اجتمع أهل المدينة من رجال ونساء
وقد لبوا جميعا عالي النداء
وركض الكل وتركوا اللهو والغناء
أن اسمعوا ما جرى في بغداد الآباء
قد حل بهم ضيفا بوش رأس البلاء
ووقف فيهم خطيبا تحت الأضواء
وقال بكل وقاحة دون خجل أو حياء
أنني أنا من نقلكم من الظلمة للضياء
وبنيت بيوتكم بعد أن كنتم في العراء
ورفعت عنكم الظلم و أصبح الكل سواء
ووحدت أهل العراق ولم يبق فيه جفاء
فاشكروني يا عراقيين كل صباح ومساء
وأكثروا في صلواتكم لي ولجنودي الدعاء
وهذه قبلة الوداع مني لكل الأصدقاء
رد عليه بحزم رجل من الشرفاء
لعنة الله عليك وكل جنودك اللقطاء
ما الذي أعمرته غير بيوت العزاء
قتلت رجالنا ونساءنا ورملت النساء
وتدعي في آخر لحظة أنك من اللطفاء
وقد تكون للعراق شر الأعداء
ولكن أهل العراق أطياب كرماء
ولن يخرجوك من دارهم دون غذاء
فضع في فمك هذا الحذاء
والفردة الثانية خذها طعاما للعشاء
وبودنا لو أطعمناك صباحا ومساء
حتى تكف يا كلب عن العواء
هكذا نودعك ولا نامت أعين الجبناء
بقلم:د.محسن الصفار