ممكن تسااااااااااااااااااعدوني بليز

soumia15

:: عضو منتسِب ::
إنضم
6 جويلية 2009
المشاركات
64
نقاط التفاعل
1
النقاط
7
العمر
29
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد منكم أن تساعدوني في الاجابة عن هده الأسئلة في مادة * التاريخ *
للسنة الاولى ثاووووووي
1/ أسباب سقوط دولة الموحدين
2/ أسباب سقوط الدولة الزيانية
3/ أسباب استنجاد سكان المغرب الأوسط بالدولة العثمانية
4/ استنتج العوامل الخارجية التي أثرت في الوضع الاجتماعي والثقافي للجزائر
5/استخلص العوامل الخارجية التي أثرت في العلاقات الخارجية الجزائرية الأروبية والفرنسية خاصة
أرجووووووووووكم انا بحاجتها غداااااااااا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وأهلا بكم ومرحبا مع "علمني التاريخ".
حديثي اليوم سيكون عن قصة مؤلمة شديدة الألم .. ستأخذ معنا عدة حلقات لكن اخترت أن أبدأ بها سبحان الله لتشابهها الشديد مع أحداثنا اليوم .. وواقعنا اليوم قبل أن أتحدث عن "سقوط الأندلس".
دعوني فقط أن أذكر عن الهدف من هذه الدروس .. برنامجنا اسمه ليس قصص التاريخ وليس حكايات التاريخ وإنما علمني التاريخ، الله سبحانه وتعالى أمرنا أن ننظر في قصص الذين سبقونا فنتعلم منها الدروس والعبر .. لسبب أن هذه الدروس والعبر تتكرر اليوم يسمونه التاريخ يعيد نفسه احنا نقول بطريقة نفسه التاريخ له قوانين تحكم الجميع مقدمات ونتائج إذا حدثت المقدمات ستحدث النتائج قوانين سنن ، ولن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنة الله تحويلا كثير من الناس يظن أن الواقع الذي نعيشه اليوم هو أسوأ واقع مر على المسلمين هذا غير صحيح.
مر على تاريخ المسلمين أحوال أسوأ مما نحن فيه كما سنرى في قصة "سقوط الأندلس"
وغيرها، أنا أتمنى أن الذين يتابعون معي هذه الحلقات يستمتعوا بالقصة نعم لكن الأهم من هذا أن يستمعوا بالعبرة ويستفيدوا منها ، أتمنى أن يكون كل واحد منا أن يكون معه ورقة وقلم ويكتب ليس القصة.
وإنما العبر والقوانين من وراء هذه القصة سأفعل معكم التالي لو سمحتم بعد قليل سنأخذ فاصل تجهزوا خلاله أوراق وأقلام أنا سأدخل القصص خلال هذه الدروس المتسلسلة وسأذكر ست، عوامل رئيسية للنصر وأذكر ست عوائق رئيسية للنصر.
ست عوامل وشروط للنصر وست عوائق .. أنا أريد أن تشاركوني في اختبار في اكتشاف هذه الست أنا سأذكرها ولكن من خلال القصص، ثم في نهاية الحلقات سأذكر لكم الخلاصة ما هي الست القوانين الرئيسية للنصر .. والست عوائق الرئيسية لعدم النصر والانحطاط سنبدأ بعد الفاصل باستعراض هذه القوانين ليست باستعراض مباشر ولكن من خلال قصة سقوط الأندلس نلتقي بعد لحظات إن شاء الله.
فاصل.
.......................................................................................
أهلا بكم مرة أخرى مع "علمني التاريخ".
أسباب النصر كثيرة .. وأسباب السقوط والانحدار أيضا كثيرة ، تأملت فيها فوجدت أن يمكن ألخصها في ستة رئيسية لأسباب النصر وستة رئيسية لأسباب الانهيار والانحطاط، أتمنى من حضراتكم لن أذكرها في حلقات واحدة سأذكرها متشتته سأذكرها في الحلقة الأخيرة، مطلوب منكم أن تتابعوا معي هذه القصص، وحاولوا أن تستنتجوا وتلخصوا الأسباب سأذكرها لكنها مفتتة وموزعة في كل الحلقات.
اخترت أن أبدا بقصة الأندلس لأني أجمع من مدة طويلة وألفت كتابي عن تاريخ الأندلس وعشرين سنة وأنا أتابع هذا التاريخ فوجدت أن الأهم من التاريخ .. والقصة هو العبر والمعاني التي نسقطها على واقعنا اليوم لكن الأهم من هذا أني لم أرى في كل تاريخنا واقع يشبه واقعنا اليوم على مستوى الأمة كالواقع الذي حكم المسلمين في تاريخ الأندلس بالذات .. بعد نشأت دويلات الطوائف على فكرة تعرفون دويلات ا لطوائف كانت 22 دويلة وإحنا اليوم كم 22دولة سبحان الله تشابه عجيب والقوانين واحدة والتاريخ يعيد نفسه.
طبعا لن أستطيع أن أستعرض تاريخ الأندلس كله فأحببت أن أبدأ من نقطة الوضع الآن الذي نتحدث عنه هو سقوط دولة الموحدين ، دولة الموحدين في المغرب العربي هي التي حافظت على المسلمين في الأندلس ، ظاهرة عامة ا لمسلمين في الأندلس لما تورطوا دعوا الناس اللي بالمغرب ساعدوهم المرابطين الموحدين إلخ،
سنجد هذا واضحا دولة الموحدين التي كانت تحكم المغرب العربي وستند المسلمين في الأندلس سقطت بعد معركة أو موقعة العقاد، وبعد ذلك سقطت مدن المسلمين الواحدة تلو الأخرى حتى توج الأمر بسقوط قرطبة، العاصمة حاضرة الإسلام وعاصمة الخلافة سقطت قرطبة ، أهم مدينة في الأندلس على الإطلاق وبعدها سقطت جيان في 643هـ أو 1245م، ولم يبقى في الأندلس إلا ولايتان كبيرتان فقط، الأولى هي غرناطة وتقع في الجنوب الشرقي وتمثل حوالي 15% من بلاد الأندلس.
