أعـــلام فــــي الأدب العـــربــي { شارك معـــنا }

Elif DZ

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
30 أكتوبر 2009
المشاركات
4,959
نقاط التفاعل
57
النقاط
317
السلامـ عليكمـ و رحمـــة الله و بركاتـــهـ

كيــف حالكمـ ؟
أتمنـــى من كل قلبي أنكـــم و الحمد لله بخيــر
ارتأيت في هذا الموضوع أن نجمـــع ملخصــات أو نبذآآت عن أعلام الأدب العـــربي
و الذي لا يخفـــي على أحد مقداار اسهاماتهمـ في تطور هذا الأدب
و التحـــف الرائعــة و المنجزات الشاهــدة التي نزخر بها اليـــوم
و سأبـــدأ أنا طبعـــا
:shay:


أبــــو تمــــام :
imgres

هــو حبيب بن أوس الطائي وُلــد بقرية جاسم على مقربــة من دمشــق ، نشأ في أسرة فقيـــرة . جاء إلى مصر صبيا ، و شرع يسقي الماء في مسجــد عمرو بن العاص ، و كانت تُلقى فيه دروس العلم و الأدب فأخذ يستمع إليها و يروي ظمأه منها ثم عاد إلى بغداد فمدح خلفاءها و أمراءها و لمع اسمه بين شعراء عصره ، فاتخذه الخلــيفة المعتــصم شاعرا خاصا لهـ .
وضع اللبنات الأولى لمدرسة جديدة في الشعـــر تُعنى بالمحسنــات إلى جانب عنايتها بالفكـــرة .
توفيّ سنـــة 231 هـ و من آثاره ديوان شعــــر .



و هكـــذا كل واحد يساهـــم في رده و تكــون موسوعة لهؤلاء
و لو اعترافا صغيرا منا بجمائلهـــمـ

أختكمـ في الله : ريــــــــــم
:ax_flw:

 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
أبـــو نـــواس :
imgres


هـــو أبو علي الحســـن بن هانئ المعروف بأبي نــواس وُلِـــد بالأهواز من بلاد فـــارس ســـنة 145 هـ من أم فارســـية .
نشأ في البصــرة ، درس الشعر و تخــرج على يـــد الشاعر الكوفي الماجـــن || والبـــة بن الحباب || رحـــل إلى الكـــوفة فأخذ عن أئمتها اللغة و النحـــو و الأدب ، و اشتهر أبو نواس بشعر اللهو و المجون و وصف كؤوس الخمر ، عُــرف بشعوبيتـــه و ميلــه إلى أصله الفارســـي ، توفيّ ينــة 199 هـ ، له ديـــوان شعر جمــع فيه أغــراض الشعر المشهــورة .
 

طــــه حســــين :
imgres

6_1028_1050_7.jpg


هــــو عميــــد الأدب العربـــي (1889\1973) ، وُلِد بالصعيــد المصري من أسرة بسيطــة كُفَّ بصـــره منذ صبـــاه ، تعلــم بالكُتّاب فحفظ القرآن الكريم ثم بالأزهر فالجــامعة المصرية و منها إلى فرنســا .
اشتغــل أستاذا فوزيرا للتربيــة و التعليـــم ، من آثاره : حديـــث الأربعاء ، الأيام ، تاريخ الأدب العربـــي .
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
أبـــو العتــاهية :

وُلــد أبو العتاهيـــة سنة (130هـ \ 748م) في قرية تُــدعى عيــن التمر، و تعاطى بيــع الفخــار ثم قصد بغـــداد و تقرب من الخليـــفة المهـــدي و حظــي لديــه ، عــلق جارية و اكثر من التشبيب بهــا ، ثم مال إلى دراسة مذهب المتكلمـــين و الزهاد إلى أن زهـــد بالدنيــا قولا و معيشــة ، و لكــن ولعه بالمال لم يبارحـــه فظل ينتقل من قصــر إلى قصر فقربــه الرشيــد ثم المأمــون من بعــده .
توفي ببغــداد و دُفن بها سنة (210هـ \825م) و قد ترك ديوانا يضم قسمين كبيرين : قسم الزهديات و قسم لسائر فنــون الشعــر .
 


البشير الابراهيمي

3193c4c6a8.jpg


محمد البشير الإبراهيمي (1889-1965 م) من أعلام الفكر والأدب في العالم العربي ومن العلماء العاملين في الجزائر. رفيق النضال لعبد الحميد ابن باديس في قيادة الحركة الإصلاحية الجزائرية، ونائبه ثم خليفته في رئاسة جمعية العلماء، ومجاهد باللسان والقلم لتحرير الشعوب من الاستعمار، وتحرير العقول من الجهل والخرافات.


أعشق كتاباته ومقالاته

فعلا مبدع

تحياتي

بارك الله فيك اختي
 
آخر تعديل:
البحـتــــري :

%D8%A3%D8%A8%D9%88+%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%85.jpg


وُلـــد أبو الوليـــد عبادة بن عبيد البحتــــري في مدينـــة منبــج سنـــة 206 هـ و نشأ فيها و في باديتها .

فاتصل بالفتح بن خاقــان وزير المتوكل و بالمتـــوكل نفســه و تكسب منهما مالا جزيلا . توفي سنة 286 هـ .

البحتري شاعر مكثر متكسب يحسن المديح و يجيد الهجاء و قد فاق أقرانه في الوصف ، ترك ديوانا شعريا و كتاب ‘‘ الحماسة ’’

 
آخر تعديل:
الجاحظ :

هو أبو عثمان عمرو بن محبوب الكناني ولد سنــة 160 هـ بالبصرة ، و لُقّب بالجاحظ لبروز عينيه ، نشأ بها في قت كانت فيه مهد العلم و الأدب ، أخذ العلم عن علمائها و ترك حوالي 200 كتاب و رسالة تُعدّ ثروة أدبيـــة و فكريــة ، يُعتبر أول عالم عربي جمع في كتابته بين الجد و الهزل و أكثر من التصنيف في الحيوان و النبات و في الأخلاق و الاجتماع ، مات سنة 255 هـ .

 


محمود البارودي

483251.jpg

محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري شاعر مصري. كان يعرف بـ «رب السيف والقلم» رائد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي الحديث، وهو أحد زعماء الثورة العرابية وتولى وزارة الحربية ثم رئاسة الوزراء باختيار الثوار له.
ولد في 27 رجب 1255 هـ / 6 أكتوبر 1839 م في حي باب الخلق بالقاهرة لأبوين من أصل شركسي من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي). وكان أجداده ملتزمي إقطاعية إيتاي البارود بمحافظة البحيرة ويجمع الضرائب من أهلها. يعتبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية شكلاً ومضموناً.
نشأ البارودي في أسرة على شيء من الثراء والسلطان، فأبوه كان ضابطا في الجيش المصري برتبة لواء، وعُين مديرا لمدينتي بربر ودنقلة في السودان، ومات هناك وكان محمود سامي حينئذ في السابعة من عمره.
 

يرجي وضع صورة الاديب مع التعريف للتوضيح اكثر { ان امكن }

بارك الله فيكم ////

تحـــياتي
 
أبو الطيـــب المتنـــبي :

88429.imgcache


هـــو أبو الطيــب أحمد بن الحــسين الكوفي الكنـــدي ، المعروف بالمتنبي ، وُلــد ينة 303 هـ بمحلة كنـــدة بالكوفــة ، و تربى فيها . أخذ العلم من علماء الكوفــة ثم انتقل إلى الشام و نزل بالقبائل البدوية فأخذ عنهم فصاحة اللسان و استقام لــه الشعر .
كــان المتنبي طموحا ، فراح ينتقل بين الحواضر و يقصد العظماء واحدا بعد آخر ، منهــم سيف الدولة الحمداني أمير حلب فقربه إليه و اصطحبه في رحلاته و حروبه و دامت مصاحبته له طويلا ، إلا أن العلاقة ساءت بينهما فيما بعد / ففرّ المتنبي إلى مصر ثم الكوفة ثم إلى فارس ثم العراق لكنــه قُتل و هو في طريق عودته إليها سنة 354 هـ .
من آثاره ديوان شعر يجمع أهم اغراض الشعر المعروفة من مدح و رثاء و هجاء و غزل و وصف و حكمة .
 


