سر جديد من اسرار حرب اكتوبر73

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

hanan66

:: عضو مُشارك ::
إنضم
26 أكتوبر 2009
المشاركات
377
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
العمر
38
القوات الجزائرية تسقط طائرة شحن أمريكية



لم يكن فقط جسرا ولا دعما... بل تورط مباشر في حرب خسرت فيها كل شيء... ولولا القرارات المتخبطة لانهارت أقوى دولة في العالم ولزال السرطان الصهيوني للأبد... هذا ما حدث في أول حرب أمريكية مباشرة على العرب.
* على مدار 35 سنة لم نسمع إلا عما يسمى »الجسر الجوي الأمريكي«، ولم يكشف للعالم سوى أحاديث عن دعم أمريكي للكيان الصهيوني أثناء حرب أكتوبر 1973، لكن هذا الجسر لم يكن سوى حلقة من مسلسل حرب كبيرة شنتها الولايات المتحدة على العرب بدءاً من اليوم الأول للقتال.
* الجيش الأمريكي يضرب بقوة في الجولان وسيناء
* أبدأ بفقرات من كتاب »حرب أكتوبر 1973« لمحمد عبد الغني الجمسي، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة العربية في أكتوبر 1973، وأحد أكبر 50 قائدا عسكريا في العالم ذكرتهم أشهر الموسوعات العسكرية العالمية، الذي يقول: في اليوم الرابع للقتال 09 أكتوبر كانت القوات المصرية قد حققت إنجازا عسكريا، وتحطمت كل هجمات »إسرائيل« المضادة. وكان لابد من استمرار الهجوم لتحقيق الهدف الاستراتيجي للحرب وهو الوصول إلى خط المضايق؛ ذلك لأن ترك العدو بدون ضغط مستمر عليه معناه انتقال المبادرة له، خاصة وأن حجم قواته أخذ في التضاعف بشكل مقلق، وقد تناقشت مع الفريق أول أحمد إسماعيل ووجدت منه الحذر الشديد من سرعة التقدم شرقا، فكان يرى الانتظار لتكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة، وتلقين الولايات المتحدة درسا قاسيا، لكن تأخير الهجوم إلى يوم 14 أكتوبر حرم مصر من تحقيق نصر ساحق على »إسرائيل« وأمريكا معا، حيث ضاعفت أسراب المقاتلات الأمريكية هجومها ضد قواتنا، فبلغت خسائرنا في هذا اليوم وتوقف هجوم قواتنا 250 دبابة، أي أكثر مما فقده العدو بقليل.
* ويضيف الجمسي: بات واضحا لنا في غرفة القيادة أننا نقاتل ليس فقط التكنولوجيا الأمريكية والدعم العسكري اللامحدود، وإنما نقاتل أمريكا ذاتها، وكان ذلك سببا مباشرا في فشلنا في تطوير الهجوم واختراق المضايق المؤدية إلى فلسطين المحتلة.
* هكذا إذن كان الوضع العسكري في اليوم الرابع للحرب، عجز العرب عن استكمال الزحف في سيناء بفضل التدخل المباشر لواشنطن، فهل استسلموا أم كانت هناك جولات أخرى؟، قبل الإجابة ألتفت إلى الوضع على الجبهة الشمالية للعدو، حيث كان الجيش السوري يواصل قصف المواقع الصهيونية بهجوم وقصف مكثف، ففي 09 أكتوبر أسقطت الدفاعات السورية أعدادا كبيرة من طائرات العدو، مما أوقع خسائر كبيرة في صفوف الجيش الصهيوني، وهنا يقول المحلل الصهيوني »جدعون روز«: »خسرت إسرائيل معظم قوات الجبهة الشمالية، وبات الطريق أمام السوريين مفتوحا، ولم يكن هناك ما يمنع وصولهم إلى تل أبيب، وقبل أن تطلب إسرائيل المساعدة من الولايات المتحدة لتعديل الوضع على الجبهة السورية أيضا، كانت المقاتلات الأمريكية قد انطلقت من تركيا وحاملات الطائرات في المتوسط، لتنفذ 35 طلعة جوية على مدار يوم كامل، نجحت في وقف التقدم السوري وألحقت بالعدو خسائر كبيرة«.
* ويواصل روز قائلا: »الأصدقاء الأمريكيون رفضوا التسليم للمعلومات التي أكدت أن الضربات الجوية شلت السوريين، وأخذت طائرات الشحن الأمريكية طوال ليل يوم التاسع من أكتوبر تنفيذ عملية إنزال مكثف، وفي صباح اليوم العاشر كانت قرابة الـ400 دبابة أمريكية منتشرة في الجولان، وبذلك عاد الأمل على الجبهة الشمالية.
* مما شجع القادة الإسرائيليين على الامتثال للرأي الأمريكي والقيام بهجوم معاكس ناجح في الجولان في يوم 11 أكتوبر، فنجحنا في إيقاف الجيش السوري من التقدم نحو الحدود الدولية«.
*
85في المئة من الجيش الصهيوني تحطم في ثلاثة أيام
* معلومة أخرى في غاية الأهمية جاءت على لسان المؤرخ الصهيوني »إيفي شلايم«، الذي كشف عن أرقام خطيرة وسرية تؤكد أن القوات العربية قضت على الجيش الصهيوني في الأيام الثلاثة الأولى للمعركة، ويقدم شلايم رصدا دقيقا لعدد القطع العسكرية الصهيونية قبيل هذه الأيام ونظيرتها العربية، وما تبقى لدى الطرفين في يوم 09 أكتوبر، فيقول: إجمالي القطع الرئيسية في القوات البرية الإسرائيلية قبيل حرب يوم كيبور بيوم واحد بلغ حوالي 2350 دبابة قتال متوسطة، 1593 مدفع ميدان وهاون، 906 قطعة مضادة للدبابات.
* وكانت هذه القوات تتشكل من 05 قيادات مجموعة عمليات، 10 لواءات مدرعة، 6 كتائب دبابات مستقلة، 19 لواء مشاة آلي، 02 لواء مشاة، 03 لواء مظلي، 22 كتيبة ناحال، 45 كتيبة مدفعية ميدان ومتوسطة وهاون، 12 كتيبة مدفعية مضادة للدبابات، 03 كتيبة صواريخ مضادة للدبابات.
* ومن إجمالي هذا العدد لم يتبق مع بزوخ فجر اليوم الرابع للحرب سوى 242 دبابة، 470 مدفع، و12 مضاد للدبابات.
* أما القوات الجوية والدفاع الجوي فقد بلغ قوامها 777 طائرة متنوعة، منها 457 طائرة مقاتلة، مقاتلة قاذفة، 13 موقعا لصواريخ أرض / جو طراز هوك، من 15 ـ 20 كتيبة مدفعية مضادة للطائرات متنوعة الأعيرة، هذا بخلاف كتائب وحدات القوات البرية بواقع كتيبة لكل لواء ولكل قيادة فرقة أي ما يعادل 36 كتيبة، ولم يتبق من هذه القوة سوى 180 طائرة، وموقعي صواريخ أرض/ جو، وثلاث كتائب دعم جوي.
* أما القوات البحرية، فبلغ قوامها 77 قطعة متنوعة، منها 3 سفن إبرار بحري، 03 غواصة، 14 زورق صواريخ سطح / سطح، 09 زورق طوربيد، ولم ينجُ منها 17 قطعة، ويضيف شلايم: هذه الأرقام المرعبة تؤكد أن »إسرائيل« مُنيت بهزيمة ساحقة، فلم يسبق لجيش أن فقد هذه الخسائر لا في المدة ولا المعارك بوجه عام.
* وقفة »مخلصة« أنقذت »إسرائيل« من السقوط
* ولم يكتف شلايم برصد الخسائر الصهيونية، وتعرض بإسهاب لحجم القوات العربية في سيناء والجولان بعد 72 ساعة من القتال، فيقول: في المقابل لم يخسر العرب أكثر من 07 في المئة من مجمل قواتهم، فقد شملت القوات الجوية العربية قبيل الحرب، 260 ميغ 21، 200 ميغ 17، 120 سوخوي 7، 50 سوخوي 20، 16 سوخوي 17، 28 تيوبولوف 16، 10 أليوشن 28، 140 هليكوبتر (مي 4 ومي 6 ومي 8)، هذا بخلاف طائرات التدريب من النوع اللام 29 والتي بلغ عددها 90 طائرة، إضافة للدعم العربي وبالأخص الجزائري والذي شمل: 54 ميراج 5، 25 هوكر هنتر، 25 ميج 21، 25 ميج 17، 25 سوخوي 7.
* ويضيف شلايم: لم تسقط »إسرائيل« من هذه القوة الجوية سوى أربع طائرات على الجبهة الجنوبية، و12 على الجبهة الشمالية.
* أما قوات الدفاع الجوي لدى الأعداء ـ يقول شلايم ـ فقد اشتملت على 4 فرقة دفاع جوي (22 قيادة لواء صواريخ، 135 كتيبة نيران، 17 فوج مدفعية مضادة للطائرات، 28 كتيبة مدفعية مضادة للطائرات، 5 كتائب صواريخ محمولة على الكتف طراز سام 7، و7 أفواج رادار، 20 كتيبة رادار، وحدات مراقبة بالنظر)، لم يدمر منها سوى ما يعادل 11 في المئة من قوامها. أما القوات البرية والتي تجاوز قوامها الربع مليون مقاتل على الجبهتين، فلم يقتل منها سوى 794 بين جنود وضباط، ولم تدمر سوى 400 دبابة من جملة 2500 دبابة.
* شلايم وبعد سرده لتلك الأرقام، وبعد توجيهه اللوم اللاذع للقيادات الصهيونية آنذاك، وللمسؤولين الذين أخفوا تلك المعلومات الخطيرة عن الشعب الإسرائيلي، خلص بالقول: جيش الدفاع الإسرائيلي انهار تماما في ثلاثة أيام وكان سقوط إسرائيل وشيكا، لكن الحلفاء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة أنقذوا إسرائيل من الكارثة التي وإن وقعت لما بقينا أحياء اليوم نبحث وننقب عن أخطائنا.
* هزيمة طائرات غلاكسي الأمريكية
* من خلال تلك المعلومات بدأ يتضح لي حقيقة الدور الأمريكي في تلك الحرب، لكن أعود لأتساءل: ألم تتوقع القيادات العربية حدوث هذا الأمر، خاصة وأن واشنطن لا يمكن أن تقبل بفكرة زوال الكيان الصهيوني من الوجود؟، المحلل الروسي »فاديم كيربيتشينكو« يجيب قائلا: كان السادات والأسد على قناعة بأن أمريكا ستسعى لإحداث مفاجآت في المعركة، فوضعا خططا للتعامل مع أي تدخل أمريكي يخل بتوازن القوى أثناء الحرب، وكان العرب مدركين أيضا أنهم يقاتلون أمريكا بشكل مباشر، لكن وبعد ثلاثة أيام من الحرب تكبّدت أمريكا خسائر كبيرة، فعمدت إلى استخدام أسلحة فتاكة جديدة تفوق أي تصور أو توقع من جانب العرب.
* كيربيتشينكو يقول أيضا: الطائرات الأمريكية من طراز سي 5 غلاكسي كانت تنزل الدبابات الأمريكية لساحة المعركة مباشرة في سيناء عبر مطار العريش، وكان ذلك بعد 07 ساعات فقط من اندلاع الحرب، لكن المقاتلات المصرية دمرت المطار وممرات الإقلاع والهبوط، الأمر الذي أجبر واشنطن على إنزال قواتها في مطارات »إسرائيل«، وكانت تلك الضربة موجعة لأمريكا التي كانت تريد عدم إضاعة الوقت واختصار المسافات لصد القوات المصرية المهاجمة، ومن أجل توفير الغطاء الزمني لوصول تلك الدبابات لساحة المعركة، كثف الطيران الأمريكي هجماته على الجبهتين المصرية والسورية معا، لكنها في المقابل ونظرا لاندفاعها الجنوني خسرت عددا كبيرا من طائراتها، وكانت المعارك تسير حيث لا تشتهي.
* قنابل الليزر وصواريخ شرايك تدل المعارك لأول مرة
* ويضيف كيربيتشينكو: تكبّدت أمريكا خسائر كبيرة في معداتها واقتصادها أيضا، فقد كانت تعوض »إسرائيل« فورا عن كل طائرة سكاي هوك أو فانتوم تسقط على أي من الجبهتين، وكانت مجبرة على استخدام أعداد مهولة من صورايخ »شرايك« المتطورة وذات القدرة التدميرية العالية والباهظة التكاليف في ذات الوقت، لكن المحير ـ يقول كيربيتشينكو ـ أن هذا الضغط العسكري الشديد لم يؤثر على تقدم العرب وإحرازهم انتصارات مغايرة لكل القوانين العسكرية، وهذا ما دفع واشنطن إلى إخراج كل ما في جعبتها، ولأول مرة دخل الجيل الأول من القنابل الموجهة بالليزر ساحة المعركة، ولأول مرة خرجت للعالم أسرار باكورة الصناعات الحربية الأمريكية، وظهرت أسماء أسلحة على غرار »المافريك« والـ»تاو«، وكان ذلك في اليوم الرابع للقتال، حينما تقدمت القوات المصرية للاستيلاء على المحاور الرئيسية في سيناء، وكان لتلك القنابل الحديثة دور كبير في تدمير اللواء المدرع الذي انطلق في عملية تطوير الهجوم، ولكن هذا لا يعفي المصريين من الخطإ، حيث أن هذه القوات خرجت من نطاق الدفاعات الجوية المصرية، الأمر الذي سهل المهمة على القاذفات الأمريكية، ولو أن خطة الهجوم تلك نفذت تحت مظلة دفاعية جيدة لقال التاريخ كلمة أخرى، فالاستيلاء عليها يفتح الطريق تماما إلى العمق الإسرائيلي، لكن في المقابل كان التحرك المصري مستندا إلى تيقن القيادات في القاهرة من إبادة معظم القوات الجوية والبرية الإسرائيلية، ولم يدر في حسابهم أن عشرات المقاتلات الأمريكية تنتظر هذه الهفوة، ويضيف كيربيتشينكو: المصريون دمروا معظم الطائرات وقواعد الصواريخ الهجومية الإسرائيلية، وتصدت الدفاعات المصرية والعربية على طول خط القناة لمحاولات الاختراق الجوية الإسرائيلية، فاضطرت »إسرائيل« لإصدار قرارها الشهير الذي منع ما تبقى من مقاتلاتها من الاقتراب من ساحة القتال بعمق 20 كيلومترا، حتى المقاتلات الأمريكية حيّدت هي الأخرى في هذه المنطقة، فتحركت القوات المصرية بنجاح تحت هذا الدرع القوي وبمجرد الانسلات منه انقضت أمريكا على العرب، ورغم إحرازها بعض التفوق حتى اليوم الرابع عشر من الحرب إلا أن اقتصادها كان على وشك الانهيار، فقد كانت الولايات المتحدة ترسل الدبابات إلى »إسرائيل« من المخزون الاستراتيجي المباشر، بل إنها رفعت نسبة التصنيع في العام التالي للحرب في مصانع الدبابات لتعويض خسائرها في حرب أكتوبر، وكذلك رفعت إنتاجها من الصواريخ المضادة للدبابات في نفس السنة من 12852 صاروخ إلى 35487 صاروخ، وانطلى الأمر على المقاتلات وكافة القطع الحربية، وواجهت أمريكا أزمة اقتصادية عاصفة، كان من الممكن لو استمرت الحرب أن تهدد بانهيار القوة العظمى.
* النصر للعرب... فلماذا أوقف السادات الحرب؟
* اعترافات كيربيتشينكو جعلتني أتساءل بمرارة: لماذا وافق العرب إذن على وقف إطلاق النار، رغم أن النتائج على أرض المعركة تسير لصالحهم؟، الرئيس المصري السابق السادات يبرر ذلك في كتابه »البحث عن الذات« قائلا: أتضح لي في اليوم الأول من الحرب أن القمر الصناعي الأمريكي كان يوصل المعلومات لإسرائيل ساعة بساعة، وأخطرهم بنقل الفرقة المدرعة 21 من الضفة الغربية للقناة إلى الضفة الشرقية لمحاولة تخفيف الضغط على سوريا كما طلب وألح الرئيس الأسد... وأقر هنا للتاريخ أن روسيا التي تدعي وقوفها مع الحق العربي لم تبلغنا بشيء بواسطة أقمارها الصناعية التي تتابع المعركة، ثم حدث تطور خطير بدأت أشعر به، وأنا أتابع الحرب من غرفة العمليات... لقد استخدم الجسر الجوى الأمريكي لنجدة إسرائيل مطار العريش لنزول الطائرات الأمريكية الجبارة التي تحمل الدبابات وكل الأسلحة الحديثة... والعريش تقع خلف الجبهة، وبدأت ألاحظ تطورا خطيرا في معارك الدبابات التي اعترف الإسرائيليون أنفسهم بشراستها وكفاءة المصريين في إدارتها، كنت كلما أصبت لإسرائيل 10 دبابات أرى مزيدا من الدبابات، لقد دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل بعد النداء المشهور ـ أنقذوا إسرائيل ـ في اليوم الرابع، وهي تستخدم بكل صراحة مطار العريش المصري الذي يقع خلف الجبهة بكل وضوح لكي تحول الهزيمة الإسرائيلية إلى انتصار...
* وتذكرت في تلك اللحظات ما فعلته أمريكا على جبهة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية ثم على الجبهة اليابانية، أما التطور الثالث والخطير، فهو أن أطلق صاروخان على بطاريتين مصريتين للصواريخ فعطلا البطاريتين تعطيلا كاملا، وعرفت بعد ذلك أنه صاروخ أمريكي جديد يسمى القنبلة التلفزيونية وأنه كان لايزال تحت الاختبار في أمريكا، فأرسلته لنجدة إسرائيل، لقد دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل حتى بالأسلحة تحت الاختبار، وقنبلة المافريك وأسلحة أخرى، وأنا أعرف إمكاناتي وأعرف حدودي، لن أحارب أمريكا، ولذلك بعد عودتي من غرفة القيادة... كتبت للرئيس الأسد شريكي في القرار برقية أخطره فيها أني قررت الموافقة على وقف إطلاق النار...
* وسجلت في هذه البرقية موقفي، وهو أني لا أخاف من مواجهة إسرائيل، ولكني أرفض مواجهة أمريكا... وإني لن أسمح أن تدمر القوات المصرية مرة أخرى... وإنني مستعد أن أحاسب أمام شعبي في مصر وأمام الأمة العربية عن هذا القرار، وفي هذه الليلة اتخذت القرار بوقف إطلاق النار فقد كان لي عشرة أيام أحارب فيها أمريكا وحدي بأسلحتها الحديثة التي لم يستخدم أغلبها من قبل، وكان الموقف على غير ما يتصوره العالم كله... فقد كان اعتقاد الجميع في العالم أن الاتحاد السوفيتي يقف إلى جانبنا، وأنه قد أرسل الجسر الجوي لنجدتنا ولكن الموقف كان غير ذلك في الواقع... فأمريكا وإسرائيل في مواجهتي، والاتحاد السوفيتي في يده الخنجر ويقع وراء ظهري ليطعنني في أية لحظة عندما أفقد 85٪ أو 90٪ من سلاحي كما حدث في سنة 1967.
* بهذه الكلمات يقدم السادات إجاباته على السؤال الذي طرحته، لكن هل ما قاله صحيحا؟.
* القوات الجزائرية تحاصر قوات شارون
* أعداء السادات ردوا عليه بالقول: حقا استخدمت أمريكا صواريخ مافريك التلفزيونية ولكنها لم تنجح في تدمير حائط الصواريخ المصرية، ولكن السادات أراد تقديم حجة للجيش والشعب اللذين كانا لا يقبلان عن أي خيار سوى إبادة إسرائيل، لكن آراء أخرى تقول إن الولايات المتحدة نجحت بالفعل في إحداث نافذة إلكترونية في حائط الصواريخ المصري، ومن خلال أجهزة تشويش حديثة سيطرت على عمل هذه الدفاعات، ففتحت الباب أمام شارون لعبور قناة السويس، وفي هذا السياق يقول »ديفيد واتكين«: أصبحت مواقع تلك الصواريخ مهددة في ظل عدم وجود قوات مصرية على الضفة الغربية للقناة لحمايتها، فقد سمحت هذه النافذة للطيران الأمريكي والاسرائيلي باختراق حائط الصواريخ المصري ومن ثم مهاجمة العمق المصري والقواعد الجوية، فتم تحييد الطيران المصري أو إشغاله في أشد ساعات احتياج المصريين إليه، وساعدت هذه النافذة أيضا في تسهيل هجوم شارون على ميناء الادبية والزيتية حيث مواقع القوات الجزائرية، ولولا صمود هذه القوات في وجه الهجوم البري الإسرائيلي لانقلبت أحداث المعركة لصالح الأمريكيين والإسرائيليين، فقد كانت الخطة الأمريكية الإسرائيلية المشتركة تقضي بالاستيلاء على هذين الميناءين لاستخدامهما في نقل العتاد الأمريكي الثقيل »دبابات ومدفعيه« لساحة المعركة التي أراد الأمريكيون من خلالها إيصال رسالة للعرب مفادها، أن »الطريق إلى القاهرة هو الآخر مفتوحا، فلا داعي من التفكير في الزحف نحو تل أبيب«.
* ويضيف واتكين: لقد استوعب السادات الرسالة جيدا، لكن كان عليه أن ينظر بدقة لصمود قواته وقوات حلفائه في وجه قوات شارون، فهذا الأخير تمكن لبعض الوقت من قطع خطوط الاتصال بين الجيش الثالث والقيادة العامة، لكنه في الوقت ذاته كان وحيدا معزولا بدون وقود ولا ذخيرة، وكان المنطق العسكري يؤكد أن هذه القوة الإسرائيلية لا مصير لها سوى الإبادة أو الأسر، بعد أن تصدت القوات الجزائرية لطائرات الدعم الأمريكية وأسقطت واحدة منها في خليج السويس، فقطعت عنه الإمدادات الإسرائيلية والأمريكية معا، وحاصرت القوات الجزائرية مدعومة بكتيبة من قوات الصاعقة المصرية وصائدي الدبابات القوات الإسرائيلية بين الأدبية ومنطقة الكيلو 101، فبكى شارون وجنوده بكاءً مريرا.
* يتبع...
*
------------------------
* تقرأون في الحلقة القادمة
* القوات الجزائرية تخوض أشرس المعارك
* الصهاينة يعترفون بهزيمتهم على يد الجزائريين
*
الثغرة أغلقها الجزائريون في وجه أمريكا و»إسرائيل«

