محاضرات مقياس تاريخ الفكر السياسي للسنة ثانية علوم سياسية

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

hicham500

:: عضو مُتميز ::
إنضم
16 أوت 2008
المشاركات
901
نقاط التفاعل
33
النقاط
37
محل الإقامة
M'sila
السلام عليكم ورحمة الله اعضاء منتدى اللمة الاعزاء :
اما بعد وباقتراب امتحانات السداسي الاول فانني رايت انا اشارككم بمحاضراتي في مقياس تاريخ الفكر السياسي 2008-2009 م للسنة ثانية علوم سياسية لجامعة المسيلة واعدكم باكمالها جميعا انشالله لاننا متوقفون الى حد الان في الثورة الصناعية واطلب منكم فقط ولو كلمة شكر ممن استفاد او سيستفيد منها لانني تعبت في كتابتها وشكرا لكم ووفقكم الله في الامتحانات:thumbup1:
 
الان مع اول محاضرة:

المحور الأول: الفكر السياسي الليبرالي:
تعريف الليبرالية:
*لغة: مشتقة من الكلمة اليونانية "libre " التي تعني الحُر.
*اصطلاحا:مذهب وحركة وعي اجتماعي سياسي داخل المجتمع تسعى إلى تحرير الإنسان ومن خلال الجماعة من مختلف القيود السلطوية التي قد تفرض عليه،سواء كانت هذه القيودات أشكال سياسية أو اقتصادية أو ثقافية.

*الجذور التاريخية لليبرالية:
تذهب بعض الدراسات والاتجاهات إلى أن هذا المصطلح كان مستعملا ومتداولا منذ القرن 14 إلا انه لم يكن يعبر عن فحوى التيار والمذهب الذي ذاع وانتشر في القرن 19 فقد كان حين ذاك يحملُ إشارات ودلالات إلى من كانوا " طبقة الرجال الأحرار" :هم من حاولوا إيجاد أنفسهم تصنيفا جديدا خارج ما كان مألوفا من تصنيفات اجتماعية .
آنذاك كان المجتمع يُقسمُ إلى طبقات:[ الأسياد، الفلاحين ، المملوكين ، العبيد ]. فكانت تستعمل كلمة الليبرالي للتعبير عن الكريم السخي في تقديمه لمعونات العيش للآخرين كما كانت تعني المنفتح أو صاحب العقل والأفق الفكري .

-أما ظهور المصطلح وشيوعه كمذهب فكري وفلسفي قائم بأصوله ومبادئه فتعود إلى الكثير من الدراسات إلى ربطه بالقرن 19 أين ظهرت الليبرالية الكلاسيكية ولاسيما في المملكة المتحدة" بريطانيا " . في فترة الانتقال من الإقطاعية إلى الرأسمالية حتى أنها وصلت إلى أوجها في بداية الفترة الصناعية من القرن19 أين تطورت الثورات الصناعية الرأسمالي وهو ما قد يُفسرُ إلى حد ما تحذر الأفكار الليبرالية في الدول الانجلوسكسونية أكثر من غيرها في دول العالم الأخرى .
-فالليبرالية في مفهومها المذهبي كانت منذ بداية القرن19 الذي شهدت فيه أوروبا انهيار النظام الإقطاعي الذي ترك مكانه للنظام الرأسمالي بما صاحبه من أفكار سياسية واقتصادية في تقديس الفرد والرفع من مكانته لاسيما في ظل تنامي الأصوات الداعية لنظريات الحقوق الطبيعية التي كان ظهورها قد سبق بنحو قرنين من الزمن ؛ ومن هنا نقف على العلاقة الوطيدة بين المذهب الليبرالي ونظريات الحقوق الطبيعية التي ركزت على الفرد إلى حد تقديسه وجعله في مكانة أسمى من الجماعة والدولة فمبدأ أولوية الفرد على الجماعة من أهم المبادئ التي تقوم عليها الفلسفة الليبرالية .
-بعض من معتنقي مذهب أو نظريات الحقوق الطبيعية يعرفون المجتمع:" على انه مجموعة من الأفراد يسعى كل واحد منهم لتحقيق مصالحه واحتياجاته ويِِِِصِفُ المفكر ماك فيرسون الليبرالية الأولى " بأنها فردية مُلكية الفرد هو المالك لنفسه وقدراته الخاصة التي لا خجل ولا فضل للمجتمع في وجودها وتطورها إلا أن هذه النظرة في حقيقتها هي نظرة خاطئة لأنه لا يمكن في أي حال من الأحوال نفي المجتمع أو نفي الأفراد وتأثيرهم ويمكن القول بان الليبرالية اختصارا هي : " مذهبٌ يسعى لتكريس الحرية الفردية من خلال السعي إلى تلبية وخلق الظروف المختلفة المساهمة والمسببة لجو يتنافس فيه الأفراد بحرية للتعبير عما يكتنزون من قدرات وملكات وليتمكنوا من تطويرها والاستفادة من فرصهم إلى أقصى الدرجات الممكنة . :thumbup:
 
