وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر.


72.gif



1asp143.gif
وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
1asp143.gif




تنويه: بمناسبة ذكرى الفاتح من نوفمبر تشرين الثاني و هي ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية المباركة ضد الاستدمار الفرنسي الذي عاث في الارض فسادا فأهلك الحرث والنسل و هتك العرض واحتل الأرض و استغل ثروات البلاد و استرق واسترق العباد...هذه الثورة العظيمة التي كانت مثلا ساميا للتحرر من قيود الاسر و القهر وجبروت المستعمر و تحرير الجزائر كانت هذه الثورة المباركة مثلا للبلدان الأخرى ومنها انطلقت مشاعل التحرر في كل البقاع و شجع الحركات التحررية في إفريقيا و أسيا و أمريكا الجنوبية.
وبادئا ذي بدء نستفتح هذه السلسلة من تاريخ الجزائر بقول الله تعالى:


(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) (الحج 39-40 )



{ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [آل عمران:169]



849193434152475833.jpg



هذه قصيدة لشاعر الثورة الجزئرية مفدي زكرياء


1asp143.gif
... نوفمبــــــر...
1asp143.gif

1asp143.gif



نوفمبر جل جلالك فينا


نوفمبر جل جلالك فينا
ألست الذي بث فينا اليقينا
سبحنا على لجج من دمانا
و للنصر رحنا نسوق السفينا
و ثرنا نفجر نارا و نورا
ونصنع من صلبنا الثائرين
ونلهم ثورتنا مبتغانا
فتلهم ثورتنا العالمينا
و تسخر جبهتنا بالبلايا
فنسخر بالظلم والظلامينا
و تعلو السياسة طوعا وكرها
لشعب أراد فأعلى الجبينا
جمعنا لحرب الخلاص شتاتا
سلكنا به المنهج المستبينا
و لولا التحام الصفوف وقانا
لكنا سماسرة مجرمينا
فليت فلسطين تقفو خطانا
و تطوي كما قد طوينا السنينا
وبالقدس تهتم لا بالكراسي
تميل يسارا بها و يمينا


********** **********
شغلنا الورى... وملأنا الدنا...
بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزاااااااااائر
1asp143.gif
1asp143.gif
1asp143.gif
1asp143.gif

***********************


وهذا اليوتيوب بصوت الشاعر الثائر يمجد ثورة نوفمبر

وكلمات القصيدة مكتوبة على اليوتيب بالعربية و مترجمة

http://www.youtube.com/watch?v=H1xucfBwxj4&feature=player_embedded

1- كرونولوجيا المقاومة والحركة الوطنية 1830-1954

1830
14 جوان انزال الحملة الفرنسية العسكرية
18 جوان معركة اسطاوالي بين الفرنسيين وقوات الداي
23 جويلية بداية المقاومة في متيجة

1832
27 نوفمبر اندلاع مقاومة الامير عبد القادر

1833
3 جوان حمدان خوجة يقدم تقريرا عن احوال الجزائريين

1834
26 فيفري توقيع معاهدة دي ميشال

1835
27جوان معارك الاميرعبدالقادر معركة المقطع
31 سبتمبر الامير عبد القادر يراسل بريطانيا

1836
21 نوفمبر معركة قسنطيتة الاولى

1837
30 ماي توقيع معاهدة التافنة بين الامير عبد القادر والجنرال بيجو
13/6 اكتوبر معركة قسنطينة الثانية

1839
23 ديسمبر معارك جيش الامير معركة واد العلايق

1843
16 ماي زمالة الامير عبد القادر تسقط على يد الدوق دومال

1845
26 سبتمبر معارك جيش الامير معركة سيدي ابراهيم

1847
جويلية انتقال الامير عبد القادر الى المغرب
23 ديسمبر الامير عبد القادر يستسلم للقائد الفرنسي لامورسيير
25 ديسمبر الامير عبد القادر يحول الى فرنسا

1848
5 جوان احمد باي يستسلم للقوات الفرنسية
نوفمبر الامير عبد القادر ينقل الى سجن لامبواز

1849
ماي بداية مقاومة الزعاطشة
26 نوفمبر الشيخ بوزيان يستشهد في معركة سيدي المزاري

1851
فيفري اندلاع مقاومة الشريف بو بغلة
5سبتمبر اندلاع مقاومة ابن ناصر بن شهرة

1852
4/2 1852 ديسمبر اندلاع مقاومة الاغواط

1855
30اوت 1855 اندلاع مقاومة جرجرة بقيادة الشريف بو حمارة

1857
ماي اندلاع مقاومة لالة فاطمة انسومر

1864
8 افريل اندلاع مقاومة اولاد سيدي الشيخ

1869
1فيفري 1869 معارك مقاومة اولاد سيدي الشيخ معركة الدبداب بقيادة سي يعلا.
كرونولوجيا المقاومة والحركة الوطنية 1871-1919

1871
جانفي اندلاع مقاومة بني تاصر
فبراير اندلاع مقاومة الصبايحية ومحمد الكبلوتي
مارس تعيين هنري دي قيدون حاكما عاما على الجزائر
05 مارس الشريف بو شوشة يدخل منطقة وادي سوف ويعين بن ناصر بن شهرة خليفة عليها
15 مارس اندلاع مقاومة الحاج المقراني
25 مارس مصادرة املاك محمد المقراني بقرار من الحاكم العام الفرنسي
افريل الشيخ الحداد ينضم الى المقراني المعارك الى جانب المقراني
05 ماي استشهاد محمد المقراني
جوان اندلاع مقاومة مولاي الشقفة
جويلية الشيخ الحداد يقع اسيرا لدى الجيش الفرنسي رفقة ابنه عزيز
20سبتمبر معركة نقرين بين الشريف محمد بن عبد الله والجيش الفرنسي
12 اكتوبر الشريف بن عبد الله ينتقل الى الجنوب التونسي

1873
جوان تعيين الجنرال انطوان شانزي حاكما عاما للجزائر
جويلية الشريف بوشوشة يقوم بعدة هجمات على المواقع الفرنسية في الجنوب

1874
مارس الشريف بوشوشة يقع اسيرا

1875
02 جوان بن ناصر بن شهرة يغادر تزنس في اتجاه بيروت و دمشق بسبب مضايقات باي تونس
29 جوان السلطات الفرنسية تنفد حكم الاعدام في حق الشريف بوشوشة في قسنطينة

1876
11 افريل اندلاع مقاومة واحة العامري -بسكرة-

1879
مارس تعيين البير قريفي حاكما عاما للجزائر
جوان اندلاع مقاومة الاوراس الأولى

1881
16 فبراير اندلاع مقاومة التوارق بقيادة الشيخ آمود
ابريل اندلاع مقاومة الشيخ بو عمامة
19 ماي معارك مقاومة اولاد سيدي اشيخ معلاكة الشلالة
14اوت الجيش الفرنسي يدمر ضريح سيدي الشيخ
26 نوفمبر تعيين لويس تيرمان حاكما عاما للجزائر

1883
26 ماي وفاة الامير عبد القادر بن محي الدين في دمشق

1888
اوت الجيش الفرنسي يشن حملة عسكرية في جبال عمور ضد القبائل التي انضمت الى مقاومة الشيخ بو عمامة

1901
26 افريل اندلاع مقاومة عين التركي ومليانة بقيادة الشيخ يعقوب بن الحاج
جانفي الادارة الفرنسية تصادر املاك المشاركين في مقاومة عين الترك
فبراير السلطات المغربية تطرد الشيخ بوعمامة من فقيق بطلب من الفرنسيين
07 ماي اندلاع معركة تيت بقيادة الشيخ آمود

1903
جانفي معركة السمامير قرب وجدة بين الشيخ بو عمامة والجيش المغربي

1905
جويلية/اوت اندلاع عدة حرائق للغابات في منطقة الشلف وبلاد الفبائل واعتماد فرنسا مبدأ المسؤولية الجماعية لمعاقبة القبائل

1912
03 فبراير صدور مرسوم التجنيد الاجباري للشبان الجزائريين
19 سبتمبر صدور مرسوم حول العقوبات الخاصة بالتجنيد الاجباري
21 سبتمبر اندلاع مقاومة بني شقران -معسكر- ضد التجنيد الاجباري

1916
فبراير الشيخ آمود ينتصر على القوات الفرنسية في معركة جانت
سبتمبر مقاومة الاوراس الثانية ضد التجنيد الاجباري

1919
كرونولوجيا المقاومة والحركة الوطنية 1919-1954

1923
جويلية مغادرة الامير خالد الجزائر الى القاهرة

1924
جويلية رسالة الامير خالد الرئيس هيريو
3سبتمبر انقاد مؤتمر الشمال افرقيين بمشاركة الامير خالد

1925
25 ماي 1925 موريس فيوليت حاكم عام الجزائر
مارس 1926 تأسيس حزب نجم شمال افريقيا

1927
18/10 جوان تاسيس فيديرالية المنتخبين الجزائريين

1930
1جانفي الاحتفال بالذكرى المئوية للاحتلال
وقولة أحمد مصالي الحاج للمحتفلين الفرنسيين بعد ان حمل حفنة من التراب وقال لهم:
(إعلموا جيدا أن تراب الجزائر لا يرهن ولا يباع).

1931
5ماي1931 تاسيس جمعية علماء المسلمين
8جويلية 1931 اعلان مشروع بلوم فييوليت

1935
17 سبتمبر1935 اول مؤتمر لجمعية علماء المسلنين الجزائريين

1936
9جانفي وفات الامير خالد
26 افريل اعتماد فدرالية الكشافة الاسلامية
7جوان انعقاد المؤتمر الاسلامي

1937
17/8 اكتوبر تاسيس الحزب الشيوعي الجزائري
26 جانفي صدور مرسوم رئاسي بحا النجم
12/11 مارس تاسيس حزب الشعب الجزائري
14 جويلية مظاهرات حزب الشعب الجزائري في العاصمة

1940
16 افريل 1940 وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس

1941
8ماي1941 اعدام محمد بوراس

1943
12 فيفري صدور البيان الجزائري

1944
14 مارس تاسيس حركة احباب البيان والحرية

1945
8 ماي 1945 مظاهرات 8 ماي 1945
التي راح ضحيتها 45000 شهيد جزائري
في كل من سطيف وقالمة وخراطة

1946
28/25 سبتمبر تاسيس حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري
10نوفمبر 1946 تاسيس حركة ا نتصار الحريلت الديمقراطية

1947
15فيفري المؤتمر الاول لحركة الانتصار للحريات الديمقراطية
اكتوبر فوز حركة انتصار الحريات في الانتخابات
20سبتمبر القانون الاساسي للجزائر

1948
سبتمبر 1948 رسالة الحاج مصالي الى الامم المتحدة

1949
18/16 سبتمبر المؤتمر الثاني للاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري

1950
مارس1950 الشرطة الفرنسية تباشر تفكيك المنظمة الخاصة
10ماي القاء القبض على احمد بن بلة
ماي جمعية العلماء المسلمين تطالب بفصل الدين عن الدولة
21/20 جوان محاكمة احمد بن بلة في قضية بريد وهران

1951
1ماي مظاهرات بباريس بقيادة حركة الانتصار للحريات الديمقراطية

1952
16 مارس فرار احمد بن بلة ومحساس من السجن
14 ماي مظاهرات حركة الانتصار للحريات الديمقراطية في مدينة الشلف
ماي فرنسا تطرد أحمد مصالي الحاج خارج الجزائر

1953
افريل بداية الازمة بين مصالي الحاج والمركزيين
12 جوان مانديس فرانس حاكما عاما للجزائر

1954
15/13 جويلية المؤتمر الاستثنائي لحركة الانتصار للحريات الديمقراطية
مارس تاسيس اللجنة الثورية للوحدة والعمل
18/17 جوان مانديس فرانس رئيسا للوزراء
25 جويلية اجتماع22
24 اكتوبر تاسيس جبهة التحرير الوطني
10اكتوبر 1954 قرار المنظمة الخاصة بهيكلة التراب الوطني
24 اكتوبر تحديد 1 نوفمبر موعدا لاندلاع الثورة

2- كرونولوجيا الثورة الجزائرية المباركة

01 نوفمبر 1954
اندلاع الثورة التحريرية الكبرى

03 نوفمبر 1954
ردود الفعل الفرنسية على اندلاع الثورة

05 نوفمبر 1954
استشهاد رمضان بن عبد المالك (أحد مفجري الثورة) قرب مستغانم

18 نوفمبر 1954
استشهاد باجي مختار (أحد مفجري الثورة) قرب مدينة سوق اهراس

23 ديسمبر 1954
بداية العمليات العسكرية

14 جانفي 1955
اعتقال مصطفى بن بوالعيد قائد المنطقة الأولى بتونس
استشهاد ديدوش مراد (قائد المنطقة الثانية و أحد مفجري الثورة) في معركة بوكركر.

23 جانفي 1955
انطلاق عمليتي فيوليت – فيرونيك

25 جانفي 1955
تعيين جاك سوستال حاكما عاما على الجزائر خلفا لروجيه ليونار.

05 فيفري 1955
سقوط الحكومة الفرنسية بعد فشل سياسة منديس فرانس

26 مارس 1955
الحلف الأطلسي يعلن مساندته للحكومة الفرنسية في حربها ضد الجزائر.

01 أفريل 1955
المصادقة على تطبيق قانون حالة الطوارئ لمدة 6 أشهر من طرف الجمعية الوطنية الفرنسية

15 ماي 1955
تدعيم المجهود الحربي الفرنسي بتخصيص 15 مليار فرنك للقضاء على الثورة

16 ماي 1955
مجلس الوزراء الفرنسي يقرر إضافة 40 ألف جندي و يستدعي الإحتياطيين

01 جوان 1955
جاك سوستال يعلن عن إصلاحات

13 جوان 1955
معركة الحميمة الأولى في الولاية الأولى

24 جوان 1955
إلقاء القبض على الأمين دباغين

13 جويلية 1955
ميلاد الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين

20 أوت 1955
بداية الهجوم الشامل بمنطقة الشمال القسنطيني

22 سبتمبر 1955
معركة الجرف الأولى

29 سبتمبر 1955
إنشاء المصالح الإدارية المختصة

01 أكتوبر 1955
وصول كمية من الأسلحة لجيش التحرير الوطني على متن السفينة الأردنية "دينا"
بداية هجوم جيش التحرير في الغرب الجزائري

27 أكتوبر 1955
التحاق بودغان علي (العقيد لطفي) بصفوف جيش التحرير الوطني

30 أكتوبر 1955
استشهاد البشير شيحاني قائد الولاية الأولى

10 ديسمبر 1955
التحاق 180 ألف جندي إضافي بالجيش الفرنسي في الجزائر

07 جانفي 1956
حل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وذوبانها في جبهة التحرير الوطني

19 جانفي 1956
اغتيال الدكتور بن زرجب بتلمسان

24 فيفري 1956
تأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين

22 مارس 1956
استشهاد القائد مصطفى بن بوالعيد (أحد مفجري الثورة) قائد الولاية الأولى.

05 أفريل 1956
التحاق مايو (و معه كمية من الأسلحة) بالثورة

16 أفريل 1956
استشهاد سويداني بوجمعة (أحد مفجري الثورة) بالقرب من القليعة

22 أفريل 1956
انضمام أحمد فرنسيس للثورة
فرحات عباس يحل الإتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري وينظم إلى جبهة التحرير

28 أفريل 1956
تصدي جيش التحرير لعملية التمشيط المسماة "الأمل و البندقية"

06 ماي 1956
معركة جبل بوطالب في الولاية الأولى

19 ماي 1956
إضراب الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين والتحاقهم بالثورة

23 ماي 1956
إلقاء القبض على عيسات إيدير

07 جويلية 1956
معركة الونشريس بالولاية الرابعة

20 أوت 1956
انعقاد مؤتمر الصومام الذي قام بإعادة تنظيم الثورة و خرج بعدة قرارات.

23 سبتمبر 1956
استشهاد زيغود يوسف (أحد مفجري الثورة) بمنطقة سيدس فرغيش

16 أكتوبر 1956
الجيش الفرنسي يحجز باخرة أتوس و هي محملة بـ 70 طن من الذخيرة موجهة لجيش التحرير الوطني

01 نوفمبر 1956
جبهة التحرير الوطني تنشر قرارات مؤتمر الصومام

08 نوفمبر 1956
معركة جبل بوكحيل بالولاية السادسة

09 ديسمبر 1956
معركة النسينسة بالولاية السادسة

26 ديسمبر 1956
معركة أولاد رشاش بالولاية الأولى

01 جانفي 1957
تأسيس إذاعة صوت الجزائر

07 جانفي 1957
بداية معركة الجزائر العاصمة بقيادة الجنرال ماسو

09 جانفي 1957
تأسيس الهلال الأحمر الجزائري

28 جانفي 1957
انطلاق إضراب الثمانية أيام

23 فيفري 1957
إلقاء القبض على العربي بن مهيدي (أحد مفجري الثورة)

03 مارس 1957
استشهاد العربي بن مهيدي تحت التعذيب

20 أفريل 1957
معركة فلاوسن بالولاية الخامسة

28 ماي 1957
استشهاد علي ملاح قائد الولاية السادسة

12 جوان 1957
موافقة البرلمان الفرنسي على تشكيل حكومة بورجيس مونري

19 جويلية 1957
معركة جبل بوزقزة في الولاية الرابعة

06 أوت 1957
صدور مرسوم ماكس لوجان لتقسيم الصحراء

28 أوت 1957
انعقاد أول مؤتمر للمجلس الوطني للثورة الجزائرية بالقاهرة

19 سبتمبر 1957
مصادقة مجلس الوزراء الفرنسي على قانون الإطار الخاص بالجزائر

08 أكتوبر 1957
استشهاد علي عمار (علي لابوانت) و حسيبة بن بوعلي بالقصبة

25 أكتوبر 1957
اجتماع لجنة التنسيق و التنفيذ بتونس

27 ديسمبر 1957
اغتيال عبان رمضان بالمغرب بتهمة التخطيط للقضاء على رفاقه من العسكريين و ذلك بعد خلافات حادة معهم خاصة كريم بلقاسم و بوصوف.