والولاية الثانية هي ولاية أشبيلية وهي تقع في الجنوب الغربي من الأندلس أو في الجنوب الوسط في الأندلس وتمثل أشبيلية حوالي 10% من أرض الأندلس طبعا العجيب إن بعد سقوط هذه العاصمة وهذه المدن الرئيسية يظل الإسلام في بلاد الأندلس مدة تقارب 250 سنة بعد هذه الأحزاب تسقط ، نشير إشارة سريعة في نفس العام التي سقطت فيه جيان في هذه السنة 643هـ أو 1245م، يأتي إلى شمال الأندلس ملك نصراني متعصب اسمه "فرناندو الثالث".
كما أن المسلمين كانوا منقسمين شمال الأندلس ما كان دولة واحدة للنصارى كانت عدة دويلات ، منها وأكبرها دولة قسطانه ، وهي يرأسها فرناندوا الثالث، ويبدأ يراسل بن الأحمر ، بن الأحمر هو الذي كان يتزعم ولاية غرناطة ، وابن الأحمر "هو محمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر"، على فكرة هو ليس اسمه ابن الأحمر سمي بابن الأحمر بسبب احمرار شعره، فما كان اسما له، بل لقب فانتشر هذا الاسم عند العرب ولأبنائه من بعده حتى استمر لقب ابن الأحمر وحكم بني الأحمر هؤلاء إلى نهاية حكم المسلمين في غرناطة .
قشتالة أكبر دويلة نصرانية عقدت اتفاقية مع غرناطة ووافق عليها بن الأحمر بسبب الظلم والضعف الذي هو فيه وكان بنود المعاهدة بينهما كالتالي.
أولا: يدفع بن الأحمر الجزية إلى ملك قشتالة.
ثانيا: يحضر بن الأحمر براد فرناندوا كأحد الولاة على البلاد بحيث تكون غرناطة تابعة لقتشالة ضمنا.
ثالثا: تحكم غرناطة من قبل بن الأحمر باسم ملك قتشالة علانية. إذن رسميا قانونيا غرناطة تابعة لقشتالة ولكنها فعليا ليس فيها نصارى ليس فيها ولا جيش نصراني.
رابعا: وهذا من الخطورة الشديدة تريد السلام معنا هكذا اشترط ملك قتشالة يسلم بن الاحمر ما بقي من حصون جيالة وحصون كثيرة أخرى تقع كلها في غرب غرناطة مواقع في غاية الأهمية تحيط بغرناطة نفسها فسلمها ابن الأحمر بناء على هذه الاتفاقية.
خامسا: وهو أشد وأخطر ما في هذه الاتفاقية يساعد بن الأحمر "فرناندوا" في حروبه ضد أعدائه إذا احتاج إليه حتى لو كانوا من المسلمين قمة التدني والانحطاط تجلى في سقوط أشبيلية أول حرب بعد هذه الاتفاقية الآن ملك قشتالة حيد غرناطة من بقية المسلمين صار تابعة له، قاد ملك قتشالة بالزحف نحو اشبيليه وطبعا طلب من بن الأحمر أن يساعد في حرب قتشالة ضد أشبيليه الآن يطلبوا من بن الأحمر أن ينفذ الاتفاقية ويساعد ملك قتشالة في حربه ضد أشبيلية.
هل فعل بن الأحمر ذلك؟ هل وافق الشعب على أن يحارب مع النصارى دولة إسلامية أخرى؟ تعرفون القصة بعد الفاصل إن شاء الله .
فاصل.
.....................................................
أهلا ومرحبا بكم مرة أخرى مع برنامج "علمني التاريخ".
نحن نتحدث عن إسقاطات أحداث سقوط "الأندلس" على واقعنا ونحن في قصة سقوط الأندلس قلنا سقطت كل الولايات الإسلامية في يد النصارى .. وبقيت ولايتان فقط أشبيلية وغرناطة ثم قام ملك قشتالة اللي هي أهم دولة نصرانية في شمال الأندلس.. باتفاقية مع ابن الأحمر ملك غرناطة يلتزم فيها بن الأحمر بالتبعية السياسية لقشتالة .. ويتعهد أيضا بمساعدة قشتالة ضد أعدائها ويستغل فرناندوا الثالث ملك قشتالة هذا الامر فيهجم على أشبيلية ويطلب من بن الأحمر أن يساعده في حربها وفق بنود المعاهدة التي ذكرناها سابقا ، والتزاما صاغرا بها ودوسا بالأقدام دوسا بالأقدام لتعاليم الإسلام وشريعة الإسلام وضربا برابطة النصرة والأخوة الإسلامية ومولاة للنصارى وأعداء الإسلام ما كان من بن الأحمر إلا أن سمع وأطاع وبكامل عدته يتقدم فرسان المسلمين الذين يتقدمون بدورهم أمام جيوش قشتالة جيش المسلمين في المقدمة نحو أشبيلية ضاربين حصارا طويلا وشديدا حولها مما يثير الحيرة والدهشة ويدعوا للتعجب والحسرة ليس موقف بن الأحمر هذا الخائن وإنما موقف شعب غرناطة الذي هو قوة بن الأحمر .. وجيش بن الأحمر كيف يرتضي فعتله تلك ، ويتحرك الجيش الغرناطي مع الجيش القشتالي ويحاصرون المسلمون في أشبيلية ليس لشهر ولا شهرين هذا الحصار وإنما طيلة 17 شهرا كاملا يستغيث بها أهل أشبيلية بأهل غرناطة ويستغيثون بكل من حولهم ولكن هل يسمع من به صمم.
المغرب مشغول بالثورات الداخلية ناس يثورون على ناس ، وبنوا مرين ثاروا على الموحدين في داخل المغرب، والمدينة الوحيدة المسلمة الباقية في الأندلس الولاية الوحيدة المسلمة هي غرناطة التي تحاصر أشبيلية ، في 27 من شهر رمضان سنة 646 هـ الموافق 1248م، بعد 17 شهر كاملا من الحصار الشديد تسقط أشبيلية بأيدي المسلمين الذين عاونوا النصارى تسقط أشبيلية ثاني أكبر مدينة في الأندلس، هذه المدينة صاحبة التاريخ المجيد والعمران العظيم تسقط أشبيلية ومن أقوى حصون الأندلس تسقط أشبيلية ويغادر أهلها المسلمون يغادروا البلاد ويهجر هؤلاء بلادهم يشرد منها 400ألف مسلم يطردوا من أشبيلية واحسرتاه على المسلمين تفتح حصونهم وتدمر قواتهم بأيديهم وما فتئ الزمان يدور حتى مضى بالمجد قوم آخرونا.
