يعلم انه سيشاهد في اثناء نومه سبع بقرات عجاف ذات خوار حزين ترعى في حقل بلا عشب و ستكون السماء سقفا صلدا واطئا من الجراد و الذباب يتبع.....
 
بارت جميل جداً وأبتدأت الأحداث تشد القارىء أليها
ليلتهم الكلمة تلو الكلمة
وسأكون كلي شوق ولهفة
للبارت الثالث
وبالآنتظار
؛
؛
؛
شكراً

على الجهود القيمة
ربي يعطيج الصحة والعافية
:001_rolleyes:​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك بعدين ان شاء الله راح اكتب الجزء الثالث
شكرا لك على المرور
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top