قلوب حائر

NOUAR 77

:: عضو منتسِب ::
إنضم
15 ديسمبر 2009
المشاركات
5
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
قلوب حائرة :

لقد ذهبت بي الأيام فيما مضى كل مذهب وجرعني من كؤوس الشقاء جرعا ما احتمل فم من قبلي مرارتها.
من لي بضربي بضربات الدهر تذهب بذاكرتي جملة واحدة فلا أعود أذكر أيام حياتك معي..
ومقعدك بجانبي ..وصوتك الرقيق...وحديثك العذب، وصفاء عينيك ورونق وجهك....وصورة قامتك وضحكك ... وبكائك.. ويقضتك وفطانتك.
وحزني لفراقك وسروري بلقائك....كأني كلما ذكرت ذلك شعرت كأن قلبي المجموع قد استحال إلى أفلاذ صغيرة تتطاير في أجواء الفضاء.
اللهم إني أعلم أن الدنيا ليست بدار قرار. فلا أمل في البقاء فيها والركون إليها. والاستمتاع بلذة العيش فيها، وإنما الجسر الذي يمر به الأحياء إلى دارهم الأخرى علم قطع تلك الشقة البعيدة ... ويهون علي آلام وحشتك و......فحرمتني تلك الرقيقة المعينة.
فكيف أسير وأين أعيش؟
اللهم إنك سلبتني كل شيء حتى الدموع التي تريح بها الباكون أنفسهم ويطفئ بها المحزونون لواجع قلوبهم....فأصبح الحزن يغلي بين جوانحي غليان الماء في القدرة المحكمة الغطاء...
فامنن علي بدمعة واحدة أطفئ بها غليلي ...فالدموع هي الرحمة العامة التي كتبت على نفسك أن تعالج بها نكبات المنكوبين وبؤس البائسين....
اللهم لا ريب في عدلك ... ولا ظن في كرمك.. ولا اعتراض على قضائك...ما أصعب أن تبكي بلا دموع ، وأن تذهبي بلا رجوع.. وكأن المكان من حولك أصبح يضيق..
عندها أجلس لوحدي أقلب كتاب العمر وأتجول في صفحات الأمس وأقرأ أسطر تاريخك العظيم..عندها يأخذني الحنين إليك ...ولكن للأسف أنت رحلت قبل أن نكبر معا ونلعب معا ..ذهبت وتركتني وحدي................
سلام عليك أيتها الصديقة الوفية ...سلام على دوحتك الفنانة الغناء التي كنا نمرح في ضلالها ...كنا ننظر إلى السماء
فخيل إلينا أنها مغذى ومراح لنا في الأفاق البعيدة فخيل إلينا أنها مجرى سوابقنا...فكأن العالم كله مملكتنا الواسعة العظيمة ....يا صديقتي لا لأنني تمتعت فيك براح أو غزل ..ولا لأنني ركبت مضيئك إلى الدهر .......ذقت فيك العيش بارد الهواء كما يذوقه النائمون المترفون بل لأنك كنت صديقتي وكفى...أبكيك لأنني كنت أرى في سمائك نجم الأمل لامعا متلألئا يؤنسني منظره ويطربني لؤلؤه ويتغذى إلى أعماق شعاعه المتوهج الملتهب فلما ذهبت ذهب بنهائك ...فأصبح منظر تلك السماء منظر فلاة موحشة مظلمة لا يضيئها كوكب .. ولا يلمع فيها شعاع..
كان يخيل لنا ان زورقا جميلا ينحدر بنا في بحيرة صافية ستمر في طريقه مندفعا لا يعبر منه معترض ولا يلوي به عن طريقه .لا وإلى ما لانهاية ...وكان كل ما يستذرف الدمع من أعيننا هجر صديق...أو طلعة رقيب...أو أرق ليلة ....أو ضجر ساعة...أو نظرة حسد يلقيها بغيض...أو نفتة شرير مبيتا بها حقود ثم لا تلبث مسراتنا ومباهجنا ...أو تطرد تلك الآلام أمامها كما يطرد النهر المتدفق الأقذار والأكدار بين يده وتسلم لنا الحياة....
وما أخذته من العهد على نفسها من الوقوف بين النفوس وآمالها....والقلوب وأمانيها...فألمس صدري بيدي لأعلم أين مكان قلبي من أصابعي ...ثم أنثني على كبدي من وحشية أن تتصدع..
فليت الله يضع لي فيمطر علي قطرة واحدة من غيوث رحمته وإحسانه أبل بها غلي وأطفئ بها ناري أوليت القدر يخلصني من موقف أنافيه كالمريض المشرف لا راج فيرجى ولا ميت فيبكي يقولون" ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل " وأقول ما عذب الله عباده بنازلة القضاء وصاعقة العذاب وطاغية الطوفان والزلزال الأكبر والموت الأحمر والخوف من الجوع والنقص في الأموال والثمرات بمثل ما عذبهم بالأمل الباطل . مثل الأرض تغرق جناتها وتحرم عقبانها وتزأر سباعها، وتعوي ذئابها.... وتتهاوى نجومها ....وتتوالى رجومها......وتتراكم غيومها........
قد أصبحت أحسد الوحوش الهائمة على وجودها في بطون الأودية......... وقمم الجبال أن أراها سارية في مساريها سارحة في مسارحها ، ومفاجآت المقادير لا يعنيها الأسف على فائت من العيش يقلقها الطمع من الرزق..
ارم بطرفك حيث شئت من الناس هل تبصر إلا صريعا صرعة أمله... أو قتيلا قتله رجاؤه...أو صديقا يشكوا غدر صديق كان يرجوا لنوائب الدهر فأصبح عون النوائب عليه أو باكيا يبكي وليدا كان يرجوا لمستقبل دهره ففاجأته الأيام فيه....أو ساعيا ذائب وراء غاية يطلبها من الدهر فلا يبتعد عنها...ولا يمسك بها حتى تفلت من يده أو ساهر متململا لولا أمله أن الأيام ماةتنيله من هواه مابات ليلة شاكيا باكيا، داعيا مناجيا لاتراه الأعين السماء ولا تسمعه إلا أذن الجوزاء.
هذه حالتي وذلك همي وهذا ما وسوس لي أن أعتزل الناس جميعا وأفارق عشيرتي وصحبتي وعلني أجد في البعد عن منارات الأماني ومباعث الآمال وراحة اليأس..... فاليأس خير دواء لأمراض الرجاء.
فهاأنذا قابعة في صحن بيتي ولا مؤنس لي إلا وحشتي ولا أنيس إلا وحدتي ...
أتخيل البيت قبرا.... والثوب كفنا..... والوحشة وحشة المقبورين في مقابرهم...
لأعالج نفسي على نسيان الحياة وأمانيها الباطلة ومطامعها الكاذبة ...
حتى يبلغ الكتاب أجله...... وهذا آخر وعدي بك وبغيرك...
ولم أجد إلا هذا القلم الحائر الذي لا نار له إذا بسط على الورق لينسج خيوط الاحترام والتقدير والكلمات العذبة والحب.... فقد باح بكل ما عجز عنه اللسان.



ارجوا ان تنال اعجابكم
نتقبل كل انتقاداتكم و.........................
ابداع التلميذة حفصة 28/05/2010
 
آخر تعديل:
مارسييييييييييييييييييييييي
 
مشكووووووووووووووووووور
 
  • عن جد كلمات تحفــة:heh:
  • يسلموووو على الموضوع المميز قصدي الكلام الرائع:tears:
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top