الأمير عبد القادر والماسونية؟

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

عمار صادق

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 فيفري 2009
المشاركات
2,585
نقاط التفاعل
17
النقاط
77
دياسبورا
الأمير عبد القادر والماسونية؟
أصدر الباحث المختص في الأمير برونو إيتيان كتابا جديدا، مثيرا للجدل، قبل وفاته بشهور قليلة، عبد القادر والماسونية متبوعا بالصوفية والماسونية. عاد فيه إلى قضية شائكة جدا وهي انتساب الأمير للحركة الماسونية.
قضية طبعا غير محسومة لما يلفها من غموض كبير وأفكار مسبقة عن الماسونية، ولكنها تستحق أن ينتبه لها المختصون والمثقفون الجزائريون تحديدا، فهي تهم أحد أهم الرموز الوطنية. ثم هل الانتساب إلى هذه الحركة، في القرن التاسع عشر تحديدا، جريمة؟ نعرف اليوم أن كبار المثقفين العالميين ومنهم العرب أيضا، كانوا منتمين لها من أمثال: جمال الدين الأفغاني، محمد عبده، رشيد رضا، لويس شيخو، علي عبد الرازق، ليون تولستوي، كارل ماركس وغيرهم كثير. فهذا الانتساب مايزال إلى اليوم مساحة بكرا، على الرغم من توفر الوثائق والمراسلات والتقارير، التي تستحق أن نتأملها عن قرب وأن نقف عندها بمزيد من الاهتمام والتي لم تعد سرا.
قسم برونو إيتيان دراسته إلى قسمين: القسم الأول خصصه للجذور الأولى للفكرة ورؤية الماسونية أو الإخوة للأمير، ونظرة الأمير وتقاطعها مع الماسونية. مع ملاحق خاصة بالمساجلة التعليمية التي تلقاها الأمير من خلال إجاباته على الأسئلة التي طرحت عليه من طرف محفل هنري الرابع ومحفل الإسكندرية. أما القسم الثاني فقد خصصه الكاتب للماسونية وتقاطعها مع الفكر الصوفي تاريخيا من حيث جوهر المفاهيم السرية والمداخل التي يعتمد عليها كل واحد في مجاله.
أستغرب أحيانا كيف لا تدخل مؤسسة الأمير كطرف في مثل هذه النقاشات التي تستحق كل الاهتمام. ليست المسائل بسيطة. فهي التزمت الصمت في قضية أعتقد أنها ماتزال إلى اليوم تحتاج إلى جدل وفكر وإثباتات. ما رأيها أولا في الماسونية التي تغيرت جذريا بعد قطيعة 1877؟ هل نكتفي بالشتيمة الجاهزة التي تجعل من الماسونية وحشا مخيفا وحركة جهنمية تستهدف الإسلام والمسلمين؟ لقاء الأمير برواد الماسونية وقادتها مثبت تاريخيا بدءا من سنة 1865 عندما زار فرنسا والتقى بإخوة محفل الشرق الكبير، وإجاباته في الامتحان التعليمي التي أجراها معه محفل هنري الرابع، ثبتها ابنه الأمير محمد في كتابه عن والده تحفة الزائر، وذكرتها كل الكتب التي تناولت حياة الأمير.
يثبت التاريخ أيضا أن الأمير استقبل في حياته الكثير من الماسونيين الذين منحوه أوسمة الاعتراف بالجهد الإنساني عندما أنقذ من موت أكيد آلاف المسيحيين في دمشق، وأشادوا بخصاله.
وكانت إلى وقت قريب نسبيا (1947) نياشين الاعتراف الماسونية موجودة في بيت الأمير قبل أن يرجعها إلى محفل الشرق الكبير حفيده عبد الرزاق، بعد سنوات من وفاة جده. الكثير من الوثائق متوفرة اليوم ويمكن الاطلاع عليها بسهولة في محفل الشرق الكبير بفرنسا، وموجودة في وثائق وزارة الخارجية وفي محفل هنري الرابع ووثائق محفل الأهرامات بالإسكندرية الذي يقال إنه هو من ضم الأمير إلى الماسونية نهائيا، بعد تكليف من محفل هنري الرابع. نحتاج اليوم إلى يد مؤرخ نزيه وشجاع، يزيل كل هذا الغبار، ويقدم لنا حقيقة الأشياء كما هي في صفائها.
وليكن الأمير ماسونيا، أين هو الضرر؟ للتاريخ شروطه وللناس حقهم في الانتساب إلى ثقافة عصرهم. مازلت مقتنعا أن الأمير كان يقدر الشخصيات الماسونية من خلال تقديره لنابليون الثالث الذي كان ماسونيا أيضا، وصديقا للمعلم الأكبر للماسونية في فرنسا ولمحفل الشرق. وانتسابه يظل مثار جدل كبير.
حتى عندما دعي في المرة الأولى في 1865، للإجابة عن الأسئلة التعليمية في الشرق الكبير، في فرنسا، وصل متأخرا وكان لهذا أثرا سلبيا على علاقته بالماسونية، وأجل انتسابه إلى فرصة لاحقة.
وهذا وحده يبين حيرة الأمير في هذه القضية. الوثائق التي تحصل عليها برونو إيتيان مهمة، وقد اطلعت على معظمها، ولكنها لا تثبت شيئا كبيرا سوى رغبة كبيرة وصادقة لدى الماسونية لاجتلاب الأمير إلى صفها. تحتاج هذه الوثائق إلى عين المؤرخ المتخصص الذي يأخذ بعين الاعتبار كل الحيثيات والملابسات دون خوف.
وليكن الأمير ماسونيا، فأين الضرر؟ ولنكف عن اعتبار كل من يخالفنا صهيونيا أو كافرا أو مضادا لنا ولديننا وثقافتنا، لأننا في هذه الحالة سنضطر إلى نفي كل الحركة الإصلاحية الدينية العربية من جمال الدين الأفغاني، إلى رشيد رضا، مرورا بمحمد عبده، الذين لم يرفضوا أبدا انتسابهم للماسونية التي كانت بالنسبة لهم، في ذلك الوقت على الأقل، منارة لحماية الفكر المتنور.


 
من هو هذا الباحث ليكتب عن الامير عبد القادر
ولماذا لم يكتب الامير عبد القادر بنفسه عن الماسونية
خصوصاً انه تفرغ للكتابة في آخر حياته
ام استغلال لشخصية الامير عبد القادر كرمز وطني عربي اسلامي
من اجل الدعاية لهذه الحركة اليهودية الصهيونية وجعلها
محط انظار واعجاب الشباب .
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top