http://www.echoroukonline.com/ara/en...ges/27249.html
 
معركة أباد فيها الجزائريون نخبة الجيش الصهيوني


"إسرائيل" تعترف بهزيمتها أمام الجيش الجزائري

من بين ثنايا السطور ترفرف الراية الجزائرية فوق أعناق ثلة من المجاهدين الأشداء، الذين نفذت رصاصاتهم وقذائفهم وصواريخهم في صدور الصهاينة والأمريكان معا، فصنعوا تاريخا كانوا أول ضحاياه، وحفروا بطولات أدرك العدو أن الكشف عنها بمثابة نهاية حتمية لكيانه، فقدر للمعارك التي خاضتها القوات الجزائرية على جبهة قناة السويس أن تكون من أخطر أسرار تلك الحرب.

موشي ديان وشارون سقطا في فخ القوات الجزائرية

ولم ينجح العدو فقط في إخفاء كل ما يتعلق بالدور الجزائري على هذه الجبهة، بل ونجح أيضا في تحويل مخاوفه من كشف حقيقة هذا الدور إلى خنجر مشهر منذ ذلك الوقت وحتى الآن في وجه الجزائريين والعرب.

العرب مهزومون حتى عام 2023

حتى الآن يتذكر الجزائريون حرب أكتوبر بمرارة وحسرة وأحيانا بالدموع، وكل يبكي على ليلاه... الذين شاركوا فيها يعتصرون ألما لإجحاف حقهم وبالأخص المعنوي، والمؤرخون يلقون أقلامهم كلما اصطدموا بحواجز السرية والتعتيم، أما العامة فلا يفتحون أعينهم ولا يغمضونها إلا على صورة الخيانة التي رسخها العدو والصديق في أذهانهم، ويبقى الساسة والمسؤولون الذين باتوا مقتنعين بأن أعباء الحاضر ومشاكل العصر أهم من الالتفات لماض »لا يسمن ولا يغني من جوع«، لكن فتنة هذا الماضي القريب تنخر عظامنا اليوم أكثر من فتنة الـ14 قرنا، ولنسأل أنفسنا ونجيب بصدق: ماذا سيكون موقفنا لو شنّ الكيان الصهيوني حربا شاملة جديدة ضد قطر من أقطارنا؟.

عفوا تريّثوا قليلا، فها هي »غولدا مائير« تجيب عليكم في الصفحة 194من كتابها »حياتي«: »...أستطيع أن أؤكد لكم أن العرب لن يخوضوا حربا جماعية ضدنا لمدة نصف قرن على الأقل...«، مائير طرحت هذا الكتاب بعد حرب أكتوبر مباشرة، وقد وصلت لتلك النتيجة بعد تخصيصها لفصل كامل اختارت له عنوان »التحالف العربي وكارثة إسرائيل يوم الغفران« والذي تحدثت فيه عما أسمته »دروس ومكاسب الحرب«، فعجوز بني صهيون بررت لشعبها سبب الهزيمة في التفاف الجيوش العربية تحت راية واحدة، لكنها أكدت أيضا أنها حققت الأمن لـ»إسرائيل« حتى عام 2023، وأشارت إلى أنها قدمت للشعب الإسرائيلي أكبر »هدية«، وهي عدم إقدام العرب على محاربة إسرائيل مجتمعين، وفي فصل آخر من هذا الكتاب أشارت مائير ضمنيا أنها نجحت في إبعاد شبح وحدة الجيوش العربية مرة أخرى، لكن المرأة »الحديدية«، كما يطلقون عليها، كانت أذكى من الإفصاح عن الخطة التي وضعتها لتحول دون وحدة الجيوش العربية حتى عام 2023.