وأصبح لا يرى في الركب قوم وقد عاشوا أئمته سنينا.
وآلمني وألم كل حر سؤال الدهر أين المسلمون.
وعلى هذا تكون اشبيلية اختفت ليس من تلك الفترة وإنما اختفت إلى اليوم من خارطة الإسلام وما زال إلى الآن مسجدها الكبير الذي أسسه "يعقوب المنصور الموحدي" بعد انتصاره ا لعظيم في معركة الأرق الخالدة ، أسسه بغنائم المسلمين من النصارى في معركة الأرق، ما زال هذا المسجد إلى اليوم كنيسة يعلق فيها الصليب ويعبد فيه المسيح بعد أن كانت أعظم ثغور الإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولم يتبقى في الأندلس سنة 646هـ 1248م، لم يبقى في الأندلس أي ولاية إسلامية غير غرناطة طبعا غرناطة مدينة والمدن اللي حواليها يتبعونها من باب أنها ولاية كاملة.
وظلت هذه المدن تابعة لغرناطة وسميت مملكة غرناطة، لا تمثل كما ذكرنا هذه المملكة سوى 15% فقط من أرض الأندلس 85% من أرض الأندلس قد ضاع تضم غرناطة بالإضافة إلى المدينة الرئيسية غرناطة 3 ولايات متحدة، ولاية غرناطة وولاية ملقة، وولاية المرية، ثلاثة ولايات تقع كلها تحت غرناطة تحت حكم بن الأحمر طبعا كل واحدة لها شيء من الاستقلال ذاتي لكن سياسيا وعسكريا هي تتبع بن الأحمر داخل الولايات هناك استقلال نسبي، وقبل أن نكمل دعونا نتساءل ونتعجب ، لماذا يعقد فرناندوا الثالث اتفاقية مع ابن الأحمر؟ لماذا لم يأكل غرناطة كما أكل غيرها من بلاد المسلمين دون عهود ودون اتفاقيات؟
طبعا هناك أسباب.
أولا : كانت بغرناطة كثافة سكانية عالية جدا، طبعا من أسباب هذه الكثافة أنه كلما سقطت دويلة من دويلات المسلمين هاجر أهلها إلى غرناطة، فكان النصارى فكانوا ينتهجون نهجا واحدا وهو إما قتل المسلمين أو تشريدهم أو طردهم ... فالذين كانوا يشردوا أو يطردوا كانوا يتجمعون في غرناطة، فالذين تجمعوا في غرناطة بسبب سقوط مدنهم في أيدي النصارى تجمعوا كلهم في الجنوب الشرقي في غرناطة، يقال أن وصلت الأعداد أكثر من مليون نسمة سكان غرناطة.
ثم كانت غرناطة لها حصون منيعة جدا دعمت على مدى السنين وكانت يعني متعبة لكل من يحاول أن يفتحها.
الأمر الثالث: أنها كانت تقع في الجنوب الشرقي عند البحر المتوسط فقريبة جدا من بلاد المغرب العربي وقامت في بلاد المغرب العربي .. كما ذكرنا دولة إسلامية جديدة هي دولة بني مرين التي ثارت على الموحدين الذين ثاروا على المرابطين هذه دولة بني المرين كانت دولة سنية تقوم على التقوى وكانت بين الحين والآخر تساعد غرناطة.
ومن هنا هذه العوامل مجتمعة جعلت غرناطة تصمد ومن هنا وافق فرناندوا الثالث على عقد هذه الاتفاقية طبعا هذا ما كان يمنع أنه بين حين وآخر .. كان النصارى القتشتاليون بقيادة فرناندوا الثالث ومن تبعه طبعا من ملوك النصارى كانوا يخونون العهد مع بن الأحمر فيهجمون على بعض المدن ويحتلونها ويحاولون أخذ بعض الحصون .. وكان بن الأحمر طبعا يحاول أن يستردها لكن بدون فائدة فبدأت غرناطة تتقلص شيئا فشيئا.
الخيانة أحد عوائق النصر الرئيسية .. رأيناها في خيانة غرناطة لأشبيلية ، ملك فاسد أحد عوائق النصر حاكم فاسد.. رأيناها في بن الأحمر.
مزيد من عوائق النصر وأسباب النصر .. نتحدث عنها في لقاء قادم إن شاء الله .. مع الحديث عن كيف سقطت غرناطة نفسها؟
فإلى أن نلتقي .. نستوعدكم الله .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
أبو حمو موسى الأول

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

المراجعة الحالية (غير مراجعة)

اذهب إلى: تصفح, البحث
هو السلطان أبو حمو بن السلطان أبي سعيد عثمان بن السلطان يغمراسن بن زيان.
ولد 665ه—1266م وبويع بتلمسان يوم وفاة أخيه السلطان أبي زيان الأول الأحد 21شوال 706ه—26ابريل 1307م وكان شجاعا شديد في غير قساوة : لينا في غير ضعف، حازما صارما، وهو أول من احدث في هذه الدولة مراسيم الملك ومصطلحات تنظيمات القصر وتشريفاته.
محتويات

[أخفِ]

[عدل] أسباب قدوم أبو حمو موسي إلى هذه الناحية

من المعلوم انه بعد سقوط الدولة الموحدية نتيجة انهزامها في معركة حصن العقاب بالأندلس سنة 1212م ظهرت ثلاث دول في المغرب العربي ،أولها الدولة الحفصية في تونس عام 1235م والدولة المرينية بفاس سنة 1269م ،حيث كانت كل دولة من هذه الدول تسعي بأخذ زمام الحكم في كامل منطقة المغرب العربي ،وتري نفسها بأنها أحق بخلافة الموحدين.