08 جانفي 1958
حل الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين

08 فيفري 1958
قصف ساقية سيدي يوسف

19 فيفري 1958
قرار مجلس الوزراء الفرنسي بإقامة مناطق محرمة على الحدود الجزائرية

15 أفريل 1958
سقوط حكومة فليكس قايار تحت تأثير الثورة

25 أفريل 1958
تنفيذ حكم الإعدام بالمقصلة في الشهيد طالب عبد الرحمان

27 أفريل 1958
انعقاد مؤتمر طنجة و إعلان تأييده للثورة الجزائرية

13 ماي 1958
انقلاب 13 ماي 1958 في فرنسا وعودة الجنرال شارل دوغول

24 جوان 1958
زيارة شارل دوغول للجزائر

27 أوت 1958
امحمد يزيد يقدم بيانا للأمم المتحدة لفضح سياسة فرنسا في الجزائر

19 سبتمبر 1958
تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية و الإعلان عنها بالقاهرة.

26 سبتمبر 1958
أول تصريح للحكومة المؤقتة تعلن فيه فتح مفاوضات مع فرنسا

02 أكتوبر 1958
إعلان فرنسا عن مشروع قسنطينة الإقتصادي و الإجتماعي لتجفيف منابع الثورة

23 أكتوبر 1958
دوغول يعرض على جبهة التحرير سلم الشجعان

02 ديسمبر 1958
انتخاب شارل دوغول رئيسا للجمهورية الفرنسية، ويطلب صلاحيات واسعة.

08 ديسمبر 1958
برمجة القضية الجزائرية ضمن جدول أعمال الأمم المتحدة

07 مارس 1959
نقل أحمد بن بلة و رفاقه إلى سجن جزيرة إكس

28 مارس 1959
استشهاد العقيدين الحواس و اعميروش

18 أفريل 1959
الشروع في تطبيق مخطط شال

05 ماي 1959
استشهاد العقيد سي محمد بوقرة

22 جويلية 1959
الشروع في تنفيذ عملية المنظار في الولاية الثانية

29 جويلية 1959
استشهاد العقيد سي الطيب الجغلالي قائد الولاية السادسة

01 سبتمبر 1959
مصادقة الجامعة العربية على عدة قرارات لدعم الثورة الجزائرية

04 سبتمبر 1959
جيش التحرير يتصدى لعملية الأحجار الكريمة

16 سبتمبر 1959
شارل دوغول يعترف بحق الجزائريين في تقرير المصير

10 نوفمبر 1959
شارل دوغول يجدد نداءه لوقف إطلاق النار

20 نوفمبر 1959
الحكومة المؤقتة تعين أحمد بن بلة و رفاقه للتفاوض مع فرنسا حول تقرير المصير

10 ديسمبر 1959
اجتماع المجلس الوطني للثورة الجزائرية و تكوين الحكومة المؤقتة الثانية برئاسة فرحات عباس

19 ديسمبر 1959
الإتحاد العام للعمال الجزائريين يرفض نتائج التحقيق الخاصة بظروف وفاة عيسات إيدير

05 جانفي 1960
جريدة لوموند الفرنسية تنشر تقرير الصليب الأحمر حول التعذيب في الجزائر

18 جانفي 1960
المجلس الوطني يوافق على إنشاء قيادة الأركان برئاسة العقيد هواري بومدين

13 فيفري 1960
أول تجربة نووية فرنسية بمنطقة رقان بالصحراء الجزائرية

08 مارس 1960
اجتماع المجلس الوطني للثورة الجزائرية بتونس

27 مارس 1960
استشهاد العقيد لطفي قائد الولاية الخامسة جنوب مدينة بشار.

30 أفريل 1960
تفجير قنبلة نووية للمرة الثانية بالصحراء

01 ماي 1960
استخدام فرنسا قنابل النابالم جنوب عين الصفراء

14 جوان 1960
دوغول يعلن استعداده لاستقبال وفد عن قادة الثورة بباريس من أجل إيجاد نهاية مشرفة للمعارك.

28 جوان 1960
انطلاق المفاوضات الجزائرية الفرنسية في مولانmelun

05 سبتمبر 1960
شارل دوغول يعلن في ندوة أن الجزائر جزائرية

27 سبتمبر 1960
زيارة فرحات عباس و بن طوبال للإتحاد السوفياتي و الصين

07 أكتوبر 1960
اعتراف الإتحاد السوفياتي بالحكومة المؤقتة للجزائر

16 نوفمبر 1960
دوغول يعلن أمام مجلس الوزراء الفرنسي عزمه على إجراء استفتاء و تقرير المصير

11 ديسمبر 1960
اندلاع مظاهرات 11 ديسمبر في مناطق عديدة من الجزائر خاصة في المدن الكبرى

20 ديسمبر 1960
الجمعية العامة للأمم المتحدة تصادق على لائحة الإعتراف بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره.

11 أفريل 1961
دوغول يصرح في ندوة صحفية أنه ليس من مصلحة فرنسا البقاء في الجزائر و يؤكد على أن الجزائر جزائرية

10 ماي 1961
الإنطلاق الفعلي للمفاوضات الجزائرية الفرنسية في إيفيان لكنها فشلت بسبب إصرار الوفد الجزائري على عدم المساس بسيادة و وحدة التراب الوطني.

20 جويلية 1961
استئناف المفاوضات في قصر لوغران Lugrin

9 أوت 1961
اجتماع المجلس الوطني للثورة الجزائرية و تعيين بن يوسف بن خدة رئيسا للحكومة المؤقتة مكان فرحات عباس الذي اشتدت خلافاته مع القيادة العامة لجيش التحرير

06 ديسمبر 1961
ظهور منظمة الجيش السري (oas) التي عرفت بالإرهاب و الأعمال الإجرامية على جميع المستويات و كانت تمثل اليمين المتطرف في الجيش الفرنسي الرافض لأي حل مع الجزائريين سوى الحل العسكري الحاسم.من أشهر عملياتها تفجير سيارة مفخخة بميناء الجزائر و قتل63 بريئا و حرق مكتبة جامعة الجزائر مما أدى إلى إتلاف600 ألف عنوان و تفجير المخابر و القاعات

09 جانفي 1962
محمد الصديق بن يحي يقدم مذكرة الحكومة الجزائرية ردا على مذكرة فرنسا

22 فيفري 1962
اجتمع المجلس الوطني للثورة الجزائرية بطرابلس لدراسة نص اتفاقيات إيفيان في كل جزئياتها, و تم التصويت على مشروع نص الإتفاقيات بالإجماع ما عدا أربعة (4) هم هواري بومدين و قائد أحمد وعلي منجلي و الرائد مختار بوعيزم.

27 فيفري 1962
مظاهرات ورقلة تنديدا بمشروع فصل الصحراء عن الشمال

18 مارس 1962
التوقيع على وثيقة اتفاقية إيفيان من طرف كريم بلقاسم و لوي جوكس، و إعلان بن خدة عبر إذاعة تونس عن وقف إطلاق النار في كافة أنحاء الجزائر بداية من 19 مارس 1962، و قام دوغول قبل ذلك بقليل بإعطاء نفس الأوامر للقوات الفرنسية.

29 مارس 1962
تكليف الهيئة التنفيذية المؤقتة برئاسة عبد الرحمان فارس بتسيير الفترة الإنتقالية و تحضير الإستفتاء

01 أفريل 1962
منظمة الجيش السري تكثف من أعمالها الإرهابية ضد الشعب الجزائري

01 جويلية 1962
استفتاء تقرير المصير

05 جويلية 1962
الإعلان الرسمي عن الإستقلال


المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وتحيا الجزائر حرة أبية



ta7iya.gif





87108647zx9.gif

qasralkhair-8c94891f8b.gif
</B></I>





 
مقاومة عين التركي 1901 .

1265018739.gif



star7.gif




1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif


مقاومة عين التركي 1901
31459437.jpg

منظر جبال الأطلس البليدي.
images-7a0381e893.jpg

منظر جبال زكار
EPSN0140.JPG

مرتفعات جبال الظهرة

1- مقدمة

تقع قرية عين التركي بالقرب من مدينة مليانة ، على سفوح جبال زكار بين الأطلس البليدي شرقا وجبال الظهرة غربا.

ظلت هذه المنطقة طيلة القرن التاسع عشر، بؤرة توتر بسبب مقاومة السكان لأطماع الـمعمرين الفرنسيين وسياسات الإدارة الاستعمارية تجاههم .

2- أسباب مقاومة عين التركي

goum.jpg


حاول مؤرخو الاستعمار تشويه الانتفاضة بالتركيز على التعصب الديني والشعوذة وإلقاء اللوم على محركيها ، فإن حقيقة أسباب مقاومة سكان عين التركي تعود إلى عدة عوامل أولها القهر الاستعماري الـمتمثل في المصادرة للأراضي والأملاك العامة والخاصة ، وثانيها تعسف الإدارة الاستعمارية وتجاوزاتها في تطبيق قانون الأهالي و قانون الغابات.

وقعت أحداث هذه الانتفاضة يوم 26 أفريل 1901 عندما هاجم مئات من الفلاحين الجزائريين مستوطنة أوروبية بقرية عين التركي ، أقيمت فوق أراضٍ صادرتها السلطات الفرنسية لصلح الكولون ، فخيروا المعمرين بين الـموت أو الشهادة ، وقد نجم عن ذلك وفاة 5 أوربيين وللتأكيد على طبيعة احتجاجهم ومقاومتهم ، لم يرتكب الـمهاجمون أي نهب أو تخريب لأملاك الأوربيين ولم يعتدوا على أعراضهم ، لكن هذه الانتفاضة قوبلت بالقمع الشديد بعد وصول قوات عسكرية من مدينة مليانة في نفس اليوم.

3- أطوار مقاومة عين التركي

انتهت حملة التقتيل التي شنها الجيش الفرنسي ضد سكان المنطقة بوفاة 16 منهم ومقتل جندي فرنسي ، وتبعتها عمليات اعتقال واسعة لكل الرجال البالغين 15 سنة من العمر فما فوق. وتم إلقاء القبض على 150 جزائريا أجرت الشرطة والدرك الفرنسي تحقيقات وتحريات في شأنهم لـمعرفة أسباب الانتفاضة.

أما المعمرون فقد لجأوا إلى إثارة الأوضاع والمطالبة بتشديد القمع وتسليح الأوروبيين حتى يدافعوا عن أنفسهم حسب قولهم ؛ بل راحوا يكتبون العرائض وينشرونها في الصحف الاستعمارية.

وكتب "فيكتور ديمنتس" سيطمئن الكولون بقوله: "لقد أعطى للأهالي درسا لن ينسوه…" ؛ ووصف حوادث مليانة في كتابه "افريقيا الإقتصادية، الذي نشره بمناسبة الذكرى الـمئوية للاحتلال ، بأنها من صنع "جزائريين متعصبين يقودهم مرابط مشعوذ يقوم بأعمال السحر والشعوذة".

انقسمت ردود الفعل لدى السياسيين الفرنسيين بين مندد معاد لانتفاضة 1901 ومنتقد للسياسة الاستعمارية في الجزائر.

فالنائب في البرلمان الفرنسي "مارشال" طلب بتسليح الكولون وتكثيف الحراسة لتدعيم الأمن في الجزائر ، واصفا العرب بـ "الوحوش في صورة بشر". أما "فلوري رافالينلـ منتقد للسياسة الاستعمارية فلقد اختصرها في ثلاث كلمات معبرة: القهر ـ القمع والإلغاء.

أما الصحافة الفرنسية الصادرة في باريس ، فلقد أسهبت في ذكر تعسف الإدارة الاستعمارية بالجزائر ، وتصرفات الكولون التي دفعت الأهالي إلى ارتكاب هذه الأعمال ، وعلى رأسها صحيفة "الفجر"الحرية"... لكن الصحف الكولونيالية التي تظهر في الجزائر ، وقد كتبت عدة مقالات تصف فيها الجزائريين بالمجرمين والأعداء وتحرض الـمعمرين على استعمال القوة ضد الأهالي.

انتهت هذه الانتفاضة بتقديم 125 من الثوار إلى العدالة التي أمرت بنقلهم إلى مقاطعة"مونبلييه" لتنظر في قضيتهم محكمة بدأت المحاكمة في 11 ديسمبر 1902 ولم تصدر الأحكام إلا في 08 فبراير 1903 ، بعد مرافعات طويلة قدمها الأستاذ الأدميرال محامي الـمتهمين ، ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر. وكان قد توفي في السجن 17 رجلا وأصيب 81 بأمراض مختلفة، بينما عَمِيَ أحدهم في الـمعتقل ، وأفضت كل العملية إلى تبرئة 81 متهما مع إخلاء السبيل والحق في العودة. كما قضت على الشيخ يعقوب زعيم الـمتمردين بالسجن الـمؤبد مع الأشغال الشاقة ، توفي على إثرها في سجنه عام 1905.


ولئن كانت نتائج الانتفاضة محدودة داخليا ، فإنها خارجيا وضحت للرأي العام الفرنسي الذي تتبع مجريات المحاكمة ، لا سيما الجمهوريين ، حقيقة الوضع في الجزائر ومعاناة الشعب الجزائري.

أما المعمرون فقد استاءوا لنتائج المحاكمة وطالبوا بالسلاح لتحقيق عدالتهم بأنفسهم ، التي لن ترقى في أعينهم إلا عن طريق أحكام الإعدام والعقوبات الـمؤبدة
.


المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

61896dzslideshud5.gif


ta7iya.gif



87108647zx9.gif




qasralkhair-8c94891f8b.gif



 
الحركة الوطنية الجزائرية

1265018739.gif



star7.gif




1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif





الحركة الوطنية الجزائرية



بعد أن دب الوهن في المقاومات الشعبية المسلحة وتمكنت السلطات الاستعمارية من بسط سيطرتها على الجزائر بدأت في مطلع القرن العشرين مرحلة جديدة من النضال والمقاومة عرفت بمرحلة النضال السياسي وقد اتسمت في بدايتها بظهور نوع من المقاومة التي تعتمد على اللوائح والعرائض الإحتجاجية والصحافة لتصبح فيما بعد في شكل نوادي وجمعيات ثقافية وخيرية ورياضية.

إن أهم ما يميز النضال السياسي في الجزائر منذ بدايته هو انقسام عناصره إلى تيارات متعددة و متباينة.أهم هذه الحركات:

حركة الأمير خالد
Emir-khaled.jpg


1- مقدمة

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية التي عرفت مشاركة الآلاف من الجزائريين فيها إلى جانب القوات الفرنسية و في مقدمة هؤلاء الضابط الأمير خالد و ظهور وسياسة الإصلاحات التي وعدت بها فرنسا الجزائريين مثل إصلاحات 1919 وكذا اللوائح و النصوص التي صادق عليها الحلفاء في مؤتمر فرساي فيما يتعلق بحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها،ظهر نشاط سياسي جزائري دشنه الأمير خالد منذ 1919 بالدعوة إلى المساواة و الإصلاح.

2- ظروف نشأتها

ساهمت عدة ظروف في نشأة حركة الأمير خالد في بداية العشرينات من القرن الماضي،أهمها:

- نهاية الحرب العالمية الثانية و عودة الجزائريين المشاركين في الحرب .

- الإعلان عن مبادئ الرئيس الأمريكي ويلسون و التي من بينها حق الشعوب في تقرير مصيرها.

- إجراء الانتخابات البلدية في الجزائر العاصمة في شهر ديسمبر 1919و فوز الأمير خالد على حساب دعاة الإدماج.

كل هذه العوامل ساهمت في بروز حركة الأمير خالد التي أصبحت تعرف بحزب الإصلاح أو حركة المساواة، و استغل الأمير خالد رصيد جده - الأمير عبد القادر - النضالي ،و فراغ في القيادة السياسية في الجزائر.

3- برنامجها

إنّ برنامج حركة الأمير خالد كان مبنيا على المطالبة بالمساواة بين الجزائريين و الفرنسيين في الحقوق و الواجبات و القيام بإصلاحات سياسية تمس القوانين الزجرية، و يظهر من خلال مطالب الحركة أنها سياسية وطنية ،و عارض الأمير خالد سياسة الإدماج التي كانت تطالب بها جماعة النخبة و نادى ببرنامج إصلاحي قائم على فكرة المساواة بين الجزائريين و الفرنسيين و تطبيق القانون العام على الجزائريين دون تمييز و فتح الوظائف أمام الجزائريين،و كان الأمير خالد قد حدّد مطالب الجزائريين في رسائله، ففي رسالة الأمير خالد إلى ويلسون ( الرئيس الأمريكي) دافع على حقوق الجزائريين السياسية، أما رسالة الأمير خالد إلى هيريو(الرئيس الفرنسي ) فقد ضمنها المطالب الأساسية للجزائريين وسماها " برنامج مطالبنا الأساسية " و في مقدمتها :

- تمثيل الجزائر في المجلس الوطني الفرنسي بنسبة متساوية لنسبة الكولون.

- إلغاء كل القوانين الزجرية.

- رفع الحواجز عن دخول الجزائريين إلى كل الوظائف.