الهزيمة والغضب يكشفان المستور

لكن »دافيد اليعازر«، رئيس الأركان الصهيوني، الذي شاهد أول هزيمة لكيانه، والذي كان كبش فداء للمؤسسة العسكرية والذي اتهم بالقصور والتردد، غضب وانهار ففاحت رائحة المؤامرة من فمه، وهنا قررت مائير إقالته ومحاصرته... كلمات اليعازر التي قالها للمرة الأولى والأخيرة نشرتها صحيفة »معاريف« العبرية بتاريخ 29 أكتوبر 1973 ، وجاء فيها حرفيا: لست مسؤولا عن هزيمة صنعها قادة إسرائيل الأغبياء... استهانوا بالقوات العربية المحتشدة على الجبهتين الشمالية والجنوبية... ما حدث لقواتنا في ميناء الأديبة كان نتيجة للاستهانة والاستهتار بعدد وعتاد الوحدات الجزائرية...
لقد توقع شارون المغرور أن الجزائريين بأسلحتهم البدائية سيفرون بمجرد رؤية دباباته... لكنهم نصبوا له الفخ، فخسرنا في يوم واحد 900 قتيل من أفضل رجالنا وفقدنا 172 دبابة... ألم أصرخ في وجه ديان الذي قال إن هذه النقطة ـ يقصد موقع القوات الجزائرية ـ هي الأضعف على القناة؟، ألم أخبره أمام القادة بأن نظريته المرتكزة على جهل الجزائريين بطبيعة المكان وأسلوب القتال معنا نظرية هشة، وأن هؤلاء لديهم خبرة أكبر من المصريين أنفسهم في حرب العصابات التي انهارت بفعلها فرنسا؟، لقد أخطأ ديان هو وتلميذه المعتوه شارون حينما خططوا بتفاؤل لإبادة هذه القوات أثناء انكشاف خطوط الدعم المصرية عنها وانشغال المصريين بالقتال على رؤوس الجسور؟، أما مائير فقد كللت أخطاءها من قبل بمخالفة تعاليم التوراة وترك وصايا بن غوريون، حينما سمحت للعرب طوال ست سنوات كاملة للاحتشاد تحت قيادة موحدة، إنها ـ يقصد مائير ـ تتحدث اليوم عن خطة تشتيت العرب وتفريق كلمتهم لمدة 50 سنة مقبلة، قائدة »إسرائيل« ملت من تحميل الآخرين نتيجة أخطائها، لتضع خططا لا تعدو أن تكون أحلاما موهمة الشعب الإسرائيلي أنها انتصرت، أو على الأقل لن تتكرر الهزيمة.

الجزائريون يسقطون جنرالات »إسرائيل« في الفخ

التصريحات التي خرجت من قمة الهرم العسكري الصهيوني دفعتني دفعا للبحث عن كل ما قيل داخل كيان العدو في تلك الفترة، فقد كانت صدمة الهزيمة قوية على العدو، حتى أنها أفقدته قدرته المعروفة على تزييف الواقع أو طبخ التبريرات، فقادني البحث إلى محاضر استماع لجنة التحقيق التي أطلق عليها اسم »أجرانات«، والتي شكلت في تل أبيب للوقوف على أسباب الهزيمة، تلك المحاكمة ظلت معظم وقائعها سرية حتى عام 2005، حينما خرجت لأول مرة مذكرات أحد القضاة الذين أشرفوا عليها، وبالتوقف عند الجلسات التي تعلقت بشهادة وزير الحرب الصهيوني الجنرال »موشي ديان«، تتكشف أجزاء من الحقيقة.

فحينما سئل ديان عن قراره وخطة الهجوم على الأديبة أجاب قائلا: مثلما حدث في بقية مجريات الحرب... المصريون خدعونا وجعلونا نعتقد أن ميناء الأديبة غير محصن... كلفوا القوات الجزائرية بمهمة حمايته... فبنينا خططنا على أساس معلومات تؤكد لنا أن تلك النقطة الاستراتيجية في متناولنا، فحاولنا الاستيلاء عليه في الأيام الأولى للحرب، من أجل فتح منفذ على الجبهة تمر منه مدرعاتنا والمدرعات الأمريكية لتطبيق خطة التطويق، فوجهنا قصف صاروخي ومدفعي شديد ومركز على المنطقة كلها، لكن معظم صواريخنا أسقطتها الصواريخ المصرية المنتشرة على مسافة 15 كيلومترا من الميناء، في حين لم نلقَ مقاومة ولم تطلق قذيفة واحدة من المكان المستهدف، فتأكدنا أن الوضع آمن، وأننا دمرنا أسلحة الرد الثقيلة لدى القوات الجزائرية، أو أن هذه الأسلحة سحبها المصريون لاستخدامها في الهجوم، كانت كل المعطيات والتحليلات تدل على أن الجزائريين لا يملكون أسلحة قادرة على عرقلة العملية، وكنا قد جمعنا معلومات أخرى تشير لوجود حالة تذمر وانشقاق داخل تلك القوات بسبب عدم سماح المصريين لهم المشاركة في الهجوم على سيناء، وهنا أعطينا الضوء الأخضر لحلفائنا الأمريكيين، وفي الوقت ذاته أمرت اللواء 190 مدرع بالهجوم بكامل قوته على القوات المصرية في منطقة القنطرة شرق لشغل المصريين وإبعاد أنظارهم عن السويس وبالتحديد الأديبة، ثم أمرت اللواء مدرع 178 بقيادة الجنرال شارون بمهاجمة الميناء والاستيلاء عليه بسرعة، وقبيل وصول اللواء 178 للميناء فوجئنا بخبر إسقاط طائرة أمريكية عملاقة من طراز سي 5 غلاكسي بواسطة صاروخ أطلق من مواقع القوات الجزائرية، ووصلتني إشارة عاجلة تفيد بانقلاب الموقف رأسا على عقب، حيث تصدت مضادات جزائرية متطورة للطائرات الأمريكية وأمطرتها بعشرات الصواريخ فأسقطت واحدة وأصابت اثنتين أخريين نجحتا فيما بعد في الهبوط في أحد مطارات النقب، ولم تمر خمس دقائق أخرى حتى وصلتني رسالة ثانية تفيد بإطلاق بطاريات الصواريخ والمدفعية الثقيلة للقوات الجزائرية النيران بكثافة على المواقع التي انطلق منها القصف الإسرائيلي على الأديبة، هنا شعرت أننا وقعنا في فخ خطير، وأن العدو نجح في استدراجنا بخبث لم نعهده في حروبنا السابقة معه، وأن كارثة على وشك الحدوث، فحاولت الاتصال بالجنرال شارون ليوقف الهجوم ولكنه كان مجنونا.

صاروخ جزائري يهز أمريكا

وقبل سماع بقية شهادات ديان، أذهب للأدميرال »توماس مورير«، عضو هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أثناء حرب أكتوبر، والذي يقول في مذكراته: إصابة السي 5 غلاكسي أصاب هيئة الأركان الأمريكية بالفزع، فقد كانت المرة الأولى التي يفقد فيها الأسطول الجوي الأمريكي واحدة من طائراته العملاقة الست، ولولا العناية الإلهية لفقدنا اثنتين أخريين، وبلغ الإحباط مداه حينما أعلن الرئيس نيكسون حالة الطوارئ داخل مقر قيادة الهيئة، طالبا تقديم تفسير مناسب لتلك الخسارة الفادحة، فلم نكن نملك أية تفصيلات أخرى باستثناء عبارات عاطفية وصلتنا من تل أبيب تتحدث عن خدعة وسوء تقدير، وبعد 18 ساعة كاملة جمعنا المعلومات التي صيغ منها التقرير الذي استلمه الرئيس في صباح اليوم التالي التاسع من أكتوبر 1973، والذي ذكرنا فيه أن السوفييت زودوا العرب بصواريخ حديثة كانت سببا مباشرا في فشل عملية الإنزال في منطقة السويس، وأجلت خطة الالتفاف على القوات المصرية لأكثر من أسبوع، لكننا اكتشفنا بعد تحليل حطام الطائرة أنها أصيبت بصاروخ سام عادي استوردته الجزائر من موسكو عام 1972.

»شارون« يبكي ويهرب كالفأر من الجزائريين

أعود مرة أخرى لفقرات من شهادات ديان، والتي يقول فيها للمحققين:

»اتهامي بالمغامرة بحياة جنودنا بناء على توقعات خاطئة ليس صحيحا، فبمجرد أن أشعل العدو النار في الأديبة حاولت إيقاف الهجوم البري، وأمرت الجنرال شارون بالانسحاب الفوري، لكنه كسر الأمر العسكري، واندفع باتجاه القوات الجزائرية، فوقعت الكارثة«، تلك الكارثة تحدث عنها موشي ديان بالأرقام »900 قتيل و172 مركبة«. لكن المؤرخ والكاتب الصهيوني »شفتاي تيبت« يتحدث عام 2000 عن سبب حجب كتابه المتعلق بخبايا حرب يوم الغفران، فيقول: لأكثر من ربع قرن وكتابي ممنوع من النشر لأني أكشف فيه عن حقيقة جبن شارون الذي قدمته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية للشعب الإسرائيلي على أنه بطل حرب كيبور، فقد كنت ضابطا في اللواء 178 مدرع الذي تعرض لمجزرة لم يشهد مثلها جيش الدفاع من قبل، مات أغلب رفاقي، وبقيت رفقة قائد اللواء أرئيل شارون وثلاثة جنود... نعم لم ينجُ من لواء مدرع بأكمله مدعوم بكتيبة مظلات سوى خمسة أشخاص، بقيت حيّا لأشهد على »شجاعة« و»بسالة« شارون »العظيم«... الذي يتحمل وحده ما وقع لإسرائيل في هذا اليوم الأسود... شارون كان يسير باتجاه الأديبة منتشيا ولم يستطع إخفاء أحلامه الشاذة في المجد والخلود، فقال لي: »سنبيد هذه الحشرات في لحظات«، وأمرني والجنود بتدمير كل شئ حي على الأرض وقتل أي أسير والتنكيل بالجثث، لقد قال بالحرف الواحد: »أريد أن ترتج السماء والأرض بانتصاركم الوشيك...«، لقد كان يتصرف وكأنه ذاهب لإبادة قرية لا يوجد بها سوى نساء وأطفال عزل...

لم يتصرف مطلقا كقائد مسؤول عن أرواح رجاله... كان يقول بغباء لم أشهد مثيله في حياتي: »المهمة سهلة جدا... بضعة مئات من الجزائريين الضعفاء غير مدربين ولا مسلحين وغير مدعومين بالمرة.. نريد أن نفرمهم بجنازير دباباتنا لنلقن المصريين درسا مؤلما... ولنؤدّب كل من تسوّل له نفسه التصدي لنا«، كان فاشيا وقاسيا ولا يقبل الرأي الآخر، حتى أنني لم أستطع مناقشة خطة الهجوم معه بوضوح، وعندما جاءتنا الأوامر من القيادة العليا تطالبنا بالانسحاب الفوري، جنّ جنونه ورفض الأمر، في تلك الأثناء كنّا على بعد 10 كيلومترات من الهدف، فصرخ في الجميع عبر مكبر الصوت يخطب وكأنه داوود، قائلا: »على بعد أمتار ينتظركم المجد... قلوب أمهاتكم وقلوب العالم كلها معكم... بعد ساعة واحدة من الآن ستنظر لكم إسرائيل من تحت... أبيدوا هذه الفئران الجبانة التي ترتعد من بأسكم... لا ترحموهم... علموا العالم كيف يتعامل مع هذه الحثالة... لا تتركوا بيتا واحدا في الجزائر إلا متوشحا السواد... ومن بعد التفتوا إلى المصريين الجبناء... من الآن استعدوا لبناء أمجاد إسرائيل«.

ويواصل تيبت كشف أسرار هذه المعركة قائلا: اندفعنا بقوة صوب الأديبة تسبقنا قذائف دباباتنا... وما أن توغلنا في عمق المنطقة حتى وجدنا أنفسنا محاصرين من كل الجهات... كانت دباباتنا تنفجر بمعدل ثلاث إلى أربع دبابات في الثانية، فظننت أننا سقطنا في حقل ألغام... لكن أصوات الأعداء كانت تأتي من كل الاتجاهات، يقولون قولتهم الشهيرة »الله أكبر« وهم يمطروننا بالصواريخ المحمولة كتفا »آر.بي.جي«، المفاجأة شلت أيدينا وعقولنا... لم نتمكن من إطلاق قذيفة واحدة عليهم... لقد كانوا قريبين جدا... ولم تمر دقائق حتى دمر اللواء المدرع بأكمله، في حين لم تصمد قوات المظليين لأكثر من 30 دقيقة... وأبيدت عن آخرها... وتخيلوا... ماذا كان موقف شارون الشجاع وسط هذا الجحيم؟، ـ يتساءل تيبت ويجيب ـ: كان يصرخ ويبكي كالطفل الذي تركته أمّه تائها في الصحراء، كان يقول لسائق الدبابة تراجع... تراجع، لكن الصواريخ كانت أقرب من أوامره، فقفزنا من دبابتنا المحترقة تسترنا النيران المشتعلة في كل مكان، حتى قفزنا في مستنقع عشبي، أخذنا نسبح والنيران تلاحقنا... وشاءت الأقدار أن ننجو من المذبحة التي أوقعنا فيها بطل إسرائيل العظيم شارون، الذي أضاع على إسرائيل فرصة الالتفاف الأولى والهامة على الجيش المصري...




يتبع...