لذا وجدت الدولة الزيانية نفسها بين فكي الأسد كما يقال حيث الخطر يدأهمها شرقا من طرف الحفصيين وتارة غربا من لدن المرينيين بالإضافة إلي خروج القبائل البربرية في المغرب الأوسط وتمردهم ضد الزيانيين ،فمنهم من أعلن ولاءه للحفصيين واستصراخهم ضد يغمراسن مثل ما فعل بنو توجين الذين كانت لهم قلعة تاقدامت (بني سلامة) وقلعة منداس ،وقلعة أخرى بالونشريس.
إما الثعالبة بسهول متيجة ومغراوة بسهول الشلف كانوا يستصرخون ببني مرين في فاس ضد الزيانيين في تلمسان، وأحيانا أخرى يستصرخون بالحفصيين في تونس.
وهذا ما جعل السلطان العبد الوادي أبو حمو موسي الأول يقوم باكتساح ساحق لإخضاع هذه القبائل وجمع كل هذه القبائل ويبني دولة قوية تكون قادرة علي الوقوف في وجه مناوئيها حيث قدم علي رأس جيش عرمرم متوجها به نحو الشرق، وقد نزل به في مكان يدعي وادي نهل وبني قصره المعروف بحمو موسي قرب مازونة الذي حرفته العامة إلي عمي موسي. وذلك في سنة 711هجري.
ثم شن هجوما كاسحا علي مغراوة بسهول الشلف حيث التقي الجيشان وأسفرت المعركة علي قتل الآلاف ثم قدم إلي مازونة وقتل عبد الرحمان بن منديل أمير مغراوة آنذاك.
[عدل] غارات أبو حمو وفتوحاته

كان أول ما افتتح به أبو حمو أعماله الإدارية إن سعي في مسالمة بني مرين ومهادنتهم، ثم لما اطمأن علي ملكه من الناحية الغربية اشتغل بتطهير الحواشي والجوانب المحيطة به فاخذ في تذليل القبائل المنشقة عنه كمغراوة وتوجين، فانتصر عليهم ولكنه لم يظفر بالأمير المغراوي راشد بن محمد لفراره، ثم التفت نحو الشرق، فبعث بجنوده ─أولا إلي الزاب الجزائري فاستولي عليه سنة 710ه، 1310م وأذعنت لطاعته بلاد الجزائر الشرقية.
فتقلص عنها ضل بني أبي حفص ثم بعد سنتين خرج السلطان أبو حمو بنفسه متوجها نحو مدينة الجزائر فاحتل بلدة تدلس─دلس─وأخضع أميرها، ثم تمكن من مدينة الجزائر وأقصي عنها حاكمها ابن علان بعدما استبد بها مدة أربع عشر سنة وسيطر على جبل أبي ثابت وكما شيد قصر«اصفون» في مدة لا تتجاوز أربعين يوما، وهو نفس مكان المدينة المعروفة اليوم بالساحل الشرقي الجزائري باسم ازفون ─وأقام به الحامية ثم تركه منصرفا إلي غزواته.
[عدل] القضاء علي إمارة الثعالبة بمتيحة

يذكر المؤرخون انه كان بسهول متيجة نحو الثلاثين مدينة وكلها كانت للثعالبة الذين هم من عرب المعقل وكان موقف هؤلاء السياسي دائما في جانب المرينيين ضد بني عبد الواد، ولا سيما أيام الحصار الشديد الذي ضربه السلطان أبو يوسف يعقوب على تلمسان، وقد لاحظ منهم ذلك بنو عبد الواد فاكتموهم العداوة مصانعة إلى أن حانت لهم الفرصة في هذه المرة وطعن سلطان مرين وارتفع الحصار واسترد الزيانيون مملكتهم فجهز يومئذ السلطان أبو حمو الأول عساكره بقيادة ابن عمه محمد بن يوسف بن يغمراسن ووجههم إلى متيجة وانقضوا على الثعالبة فخربوا قصورهم وحطموا ديارهم وقضوا على أكثريتهم، ولم ينجو منهم يومئنذ في هذه الوقعة سوى نفر قليل التجأ إلى أحلافه بني مرين بالمغرب الأقصى، ومنهم من ذهب إلى الصحراء ومنهم من أقام بجبال الونشريس، ثم حاصر الجيش العبد الوادي مدينة بجاية وضيق على صاحبها يومئذ أبى زكرياء الأوسط حليف مرين.
[عدل] مصرع السلطان أبي حمو موسى الأول

لقد عملت عوامل الغيرة والحسد أعمالها في الأمير أبي تاشفين بسبب ما كان عليه والده أبو حمو موسى من تقديم ابن أخيه أبي السرحان عليه وانفراده في مجلسه، بل وكثيرا ما كان يظهر ذلك أمام ولده أبي تاشفين فيستشير أبا السرحان ويحادثه في شؤون الولاية وأعمالها وأبو تاشفين جالس بدون أن يلتفت إليه، فاستنكف أبو تاشفين لهذه الاهانة واغتاظ لذلك فسخط على والده ودبر له مكيدة ذهب السلطان ضحيتها فاغتاله بعض العلوج بقصره يوم الأربعاء 22جمادي الأول سنة 718هـ جوان1318 م.
 
انضمام الجزائر للدولة العثمانية
كان من آثار التهجير الجماعي للمسلمين من الأندلس ونزوح أعداد كبيرة منهم إلى الشمال الأفريقي حدوث العديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في ولايات الشمال الأفريقي.ولما كان من بين المسلمين النازحين إلى هذه المناطق أعداد وفيرة من البحارة ، فكان من الضروري أن تبحث عن الوسائل الملائمة لاستقرارها ، إلا أن بعض العوامل قد توافرت لتدفع بأعداد من هؤلاء البحارة إلى طريق الجهاد ضد القوى المسيحية في البحر المتوسط ، ويأتي في مقدمة هذه الأسباب الدافع الديني بسبب الصراع بين الإسلام والنصرانية وإخراج المسلمين من الأندلس ومتابعة الأسبان والبرتغال للمسلمين في الشمال والأفريقي.وقد ظلت حركات الجهاد الإسلامي ضد الأسبان والبرتغاليين غير منظمة حتى ظهور الأخوان خير الدين وعروج بربروسا واستطاعا تجميع القوات الإسلامية في الجزائر وتوجيها نحو الهدف المشترك لصد أعداء الإسلام عن التوسع في موانئ ومدن الشمال الأفريقي.