- فصل الإسلام عن الدولة الفرنسية

4- مسارها التاريخي

ظلت حركة المساواة أو الإصلاح تصنع الحدث السياسي بين سنوات 1920إلى 1923 بمواقف الأمير خالد الإصلاحية ، والذي استغل كل المناسبات السياسية لتقديم مطالبه ، فخطب أمام الرئيس الفرنسي ميليران أثناء زيارته للجزائر في ربيع 1922،و كانت خطبته هامة من حيث الأفكار المطروحة سنة بعد ذلك قررت فرنسا نفي الأمير خالد (1923) ، ورغم تواجده بالمنفى إلا أن الأمير خالد واصل نشاطه السياسي بالمشاركة في المؤتمرات السياسية ، كما راسل رئيس الوزراء هيريو سنة 1924،و من الإسكندرية واصل الأمير مراسلاته و مطالب حركته الإصلاحية و هو السبب الذي جعل فرنسا تمنعه من دخول الجزائر حتى وفاته (1936).


الزعيم أحمد مصالي الحاج
أبو الحركة الوطنية.

http://www.youtube.com/watch?v=XdADfL8bhEU

مصالي الحاج (16 مايو 1898 بتلمسان - 30 يونيو 1974 بفرنسا) مؤسس حزب الشعب الجزائري، والملقب ب "أبو الأمة". تمسك بالنضال السياسي معارضا أي نشاط مسلح.

جند لأداء الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي عام 1918. ثم هاجر إلى فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى في سن الخامسة والعشرين.

في عام 1926، أسس حزب نجم شمال أفريقيا الذي حل عام 1936.

أنشأ حزب الشعب الجزائري في نفس العام 1936. ثم في 12 يناير 1937 فرنسا تصدر قرارا بحل حزب "الاتحاد الوطني لمسلمي شمالي أفريقية" الذي كان يتولى زعامته "مصالي الحاج" الذي اعتقل في صيف نفس السنة مع حسين الأحول. ثم نفي أثناء الحرب العالمية الثانية إلى لمبيز و برازافيل.

عندما اندلعت الثورة بقي مصالي على معارضته للعمل المسلح و لجأ إلى فرنسا حيث انشأ منظمة جديدة منافسة لجبهة التحرير الوطني وهي الحركة الوطنية الجزائرية المصالية MNA في أكتوبر 1954 ، والتي ما لبثت أن دخلت في مواجهات مع جيش التحرير الوطني بدعم من فرنسا وبذلك وضع مصالي نهاية لنضاله الوطني الذي بدأه منذ العشرينات.

حزب نجم شمال إفريقيا

http://www.youtube.com/watch?v=rYSG93xMUBk


1- مقدمة

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية التي عرفت مشاركة الآلاف من الجزائريين فيها إلى جانب القوات الفرنسية و في مقدمة هؤلاء الضابط الأمير خالد و ظهور وسياسة الإصلاحات التي وعدت بها فرنسا الجزائريين مثل إصلاحات 1919 وكذا اللوائح و النصوص التي صادق عليها الحلفاء في مؤتمر فرساي فيما يتعلق بحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها،ظهر نشاط سياسي جزائري دشنه الأمير خالد منذ 1919 بالدعوة إلى المساواة و الإصلاح.

2- ظروف تأسيسه

تأسّس نجم شمال إفريقيا في باريس من طرف العمال الجزائريين المهاجرين في فرنسا في شهر جوان 1926، وأسندت رئاسة الحزب إلى السيد: عبد القادر حاج علي و اختير الأمير خالد رئيسا شرفيا للحزب، و من ابرز مسؤوليه السيد مصالي الحاج الذي يصبح فيما بعد زعيما للحزب سنة 1927 إضافة إلى بلقا سم راجف و عمار عيماش، و كان في بداية التأسيس يمثل التونسيين و المغاربة لكنهم انسحبوا سنة 1927 ليصبح النجم حزبا للجزائر يين و حدهم، و ظهر في البداية تقارب كبير يين نجم شمال إفريقيا و الحزب الشيوعي الفرنسي و النقابات العمالية المنضوية تحت لواء الحركة الشيوعية.

استطاع النجم في بضع سنوات أن يصبح قوة سياسية و ضعت حّدا للركود السياسي في الجزائر من خلال التجمعات و المشاركة في المؤتمرات الدولية، وعرف النجم تطورا في أفكاره ومطالبه السياسية، فمن حركة عمّالية تدافع عن حقوق العمال المهاجرين إلى حزب سياسي وطني له مطالب واضحة فيما يتعلق بالقضية الجزائرية مثلما حدث في مؤتمر بر وكسل سنة 1927 و تدخل مصالي الحاج لصالح القضية الجزائرية. ولتبليغ أفكاره أصدر الحزب جريدة الأمة في باريس لنشر نشاطات و أفكار النجم

3- برنــــامجه

بعد انسحاب الأخوة التونسيين و المغاربة من النجم،و ترأس مصالي الحاج له ظهر برنامج نجم شمال إفريقيا واضحا في المطالبة بإستقلال الجزائر عن فرنسا ورفع مطالبه الوطنية إلى السلطات الفرنسية في أكثر من مناسبة، ويمكن حصر مطالب النجم في الاستقلال الكامل للجزائر، وخروج القوات الفرنسية منها، وإلغاء قانون الأهالي و استعادة الجزائريين لأملاكهم المصادرة، وضمان حق الجزائريين في التعليم مع فتح المجال لحرية الصحافة و ممارسة الحقوق السياسية و النقابية.و شكّل هذا البرنامج الوطني الثوري شوكة في حلق السلطات الاستعمارية التي ألفت سماع صوت المطالبين بالإدماج من أعضاء فيدرالية المنتخبين المسلمين الجزائريين، و بعض أعضاء النخبة، لذلك بدأت السلطات الاستعمارية في التضييف على نشاطات النجم و زعيمه مصالي الحاج

4- مساره التاريخي

نظرا لبرنامج النجم الواضح المطلب في ما يتعلق بالاستقلال التام للجزائر، عرف الحزب مضايقات عديدة مند السنوات الأولى لنشأته، إذ أقدمت السلطات الفرنسية على حلّ النجم سنة 1929، ممّا دفعه إلى الظهور مجددا تحت اسم نجم شمال افريقيا المجيد حتى سنة 1933 أين أحذ اسما جديدا هو لجنة التجمع الشعبي ، و لم يختلف برنامج نجم شمال افريقيا المجيد عن برنامج النجم السابق ، و نتيجة لهذا النشاط أصدرت السلطات الفرنسية أحكاما متفاوتة ضد زعماء النجم و في مقدمتهم مصالي الحاج الذي حكم عليه سنة سجن نافذة عام 1934

بعد خروج مصالي من السجن أعاد تشكيل الحزب تحت تسمية جديدة هي: الاتحاد الوطني لمسلمين شمال إفريقيا، و مرة أخرى حاولت السلطات الفرنسية اعتقاله ممّا اضطره إلى الفرار إلى سويسرا سنة 1935.و بقي هناك حتى جاءت حكومة الجبهة الشعبية و أصدرت عفوا على كل السياسيين فعاد مصالى إلى الجزائر،لكن شهر العسل لم يدم طويلا بين حكومة الجبهة الشعبية و النجم فقرّرت حلّه بتاريخ 26 جانفي 1937م، وهي آخر جديد من مسار النجم السياسي ليتم تشكيل حزب آخر جديد هو: حزب الشعب الجزائري " P.P.A" سنة 1937.

فديرالية المنتخبين المسلمين الجزائريين

1- مقدمة

بعد نهاية الحرب العالمية الأولى و بروز نجم الأمير خالد كسياسي لامع و إعلان فرنسا عن حملة من الإجراءات مثل إصلاحات 1919، ظهر على الساحة السياسة كتلة من المنتخبين الجزائريين في المجالس الفرنسية حاولت أن يكون لها دورا أساسيا في الحياة السياسة خلال العشرينات هؤلاء المنتخبون الذين كانوا يشكلون نخبة ذات ثقافة فرنسية ،و بعض أبناء العائلات الكبرى عملوا على هيكلة أنفسهم ضمن حركة سياسية عرفت باسم فيدرالية المنتخبين المسلمين الجزائريين.

2- ظروف تأسيسها

تأسّست في شهر جوان 1927، من النواب الجزائريين المنتخبين في المجالس الفرنسية آنذاك و تعتبر امتدادا لحركة الشبان الجزائريين التي يعود تاريخها إلى بداية القرن 20.وجاءت هذه الفيدرالية كرد فعل على التنظيم الذي شكلّه رؤساء بلديات الجزائر في العشرينات ، وتشكلت هذه الاتحادية من ثلاث اتحاديات مستقلة هي اتحاديات قسنطينة و هران و الجزائر بهدف تمثيل الأهالي في البرلمان ،و كانت اتحادية قسنطينة برئاسة الدكتور بن جلول من انشط الاتحاديات ،انعقد أول مؤتمر للاتحادية في شهر جانفي 1928 بحضور مئة وستة وسبعون نائبا من مختلف مناطق الوطن، وترأس الاتحادية في أول الأمر شريف سيسبان ثم خلفه الدكتور بن جلول الذي عرفت في عهده نشاطا واسعا و حققت نتائج كبيرة في الانتخابات البلدية و في العمالات " الولايات " بفضل جماعة من النخبة المثقفة من أمثال فرحات عباس ، الدكتور سعدان، الدكتور ابن التهامي......إلخ.

3- برنامجها

من المطالب الأساسية التي اعتمدتها الفيدرالية في برامجها السياسية قضية تمثيل الآهالي في البرلمان و توحيد و تنسيق جهود المنتخبين الجزائريين في المجالس النيابية للدفاع عن حقوقهم وتبنت سياسة الإدماج و المساواة في الحقوق و الوجبات بين الجزائريين و الفرنسيين و المطالبة بإلغاء القوانين الاستثنائية ويمكن حصر مطالب فيدرالية المنتخبين المسلمين في :

- المطالبة بتمثيل الجزائريين في مختلف المجالس الفرنسية .

- إلغاء القوانين الاستثنائية.

- رفع عدد النواب المسلمين في المجالس المنـتخبة.

و هي بذلك لم تكن تهدف إلى العمل اتجاه الجماهير الشعبية قصد إعدادها سياسيا، بل تعمل على دمج النخبة المثقفة ثقافة فرنسية في المجتمع الفرنسي، ولذلك و جدت نفسها مرفوضة من الطرفين ، من طرف الشعب الجزائري لأنها لا تعبّر عن مطالبه ، ومن طرف المستوطنين المعارضين لفكرة المساواة بين الجزائريين و الفرنسيين. كانت جريدة التقدم لسان حال الاتحادية و من ابرز المحررين فيها فرحات عباس و الدكتور بن جلول .واصلت فيدرالية المنتخبين المسلمين الجزائريين على نفس النهج الذي رسمته منذ تأسيسها حتى حلّها نهائيا سنة 1941.

جمعية العلماء المسلمين

الحركة%20الوطنية%20%20الجزائرية2.jpg

الامام عبد الحميد بن باديس
رائد الحركة الفكرية.

1- مقدمة

شهدت مرحلة العشرينات من القرن العشرين نهضة سياسية بالنسبة للجزائريين فبعد التطورات التي شهدها العالم عقب نهاية الحرب العالمية الأولى و بروز نخبة من الجزائريين من مختلف الاتجاهات من النواب، و المصلحين،و العمال المهاجرين بدأ الوعي السياسي يتبلور أكثر فأكثر بتأسيس أحزاب و تشكيلات سياسية متعددة الاتجاهات من بينها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين .

2- ظروف تأسيسها

ظهرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ظروف متميزة يمكن اختصارها فيما يلي:

- احتفال فرنسا بالذكرى المئوية للاحتلال، 1830-1930 و مارا فق هذا الاحتفال من افتخار بالقضاء على الشخصية الجزائرية، ومن استفزازات من طرف المعمرين خاصة.

- تجنيس كل المولودين بالجزائر من أبوين أجنبيين و إعطائهم إمتيازات معتبرة في الإدارة و الخدمات.

- الاعتداء الصّارخ على الحريات الأساسية للمواطنين و التضييق على الصحافة الجزائرية و المدارس العربية و محاربة القضاء الإسلامي.

- بروز كتلة من النخبة المثقفة ثقافة فرنسية تدعو إلى إدماج الجزائر و الذوبان في الحضارة الفرنسية.

- تشجيع الجاليات اليهودية للهيمنة على النشاطات الاقتصادية و منحها امتيازات خاصة بعد إعطائها الجنسية الفرنسية.في ظل هذه الظروف تأسّست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يوم 05 ماي 1931 بنادي الترقي بالعاصمة، وتشكّلت من أبرز العلماء الجزائريين في هذه الفترة منهم: عبد الحميد بن باديس، البشير الإبراهيمي، الطيب العقبي، العربي التبسي، مبارك الميلي، الامين العمودي.وترأس اللجنة التأسيسية السيد عمران إسماعيل، وتمّ تعين مجلس إداري من 13 عضو ورغم غياب الشيخ عبد الحميد بن باديس إلاّ أنه انتخب رئيسا للجمعية ، وأختير الشيخ البشير الإبراهيمي نائبا له، وتحصلت الجمعية على الاعتماد من طرف الإدارة الفرنسية نظرا لليونة برنامجها

3- برنامجها

حدّدت جمعية العلماء برنامجها في قانونها الأساسي الذي تضمّن 24 فصلا تناول فيها الخطوط العريضة لعمل الجمعية، وتظهر أهداف الجمعية من خلال قانونها الأساسي ومن خلال نشاطات أعضائها و كتاباتهم. وفي مقدمة هذه الأهداف، المحافظة على الدين الإسلامي ومحاربة الخرافات والبدع و إحياء اللغة العربية وآدابها و تمجيد التاريخ الإسلامي وآثاره ،وقد شهد لها بهذا حتى المعارضين لأفكارها فالسيد فرحات عباس أشار إلى أن أهداف الجمعية تمثلت " في تجديد الإسلام، والصراع ضد المرابطين أداة الاستعمار وتكوين إطارات الثقافة العربية".

وأوضح رئيس الجمعية أهدافها الرئيسية في مقال: دعوة جمعية العلماء المسلمين وأصولها.وأبدت الجمعية موافق واضحة في القضايا السياسية المطروحة فعارضت سياسة الإدماج التي كانت تطالب بها: فيدرالية المنتخبين الجزائريين، بزعامة الدكتور بن جلول وابن التهامي. وفرحات عباس وغيرهم، كما سجلت حضورها الفعال في المؤتمر الإسلامي سنة 1936.

واعتمدت الجمعية في نشاطها على وسائل معروفة كالمسجد، والمدارس الحرة للتعليم والتربية وتكوين الإطارات والنوادي للنشاطات الثقافية وكذا الصحافة لنشر أفكارها وخاصة صحيفتي الشهاب و البصائر.

هذا النشاط المميز للجمعية جعلها في وضع لا يحسد عليه إذ برز معارضون لنشاطاتها فإلى جانب مخططات الإدارة الفرنسية في مواجهة جمعية العلماء،وإغتيال الشيخ محمود كحول نجد معارضة النواب و رجال الزوايا والمرابطين، وكذا المبشرين ورجال الدين المسيحيين.

4- مسارها السياسي

واصلت الجمعية نشاطها خلال الثلاثينات رغم المضايقات التي تعرّضت لها من طرف الإدارة الاستعمارية ومعارضة خصومها، من خلال المدارس والصحف والنوادي حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية حين امتنعت عن تأييد فرنسا فقّللت من نشاطها وأوقفت صحفها ممّا جعل السلطة الفرنسية تقوم بنفي البشير الإبراهيمي إلى آفلو، وانضمت الجمعية إلى أحباب البيان، التنظيم الذي أسسه فرحات عباس، وبعد الحرب العالمية الثانية واصلت مهمتها الإصلاحية تحت رئاسة البشير الإبراهيمي إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية أين أصدر الشيخ الإبراهيمي بيان جمعية العلماء المسلمين من القاهرة بتاريخ 14 نوفمبر 1954 يدعو فيه الشعب إلى الالتفاف حول الثورة، وسنة 1956 أصدرت السلطات الفرنسية حلّ الأحزاب السياسية ومنها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

الحزب الشيوعي الجزائري

1- مقدمة

مع تزايد النشاط السياسي الوطني خلال فترة العشرينات و الثلاثينات وبروز أحزاب وطنية متعددة الاتجاهات حاول اليسار الفرنسي استغلال هذا الظرف السياسي المتمّيز ليدعم تواجده بالجزائر من خلال منا ضليه الشيوعيين و عن طريق فرع الحزب الشيوعي الفرنسي في الجزائر ،أثمر هذا النشاط الشيوعي الفرنسي عن تأسيس الحزب الشيوعي الجزائري سنة 1936.

2- تأسيسه

بعد أن ظل الحزب الشيوعي الجزائري فرعا للحزب الشيوعي الفرنسي عرف مع مطلع الثلاثينات محاولة هيكلته و إعطائه الطابع الجزائري ليقوم بنشاطه الرسمي داخل الجزائر،واتخذ قرار إنشائه رسميا أثناء انعقاد المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الفرنسي بفرنسا من 22إلى 25جانفي 1936م بحضور ممثلين عن الشيوعيين الجزائريين يتقدمهم عمار أوزقان. أما المؤتمر التأسيسي فعقد بالجزائر العاصمة في نفق أرضي بحي باب الوادي في جويلية 1936و تشكل في الغالبية من الأوربيين المقيمين في الجزائر هذا ما جعل نشاطه يتوجه إلى الأوربيين من دون المواطنين الجزائريين الذين لم يقبلوا بأفكاره و مبادئه رغم تركيزه في نداءا ته على مطالب الطبقة الشغيلة.

