و ل نزار قباني ما يقول............

وردة الشوق

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
1 ديسمبر 2008
المشاركات
2,118
نقاط التفاعل
18
النقاط
77
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حقائب الدموع والبكاء

إذا أتى الشتاء..

وحركت رياحه ستائري

أحس يا صديقتي

بحاجة إلى البكاء

على ذراعيك..

على دفاتري..

إذا أتى الشتاء

وانقطعت عندلة العنادل

وأصبحت ..

كل العصافير بلا منازل

يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي.

كأنما الأمطار في السماء

تهطل يا صديقتي في داخلي..

عندئذ .. يغمرني

شوق طفولي إلى البكاء ..

على حرير شعرك الطويل كالسنابل..

كمركب أرهقه العياء

كطائر مهاجر..

يبحث عن نافذة تضاء

يبحث عن سقف له ..

في عتمة الجدائل ..

*

إذا أتى الشتاء..

واغتال ما في الحقل من طيوب..

وخبأ النجوم في ردائه الكئيب

يأتي إلى الحزن من مغارة المساء

يأتي كطفل شاحب غريب

مبلل الخدين والرداء..

وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب

أمنحه السرير .. والغطاء

أمنحه .. جميع ما يشاء

*

من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟

وكيف جاء؟

يحمل لي في يده..

زنابقا رائعة الشحوب

يحمل لي ..

حقائب الدموع والبكاء..


............................................

يوميات قرصَان

عزيزتي،

إذا رجعت لحظةً لنفسي

أشعر أن حبنا جريمه..

وأنني مهرجٌ عجوز

يقذفه الجمهور بالصفير والشتيمه

أشعر أني سارقٌ

يسطو على لؤلؤةٍ كريمه

أشعر في قرارتي

أن العبارات التي ألفظها

جريمه..

أن انتصاراتي التي أزعمها

ليست سوى هزيمه

فما أنا

أكثر من جريدةٍ قديمه..

وأنت مازلت..

تحتاجين للأمومه..

إذا رجعت لحظةً لنفسي.

أدرك يا عزيزتي

تفاهة انتصاري

أشعر أن حبنا

تجربة انتحار..

وأننا..

ننكش كالأطفال في هياكل المحار..

أشعر أن ضحكتي..

نوعٌ من القمار..

وقبلتي..

نوعٌ من القمار..

أشعر أن نهدك المزروع في جواري..

كخنجرٍ مفضضٍ..

ككوكبٍ مداري

يشتمني..

يجلدني..

يشعرني بعاري..

*

إذا رجعت لحظةً لنفسي

أشعر أن حبنا

حماقةٌ كبيره..

وأنني حاوٍ من الحواة..

يخرج من جيوبه الأرانب المثيره..

وأنني كتاجر الرقيق..

يبيع كل امرأةٍ ضميره..

أشعر في قرارتي

أن يدي في يدك الصغيره..

قرصنةٌ حقيره..

أن يدي..

كخيط عنكبوتٍ

تلتف حول الخصر والضفيره..

أشعر في قرارتي

أنك، بعد نعجةٌ غريره

أما أنا.. فمركبٌ عتيقٌ

يواجه الدقائق الأخيره..


............................................