وقد اعتمدت هذه القوة الإسلامية الجديدة في جهادها أسلوب الكر والفر في البحر بسبب عدم قدرتها في الدخول في حرب نظامية ضد القوى المسيحية من الأسبان والبرتغاليين وفرسان القديس يوحنا ، وقد حقق هؤلاء المجاهدين نجاحاً أثار قلق القوى المعادية ، ثم رأوا بنظرهم الثاقب أن يدخلوا تحت سيادة الدولة العثمانية لتوحيد جهود المسلمين ضد النصارى الحاقدين.وقد حاول المؤرخون الأوروبيون التشكيك في طبيعة الحركة الجهادية في البحر المتوسط ووصفوا دورها بالقرصنة وكذلك شككوا في أصل أهم قادتها وهما خير الدين وأخوه عروج الأمر الذي يفرض ضرورة إلقاء الضوء على دور الأخوين وأصلهما ، وأثر هذه الحركة على الدور الصليبي في البحر المتوسط في زمن السلطان سليم والسلطان سليمان القانوني.
أولاً : أصل الأخوين عروج وخير الدين :
يرجع أصل المجاهدين إلى الأتراك المسلمين وكان والدهما يعقوب بن يوسف من بقايا الفاتحين المسلمين الأتراك الذين استقروا في جزيرة مدللي إحدى جزر الأرخبيل. وأمهم سيدة مسلمة أندلسية كان لها الأثر على أولادها في تحويل نشاطهم شطر بلاد الأندلس التي كانت تئن في ذلك الوقت من بطش الأسبان والبرتغاليين. وكان لعروج وخير الدين أخوان مجاهدان هما إسحاق ومحمد إلياس.إن ما ذكر عن الدور الذي لعبه الأخوان يؤكد حرصهما على الجهاد في سبيل الله ومقاومة أطماع أسبانيا والبرتغال في الممالك الإسلامية في شمالي أفريقيا ولقد أبدع الأخوان في الجهاد البحري ضد النصارى وأصبح لحركة الجهاد البحري في القرن السادس عشر مراكز مهمة في شرشال ووهران والجزائر ودلي وبجاية وغيرها في أعقاب طرد المسلمين من الأندلس ، وقد قويت بفعل انضمام المسلمين الفارين من الأندلس والعارفين بالملاحة وفنونها والمدربين على صناعة السفن.
ثانياً : دور الأخوين في الجهاد ضد الغزو النصراني :
اتجه الأخوان عروج وخير الدين إلى الجهاد البحري منذ الصغر ، ووجها نشاطهما في البداية إلى بحر الأرخبيل المحيط بمسقط رأسهما حوالي سنة 1510م ، لكن ضراوة الصراع بين القوى المسيحية في بلاد الأندلس وفي شمالي أفريقيا بين المسلمين هناك ، والذي اشتد ضراوة في مطلع القرن السادس عشر ، قد استقطب الأخوين لينقلا نشاطهما إلى هذه المناطق وبخاصة بعد أن تمكن الأسبان والبرتغاليون من الاستيلاء على العديد من المراكز والموانئ البحرية في شمالي أفريقيا.
وقد حقق الأخوان العديد من الانتصارات على القراصنة المسيحيين الأمر الذي أثار إعجاب القوى الإسلامية الضعيفة في هذه المناطق ، ويبدو ذلك من خلال منح السلطان “الحفصي” لهم حق الاستقرار في جزيرة جربة التونسية وهو أمر عرضه لهجوم أسباني متواصل اضطره لقبول الحماية الأسبانية بالضغط والقوة ، كما يبدو من خلال استنجاد أهالي هذه البلاد بهما ، وتأثيرهم داخل بلدهم مما أسهم في وجود قاعدة شعبية لهما تمكنهما من حكم الجزائر وبعض المناطق المجاورة. ويرى بعض المؤرخين أن دخول عروج وأخيه الجزائر وحكمهما لها لم يكن بناءً على رغبة السكان ، ويستند هؤلاء إلى وجود بعض القوى التي ظلت تترقب الفرص لطرد الأخوين والأتراك والمؤيدين لهما ، لكن البعض الآخر يرون أن وصول عروج وأخيه كان بناءاً على استدعاء من سكانها لنجدتهم من الهجوم الأسباني الشرس ، وأن القوى البسيطة التي قاومت وجودهما كانت تتمثل في بعض الحكام الذين أبعدوا عن الحكم أمام محاولات الأخوين الجادة في توحيد البلاد حيث كانت قبل وصولهما أشبه بدولة ملوك الطوائف في الأندلس ، وقد سائد أغلب أهل البلاد محاولات الأخوين واشتركت أعداد كبيرة منهم في هذه الحملات ، كما ساندهما العديد من الحكام المحليين الذين شعروا بخطورة الغزو الصليبي الأسباني.ويظهر دور الأخوين المجاهدين بمحاولة تحرير بجاية من الحكم الأسباني سنة 1512م، وقد نقلا – لهذا الغرض – قاعدة عملياتها ضد القوات الأسبانية في ميناء جيجل شرقي الجزائر بعد أن تمكنا من دخولها وقتل حماتها الجنوبيين سنة 1514م لكي تكون محطة تقوية لتحرير بجاية من جهة ولمحاولة مساعدة مسلمي الأندلس من جهة أخرى ، ويبدو أن الأخوين قد واجها تحالفاً قوياً نتج عنه العديد من المعارك النظامية وهو أمر لم يتعودوه لكن أجبروا عليه بفعل الاستقرار في حكم الجزائر ، وزاد من حرج الموقف قتل عروج في إحدى المعارك سنة 1518م مما اضطر خير الدين للبحث عن تحالف يعينه على الاستقرار والمقاومة سواء لدورها البارز في ساحة البحر المتوسط أم لأن القوى المحلية في الشمال الأفريقي كانت متعاطفة معها.وتتابع انتصاراتها على الساحة الأوروبية منذ فتح القسطنطينية وأن الاتجاه لمخالفتها سيسكب دور خير الدين مزيداً من التأييد من قبل هذه القوى ، وإلى جانب ذلك فإن الدولة العثمانية قد أبدت استجابة للمساعدة حين طلب منها الأخوان ذلك ، كما أبدت رغبتها في مزيد من المساعدات لدوره وكذلك لبقايا المسلمين في الأندلس ، ومن منظور ديني أسهم في إكساب دورها تأييداً جماهيرياً وجعل محاولة التقرب منهما أو التحالف معهما عملاً مرغوباً.ومن جهة أخرى كانت الظروف في الدولة العثمانية على عهد السلطان سليم الأول مهيأة لقبول هذا التحالف وبخاصة بعد أن اتجهت القوات العثمانية إلى الشرق العربي ، وكان من أبرز أهدافها في هذا الاتجاه هو التصدي لدور البرتغاليين والأسبان وفرسان القديس يوحنا في المنطقة ، وكان من المنطقي التحالف مع أي من القوى المحلية التي تعينها على تحقيق هذه الأهداف.