ميخائيل نعيمة

m.naima.jpg


ميخائيل نعيمة 1889 - 1988 مفكر عربي وهو واحد من الجيل الذي قاد النهضة الفكرية والثقافية وأحدث اليقظة وقاد إلى التجديد وأقسمت له المكتبة العربية مكاناً كبيراً لما كتبه وما كتب حوله. فهو شاعر وقاص ومسرحي وناقد وكاتب مقال ومتفلسف في الحياة والنفس الإنسانية وقد أهدى إلينا آثاره بالعربية والإنجليزية والروسية وهي كتابات تشهد له بالامتياز وتحفظ له المنزلة السامية.
ولد في بسكنتا في جبل صنين في لبنان في شهر تشرين الأول من عام 1889 وأنهى دراسته المدرسية في مدرسة الجمعية الفلسطينية فيها، تبعها بخمس سنوات جامعية في بولتافيا الأوكرانية بين عامي 1905 و 1911 حيث تسنّى له الاضطلاع على مؤلّفات الأدب الروسي، ثم اكمل دراسة الحقوق في الولايات المتحدة الأمريكية (منذ كانون الأول عام 1911) وحصل على الجنسية الأمريكية. انضم إلى الرابطة القلمية التي أسسها أدباء عرب في المهجر وكان نائبا لجبران خليل جبران فيها. عاد إلى بسكنتا عام 1932 واتسع نشاطه الأدبي. لقّب ب"ناسك الشخروب"، توفي في 22 فبراير1988

مؤلفاته

في الدراسات والمقالات والنقد والرسائل وضع ميخائيل نعيمة ثقله التأليفي (22 كتاباً)، نوردها بتسلسلها الزمني:

  • المراحل، دروب 1934.
  • جبران خليل جبران 1936.
  • زاد المعاد 1945.
  • البيادر 1946.
  • كرم على درب الأوثان 1948.
  • صوت العالم 2005 1949.
  • النور والديجور 1953.
  • في مهب الريح 1957.
  • أبعد من موسكو ومن واشنطن 1963.
  • اليوم الأخير 1965.
  • هوامش 1972.
  • في الغربال الجديد 1973.
  • مقالات متفرقة، يابن آدم، نجوى الغروب 1974.
  • مختارات من ميخائيل نعيمة وأحاديث مع الصحافة 1974.
  • رسائل، من وحي المسيح 1977.
  • ومضات، شذور وأمثال، الجندي المجهول.
[عدل] التعريب

قام ميخائيل نعيمة بتعريب كتاب "النبي" لجبران خليل جبران، كما قام آخرون من بعده بتعريبه (مثل يوسف الخال، نشرة النهار)، فكانت نشرة نعيمة متأخرة جداً (سنة 1981)، وكانت شهرة "النبي" عربياً قد تجاوزت آفاق لبنان.
 
Bachir_ibrahimi.jpg


البشير الابراهيمي

محمد البشير الإبراهيمي (1889-1965 م) من أعلام الفكر والأدب في العالم العربي ومن العلماء العاملين في الجزائر.
رفيق النضال لعبد الحميد ابن باديس في قيادة الحركة الإصلاحية الجزائرية، ونائبه ثم خليفته في رئاسة جمعية العلماء، ومجاهد باللسان والقلم لتحرير الشعوب من الاستعمار، وتحرير العقول من الجهل والخرافات.
مولده
ولد في 14 جوان عام 1889م في قرية (أولاد إبراهيم) برأس الوادي قرب ولاية (برج بوعريريج). تلقى تعليمه الأوَّل على والده وعمه ؛ فحفظ القرآن ودرس بعض المتون في الفقه واللغة
مشواره العلمي و الأدبي

غـادر الجزائر عام 1911 ملتحقاً بوالده الذي كان قد سبقه إلى
الحجاز ، وتابع تعليمه في المدينة ، وتعرف على الشيخ ابن باديس عندما زار المدينة عام 1913 ، غادر الحجاز عام 1916 قــاصــداً دمشق، حيث اشتغل بالتدريس، وشارك في تأسيس المجمع العلمي الذي كان من غاياته تــعـريب الإدارات الـحـكـومــيــة، وهناك التقى بعلماء دمشق وأدبائها، ويـتـذكــرهـم بعد ثلاثين سنة من عودته إلى الجزائر فيكتب في (البصائر) العدد 64 عام 1949: "ولقد أقمت بين أولئك الصحب الكرام أربع سنين إلا قليلاً ، فأشهد صادقاً أنها هي الواحة الـخـضـراء في حياتي المجدبة ، وأنها هي الجزء العامر في عمري الغامر ، ولا أكذب الله ، فأنا قــريـر العين بأعمالي العلمية بهذا الوطن (الجزائر) ولكن ... مَن لي فيه بصدر رحب ، وصحب كـأولــئك الصحب ؛ ويا رعى الله عهد دمشق الفيحاء وجادتها الهوامع وسقت ، وأفرغت فيها مـا وسقت ، فكم كانت لنا فيها من مجالس نتناقل فيها الأدب ، ونتجاذب أطراف الأحاديث العلمية...".
  • في عام 1920 غادر الإبراهيمي دمشق إلى الجزائر ، وبدأ بدعوته إلى الإصلاح ونشر العلم في مدينة (سطيف) ، حيث دعا إلى إقامة مسجد حر (غير تابع للإدارة الحكومية) وفي عام 1924 زاره ابن باديس وعرض عليه فــكــرة إقامة جمعية العلماء ، وبعد تأسيس الجمعية اُختِير الإبراهيمي نائباً لرئيسها ، وانــتــدب من قِـبـل الجمعية لأصعب مهمة وهي نشر الإصلاح في غرب الجزائر وفى مدينة وهران وهي المعقل الحصين للصوفية الطرقيين، فبادر إلى ذلك وبدأ ببناء المدارس الحرة ، وكان يحاضر في كل مكان يصل إليه، وهــو الأديب البارع والمتكلم المفوَّه، وامتد نشاطه إلى تلمسان وهي واحة الثقافة العربية في غرب الجزائر وقـامــت قيامة الفئات المعادية من السياسيين والصوفيين وقدموا العرائض للوالي الفرنسي؛ يلتمسون فـيـها إبعاد الشيخ الإبراهيمي ، ولكن الشيخ استمر في نشاطه ، وبرزت المدارس العربية في وهران.

  • وفي عام 1939 كتب مقالاً في جريدة (الإصلاح) ؛ فنفته فرنسا إلى بلدة (أفلو) الصحراوية ، وبعد وفاة ابن باديس انتخب رئيساً لجمعية العلماء وهو لا يزال في المنفى ولم يُفرج عنه إلا عام 1943، ثم اعتقل مرة ثانية عام 1945 وأفرج عنه بعد سنة. وفى عام 1947 عادت مجلة (البصائر) للصدور ، وكانت مقالات الإبراهيمي فيها في الذروة العليا من البلاغة ومن الصراحة والنقد القاسي لفرنسا وعملاء فرنسا. يقول عن زعماء الأحزاب السياسية:
"ومن خصومها (أي الجمعية) رجال الأحزاب السياسية من قومنا من أفراد وأحزاب يضادّونها كلما جروا مع الأهواء فلم توافقهم ، وكلما أرادوا احتكار الزعامة في الأمة فلم تسمح لهم ، وكلما طالبوا تأييد الجمعية لهم في الصغائر - كالانتخابات - فلم تستجب لهم ، وكلما أرادوا تضليل الأمة وابتزاز أموالها فعارضتهم" (1).
ودافع في (البصائر) عن اللغة العربية دفاعاً حاراً: "اللغة العربية في القطر الجزائري ليست غريبة ، ولا دخيلة ، بل هي في دارها وبين حماتها وأنصارها ، وهي ممتدة الجذور مع الماضي مشتدة الأواصر مع الحاضر ، طويلة الأفنان في المستقبل" (2).
واهتمت (البصائر) بالدفاع عن قضية فلسطين ؛ فكتب فيها الإبراهيمي مقالات رائعة. عاش الإبراهيمى حتى استقلت الجزائر ، وأمّ المصلين في مسجد (كتشاوة) الذي كان قد حُوّل إلى كنيسة ، ولكنه لم يكن راضياً عن الاتجاه الذي بدأت تتجه إليه الدولة بعد الاستقلال ؛ فأصدر عام 1964 بياناً ذكر فيه: "إن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تنبعث من صميم جذورنا العربية الإسلامية لا من مذاهب أجنبية"
وفاته
تُوفي - - يوم الخميس في العشرين من أيار (مايو) عام 1965. بعد أن عاش حياة كلها كفاح لإعادة المسلمين إلى دينهم القويم ؛ فجزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
جبران خليل جبران

جبران خليل جبران شاعر لبناني امريكي، ولد في 6 يناير 1883 م في بلدة بشري شمال لبنان وتوفي

في نيويورك 10 ابريل 1931 م بداء السل، سافر مع أمه وإخوته إلى أمريكا عام 1895، فدرس فن التصوير

وعاد إلى لبنان، وبعد أربع سنوات قصد باريس حيث تعمق في فن التصوير، عاد إلى الولايات الامريكية

المتحدة واسس مع رفاقه "الرابطة القلمية" وكان رئيسها.