والآن مع المحاضرة الثانية:
المحاضرة الثانية : الثورات الممهدة لظهور الفكر الليبرالي:
الثورة: لغة : هي الخروج عن الوضع القائم بغض النظر عن ما إذا كان هذا الخروج إلى الأفضل أم إلى الأسوأ.
*اصطلاحا: هي حركة سياسية في بلد من البلدان يحاول الشعب أو الجيش أو مجموعات أخرى من الحكومة من إخراج السلطة الحاكمة باستعمال العنف في محاولة لإسقاط النظام القائم وتغييره.
1-:الثورة الانجليزية (1648):
عاشت بريطانيا منذ أربعينيات القرن السابع عشر ثورة دينية وسياسية تمثلت في الصراع القائم بين النظام الملكي المطلق والنظام البرلماني والمقصود بالثورة الانجليزية تلك الثورة التي قادها البرلمان ومعه الشعب ضد الأسرة الحاكمة " أسرة آل ستيوارت " والتي غذتها الظروف الاجتماعية والاقتصادية المزرية التي كان يتخبط فيها عموم الشعب الانجليزي.
-أ- أسباب قيام الثورة الانجليزية:
-أ-1: الأسباب الاقتصادية والاجتماعية:
أدت السياسات الاقتصادية المنتهجة والقائمة على استغلال الفلاحين استغلالا فاحشا إلى انتفاضتهم للمطالبة بأدنى حقوقهم مما أدى إلى تهديدهم بالطرد من الاقطاعات الفلاحية في وقت كان فيه النبلاء منهمكين في الاستيلاء على السلطة وقد زاد فرق ضريبة الاستهلاك من تازيم الأوضاع التي أصبحت منطلقا لحركات التمرد سنة 1646 م غذاها ارتفاع الأسعار في بريطانيا مما أدى إلى فرض الهجرة نحو أمريكا الشمالية.
-أ-ب:الأسباب السياسية والدينية:
أساسا تتمثل في دعوى العائلة الملكية وتبنيها لأفكار تصب في خانة الممارسة الثيوقراطية المطلقة من خلال فرض آرائهم على البرلمان والتي غالبا ما كانت تدور حول الحق الإلهي الوراثي في الحكم،نفي صفة مسؤولية الملك أمام البرلمان ومن خلاله الشعب بدعوى كونه مسؤولا فقط أمام الله وهو بذلك معفى من الخضوع للقانون لكونه هو القانون في حد ذاته وقد تمادت الممارسات الملكية بتجاهل البرلمان وتجاوزه في إصدار القوانين وفرض إجراءات مالية دون الرجوع إليه وإثقال كاهل الشعب بالضرائب والإتاوات مما خلق جوا من القابلية للثورة والعصيان.
وهو ما بلغ أشده في عهد الملك شارل الأول من خلال استبداده وتعسفه وقد حاول اكتساب تأييد الشعب عن طريق إعلان الحرب على اسبانيا إلا أن هزيمته جعلته يفرض إجراءات مالية مجحفة جديدة في حق عموم الشعب مما دفع البرلمان إلى التدخل وإصدار وثيقة سميت بملتمس الحقوق إلا أن العلاقات بين البرلمان والملك ما فتئت تزداد سوءا بسبب رفض الملك لكل مبادرات التعايش والتفاعل الايجابي مع محاولات البرلمان وانتهت العلاقة بينهما إلى إقدامه على حل البرلمان بمرسوم ملكي ليجد الملك شارل الأول نفسه منفردا بالسلطة بعد أن غيب البرلمان على الرغم مما كان للبرلمان من دور محدود.
2-:إحداث الثورة الانجليزية وتطوراتها:
اضطرت التطورات والضغوط المتوالية للبرلمان والعب الملك شارل الأول إلى دعوة البرلمان للتفاوض بشان ما يمكن اتخاذه والقيام به من إصلاحات يمكن لها أن تعيد الأمور إلى ناصيتها إلا أن تشنج الطرفين وتصلبهما وتمسكهما بمواقفهما لم يتح الفرصة للوصول إلى أي توافق فاندلعت تبعا لذلك الحروب الأهلية سنة 1642 التي انتهت بانتصار البرلمان وظهور شخصية" كروم ويل " كزعيم قومي فصادر الحاكم الحقيقي والمؤثر الفعلي بعد إعدام الملك شارل الأول في 30 جانفي 1649ليخلفه ابنه الملك شارل الثاني الذي تعايش مع كروم ويل إلى حين وفاته ليخلفه ابنه الذي لم يوفق على مواصلة درب أبيه سواء في التأثير أو ممارسة الحكم ليستقيل بسبب اصطدامه بنفوذ الملك شارل الثاني الذي استمر في الحكم إلى غاية 1685 السنة التي تولى فيها أخوه جيمس الثاني الحكم الذي لم يخفي رغبته في الانتقام لأبيه شارل الأول فبدأ ذلك بمحاربة البرلمان والعودة ببريطانيا أيام ما كانت عليه في حكم أبيه وأمام ازدياد الأمور تعقيدا وتأزما استنجد البرلمان بالملكة ماري وزوجها ويليام الثالث وهي المبادرة التي أنهت حكم جيمس الثاني ليتولى ويليام الثالث حكم بريطانيا.
3-:نتائج الثورة الانجليزية:
1-:اعتماد نظام الحزبين في بريطانيا.
2-:إنشاء مجلسين نيابيين:أ-:ملس العموم.
ب-:مجلس اللوردات.
فيما يخص المجلس النيابي أصبح من اختصاصاته فرض الضرائب وتقدير سياسة الدولة وعلى صعيد التمثيل النيابي صار يُعتمدُ على نظام الدوائر الانتخابية الذي نتج عنه أن أصبح النائب أو عضو البرلمان ممثلا لدائرته الانتخابية على أساس التقسيم الجغرافي المعتمد فعضو البرلمان لم يعد يمثل طبقة اجتماعية أو اقتصادية معينة.
3-:تأثير الفلاسفة بنتائج الثورة الانجليزية وهو ا ظهر من خلال تأثيرهم بكتبائهم بالثورتين الفرنسية والأمريكية .
-أما على المستويين الاقتصادي والاجتماعي فقد زادت في توسيع الأفاق البرجوازية من خلال فتح أفاق الممارسات زراعية ومستثمرات جديدة ومستحدثة وتحديث تربية المواشي.
-وعلى المستوى الصناعي تم تطوير صناعة استخراج المعادن وصناعة التعدين وصناعة القطن والنسيج .
-أما بخصوص التجارة الخارجية هيمنة الأسطول الحري وظهور بوادر النظام البنكي الحديث وهو ماساهم في تعزيز قوة وموقع البرجوازية الانجليزية على كافة الأصعدة وما تبعه من تعزيز الحركة الاستعمارية الانجليزية للعالم.
 