 
موضوع ممتاز اختي
والحمد لله اننا اتعلمنا من الدرس
 
"الشروق" تكشف أسرار تنشر لأول مرة

أنت وأنا .. جزائري كنت أم سوداني .. عراقي أم يمني .. حتى المصري والسوري .. كلنا أبناء جيل بأكمله رحنا ضحية خدعة كبرى نسجتها أجهزة استخبارية عالمية بمعية أنظمة عربية عميلة .. كذبوا علينا وضللونا .. وللأسف نجحت مؤامرتهم، فكل الأمم تتحول بعد نصرها إلى إمبراطوريات .. لكنهم حتى حرمونا من الفرح بنصرنا ولم يمنحونا فرصة للتعلم من أخطائنا .. ولأول مرة في التاريخ يجلب نصر عسكري على صاحبه سلسلة من الهزائم والانكسارات .. زادت فرقتنا وتشرذمنا .. وها هو حالنا بعد 35 عاما من حرب أكتوبر 1973


إنها الحرب التي جمعنا الجهاد فيها تحت راية واحدة فكسرنا أكبر قوة على وجه الأرض ودحرنا المعتدين وكنا على وشك تحرير القدس والقضاء للأبد على الكيان الصهيوني .. لكن ــ وكالعادة ــ تقهقرنا بفعل التآمر والخيانة وغيرها من المصطلحات والعبارات التي تبارينا في إلصاقها ببعضنا البعض، فتباغضنا وتناطحنا وتقاتلنا وسفكنا دماءنا بأيدينا نيابة عن عدونا .. كل ذلك حدث لأننا لم نعرف الحقيقة وتركنا العنان لعدونا وللمتآمرين علينا من أبناء جلدتنا كي يخدعونا .. صدقنا الكذب ولم نكلف نفسنا عناء البحث عن الحقيقة .. فترى ماذا حدث في تلك الحرب .. ولماذا أنفق أعداؤنا الكثير وسخروا كل شيء من أجل طمس حقيقتها؟

ومن هنا على ضفاف قناة السويس وسيناء والقنيطرة، حيث المواقع الحقيقة لتلك الحرب، تزيل الرياح شوائب الزمن وانحراف الذكريات، فالرمال تحفظ الأسرار أكثر من قلوب الرجال، من هنا نكشف في هذه السلسلة جزءا من الحقيقة الغائبة.

أجهزة المخابرات وأولى بوادر الخيانة

تاريخيا هي الحرب العربية ــ الإسرائيلية الرابعة، صهيونيا هي حرب يوم الغفران، سوريا هي حرب تشرين، ومصريا فهي حرب أكتوبر، أما عربيا فهي حرب العاشر من رمضان .. تسميات عديدة لمعركة واحدة، سجلها التاريخ كأول انتصار عربي ملموس على الكيان الصهيوني، لكنها كانت إحدى حلقات الصراع العربي الصهيوني، الذي بدأ عام 1948، ثم تطور عام 1956، ثم استفحل عام 1967، حينما احتل الكيان الصهيوني الجولان السورية والضفة الغربية لنهر الأردن ومدينة القدس وشبه جزيرة سيناء المصرية، ووصلت القوات الصهيونية إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، وكانت حرب 1973 نتيجة منطقية لحرب 67، وفي الوقت الذي كانت فيه مصر وسوريا وخلفهما العالم العربي يستعدون في صمت وسرية لمعركة أكتوبر، كانت "إسرائيل" قد أمضت السنوات الست التي تلت حرب جوان 67 في تحصين مراكزها في الجولان وسيناء، وأنفقت مبالغ ضخمة لدعم سلسلة من التحصينات على مواقعها من أجل الاحتفاظ بالأرض التي استولت عليها، فأصبحت الحرب على العرب دربا من دروب المستحيل، وركن العدو إلى غروره، غرور وطمأنينة ساهم العرب أنفسهم في تغذية القادة العسكريين والسياسيين الصهاينة، فيما عرف بخطة الخداع الاستراتيجي، التي قادتها أجهزة المخابرات العربية بحنكة وكفاءة بالغتين، فانخدع العدو واتكأ مزهوا على خط بارليف يتشفى في المنهزمين على الجانب الآخر من القناة.

ومن الأشياء الهامة التي لم يركز عليها المؤرخون، أن خطة حرب أكتوبر اعتمدت بشكل أساسي على مجهود المخابرات العامة المصرية والمخابرات السورية وعدد من أجهزة المخابرات العربية، بما فيها الجزائرية، فتكاتفت الجهود من أجل التخطيط للحرب وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الصهيونية والأمريكية والغربية عموما، ومفاجأة تل أبيب بهجوم عبر الجبهتين المصرية والسورية.

وبالعودة لمذكرات المشير الجمسي قائد الجيش المصري في تلك الفترة، نجد أن الرجل كشف عن الدور الفعال الذي لعبته المخابرات العربية، والتي حققت سلسلة من الانتصارات على الكيان الصهيوني وعدد من أجهزة الاستخبارات العالمية قبيل وخلال الحرب، حتى أنها نجحت في استغلال الخيانات العربية لصالحها، وذكر الجمسي واقعة قال فيها أن العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال علم بخطة الهجوم وحاول إحباطها لاعتبارها ضد المصالح الأردنية، وفي 25 سبتمبر 1973 قام بزيارة سرية لتل أبيب وأبلغ القادة الصهاينة عن الحرب المتوقعة، غير أن القيادة العسكرية الصهيونية شككت في تقرير الملك الحسين، واستهزأ منه موشيه ديان في حضرة رئيسة الوزراء الصهيونية غولدا مائير قائلا: "جيوش الأرض كلها لا تستطيع عبور قناة السويس أو تقترب من خط بارليف، دع العرب يجربون وسترى بنفسك يا جلالة الملك نهايتهم للأبد".

ويذكر الجمسي أن تلك الواقعة كانت إحدى أهم الأوراق التي استخدمتها المخابرات المصرية لتضليل العدو، فقد كشف عن حقيقة هذا اللقاء العميل المصري "رأفت الهجان"، ومن خلال خطة فائقة الذكاء نجحت الاستخبارات المصرية والسورية في إيصال رسائل مضللة للكيان الصهيوني عبر الملك الأردني، كان لها دور بارز في التعتيم على موعد الحرب.

أقمار أمريكا ومكر الله

وبالحديث عن نظرية السرية والتعتيم تلك، نجد إنها كانت مهمة للجيوش العربية، فقد كانت قوة وجهوزية الجيش الصهيوني تعادل 05 أضعاف الجيوش العربية مجتمعة، إضافة إلى وجود عدة موانع طبيعية وصناعية وعسكرية تجعل من وصول القوات العربية للاشتباك مع الجيش الصهيوني أمرا مستحيلا، فلم يكن هناك من سبيل أمام العرب سوى المباغتة من أجل إحداث الارتباك داخل صفوف العدو وإتمام بقية بنود الهجوم والاشتباك.

وبالفعل نجحت الخطة، وفي مذكرات المشير أحمد إسماعيل، أحد أهم قادة أكتوبر، يقول الرجل: "علمنا عبر عملائنا أن تل أبيب تلقت المعلومات الأولى عن الهجوم المقرر يوم الخامس من أكتوبر عبر الولايات المتحدة التي رصدت أقمارها التجسسية تحركات الجيش المصري من ثكناته تجاه القناة، لكننا لم نغفل حركة هذه الأقمار وعمدنا قبيل الحرب بشهور لتحريك القوات عدة مرات بنفس الطريقة، لإقناع العدو بأنها حركات روتينية وتدريبية، حتى إذا حانت ساعة الصفر يكون التحرك في مأمن من ضربة جوية صهيونية استباقية، وفي الوقت نفسه كان التحرك قبيل المعركة بساعات، وهي مدة غير كافية لاستدعاء وتعبئة الاحتياط الذي يمثل غالبية القوات الصهيونية، وكان معظم الجنود والضباط قد تركوا وحداتهم وعادوا لمنازلهم للاحتفال بعيد كيبود اليهودي، أو ما يعرف في العقيدة اليهودية بعيد الغفران، ورغم ذلك دعت غولدا مائير بعض وزرائها لجلسة طارئة في تل أبيب عشية العيد، ولكن غرور القادة الصهاينة دفعهم لتكذيب تلك المعلومات، وأقسم موشي ديان بأن أي هجوم عربي عبر القناة والجولان سيفتح بوابات الجحيم على العرب، وسيخضع الأقطار العربية كلها من المحيط إلى الخليج تحت السيطرة الإسرائيلية بعد ابادة الجيوش العربية في مياه قناة السويس، حسب توهمه، فمالت العجوز الصهيونية لقائد جيشها "القوي"، وقضت ليلتها تحلم برؤية الجيوش العربية وهي تحترق عن بكرة أبيها بالنابالم في القناة"، ويختم إسماعيل هذه الفقرة بالآية القرآنية "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".

يتبع
 
شكرا لكي على الموضوع وننتظر الباقي لنتبت لمصر اننا وقفنا الى جانبها بقلب واحد شعبا وجيشا
 
"الشروق" تكشف أسرار تنشر لأول مرة


أنت وأنا .. جزائري كنت أم سوداني .. عراقي أم يمني .. حتى المصري والسوري .. كلنا أبناء جيل بأكمله رحنا ضحية خدعة كبرى نسجتها أجهزة استخبارية عالمية بمعية أنظمة عربية عميلة .. كذبوا علينا وضللونا .. وللأسف نجحت مؤامرتهم، فكل الأمم تتحول بعد نصرها إلى إمبراطوريات .. لكنهم حتى حرمونا من الفرح بنصرنا ولم يمنحونا فرصة للتعلم من أخطائنا .. ولأول مرة في التاريخ يجلب نصر عسكري على صاحبه سلسلة من الهزائم والانكسارات .. زادت فرقتنا وتشرذمنا .. وها هو حالنا بعد 35 عاما من حرب أكتوبر 1973

إنها الحرب التي جمعنا الجهاد فيها تحت راية واحدة فكسرنا أكبر قوة على وجه الأرض ودحرنا المعتدين وكنا على وشك تحرير القدس والقضاء للأبد على الكيان الصهيوني .. لكن ــ وكالعادة ــ تقهقرنا بفعل التآمر والخيانة وغيرها من المصطلحات والعبارات التي تبارينا في إلصاقها ببعضنا البعض، فتباغضنا وتناطحنا وتقاتلنا وسفكنا دماءنا بأيدينا نيابة عن عدونا .. كل ذلك حدث لأننا لم نعرف الحقيقة وتركنا العنان لعدونا وللمتآمرين علينا من أبناء جلدتنا كي يخدعونا .. صدقنا الكذب ولم نكلف نفسنا عناء البحث عن الحقيقة .. فترى ماذا حدث في تلك الحرب .. ولماذا أنفق أعداؤنا الكثير وسخروا كل شيء من أجل طمس حقيقتها؟

ومن هنا على ضفاف قناة السويس وسيناء والقنيطرة، حيث المواقع الحقيقة لتلك الحرب، تزيل الرياح شوائب الزمن وانحراف الذكريات، فالرمال تحفظ الأسرار أكثر من قلوب الرجال، من هنا نكشف في هذه السلسلة جزءا من الحقيقة الغائبة.

أجهزة المخابرات وأولى بوادر الخيانة

تاريخيا هي الحرب العربية ــ الإسرائيلية الرابعة، صهيونيا هي حرب يوم الغفران، سوريا هي حرب تشرين، ومصريا فهي حرب أكتوبر، أما عربيا فهي حرب العاشر من رمضان .. تسميات عديدة لمعركة واحدة، سجلها التاريخ كأول انتصار عربي ملموس على الكيان الصهيوني، لكنها كانت إحدى حلقات الصراع العربي الصهيوني، الذي بدأ عام 1948، ثم تطور عام 1956، ثم استفحل عام 1967، حينما احتل الكيان الصهيوني الجولان السورية والضفة الغربية لنهر الأردن ومدينة القدس وشبه جزيرة سيناء المصرية، ووصلت القوات الصهيونية إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، وكانت حرب 1973 نتيجة منطقية لحرب 67، وفي الوقت الذي كانت فيه مصر وسوريا وخلفهما العالم العربي يستعدون في صمت وسرية لمعركة أكتوبر، كانت "إسرائيل" قد أمضت السنوات الست التي تلت حرب جوان 67 في تحصين مراكزها في الجولان وسيناء، وأنفقت مبالغ ضخمة لدعم سلسلة من التحصينات على مواقعها من أجل الاحتفاظ بالأرض التي استولت عليها، فأصبحت الحرب على العرب دربا من دروب المستحيل، وركن العدو إلى غروره، غرور وطمأنينة ساهم العرب أنفسهم في تغذية القادة العسكريين والسياسيين الصهاينة، فيما عرف بخطة الخداع الاستراتيجي، التي قادتها أجهزة المخابرات العربية بحنكة وكفاءة بالغتين، فانخدع العدو واتكأ مزهوا على خط بارليف يتشفى في المنهزمين على الجانب الآخر من القناة.

ومن الأشياء الهامة التي لم يركز عليها المؤرخون، أن خطة حرب أكتوبر اعتمدت بشكل أساسي على مجهود المخابرات العامة المصرية والمخابرات السورية وعدد من أجهزة المخابرات العربية، بما فيها الجزائرية، فتكاتفت الجهود من أجل التخطيط للحرب وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الصهيونية والأمريكية والغربية عموما، ومفاجأة تل أبيب بهجوم عبر الجبهتين المصرية والسورية.

وبالعودة لمذكرات المشير الجمسي قائد الجيش المصري في تلك الفترة، نجد أن الرجل كشف عن الدور الفعال الذي لعبته المخابرات العربية، والتي حققت سلسلة من الانتصارات على الكيان الصهيوني وعدد من أجهزة الاستخبارات العالمية قبيل وخلال الحرب، حتى أنها نجحت في استغلال الخيانات العربية لصالحها، وذكر الجمسي واقعة قال فيها أن العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال علم بخطة الهجوم وحاول إحباطها لاعتبارها ضد المصالح الأردنية، وفي 25 سبتمبر 1973 قام بزيارة سرية لتل أبيب وأبلغ القادة الصهاينة عن الحرب المتوقعة، غير أن القيادة العسكرية الصهيونية شككت في تقرير الملك الحسين، واستهزأ منه موشيه ديان في حضرة رئيسة الوزراء الصهيونية غولدا مائير قائلا: "جيوش الأرض كلها لا تستطيع عبور قناة السويس أو تقترب من خط بارليف، دع العرب يجربون وسترى بنفسك يا جلالة الملك نهايتهم للأبد".