من (بشرِّي) لبنان (1883 - 1895), حيث ولد وحيث تفتح وجدانه وخياله, انتقل إلى (بوسطن) (1895 -

1898) التي كانت تشهد -آنذاك- نهضة فكرية, وعاد إلى (بيروت) (1898 - 1902) ليعيش نكبات شرقه

وتخلّفه, بينما كان يستزيد من تعلم العربية في بلاده. ثم إلى (بوسطن) ثانية (1902 - 1908), ليعيش

تجربة الموت الذي حصد أسرته (1902 - 1904), ثم إلى (باريس) (1908 - 1910) ليسبر عمق التحول

الثقافي والفني الذي كانت تشهده, وبعدها (نيويورك) (1911 - 1913), حيث يدرك معنى المدينة الحديثة

في أوسع مفاهيمها.

ووسط (العالم الجديد), يناديه التاريخ في الحواضر العريقة فيسيح في مصر وفلسطين وسورية (1903),

وتجذبه روما ولندن; فيقرأ فيهما نموّ الوعي الخلاّق في رحم التاريخ.

وتقدم الحرب العالمية الأولى لجبران أغزر وأغنى مادة للتأمل الجذري في طبيعة القوة وماهية الضعف

في النفس البشرية. وينتهي إلى اكتشاف مكنون إنساني أعمق وأبعد من ظواهر القوة والضعف, هو

قدرة الإنسان الروحية اللامتناهية, التي رأى التوصل إليها ممكنًا عبر الحوار الباطني مع النفس ومع

الإنسانية.

كان ذلك الحوار هو طريق جبران إلى التجربة الصوفية, وكان -أيضًا- مصدر تحوّله من الرومنسي إلى

رافض الحَرْفية والأنظمة الفكرية والفلسفية, ليركن إلى شاعرية الحكمة.

منذ أوّل مقال نشره بعنوان (رؤيا), وأول معرض للوحاته (1904) حتى اليوم, تتشاسع مدارات انتشار نتاج

جبران; فيزداد -باضطراد- عدد ترجمات مؤلفه (النبي) ليتجاوز الثماني والعشرين لغة. وتقف العواصم

الحضارية بإجلال أمام أعماله التشكيلية التي يقتنيها عدد من أهم متاحف العالم.

ويتكثف حضور جبران: الشاعر, والحكيم و(خلاّق الصور) كما كان يسمي نفسه. ويتفرّد نتاجه بمخيلة

نادرة, وبإحساس خلاق مرهف, وبتركيب بسيط. وبهذه الخصائص, تبلور في لغته العربية -كما في

الإنكليزية- فجر ما سيُدعى - فيما بعد- (القصيدة النثرية) أو (الشعر الحديث).

ويمكن تبيّن أربع مراحل في إنتاج جبران:

الرومنسية: كما تنعكس في كتيب (نبذة في الموسيقى) (1906), وأقصوصات (عرائس المروج) (1906),

و(الأرواح المتمردة) (1908), و(الأجنحة المتكسرة) (1912), ومقالات (دمعة وابتسامة) (1914),

والمطوّلة الشعرية (المواكب) (1919).

الثورية الرافضة: تتصعّد الرومنسية لتنتهي إلى اكتشاف أن القوة الإنسانية تكمن في الروح الخاص

والعام, كما في مقالات وأقصوصات وقصائد (العواصف) (1920), و(البدائع والطرائف) (1923), وفي كتابه

بالإنكليزية (آلهة الأرض) (1931).

الحِكَمية: تعتمد المثل أسلوبًا, كما في ثلاثيته إنكليزية اللغة: (المجنون) (1918), (السابق) (1920),

و(التائه) (1923).

التعليمية: وفيها يختصر جبران خلاصات تجاربه وتأمله الحياة, والإنسان, والكون والعلاقات المتسامية.

وهي المرحلة التي تُعَدّ ذروة نضجه الذي يتبدّى في ثلاثية أخرى باللغة الإنكليزية: (النبي) (1923),

(يسوع ابن الإنسان) (1928), و(حديقة النبي) (1933).

ويكاد هذا النتاج / الموقف أن يكون علامة فارقة في تراث تباينت حوله الآراء, لكن كان هناك دائمًا إجماع

على شموليته الإنسانية التي تروحن الغرب بحكمتها الصوفية, وتُخرج الشرق من المطلقات المسبقة

إلى التجربة الشخصية الحية باتجاه المطلق.
 

المرفقات

  • images.jpg-002.jpg
    images.jpg-002.jpg
    6.8 KB · المشاهدات: 18

getImageCache.aspx


ولدت الشاعرة نازك الملائكة في بغداد عام 1923م ، ونشأت في بيت علمٍ وأدب ، في رعاية أمها الشاعرة سلمى عبد الرزاق أم نزار الملائكة وأبيها الأديب الباحث صادق الملائكة ، فتربَّت على الدعة وهُيئتْ لها أسباب الثقافة . وما أن أكملتْ دراستها الثانوية حتى انتقلت إلى دار المعلمين العالية وتخرجت فيها عام 1944 بدرجة امتياز ، ثم توجهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية للاستزادة من معين اللغة الانكليزية وآدابها عام 1950 بالإضافة إلى آداب اللغة العربية التي أُجيزت فيها . عملت أستاذة مساعدة في كلية التربية في جامعة البصرة .
تجيد من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية ، بالإضافة إلى اللغة العربية ، وتحمل شهادة الليسانس باللغة العربية من كلية التربية ببغداد ، والماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكونس أميركا .
مثّلت العراق في مؤتمر الأدباء العرب المنعقد في بغداد عام 1965 .
 
ابو العلاء المعري .. الشاعر العبقري

درس علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه والشعر على نفر من أهله، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء، وقرأ النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه ويدل شعره ونثره على أنه كان عالما بالأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة .

كان على جانب عظيم من الذكاء والفهم وحدة الذهن والحفظ وتوقد الخاطر. وسافر في أواخر سنة 398 هـ، إلى بغداد فزار دور كتبها وأخذ عن علمائها . وعاد إلى معرة النعمان سنة 400 هـ، وشرع في التأليف والتصنيف ملازما بيته وكان كاتبه أسمه علي بن عبد الله بن أبي هاشم .


عاش المعري بعد أعتزاله زاهدا في الدنيا، معرضا عن لذاتها، لا يأكل لحم الحيوان حتى قيل أنه لم ياكل اللحم 45 سنة، ولا ما ينتجه من سمن ولبن أو بيض وعسل، ولا يلبس من الثياب إلا الخشن. ويعتبر المعري من الحكماء والنقاد. وتوفي المعري عن 86 عاما ودفن في منزله بمعرة النعمان. ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه.


...........................

عقيدته
وقد أثارت عبقرية المعري حسد الحاسدين فمنهم من زعم أنه قرمطي، ومنهم من زعم أنه درزي وآخرون قالوا إنه ملحد ورووا أشعارا أصطنعوا بعضها وأساؤوا تأويل البعض الآخر، غير أن من الأدباء والعلماء من وقفوا على حقيقة عقيدته وأثبتوا أن ما قيل من شعر يدل على إلحاده وطعنه في الديانات إنما دس عليه وألحق بديوانه. وممن وقف على صدق نيته وسلامة عقيدته الصاحب كمال الدين ابن العديم المتوفي سنة 660 هـ، وأحد أعلام عصره، فقد ألّف كتابا أسماه العدل والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري وفيه يقول عن حساد أبي العلاء " فمنهم من وضع على لسانه أقوال الملاحدة، ومنهم من حمل كلامه على غير المعنى الذي قصده، فجعلوا محاسنه عيوبا وحسناته ذنوبا وعقله حمقا وزهده فسقا، ورشقوه بأليم السهام وأخرجوه عن الدين والإسلام، وحرفوا كلامه عن مواضعه وأوقعوه في غير مواقعه . و كان يحرم ايلام الحيوان ولذلك لم ياكل اللحم خمساً واربعين سنة.