والآن مع :
المحاضرة الثالثة: الثورة الأمريكية:
هي الثورة التي قامت ضد بريطانيا وأدت إلى ميلاد دولة جديدة اسمها الولايات المتحدة الأمريكية.
1-: أسباب قيامها:
تعود أسباب قيامها إلى النفوذ البريطاني الكبير في أمريكا الشمالية والذي ازداد توسعا بعد تغلب بريطانيا على فرنسا، مما أتاح لها ضم المزيد من المستعمرات بالمنطقة بعد أن نقلت تبعيتها من فرنسا إليها وقد اعترفت بريطانيا لمستعمراتها بحق اتخاذ ممثليها لجمعية تشريعية تتولى سن القوانين وفرض الضرائب إلا أن هذه البرلمانات إن صح وصفها بالمصطلحات كان عليها أن تتعايش مع حق نقض حاكم المستعمر لأي من تلك القوانين وقد كانت بريطانيا تأمل من مستعمراتها بصفة عامة والأمريكية منها خصوصا أن تخدم مصالحها الاقتصادية وهو ما رضيت به المستعمرات التي امتنعت عن صنع المواد والسلع المنافسة لمثيلتها البريطانية وقد اكتسبت الحالة الاجتماعية والاقتصادية بأمريكا قبيل الثورة أساسا نمو السكان الذي تضاعف من المليون إلى المليونين نسمة في ظرف زمني قياسي ما بين 1750-1770 م فارتفعت بذلك نسبتهم إلى سكان بريطانيا إلى 20% مما جعل الكثير من الملاحظين التنبؤ بأنه عاجلا أم آجلا ينتقل مركز قوة الإمبراطورية البريطانية إلى أمريكا وقد أدى نمو المستوطنات واتساعها نتيجة زيادة عدد السكان إلى فقدان السيطرة عليها من قبل الحكومة الاستعمارية ونشوء سلطة محلية مستقلة في شرق أمريكا.
-الأسباب الاقتصادية:
فقد توسع الاقتصاد الانجلو أمريكي ففي عام 1775 كان نصف الشعب الانجليزي تقريبا مشغولا بالتجارة مع أمريكا وبلغت نسبة مشاركة أمريكا الشمالية في الصادرات الانجليزية 25%كما تضاعفت قيمة صادرات المستعمرات الأمريكية وتبقى أسباب قيام الحرب ما قامت به بريطانيا بسنه من القوانين المجحفة التي مست في الصميم الاقتصاد الناشئ في أمريكا الشمالية وجعل برلماناته القائمة مجرد هياكل مؤسساتية تفتقد إلى معنى وجودها كونها لم تستطع المحافظة على المستعمرة الأمريكية ومن القوانين التي رأت فيها أمريكا إجحافا ما سنته بريطانيا من ضرائب مختلفة بدعوى حقها في فرض الضرائب على مستعمراتها بهدف زيادة دخل الخزينة إلا أن الأمريكيين كانوا يرون أنهم غير ملزمين بدفع أي ضريبة لم يشاركوا في سنها عن طريق مجالسهم المنتخبة وهو ما أثار حفيظتهم وولد لديهم قابلية للثورة على الوضع.

