نازك الملائكة.. قرارة الموجة اللامتناهية

رونق

:: عضو مُتميز ::
إنضم
30 سبتمبر 2008
المشاركات
734
نقاط التفاعل
7
النقاط
37
nazek.jpg

لقد كانت نازك الملائكة عرابة القصيدة العربية الحديثة ، رغم كثرة المنازعين لها والمؤيدين لهم ، الذين استكثروا عليها كأمرأة أن تنفرد بهذا الحدث المزلزل في تاريخ الشعر العربي كله .
أنها على اية حال آخر ما بقى أولئك الكبار الذين تنازعوا ذلك " المجد" الذي لم يتكرر كثيرا بعد ذلك في سجل انجازات القصيدة العربية المعاصرة تحديدا، فقد رحل قبلها بدر شاكر السياب ، وعبد الوهاب البياتي ، وبلند الحيدري وغيرهم ، من شعراء كلية المعلمين في بغداد الأربعينات أولئك الذين أقاموا دنيا الشعر العربي منذ ذلك الوقت ولم يقعدوها حتى الان ، وفقا لأوزانهم الحرة وقوافيهم العفوية ، وملأوا دنيا العرب الثقافية صخبا ما بين مؤيد ومعارض لثورتهم على عمود الشعر وأوزان الخليل.
لكن نازك التي اعتبرت نفسها الاحق في الانفراد بمجد الثورة تلك ، تألمت من اولئك الرفاق الذين حاولوا سحب بساط الاقدمية من تحت قدميها . وربما كان غيابها في أحد وجوهه الغامضة ، حتى الان ، يعود الى تلك المحاولات الجاحدة كما كانت تراها لاقصائها عن "مكتسبات الثورة " التي يبدو أنهم رأوا انها لا تليق بالنساء!!
ولدت نازك الملائكة في بغداد عام 1923 لأسرة مثقفة ينتمي لها أكثر من شاعر معروف و تخرجت من كلية دار المعلمين العالية عام 1944 ثم سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة اللغة اللاتينية ثم عادت إلى العراق لتدرس الأدب المقارن في جامعة بغداد و البصرة عدة سنوات قبل أن تهاجر إلى بيروت ثم تعود مرة أخرى إلى العراق ثم إلى الكويت التي بقيت فيها حتى اعتزلت حياة التدريس و النشر تمهيدا لإعتزال الحياة كلها و هو الإعتزال الذي سبقته ارهاصات واضحة بنكوص شاعرة الحداثة عن حداثتها التي ابتكرت صيغتها الشعرية العربية ونظرت لها بمعنى أو آخر .
لنازك الملائكة العديد من المجموعات الشعرية منها عاشقة الليل ، و شظايا و رماد و قرار الموجة و شجرة القمر و أغنية الإنسان بغير ألوان البحر و للصلاة و الثورة بالإضافة إلى مجموعة قصصية عنوانه:الشمس التي وراء القمة صدرت لها في القاهرة قبل رحيلها بعشر سنوات و هيي مما نشرته في سنوات متفرقة من قصص قصيرة أما على الصعيد البحثي و النقدي فقد تركت وراءها العناوين التالية: قضايا الشعر الحديث، و سيكولوجية الشعر ، و التجزيئية في المجتمع العربي و الكثير من علامات الإستفهام حول حياة شاعرة عربية استثنائية حركت المياه الراكدة في بحر الشعر العربي الحديث قبل أن تركد هي نفسها في قرارة الموجة اللامتناهية من القصيدة . توفيت عرابة القصيدة العربية الحديثة عام 2007 بعد أن ظلت مريضة و لا تريد رؤية أحد على الإطلاق لفترة طويلة.. بل طويلة جدا
و هذه تحية لعاشقة الليل في ذكرى ميلادها

23/8/1923
 
سكَن الليلُ
أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ
في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ
صَرخَاتٌ تعلو, تضطربُ
حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ
يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ
في كل فؤادٍ غليانُ
في الكوخِ الساكنِ أحزانُ
في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ
في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ
هذا ما قد مَزّقَهُ الموتْ
الموتُ الموتُ الموتْ
يا حُزْنَ النيلِ الصارخِ مما فعلَ الموتْ
*
*
نازك الملائكة (الكوليرا)
 
سكَن الليلُ

أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ
في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ
صَرخَاتٌ تعلو, تضطربُ
حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ
يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ
في كل فؤادٍ غليانُ
في الكوخِ الساكنِ أحزانُ
في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ
في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ
هذا ما قد مَزّقَهُ الموتْ
الموتُ الموتُ الموتْ
يا حُزْنَ النيلِ الصارخِ مما فعلَ الموتْ
*
*
نازك الملائكة (الكوليرا)
شكرا جزيلا...نازك الملائكة من أيقونات الشعر العربي ...
 
-اضافة الى هذا كله فقد نشبت حرب ادبية بين نازك الملائكة والسياب حول اسبقية كتابة الشعر الحر
فنازك ترى انها اول من كتب الشعر عام 1947 في قصيدتها الكوليرا
من ديوانها شظايا ورماد
-كما ان السياب اكد ايضا على انه اول من كتب في الشعر الحر عام 1947 في قصيدته هل كان حبا؟
التي نشرت في كتاب أزهار ذابلة

اذن فكلاهما خرجا عن المألوف وكسر قيود الشعر واعادا بناء القصيدة العربية بشكل جديد.




شكرا على الالتفاتة الى الشاعرة الرائعة نازكة الملائكة موضوع جميل
تقبلي مروري اختاه
تحياتي

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top