ويذكر الجمسي أن تلك الواقعة كانت إحدى أهم الأوراق التي استخدمتها المخابرات المصرية لتضليل العدو، فقد كشف عن حقيقة هذا اللقاء العميل المصري "رأفت الهجان"، ومن خلال خطة فائقة الذكاء نجحت الاستخبارات المصرية والسورية في إيصال رسائل مضللة للكيان الصهيوني عبر الملك الأردني، كان لها دور بارز في التعتيم على موعد الحرب.

أقمار أمريكا ومكر الله

وبالحديث عن نظرية السرية والتعتيم تلك، نجد إنها كانت مهمة للجيوش العربية، فقد كانت قوة وجهوزية الجيش الصهيوني تعادل 05 أضعاف الجيوش العربية مجتمعة، إضافة إلى وجود عدة موانع طبيعية وصناعية وعسكرية تجعل من وصول القوات العربية للاشتباك مع الجيش الصهيوني أمرا مستحيلا، فلم يكن هناك من سبيل أمام العرب سوى المباغتة من أجل إحداث الارتباك داخل صفوف العدو وإتمام بقية بنود الهجوم والاشتباك.

وبالفعل نجحت الخطة، وفي مذكرات المشير أحمد إسماعيل، أحد أهم قادة أكتوبر، يقول الرجل: "علمنا عبر عملائنا أن تل أبيب تلقت المعلومات الأولى عن الهجوم المقرر يوم الخامس من أكتوبر عبر الولايات المتحدة التي رصدت أقمارها التجسسية تحركات الجيش المصري من ثكناته تجاه القناة، لكننا لم نغفل حركة هذه الأقمار وعمدنا قبيل الحرب بشهور لتحريك القوات عدة مرات بنفس الطريقة، لإقناع العدو بأنها حركات روتينية وتدريبية، حتى إذا حانت ساعة الصفر يكون التحرك في مأمن من ضربة جوية صهيونية استباقية، وفي الوقت نفسه كان التحرك قبيل المعركة بساعات، وهي مدة غير كافية لاستدعاء وتعبئة الاحتياط الذي يمثل غالبية القوات الصهيونية، وكان معظم الجنود والضباط قد تركوا وحداتهم وعادوا لمنازلهم للاحتفال بعيد كيبود اليهودي، أو ما يعرف في العقيدة اليهودية بعيد الغفران، ورغم ذلك دعت غولدا مائير بعض وزرائها لجلسة طارئة في تل أبيب عشية العيد، ولكن غرور القادة الصهاينة دفعهم لتكذيب تلك المعلومات، وأقسم موشي ديان بأن أي هجوم عربي عبر القناة والجولان سيفتح بوابات الجحيم على العرب، وسيخضع الأقطار العربية كلها من المحيط إلى الخليج تحت السيطرة الإسرائيلية بعد ابادة الجيوش العربية في مياه قناة السويس، حسب توهمه، فمالت العجوز الصهيونية لقائد جيشها "القوي"، وقضت ليلتها تحلم برؤية الجيوش العربية وهي تحترق عن بكرة أبيها بالنابالم في القناة"، ويختم إسماعيل هذه الفقرة بالآية القرآنية "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".

يتبع..
 
شكرا لكي الاخت حنان على هذا التحليل المميز وجعل الله والدكي من اهل الجنة والشهداء
اما بالنسبة للخيانة المصرية كانت متعددة ففي شهادة احد اقاربنا من الذين شاركوا في هذه الحرب انهم عندما يقابلون القوات الاسرائيلية تأتيهم اوامر بعدم اطلاق النار حتى يطلبوا هذا منهم وعندما تعمل اسرائيل عملها وتنهي الحرب وقتل من قتل من العرب ودمر مادمر من الالات تأتيهم اوامر باطلاق النار على من يطلقونها؟ظظظظظظظظظ واسرائيل قد ذهبت منتصرة هكذا خسر العرب وتقبلي مروري
 
مؤامرة استخبارية عالمية لإخفاء ما حدث في حرب 1973
الإمبراطوريات تخشى من عودة المسلمين

أنت مسلم إذن فأنت للأبد عدو... لا حليف ولا صديق منك يدنو، عقيدتك وتاريخك وبطولات أجدادك »وصمة عار« في جبينك، لا أمن ولا حياة لك طالما »لا اله إلا الله« في قلبك، ومادمت ممسكا بالقرآن ستذل وتقهر وتضطهد وتدك الأقدام الخشنة عنقك، وعبثا تحاول إرجاع أيام عزك ومجدك، فشئت أم أبيت لن تعود أبدا...

ولا مكان بيننا لك، فإما أن تركع ذليلا كسيرا وتخرج من ملتك، وإما حرقناك وقتلناك بعد امتصاص آخر قطرة من دمك، ولا تنسى أننا أرباب التكنولوجيا والنووي والقمح، أما أنت فلا تملك سوى فرجك ومعدتك، هذا هو نحن... وإذا أردت أن تكذب ربّك وتصدق من يقول لك أننا نحبك وننشد السلام والخير لك، فلا عليك سوى إغماض عينك وصك أذنيك وبكم فمك... فلن يخلق من يكشف مؤامراتنا ضدك.

كل القوى العالمية تبحث فقط عن مصالحها، وتنتهج سياسات تكفل لها البقاء، وأهم تلك السياسات تكسير عظام الأمة الإسلامية، فهذه الأمة في نظرهم جميعا الخطر الداهم الذي يتهدد الإمبراطوريات ويرعب العروش... لكنها في الوقت ذاته مزرعة خصبة تخرج كنوزا من باطنها، و»حظيرة« تدر أبقارها أرباحا خيالية، وكذلك سوقا رائجة تبتلع »أنعامها« فضالات ونفايات العالم، ومورد ثري لـ»العبيد« الذين تحتاج الحضارة الغربية لعضلاتهم وعقولهم، وإلا لكان قرار إبادتنا قد وقع منذ عقود، ويعتبر ملف حرب أكتوبر أكبر دليل على ذلك، فرغم الانتصار الساحق الذي حققه العرب في تلك المعركة، إلا أن الكثير من العرب أنفسهم يشككون في هذا النصر، ولم يكن هذا من فراغ... فلا العربي ضعيف ولا انهزامي، ولا الإسلام دين للمخنثين والجبناء، حقا هناك بين ظهرانينا الخونة والعملاء، لكن لا يعقل أن يغلب عدد الشواذ وأشباه الرجال على عدد المؤمنين العقلاء الأوفياء، ولأول مرة في تاريخ الأمة يطمس نصر وتدنس تضحيات وتزهق أرواح وبطولات على يد جيل وربما أجيال أخرى قادمة ابتلعت الطعم طواعية.

القتال من أجل العقيدة

عقود طويلة أنفق فيها أبناء الأمم الأخرى وقتا ومالا وجهدا من أجل طمس ماضينا، عسكريين ومثقفين وسياسيين سخروا حياتهم لتقطيع جذورنا، إنهم »محقون« و»أبطال أوفياء« في نظر شعوبهم، لأنهم يحفظون أممهم من عودة أبطال وسيوف دكت حصون إبليس وفرضت قانون الخير على الأرض، فباتت بطولات وانتصارات عمر وعلي والحسين وخالد وبيبرس وقطز مجرد أحلام وذكريات تجترها الذاكرة في الدهر مرة، حتى عندما نجنح لذاك الماضي تكبلنا مرارة اليأس والانهزامية وفي أحسن الأحوال التحسر، إنهم »محقون« لأنهم يقاتلون دفاعا عن عقيدتهم الشيطانية، وحماية لمنهاج الحياة الذي فرضوه على البشرية، فكيف يسمحون لنصر بيّن جاء بعد قرون من الهزائم والضعف أن تظهر ملامحه لأمة في أمس الحاجة لدفعة تيقظها وتعيد لها الثقة في نفسها، لو كانوا ارتكبوا تلك الحماقة، لكانوا حقا »أغبياء«، لكنهم لم يخيبوا ظنّ شعوبهم فيهم.

الحقيقة محاصرة في خزائن المخابرات

لم استفيض في هذه المقدمة إلا بعد أن اعتصرني الألم وصعقتني الصدمة، فما أن أمسكت بالوثائق والأدلة حتى أيقنت عظم وبشاعة المخططات التي تحاك ضدنا، ورغم أنها كلها مجرد أدلة متعلقة بقضية واحدة، إلا أنها تفيق العقل على واقع مر وردّة فعل أمر.

ففي سياق تنقيبي عن حرب أكتوبر اصطدمت بموضوع الصور الحقيقة للحرب، وسر إصرار الدول العظمى على حجب هذا الأرشيف عن العرب، واتفاق أقوياء العالم كلهم على هذا الأمر، فأمريكا عدو الأمس و»صديق« اليوم، وروسيا »الحليف الدائم«، وفرنسا داعية »الحق والخير«، وحتى الصين... أملنا المنشود،، تناسوا خلافاتهم، ونبذوا عداواتهم، واجتمعوا لأول مرة على طاولة واحدة من أجل »طمس انتصار أكتوبر«، تحريفه... تزييفه... إخفاء كل ما يكشف عنه... أما الهدف فهو حماية الامبراطريات العالمية من عودة المسلمين للخارطة العالمية.

الوصول لهكذا معلومات أمر في غاية الصعوبة، لكن وككل مرة يتأكد لي أن الاعتماد على الله وصدق النية مفتاح سحري يفتح خزائن الأسرار ويقهر حواجز الكتمان، وألهمني ربّي العودة لأرشيف اللقاءات السرية والعلنية العالمية وقت الحرب وبعدها، ومن بين عشرات الآلاف من السطور جاءت الحقيقة واضحة كوضوح الشمس، حتى أنني تساءلت بحيرة: أين خبراؤنا ومحللونا وعقول أبناء الأمة الذين يقفون دوما عاجزين عن تفسير أسباب حجب الدول الكبرى لصور الحرب عبر الأقمار الاصطناعية، وحفظها في خزائن بأرقام سرية وتحت حراسة مشددة، ولا يصل إلى جزء منها إلا بإذن مسبق من أجهزة المخابرات، ولفئة محدودة من كبار القادة العسكريين الذين يهندسون الخطط الحربية ويدرسون في كبرى المعاهد العسكرية العالمية، وذلك بالطبع دون السماح لهم بإخراجها أو تصويرها، والتعهد بعدم إفشاء أسرارها لوسائل الإعلام وما شابه وإلا تعرض لعقوبة الخيانة العظمى.

المؤامرة الأمريكية السوفييتية

مؤامرة إخفاء الصور الحقيقية لحرب أكتوبر بدأت ملامحها في الظهور أثناء الأيام الأولى للحرب، حينما قدم السوفييت للرئيس المصري السادات صورا التقطتها الأقمار الاصطناعية السوفييتية، تكشف بوضوح دخول الولايات المتحدة بكامل قوتها الحرب، وتكشف أيضا أن الأمريكيين تكبّدوا خسائر فادحة في المعدات وربما في الأرواح، وكان لهذا الإجراء انعكاسات هامة ليس فقط داخل الولايات المتحدة وإنما على جميع الدول التي تمتلك تكنولوجيات التصوير الفضائي آنذاك، فاندلعت معركة جديدة وحدت العالم ضد العرب، وفي هذا السياق يقول »فيكتور غوراليوف« ـ الذي كان موظفا في سفارة الاتحاد السوفيتي في سوريا وقت الحرب ـ يقول في مذكراته: اشتعل الغضب في البيت الأبيض بمجرد أن سمع الأمريكيون بموضوع تلك الصور، ولم نفهم في البداية مبرر انزعاجهم من علم المصريين بتدمير معظم القطع العسكرية الأمريكية المتطورة على يد القوات المصرية، فالمصريون توصلوا لهذه الحقيقة وكانوا بصدد إعلانها للعالم مدعومة بالأدلة التي قدمها لهم السوفييت، كما أن أمريكا كانت تدعم إسرائيل جهرا، وحقيقة الجسر الجوي كانت معروفة على مستوى العالم، وكذلك تطورات المعركة أثبتت للمصريين أنفسهم أنهم قادرين على الصمود في وجه أمريكا لأمد طويل، أما الأمريكيون فكانوا متأكدين أنهم على شفا كارثة جديدة لا تقل عن فاجعة فيتنام، ورغم ذلك قاتلوا بضراوة في سيناء، وداخل الاتحاد السوفيتي وصل القادة لقناعة مفادها أن الولايات المتحدة تخوض معركتها هي، وقبول فكرة تدعيمها لحليفتها إسرائيل مجرد فكرة ساذجة، فقد كان واضحا أن واشنطن لن تقبل أبداً بأي انتصار للعرب، وبالرغم من ذلك لم تتطور مشاعر السوفييت لتضاهي المشاعر والرؤى الأمريكية، ولم يكن لديهم استعداد لفعل أي شيء أكثر من تشغيل مصانع الأسلحة والحصول على المزيد من الأموال العربية، وأظهرت الوقائع من بعد أن أمريكا نظرت لمثل هكذا انتصار على أنه هزيمة مباشرة لها حتى وإن لم تخض الحرب، وكان لذلك انعكاسه على الساسة السوفييت الذين دفعوا في اتجاه هذا النصر، لكنهم اقتنعوا بعد ذلك أنه هزيمة للعالم بما فيه الاتحاد السوفييتي نفسه.