ثالثاً : التحالف مع العثمانيين :
اختلف علماء التاريخ حول بداية التحالف بين العثمانيين والأخوين عروج وخير الدين ، فتذكر بعض المراجع أن السلطان سليم الأول كان وراء إرسالهم إلى الساحل الأفريقي تلبية لطلب المساعدة من سكان الشمال الأفريقي وعملاً على تعطيل أهداف البرتغاليين والأسبان في منطقة البحر المتوسط. وعلى الرغم من عدم تداول هذه الرواية بين المؤرخين إلا أنها توضح أن العثمانيين لم يكونوا بمعزل عن الأحداث التي تدور على مساحة البحر المتوسط.ويرجع بعض المؤرخين التحالف بين الجانبين إلى سنة 1514م في أعقاب فتح عروج وخير لميناء جيجل حيث أرسل الأخوان إلى السلطان سليم الأول مجموعة من النفائس التي استوليا عليها بعد فتح المدينة ، فقبلها السلطان ورد لهما الهدية بإرسال أربع عشر سفينة حربية مجهزة بالعتاد والجنود ، وكان هذا الرد من السلطان العثماني يعكس رغبته في استمرار نشاط دور الأخوين ودعمه. على أن بعض المؤرخين يذكرون أن الدعم العثماني لهذه الحركة كان في أعقاب وفاة عروج سنة 1518م وبعد عودة السلطان العثماني من مصر إلى استانبول سنة 1519م.على أن الرأي الأكثر ترجيحاً أن الاتصالات بين العثمانيين وهذه الحركة كان سابقاً لوفاة عروج وقبل فتح العثمانيين للشام ومصر ، وذلك يرجع إلى أن الأخوين كانا في أمس الحاجة لدعم أو تحالف مع العثمانيين بعد فشلهما في فتح (بجاية) ، كما أنهما حوصروا في جيجيل بين الحفصيين الذين أصبحوا من أتباع الأسبان وبين (سالم التومي) حاكم الجزائر الذي ارتكز حكمه على دعم الأسبان له هو الآخر ، فضلاً عن قوة الأسبان وفرسان القديس يوحنا التي تحاصرهما في البحر ، فكان لوصول الدعم العثماني أثره على دعم دورهما وشروعهما في دخول الجزائر برغم هذه العوامل حيث اتفق العثمانيون مع الأخوين على ضرورة الإسراع بدخولهما قبل القوات الأسبانية لموقعها الممتاز من ناحية ولكي يسبقوا الأسبان إليها ، لاتخاذها قاعدة لتخريب الموانئ الإسلامية الواقعة تحت الاحتلال الأسباني كبجاية وغيرها من ناحية أخرى.وقد تمكن عروج من دخول الجزائر بفضل هذا الدعم وقتل حاكمها بعد أن تأكد من مساعيه للاستعانة بالقوات الأسبانية ، كما تمكن من دخول ميناء شرشال ، واجتمع له الأمر في الجزائر وبويع في نفس السنة التي هزمت فيها القوات المملوكية أمام القوات العثمانية في الشام سنة 1516م في موقعة مرج دابق.ولم يكن من الممكن للأخوين أن يقوما بهذه الفتوحات لولا تشجيع السلطان العثماني ودعمه إلى جانب دعم شعوب المنطقة وقد سبق أن فشلا في دخول بجاية أمام نفس القوات المعادية.بعد أن بويع خير الدين في الجزائر في أعقاب ما حققه من انتصارات على الأسبان والزعماء المحليين المتحالفين معهم أصبح محط آمال كثير من الولايات والموانئ التي كانت ما زالت خاضعة سواء للأسبان أو لعملائهم ، وكان أول الذين طلبوا نصرته أهل تلمسان. ومع أن استنجاد الأهالي كان من الممكن أن يكون كافياً لتدخل خير الدين إلا أن موقع تلمسان الاستراتيجي الذين كان يجعل وجود خير الدين في الجزائر غير مستتب قد جعله يفكر في التدخل قبل أن يطلب الأهالي نجدته ، وأن مطالبهم قد دعته للتعجيل بذلك.وأعد خير الدين جيشاً كبيراً زحف به إلى تلمسان سنة 1517م ، وأمن الطريق إليها ، وبعد أن نجح في السيطرة عليها تمكن الأسبان ، وعملاؤهم من بني حمود ، من استعادتها ولقي أحد إخوة (خير الدين) حتفه وهو إسحاق ، كما قتل عروج وكثيرون من رجاله أثناء حصارهم للمدينة ذلك الحصار الذي امتد لستة أشهر أو يزيد ، امتد حتى سنة 1518م.وقد تركت هذه الأحداث أثراً بالغاً في نفس خير الدين مما دفعه إلى التفكير في ترك الجزائر لولا أن أهلها ألحوا عليه بالبقاء. وكانت موافقته على البقاء تفرض عليه ضرورة بذل المزيد من الجهد خشية أن يهاجمه الأسبان ومؤيدوهم ، كما أن ذلك قد أدى إلى اتجاهه إلى مزيد من الارتباط بالدولة العثمانية ، وبخاصة بعد أن والت لها مصر والشام ، فكان ذلك يؤكد احتياج الجانين إلى مزيد من الارتباط بالأخر.