...........................

تلاميذه

درس على أبي العلاء كثير من طلاب العلم ممن علا شأنهم في العلم والأدب ، ومنهم :


أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي .


أبو الخطاب العلاء بن حزم الأندلسي.


أبو الطاهر محمد بن أبي الصقر الأنباري.


أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي.


فلم نجد أحد منهم إلا مثنيا على علم المعري وفضله، ومعجبا بشدة فطنته وقوة حافظته، ومعترفا بحسن عقيدته وصدق إيمانه. وقد شهد جميع شعراء عصره بفطنته وحكمته وعلمه، وعندما توفي المعري ودفن في مدينته معرة النعمان أجتمع حشد كبير من الشعراء والادباء في تكريمه .


...........................................

نماذج من شعره
غير مجد في ملتي وإعتقادي نوح باك ولا ترنم شادي

أبكت تلكم الحمامة أم غنت على فرع غصنها المياد


ربّ لحد قد صار لحدا مرارا ضاحك من تزاحم الأضداد


خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد


سر إن استطعت رويدا لا إختيالا على رفات العباد

.................
ديوانه
وهو على ثلاثة أقسام: 1-( لزوم ما لا يلزم ) ويعرف باللزوميات. 2-سقط الزند. 3- ضوء السقط. ويعرف بالدرعيات وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته.
.................
كتبه
أما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء:

الأيك والغصون في الأدب يربو على مائة جزء .

تاج الحرة في النساء وأخلاقهن وعظاتهن ، وهو أربع مائة كراس .
عبث الوليد ، شرح به ونقد ديوان البحتري .
رسالة الغفران
ديوان سقط الزند
رسالة الصاهل والشاحج
رسالة الملائكة
رسالة الهناء
رسالة الفصول والغايات
معجزة احمد (يعني احمد بن الحسين المتنبي)
ولقد ألف العديد من معاصريه، ومن بعدهم كتباً ودراسات حول آراء المعرّي وفلسفته، مثل :((أوج النحري عن حيثية أبي العلاء المعري ))، ليوسف البديعي، و((مع ابي العلاء المعري))، لطه حسين، و((رجعة أبي العلاء ))ل عباس محمود العقاد، وغيرهم كثير.
...................

وفاتة
توفي بمسقط راسه (معرّة النعمان) سنة 446 للهجره الموافق 1057م، وقد وقف على قبره أربعة وثمانون شاعراً يرثونة.
 
بدر شاكر السياب:
bader%20syab.jpg

بدر شاكر السياب (1926-1964م) شاعر عراقي ولد بقرية "جيكور" جنوب شرق البصرة في أسرة ريفية محافظة تتجر بالنخيل. درس الابتدائية في القرية المجاورة لجيكور والثانوية في "البصرة" 1938-1943، ثم انتقل الى بغداد فدخل جامعتها "دار المعلمين العالية" (1943-1948) والتحق بفرع اللغة العربية، ثم الانكليزية فاطلع على آدابها ونجده عام 1960 في بيروت يطلب المعالجة، ثم يستبد بجسمه الشلل الكامل 1961، ولا ينفعه بعد ذلك أطباء بغداد والكويت وباريس ولندن وروما، ويتوفى في "المستشفى الأميري" بالكويت، فتنقل جثته الى البصرة، من دواوينه "أزهار ذابلة" 1947، و "أساطير" 1950، و "حفار القبور" 1952، و "المومس العمياء" 1954، و "الأسلحة والأطفال" 1955، و"أنشودة المطر" 1962، و "المعبد الغريق" 1962، و "منزل الأقنان" 1963 و "شناشيل ابنة الجلبي" 1964. ثم نشر ديوا "اقبال" عام 1965. وله قصيدة "بين الروح والجسد" في ألف بيت تقريباً ضاع معظمها. وقد جمعت دار العودة "ديوان بدر شاكر السياب" 1971 وقدم له ناجي علوش. وله من الكتب "مختارات من الشعر العالمي الحديث"، و "مختارات من الأدب البصري الحديث".

يعتبر هو ونازك الملائكة اول من اكتشفا شعر *******ة او الشعر الحر في الادب العربي في العصر الحدث
واكثر مايروقني من قصائده قصيدته المشهورة أنشودة المطر
وكم عشقت قصائده ايام الدراسة...
 
ابن المقفع

هو ابو محمد عبد الله المعروف بابن المقفع احد فحول البلاغة ,مؤلف من اصل فارسي و اسمه روزبه بن داذويه,ولد في قرية بفارس اسمها"جور" و هي فيروز اباد حاليا و ذلك سنة 724م.لقب ابوه بالمقفع لانه اتهم باختلاس مال الخوارج فضرب على يده فتفقعت أي تشنجت.
قضى طفولته في احضان ابيه بفارس منصرفا الى تحصيل العلم و الثقافة الفارسية,و رحل الى البصرة و تعلم فيها اللغة العربية و الادب و الشعر عن علمائها الكبار,و لما اتقن اللغة العربية عمل كاتب الدولة الاموية ,و كان في نحو عشرين من عمره,فكتب لعمر بن هبيرة في دواوينه على كرمان,و كتب ليزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق من قبل مروان,ثم كتب لاخيه داود بن هبيرة.واسلم على يد عيسى بن علي عم السفاح و المنصور,و كان انذاك والي الاهواز,و لما قتل سفيان بن معاوية عيسى اتى بابن المقفع الى المنصور و امر بقتله لأسباب سياسية اختلف فيها,و الاغلب انه قتل بسبب تشدده في كتاب "صيغة الامان" التي وضعها ليوقع عليها ابو جعفر المنصور امانا لعبد الله بن علي عم المنصور.وكان والي البصرة سفيان بن معاوية يكرهه فاغتاله و اماته شر ميتة.
نقل من البهلوية الى العربية كتاب"كليلة و دمنة" و له من الكتب المنقولة "الادب الكبير"و "الادب الصغير".وله رسائل عديدة اشهرها"رسالة الصحابة".
 
مصطفى صادق الرافعي
اديب العصر بدون منازع

4-1-2010-18-4-396.jpg


ولد مصطفى صادق الرافعي على ضفاف النيل في قرية بهتيم من قرى مدينة القليوبية بمصر في يناير عام 1880م. لأبوين سوريَّين؛ حيث يتصل نسب أسرة والده بعمر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم في نسب طويل من أهل الفضل والكرامة والفقه في الدين. وقد وفد من آل الرافعي إلى مصر طائفة كبيرة اشتغلوا في القضاء على مذهب الإمام الأكبر أبي حنيفة النعمان حتى آل الأمر أن اجتمع منهم في وقت واحدٍ أربعون قاضياً في مختلف المحاكم المصرية؛ وأوشكت وظائف القضاء أن تكون حِكراً عليهم، وقد تنبه اللورد كرومر لذلك وأثبتها في بعض تقارير إلى وزارة الخارجية البريطانية.

أما والد الرافعي الشيخ عبد الرزاق سعيد الرافعي فكان رئيساً للمحاكم الشرعية في كثير من الأقاليم المصرية، وقد استقر به المقام رئيساً لمحكمة طنطا الشرعية، وهناك كانت إقامته حتى وفاته، وفيها درج مصطفى صادق وإخوته لا يعرفون غيرها، ولا يبغون عنها حولاً.

أما والدته فهي من أسرة الطوخي وتُدعى " أسماء " وأصلها من حلب، سكن أبوها الشيخ الطوخي في مصر قبل أن يتصل نسبهم بآل الرافعي. وهي أسرة اشتهر أفرادها بالاشتغال بالتجارة وضروبها.

ثقافته وأدبه

لهذه الأسرة المورقة الفروع ينتمي مصطفى صادق وفي فنائها درج، وعلى الثقافة السائدة لأسرة أهل العلم نشأ؛ فاستمع من أبيه أول ما استمع إلى تعاليم الدين، وجمع القرآن حفظاً وهو دون العاشرة، فلم يدخل المدرسة إلا بعدما جاوز العاشرة بسنة أو اثنتين، وفي السنة التي نال فيها الرافعي الشهادة الابتدائية وسنه يومئذٍ 17 عاماً أصابه مرض التيفوئيد فما نجا منه إلا وقد ترك في أعصابه أثراً ووقراً في أذنيه لم يزل يعاني منه حتى فقد حاسة السمع وهو بعد لم يجاوز الثلاثين.