ويضيف غوراليوف: في ساعة متأخرة من مساء 15 أكتوبر 1973 حل إلى موسكو في زيارة سرية وزير الخارجية الأمريكي هنري كسينجر حاملا رسالة سرية من الرئيس الأمريكي نيكسون للرئيس بريجنيف، وبعد اجتماع دام لأكثر من ساعتين، خرج نيكسون سعيدا بالرغم من الصعوبات التي تواجهها بلاده في سيناء، وبعد ذلك أصدر بريجنيف قرارا هاما يفيد بعدم تزويد العرب بأية صور فضائية للحرب، وقد تسبب هذا القرار في غضب الكثيرين داخل الكرملين، معتبرين إياه ضد المصالح السوفييتية العليا، وحتى الآن لم يبرر القادة الروس سبب هذا القرار، وفي عام 1991 وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، تسربت وثائق كثيرة بما فيها وثيقة الاجتماع السري بين بريجنيف وكسينجر، والرسالة التي حملها له من نيكسون.

إغلاق الطريق المؤدي لتل أبيب

ويفند غوراليوف فحوى هذا اللقاء بالقول: كسينجر أخبر بريجنيف أن نيكسون ليس مستاءً من هزيمة الولايات المتحدة في سيناء ولا تهمه اهتزاز صورة أمريكا أمام العالم، بقدر خشيته على العالم من العرب إذا ما تأكد لهم ذلك، ويقول غوراليوف: تسجيلات الفيديو لهذا اللقاء تظهر اهتمام بريجنيف لما يقوله كسينجر، وميله بشدة تجاه المترجمة ليسمع بتركيز عبارات محدثه، الذي واصل قائلا: إن مصلحة الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة والعالم المتقدم، بل والعالم أجمع تتقاطع حينما يتعلق الأمر بميلاد إمبراطورية جديدة في الشرق الأوسط يقودها المسلمون... أنتم في غنًى سيادة الرئيس عن تذكيركم بالتاريخ، ولستم في حاجة لتوضيح مدى خطورة ذلك على مستقبلنا ومستقبل أولادنا، فرد بريجنيف ـ يقول غوراليوف ـ: أتطالبوننا بوقف إمدادات السلاح لمصر وسوريا؟، فأجابه كسينجر بسرعة: إطلاقا... لم يكن هذا أبدا مطلب الرئيس نيكسون، ولكن فقط لا تمدوهم ولا تمدوا أية جهة أخرى بالصور أو المعلومات التي توضح ما يحدث في المعركة، الولايات المتحدة تواصل الحرب، والأصدقاء السوفييت يواصلون سياساتهم، فالعرب لن يحققوا انتصارا حاسما، وبقاء إسرائيل يخلق توازن قوى يحقق مصالحنا جميعا، نريد أن تنتهي الحرب بصيغة لا غالب ولا مغلوب، فلا أنتم تريدون انتصارا حاسما لإسرائيل وهذا لن يحدث، ولا نحن نريده للعرب وهذا أيضا لن يحدث، فيرد بريجنيف ضاحكا: ولكن لِمَ الإصرار على موضوع الصور ودباباتكم تحمل علمكم ووقودكم وذخيرتكم مدمرة في سيناء أمام أعين الجميع؟، يرد كسينجر بابتسامة دبلوماسية: سيدي الرئيس... العرب يتحركون بهمجية وشراسة كلما اتقدت عواطفهم... هذا يعقد الأمور أكثر ولا يحلها، مجرد شعورهم بأنهم يحققون نصرا علينا سيزيد ذلك من مطالبهم في الحرب، وربما يفكرون في التوجه صوب تل أبيب... إنهم لن يصلوا إليها... لكنهم سيعتقدون أن الطريق إليها في المستقبل سيظل مفتوحا...

ويختتم غوراليوف قائلا: وبالفعل أغلق السوفييت الطريق إلى تل أبيب في وجه العرب.

وثيقة أخرى يقول فيها »فيتسلاف موتوزوف«، مستشار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ورئيس رابطة الصداقة السوفيتية ـ العربية سابقا ـ: دار جدل كبير في الاتحاد السوفييتي عقب زيارة كسينجر لموسكو، إلا أن التحليل الدقيق للنوايا الأمريكية من وراء تلك الزيارة، جاء ليثبت صدق مبررات الرئيس الأمريكي، فتفهم بريجنيف تلك النوايا، واتبع سياسة ذكية لا تفقده ثقة العرب، حيث حمل رئيس الوزراء السوفييتي معه بعض الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية، وأقول هنا البعض، حيث تم انتقاء الصور التي ليست ذات أهمية وقدمها للسادات في الزيارة التي جاءت في اليوم الرابع عشر للحرب، فلم يستفد منها المصريون عسكريا، ولم تقدم لهم إجابة حقيقية عن حجم الخسائر التي منيت بها الولايات المتحدة وإسرائيل في الحرب.

التحالف العالمي ضد المسلمين

وبقراءة متعمقة في مذكرات »راي كلاي« ـ رئيس قسم المخابرات في وزارة الخارجية الأمريكية أثناء حرب أكتوبر، تفتضح معلومات أخرى تكشف عن ميلاد تحالف قوى عالمي لإخفاء وثائق وصور حرب أكتوبر، وتحدد موعد ميلاد تلك المؤامرة، يقول كلاي: بعد وقف إطلاق النار بساعات قليلة قدم إلى واشنطن في زيارة سرية »يوحنان مروز«، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، رفقة »موردخاى جازيت« مدير مكتب رئيسة الوزراء غولدا مائير، وتم اقتيادهما مباشرة للبيت الأبيض للقاء الرئيس نيكسون، وكنت أحد حاضري الاجتماع الذي كان ضيقا جدا، وتضاربت مشاعر الضيفين بين الفرح لنجاح واشنطن في إقناع السادات بوقف الحرب، وبين عميق القلق لما هو آتٍ، أما الرئيس نيكسون فقد كان غاضبا ومتوترا بسبب تباطؤ عملية سحب القطع الأمريكية المدمرة في سيناء، وكان نيكسون ـ يقول كلاي ـ متخوفا بشدة من احتمالية شنّ المصريين لهجوم جديد مصحوب بتقدم لقواتهم في الأراضي التي تحوي مقابر السلاح الأمريكي، فرد جازيت على نيكسون: ليس المهم خرق المصريين لقرار وقف إطلاق النار، ولا وصولهم لسلاحنا المدمر... الأهم أننا نريد التحرك سريعا لوضع خطة عمل للتعامل إعلاميا مع نتيجة الحرب، وقاطعه »مروز« قائلا: معلوماتنا تقول إن السادات قانع بما حققه، لكن ما يقلقنا أن فرنسا وبريطانيا والصين لديهم مئات الأفلام والصور الحية عن الحرب، فالأمر الآن خارج عن نطاق التفاهم الأمريكي ـ السوفييتي، ويضيف »كلاي«: ركز نيكسون في تلك الفترة على موضوع صور حرب أكتوبر أكثر من تركيزه على توابع الحرب في الشرق الأوسط، وبدأت الخارجية الأمريكية برنامج عمل مكثف كلل في النهاية بالنجاح.

أسهب كلاي في الحديث عن هذه الخطة، لكنني أقفز منه إلى الأدميرال »توماس مورير« عضو هيئة الأركان الأمريكية المشتركة في ذلك الوقت، لاقتبس فقرات من كلامه في أحد لقاءاته مع مجموعة عمل واشنطن الخاصة بغرفة دراسة المواقف بالبيت الأبيض، والتي تكشف عن المؤامرة بوضوح، »مورير« عرض على المجموعة في الأول من نوفمبر عام 1973 نتيجة الاجتماعات العالمية بشأن أرشيف صور حرب أكتوبر، فجاء في تقريره: في الاجتماع السري الذي جمع وزير الخارجية هنري كسينجر، ونظيره السوفييتي بي جروميكو، والسفير الإسرائيلي بواشنطن سميحا دينتز، والسفير الصينى بواشنطن هوانغ شين، اتفق الجميع على تجميع وثائق وصور حرب أكتوبر في خزائن قوية تحت إشراف أجهزة الاستخبارات في كل دولة، وتلقينا ضمانات من بريطانيا وفرنسا باتباع نفس الإجراء، وأن تستثنى تلك الوثائق من قوانين فك الحظر المتبع في بلداننا، وعدم التقيد بمدة زمنية معينة.

يأس عربي وإصرار عالمي على التعتيم

وفي الوثيقة البريطانية رقم 119 ـ 74، بتاريخ 25 جانفي 1974 يأتي تعليق على هذا الإجراء، على لسان دبليو ليدويدغ ـ سفير بريطانيا في تل أبيب في تلك الفترة ـ قال فيه: نجحت الدبلوماسية الأمريكية في إقناع قادة العالم بخطورة وثائق وصور حرب أكتوبر، وتحالفت أجهزة المخابرات من أجل الحفاظ على أمن العالم.

أما السير بي. دي آدمز، سفير بريطانيا بالقاهرة في السبعينيات، فقد قال في وثيقة سرية لوزير خارجيته: السوفييت رفضوا المطالب المصرية المتعلقة بإمدادهم بأرشيف حرب أكتوبر، وبات المصريون مقتنعين بأن الاتحاد السوفييتي في استطاعته تقديم أي شيء لمصر إلا أرشيف الحرب. برقية مشابهة أرسل بها روبرتس سفير بريطانيا بدمشق لوزير خارجيته قال فيها: »السوريون يشعرون بإحباط شديد بعد رفض كل من فرنسا والاتحاد السوفييتي تزويدهم بصور حرب أكتوبر، ولا أعتقد أن مواقف العالم ستتغير تجاه الأمر... فالعرب أنفسهم فقدوا الأمل«، إلى هنا كشفت ما بحوزتي بخصوص تلك المؤامرة... فترى ماذا تحمل تلك الصور؟


**المصدر منتديات الجيش المصري**
 
شكرا لكي الاخت حنان على هذا التحليل المميز وجعل الله والدكي من اهل الجنة والشهداء
اما بالنسبة للخيانة المصرية كانت متعددة ففي شهادة احد اقاربنا من الذين شاركوا في هذه الحرب انهم عندما يقابلون القوات الاسرائيلية تأتيهم اوامر بعدم اطلاق النار حتى يطلبوا هذا منهم وعندما تعمل اسرائيل عملها وتنهي الحرب وقتل من قتل من العرب ودمر مادمر من الالات تأتيهم اوامر باطلاق النار على من يطلقونها؟ظظظظظظظظظ واسرائيل قد ذهبت منتصرة هكذا خسر العرب وتقبلي مروري
شكرا لك اخي دالاس على التعقيب وياريت تصلح كلمة "جعل "..وتضعها جعل
ومشكور على الدعاء الجميل جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
فقط اردت من الموضوع الرد على الذين يسالون دائما عن ما فعلته الجزائر
للقضية الفلسطينية ...والذين ينسبون نصر اكتوبر لهم وحدهم دون باقي الدول المشاركة والتي ابلت في الحرب أكثر منهم ..
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
شكرا لك اخي دالاس على التعقيب وياريت تصلح كلمة "جهل "..وتضعها جعل
ومشكور على الدعاء الجميل جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
فقط اردت من الموضوع الرد على الذين يسالون دائما عن ما فعلته الجزائر
للقضية الفلسطينية ...
اسف اختي حنان على الخطأ الذي ارتكبته والحمدلله تم تصحيحه
اما القضية الفلسطنية ورغم بعد المسافة
بين الجزائر وفلسطين الا ان التاريخ
يشهد ان الجزائر قدمت لاهل فلسطين
الكتير فالجزائر اول دولة عربية تعترف
بقيام دولة فلسطين كما ان حركة فتح
عقدت اجتماعاتها في الجزائر ولكن
المصرون واخواتهم من السعودين
والاماراتين اصحاب العباءات
لايريدون ان يكون للجزائر دور
في المشرق العربي لما تملكه
من مأهلات قد تسمح بتهديد
كراسيهم ومصالحهم وتعتبر الجزائر
العدو الاول قبل اسرائيل بسبب
السياسة المنتهجة منها ضد اسرائيل
وعدم الرضوخ للضغوطات العربية والاوروبية
من اجل التطبيع مع اسرائيل
 
السؤال الذي يطرح نفسه ..لماذا اوقفت الحرب ولم تواصل حتى تحرير الجولان
التي سقطت تحت الاحتلال في هزيمة 67 ؟؟؟؟
رغم ان القوات السورية لها دور كبير في حرب 73 ..
وهل انسحاب مصر من الحرب دون التنسيق مع شركائها لا يعد ضربة لهم في الظهر ؟؟؟
اكتفت مصر بتحرير سيناء ولم تعر اهتمام للجولان وقدم السادات اسباب واهية ليبرر
خيانته لمن وثقو به .. ووضحت هذه الخيانة فيما بعد لما وقع اتفقية كامديفد واعترف باسرائيل**
 
موضوع مميز اختي حنان66
كان العرب عصبة واحدة قبل خروج مصر من تلك الحرب لان المصالح الشخصية سيطرت عليها لنبدأ عهدا جديدا للامة العربية المشتة
 