أعنف حب عشته


تلومني الدنيا إذا أحببته

كأني أنا خلقت الحب واخترعته

كأنني على خدود الورد قد رسمته

.. كأنني أنا التي

للطير في السماء قد علمته

وفي حقول القمح قد زرعته

.. وفي مياه البحر قد ذوبته

.. كأنني أنا التي

كالقمر الجميل في السماء قد علقته

.. تلومني الدنيا إذا

.. سميت من أحب .. أو ذكرته

.. كأنني أنا الهوى

.. وأمه .. وأخته

من حيث ما انتظرته

.. مختلف عن كل ما عرفته

مختلف عن كل ما قرأته

.. وكل ما سمعته

.. لو كنت أدري

أنه نوع من الإدمان .. ما أدمنته

.. لو كنت أدري أنه

باب كثير الريح ، ما فتحته

.. لو كنت أدري أنه

عود من الكبريت ، ما أشعلته

هذا الهوى . أعنف حب عشته

.. فليتني حين أتاني فاتحا

يديه لي .. رددته

.. وليتني من قبل أن يقتلني

.. قتلته

.. هذا الهوى الذي أراه في الليل

.. أراه .. في ثوبي

.. وفي عطري .. وفي أساوري

.. أراه .. مرسوما على وجه يدي

.. أراه .. منقوشا على مشاعري

.. لو أخبروني أنه

.. طفل كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته

.. وأنه سيكسر الزجاج في قلبي

.. لما تركته

.. لو اخبروني أنه

سيضرم النيران في دقائق

ويقلب الأشياء في دقائق

ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق

.. لكنت قد طردته

.. يا أيها الغالي الذي

.. أرضيت عني الله .. إذ أحببته

أروع حب عشته

فليتني حين أتاني زائرا

.. بالورد قد طوقته

.. وليتني حين أتاني باكيا

.. فتحت أبوابي له .. وبسته

.. وبسته

.. وبسته

.. فتحت أبوابي له .. وبسته

.. وبسته

.. وبسته



............................................​

حب تحت الصفر



هو البحر.. يفصل بيني وبينك..

والموج، والريح، والزمهرير.

هو الشعر.. يفصل بيني وبينك..

فانتبهي للسقوط الكبير..

هو القهر.. يفصل بيني وبينك..

فالحب يرفض هذي العلاقة

بين المرابي.. وبين الأجير..

أحبك..

هذا احتمالٌ ضعيفٌ.. ضعيف

فكل الكلام به مثل هذا الكلام السخيف

أحبك.. كنت أحبك.. ثم كرهتك..

ثم عبدتك.. ثم لعنتك..

ثم كتبتك.. ثم محوتك..

ثم لصقتك.. ثم كسرتك..

ثم صنعتك.. ثم هدمتك..

ثم اعتبرتك شمس الشموس.. وغيرت رأيي.

فلا تعجبي لاختلاف فصولي

فكل الحدائق، فيها الربيع، وفيها الخريف..

هو الثلج بيني وبينك..

ماذا سنفعل؟

إن الشتاء طويلٌ طويل

هو الشك يقطع كل الجسور

ويقفل كل الدروب،

ويغرق كل النخيل

أحبك!.

يا ليتني أستطيع استعادة

هذا الكلام الجميل.

أحبك..

أين ترى تذهب الكلمات؟

وكيف تجف المشاعر والقبلات

فما كان يمكنني قبل عامين

أصبح ضرباً من المستحيل

وما كنت أكتبه – تحت وهج الحرائق –

أصبح ضرباً من المستحيل..



إن الضباب كثيفٌ

وأنت أمامي.. ولست أمامي

ففي أي زاويةٍ يا ترى تجلسين؟

أحاول لمسك من دون جدوى

فلا شفتاك يقينٌ.. ولا شفتاي يقين

يداك جليديتان.. زجاجيتان.. محنطتان..

وأوراق أيلول تسقط ذات الشمال وذات اليمين

ووجهك يسقط في البحر شيئاً فشيئاً

كنصف هلالٍ حزين..



تموت القصيدة من شدة البرد..

من قلة الفحم والزيت..

تيبس في القلب كل زهور الحنين

فكيف سأقرأ شعري عليك؟

وأنت تنامين تحت غطاءٍ من الثلج..

لا تقرأين.. ولا تسمعين..

وكيف سأتلو صلاتي؟

إذا كنت بالشعر لا تؤمنين..

وكيف أقدم للكلمات اعتذاري؟

وكيف أدافع عن زمن الياسمين؟



جبالٌ من الملح.. تفصل بيني وبينك..

كيف سأكسر هذا الجليد؟

وبين سريرٍ يريد اعتقالي..

وبين ضفيرة شعرٍ تكبلني بالحديد؟



أحبك.. كنت أحبك حتى التناثر.. حتى التبعثر..

حتى التبخر.. حتى اقتحام الكواكب، حتى

ارتكاب القصيدة،

أحبك.. كنت قديماً أحبك..

لكن عينيك لا تأتيان بأي كلامٍ جديد

أحبك.. يا ليتني أستطيع الدخول لوقت البنفسج،

لكن فصل الربيع بعيد..

ويا ليتني أستطيع الدخول لوقت القصيدة،

لكن فصل الجنون انتهى من زمانٍ بعيد.

لكن عينيك لا تأتيان بأي كلامٍ جديد

أحبك.. يا ليتني أستطيع الدخول لوقت البنفسج،

لكن فصل الربيع بعيد..

ويا ليتني أستطيع الدخول لوقت القصيدة،

لكن فصل الجنون انتهى من زمانٍ بعيد.





 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top