وكانت بوادر هذه العلة هي التي صرفته عن إتمام تعليمه بعد الابتدائية. فانقطع إلى مدرسته التي أنشأها لنفسه وأعد برامجها بنفسه؛ فكان هو المعلم والتلميذ، فأكبَّ على مكتبة والده الحافلة التي تجمع نوادر كتب الفقه والدين والعربية؛ فاستوعبها وراح يطلب المزيد، وكانت علته سببًا باعد بينه وبين مخالطة الناس، فكانت مكتبته هي دنياه التي يعيشها وناسها ناسه، وجوها جوه وأهلها صحبته وخلانه وسمّاره، وقد ظل على دأبه في القراءة والاطلاع إلى آخر يوم في عمره، يقرأ كل يوم 8 ساعات لا يكل ولا يمل كأنه في التعليم شادٍ لا يرى أنه وصل إلى غاية.

نتاجه الأدبي والفكري

استطاع الرافعي خلال فترة حياته الأدبية التي تربو على خمسٍ وثلاثين سنة إنتاج مجموعة كبيرة ومهمة من الدواوين والكتب أصبحت علامات مميزة في تاريخ الأدب العربي.

(1) دواوينه الشعرية:

كان الرافعي شاعراً مطبوعاً بدأ قرض الشعر وهو في العشرين، وطبع الجزء الأول من ديوانه في عام 1903 وهو بعد لم يتجاوز الثالثة والعشرين، وقد قدّم له بمقدمة بارعة فصّل فيها معنى الشعر وفنونه ومذاهبه وأوليته. وتألق نجم الرافعي الشاعر بعد الجزء الأول واستطاع بغير عناء أن يلفت نظر أدباء عصره، واستمر على دأبه فأصدر الجزأين الثاني والثالث من ديوانه. وبعد فترة أصدر ديوان النظرات، ولقي الرافعي حفاوة بالغة من علماء العربية وأدبائها قلّ نظيرها، حتى كتب إليه الإمام محمد عبده قائلاً: " أسأل الله أن يجعل للحق من لسانك سيفاً يمحق الباطل، وأن يقيمك في الأواخر مقام حسان في الأوائل ".

(2) كتبه النثرية:

قلّ اهتمام الرافعي بالشعر عما كان في مبتدئه؛ وذلك لأن القوالب الشعرية تضيق عن شعوره الذي يعبر عن خلجات نفسه وخطرات قلبه ووحي وجدانه ووثبات فكره، فنزع إلى النثر محاولاً إعادة الجملة القرآنية إلى مكانها مما يكتب الكتاب والنشء والأدباء، أيقن أن عليه رسالة يؤديها إلى أدباء جيله، وأن له غاية هو عليها أقدر، فجعل هدفه الذي يسعى إليه أن يكون لهذا الدين حارساً يدفع عنه أسباب الزيغ والفتنة والضلال، وينفخ في هذه اللغة روحاً من روحه، يردّها إلى مكانها ويرد عنها فلا يجترئ عليها مجترئ، ولا ينال منها نائل، ولا يتندر بها ساخر إلا انبرى له يبدد أوهامه ويكشف دخيلته. فكتب مجموعة من الكتب تعبر عن هذه الأغراض عُدت من عيون الأدب في مطلع هذا القرن. وأهمها:

1. تحت راية القرآن: المعركة بين القديم والجديد: وهو كتاب وقفه –كما يقول- على تبيان غلطات المجددين الذي يريدون بأغراضهم وأهوائهم أن يبتلوا الناس في دينهم وأخلاقهم ولغتهم، وهو في الأصل مجموعة مقالات كان ينشرها في الصحف في أعقاب خلافه مع طه حسين الذي احتل رده على كتاب " في الشعر الجاهلي " معظم صفحات الكتاب.

2. وحي القلم: وهو مجموعة من مقالاته النقدية والإنشائية المستوحاة من الحياة الاجتماعية المعاصرة والقصص والتاريخ الإسلامي المتناثرة في العديد من المجلات المصرية المشهورة في مطلع القرن الماضي مثل: الرسالة، والمؤيد والبلاغ والمقتطف والسياسة وغيرها.

3. تاريخ الأدب العربي: وهو كتاب في ثلاثة أجزاء، الأول: في أبواب الأدب والرواية والرواة والشواهد الشعرية، والثاني: في إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، وأما الثالث: فقد انتقل الرافعي إلى رحمة ربه قبل أن يرى النور؛ فتولى تلميذه محمد سعيد العريان إخراجه؛ غير أنه ناقص عن المنهج الذي خطه الرافعي له في مقدمة الجزء الأول.

4. حديث القمر: هو ثاني كتبه النثرية وقد أنشأه بعد عودته من رحلة إلى لبنان عام 1912؛ عرف فيها شاعرة من شاعرات لبنان ( مي زيادة ) ، وكان بين قلبيهما حديث طويل، فلما عاد من رحلته أراد أن يقول فكان " حديث القمر ".

5. كتاب المساكين: وهو كتاب قدّم له بمقدمة بليغة في معنى الفقر والإحسان والتعاطف الإنساني، وهو فصول شتى ليس له وحدة تربطها سوى أنها صور من الآلام الإنسانية الكثيرة الألوان المتعددة الظلال. وقد أسند الكلام فيه إلى الشيخ علي الذي يصفه الرافعي بأنه: " الجبل الباذخ الأشم في هذه الإنسانية التي يتخبطها الفقر بأذاه "، وقد لقي هذا الكتاب احتفالاً كبيراً من أهل الأدب حتى قال عنه أحمد زكي باشاً: " لقد جعلت لنا شكسبير كما للإنجليز شكسبير وهيجو كما للفرنسيين هيجو وجوته كما للألمان جوته ".

6. رسائل الأحزان: من روائع الرافعي الثلاثة؛ التي هي نفحات الحب التي تملكت قلبه وإشراقات روحه، وقد كانت لوعة القطيعة ومرارتها أوحت إليه برسائل الأحزان التي يقول فيها " هي رسائل الأحزان لا لأنها من الحزن جاءت؛ ولكن لأنها إلى الأحزان انتهت؛ ثم لأنها من لسان كان سلماً يترجم عن قلب كان حرباً؛ ثم لأن هذا التاريخ الغزلي كان ينبع كالحياة وكان كالحياة ماضياً إلى قبر ".

7ـ. السحاب الأحمر: وقد جاء بعد رسائل الأحزان، وهو يتمحور حول فلسفة البغض، وطيش القلب، ولؤم المرأة.

8. أوراق الورد رسائله ورسائلها: وهو طائفة من خواطر النفس المنثورة في فلسفة الحب والجمال، أنشأه الرافعي ليصف حالةً من حالاته ويثبت تاريخاً من تاريخه، كانت رسائل يناجي بها محبوبته في خلوته، ويتحدث بها إلى نفسه أو يبعث بها إلى خيالها في غفوة المنى، ويترسل بها إلى طيفها في جلوة الأحلام.

9. على السَّفُّود: وهو كتاب لم يكتب عليه اسم الرافعي وإنما رمز إليه بعبارة إمام من أئمة الأدب العربي؛ وهو عبارة عن مجموعة مقالات في نقد بعض نتاج العقاد الأدبي.

الرافعي ومعاركه الأدبية

كان الرافعي ناقداً أدبياً عنيفاً حديد اللسان والطبع لا يعرف المداراة، ولا يصطنع الأدب في نضال خصومه، وكانت فيه غيرة واعتداد بالنفس، وكان فيه حرص على اللغة كما يقول: " من جهة الحرص على الدين إذ لا يزال منهما شيء قائم كالأساس والبناء لا منفعة بأحدهما إلا بقيامهما معاً ". وكان يهاجم خصومه على طريقة عنترة، يضرب الجبان ضربة ينخلع لها قلب الشجاع، فكانت له خصومات عديدة مع شخصيات عنيدة وأسماء نجوم في الأدب والفكر والثقافة في مطلع القرن، فكانت بينه وبين المنفلوطي خصومة ابتدأها هذا الأخير بسبب رأي الرافعي في شعراء العصر. وكانت له صولات مع الجامعة المصرية حول طريقة تدريس الأدب العربي، وجولات أخرى مع عبد الله عفيفي وزكي مبارك. على أن أكثر معاركه شهرةً وحدة هو ما كان بينه وبين طه حسين، وبينه وبين العقاد، بل لعلها أشهر وأقسى ما في العربية من معارك الأدب.

