الأنانية

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

إجلال

:: عضو مُشارك ::
إنضم
23 فيفري 2008
المشاركات
154
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

مقالة أعجبتني كثيرا
فأحببت مشاركتكم فيها
.




د. حنان حسن عطاالله


أعطاني ابني ريان دعاء لطفل أناني حيث يقول:
الآن أتمدد على سريري للنوم

ادعو الله أن يحفظني من كل سوء

ولو قدر لي الموت في منامي

أدعو الله أن تتحطم كل ألعابي

حتى لا يلعب بها أطفال آخرون

آمين!.

ولدي بطاقة لطفل زائد الوزن يقول:

يا رب إن لم أستطع أن انحف اجعل كل أصدقائي سماناً!.



والحقيقة أن مثل هذه الأفكار تأتينا جميعاً ففي الدعاء الأول يريد الطفل أن تتحطم كل ألعابه حتى لو مات، كرهاً في أن يستمتع بها غيره من الأطفال ..

ونلاحظ أن دعوة الطفل الآخر تختلف لأن فيها رغبة في المساواة في المعاناة والألم ودعوة صادقة من القلب أن يجعل الله عز وجل كل من حولي سميناً إن فشلت أنا في تحقيق المراد وبالتالي لا أشعر بالفشل والعجز عند مقارنة ذاتي بهم. وهذا يدل على أن الأنانية لها أوجه عديدة فقد تتمثل في عدم العطاء أو حتى في المساواة في المعاناة لذلك يقول أوسكار وايلد "ليست الأنانية أن يعيش المرء كما يهوى. بل أن يطلب من الآخرين أن يعيشوا كما يريد هو أن يعيش".

والأناني يخسر من حيث يربح، لأن الربح الذي يرتكز على استنزاف الآخرين يؤدي بطبيعته إلى طريق مسدود، فالأنانية تدمر أساس الحياة، وهو ما يلحق الأذى بالفرد نفسه.

ولقد كان معروفاً عن الرئيس غاندي أنه ما أن يستقر في قرية ما إلا ويبدأ مباشرة في خدمة سكانها في كل ما يحتاجونه. وعندما سأله صديق له فيما إذا كانت خدمته لأسباب إنسانية محضة، أجاب "أبداً. أنا هنا لأخدم نفسي فقط، لتحقيق ذاتي عبر خدمة الآخرين".

وفي ديننا الإسلامي الكثير من الآيات والأحاديث التي تنهى عن الأنانية وتدعو إلى الإيثار والتضحية من مثل:

"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
".

وفي النهاية قد يغيب عنا أن أسوأ أنواع الأنانية ذلك الذي نبخل فيه بمشاعرنا وعواطفنا تجاه الآخرين. وللأسف ما أكثر انتشاره بيننا هذه الأيام. فتجدنا نبخل بعواطفنا وبكلامنا الطيب بل وبالابتسامة حتى عن أقرب الناس إلينا
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top