أحداثها وتطوراتها:
لم يستمر الوفاق بين بريطانيا وأمريكا طويلا بسبب سياسة البريطانية التي عبر عنها الأميركيون بالرفض وقد وصل الأمر إلى حد قيام بريطانيا بإرسال قواتها لصد كل محاولات العصيان حتى وصلت إلى حد قتل بعض المواطنين الأمريكيين وهو ما أشعل فتيل الثورة بعد أن رد عليها الأمريكيون بالاحتجاج فعاقبت بريطانيا المتمردين والمحتجين بإغلاق ميناء بوسطن وزيادة سلطة الحاكم البريطاني وإجبار الأمريكيين على إيواء وإطعام البريطانيين وقد أدى التمرد على القوانين والضرائب الجديدة إلى نشوء سلطات محلية للمدن والأقاليم في جميع أنحاء أمريكا الشمالية لتشكل هذه المجالس فيما بينها مجلسا تشريعيا على مستوى القارة الأمريكية والذي تشكل من 55 مجلس وهو ما قابلته بريطانيا باستخدام القوة العسكرية وشكل المؤتمر الأمريكي المجلس التشريعي وعين جورج واشنطن قائدا عاما لهذا الجيش وأعلن استقلال القارة الأمريكية في4 جويلية 1776 واعد الأمريكيون دستور بلادهم الذي عكس الرغبة في الحرية ومواجهة الطغيان فكانت السلطات الحاكم المنتخبين تخضع للبرلمان ومجلس الكونغرس وشكلت سلطة مركزية تتمتع بإدارة الشؤون الخارجية والمعاهدات وشن الحرب وبهذا سجلت تسمية الولايات المتحدة الأمريكية حقيقية واقعية لعبت فيها الكونفيدرالية تحالفا بين ولايات متعاونة تحت حكم سلطة مركزية وأما الجيش الأمريكي الناشئ فقد بدأ ب 5000 مقاتل يقوم أساسا على الأهالي وكان قادته أصحاب المهن والأعمال(النخبة) ،الذين انظموا إلى الجيش وقد استفاد الأمريكيون في اتساع الأراضي وتنوع تضاريسها في شن حرب دفاعية استنزفت الجيش البريطاني واستفاد الجيش الأمريكي من الدعم المعلن والحقيقي لفرنسا التي دعمته ماليا ولوجستيا بفتح المرافئ الفرنسية للسوق الأمريكية الحربية وبشريا بتدريب عدد من الضباط الفرنسيين للجيش الأمريكي وأنهت الحرب بتوقيع معاهدة باريس بتاريخ 3 سبتمبر 1783 بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ليعلن عن تأسيس دولة بهذا الاسم واعتراف بريطانيا باستقلالها.