خصومته مع طه حسين:

كانت هذه الخصومة بسبب كتاب طه حسين " في الشعر الجاهلي " الذي ضمّنه رأيه في أن جُلّ الشعر الجاهلي منحول، وهي مقولة خطيرة تنبه لها الرافعي؛ فحمل عليه حملة شعواء في الصحافة المصرية واستعدى عليه الحكومة والقانون وعلماء الدين، وطلب منهم أن يأخذوا على يده وأن يمنعوه من أن تشيع بدعته بين طلاب الجامعة، وترادفت مقالاته عاصفة مهتاجة تفور بالغيظ والحميّة الدينية والعصبيّة للإسلام والعرب، كأن فيها معنى من معاني الدم، حتى كادت هذه الحملة تذهب بـ " طه " وشيعته؛ إذ وقف معقود اللسان والقلم أمام قوة قلم الرافعي وحجته البالغة، وقد أسرّ " طه " هذا الموقف للرافعي، فما سنحت له سانحة ينال بها من الرافعي إلا استغلها كي يرد له الصاع صاعين. غير أن الرافعي كان يقارعه حجة بحجة ونقداً بنقد حتى توفي رحمه الله.

خصومته مع العقاد:

وكان السبب فيها كتاب الرافعي " إعجاز القرآن والبلاغة القرآنية " إذ كان العقاد يرى رأياً مخالفاً لما يرى الرافعي، وقد نشبت بينهما لذلك خصومة شديدة تجاوزت ميدانها الذي بدأت فيه، ومحورها الذي كانت تدور عليه إلى ميادين أخرى؛ جعلت كلا الأديبين الكبيرين ينسى مكانه، ويغفل أدبه ليلغو في عرض صاحبه، ويأكل لحمه من غير أن يرى ذلك مَعابة عليه، وكان البادئ الرافعي في مقالاته " على السفود " التي جمعها له في كتاب صديقه إسماعيل مظهر، وتوقفت المعركة بينهما فترة وجيزة ما لبثت أن اشتعل أوارها مرة أخرى عندما نشر العقاد ديوانه " وحي الأربعين " فكتب الرافعي نقداً لديوانه، تلقفه العقاد بالسخرية والتهكم والشتم والسباب، ولم تزل بينهما الخصومات الأدبية حتى توفي الرافعي رحمه الله.

وفاته:

توفي الرافعي في مايو سنة 1937 عن عمر يناهز 57 عاماً وكان الرافعي إذ ذاك ما يزال يعمل كاتباً ومحصلاً مالياً في محكمة طنطا، وهو العمل الذي بدأ به حياته العملية عام 1900م

منفول​
 
أحلام مستغانمي
اسمها : أحلام مستغانمي (1953م - ...... )
المولد والنشأة :
ولدت أحلام سنة 1953، وهي الابنة البكر لعائلة جزائرية من ‏مدينة قسنطينية. والدها " محمد الشريف " أحد ثوّار المقاومة الجزائرية ، عرف السجون الفرنسيّة بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي1945 .
وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلديّة, ومع ذلك فإنّه يعتبر محظوظاً إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك -45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات- ، ثم أصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسيّة, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري ، و الذي أدّى إلى ولادة ما هو أكثر أهميّة وخطراً : حزب جبهة التحرير الوطني FLN.

أمه فاطمة الزهراء ثكِلت كل إخوتهِ في مظاهرات 1945 ، وكانت تعيش في ظلال الخشية من أن تفقد آخر أبنائها .
هذه المأساة, لم تكن مصيراً لأسرة المستغانمي فقط ، بل لكلّ الجزائر من خلال ملايين العائلات التي وجدت نفسها ممزّقة تحت وطأة الدمار الذي خلّفه الإستعمار.
بعد أشهر قليلة, توّجه محمد الشريف مع أمّه وزوجته وأحزانه إلى تونس طلباً للأمن .

كانت تونس وقتها مقرًّا لبعض الثوّار كالأمير عبد القادر والمقراني بعد نفيهما. ويجد محمد الشريف نفسه محاطاً - من جديد - بجوٍّ ساخن لا يخلو من النضال, والجهاد في حزبي MTLD و PPA بطريقة تختلف عن نضاله السابق ولكن لا تقلّ أهميّة عن الذين يخوضون المعارك.
في هذه الظروف التي كانت تحمل مخاض الثورة, وإرهاصاتها الأولى تولد أحلام في تونس. ولكي تعيش أسرتها, يضطر الوالد للعمل كمدرّس للّغة الفرنسيّة. لأنّه لا يملك تأهيلاً غير تلك اللّغة, لذلك, سوف يبذل الأب كلّ ما بوسعه بعد ذلك, لتتعلَّم ابنته اللغة العربيّة التي مُنع هو من تعلمها.
وبالإضافة إلى عمله, ناضل محمد الشريف في حزب الدستور التونسي محافظًا بذلك على نشاطه النضالي المغاربيّ ضد الإستعمار و كان منزله مركزاً يلتقي فيه المجاهدون الذين سيلتحقون بالجبال, أو العائدين للمعالجة في تونس من الإصابات.

بعد الإستقلال ، عاد جميع أفراد الأسرة إلى الوطن. واستقرّ الأب في العاصمة حيث كان يشغل منصب مستشار تقنيّ لدى رئاسة الجمهوريّة, ثم مديراً في وزارة الفلاحة, وأوّل مسؤول عن إدارة وتوزيع الأملاك الشاغرة, والمزارع والأراضي الفلاحيّة التي تركها المعمّرون الفرنسيون بعد مغادرتهم الجزائر. إضافة إلى نشاطه الدائم في اتحاد العمال الجزائريّين, الذي كان أحد ممثليه أثناء حرب التحرير.غير أن حماسه لبناء الجزائر المستقلّة لتوّها, جعله يتطوّع في كل مشروع يساعد في الإسراع في إعمارها. وهكذا إضافة إلى المهمّات التي كان يقوم بها داخليًّا لتفقّد أوضاع الفلاّحين, تطوَّع لإعداد برنامج إذاعي (باللّغة الفرنسيّة) لشرح خطة التسيير الذاتي الفلاحي. ثمّ ساهم في حملة محو الأميّة التي دعا إليها الرئيس أحمد بن بلّة بإشرافه على إعداد كتب لهذه الغاية.

وهكذا نشأت ابنته الكبرى في محيط عائلي يلعب الأب فيه دورًا أساسيًّا. وكانت مقرّبة كثيرًا من أبيها وخالها عزّ الدين الضابط في جيش التحرير الذي كان كأخيها الأكبر. وعبر هاتين الشخصيتين, عاشت كلّ المؤثّرات التي تطرأ على الساحة السياسيّة. و التي كشفت لها عن بعد أعمق, للجرح الجزائري .

تعليمها :
اختار والدها لها اللغة العربية . تتعلّمها كلغة أساس لتثأر له بها ، فكانت أحلام مع أول فوج للبنات يتابع تعليمه في مدرسة الثعالبيّة, أولى مدرسة معرّبة للبنات في العاصمة. وتنتقل منها إلى ثانوية عائشة أم المؤمنين. لتتخرّج سنة 1971 من كليّة الآداب في الجزائر ضمن أوّل دفعة معرّبة تتخرّج بعد الإستقلال من جامعات الجزائر. وقد أكملت تعليمها حتى نالت شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون في فرنسا .

محطّات :
- سنة 196
7, وإثر انقلاب بومدين واعتقال الرئيس أحمد بن بلّة. وقع الأب مريضًا نتيجة للخلافات "القبليّة" والانقلابات السياسيّة التي أصبح فيها رفاق الأمس ألدّ الأعداء.هذه الأزمة النفسيّة, أو الانهيار العصبيّ الذي أصابه, جعله يفقد صوابه في بعض الأحيان. خاصة بعد تعرّضه لمحاولة اغتيال, مما أدّى إلى الإقامة من حين لآخر في مصحّ عقليّ تابع للجيش الوطني الشعبيّ.

