الفارس المقدام
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 1 فيفري 2007
- المشاركات
- 344
- نقاط التفاعل
- 1
- النقاط
- 7
رسالة من مراهق
رسالة من مراهق تضم نبضات قلب صادق يبثها لوالديه .. ليطلعهما علي ما يدور بخاطره من متناقضات وتساؤلات .. فهل من مجيب ؟!
بقلم / عبد اللطيف بن هاجس الغامدي
والدي الغالي :
إن أشكو إليك من نفسي التي ما قدرت علي مقارعة الخطوب ولا مواجهة الحياة ، فهي مطيتي في حال الرخاء ، لكنها عدوتي في حال الشدة ، وأجدني أسير بدونك – يا والدي – في مضمار الدنيا كمقاتل يحارب في ساح المعركة بدون سلاح ، أو كهشيم تذروه الرياح ، أو كقارب صغير يعاني من لطم الأمواج وفقد الملاح .
وأعود بالذاكرة للوراء قليلاً أفتش في صفحات الماضي ، فأجد السبب في هذا الضعف الذي أعيشه وهذا الخور الذي أعاني منه هو : تدليلك الزائد لي – فقد عودتني علي أن تكون طلباتي مجابة ورغباتي محققة ، فالقول الجميل قولي ، والفعل الحسن فعلي ، والزلل مني في عينك حسنة ، والخطأ مني في نظرك صواب .
تعودت أن أكون مخدوماً لا خادماً ، وآخذاً لا معطياً ،وآمراً وناهياً ، وحين فقدتك – يا والدي – فقدت كل شيء .. وأصبحت بعدك لا شيء .. !!!
عشت علي كلمات المدح والثناء ، فمن لي بتحمل الكلام النقيض ؟!
ترعرعت علي احتياجاتي الملباة ، فكيف بي إذا واجهت الحرمان البغيض ؟!
نشأت في السراء ، فكيف أطيق صبراً علي الضراء ؟!
تعودت علي كلمات الحب والإطراء ، فكيف أغض الطرف عن كلمات الكره والبغضاء ؟!
ألفت ركوب قوارب السعادة ، فكيف أركب ملزماً قوارب الشقاء ؟!
تربيت علي اليسر ، فمن لي بقلب يتحمل العسر ؟!
تعودت أن يطرق سمعي نسيم ( نعم ) ، فماذا أقول إذا تفجر في مسمعي بركان ( لا ) ؟!