شكرا للأخت حنان وجميع الإخوة المتدخلين وعودة طيبة يا أخت ريم
قيل أن عبد الناصر إنتصر سياسيا وخسر الحرب وأن أنور السادات انهزم سياسيا ونفسيا رغم تحقيقه بعض النصر في الحرب ... كنا صغارا ونسمع عن مشاركة الجزائريين في الحروب ضد اسرائيل وعن شجاعتهم وبسالتهم وعن الخيانة التي تعرضوا لها من طرف من يعتبرون إخوة. وكنا نحسبها إشاعة وإذا بها حقيقة
تسأل الأخت ريم عن سبب الإنسحاب المصري وعدم استعادة الجولان وباقي الأراضي المحتلة... من المؤكد أن هناك أمر دبر بليل وأن نتائجه هو الأرض مقابل السلام وحفظ ماء الوجه والتنصل من قضية فلسطين بل والثمن الأكبر هو تشتيت الأمة ومنع المقاومة وحراسة حدود العدو مجانا وإمداده بالغاز وكل شيئ
الخلاصة .... مثلما قال المصريون أن اسرائيل انسحبت من لبنان عام 2000 بمحض إرادتها وليس بسبب المقاومة ... أنا أقول أن اسرائيل أعادت سيناء لمصر مقابل أثمان كبيرة مازالت الأجيال تلو الأجيال تتجرع مرارة نتائجها... وأن مسرحية الإنتصار ماهي إلا خيانة كبيرة وانبطاح أبدي وخضوع كبير ...وستكشف الأيام
 
شكرا لك اخي دالاس على التعقيب وياريت تصلح كلمة "جهل "..وتضعها جعل
ومشكور على الدعاء الجميل جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
فقط اردت من الموضوع الرد على الذين يسالون دائما عن ما فعلته الجزائر
للقضية الفلسطينية ...والذين ينسبون نصر اكتوبر لهم وحدهم دون باقي الدول المشاركة والتي ابلت في الحرب أكثر منهم ..
يرجى تعديل الإقتباس في هذه المشاركة
 
السؤال الذي يطرح نفسه ..لماذا اوقفت الحرب ولم تواصل حتى تحرير الجولان
التي سقطت تحت الاحتلال في هزيمة 67 ؟؟؟؟
رغم ان القوات السورية لها دور كبير في حرب 73 ..
وهل انسحاب مصر من الحرب دون التنسيق مع شركائها لا يعد ضربة لهم في الظهر ؟؟؟
اكتفت مصر بتحرير سيناء ولم تعر اهتمام للجولان وقدم السادات اسباب واهية ليبرر
خيانته لمن وثقو به .. ووضحت هذه الخيانة فيما بعد لما وقع اتفقية كامديفد واعترف باسرائيل**

موضوع مميز اختي حنان66
كان العرب عصبة واحدة قبل خروج مصر من تلك الحرب لان المصالح الشخصية سيطرت عليها لنبدأ عهدا جديدا للامة العربية المشتة
..

أولا و قبل كل شئ
لا بد من الإعتراف و الإقرار بأن السادات أخطأ التقدير و التصرف أكثر من مرة

و لكن في حدود علمي
ويمكنكم مراجعة هذا الكلام من حوار اللواء سعد الدين الشاذلي
رئيس أركان حرب القوات المصرية السابق
و القائد العام للقوات المسلحة المصرية إبان حرب أكتوبر
و المشارك الأكبر بوضع خطة الحرب

و هو يتكلم عن الخطة التي تم وضعها لتلك الحرب
و إمكانات الجيش المصري وقتها ( أو القوات العربية عامة )
و قدراتها في ذلك الوقت

مع ملاحظة أن هذا الجيش تم تجهيزه و تدريبه بدءا من نقطة الصفر في ست سنوات

و كانت هناك خطتان :
- الأولى خطة تشمل هجوما جزئيا في حدود إمكانات الجيش الحالية و في نطاق تغطية الدفاع الجوي لحماية القوات البرية
و كانت تسمى " المآذن العالية " و هي التي تم تنفيذها بنجاح في أول الأمر
- الثانية خطة
الإستمرار في الزحف للوصول إلى المضايق و هذه الخطة هي التي تم إبلاغ الجهات السورية بها
مع أنها لم تكن وقتها هي المعدة للتنفيذ
لأن القوات الحالية لا تسمح بمزيد من التقدم داخل سيناء في غياب تغطية الدفاع الجوي

الخلاصة
بعد مدى معين شرق القناة تصبح القوات المصرية حصادا سهلا لطائرات العدو
و بكل المقاييس كان من الخطأ التقدم بعدها
( و هذا كلام اللواء سعد الدين الشاذلي )
ذكر أنه 12 كم

على كل حال
بعد نجاح هذه المرحلة
و بعد الإتصال بالجهات السورية
أمر السادات بالتقدم
و كانت هذه خطوة غير محسوبة و غير موفقة
و أعترض سعد الدين الشاذلي
و لكن مع إصرار السادات لم يملك إلا التنفيذ مع علمه بأن ما يفعله خطأ
و بعدها حدثت الثغرة و تداعياتها
و إزدادت خسائر الجيش المصري بصورة كبيرة
( و هذا منطقي و متوقع )

مع العلم بأن تنفيذ الخطة الأولى
كان يكبد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة في الأرواح و المعدات
بصورة لا يحتملها
بينما كانت خسائر الجيش المصري كانت محتملة إلى حد ما

يعني على المدى البعيد
كان الوصول لهذا الحد المقرر في الخطة في صالح مصر
بعكس التقدم الغير محسوب
الذي لا يصب في صالح الجيش المصري أو العربي أبداً

المقصد :
أن المسألة ليست مسألة إكتفاء بتحرير مصر دون غيرها
المسألة مسألة إمكانات تتحرك خلالها

فكان - على عكس المزعوم - تقدم السادات داخل سيناء أكبر من المسموح به و المقدور عليه في هذه المرحلة
كما أنه لا يحقق بأي حال من الأحوال ما أراد السادات تحقيقه من تخفيف العبء عل القوات السورية
يعني خسائر بالجملة

فقدر الله و ما شاء فعل

أما الخطأ القاني الذي فعله السادات
فهي معاهدة الذل و الخنوع مع اليهود

و لي عودة بإذن الله ...
 
الصهاينة يعترفون بهزيمتهم على يد الجزائريين.........وسيهزم المنافقون العرب والمتواطئين مع اعداء الأمة على ايديهم قضية وقت وفقط
 
..


أولا و قبل كل شئ
لا بد من الإعتراف و الإقرار بأن السادات أخطأ التقدير و التصرف أكثر من مرة

و لكن في حدود علمي
ويمكنكم مراجعة هذا الكلام من حوار اللواء سعد الدين الشاذلي
رئيس أركان حرب القوات المصرية السابق
و القائد العام للقوات المسلحة المصرية إبان حرب أكتوبر
و المشارك الأكبر بوضع خطة الحرب

و هو يتكلم عن الخطة التي تم وضعها لتلك الحرب
و إمكانات الجيش المصري وقتها ( أو القوات العربية عامة )
و قدراتها في ذلك الوقت

مع ملاحظة أن هذا الجيش تم تجهيزه و تدريبه بدءا من نقطة الصفر في ست سنوات

و كانت هناك خطتان :
- الأولى خطة تشمل هجوما جزئيا في حدود إمكانات الجيش الحالية و في نطاق تغطية الدفاع الجوي لحماية القوات البرية
و كانت تسمى " المآذن العالية " و هي التي تم تنفيذها بنجاح في أول الأمر
- الثانية خطة الإستمرار في الزحف للوصول إلى المضايق و هذه الخطة هي التي تم إبلاغ الجهات السورية بها
مع أنها لم تكن وقتها هي المعدة للتنفيذ
لأن القوات الحالية لا تسمح بمزيد من التقدم داخل سيناء في غياب تغطية الدفاع الجوي

الخلاصة
بعد مدى معين شرق القناة تصبح القوات المصرية حصادا سهلا لطائرات العدو
و بكل المقاييس كان من الخطأ التقدم بعدها
( و هذا كلام اللواء سعد الدين الشاذلي )
ذكر أنه 12 كم

على كل حال
بعد نجاح هذه المرحلة
و بعد الإتصال بالجهات السورية
أمر السادات بالتقدم
و كانت هذه خطوة غير محسوبة و غير موفقة
و أعترض سعد الدين الشاذلي
و لكن مع إصرار السادات لم يملك إلا التنفيذ مع علمه بأن ما يفعله خطأ
و بعدها حدثت الثغرة و تداعياتها
و إزدادت خسائر الجيش المصري بصورة كبيرة
( و هذا منطقي و متوقع )

مع العلم بأن تنفيذ الخطة الأولى
كان يكبد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة في الأرواح و المعدات
بصورة لا يحتملها
بينما كانت خسائر الجيش المصري كانت محتملة إلى حد ما

يعني على المدى البعيد
كان الوصول لهذا الحد المقرر في الخطة في صالح مصر
بعكس التقدم الغير محسوب
الذي لا يصب في صالح الجيش المصري أو العربي أبداً

المقصد :
أن المسألة ليست مسألة إكتفاء بتحرير مصر دون غيرها
المسألة مسألة إمكانات تتحرك خلالها

فكان - على عكس المزعوم - تقدم السادات داخل سيناء أكبر من المسموح به و المقدور عليه في هذه المرحلة
كما أنه لا يحقق بأي حال من الأحوال ما أراد السادات تحقيقه من تخفيف العبء عل القوات السورية
يعني خسائر بالجملة

فقدر الله و ما شاء فعل

أما الخطأ القاني الذي فعله السادات
فهي معاهدة الذل و الخنوع مع اليهود

و لي عودة بإذن الله ...
سلااااااام...
شكرا على التوضيح وهناك فيما قلت ما كنت اعلمه وهناك ما لم اكن اعلمه
وأظن ان مصر كانت في حرب بجانب الدول العربية يعني يجب ان تكون تنسيقات موحدة وليس المضي قدما بأمر السيد السادات وتكبد كل تلك الخسائر لان الخسارة سوف تكون للعرب ككل وهذا ما قصدناه انا واختي ريم في ردودنا رغم انني لم أرى ردها الا بعدما وضعت ردي
 
شكرا للأخت حنان على هذا الموضوع الرائع والذي تمنينا طويلا أن ننعم بمثله ونعود للزمن الجميل في القسم السياسي حتى تزول الغشاوة التي حاول ساستنا وضعها على أعيننا حتى لا نرى إلا ما يريدون هم أن نراه
 
..


أولا و قبل كل شئ
لا بد من الإعتراف و الإقرار بأن السادات أخطأ التقدير و التصرف أكثر من مرة

و لكن في حدود علمي
ويمكنكم مراجعة هذا الكلام من حوار اللواء سعد الدين الشاذلي
رئيس أركان حرب القوات المصرية السابق
و القائد العام للقوات المسلحة المصرية إبان حرب أكتوبر
و المشارك الأكبر بوضع خطة الحرب

و هو يتكلم عن الخطة التي تم وضعها لتلك الحرب
و إمكانات الجيش المصري وقتها ( أو القوات العربية عامة )
و قدراتها في ذلك الوقت

مع ملاحظة أن هذا الجيش تم تجهيزه و تدريبه بدءا من نقطة الصفر في ست سنوات

و كانت هناك خطتان :
- الأولى خطة تشمل هجوما جزئيا في حدود إمكانات الجيش الحالية و في نطاق تغطية الدفاع الجوي لحماية القوات البرية
و كانت تسمى " المآذن العالية " و هي التي تم تنفيذها بنجاح في أول الأمر
- الثانية خطة الإستمرار في الزحف للوصول إلى المضايق و هذه الخطة هي التي تم إبلاغ الجهات السورية بها
مع أنها لم تكن وقتها هي المعدة للتنفيذ
لأن القوات الحالية لا تسمح بمزيد من التقدم داخل سيناء في غياب تغطية الدفاع الجوي

الخلاصة
بعد مدى معين شرق القناة تصبح القوات المصرية حصادا سهلا لطائرات العدو
و بكل المقاييس كان من الخطأ التقدم بعدها
( و هذا كلام اللواء سعد الدين الشاذلي )
ذكر أنه 12 كم

على كل حال
بعد نجاح هذه المرحلة
و بعد الإتصال بالجهات السورية
أمر السادات بالتقدم
و كانت هذه خطوة غير محسوبة و غير موفقة
و أعترض سعد الدين الشاذلي
و لكن مع إصرار السادات لم يملك إلا التنفيذ مع علمه بأن ما يفعله خطأ
و بعدها حدثت الثغرة و تداعياتها
و إزدادت خسائر الجيش المصري بصورة كبيرة
( و هذا منطقي و متوقع )

مع العلم بأن تنفيذ الخطة الأولى
كان يكبد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة في الأرواح و المعدات
بصورة لا يحتملها
بينما كانت خسائر الجيش المصري كانت محتملة إلى حد ما

يعني على المدى البعيد
كان الوصول لهذا الحد المقرر في الخطة في صالح مصر
بعكس التقدم الغير محسوب
الذي لا يصب في صالح الجيش المصري أو العربي أبداً

المقصد :
أن المسألة ليست مسألة إكتفاء بتحرير مصر دون غيرها
المسألة مسألة إمكانات تتحرك خلالها

فكان - على عكس المزعوم - تقدم السادات داخل سيناء أكبر من المسموح به و المقدور عليه في هذه المرحلة
كما أنه لا يحقق بأي حال من الأحوال ما أراد السادات تحقيقه من تخفيف العبء عل القوات السورية
يعني خسائر بالجملة

فقدر الله و ما شاء فعل

أما الخطأ القاني الذي فعله السادات
فهي معاهدة الذل و الخنوع مع اليهود

و لي عودة بإذن الله ...