- في تلك السنة كان على أحلام وكانت بنت الثمانية عشر عاماً و أثناء إعدادها لشهادة الباكلوريا, كان عليها ان تعمل لتساهم في إعالة إخوتها وعائلة تركها الوالد دون مورد. ولذا خلال ثلاث سنوات كانت أحلام تعدّ وتقدّم برنامجًا يوميًا في الإذاعة الجزائريّة يبثّ في ساعة متأخرّة من المساء تحت عنوان "همسات". وقد لاقت تلك "الوشوشات" الشعريّة نجاحًا كبيرًا تجاوز الحدود الجزائرية الى دول المغرب العربي. وساهمت في ميلاد إسم أحلام مستغانمي الشعريّ, الذي وجد له سندًا في صوتها الأذاعيّ المميّز وفي مقالات وقصائد كانت تنشرها أحلام في الصحافة الجزائرية.

- أصدرت أول ديوان سنة 1971 في الجزائر تحت عنوان "على مرفأ الأيام " .

- بعد منتصف السبعينات هاجرت أحلام مستغانمي إلى فرنسا ، تزوجت من صحفي لبناني، وتفرّغت حينها ‏لعائلتها وغابت مدة عن الساحة الأدبية العربية .

-في بداية الثمانينات كان قرارها في العودة مجددا إلى الكتابة فشاركت في ‏مجلّة "الحوار" التي كان يصدرها زوجها من باريس ومجلة "التضامن" التي كانت تصدر من لندن، وفي ذلك الوقت حصلت على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة السوربون .


- في عام 1993 م بدأ إصدارها للثلاثية الحدث بدءاً بـ " ذاكرة الجسد " وكانت بها أول امرأة جزائرية تؤلف رواية باللغة العربية ... تبعتها " فوضى الحواس "1997 ، " عابر سرير " 2000 .

أوسمة :
- عن روايتها " ذاكرة الجسد " حازت على جائزة نور ،تمنح لأحسن إبداع نسائي باللغة العربية، منحت لها سنة 1996 من مؤسسة نور بالقاهرة.
- جائزة نجيب محفوظ، للرواية ، منحت لها من قبل الجامعة الأمريكية بالقاهرة سنة 1998 م
- حازت الرواية " ذاكرة الجسد " أيضا على جائزة "جورج تراباي" الذي يكرّم كل سنة أفضل عمل أدبي كبير منشور في لبنان .
- أدخلت " ذاكرة الجسد " في المقرر التعليمي للعديد من الجامعات الدولية، وفي جامعات عربية أيضا ( السربون بباريس،جامعة ليون، جامعة ماريلاند بواشنطن،الجامعة الأمريكية ببيروت و القاهرة،جامعة عمان بالأردن،الجامعة الجزائرية، جامعة سانت ـ جوزيف بيروت....) و أيضا في برنامج الثانوية العامة بلبنان.
- اختارتها صحيفة "الشروق" الجزائرية الشخصية الثقافية لعام 2007.
- وقد سبق للأديبة ان اختارتها المجلة العالمية Forbes الكاتبة العربي
ة الأكثر انتشارا لتجاوز مبيعاتها عتبة المليونين وثلاثمائة ألف نسخة.
- واختارتها مجلة "‏Arabian Business‏" العالمية في احصاء سنوي ترصد من خلاله أهم الشخصيات في العالم ‏العربي، مرتين على
التوالي في 2006 و2007، من بين أقوى 100 شخصية ‏عربية.
ما قالهُ النقّاد :
- جاء في صحيفة "الراية" القطرية أنّ "مستغانمي" هي من بين النساء العشر الأكثر تأثيرا في العالم العربي والأولى في مجال الأدب .
-و يقول نزار قباني عن أدبها : " قرأت رواية "ذاكرة الجس
د" لأحلام مستغانمي، وأنا جالس أمام بركة السباحة ‏في فندق سامرلاند في بيروت .
بعد أن فرغت من قراءة الرواية، خرجت لي أحلام من تحت الماء الأزرق، كسمكة ‏دولفين جميلة، وشربت معي فنجان قهوة وجسدها يقطر ماء... روايتها دوختني. وأنا نادرا ما أدوخ أمام رواية من ‏الروايات. وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق، فهو مجنون، ومتوتر، واقتحامي، ومتوحش، ‏وإنساني، وشهواني....وخارج عن القانون مثلي.

ولو أن أحدا طلب مني آن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية ‏المغتسلة بأمطار الشعر.... لما ترددت لحظة واحدة ... هل كانت احلام مستغانمي في روايتها "تكتبني" دون ان ‏تدري؟... لقد كانت مثلي متهجم على الصفحة البيضاء، بجمالية لاحد لها. وشراسة لاحد لها.
وجنون لاحد له...

الرواية ‏قصيدة مكتوبة على كل البحور... بحر الحب، وبحر الايديولوجية... وبحر الثورة الجزائرية بمناضليها ومرتزقيها، ‏وأبطالها وقاتليها، وملائكتها وشياطينها، وأنبيائها وسارقيها.. هذه الرواية لا تختصر ذاكرة الجسد فحسب، ولكنها ‏تختصر تاريخ الوجع الجزائري، والحزن الجزائري، والجاهلية الجزائرية التي آن لها أن تنتهي.. وعندما قلت لصديق ‏العمر سهيل إدريس رأيي في رواية أحلام، قال لي : لاترفع صوتك عاليا ... لان احلام اذا سمعت كلامك الجميل ‏عنها، فسوف تجن‎........‎‏.؛ أجبته: دعها تجن .... لأن الأعمال الابداعية الكبرى لا يكتبها إلا المجانين.

- ‏وقال عنها الرئيس الأسبق أحمد بن بله "إنّ أحلام مستغانمي شمس جزائرية أضاءت الأدب العربيّ. لقد رفعت بإنتاجها ‏الأدب الجزائري إلى قامة تليق بتاريخ نضالنا. نفاخر بقلمها العربيّ، إفتخارنا كجزائريّين بعروبتنا".‏

- وقد ذهب الناقد عبد الله الغدامي في بحثه عن العلاقة بين الكاتبة أحلام ولغتها الروائية الى القول بأن "الكاتبة استطاعت ‏أن تكسر سلطة الرجل على اللغة، هذه اللغة التي كانت منذ أزمنة طويلة حكرا على الرجل واتسمت بفحولته، وهو الذي ‏يقرر ألفاظها ومعانيها فكانت دائما تقرأ وتكتب من خلال فحولة الرجل الذي احتكر كل شيء حتى اللغة ذاتها.

استطاعت أن تصنع من عادتها اللغوية نصوصا تكسر فيها عادات التعبير المألوف المبتذل وتجعل منها مواد اغراء ‏وشهية، وراحت وهي تكتب تحتفل بهذه اللغة التي أصبحت مؤنثة كأنوثتها، وأقامت معها علاقة حب وعشق دلا على أن ‏اللغة ليست حكرا على فحولة الرجال بل تستطيع أن تكون أيضا الى جانب الانوثة.

فصارت اللغة حرة من القيد ‏والتابوهات وصار للمرأة مجال لأن تداخل الفعل اللغوي وتصبح فاعلة فيه فاستردت بذلك حريتها وحرية اللغة...
‏فأحلام هي مؤلفة الرواية، وأحلام هي أيضا بطلة النص، واللغة فيما كتبته أحلام هي الأخرى بطلة، بحيث أن اللغة ‏الروائية في هذين العملين ""ذاكرة الجسد" و"فوضى الحواس"" تطغى على كل شيء وتتحول الى موضوع الخطاب ‏وموضوع النص.

فامتزجت بذلك أنوثة اللغة المستعادة مع أنوثة المؤلفة وكذا أنوثة "أحلام" البطلة في الروايتين ووحدة ‏العلاقة بين الانثى خارج النص والانثى التي في داخل النص تعني عضوية العلاقة بين المؤلفة ولغتها.

وتمتد هذه ‏العلاقة من خلال "اتحاد الانثى "أحلام مع كل العناصر الاساسية في الروايتين فأحلام هي أحلام، وهي المدينة وهي ‏قسنطينة، وهي البطل وهي الوطن وهي الذاكرة وهي الحياة، لأنها في البداية كان اسمها حياة، وهي النص وهي ‏المنصوص، وهي الكاتبة وهي المكتوبة وهي العاشقة وهي المعشوقة وهي اللغة وهي الحلم وهي الألم لأن الحلم والألم: ‏أحلام تساوي حلما وألما " .