نتائج الثورة الأمريكية:
- تكريس فكرة النظام الجمهوري وهي الفكرة التي كانت مرفوضة لما تتضمنه من معاني الاقتصاد،فقد اظهر النظام الجديد تجسيدا لفكرة الحرية والانتخاب واحترام الحقوق الأساسية للمواطن .
- اعتبار الولايات المتحدة الأمريكية البلد المشع لقيم الحرية وهو ما يؤهله ليقود العالم في نشر القيم الجديدة فالثورة ليست مجرد حدث تم بموجبه الانفصال عن بريطانيا بل هي شعلة حضارية تستمر إلى وراء المحيط الأطلسي .
- تكريس المساواة كقيمة إنسانية تأخذ أبعادا سياسية وهو ما تضمنه إعلان الاستقلال الذي أكد على أن الناس خلقوا متساوين وما التفاوت بينهم إلا بفعل ما اكتسبوه من تعلم وتقنيات.
- اتساع نطاق التعلم بمختلف مستوياته لتكريس المبادئ التي جاءت بها الثورة الأمريكية.
- تحسن مستوى معيشة الأفراد بفعل تطور الاقتصاد الأمريكي الذي استفاد من اتساع الرقعة الجغرافية وتنوعها وهو ما أهل أمريكا لان تكون مصدرا أساسيا لتزويد وتموين بريطانيا وأوروبا بحاجياتها الأساسية .
 
والان مع :
المحاضرة الرابعة:الثورة الفرنسية 1789:
هي التي اختلف الباحثون في تصنيف أسبابها بين قائل بأنها حركة فكرية أنتجها الفلاسفة الألمان (عصر التنوير).وبين من يرى بأنها ثورة الطبقة المحرومة ضد الطغيان الإقطاعي،وبين من يقول بأنها توطيد لسلطة البرجوازية الرأسمالية الحديثة ضد نظام اقتصادي واجتماعي عموما ويمكن إجمال أسبابها فيما يلي:

أ-:الأسباب السياسية والفكرية:
كان نظام الحكم في فرنسا قبل الثورة استبداديا مطلقا مغلفا الثيوقراطية التي أوجدت لتعميق التحالف الغير معلن بين الملك وحاشيته من النبلاء ورجال الكنيسة الذين تعسفوا السلطة اقتسموا بينهم الامتيازات على حساب عموم الشعب في ظل غياب وجود الدستور يحدد الاختصاصات والممارسات وهو ما كان له الانعكاس السلبي على الإدارة والمرافق العامة التي اتسمت بالعشوائية وانتشار مختلف مظاهر الفساد الإداري وقد صاحب هذه الظروف انتشار حركة فكرية اصطلح على تسميتها " عصر التنوير " التي دعت إلى تحقيق المساواة وانتقال النظام القائم على انقسام السلطة والتعسف بين النبلاء ورجال الدين ومن أهم زعماء هذا التيار الفكري مونتيسكيو الذي طالب بالفصل بين السلطات وفولتير الذي انتقد التفاوت الطبقي وجون جاك روسو الذي نادى بالحرية والمساواة .
ب-: الأسباب الاقتصادية:
كان النشاط ألفلاحي هو الغالب فقد تميز باستحواذ رجال الدين والنبلاء على أخصب الأراضي الزراعية مقابل الاستغلال الفاحش للفلاحين وأمام تردي الإنتاج تأزمت الأوضاع المعيشية لسكان البوادي وعموم طبقة الفلاحين مقابل بقاء ملاك الأراضي على مستوى عالي في المعيشة ولم تتمكن الطبقة البرجوازية (المفكرين أصحاب المهن) من الصبر على ما آلت إليه الأوضاع نتيجة سيطرة النبلاء ورجال الدين على مصادر العيش وما خلفته شخصية الملك لويس16 الضعيفة والمتمسكة بالسلطة والتي كانت لسياسات البذخ والتبذير التي انتهجها الأثر السلبي على موازنة الاقتصاد الفرنسي الذي زادت ديونه ووقف على حافة الإفلاس التي كانت نتيجة طبيعية لما نتج عن حروب فرنسا في القرنين 17و 18 ميلادي والى قصور النظام الضريبي اي عدم فاعليته والى تداعيات تدخل فرنسا في تدعيم الثورة الأمريكية .

ج-: الأسباب الاجتماعية:
كان المجتمع الفرنسي مقسما إلى ثلاث طبقات وكان عدم المساواة هو السمة الغالبة على وصف التفاوت بين طبقاته وان كان اقل بين الطبقة الأولى والثانية:
*الطبقة الأولى:
تضم رجال الدين والنبلاء(الأشراف،حاشية الملك)،المستفيدون من الامتيازات بفضل ما اتيح لهم من حرية التملك والممارسة السياسية وكانت معفية من دفع الضرائب وكان للكنيسة عُشر الأراضي الفرنسية هذا يعكس الوضع الذي كانت عليه الكنيسة.
*الطبقة الثانية:
طبقة النبلاء لها امتيازات خاصة كالحق في حمل السيوف وحق الابن الأكبر في وراثة الألقاب والممتلكات ،كانوا قليلا ما يدفعون الضرائب وكانت تتاح لهم الفرص لتولي اكبر وأعلى المناصب في الجيش والإدارة .
*الطبقة الثالثة:
تضم باقي الشعب الفرنسي وهي مقسمة بدورها إلى ثلاث فئات:
-الفئة الأولى:الفئة البرجوازية تشمل التجار والصناع وأصحاب الأعمال الحرة والدقيقة كالأطباء والمحامين ، تتسم بمستواها الفكري الرفيع كونها استفادت من فرص التعلم المتاحة.
-الفئة الثانية:فئة العمال والفنانين:كالنشاط ألفلاحي هو الغالب ويوجد أيضا بعض النشاطات الهامشية.
-الفئة الثالثة:فئة الفلاحين المنهكين بالضرائب والموكلة إليهم الأعمال الشاقة مقابل أجور زهيدة كما كانوا ملزمين بدفع أجور الأراضي التي يعملون بها والضرائب فضلا عن الرسوم المستحقة للكنيسة والمقدرة بعُشر دخلهم ولم يكن لهم الحق في لمشاركة السياسية أو إيصال انشغالاتهم...الخ.
مراحل الثورة الفرنسية:
يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل:
أولا :المرحلة الملكية الدستورية:1789-1792 :
بدأت بدعوة الملك لويس 16 مجلس طبقات الأمة إلى الموافقة على الاقتراحات التي قدمها في محاولة منه لتدارك ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية فاغتنمت الطبقة الثالثة الفرصة للضغط على الملك للاعتراف بهم في مجلس طبقات الأمة كونهم الممثلين لأغلبية الشعب مدعومين بعدد قليل من رجال الدين والنبلاء الذين طالبوا بإصلاحات سياسية واجتماعية وهو ما انصاع إليه الملك بتأسيس برلمان خاص بهم سمي " الجمعية الوطنية" وقد قام الملك بطرد احد الإصلاحيين من الجمعية وحبسه في سجن "الباستيل" فكان السبب المباشر لثورة الشعب الفرنسي الذي قام باقتحام السجن الذي كان يشكل رمزا من رموز الاستبداد والطغيان فامتدت الثورة إلى كامل الأراضي الفرنسية وغادر النبلاء إلى الدول المجاورة خوفا على أنفسهم وكان من أولى القرارات التي اتخذت في الجمعية الوطنية إعلان وثيقة حقوق الإنسان ووضع أول دستور في البلاد وهو الدستور الذي قيد السلطة التمثيلية حد العجز،في هذه الفترة تغلب التيار الثوري، حمل شعار:الحرية،الأخوة،المساواة.
2-:مرحلة بداية النظام الجمهوري1729-1794:
تميزت بتصاعد التيار الثوري والإقدام على إعدام الملك وإعلان إقامة نظام جمهوري وقد تم إعدام الملك على خلفية إقدامه على الخيانة والتواطؤ مع جيوش النمسا وبروسيا إذ وبعد وضع الدستور 1791 حلت الجمعية الوطنية نفسها وأجرت انتخابات جديدة واستبدلت الجمعية الوطنية بالجمعية التشريعية وفي ظل النجاحات الإصلاحية المحققة داخليا إزاء عدد المناهضين للثورة على الصعيد الخارجي(النمسا وبروسيا). ونجحت الجمعية التشريعية في حمل الملك على إعلان الحرب ضدهما لتُهزم فرنسا ويتهم الملك بالتواطؤ مع العدو خاصة وانه كثيرا ما طلب العون من ملوك أوروبا لمواجهة الثوار الفرنسيين فاعُدم تحت الضغط الجماهيري سنة 1792 م ثُم استبدال الجمعية التشريعية بالمؤتمر الوطني .
الجمعية الوطنية=الجمعية التشريعية=المؤتمر الوطني.