لم يستغل المخطط الاستراتيجي العربي (إن وجد) نتائج هذه الحرب وتجلياتها ( وأهمها تقويض اسطورة التفوق الاستراتيجي العسكري غير القابل للجسر، واستعمال الدول العربية مجتمعة (ولأول مرة في تاريخها) سلاح النفط والضغط من خلاله على الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية) في مرحلة مفاوضات ما بعد الحرب وذلك لان السعودية لم تشأ الاستمرار في استعمال هذا السلاح بعد تراسل دار بين الملك فيصل وكيسنجر وزير الخارجية الامريكية قررت على اثره السعودية رفع الحظر .. ولم يخطط لخطوات كانت من شأنها الحفاظ على المكانة الاستراتيجية المؤقتة التي أكتسبها العرب، كقوة واحدة، على مسرح السياسة الدولي بعد استغلالهم المؤثر لسلاح النفط.

بالنسبة لمرحلة مفاوضات ما بعد الحرب فقد تم تقزيم المنجزات التي حققتها القوات العربية في المراحل الأولى للحرب على الرغم من أن بعضها (كعبور القناة والسيطرة على خط بارليف) كان مازال قائماً بل أصبح حقيقة واقعة ولم تنتقص منه ثغرة الدفرسوار

لكن أنور السادات ادار غرفة العمليات بنفسه بعد أن عزل رئيس أركانه الفريق سعد الدين الشاذلي في المراحل الأولى للحرب متهماً إياه بالانهيار العصبي) ..وبرزت حالة من الرعب والهلع ساهم في خلقها السادات كذلك مراسلات سرية وصلته من هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكية آنذاك، هوّلت لحجم الثغرة التي أحدثها الجيش الإسرائيلي في الدفرسوار ولحجم الخسائر المصرية المحتملة، عسكرياً ومعنوياً، إن لم يجنح المصريون إلى مسار انفرادي للتفاوض يكون من شأنه "إنقاذ ماء الوجه" والحفاظ على ما تم انجازه في الأيام الأولى للحرب.

لقد كان لهذه المراسلات التي وصلت إلى القاهرة تباعاً من واشنطن فعل السحر على طريقة إدارة أنور السادات للحرب على الجبهة المصرية وانعكاس ذلك سلباً على الجبهة السورية التي انعدم التنسيق معها والحرب ما زالت مستعرة، فكان ذلك بداية تقويض أهم أساس قامت عليه الحرب وهو العمل المنسق على جبهتين بشكل يمنع إسرائيل استعمال قواتها الضاربة بشكل تام وناجع على أي منهما.

في المفاوضات التي جرت لفصل القوات بعد وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية جرى تجاهل المنجزات التي حققها الجيش المصري في بداية الحرب من وجهة النظر الاستراتيجية حيث تم التفاوض تحت وطأة محاصرة الجيش المصري الثالث والتعامل مع مصر وكأنها الطرف المهزوم التواق لإنهاء الحرب وكأن وضع الوحدات الإسرائيلية المتواجدة في الثغرة وضع جيد يسمح لها بخوض حرب استنزاف طويلة بشكل يؤهلها لفرض المزيد من التنازلات على الطرف المصري. والحقيقة أن هذه الوحدات كانت أحوج لوقف القتال والتراجع للوراء من القوات المصرية،بسبب محاصرتها من القوات الجزائرية وحتى من وحدات الجيش الثالث المحاصر.

لقد تم توظيف هذه المعادلة بشكل شبه تام لصالح السياسة الأمريكية في المنطقة، وذلك حين جنح الرئيس المصري، وبشكل انفرادي، للتفاوض مع إسرائيل معلناً على الملأ أن 99% من أوراق الحل في الشرق الأوسط هي في يد الولايات المتحدة الأمريكية، مانحاً بذلك هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي، أهم جائزة ممكن أن يحلم بها وهي بداية تحييد دور مصر كرأس حربة للصراع وعزلها عن باقي الدول العربية. تلك العملية التي استمرت من خلال اتفاقيات فصل القوات عام 1974 ومسار المفاوضات السرية التي قادت إلى زيارة السادات للقدس في تشرين الثاني عام 1977 والتوقيع على اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل عام 1979.



ويبقى السؤال الذي لم يبت فيه حتى الآن هو هل كانت حرب أكتوبر 1973 هي المرحلة الثالثة (مرحلة التحرير) من استراتيجية بناها عبد الناصر لمحو آثار العدوان؟ أم هي استحداث قام به السادات ورجاله، وقفت من ورائه الرغبة في شن حرب محدودة يصل الجيش المصري من خلالها إلى عمق أقصاه 18 كم شرقي القناة ويتم من خلال ذلك تحريك المساعي السلمية المعتمدة على خطط الديبلوماسية الأمريكية أي تحييد كامل للإتحاد السوفييتي، الحليف الأساسي لمصر والعالم العربي عبر عقدين من الزمان.

وتبعاً لهذا الخلاف بين من خاضوا في هذا الموضوع اختلفت تسميات خطة الحرب من خطة "جرانيت " إلى خطة "القباب العالية " إلى خطة "بدر" كما كان يحلو للسادات ورجاله تسميتها. ولم يكن اختلاف المسميات يقتصر على البعد اللفظي بل تعداه إلى المضامين والمدى الجغرافي الذي طمحت كل خطة من الخطط الوصول له. ففي حين يتحدث محمد فوزي عن خطة وضعت في صيف 1970 وصادق عليها جمال عبد الناصر قبل وفاته تصل في قمتها إلى الحدود الدولية في رفح، يتحدث سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري أثناء الإعداد للحرب وفي مرحلتها الأولى،عن خطة تقضي بالوصول إلى مضائق المتلا والجدي والسيطرة عليهما.

أما رجال السادات فيتحدثون عن خطة سعت لعبور قناة السويس والسيطرة على التحصينات شرقها إلى مدى لا يتجاوز ال -18 كم. وكما يبدو فإن الخلاف على المدى الأقصى كان سبب الإطاحة بسعد الدين الشاذلي من منصبه على الأرجح في اليوم السادس أو السابع للحرب،
 
لم يستغل المخطط الاستراتيجي العربي (إن وجد) نتائج هذه الحرب وتجلياتها ( وأهمها تقويض اسطورة التفوق الاستراتيجي العسكري غير القابل للجسر، واستعمال الدول العربية مجتمعة (ولأول مرة في تاريخها) سلاح النفط والضغط من خلاله على الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية) في مرحلة مفاوضات ما بعد الحرب وذلك لان السعودية لم تشأ الاستمرار في استعمال هذا السلاح بعد تراسل دار بين الملك فيصل وكيسنجر وزير الخارجية الامريكية قررت على اثره السعودية رفع الحظر .. ولم يخطط لخطوات كانت من شأنها الحفاظ على المكانة الاستراتيجية المؤقتة التي أكتسبها العرب، كقوة واحدة، على مسرح السياسة الدولي بعد استغلالهم المؤثر لسلاح النفط.

الجبان حتى و إن أمسك السلاح الفتاك
لا يقدم ولا يحارب
و هذا كان حال العرب مع أمريكا
و هذا كان حال السادات
مع أنهم رأوا بأنفسهم قدرتهم
و رأوا بأنفسهم أن الجيش الإسرائيلي ما هو إلا سراب
و كذلك الأمريكي
رأوا هذه الأصنام أصناما هشة تتحطم بفضل الله بيد الجنود
لكن للأسف الجبن
على الأقل على مستوى الحكام
و الخوف من أمريكا
باختصار
لأنهم لا يستحضرون أن معهم رب أمريكا و رب العالمين الذي لا يعجزه شئ



لكن أنور السادات ادار غرفة العمليات بنفسه بعد أن عزل رئيس أركانه الفريق سعد الدين الشاذلي في المراحل الأولى للحرب متهماً إياه بالانهيار العصبي) ..

مع أن هذا الرجل - أقصد الشاذلي - رجل صلب ذو أعصاب حديدية ليس من النوع الذي ينهار تحت الضغط
لكن كان لا بد للسادات أن يضحي بأحد ليخفي فشله العسكري
و لم يكن هناك أفضل من المعارض
صاحب وجهة النظر السديدة المخالفة لما تم



لقد كان لهذه المراسلات التي وصلت إلى القاهرة تباعاً من واشنطن فعل السحر على طريقة إدارة أنور السادات للحرب على الجبهة المصرية وانعكاس ذلك سلباً على الجبهة السورية التي انعدم التنسيق معها والحرب ما زالت مستعرة، فكان ذلك بداية تقويض أهم أساس قامت عليه الحرب وهو العمل المنسق على جبهتين بشكل يمنع إسرائيل استعمال قواتها الضاربة بشكل تام وناجع على أي منهما.


في حدود ما سمعته من الشاذلي
فالتقدم بإمكانات الجيش المصري وقتها
خارج نطاق الدفاع الجوي المصري
كان مجازفة غير محسوبة
و تحرك غير منطقي
ولا يساهم بأي شكل في مساعدة السوريين
و ينعكس سلبيا على مجريات الأمور على الجبهة المصرية و هو ما حدث

يعني بإختصار :
السادات تقدم حين لم يكن ينبغي له أن يتقدم
و تقهقر حين لم يكن ينبغي له أن يتقهقر


ويبقى السؤال الذي لم يبت فيه حتى الآن هو هل كانت حرب أكتوبر 1973 هي المرحلة الثالثة (مرحلة التحرير) من استراتيجية بناها عبد الناصر لمحو آثار العدوان؟ أم هي استحداث قام به السادات ورجاله، وقفت من ورائه الرغبة في شن حرب محدودة يصل الجيش المصري من خلالها إلى عمق أقصاه 18 كم شرقي القناة ويتم من خلال ذلك تحريك المساعي السلمية المعتمدة على خطط الديبلوماسية الأمريكية أي تحييد كامل للإتحاد السوفييتي، الحليف الأساسي لمصر والعالم العربي عبر عقدين من الزمان.

الله أعلم
لكن أظن أن اليارات المتاحة أمام الجيش المصري وقتها لم تكن تتجاوز هذه الكيلومترات التي تبلغ تقريبا 12 كم شوق القناة
يعني حتى ليس 18
أو أيا ما كان مدى الدفاع الجوي

لكن المشكلة
في مصر و كثير من الدول
أنها تسير بفكر رجل واحد
يعني كل الأمور كانت تنطلق من رأس السادات مباشرة إلى حيز التنفيذ
أيا كان قراره ذلك
أكان قرارا متهورا أم محسوبا
منطقيا أو غير منطقي


وتبعاً لهذا الخلاف بين من خاضوا في هذا الموضوع اختلفت تسميات خطة الحرب من خطة "جرانيت " إلى خطة "القباب العالية " إلى خطة "بدر" كما كان يحلو للسادات ورجاله تسميتها. ولم يكن اختلاف المسميات يقتصر على البعد اللفظي بل تعداه إلى المضامين والمدى الجغرافي الذي طمحت كل خطة من الخطط الوصول له. ففي حين يتحدث محمد فوزي عن خطة وضعت في صيف 1970 وصادق عليها جمال عبد الناصر قبل وفاته تصل في قمتها إلى الحدود الدولية في رفح، يتحدث سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري أثناء الإعداد للحرب وفي مرحلتها الأولى،عن خطة تقضي بالوصول إلى مضائق المتلا والجدي والسيطرة عليهما.

أما رجال السادات فيتحدثون عن خطة سعت لعبور قناة السويس والسيطرة على التحصينات شرقها إلى مدى لا يتجاوز ال -18 كم. وكما يبدو فإن الخلاف على المدى الأقصى كان سبب الإطاحة بسعد الدين الشاذلي من منصبه على الأرجح في اليوم السادس أو السابع للحرب،

كما قلت من قبل
و الكلام أيضا للشاذلي
من حلقات شاهد على العصر
أنه حتى و إن كان هناك مخطط على الورق للوصول للمضايق أو للحدود
هذه خطط كانت تقتضي الإنتظار
و بينما كان هناك من ينادي بالإنتظار لإعداد القوة المناسبة الكافية لهذه التقدم
كان هناك رأي آخر يتمثل في رأي الشاذلي بالقيام بتقدم جزئي في حدود الإمكانات الحالية
و هي الخطة التي سميت بالمآذن العالية أول ما وضعت
و الظاهر و الله أعلم
أن هذه الخطة كانت هي المناسبة لهذا التوقيت
و الدليل على ذلك
الفرق في النتائج قبل تمديد الهجوم و بعده



عموما نقطة أخيرة أحب أن أشير إليها
التوحد تحت راية الإسلام أو حتى العروبة
لا يقلق فقط القوى العظمى

يجب أن نعترف أنه يقلق في المقام الأول أصحاب الكراسي و المصالح
يقلق الحكام أيما قلق
لأن كل واحد منهم حريص فقط على مصالحه الشخصية
ولا يهمه ولا يشغل باله الإنخراط في مهمات تحريرية
و لكن يكتفي كل واحد منهم بمصالحه أولا
أو من تتسامى همته لأكبر من ذلك
يسعى لما ينال به مجدا شخصيا

أما الإستعداد للبذل و التضحية في مقابل المصلحة التي تعم الشعوب الإسلامية و العربية
فلا أظن أن أحد الحكام العرب يملك هذا الاستعداد
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top