3- برنامجه

لم يظهر الحزب الشيوعي الجزائري اهتماما واضحا بالقضية الوطنية بل اعتمد مطالب اجتماعية كتحسين معيشة السكان و رفع الأجور و تحقيق العدالة الاجتماعية ، وهذا ما دفع ببعض الكتاب إلى اعتباره منظمة نقابية لا حزبا سياسيا.ويتجلىّ من خلال ما كان ينشر في الجزائر الحزب مثل : الجزائر الجديدة و الجزائر الجمهورية وجريدة الكفاح الاجتماعي برنامج الشيوعيين الجزائريين و الذي يمكن تلخيصه في :

- المساواة بين الجزائريين و الفرنسيين ضمن الاتحاد الفرنسي .

- المطالبة بالجنسية المزدوجة (جزائرية ، فرنسية )

- اعتبار اللغتان الفرنسية و العربية لغتين رسميتين.

- تشكيل برلمان مزدوج فرنسي جزائري .

هذه المطالب تبيّن بوضوح دعوة الحزب الشيوعي إلى الارتباط الدائم مع فرنسا ، و الابتعاد الكليّ عن مطالب الوطنيين الجزائريين.

4- مساره السياسي

ظلّ الحزب الشيوعي الجزائري على صلة وثيقة بالحزب الشيوعي الفرنسي ممّا جعله رهينة للطروحات اليسارية ،و أبعده أكثر عن الاهتمام بالقضايا الجوهرية للشعب الجزائري ،و قد أثر عليه هذا الارتباط ،إذ أصبح يأخذ بتوجيهات موريس توريز زعيم الشيوعيين الفرنسيين و لذلك لم يتعاطف مع الجزائريين أثناء مجازر 08 ماي1945 بل أكثر من ذلك اعتبر الجزائريين فاشيين و نازيين.ووقف الحزب ضد الحركة الوطنية في أغلب المواقف إذ رفض الانضمام إلى حركة أحباب البيان سنة 1944،وواصل تنكرّه لمطالب الشعب الجزائري حتى اندلاع الثورة التحريرية إذ اعتبرها عملية انتحارية ، و أن الدولة الجزائرية مازالت في طور التكوين.

المؤتمر الإسلامي (جوان 1936)

1- مقدمة

عرفت مرحلة الثلاثينات في الجزائر المستعمرة نشاطا سياسيا مكثفا مثلته مختلف التشكيلات السياسية القائمة آنذاك بنشاطاتها المتعددة خاصة مع وصول الجبهة الشعبية للحكم في فرنسا وإظهارها في بداية أمرها انفتاحا على مطالب الطبقة السياسية الجزائرية التي توحّدت لأول مرة في اجتماع تاريخي عقد بالعاصمة في شهر جوان 1936و عرف هذا الاجتماع بالمؤتمر الإسلامي .

2- ظروف انعقاده

انعقد المؤتمر الإسلامي يوم 07 جوان 1936 بالجزائر العاصمة بقاعةسينما الماجستيك (الأطلس حاليا)بحي باب الوادي في ظل ظروف مميزة داخليا و خارجيا.

أ- داخليا:

- تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931.

- تأسيس الحزب الشيوعي الجزائري سنة 1936.

- بروز دور فيدرالية المنتخبين المسلمين الجزائريين و نجاحها في الانتخابات البلدية لعام 1934.

- وصول الجبهة الشعبية إلى الحكم و طرحها لمشاريع إصلاحية منها مشروع بلوم فيوليت.

ب - خارجيا :

- انعقاد عدة مؤتمرات إسلامية مثل : مؤتمر الخلافة بالقاهرة مؤتمر مسلمي أوربا بجنيف، المؤتمر الإسلامي بالقدس .

- مشاركة بعض الجزائريين في هذه المؤتمرات مثل إبراهيم أطفيش الذي شلرك في المؤتمر الإسلامي بالقدس.

- تأثير أفكار الأمير شكيب أرسلان الذي كان يدعو جميع المسلمين للاهتمام بشؤون الأمة الإسلامية و الدفاع عنها

3- الشخصيات المشاركة

لأول مرّة منذ تشكيل الأحزاب السياسية في الجزائر تجتمع هذه الأخيرة حول مطالب موحدة،إذ حضر المؤتمر جلّ التيارات السياسية من اليمين إلى اليسار باستثناء نجم شمال إفريقيا المتواجد مقره بفرنسا ، فقد شارك العلماء و الشيوعيون، و النواب و بعض الشخصيات الدينية .
وحسب المصادر التاريخية فإن فكرة عقد المؤتمر انطلقت من قسنطينة بدعوة من عبد الحميد بن باديس و الدكتور بن جلول...و لهذا كانا من ابرز الحاضرين إلى جانب البشير الإبراهيمي،و الطيب العقبي ،و الدكتور سعدان،و فرحات عباس ،و الدكتور بن التهامي ، وغيرهم من أقطاب الأحزاب المشاركة .

و ترأس أشغال المؤتمر الدكتور بن جلول ممثلا عن قسنطينة و قياديا في فيدرالية المنتخبين المسلمين الجزائريين ،و تشكل مكتب المؤتمر من ممثلين عن و هران، قسنطينة ،العاصمة .

- مطالب المؤتمر :

- جرت أشغال المؤتمر في يوم واحد خصصت الجلسة الصباحية لكلمات الافتتاح و الخطباء و خصصت الجلسة المسائية للمصادقة على مطالب المؤتمر الإسلامي التي اتفق حولها من طرف الأحزاب المشاركة و كان كل تيار يدافع عن مطالبه، فالنواب يرغبون في تطبيق مشروع فيوليت، و العلماء يدافعون على احترام الدين الإسلامي و اللغة العربية،و الشيوعيون يطالبون بالمساواة في الحقوق مع لفرنسيين و هكذا جاءت مطالب المؤتمر في صيغتها النهائية معبرة عن أراء كل التيارات السياسية المشاركة ،و يمكن تخليصها فيما يلي:

- إلغاء المعاملات الخاصة بالجزائريين.

- إلغاء المحاكم العسكرية و العفو عن المحكوم عليهم في حوادث قسنطينة سنة 1934.

- المساواة بين النواب المسلمين و الفرنسيين.

- اعتبار اللغة العربية لغة رسمية إلى جانب الفرنسية .

- تحرير الدين الإسلامي من سيطرة الدولة الفرنسية ،.....الخ

4- نتائج المؤتمر

بعد انتهاء الأشغال تمّ الاتفاق على تشكيل وفد عن المؤتمر ينتقل إلى باريس لتقديم مطالب المؤتمر إلى حكومة الجبهة الشعبية ، وسافر الوفد الذي تقدمه الشيخ بن باديس و الدكتور بن جلول يوم 23 جويلية 1976 إلى فرنسا و التقى برئيس الحكومة الفرنسية " ليون بلوم "وسلمّه ما يسمى بميثاق مطالب الشعب الجزائري المسلم.ووعد رئيس الحكومة بدراسة تلك المطالب .

وبعد عودة وفد المؤتمر الإسلامي من باريس عقد تجمّعا شعبيا يوم 2أوت 1936 بالملعب البلدي بالعناصر لتقديم نتائج مهمتهم في باريس و عاد مع الوفد زعيم نجم شمال إفريقيا مصالي الحاج ،و أثناء التجمع استمع الحاضرون إلى عدة كلمات أهمها خطاب عبد الحميد بن باديس ،و خطاب مصالي الحاج اللذان كانا مؤثرين في الحضور، ورغم أن الجبهة الشعبية لم تف بوعودها إلاّ أن المؤتمر اعتبر مهماّ لنجاحه في توحيد الحركة الوطنية الجزائرية الأول مرّة حول مطالب واحدة ،و رغم عقد المؤتمر الإسلامي الثاني في جويلية 1937 لكنه لم يكن ذو أهمية فقد أعاد مطالب المؤتمر الأول.

الكشافة الإسلامية الجزائرية
bourass.jpg

الشهيد محمد بوراس

1- مقدمة

ظهرت الكشافة في الجزائر بعد الحرب العالمية الأولى على يد الفرنسيين الذين كان هدفهم تربية أبنائهم، وكانت صورة للكشافة المتواجدة بفرنسا رغم انخراط بعض الشبّان الجزائريين في صفوفها لإعجابهم بالنظام والانضباط الكشفي والزي الموحد. لكن الاحتفالات بالذكرى المئوية للاحتلال وما رافقها من استعراضات استفزازية شاركت فيها الكشافة دفعت الجزائريين إلى الانسحاب من صفوفها والاتجاه نحو تأسيس كشافة إسلامية جزائرية .

2- نشأتها

تعود أصول الكشافة الإسلامية الجزائرية إلى سنوات الثلاثينات حين تأسّس فوجا كشفيا بمدينة مليانة تحت اسم : فوج ابن خلدون على يد صادق الغول،وبعدها بقليل تأسس فوج ثاني بالعاصمة من طرف محمد بوراس تحت اسم فوج الفلاح سنة 1935، وحصل على الاعتماد الرسمي في جوان 1936 ثم توسعت الأفواج الكشفية إلى باقي المدن الجزائريين ، فظهر فوج الرجاء وفوج الصباح بقسنطينة (1936) ، وفوج الفلاح بمستغانم (1936)، وفوج الإقبال بالبليدة (1936) ، وفوج القطب بالعاصمة (1937) وفوج الحياة بسطيف (1938) وفوج الهلال بتيزي وزو (1938) وفوج الرجاء بباتنة (1938) وفوج النجوم بقالمة (1938) .

وأمام تزايد الأفواج الكشفية فكّر محمد بوراس في تأسيس جامعة الكشافة الإسلامية الجزائرية والتي حظيت بموافقة حكومة الجبهة الشعبية ، وعقد مؤتمر التأسيس بالحراش تحت الرئاسة الشرفية للشيخ عبد الحميد بن باديس وكان شعاره "الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا

3- دورها في الحركة الوطنية

اتسعت نشاطات الحركة الكشفية، وانتشرت الأفواج في ربوع المدن الجزائرية واكتسب الحركة شعبية كبيرة في أوساط المواطنين خاصة بعدما حضيت برعاية علماء الإصلاح بإشرافهم على التجمعات الكشفية، في مختلف المدن الجزائرية ، ابن باديس في قسنطينة والطيب العقبي في العاصمة ، والبشير الإبراهيمي في تلمسان. وتحولت إلى مدرسة حقيقية لتلقين الشبان الأفكار الوطنية ، ومبادئ الإسلام واللغة العربية ، والتشبع بالفكر الاستقلالي من خلال المخيمات الكشفية وعرض المسرحيات المعبّرة عن واقع الجزائريين المزري تحت نير الاحتلال، وترديد الأناشيد الوطنية وبث روح الانتماء القومي في صفوف الشبان .هذا النشاط المكثف للكشافة الإسلامية الجزائرية جعلها عرضة لمضايقات السلطات الفرنسية التي عملت كل ما في وسعها لعرقلة نشاطاتها ولعل أفضل مقال على هذا إعدام محمد بوراس بتاريخ 27ماي 1941 بتهمة واهية " الجوسسة لصالح النازية " ورغم العراقيل واصل الكشفيون مهامهم الوطنية بـ :

- توزيع منشورات الأحزاب الوطنية مثل منشورات حزب الشعب ومنشورات حركة أحباب البيان .

- عقد الاجتماعات التكوينية في بيوت المناضلين .

- المشاركة في المظاهرات وأبرزها مشاركة الكشافة في مظاهرات 08 ماي1945، وأوّل من أستشهد الكشاف بوزيد شعال حامل الراية الوطنية

- أستخدام مقرات الكشافة كملاجئ للمناضلين المطاردين من طرف الشرطة الفرنسية

4- دورها في الثورة التحريرية

شكلت الكشافة الإسلامية الجزائرية رصيدا هائلا من الرجال المستعدين للقيام بالعمل المسلح إذّ تسابقت العناصر الكشفية إلى الالتحاق بالمجاهدين عند اندلاع الثورة التحريرية ، وأعلنت على حل نفسها استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني فتدعم جيش التحرير الوطني ، بكفاءات شبانية مدربة تتمتع بروح انضباط عالية واخلاص للوطن ووجدت الثورة التحريرية في الكشفيين عناصر واعية مدربة على العمل والنظام ومستعدة للتضحية من أجل الوطن بقناعة تامة .

وساهم قادة الأفواج الكشفية في تدريب جنود جيش التحرير الوطني، كما استفادت الوحدات الصحية لجيش التحرير الوطني بخيرة العناصر الكشفية في مجال التمريض والإسعافات، ومن أبرز القادة الكشفيين الذين شغلوا مناصب قيادية في الثورة ولم يقتصر دور الكشافة أثناء الثورة على الداخل بل تعدّاه إلى خارج الوطن أين تشكلت فرق كشفية جزائرية في كل من تونس والمغرب وشاركت باسم الجزائر في عدة نشاطات كشفية في الرباط، وتونس، و ألمانيا، والصين ، والخلاصة أن الثورة الجزائرية وجدت رصيدا من الرجال في صفوف الكشافة كان لهم شرف الاستشهاد من أجل حرية الجزائر.

الوضع السياسي الجزائري خلال الحرب العالمية الثانية

1- مقدمة

كانت السياسة الفرنسية في الجزائر مع بداية الحرب العالمية الثانية سنة 1939 فاشلة، إذ لم تجد حلا للمشاكل المطروحة، فالأحوال الاقتصادية كانت تنذر بالمجاعة، و مطالب الوطنيين تلح على المساواة في الحقوق، و إلغاء القوانين الاستثنائية لم تجد آذنا صاغية في البرلمان الفرنسي. كما فشلت مشاريع الإصلاح التي تقدم بها بعض الفرنسيين مثل مشروع بلوم فيوليت، لهذه الأسباب كان الوضع السياسي في الجزائر متأزما إذ كان حزب الشعب الجزائري منحلا و قادته في السجون، و حل الحزب الشيوعي الجزائري، ورفضت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تأييد فرنسا في حربها. أما النواب و النخبة فقد أيدوا فرنسا الديمقراطية ضد ألمانية الدكتاتورية.

2- مساندة الموظفين الجزائريين لفرنسا

اتخذ رجال الدين الرسميون موقفا مساندا لفرنسا و ظهر ذلك في برقياتهم التي أعلنوا فيها فتاوى تعلن بوجوب الحرب إلى جانب فرنسا. و نالت فرنسا أيضا مساندة الأسر الكبيرة أصحاب الأوسمة و الشهادات و قدماء المحاربين، و طائفة القياد و الباشاغوات و شيوخ العرب. و كان هؤلاء هم الواسطة بين فرنسا و الشعب.

3- وعي الشعب الجزائري بضعف فرنسا خلال الحرب

كان الشعب الجزائري قلقا من الوضع خاصة لما أخذت فرنسا أبناءه من المجندين الجدد و القدامى إلى أروبا. و مع ذلك فقد كان الشعب مدركا لتعرية فرنسا و أن حقيقتها انكشفت بعد سقوطها أمام ضربات الألمان في صيف 1940. و توضحت العلاقات بين الجزائريين و الفرنسيين، و سقط اللثام على الوجه الفرنسي بعدما كان الجزائريون يتوهمون بأنها قوة لا تغلب، و ساهمت دعاية المحور و الحلفاء التي انتشرت في أوساط الجزائريين في أيقاظ الغافلين و إقناع المترددين.

4- النخبة الجزائرية

عمل رجال النخبة بحكم وظائفهم الرسمية على تأييد فرنسا. و تطوع زعماؤهم لخدمة المبادئ الفرنسية التي درسوها في المدارس كالحرية و الديمقراطية و لكنهم لم يعرفوها في التطبيق. و قد تطوع فرحات عباس عند اندلاع الحرب دفاعا في نظره عن الديمقراطية و الحرية معتقدا أن فرنسا رمز لها

5- وضع جمعية العلماء المسلمين

لقد توفي الشيخ عبد الحميد ابن باديس في وقت اشتدت الحاجة إلى صوت قائد يمثل الشعب. و قامت فرنسا باعتقال و نفي رؤوس جمعية العلماء، و رغم ذلك فإن الجمعية واصلت حركتها و عملها في الدفاع عن الإسلام و العربية بقيادة الشيخ البشير الإبراهيمي و تمركز نشاطها حول التعليم و بعض دروس الوعظ و الإرشاد

6- وضع حزب الشعب الجزائري

على الرغم من حل حزب الشعب الجزائري قبل اندلاع الحرب العالمية، إلا أن أعضاءه كانوا ينشطون سريا. و كانوا يحرضون الجنوب المسلمين على التمرد على فرنسا و عدم محاربة إخوانهم المسلمين. و شددت فرنسا الخناق على زعيم الحزب مصالي الحاج، و أعضائه الفاعلين مما جعلهم يلجأون إلى العمل.

7- وضع الحزب الشيوعي الجزائري

نظرا للعلاقة السيئة التي كانت بين الإتحاد السوفياتي و حكومة فيشي قامت هذه بحل الحزب الشيوعي الجزائري و اتهمت الشيوعيين في الجزائر بالعمل ضدها. و حلت الحزب رسميا لذلك كان نشاطه ضعيفا خلال 1940-1942. و قد جاء نشاطهم العملي في نهاية 1942 بعد نزول الحلفاء في شمال إفريقيا مجددين ولاءهم للاتحاد السوفياتي.