رابعاً : سكان مدينة الجزائر يرسلون رسالة استغاثة للسلطان سليم الأول :
قام الأستاذ الدكتور عبدالجليل التميمي بترجمة وثيقة تركية محفوظة في دار المحفوظات التاريخية باستنبول – طوب قابي سيراى – تحت رقم 4656 ، وهذه الوثيقة عبارة عن رسالة موجهة من سكان بلدة الجزائر على اختلاف مستوياتهم ومؤرخة في أوائل شهر ذي القعدة عام 925م ، في الفترة من 26 من شهر أكتوبر (تشرين الأول) إلى 3 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1519م ، وكتب بأمر من خير الدين إلى السلطان سليم بعد عودته من مصر والشام إلى استانبول ، وكان الغرض تلك الرسالة ربط الجزائر بالدولة العثمانية ، وجاء في الرسالة أن خير الدين كان شديد الرغبة في أن يذهب بنفسه إلى استانبول ليعرض على السلطان سليم الأول شخصياً إبعاد قضية الجزائر ، ولكن زعماء مدينة الجزائر توسلوا إليه أن يبقى فيها كي يستطيع مواجهة الأعداء إذا تحركوا ، وطلبوا منه أن يرسل سفارة تقوم بالنيابة عنه ، وكانت الرسالة التي حملتها البعثة موجهة باسم القضاة والخطباء والفقهاء والأئمة والتجار والأعيان وكافة سكان مدينة الجزائر العامرة ، وهي تفيض بالولاء العميق للدولة العثمانية وكان الذي يتزعم السفارة (الفقيه العالم الأستاذ أبو العباس احمد بن قاضي) ، وكان من أكبر علماء الجزائر ، كما كان قائداً عسكرياً وزعيماً سياسياً وكان بمقدوره أن يصور أوضاع بلاده والأخطار التي تحيط بها من كل جانب.لقد أشاد الوفد بجهاد بابا عروج في مدافعة الكفار وكيف كان ناصراً للدين وحامياً للمسلمين وتكلموا عن جهاده حتى وقع شهيداً في حصار الأسبانيين لمدينة تلمسان وكيف خلفه أخوه المجاهد في سبيل الله أبو التقى خير الدين. وكان له خير خلف فقد دافع عنا ، ولم نعرف منه إلا العدل والإنصاف واتباع الشرع النبوي الشريف ، وهو ينظر إلى مقامكم العالي بالتعظيم والإجلال ، ويكرس نفسه وماله للجهاد لرضاء رب العباد وإعلاء كلمة الله ومناط آماله سلطنتكم العالية مظهراً إجلالها وتعظيمها، على أن محبتنا له خالصة ونحن معه ثابتون ونحن وأميرنا خدام أعتابكم العالية. وأهالي إقليم بجاية والغرب والشرق في خدمة مقامكم العالي ، وإن المذكور حامل الرسالة المكتوبة سوف يعرض على جلالتكم ما يجري في هذه البلاد من الحوادث والسلام.
إن الرسالة السابقة تبين للباحث آراء الجزائريين تجاه الدولة العثمانية وكان من تلك الآراء :
- أن خير الدين يمثل الحاكم المسلم الأمثل في شمال افريقية ، فهو يحترم وينفذ مبادئ الشريعة الإسلامية ويتخذ من العدل شرعة ومنهاجاً له في الحكم.- أن نشاطه يتركز في قيادة عمليات الجهاد ضد النصارى.- أنه يكن للدول العثمانية وسلطانها كل تقدير واحترام.
- تدل الرسالة على تماسك الجبهة الداخلية ووضوح الهدف أمام مسلمي الجزائر.
خامساً : استجابة السلطان سليم الأول لأهل الجزائر :
سارع السلطان سليم إلى منح رتبة بكلر بك إلى خير الدين بربروس وأصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة في إقليمه ممثلاً للسلطان وبذلك أصبحت الجزائر تحت حكم الدولة العثمانية وأصبح أي اعتداء خارجي على أراضيها يعتبر اعتداء على الدولة العثمانية ، ودعم السلطان سليم هذا بقرارات تنفيذية ، إذ أرسل إلى الجزائر قوة من سلاح المدفعية ، وألفين من الجنود الانكشارية ، ومنذ ذلك الوقت (1519م) بدأ الانكشاريون يظهرون في الحياة السياسية والعسكرية في الأقاليم العثمانية في شمال إفريقيا وأصبحوا عنصراً بارزاً ومؤثراً في سير الأحداث بعد أن كثر إرسالهم تلك الأقاليم ، وأذن السلطان سليم لمن يشاء من رعاياه المسلمين في السفر إلى الجزائر والانخراط في صفوف المجاهدين ، وقرر منح المتطوعين الذين يذهبون إلى الجزائر الامتيازات المقررة للفيالق الإنكشارية تشجيعاً لهم على الانضمام إلى كتائب المجاهدين ، ولقد هاجر سكان الأناضول إلى الجزائر شوقاً إلى عمليات الجهاد ضد النصارى . ولقد ترتب على القرارات التي أصدرها السلطان سليم الأول عدة نتائج هامة كان من بينها :
1- دخول الجزائر رسمياً تحت السيادة العثمانية اعتباراً من عام 1519م ودعي للسلطان سليم علي المنابر في المساجد وضربت العملة باسمه.
2- إن إرسال القوات العثمانية جاء نتيجة استغاثة أهل بلدة الجزائر بالدولة العثمانية واستجابة لرغبتهم فلم يكن دخول القوات العثمانية غزواً أو فتحاً عسكرياً ضد رغبة أهل البلد.