3-: مرحلة تراجع التيار الثوري وعودة البرجوازية المعتدلة:1794-1799 م:
تميزت بتراجع التيار الثوري وعودة البرجوازية المعتدلة التي سيطرت على الحكم وقامت بوضع دستور جديد كما تحالفت مع الجيش وشجعت الضابط نابليون بونابرت للقيام بانقلاب على الثورة ليقيم نظاما ديكتاتوريا سعيا لتكوين إمبراطورية

نتائجها وآثارها:
عملت حكومات الثورة الفرنسية على إلغاء الملكية المطلقة والامتيازات الإقطاعية الممنوحة للطبقة الارستقراطية والحد من النفوذ الديني الكاثوليكي (الممارسات السلبية التي مارسها رجال الدين من استعمال الكنيسة في الممارسات السياسية ).
فقد أدت الثورة إلى إحداث تغيرات جذرية لصالح فلسفة التنوير من خلال إرسال الديمقراطية وحقوق الشعب والمواطنة وبرزت فيها نظرية العقد الاجتماعي لجون جاك روسو الذي يبقى احد أهم الرواد المفكرين المنظرين للثورة الفرنسية.
النتائج السلبية:
*عوض النظام الجمهوري الملكي المطلق، وحبذ نظام الفصل بين السلطات وفصل الدين عن السلطة كما تجسدت المساواة في الحقوق والواجبات حتى أصبحت هذه النتائج من المبادئ والمسلمات والمرجعيات الأساسية السياسية والاجتماعية في العالم الحاضر.
النتائج الاقتصادية :
تم القضاء على النظام القديم من الممارسات الإقطاعية ليفسح المجال لتطور النظام الرأسمالي وتحرير الاقتصاد من رقابة الدولة وحذف الحواجز الجمركية الداخلية لحرية تنقل السلع داخل الحدود الفرنسية.
النتائج الاجتماعية:
تم إلغاء امتيازات النبلاء ورجال الدين ومصادرة أملاك الكنيسة كما أقامت الثورة مبدأ مجانية وإجبارية التعليم والعدالة...الخ، وإجمالا فقد كانت الثورة الفرنسية مؤسسة لفهم مبادئ الحرية والمساواة وترخيص مبدأ الانتماء إلى الوطن فكانت بداية الانطلاق للثورات في أوروبا والعالم.
 