مظاهرات ومجازر 8 ماي 1945

كان ربع الجيش الفرنسي الذي واجه النازية الألمانية مكونا من كتائب جزائرية متمرسة في القتال.

http://www.youtube.com/watch?v=tulu2OcLBVk

1- الوضع في الجزائر قبل مجازر 8 ماي 1945

كانت الجهود مبذولة بين أعضاء أحباب البيان والحرية لتنسيق العمل وتكوين جبهة موحدة، وكانت هناك موجة من الدعاية انطلقت منذ جانفي 1945 تدعوا الناس إلى التحمس لمطالب البيان. وقد انعقد مؤتمر لأحباب البيان أسفرت عنه المطالبة بإلغاء نظام البلديات المختلطة والحكم العسكري في الجنوب وجعل اللغة العربية لغة رسمية، ثم المطالبة بإطلاق سراح مصالي الحاج.وقد أدى هذا النشاط الوطني إلى تخوف الفرنسيين وحاولوا توقيفه عن طريق اللجان التي تنظر إلى الإصلاح، وكان انشغالهم بتحرير بلدهم قد أدى إلى كتمان غضبهم وظلوا يتحينون الفرص بالجزائريين وكانوا يؤمنون بضرورة القضاء على الحركة الوطنية.

2- مظاهر الاحتفال بنهاية الحرب الثانية

كان زعماء الحركة الوطنية يحضرون إلى الاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية، عن طريق تنظيم مظاهرات تكون وسيلة ضغط على الفرنسيين بإظهار قوة الحركة الوطنية ووعي الشعب الجزائري بمطالبه، وعمت المظاهرات كل القطر الجزائري في أول ماي 1945، ونادى الجزائريون بإطلاق سراح مصالي الحاج، واستقلال الجزائر واستنكروا الاضطهاد ورفعوا العلم الوطني، وكانت المظاهرات سلمية.وادعى الفرنسيون انهم اكتشفوا (مشروع ثورة) في بجاية خاصة لما قتل شرطيان في الجزائر العاصمة، وبدأت الإعتقالات والضرب وجرح الكثير من الجزائريين.

ولما أعلن عن الاحتفال الرسمي يوم 7 ماي، شرع المعمرون في تنظيم مهرجان الأفراح، ونظم الجزائريون مهرجانا خاصا بهم ونادوا بالحرية والاستقلال بعد أن تلقوا إذنا من الإدارة الفرنسية للمشاركة في احتفال انتصار الحلفاء.

3-المظاهرات

خرج الجزائريون في مظاهرات 8 ماي 1945 ليعبروا عن فرحتهم بانتصار الحلفاء، وهو انتصار الديمقراطية على الدكتاتورية، وعبروا عن شعورهم بالفرحة وطالبوا باستقلال بلادهم وتطبيق مبادئ الحرية التي رفع شعارها الحلفاء طيلة الحرب الثانية، وكانت مظاهرات عبر الوطن كله وتكثفت في مدينة سطيف التي هي المقر الرئيسي لأحباب البيان والحرية، ونادوا في هذه المظاهرات بحرية الجزائر واستقلالها.

4- المجازر
183444_01305463392.jpg



THAWRA.jpg



image024.jpg






18506.jpg



081945.jpg




مجازر 8 ماي 1945 بكل من سكيف وقالمة وخراطة التي راح ضحيتها 45000 شهيد جزائري.
جرائم لاتنسى

كان رد الفرنسيين على المظاهرات السلمية التي نظمها الجزائريون هو ارتكاب مجازر 8 ماي 1945، وذلك بأسلوب القمع والتقتيل الجماعي واستعملوا فيه القوات البرية والجوية والبحرية، ودمروا قرى ومداشر ودواوير بأكملها.ودام القمع قرابة سنة كاملة نتج عنه قتل كثر من 45000 جزائري، دمرت قراهم وأملاكهم عن آخرها. ووصلت الإحصاءات الأجنبية إلى تقديرات أفضع بين 50000و 70000 قتيل من المدنيين العزل فكانت مجزرة بشعة على يد الفرنسيين الذين كثيرا ما تباهوا بالتحضر والحرية والإنسانية.

أحباب البيان و الحرية

1- مقدمة

كانت الحركة الوطنية خلال 1940-1942 تفتقر إلى القيادة. فقد مات ابن باديس الذي كان محل تقدير الجميع تقريبا. و دخل مصالى الحاج السجن و المنفى، و فقد الناس الثقة في ابن جلول الذي كان غامضا ومتذبذبا في المواقف خلال الثلاثينات، و تطوع فرحات عباس في الجيش الفرنسي و هو لم يكن قد صعد بعد إلى منصة المسؤولية، و من ثم لم يكن معروفا على المستوى الوطني، و كان معروفا شخصيا و لكنه لم يدخل امتحان القيادة.و لذلك كان الجزائريون في حاجة إلى من يقودهم و يعبر عن رغباتهم. خلال هذه الفترة الحرجة التي ساد فيها الفراغ السياسي، فلا تجمعات و لا أحزاب و لا قادة، بل و لا حتى جريدة أو مجلة يلتفون حولها، دخلت الجزائر مرحلة جديدة من حياتها السياسية.

2- ظهور البيان الجزائري

منذ 8 نوفمبر1942 دخلت الجزائر مرحلة جديدة من تطورها السياسي سيطر فيها الحلفاء من جهة و لجنة فرنسا الحرة من جهة أخرى، و استمرت هذه المرحلة إلى نهاية الحرب و حوادث 8 ماي 1945. و قد تميزت هذه المرحلة من الجانب الوطني بمحاولة ملئ الفراغ على يد فرحات عباس، أما أعضاء حزب الشعب و جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فقد كانوا مقيدين أو مبعدين عن المسرح السياسي. و تميزت الفترة بإطلاق العنان للشيوعيين ليستأنفوا نشاطهم. و قد ظهر خلال ذلك تيار وسط مثله البيان الجزائري الذي مثل التفكير المعتدل القائم على الطبقية و المصلحة الخاصة و مراعاة الظروف.

3- موقف أحباب البيان من السياسة الفرنسية

كان رد الجزائريين على أمر 7 مارس 1944 الرفض باستثناء الموظفين وظهر فرحات عباس ليملأ الفراغ السياسي الموجود فألف منظمة سماها أحباب البيان الجزائري وهي المنظمة التي أصبحت نشيطة تستقطب آمال الجزائريين على مختلف اتجاهاتهم خلال الحرب وتعبر عن تمسكهم برفض السياسة الفرنسية وقد قامت بتعليق لافتات بالعربية في أهم المدن الجزائرية والتي تعلن "لا للجنسية الفرنسية نعم للجنسية الجزائرية وتسقط الجنسية الفرنسية وتعيش الجنسية الجزائرية للجميع."وقد قام فرحات عباس بالاتصال بمصالى الحاج في معتقله بقصـر الشلالة وكذلك بممثلي العلماء وكون معهم جبهة موحدة أصبح هو المتحدث باسمها.

4- موقف أحباب البيان من الانتخابات في البلدية

ظهرت منشورات سرية تنادي الجزائريين بمقاطعة الانتخابات البلدية التي كانت متوقفة وأعلن عباس في يونيو 1944 أن الوضع خطير . وأنه لا يمكن الانتظار حتى تحرير فرنسا بينما الجزائر لاتزال أرضا فرنسية و ناد الجزائريون بمقاطعة التصويت وعدم تسجيل أسمائهم في هيئة الانتخابات الفرنسية .وانطلقت أصوات العلماء تنعت من يقبل الجنسية الفرنسية بالكفر والخيانة وقد وعد فرحات عباس أحباب البيان بأنهم يعملون على توزيع الثروات على الفلاحين وانهم يقفون ضد الإقطاع و الطبقات الممتازة وأنهم يهدفون إلى إقامة جمهورية جزائرية مرتبطة بفرنسا بعد أن تتحرر من فكرة الاستعمار الامبريالية .وما كادت سنة 1944تنتهي حتى كانت الحركة الوطنية اكثر سياسة واكثر دعما وأعمق تجربة بالإضافة إلى أنها قد دخلت مع الفرنسيين عهدا من التحدي والمواجهة لم تعرفه من قبل ، وهو العهد الذي انتهى مجازر 8ماي 1945.

الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري

1- تأسيس الاتحاد

بادر فرحات عباس عند خروجه من السجن في أفريل 1946 إلى تأسيس الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، واخذ بجمع المناضلين في إطار الاتحاد وفق برنامج البيان الجزائري، وانظم إليه كل المناضلين من النخبة الجزائرية الذين كانوا قد ساهموا في البيان الجزائري، ومنهم المحامين من أمثال بومنجل وقدور ساطور، والأطباء مثل سعدان وابن خليل وأحمد فرنسيس وغيرهم. وأصدر عباس بيانا ندد فيه بالجرائم الاستعمارية في مجازر 8 ماي 1945 وبين أنه بذل جهدا من أجل التعاون الفرنسي الإسلامي، وبراءة أحباب البيان من تلك الجرائم، وانهم نظموا مظاهرة سلمية، ولم يدعوا إلا للسلام والهدوء والاتحاد والتفاهم المتبادل بين الأوربيين والجزائريين.

2- برنامج الاتحاد

لقد ركز الاتحاد الديمقراطي على محتوى البيان الجزائري، وأكد أنه يعمل على تحقيق المساواة والحرية وأنه يرفض الإدماج، والانفصال عن فرنسا، ذلك أن الشعب الجزائري في نظره حديث النشأة بالديمقراطية والعلوم والصناعة، يشترك مع أمة كبيرة حرة، ويحتك بديمقراطية فرنسية عريقة. وأكد أن هذا هو تصور حركته وتعبيرها. واتخذ عباس احتياطاته من حركة الانتصار، والعمل على التفاهم بين الجزائريين والأوربيين في إطار دولة حرة مرتبطة مع فرنسا.وقد جاء برنامجه واضحا في وثائقه خاصة في:

-Resolution de politique générale- Votée par le Congrès
interféderal de L'UDMA (3-5 octobre 1947 Blida).
-Extrait de la Resolution votée au congrès de l'UDMA
Setif (25-27 septembre 1948.)

3- موقف الاتحاد الديمقراطي من الثورة التحريرية

علق فرحات عباس الأمين العام للاتحاد عن عمليات ليلة اندلاع الثورة التحريرية في نوفمبر 1954 قوله: "إنها اليأس والفوضى والمغامرة". ولما كانت اللجنة المركزية للاتحاد مجتمعة في أول نوفمبر لدراسة إمكانية تقديم المساعدة إلى ضحايا زلزال الأصنام، والنتائج السياسية المترتبة عن انقسام حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، أجبرت على دراسة الوضع الجديد وهو تفجير الثورة، واعتبرت ذلك نتيجة الإنذارات التي وجهها الاتحاد للسلطات الفرنسية وهي رد فعل على الاضطهاد والتزييف. ولم يكن الاتحاد يؤمن بان جبهة التحرير الوطني ستصمد أمام القوات الفرنسية، وأن العنف الثوري سيفتح أمامه فرصة التفاوض والمناورة مع الفرنسيين. ثم كتب عباس بأن العنف لا يساوي أي شيء وبذلك فهو مناهض للكفاح المسلح و اقترح على الفرنسيين احترام القانون والعودة إلى حرية التصويت واعتماد مبدأ المساواة في التمثيل بين المسلمين والأوربيين. وواضح أن هذه الاقتراحات مخالفة تماما لمبادئ بيان أول نوفمبر 1954 وواصل فرحات عباس سياسته ضد مبادئ جبهة التحرير الوطني فأيد سياسية سوستال الإصلاحية ودخل معه في مفاوضات بواسطة ممثله أحمد فرانسيس.

حركة انتصار الحريات الديمقراطية

1- نشأة الحركة

نشأة الحركة:بعد مجازر 8 ماي 1945، واطلاق سراح مصالي الحاج في أكتوبر 1946، عقد إطارات حزب الشعب الجزائري إجتماعا في ديسمبر 1946 بالجزائر العاصمة، بحثوا فيه إعادة العمل بالحزب تحت إسم جديد وهو (حركة الانتصار للحريات الديمقراطية) مع الحفاظ على حزب الشعب كجناح سياسي سري نشيط.

2- توجه الحركة الجديد

توجهت الحركة توجها جديدا اعتمد أسلوب المهادنة مع السياسة الاستعمارية ومن ذلك دعوة مصالي الحاج إلى المشاركة في الانتخابات وفكرة ضرورة النضال الشرعي، مما أدى إلى جناح رافض لمسايرة السياسة الاستعمارية وهو ما سيؤدي إلى إنشاء جناح شبه عسكري في فيفري 1947 أخذ اسم المنظمة الخاصة.

3- برنامج الحركة

احتفظت الحركة بنفس برنامج حزب الشعب وعرف ببرنامج حركة الانتصار للحريات الديمقراطية وتمحور حول أهداف معينة تمثلت خصوصا في العمل على إلغاء النظام الاستعماري وإقامة نظام وسيادة وطنية وإجراء انتخابات عامة دون تمييز عرقي ولا ديني وإقامة جمهورية جزائرية مستقلة ديمقراطية واجتماعية تتمتع بكامل الصلاحيات.تربط الجزائر بمدها الطبيعي العربي والإسلامي والإفريقي. وكانت هيكلة وتنظم حركة الانتصار تعم كامل القطر الجزائري بصفة محكمة وشاملة.

4- أزمة الحركة

ظهرت الأزمة داخل الحركة بصفة جلية منذ شهر أفريل 1953 حين انعقاد مؤتمرها الثاني الذي اتضحت فيه المسائل الجوهرية في النزاع بين اللجنة المركزية ومصالي الحاج وأنصاره، واتخذ أعضاء المنظمة الخاصة موقفا معارضا للنزاع، وأكدوا على وحدة الحركة وضمان استقرارها وحسب نص اللائحة الختامية للمؤتمر الثاني للحركة فقد، نتج عن أشغال المؤتمر قرار يقضي بتحديد صلاحيات رئيس الحركة وإدخال نوع من الديمقراطية داخل قيادة الحركة، واعتماد قرار الأغلبية، وكان مصالي يلح على منحه السلطات المطلقة لتسيير الحركة، وكان القرار الثاني هو ابعاد أهم مساعدي مصالي من عضوية المكتب السياسي وهما أحمد مزغنة ومولاي مرباح، وانتخاب بن يوسف بن خدة أمينا عاما للحركة واختيار حسين لحول وعبد الرحمن كيوان مساعدان له.ولم يلبث مصالي الحاج أن رفض قرارات المؤتمر، وجاء في رسالة مصالي إلى من مناضلي حركة الانتصار نزع ثقته من اللجنة المركزية وأشتد الصراع بين المركزيين والمصاليين إذ تعنت كل طرف لموقفه وسينتج عن ذلك ظهور حركة جديدة باسم اللجنة الثورية للوحدة والعمل التي ستعمل على التوفيق بين الطرفين دون جدوى إذ اجتمع أنصار مصالي في مؤتمر للحركة ببلجيكا أيام 14-15-16جويلية 1954، واجروا تعديلات على هيكلة الحركة واعتبر ذلك هو مؤتمر الانقسام النهائي للحركة حيث صدر قرار استبعاد القادة السابقين لحركة الانتصار.

المنظمة الخاصة

1- مقدمة

ظهرت هذه الحركة إلى العلن منذ أن ظهر النزاع في ديسمبر 1946 بين مصالي الحاج الذي فضل اعتماد فكرة النضال الشرعي، واعتبر الانتخابات وسيلة مقاومة سياسية والمجالس أداة لإشهار مطالب حزب الشعب وكسب تأييد اليسار الفرنسي واليمين المعتدل. وكان المعارضون بزعامة لمين دباغين يرون أن ذلك يكون على حساب الإعداد للمعركة الحاسمة ويؤدي إلى خسارة المناضلين الثوريين الرافضين للسياسة الاستعمارية.وفي المؤتمر الأول للحركة الذي انعقد يومي 15 و 16 فيفري 1947 بالعاصمة وافق المؤتمر على إنشاء التنظيم شبه العسكري المنظمة الخاصة وعين محمد بلوزداد مسؤولا عن هذا التنظيم.

2-أصول المنظمة

تعود أصول الحركة المسلحة إلى تعاون بعض أعضاء حزب الشعب الجزائري مع الألمان حيث بدأ هؤلاء يتدربون على استعمال السلاح في صيف 1939، وكان المناضل محمد بوراس قائد الكشافة الإسلامية هو رئيس فرقة العمل مع الألمان، وهو الأمر الذي أدى الى إعدامه يوم 4/05/1941.
وبقي أصحابه ينشطون وكونوا خلايا عمل ثورية، واستمر نشاطهم حتى كونوا سنة 1944 منظمة التصادم برئاسة محمد بلوزداد، وقامت بجمع الأسلحة والتدرب على استعمالها واشتد الإيمان بالعمل المسلح بعد مجازر 8 ماي 1945 وظهر في المقدمة حسين عسلة ومحمد بلوزداد. وكان إيمانهم تحرير الجزائر بواسطة الكفاح المسلح.

3- برنامج المنظمة ونظامها

لقد تمحور عمل المنظمة الخاصة حول التكوين العسكري والتدريب على مختلف الأسلحة والمتفجرات، وجمعها وتوزيعها. والتركيز على التكوين العقائدي الوطني المرتبط بالدين الإسلامي وقيمه الجهادية.وقد اعتمدت نظاما صارما يتميز بالانضباط والتجنيد للرجال والأكفاء وضبط كل ذلك في النظام الداخلي للمنظمة الخاصة، وكانت المنظمة عبارة عن تنظيم هرمي له هيئة أركان تتكون من رئيس المنظمة، ورئيس هيئة الأركان والمدرب العسكري.وكان لها مسؤولون على مستوى الولايات، عمالقة قسنطينة، وعمالقة الجزائر، هران، الشلف الظهرة، منطقة القبائل، ومسؤول شبكات الاستعلامات والاتصالات، وكان الاتصال بين المنظمة والمكتب السياسي لحركة الانتصار يتم عن طريق وسيط يسمى المندوب الخاص.