مؤلفاتها :
- ذاكرة الجسد
- فوضى الحواس
- عابر سرير
- الجزائر امرأة ونصوص
- على مرفأ الأيام
- أكاذيب سمكة
- الكتابة في لحظة عري
- نسيان com
- قلوبهم معنا ، وقنابلهم علينا

تُرجم لها :
- ترجمت رواية " ذاكرة الجسد " إلى لغات عديدة منها الإنجليزية بواسطة بارعة الأحمر ، وإلى اللغة الإيطالية بواسطة فرانسيسكو ليجيو، و إلى الفرنسيةـ منشورات ألبين ميشيل ـ بواسطة محمد مقدم.
ويذكر انها في طريق الصدور باللّغات ( الألمانية، الأسبانية، الصينية، الكردية) .

و تقطن مستغانمي حالياً في العاصمة اللبنانية بيروت .
 
مصطفى لطفي المنفلوطي
اسمه : مصطفى لطفي المنفلوطي ( 1877- 1924 )

مولده ونشأته :
ولد في بلدة منفلوط إحدى مدن محافظة أسيوط المصريّة في السنة 1877م ، ونشأ في بيتٍ كريم ، كان والدهُ قاضياً شرعيّا لبلدتهِ ، ونقيباً لأشرافها ، وزعيماً لأسرتهِ المعروفة بنسبها العريق الذي يعود إلى سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلّم .

تعليمهُ :
حفظ القرآن منذ حداثةِ سنّهِ ، وبفضل حبّه للأدب والأدباء انصرف إلى تحصيل ما أتيح له منه ، فاستطاع أن ينمّي ذوقهُ الأدبي وأن يجمع ثقافة أتاحت له الشهرة التي بلغها في مجال الأدب .
بعد إتمامه لحفظ القرآن التحق المنفلوطي بالأزهر الشريف حيث أمضى عشر سنوات تلقّى خلالها عن مشايخه ثقافة علمية واسعة .
وكان لتواجده في الأزهر فرصة الاتصال بالإمام الشيخ محمد عبده ، فتتلمذ على يديه وتلقى معظم الدروس الدينية والعلمية التي كان يمليها الشيخ على طلابه .وكان من أكثر الطلاب تفوّقاً ، فآثرهُ محمد عبده وجعلهُ من أقرب تلاميذه ، لا بل من أوفى أصدقائه . وبعد وفاة أستاذه رجعَ المنفلوطي إلى بلده حيث مكث عامين لدراسة كتب الأدب القديم وقرأ لابن المقفع والجاحظ والمتبني وأبي العلاء المعرّي .

محطات :
- في السنة 1907م راح المنفلوطي يكتب أسبوعيا لجريدة " المؤيد " رسائلهُ الأدبية ، ثم ما لبثَ أن تخلّى عن العمل الصحفي وتنكّر للصحافة وأبنائها وانصرف إلى الكتابة الحرّة.
- في السنة 1909 اختير لوظيفة محرر في وزارة المعارف في عهد الزعيم القومي سعد زغلول باشا .
- انتقل بعدها إلى وزارة الحقّانية ( العدلية ) ، ثم إلى الجمعية التشريعية لينتهي به المطاف في الديوان الملكي .

ما قاله النقاد :
- قال عنهُ أحمدحسن الزيات : عالج الأقصوصة أول الناس وبلغ في إجادتها شأواً ما كان ينتظر ممن نشأ كنشأته في جيل كجيله ، وسر الذيوع في أدبه أنه ظهر على فترة من الأدب اللباب ، وفاجأ الناس بهذا القصص الرائع الذي يصف الألم ويمثل العيوب في أسلوب رفيع وبيان عذب وسياق مطّرد ولفظ مختار.
أما صفة الخلود فيه فيمنع من تحققهما أمران ، هما ضعف الأداة وضيق الثقافة .
أما ضعف الأداة فلأن المنفلوطي لم يكن واسع العلم بلغته ولا قوي البصر بأدبها ، لذلك تجد في تعبيره الخطأ والفضول ووضع اللفظ في غير موضعه .
وأما ضيق الثقافة فلأنه لم يتوفر على تحصيل علوم الشرق ، ولم يتصل اتصالا مباشراً بعلوم الغرب ، لذلك تلمح في تفكيره السطحية والسذاجة والإحالة ، ثم يؤكد في مكان آخر أن المنفلوطي هو كاتب بليغ وهو واضع الإنشاء العصري في مصر وهو مضرب مثل في المتانة والتركيب وحسن اختيار الألفاظ .
العقاد والمازني نعيا عليه انفعاله وقالا في معرض كلامهما عنه : إنهُ علينا أن نحيا حياتنا وأن نتطلّع على الدنيا بعقولنا وأن نحسّها بأعصابنا ، لا أن نعيش بأجسامنا في هذا العصر ، وأن نتابع بعقولنا وأعصابنا أجيالاً تولّت بخيرها وشرّها وحقها وباطلها .

الأديب اللبناني ( عمر فاخوري ) كان أشد الناس قسوة على المنفلوطي إذ رأى أنه يؤثِر الكتاب على الحياة ويرجع إليهِ في أدبهِ أكثر مما يرجع إليها ، ويا لسحرِ الكتاب ! ، ثم يقول : إن مذهبهُ الأدبي غامض وآراءه في صنعة الأدب مبهمة . وعن رأيهِ في رواياته المعرّ
بة يقول فاخوري : إنّ للمنفلوطي رأياً عجيباً في التعريب وجرأة على التغيير والتحوير والقلب .. والمعرّبات برغم هذا كلهِ خير ما أخرجهٌ .
على أنّ عمر عاد ليقول في وقت لاحق عن المنفلوطي : إنّ حُسن اختياره للفظ وحسن ذوقه في البيان قد بلغ غاية قصوى ، وإنّ لإنشائه موسيقى ساحرة لطيفة الوقع على السمع تملك النفسَ وتأسرها .
الدكتور طه حسين يقول : إنه كان يترقب اليوم الذي تُنشر فيه مقالات المنفلوطي الأسبوعية في جريدة " المؤيد " ليحجز نسختهُ منها .

وقال عنه أحمد عبيد في كتابه " مشاهير شعراء العصر " : هو أحد شعراء الأمة وكتابها ، ومن أعظم أركان النهضة الأدبية الحاضرة الذين ساعدوا على رفعة شأن الأدب العربي وبلوغهِ الشأو البعيد الذي وصل إليه اليوم .

قال محمد إمام العبد عن شعره : المنفلوطي شاعر انقادت له القوافي الشاردة ، وهو ضنين بشعرهِ ضنّ الكريم بعرضه ، وتدبيجه كالذهب المسبوك ، وهو طاهر الشعر والضمير ، نزيه النفس ، صافي السريرة ، ما سمعتهُ متغزّلا ولا لمحته متكبراً .

وقال حافظ إبراهيم : المنفلوطي حسن الديباجة ، منسجم الكلام ، رقيق المعنى .<
br> أما وليّ الدين يكن فقد قال : السيد مصطفى لطفي المنفلوطي رجل من كبار كتّاب القلم في زماننا ، فهو من كتّاب الطبقة الأولى ، وشعراء الطبقة الثانية .
وقال هوَ عن شعرهِ : المنفلوطي كالعقود الذهبية ، إلا أن حبات اللؤلؤ فيها قليلة ، فهو يخلب بروائعهِ أكثر مما يخلب ببدائعهِ .

مؤلفاته :
- النظرات
- العبرات
- في سبيل التاج (لفرانسوا كوبيّه )
- الشاعر (لإدمون روستان)
- الفضيلة (لبرناردان دي سان بيار)
- مجدولين (لألفونس كار )
- مختارات المنفلوطي
- أشعار ومنظومات رومانسية كتبها في بداية نشأتهِ الأدبية . وقد نشر أحمد عبيد قسماً منها في كتابه( مشاهير شعراء العصر)

وفاتهُ :
لم يعمّر المنفلوطي طويلا ، فقد وافته المنية يوم الخميس 12 حزيران 1924م الموافق 10 ذي الحجة 1342 هـ ، في اليوم الذي جرت فيه محاولة اغتيال الزعيم الوطني سعد زغلول .
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top