الان مع المحاضرة الخامسة:
المحاضرة الخامسة:الثورة الصناعية
يقصد بها تلك التحولات العلمية والتقنية الكبرى والعميقة خاصة في مجال الصناعة والمواصلات التي شهدتها أوروبا وسرعان ما توسعت إلى أمريكا واسيا في القرنين 17-18 م وكان للنهضة الفكرية التي عرفتها أوروبا في القرن18 من الأثر الكبير من دفع عجلة الاختراعات التي كان لها تأثير عميق على الحياة الاقتصادية والاجتماعية بفعل تفعيلها للعملية الإنتاجية ومساهمتها في تغيير قطاعات الاقتصاد التي انتقلت من القطاع ألفلاحي والزراعي إلى القطاع الصناعي وتعود الوثبة الأولى للثورة الصناعية إلى اختراع الآلة البخارية على يد جيمس وات سنة 1769م بفعل استخدامها في ذخ المياه من المناجم(الفحم الحجري) وفي الصناعة التعدينية فضلا عن اعتمادها كمصدر طاقة ووقود لمختلف وسائل النقل واثر استخدام المحرك البخاري على حركية التصنيع بفعل تطور قطاع السكك الحديدية الذي أصبح محركا أساسيا للثورة الصناعية من خلال دوره الكبير في تنشيط التجارة ونقل البضائع والتقريب بين المدن فتم افتتاح أول خط حديدي سنة1830م بين مدينتي ليفربول ومانشستر في انجلترا ولم يبقى قطاع النقل البحري بعيدا عن استخدام الطاقة البخارية بفعل ظهور السفن البخارية التي حلت محل السفن الشراعية وهو ما كان له الأثر الكبير في التجارة والتصنيع والتقريب بين المدن وقد ازدادت الثورة الصناعية قوة م بروز الطاقة الكهربائية حيث تم تصنيع أول مولد كهربائي سنة 1869م وتم تشييد أول سد لتوليد الطاقة الكهربائية سنة 1870م وتم اختراع أول محرك كهربائي في سنة1882م كما ساعدت تقنية نقل الكهرباء عن طريق الأسلاك في انتشار استخدمها وقد خرجت بريطانيا طليعة العالم في تحقيق النهضة الصناعية وهو ما كان له الأثر في تحسين المستوى المعيشي لسكان الأرياف فتزايد إقبالهم على استخدام المعدات الزراعية المتطورة وزاد اعتمادهم على مدخرات في تطوير المشاريع الصناعية كما أدت الثورة الصناعية استعمال الآلات وطرق الاستغلال الحديثة التي تزايد عدد المصانع وتضاعف فرص التجارة في الوقت نفسه حافظ فيه القطاع الزراعي على النشاط وهو ما ادى الى توفير فرص العمل وفتح المجال للتنافس بين الصناعيين الجدد.
-نتائج الثورة الصناعية:
-1-:قيام النظام الرأسمالي الذي يقوم على العمل والمبادلات وقائم على قطاعات الصناعة،الزراعة،والتجارة.

-2-:بروز معالم مجتمع جديد ينقسم أساسا إلى طبقتين:
أ:طبقة أرباب العمل(البرجوازية وأصحاب الأموال).
ب:طبقة العمال(عوام الناس،العمال في المصانع)
-3-:قضت على الروابط العائلية التي كانت المصدر للتكامل الاجتماعي والاقتصادي وقد كان للثورة الصناعية آثار وامتدادات متعددة منها :
أ:تطبيق المبادئ الدستورية التي منحت للعمال وإنشاء حق الانتخاب.
ب: بروز الأحزاب السياسية كمؤسسات تدافع على مصالح العمال وتشارك في العملية السياسية.
 
هذا واعدكم وخاصة طلبة العلوم السياسية السنة ثانية باضافة المحاضرات الجديدة فور توفرها وشكرا لكم :thumbup1:
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top