4- التنظيم العسكري للمنظمة

عملت هيئة أركان المنظمة على إنشاء شبكات مختصة تساعدها في عملها وأداء مهامها العسكرية وتنفيذ عملياتها وهذه الشبكات هي:

-شبكة المتفجرات: التي تصنع القنابل ودراسة تخريب المنشآت القاعدية الاستعمارية.

- شبكة الإشارة: المختصة في الاتصالات بالراديو والكهرباء.

- شبكة التواطؤ: التي تهتم بإيجاد مخابئ للمتخفيين من المناضلين حتى لا تدركهم القوات الاستعمارية وإعداد مخابئ للأسلحة والذخيرة.

- شبكة الاتصالات: التي تتكفل بشراء أجهزة الاتصالات والتدرب عليها.

- شبكة الاستعلامات: وهي تهتم بالإطلاع على تصرفات وتحركات الأجهزة العسكرية والبوليسية والإدارية الفرنسية، وتعاقب الخونة.

وكان المجندون يخضعون إلى نظام دقيق وصارم وكانوا يوزعون على الشكل التالي:

- نصف المجموعة تتألف من رئيس وتسعة أعضاء.

- الفصيلة وهي تتكون من مجموعة أو عدة مجموعات.

وكانت هذه المجموعات تخضع إلى تكوين عسكري نظري وتطبيقي.
وكانت الدراسة تتمحور على دراسة الدين الإسلامي، الذي على جميع المجندين إتباع قواعده وتجنب نواهيه ثم يرتكز التدريب على الدراسات التاريخية حيث يدرس المجند تاريخ الجزائر من بداية العصور إلى تاريخ المقاومة شعبية وإبراز بطولات الجزائريين.

5- اكتشاف المنظمة

أعفي محمد بلوزداد من رئاسة المنظمة الخاصة بسبب مرضه، وخلفه حسين آيت أحمد على رأس المنظمة، وعمل على دعم المنظمة بالمال لشراء الأسلحة، ونظم الهجوم على بريد وهران في عهده.غير أن تورط آيت أحمد في الأزمة البربرية سنة 1949 أدى إلى عزله، وتعيين أحمد بن بلة مكانه ومرت قيادات المنظمة الخاصة بثلاث فترات بين 1947 و 1950 ، وعرفت المنظمة إعادة التنظيم والهيكلة في عهد ابن بلة إذ تم فضح المؤمرات الاستعمارية على الجزائر وقيمها من دين ولغة تاريخ ونظمت الإضرابات والمظاهرات ومقاطعة (الانتخابات، وصارت المنظمة أداة عسكرية لتحضير الثورة المسلحة ورغم سرية الحركة وصلتها المحدودة بحركة الانتصار، فإن اكتشافها في ماي 1950 كان صدمة للجميع، وتعرض عناصر المنظمة إلى المطاردة والاضطهاد والسجن وكان حل التنظيم في الأخير، وتبرأت حركة الانتصار من المنظمة الخاصة خوفا على نفسها، وكان لهذا الموقف أثارة سلبية،حيث أدى الى سوء العلاقة بين أعضاء المنظمة وسياسيي حركة الانتصار، خاصة بعد ظهور الأزمة بين اللجنة المركزية وأنصار مصالي الحاج إذا كانت النتيجة هي إنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل.

indep.jpg

indepedance3.jpg


ولنا عودة ميمونة بحول الله لنتحدث عن الحركة الوطنية الجزائرية بالتفصيل.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

61896dzslideshud5.gif


ta7iya.gif




87108647zx9.gif




qasralkhair-8c94891f8b.gif


 
1- حركة الأمير خالد الجزائري

1265018739.gif




star7.gif




1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif


1- حركة الأمير خالد الجزائري
emir-khaled.jpg


1- مقدمة

بعد نهاية الحرب العالمية الأولى سنة 1918 التي عرفت مشاركة الآلاف من الجزائريين فيها إلى جانب القوات الفرنسية و في مقدمة هؤلاء الضابط الأمير خالد بن الأمير عبد القادر و ظهور وسياسة الإصلاحات التي وعدت بها فرنسا الجزائريين مثل إصلاحات 1919 وكذا اللوائح و النصوص التي صادق عليها الحلفاء في مؤتمر فرساي فيما يتعلق بحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها،ظهر نشاط سياسي جزائري دشنه الأمير خالد منذ 1919 بالدعوة إلى المساواة و الإصلاح.

2- ظروف نشأتها

ساهمت عدة ظروف في نشأة حركة الأمير خالد في بداية العشرينات من القرن الماضي،أهمها:

- نهاية الحرب العالمية الأولى وعودة الجزائريين المشاركين في الحرب .

- الإعلان عن مبادئ الرئيس الأمريكي ويلسون و التي من بينها حق الشعوب في تقرير مصيرها.

- إجراء الانتخابات البلدية في الجزائر العاصمة في شهر ديسمبر 1919 وفوز الأمير خالد على حساب دعاة الإدماج.

كل هذه العوامل ساهمت في بروز حركة الأمير خالد التي أصبحت تعرف بحزب الإصلاح أو حركة المساواة، و استغل الأمير خالد رصيد أبيه شيخ المجاهدين - الأمير عبد القادر - النضالي ،و فراغ في القيادة السياسية في الجزائر.

3- برنامجها

إنّ برنامج حركة الأمير خالد كان مبنيا على المطالبة بالمساواة بين الجزائريين و الفرنسيين في الحقوق و الواجبات و القيام بإصلاحات سياسية تمس القوانين الزجرية، و يظهر من خلال مطالب الحركة أنها سياسية وطنية ،و عارض الأمير خالد سياسة الإدماج التي كانت تطالب بها جماعة النخبة و نادى ببرنامج إصلاحي قائم على فكرة المساواة بين الجزائريين و الفرنسيين و تطبيق القانون العام على الجزائريين دون تمييز و فتح الوظائف أمام الجزائريين،و كان الأمير خالد قد حدّد مطالب الجزائريين في رسائله، ففي رسالة الأمير خالد إلى ويلسون ( الرئيس الأمريكي) دافع على حقوق الجزائريين السياسية، أما رسالة الأمير خالد إلى هيريو(الرئيس الفرنسي ) فقد ضمنها المطالب الأساسية للجزائريين وسماها " برنامج مطالبنا الأساسية " و في مقدمتها :

- تمثيل الجزائر في المجلس الوطني الفرنسي بنسبة متساوية لنسبة الكولون.

- إلغاء كل القوانين الزجرية.

- رفع الحواجز عن دخول الجزائريين إلى كل الوظائف.

- فصل الإسلام عن الدولة الفرنسية

- مسارها التاريخي

ظلت حركة المساواة أو الإصلاح تصنع الحدث السياسي بين سنوات 1920إلى 1923 بمواقف الأمير خالد الإصلاحية ، والذي استغل كل المناسبات السياسية لتقديم مطالبه ، فخطب أمام الرئيس الفرنسي ميليران أثناء زيارته للجزائر في ربيع 1922،و كانت خطبته هامة من حيث الأفكار المطروحة سنة بعد ذلك قررت فرنسا نفي الأمير خالد (1923) ، ورغم تواجده بالمنفى إلا أن الأمير خالد واصل نشاطه السياسي بالمشاركة في المؤتمرات السياسية ، كما راسل رئيس الوزراء هيريو سنة 1924،و من الإسكندرية واصل الأمير مراسلاته و مطالب حركته الإصلاحية و هو السبب الذي جعل فرنسا تمنعه من دخول موطنه الجزائر.

المولد والنشأة

ولد خالد الهاشمي بن الأميرعبد القادر يوم 20 فيفري 1875 بدمشق عاصمة سوريا الشقيقة.
تلقّى تعليمه الأول بمسقط رأسه و درس اللغتين العربية و الفرنسية، واصل دراسته الثانوية بباريس بثانوية لويس الأكبر بعد أن عادت عائلته إلى الجزائر سنة 1892 انضم إلى الكلية الحربية الفرنسية المعروفة بسان سير saint- cyr التي تخرّج منها عام 1897 شارك في حملات عسكرية بالمغرب سنة 1907 برتبة ملازم أول قبل أن يرقّى إلى نقيب سنة 1908 بعد أن استفاد من عطلة خاصة لمدة 03 سنوات عام 1913 شارك من جديد في الحرب العالمية الثانية كضابط صبايحي، وانسحب من الجيش الفرنسي سنة 1919 واستقر بالجزائر.

النشاط السياسي

يعتبر الأمير خالد مؤسس للحركة الإصلاحية حسب الدكتور سعد الله، فقد استغل الرصيد النضالي لجده الأميرعبد القادر و معرفته للحضارة العربية الإسلامية للوقوف في وجه السياسة الاستعمارية بعد الحرب العالمية الأولى بدأ نشاطه السياسي بعد تقاعده من الجيش الفرنسي على جبهتين:

الأولى: التصدّي لدعاة الإدماج و الداعين إلى التجنّس بالجنسية الفرنسية.

الثانية: كانت ضد غلاة المعمرين والنوّاب الفرنسيين.

وقد بعث الأمير خالد بعريضة إلى الرئيس الأمريكي ولسن يطرح فيها مطالب الجزائريين.

أسس الأمير خالد جريدة الإقدام سنة 1920 للتعبير عن أفكاره والدفاع عن فكرة المساواة بين الجزائريين و الفرنسيين في الحقوق السياسية .

ونشط الأمير في كل الاتجاهات فبعد عريضته إلى الرئيس الأمريكي ولسن ترشح للانتخابات البلدية وصار عضوا بالمجلس البلدي للجزائر العاصمة، وأنشأ جمعية الأخوة الجزائرية.

وعند زيارة الرئيس الفرنسي ميليران millerand إلى الجزائر في مارس 1923 خطب الأمير خالد أمامه مجددا مطالب الجزائريين.

هذا النشاط المكثف و المطالب المحرجة بالنسبة للسلطات الفرنسية جعلت الحكومة الفرنسية تصدر أمرها بنفي الأمير خالد إلى خارج الجزائر في شهر جويلية 1923، حيث حلّ بمصر واستقبل بحفاوة لا نظير لها.

لكن نفي الأمير إلى خارج الجزائر لم ينه نشاطه السياسي فقد شارك في مؤتمر باريس للدفاع عن حقوق الإنسان و بذلك نقل المعركة إلى فرنسا نفسها.

و من منفاه و صلت رسالة الأمير خالد إلى هيريو رئيس الوزراء الفرنسي سنة 1924 أكدّ فيها من جديد على المطالب الأساسية للجزائريين.كما كان له نشاط متميز مع الوطنيين السوريين بعد عودته إليها سنة 1926. ومع العالم الإسلامي بدعوته إلى عقد مؤتمر إسلامي بأفغانستان الدولة الوحيدة المستقلة آنذاك .

وفاته

و رغم محاولاته المتكررة العودة إلى الجزائر إلاّ أن السلطات الفرنسية وقفت له بالمرصاد إلى غاية وفاته بدمشق بتاريخ 09 جانفي 1936.

رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جناته.


المجد والخلود لشهدائنا الأبرار


61896dzslideshud5.gif


ta7iya.gif




87108647zx9.gif




qasralkhair-8c94891f8b.gif

 
2- ميلاد حزب نجم شمال إفريقيا 1926 م.

1265018739.gif





star7.gif




1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif



2- ميلاد حزب نجم شمال إفريقيا 1926 م



messali_hadj.jpg




http://www.youtube.com/watch?v=UUPwnv0Okug




قضية اعتداء اليهود على المقدسات الجزائرية


يهود قسنطينة يعتدون المساجد تحت حماية الشرطة الاستعمارية



من كتاب أسرار الاستيطان الأوروبي الفرنسي


من تأليف صالح مختاري 2004



في جو سادته الأفكار الثورية بعد الحرب العالمية الأولى من الثورة البولشفية السوفياتية التي أطاحت بالعهد القيصري، ومبادئ ويلسون المنادية بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ثم الفكر النضالي الجديد الذي بدأ يظهر على الساحة العالمية، فمن ثورة تركيا إلى حرب الريف بالمغرب وانتهاء باحتلال سوريا.



في هذا الجو المشحون بالثورات ولد حزب نجم شمال إفريقيا، ويعد أول حزب جزائري يدخل المعترك السياسي في ضل الاحتلال من سنة 1926 إلى 1937، وفي ظروف صعبة لقيادة المعركة السياسية من أجل استقلال الجزائر، أنشئ على يد العمال المهاجرين الجزائريين المقيمين في فرنسا بتأثير ومساندة الحزب الشيوعي الفرنسي في يوم الأحد 20 جوان 1926م بباريس، بمبادرة من رئيسه الحاج علي عبد القادر ومساعدة الكاتب العام أحمد مصالي الحاج وأمين المال شابليلة الجيلالي والأعضاء الجيلاني محمد السعيد وأكلي بانون ومعروف محمد. ولعب الدور الكبير فيه الزعيم أحمد مصالي الحاج، الذي دخل المدرسة الفرنسية وتعلم بها قليلا، جند في الجيش الفرنسي أثناء الحرب العالمية الأولى، وعمل بفرنسا في مصنع رونو ثم بائعا متجولا، إنخرط في بداية نضاله السياسي في صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي وتزوج من فرنسية شيوعية، وكان من أهداف الحزب الكفاح من أجل الإستقلال الكامل للدول الثلاثة، الجزائر وتونس والمغرب ووحدة شمال إفريقيا والدفاع على شعوب هذه الدول والتنديد بالمظالم التي تعاني منها والمطالبة بحقوقهم، وفتحت باب الإنخراط في صفوفها لجميع مسلمي شمال إفريقيا المقيمين بفرنسا، وعملت في أوساط الطبقة الشغيلة مع مختلف المنظمات العمالية الفرنسية المناهضة للامبريالية، فكانت في البداية لا تمثل إلا الجالية المهاجرة، ولم تتوغل وتفرض برنامجها السياسي في الساحة الجزائرية إلا إبتداء من الثلاثينيات.



كانت مطالب حزب نجم شمال إفريقيا ، إلغاء قانون الإندجينا والبلديات المختلطة والمناطق العسكرية، حق الإنتخاب والترشيح في جميع المجالس ومن بينها البرلمان الفرنسي بنفس الحق الذي يتمتع به المواطن الفرنسي، إلغاء جميع القوانين الإستثنائية والمحاكم الزجرية والمراقبة الإدارية، وذلك بالرجوع للقوانين العامة، المساواة في التجنيد بين الجزائريين والفرنسيين، والمساواة في الإلتحاق بالوظائف العليا المدنية والعسكرية بدون تمييز مع الكفاءة، التطبيق التام لقانون التعليم الإجباري مع حرية التعليم لجميع الأهالي وإجبارية تعليم اللغة العربية، حرية الصحافة وإنشاء الجمعيات وإحترام الحقوق السياسية والنقابة، تطبيق قانون فصل الدين عن الحكومة فيما يخص الدين الإسلامي، تطبيق القوانين الإجتماعية والعمالية على الأهالي، حرية التنقل إلى فرنسا من غير قيود، تطبيق قوانين العفو العام على الأهالي المسجونين سياسيا.



ولأجل الدفاع عن هذه المطالب أصدرت حركة نجم الشمال الإفريقي بفرنسا جريدة الإقدام الباريسي ثم جريدة إقدام شمال إفريقيا، وكلاهما لم يعمر طويلا. وفي شهر فبراير من عام 1927 عقد مؤتمر بروكسل المناهض للإستعمار وحضره ممثلان عن حركة الشمال الإفريقي الزعيم أحمد مصالي الحاج من الجزائر والشاذلي خير الله من تونس، إلى جانب شخصيات أخرى أمثال نهرو من الهند وسوكارنو من أندونيسيا وهوشي منه عن الفيتنام، وعدّة منظمات عمالية تمثل القارات الخمسة، وقدم أحمد مصالي الحاج المطالب الجزائرية المتمثلة في مايلي :



أ- إستقلال الجزائر.


ب- جلاء قوات الإحتلال الفرنسية.


ج- تأسيس جيش وطني، وحكومة جزائرية.


د- حجز الأملاك الفلاحية الكبيرة التي إستولى عليها المعمرون وإرجاعها إلى الفلاحين الذين سلبت منهم.


هـ - إحترام الأملاك الصغيرة والمتوسطة.


و- إرجاع الأراضي والغابات التي إستولت عليها الحكومة الفرنسية إلى الحكومة الجزائرية.



إلى جانب هذه اللائحة من المطالب، طالب بإجراءات فورية منها: إلغاء قانون الإندجينا والقوانين الإستثنائية وإعطاء الحقوق السياسية والمدنية للجزائريين، وإطلاق سراح المسجونين السياسيين وحرية الصحافة والجمعيات والإجتماعية.



وفي سنة 1930 م بمناسبة مرور قرن على إحتلال الجزائر نظمت فرنسا إحتفالات كبيرة صرفت فيها أموالا باهظة، وفي هذه الأثناء بعث أحمد مصالي الحاج بمذكرة إلى الأمين العام لعصبة الأمم المتحدة يحثه فيها عن ظروف الإحتلال والمظالم التي يعيشها الشعب الجزائري الصامد ، كما أصدر حزب نجم شمال إفريقا شهر أكتوبر من نفس السنة أي 1930 العدد الأول من جريدة الأمة بباريس، وكان مديرها ومؤسسها الزعيم أحمد مصالي الحاج، وتوقفت عن الصدور في أوائل الحرب العالمية الثانية، وفي يوم 28 ماي 1933م انعقد مؤتمر حزب نجم الشمال الإفريقي وحدد فيه برنامجه السياسي والقوانين الداخلية والمطالب المستعجلة التي صودق عليها بالإجماع، ولسبب حل الحزب أسس أعضاؤه عام 1934م نجم الشمال الإفريقي المجيد، كبديل للنجم المنحل ولكن في نفس السنة كسرت المحكمة حكم حل النجم، لأنه لم ينفذ في الوقت القانوني. وهكذا أعيد حزب نجم الشمال الإفريقي الأول، وفي نفس السنة اعتقل الزعيم أحمد مصالي الحاج رفقة عميماش وراجف وحكم على الأول بستة أشهر وعلى الثاني بأربعة أشهر وعلى الثالث بثلاثة أشهر و خمسة آلاف فرنك فرنسي غرامة للثلاثة.