3- إن إقليم الجزائر كان أول إقليم من أقاليم شمال أفريقيا يدخل تحت السيادة العثمانية ، وأصبحت الجزائر ركيزة لحركة جهاد الدول العثمانية في البحر المتوسط وكانت حريصة على امتداد نفوذها بعد ذلك إلى أقاليم الشمال الأفريقي لتوحيده تحت راية الإسلام والعمل على تخليص مسلمي الأندلس من الأعمال الوحشية التي كان يقوم بها الأسبان النصارى.لقد كان زمن السلطان سليم البداية المتواضعة لمد النفوذ العثماني إلى أقاليم شمال أفريقية من أجل حماية الإسلام المسلمين وواصل ابنه سليمان ذلك المشروع الجهادي.لقد استجاب السلطان العثماني سليم لنداء الجهاد من أخوة الدين ، وشرعت الدولة العثمانية في إنشاء أسطول ثابت لهم في شواطئ شمال أفريقيا والذي ارتبط منذ البداية باسم الأخوين عروج وخير الدين بربروسة.
سادساً : التحديات التي أمام خير الدين :
كان أمام خير الدين بربروس في وضعه السياسي والعسكري الجديد أن يحارب على جبهتين :
1- الجبهة الأسبانية لطرد الأسبانيين من الجيوب التي أقاموها فضم إليه عنابة وقالة في شرقي الجزائر وحقق انتصاراً باهراً على الأسبانيين حين استولى عام 1529م على حصن بينون الأسباني على الجزيرة المواجهة لبلدة الجزائر ، وقد كان قد استمر يقصف الحصن بقذائف مدافعة طوال عشرين يوماً حتى تداعت جوانبه ، ثم اقتحم الحصن مع قوات كثيفة العدد كانت تحملها خمس وأربعون سفينة جاءت من الساحل وأسر قائد الحصن مع كبار ضباطه.
إن استيلاء خير الدين على البينون سنة 1529م يعد بداية تأسيس ما عرف باسم نيابة الجزائر ، ومنذ ذلك التاريخ أصبح ميناء الجزائر عاصمة كبرى للمغرب الأوسط بل ولكل شمال افريقية العثمانية فيما بعد. وبدأ استخدام مصطلح الجزائر للدلالة على إقليم الجزائر حتى نهاية القرن الثامن عشر.2- الجبهة الداخلية، وكانت تتمثل في محاولة توحيد المغرب الأوسط التي لم تخلو من مؤامرات بني زيان والحفصيين ومن بعض القبائل الصغيرة ولكنه استطاع مد منطقة نفوذه باسم الدولة العثمانية ودخلت الأمارات الصغيرة تحت السيادة العثمانية لكي تحتمي بهذه القوة من الأطماع الصليبية الأسبانية ومن قهرها على اعتناق النصرانية وما لبث أن مد خير الدين النفوذ العثماني إلى بعض المدن الداخلية الهامة مثل القسطنطينية.لقد نجح خير الدين في وضع دعامات قوية لدولة فتية في الجزائر وكانت المساعدات العثمانية تصله باستمرار من السلطان سليمان القانوني واستطاع خير الدين أن يوجه ضرباته القوية للسواحل الأسبانية وكانت جهوده مثمرة في إنقاذ آلاف المسلمين من أسبانيا ، فقد قام عام 936هـ/1529م بتوجيه ست وثلاثون سفينة خلال سبع رحلات إلى السواحل الأسبانية للدولة العثمانية في الحوض الغربي للبحر المتوسط ، وبفضل الله ثم مساعدات الدولة العثمانية وموارد خزينة الجزائر المتنوعة من ضرائب وسبي ومغانم وزكاة والعشر والجزية والفيء والخراج وما يقوم به الحكام ورؤساء القبائل والعشائر من دفع العوائد وغيرها أصبحت دولة الجزائر لها قاعدة اقتصادية قوية.لقد تضررت أسبانيا من نجاح خير الدين في الشمال الإفريقي وكانت أسبانيا يتزعمها شارل الخامس إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة والتي كانت تضم وقتذاك أسبانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا والنمسا وإيطاليا وكانت الدولة الرومانية المقدسة تدافع عن أوربا المسيحية الخطر العثماني نحو شرق ووسط أوربا ، لذا يمكن القول بأن الصراع بين شارل الخامس وبين ببليربكية والجزائر كان بمثابة فتح جبهة حربية جديدة ضد الدولة العثمانية في الشمال الإفريقي ، لذلك لم يكتف شارل بالهجوم المفاجئ على سواحل الجزائر ، بل أرسل مبعوثاً للتجسس في شمال أفريقيا سنة 940هـ / 1533م وهو الضابط (أوشوا دوسلا) الذي طاف بأنحاء تونس ، وهناك وجد استعداد الحفصيين للتعاون مع شارل الخامس ، وحذر من امتداد النفوذ العثماني على تونس ، وذكر أن هذا الاستيلاء سيسهل على العثمانيين السيطرة على أفريقيا ، ثم يتجهون بعد ذلك لاسترداد الأندلس ، وهذا ما يخشاه العالم المسيحي.كانت سياسة المملكة الحفصية في تونس تسير نحو انحطاط مستمر ، كان السلطان الحفصي الحسن بن محمد قد أساء السيرة في البلاد وقتل عدداً من أخوته ، فاضطربت الأحوال في تونس وخرج البعض عن طاعة السلطان الحفصي ، وكان أخو الحسن المسمى بالأمير الرشيد قد هرب من أخيه خوفاً من القتل ولجأ عند العرب في البادية ، ثم ذهب إلى خير الدين في الجزائر وطلب منه الحماية والعون ضد أخيه ، فمنحه ذلك خير الدين ، الذي كان مركزاً اهتمامه على تونس بسبب ضعف الحفصيين والخلافات الداخلية التي مزقت الأسرة الحفصية ، كما كان لتونس في نظره أهمية استراتيجية كبيرة لإشرافها على المضيق الصقلي بحيث تسمح له السيطرة عليها في تحديد وقطع المواصلات بين حوضي المتوسط الشرقي والغربي بالإضافة إلى رغبة خير الدين في توحيد بلاد المغرب تحت حكم الدولة العثمانية ليتمكنوا من استرداد الأندلس.
 
ان شاء الله نكون افدتك اخية
 
شكراا لك اختي نوال على المساعدة
لكن طويل شوية
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top