يهود قسنطينة يعتدون على المساجد تحت حماية الشرطة الاستعمارية


إثر حوادث قسنطينة التي وقعت بين المسلمين الجزائريين واليهود في 3 أوت 1934 جراء إعتداء يهود قسنطينة على المساجد ومسلميها وإطلاق الرصاص عليهم، وحمايتهم من الشرطة الفرنسية، بعث نجم شمال إفريقيا وفدا بقيادة محامي للدفاع عن الجزائريين الذين تصدوا لهم، كما وقف النجم إلى جانب إخوانه التونسيين الذين نفاهم الإستعمار الفرنسي إلى الصحراء، وبعث وفدا إلى البرلمان للتدخل لتحرير القادة التونسيين، وفي فبراير 1935 م أسس الإتحاد الوطني لمسلمي شمال إفريقيا كخلف لنجم الشمال الإفريقي، الذي حلته الحكومة ثانية.

أمّا على الصعيد العالمي فقد دافع حزب نجم شمال إفريقيا على قضية إحتلال الحبشة من طرف إيطاليا وبعث بوفد إلى عصبة الأمم يستنكر فيه هذا العمل الشنيع، كما شارك في مؤتمر مسلمي أوروبا الذي انعقد بجنيف تحت رئاسة الأمير شكيب أرسلان، ولعب هذا الأخير دورا كبيرا في تغيير فكره السياسي من الشيوعية إلى الأفكار القومية العربية الإسلامية، ووقف مع القضية الفلسطينية أثناء احتلال هذه الأخيرة سنة 1948 من طرف الصهاينة اليهود. واستفادالزعيم أحمد مصالي الحاج ورفقاؤه من العفو العام عن السياسيين الذي أصدرته الجبهة الشعبية عند فوزها بالإنتخابات التشريعية ودخل مصالي من جنيف، وعند عودته إلى الجزائر ألقى الزعيم أحمد مصالي الحاج يوم 02 أوت 1936 م خطابا أمام حشد كبير من المواطنين الجزائريين بالمعلب البلدي للجزائر، حثهم على النضال المتواصل وندد ببرنامج بلوم فيلويت الخطير وقرارات المؤتمر الإسلامي المطالبة بسياسة الإندماج وإلحاق الجزائر بفرنسا، وقام من بعدها بجولات في العديد من المدن الجزائرية ألقى خلالها عددا من الخطب موضحا فيها البرنامج السياسي لحزب نجم شمال إفريقيا ، أكسبته العديد من الأنصار سمحت له بفتح فروع كثيرة عبر التراب الوطني. وفي عام 1936 م عرفت الجزائر إحتجاجات كبيرة قادتها الطبقة الشغيلة الجزائرية، وبدأ المواطنون يعون حقوقهم و يشاركون في المظاهرات السياسية، وبينما كانت الحرب الأهلية مشتعلة في إسبانيا سنة 1936 م طلب الحزب الشيوعي الفرنسي من حزب نجم الشمال الإفريقي أن يبعث بمناضليه ليحاربوا في صف الجمهوريين، وكانت الحكومة الفرنسية تؤيدهم، فطالب النجم من الحكومة الجمهورية أن تصرح باستقلال الريف كشرط أساسي للكفاح معهم، فسبب له هذا الموقف قرارا أصدرته حكومة الجبهة الشعبية حل بموجبه نجم شمال إفريقيا في يوم 26 جانفي 1936م، ولكن زعماءه واصلوا النضال باسم أحباب الأمة، وفي إجتماع بباريس يوم 11 مارس 1938 أعلن أعضاء حزب أحباب الأمة تأسيس حزب الشعب الجزائري.

http://www.youtube.com/watch?v=Eb5KtUPaWH0

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار


61896dzslideshud5.gif


ta7iya.gif




87108647zx9.gif




qasralkhair-8c94891f8b.gif


 
آخر تعديل:
3- فديرالية المنتخبين المسلمين الجزائريين.

1265018739.gif






star7.gif




1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif



3- فديرالية المنتخبين المسلمين الجزائريين






[FONT=&quo]1- مقدمة [/FONT]


بعد نهاية الحرب العالمية الأولى و بروز نجم الأمير خالد كسياسي لامع و إعلان فرنسا عن حملة من الإجراءات مثل إصلاحات 1919، ظهر على الساحة السياسة كتلة من المنتخبين الجزائريين في المجالس الفرنسية حاولت أن يكون لها دورا أساسيا في الحياة السياسة خلال العشرينات هؤلاء المنتخبون الذين كانوا يشكلون نخبة ذات ثقافة فرنسية ،و بعض أبناء العائلات الكبرى عملوا على هيكلة أنفسهم ضمن حركة سياسية عرفت باسم فيدرالية المنتخبين المسلمين الجزائريين.



[FONT=&quo]2- ظروف تأسيسها [/FONT]


تأسّست في شهر جوان 1927، من النواب الجزائريين المنتخبين في المجالس الفرنسية آنذاك و تعتبر امتدادا لحركة الشبان الجزائريين التي يعود تاريخها إلى بداية القرن 20.وجاءت هذه الفيدرالية كرد فعل على التنظيم الذي شكلّه رؤساء بلديات الجزائر في العشرينات ، وتشكلت هذه الاتحادية من ثلاث اتحاديات مستقلة هي اتحاديات قسنطينة و هران و الجزائر بهدف تمثيل الأهالي في البرلمان ،و كانت اتحادية قسنطينة برئاسة الدكتور بن جلول من انشط الاتحاديات ،انعقد أول مؤتمر للاتحادية في شهر جانفي 1928 بحضور مئة وستة وسبعون نائبا من مختلف مناطق الوطن، وترأس الاتحادية في أول الأمر شريف سيسبان ثم خلفه الدكتور بن جلول الذي عرفت في عهده نشاطا واسعا و حققت نتائج كبيرة في الانتخابات البلدية و في العمالات " الولايات " بفضل جماعة من النخبة المثقفة من أمثال فرحات عباس ، الدكتور سعدان، الدكتور ابن التهامي......إخ



[FONT=&quo]3- برنامجها [/FONT]


من المطالب الأساسية التي اعتمدتها الفيدرالية في برامجها السياسية قضية تمثيل الآهالي في البرلمان و توحيد و تنسيق جهود المنتخبين الجزائريين في المجالس النيابية للدفاع عن حقوقهم وتبنت سياسة الإدماج و المساواة في الحقوق و الوجبات بين الجزائريين و الفرنسيين و المطالبة بإلغاء القوانين الاستثنائية ويمكن حصر مطالب فيدرالية المنتخبين المسلمين في :

- المطالبة بتمثيل الجزائريين في مختلف المجالس الفرنسية.



- إلغاء القوانين الاستثنائية.


- رفع عدد النواب المسلمين في المجالس المنـتخبة.

و هي بذلك لم تكن تهدف إلى العمل اتجاه الجماهير الشعبية قصد إعدادها سياسيا، بل تعمل على دمج النخبة المثقفة ثقافة فرنسية في المجتمع الفرنسي، ولذلك و جدت نفسها مرفوضة من الطرفين ، من طرف الشعب الجزائري لأنها لا تعبّر عن مطالبه ، ومن طرف المستوطنين المعارضين لفكرة المساواة بين الجزائريين و الفرنسيين. كانت جريدة التقدم لسان حال الاتحادية و من ابرز المحررين فيها فرحات عباس و الدكتور بن جلول .واصلت فيدرالية المنتخبين المسلمين الجزائريين على نفس النهج الذي رسمته منذ تأسيسها حتى حلّها نهائيا سنة 1941.







المجد والخلود لشهدائنا الأبرار


61896dzslideshud5.gif


ta7iya.gif




87108647zx9.gif




qasralkhair-8c94891f8b.gif
 
4- أحمد مصالي الحاج - أبو الأمة -

1265018739.gif







star7.gif




1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif





4- أحمد مصالي الحاج

- أبو الأمة -
messali_hadj.jpg

Messali-hadj-1.jpg

أحمد مصالي الحاج

إنه الزعيم الوطني الكبير أحمد مصالي الذي أفنى حياته في السجون و المعتقلات والمنفى دفاعا عن الجزائر و الجزائريين و لكنه مات غريبا في فرنسا التي كافحها منذ العشرينيات[FONT=&quot] .[/FONT]



طفولة و شباب كلها نضال و كفاح:
SPIP-95699.jpg

photo_9857_119316_201004014836946.jpeg

الزعيم احمد مصالي الحاج بالبرنس الجزائري رمز العزة والكرامة والرجولة

ولد[FONT=&quot] " [/FONT]مسلي أحمد " المعروف بأحمد مصالي الحاج يوم 16 ماي 1898 بمدينة تلمسان من أب فلاح و كان هذا الأب شخصا محترما و مبجلا لدى الجميع و متدينا و كان يشغل أيضا كقيم وحارس قبة سيدي عبد القادر بتلمسان ، أما أمه فهي "فاطمة صاري حاج الدين " فكانت ابنة قاض شرعي و حرفي ميسور الحال ، و عندما بلغ مصالي الحاج سن الدراسة اقترحت عليه أمه المدرسة العربية ، لكن أباه أراد تسجيله في إحدى المدارس الفرنسية لأنه كان يرى بأن تعلم الفرنسية سيمكن ابنه من الدفاع عن نفسه و الدفاع عن بلده و استقلاله و بالفعل كان له ما أراد ، ولكن دفع التلميذ مصالي الحاج إلى إحدى المدارس الابتدائية الفرنسية لم تجعله مقطوع الجذور عن ثقافته العربية الإسلامية بحكم أن أباه كما أشرنا كان رجلا متدينا ، فكثيرا ما كان مصالي الحاج يتردد على الزاوية الدرقاوية كغيره من أفراد عائلته ، فجعلت منه شخصية عربية مسلمة نابعة من بيئته ، وفي سنة 1905 حيث كان لا يتعدى سبع سنوات كان من المشاركين في استقبال الرئيس الفرنسي آنذاك و هذا عندما حط بتلمسان في زيارة لها و ربما هناك بدأت تتبلور قناعاته و تساؤلاته السياسية التي بلورها فيما بعد في كل الحركات التي أنشأها ، كما تأثر مصالي الحاج بالتجنيد الإجباري للجزائريين، و بالرغم من هذا التأثر العميق إلا أن دوره سيأتي في عام 1918 حيث جند في الجيش الفرنسي و رقي إلى رتبة رقيب ، و هذا التجنيد فتح له أفاقا جديدة في مستقبله السياسي و الكفاحي ضد الاستعمار جعلت منه أبا للوطنية الجزائرية بحق ، و بعد تسريحه من الخدمة الاجبارية و زواجه بالفرنسية[FONT=&quot] "[/FONT]اميل بوسكيت" وفق أصول و قواعد الشريعة الاسلامية ، عمل كغيره من المغتربين في مصانع و معامل فرنسا و كان كثير الاحتجاج لأنه لا يطيق رؤية مظاهر الميز العنصري و الظلم الاجتماعي التي كانت تمارس على العمال المغتربين خاصة العرب ، مما جعل أصحاب المصانع يصفونه بالمشوش بسبب احتجاجاته الدائمة و الجريئة على مظاهر الاستغلال[FONT=&quot]. [/FONT]

و استغل مصالي الحاج وجوده بفرنسا لتحسين مستواه العلمي و الثقافي إذ كثيرا ما كان يتردد على مدرجات جامعة "السوربون" ليس كطالب رسمي ، و لكن كعصامي يريد ان يغرف من العلوم و الثقافات الإنسانية لتحسين مستواه ،كما استطاع أن يكون نسيجا من العلاقات الإنسانية و العلمية و الثقافية حيث تعرف هناك على الأديب الجزائري الكبير "محمد ديب" و الزعيم الهندي " نهرو" و كذلك "شكيب أرسلان " و غيرهم من الزعماء و الكتاب و المثقفين القادمين من البلدان المستعمرة ،و التي بدأت تشهد في تلك الفترة ميلاد الكثير من الأحزاب والحركات التحررية[FONT=&quot]. [/FONT]



النشاط الحزبي لمصالي الحاج:
messali_hadj_21_septembre_1959.jpg

الزعيم أحمد مصالي الحاج أبو الحركة الوطنية

إن الأحداث التاريخية التي واكبها مصالي الحاج كان لها الأثر البالغ في صقل حياته النضالية و السياسية إذ أنه عاصر أحداث الحرب العالمية الأولى،سقوط الخلافة الإسلامية ، الثورة البلشفية ،و ثورة الريف المغربي بقيادة عبد الكريم الخطابي ، فحفزته كل هذه الأحداث على التفكير في إيجاد إطارسياسي يبلور من خلاله أفكاره و رؤاه السياسية حيث انخرط في "الحزب الشيوعي الفرنسي " ثم أسس بمعية " الحاج علي عبد القادر " " الجيلالي شبيلا " ما سمي آنذاك بحزب "نجم شمال إفريقيا " و ذلك سنة 1926 وكان هذا الحزب يطالب باستقلال كل البلدان التي تقع في شمال إفريقيا أو ما تسمى حاليا بدول[FONT=&quot] " [/FONT]المغرب العربي " و كان واضحا من خلال القائمة الاسمية للمؤسسين بأن تأثيرالحزب الشيوعي الفرنسي برز بشكل جلي رغم أن النجم ولد بإرادة جزائرية، وفي 26 فيفري من سنة 1927 شارك مصالي الحاج في وفد ممثلا على النجم في مؤتمر بروكسل لمناهضة الاستعمار و طالب في تدخله باستقلال الجزائر، و لكن سياسة مصالي الحاج الوطنية الداعية إلى الاستقلال لم ترض الشيوعيين الذين كانت سيطرتهم واضحة على " النجم " فأوقف الحزب الشيوعي مساعداته المالية مما جعل الصراع بين مصالي و الشيوعيين يبلغ أشده ، فأنسحبت كل العناصرالشيوعية من " النجم" وهو ما جعل السلطات الفرنسية تقدم على حله و ذلك بتاريخ 20 نوفمبر من سنة 1929 م بتحريض و إيعاز من الحزب الشيوعي ، فاضطرمصالي الحاج للإعلان عن إعادة بعث وتأسيس الحزب تحت اسم جديد و هو "نجم إفريقيا الشمالية المجيد" وحينها برزت كفاءة مصالي الحاج و مقدرته في إدارة الحزب الجديد و توجبه سياسته الوطنية المستقلة ، و انتخب مصالي سنة[FONT=&quot] 1933 [/FONT]رئيسا للنجم المجيد " و لكنه أوقف في نوفمبر 1934 بتهمة إعادة تنظيمجمعية منحلة ثم حكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهلر نافذة وغرامة ماليةمقدارها 200 فرنك ، ثم انتقل إلى جنيف بسويسرا و كان دائم الاتصال بالأمير[FONT=&quot] " [/FONT]شكيب أرسلان " و قام بنشاطات مكثفة لصالح القضية الجزائرية.


لقد أعلن الزعيم مصالي الحاج وبكل شجاعة في المؤتمر الإسلامي سنة 1936م عن رفضه التام للمشروع الاندماجي أو ما سمي بمشروع " بلوم فيوليت و صرخ بأعلى صوته و هو ممسك بحفنة من تراب " هذه الأرض أرضنا و وترابها لن يرهن ولن يباع لأحد[FONT=&quot] " [/FONT]

و بعد تولي الجبهة الشعبية الحكم في فرنسا و إصدارها العفو العام عاد مصالي إلى باريس بتاريخ 18 جوان 1936 و في 02 أوت من نفس العام عاد إلى الجزائر حيث حضر المؤتمر الإسلامي الجزائري و ألقى خطابا أمام حوالي 2000 مشارك و أعلن عن رفضه التام للمشروع الاندماجي أو ما سمي بمشروع " بلوم فيوليت” و صرخ بأعلى صوته و هو ممسك بحفنة من تراب " هذه الأرض أرضنا و لننبيعها لأحد " و عند الانتهاء من خطبته حملته الجماهير على الأعناق معبرة عن تأييد له ضد دعاة الإدماج ،و في 25 جانفي 1937 تم الاعلان عن حل جمعية[FONT=&quot] "[/FONT]النجم المجيد" ،و كان مصالي الحاج بفرنسا فطلب من أنصاره العمل تحت اسم جمعية " أحباب الأمة " و ظل هكذا إلى أن أسس مع رفاقه في 11 مارس 1937م[FONT=&quot] "[/FONT]حزب الشعب الجزائري" و انتقل إلى الجزائر في شهر جوان و لكنه سرعان ما أعتقل بمعية خمسة أعضاء من الحزب بتهمة التشويش و التضامن ضد السلطة الفرنسية ، و أصبح ينتقل بين سجون الحراش، و بربروس و حكم عليه بالسجن لمدة سنتين مع حرمانه من كافة حقوقه المدنية و السياسية ، و في سنة 1939حلت الإدارة الفرنسية حزب " الشعب الجزائري" و منعت جرائده من الصدور ، وفي أكتوبر من نفس العام اعتقل مصالي من جديد مع بعض أنصاره ، و حكم عليهم بـ 16 سنة سجنا نافذة و بعد نزول قوات الحلفاء بالجزائر سنة 1942 أطلق سراح مصالي الحاج من سجن " تازولت" بباتنة ، و وضع تحت الإقامة الجبرية ثم أبعد إلى مدينة القليعة بالجنوب الجزائري ، ثم عاد إلى العاصمة أقام بمنطقة بوزريعة و أسس " حركة انتصار الحريات الديمقراطية" التي انبثقت عنها فيما بعد المنظمة السرية[FONT=&quot] (O-S) [/FONT]و التي تعتبر النواة الأولى المفجرة للثورة وذلك بعد الانشقاقات التي وقعت في صفوف حزب الشعب خاصة بين المصاليين والمركزيين ، و ظهرت لجنتان موازيتان للاعداد للثورة ، اللجنة الأولى هي[FONT=&quot] " [/FONT]اللجنة الثورية للوحدة و العمل " و لكن مصالي رفض التعاون معها و أسس لجنة ثانية سماها : " اللجنة الثورية الجزائرية " و اجتمعت هذه الأخيرة يوم 15أوت 1954 و حددت المسؤوليات و قسمت البلاد إلى ست ولايات و ثلاث مناطق ثورية ، و لكن اللجنة الثورية للوحدة و العمل فأجاتهم و سبقتهم بإعلان الثورة في أول نوفمبر 1954[FONT=&quot]. [/FONT]

وعند اندلاع الثورة لم يقف مصالي الحاج موقف العدو و منها بل أنه لم يكن واثقا من قدرات تلاميذ الأمس الذين تربوا في مدرسته السياسية و النضالية الاستقلالية ، و لم يهضم خروجهم عن طاعته ، و يمكن أن نعتبر الأحداث الأليمة التي اندلعت آنذاك خاصة في فرنسا بأنها مجرد إنزلاقات هامشية على حساب الغاية الاستراتيجية التي ناضل من أجلها مصاليالحاج و لم يتوقف حتى في عز الثورة التحريرية ، حيث قدم سنة 1956 مذكرة للامم المتحدة مطالبا باستقلال الجزائر ، كما أنه رفض الدعوة التي وجهها له الجنرال " ديغول " سنة 1960 للتفاوض حول الاستقلال ، لأن الزعيم كان يرى بأن الهدف من ذلك هو إضعاف الثورة ، و بعد الاستقلال بقي مصالي الحاج في فرنسا بالإقامة الجبرية إلى أن وافته المنية يوم 03 جوان 1973[FONT=&quot]. [/FONT]


و نختم هذا الموضوع بمقولة للمناضل الكبير المجاهد - عبد الحميد مهري - في حق الرجل : " مصالي الحاج رجل عظيم لأنه استطاع أن يجمع الشعب الجزائري على مطلب التحرر و لأنه ناضل و هو حريص على مقومات الشخصية الجزائرية بالأساليب العصرية، و إذا كان جيل الثورة على صواب فهذا لا يعني انه اصبح معصوما من الأخطاء[FONT=&quot]". [/FONT]

http://thm-a02.********/nimage/fc9b9332c2f33d34

رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جناته



المجد والخلود لشهدائنا الأبرار


61896dzslideshud5.gif


ta7iya.gif




87108647zx9.gif





qasralkhair-8c94891f8b.gif
 
ما أعظم وطنيتك اخي جبران
تظهر جلية في كل حرف في هذا الموضوع الضخم
المنظم ,الذي يحوي صفحات من تاريخ الجزائر المشرق
والذي يستطيع أن يعود اليه طلاب العلم ويزدادوا عرفا اننا عقدنا العزو ان تحيا الجزائر
بارك الله جهدك اخي الكريم ونفعنا بك
Z

 
شكرا لك جزيل الشكر أختنا الكريمة على المرور الجميل وعلى الإطراء الأجمل.
بارك الله فيك وجزاك بكل خير وفير.
 
5- جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

1265018739.gif







star7.gif



1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif



1265018739.gif








star7.gif




1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif



5- جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.


oulama.gif

علماء الجمعية الجزائرية و أقطابها الأفاضل.

« إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين جمعية إسلامية في سيرها وأعمالها، جزائرية في مدارها وأوضاعها، علمية في مبدئها وغايتها، أسست لغرض شريف، تستدعيه ضرورة هذا الوطن وطبيعة أهله، ويستلزمه تاريخهم الممتد في القدم إلى قرون وأجيال، وهذا الغرض هو تعليم الدين ولغة العرب التي هي لسانه المعبر عن حقائقه للكبار في المساجد التي هي بيوت الله وللصغار في المدارس على وفق أنظمة لا تصادم قانونا جاريا ولا تزاحم نظاما ما رسميا ولا تضر مصلحة أحد، ولا تسيء إلى سمعته فجميع أعمالها دائرة على الدين، والدين عقيدة، اتفقت جميع أمم الحضارة على حمايتها وعلى التعليم والتعليم مهنة، اتفقت جميع قوانين الحضارة على احترامها وإكبار أهلها ».


منشور لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين نشر في جريدة البصائر عدد 160 الصادرة في 07 أبريل 1939

فكرة التأسيس :


تعود فكرة تأسيس هيئة تجمع شمل العلماء المسلمين الجزائريّين عند الشّيخ عبد الحميد بن باديس إلى فترة إقامته بالمدينة المنوّرة عندما كان يتناقش ويدرس مع رفيق الدرب الشّيخ "محمّد البشير الإبراهيميّ" أوضاع الجزائر، وسبيل النهضة الشاملة. وفي ذلك يقول الشّيخ الإبراهيميّ: « وَأشْهِدُ الله على أن تلك الليالي من عام 1913 هي التي وضعت فيها الأسس الأولة لجمعيّة العلماء المسلمين والتي لم تبرز للوجود إلا عام 1931 ».

sam-5.jpg

الإمام عبد الحميد بن باديس

لقد تأكد للشّيخ ابن باديس بعد رجوعه من الحجاز، أن خدمة الوطن ونهضته لا يمكن أن يقوم بها شخص واحد، لذلك كان من الطبيعي أن يتطلع إلى توسيع الخطة الإصلاحية التي شرع في تنفيذها بتعليم الناس وإرشادهم وتصحيح أمور دينهم، واستنهاض همم العلماء إلى تأسيس الهيئات التي تشد عضده، وتعينه على أداء مهمته، فباشر منذ عام 1920 م بعقد لقاءات مع الشّيخ "محمّد البشير الإبراهيميّ" في كل أسبوعين أو كل شهر على الأكثر تارة في سطيف، وأخرى في قسنطينة، لتقيم نشاطهم وأثره على الشعب ووضع برنامج للمستقبل وتهيئة الظروف لإخراج جمعيّة تجمع شمل العلماء من حيّز القول إلى حيّز الفعل.

التأسيس :


تأسست "جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين" بعد عام من الاحتفال بمضي قرن أي 100 عام على احتلال الفرنسيين للجزائر (1349 هـ / 1930 م)، وذلك يوم الثلاثاء 17 من شهر ذي الحجة عام 1349 هـ الموافق لـ 05 من ماي 1931 م في اجتماع بنادي الترقّي لإثنان وسبعون 72 من علماء القطر الجزائري ومن شتى الاتجاهات الدينية والمذهبية (مالكيين واباضيين، مصلحين وطرقيين، موظفين وغير موظفين)، كما حضر الاجتماع الأعيان وطلبة العلم، بدعوة خاصّة وجهتها لهم لجنّة تأسيسية مؤلفة من أشخاص ينتمون إلى نادي الترقّي، "لا يثير ذكر أسمائهم شكوك الحكومة، أو مخاوف أصحاب الزوايا" حتى يتم الاجتماع في هدوء وسلام، وتتحقق الغاية المرجوة من نجاح التأسيس.

اجتماع التأسيس بدأ بجلسة تمهيدية، عيّنوا فيها للرئاسة المؤقّتة الشيّخ "أبو يعلا الزواوي"وللكتابة الأستاذ "محمّد الأمين العمودي"، ووُضِعَ القانون الأساسي للجمعيّة الذي تمت صياغته من طرف الشّيخ "محمّد البشير الإبراهيميّ" في مائة وسبع وأربعين مادة أقرتّه الجمعيّة العامة بالإجماع بعد إجراء تعديلات بسيطة عليه.

كما تم انتخاب الشّيخ عبد الحميد ابن باديس - غيابياً - رئيساَ بالإضافة إلى باقي أعضاء مجلس إدارة الجمعيّة، وقاموا باستدعاءه لحضور الاجتماع العام.

وبعد يومين حضر الشّيخ ابن باديس إلى نادي الترقّي وترأس جلسة لهيئة الإدارة ألقى فيها كلمة جاء فيها : « إخواني، إنني قد تخلفت عن جمعكم العظيم اليوم الأول والثاني فحرمت خيراً كثيراً، وتحملت إثماً كبيراً، ولعلكم تعذرونني لما لحقت في اليوم الثالث، وأذكر لحضراتكم ما تعلمونه من قصة أبي خيثمة الأنصاري لما تخلف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك ثم لحقه فقال الناس هذا راكب يرفعه الإل ويضعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كن أبا خيثمة ، فقالوا : هو أبو خيثمة، فاعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبل عذره ودعا له بخير. ومثلكم من كان له في رسول الله صلى الله عليه وسلم القد وة الحسنة ».

ثم عرضت عليه الأعمال السابقة فوافق عليها.هكذا تأسست الجمعيّة. وتشكل مجلسها الإداري المنبثق عن الاجتماع التأسيسي، على النحو التالي :

*- عبد الحميد بن باديس رئيساً،

*- محمّد البشير الإبراهيميّ نائباً عنه،


*-
محمّد الأمين العمودي كاتباً عاماً،

*- الطّيّب العقبيّ نائباً للكاتب العام،

*- مبارك الميلي أميناً للمال،

*- إبراهيم بيوض نائباً لأمين المال.

وضمت الهيئة أعضاء مستشارين القائمة الإسمية التالية:


*- المولود الحافظي،

*- الطيب المهاجي،

*- السعيد اليجري،

*- مولاي بن الشريف،

*- حسن الطرابلسي،

*- عبد القادر القاسمي،

*- محمّد الفضيل اليراتني.


do.php

منظر للعلماء المؤسسين

الظروف التي تأسست فيها الجمعيّة :


- مرور قرن كامل على الاحتلال الفرنسيّ للجزائر (18301930 م)، واحتفال الفرنسيين بذلك، بحضور الرئيس الفرنسيّ خصيصا إلى الجزائر لرئاسة الاحتفالات المذكورة التي اتخذت صورة استفزازية بالنسبة لمشاعر الجزائريّين، وقد دلت خطب المسؤولين الفرنسيين في هذه الاحتفالات على روحهم الصليبية المتطرفة التي يكنونها للعروبة والإسلام في الجزائر.

- اشتداد تأثير الطرقيين وازدياد نشاطهم في البلاد، فلم يكن المجتمع يرى الإسلام إلا الطرقية التي جعلت منها سلطات الاحتلال مراصد لبث فكر تخديري، ومعتقدات فاسدة تزيد من قابلية المجتمع للاستعمار.

- شيوع الجهل بين عامّة الجزائريّين بسبب سياسة الاستعمار اتجاه التعليم التي تسببت في اختفاء الكثير من المساجد والزوايا والكتاتيب القرآنية ومدارس التعليم، ومنع تعليم اللغة العربية والدين مما أدى إلى ارتفاع نسبة الأمية بين عامّة الجزائريّين.


12705580891.jpg


أركان الجمعيّة :

كتب الشيخ عبد الحميد بن باديس في العدد 83 من جريدة البصائر الصادرة في 30 سبتمبر 1937 يقول :"العروبة، والإسلام, الفضيلة، هذه أركان نهضتنا، وأركان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي هي مبعث حياتنا، ورمز نهضتنا، فمازالت هذه الجمعية منذ كانت تفقهنا في الدين، وتعلمنا اللغة، وتنيرنا بالعلم، وتحلينا بالأخلاق الإسلامية العالية، وتحفظ علينا جنسيتنا، وقوميتنا، وتربطنا بوطنيتنا الإسلامية الصادقة ".

أهداف الجمعيّة :

حددت جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين الأهداف التي ترمي إلى تحقيقها في منشور للجمعيّة نشره الشّيخ ابن باديس في جريدة البصائر في العدد 160 الصادر بتاريخ 07 أبريل عام 1939 م، وتشمل أهدافها على التّعليم والتربية، وتطهير الإسلام من البدع والخرافات، وإيقاد شعلة الحماسة في القلوب بعد أن بذل الاحتلال جهده في إطفائها حتى تنهار مقاومة الجزائريّين، وإحياء الثقافة العربية ونشرها بعد أن عمل المستعمر على وأدها، والمحافظة على الشخصية الجزائرية بمقوماتها الحضارية والدينية والتاريخية، ومقاومة سياسة الاحتلال الرامية إلى القضاء عليها.

أولا: الجمعية والتعليم:


لقد أدركت جمعية العلماء أهمية التربية والتعليم في تحقيق مقاصدها العقيدية والفكرية، فركّزت على إنشاء المدارس، وحثّ الأمة وتشجيعها على إرسال أبنائها إلى مدارسها، بغية تعليم وتثقيف أكبر عدد ممكن من الأبناء. وقد وجّهت الجمعية اهتمامها إلى التعليم المسجدي، إدراكًا منها بأن (المسجد والتعليم صنوان في الإسلام من يوم ظهـر الإسلام... فكما لا مسجد بدون صلاة، كذلك لا مسجد بدون تعليم).. وعليه، وضعت برامج واسعة لنشر التعليم الديني والعربي للصغار المبتدئين، وتكميل معلومات من درسوا باللسان الأجنبي، كما لم تحرم الكبار من دروس الوعظ والإرشاد، فشيّدت لذلك المدارس وفتحت النوادي لإلقاء المحاضرات في التهذيب وشؤون الحياة العامة.

ولم يقتصر دور جمعية العلماء التربوي والتعليمي داخل الوطن فحسب، بل رافق أبناء الجزائر الذي هاجروا فقد تنبّهت الجمعية إلى الأخطار المحدقة بأولئك المهاجرين الـمُعَرَّضِين لخطر الذوبان في الحضارة الأوروبية، والابتعاد عن أصول دينهم، فأرسلت إليهم المعلمين والوعاظ والمرشدين، وأسست النوادي والمدارس لتعليم أبنائهم.

ثانيا: الجمعية وتعليم المرأة :


كان الجمود واقفا في سبيل المرأة ومانعًا من تعليمها، وقد عمدت جمعية العلماء إلى كسر السدود وإخراج المرأة من سجن الجهل إلى فضاء العلم مبنية أمرها على حقيقة وهي أن الأمة كالطائرة لا تطير إلا بجناحين، وجنحها هما الرجل والمرأة، فالأمة التي تخص الذكر بالتعليم تريد أن تطير بجناح واحد، فهي واقعة لا محالة. ولجمعية العلماء جولات موفقة في هذا الميدان، فالنساء أصبحن يشهدن دروسًا خاصةً بهن في الوعظ والإرشاد ويفهمن ما للمرأة وما عليها.

وقد سجلت مدارس جمعية العلماء نحو ثلاثة عشر ألف بنت شاركن الأولاد في السنوات الثلاث الأولى من المرحلة الابتدائية، ثم ينفردن ببرنامج محكم.

ثالثا: الجمعية والطرق الصوفية:


كما ذكرنا عند حديثنا عن نشأة جمعية العلماء، بأن مجلسها الإداري الأول لم يكن منقحًا ولا متجانس الأفكار، فقد ضمّ إلى جانب رجال الإصلاح، بعض الطرقيين ورجال الدين الرسميين، الذين أخفقوا في احتواء الجمعية وتصريفــها وفــق مصالحهم وأهوائهم، (فما أكملوا السنة الأولى حتى فرّوا من الجمعية، وناصبوها العداء، واستعانوا عليها بالظلمة، ورموها بالعظائم... ذلك لأنهم وجدوا كثيرًا من الآفات الاجتماعية التي تحاربها الجمعية، هم مصدرها، وهي مصدر عيشهم، ووجدوا قسمًا منها مما تُغْضِبُ محاربته سادتهم ومواليهم).

وبدعم من سلطات الاحتلال، تأسست (جمعية علماء السنة) في خريف سنة 1932م، تضم الطرقيين ورجال الدين الرسميين إضافة إلى بعض العلماء المأجورين، لمناهضة جمعية العلماء، ومناصبتها العداء.. ودعّموا حملتهم بإصدار بعض الصحف، منها (المعيار) و(الرشاد).

لم يكن الموقف الحازم الذي وقفته الجمعية تجاه انحرافات الطرقيين وليد نشـأتها، بل كان امتدادًا للنهج الذي سار عليه الشيخ الامام عبد الحميد بن باديس والمصلحون من قبل.

ولقد علمت الجمعية بعد التروي والتثبت، ودراسة أحوال الأمة ومنشئ أمراضها، (أن هذه الطرق المبتدعة في الإسلام، هي سبب تفرّق المسلمين... وأنها هي السبب الأكبر في ضلالهم في الدين والدنيا).. ويوضح لنا الشيخ الإبراهيمي الدوافع وراء محاربة ضلالات الطرقيين، فيقول: (ونعلم أننا حين نقاومها، نقاوم كل شرّ، وأننا حين نقضي عليها -إن شاء الله- نقضي على كل باطل ومنكر وضلال).

جمعية العلماء وثورة التحرير المجيدة

2374.gif


من المعلوم أن جمعية العلماء كانت إلى جانب مهمتها في التربية الدينية والثقافية وتغلغلها في أوساط الشعب، تطالب دائما وبإلحاح من الإدارة الاستعمارية الجاثمة على الدين الإسلامي بتحرير المسـاجد والأوقـاف والقضاء الإسـلامي وترسيم اللغة العربية.


وبما أن هذه المطالب قد واجهت آذانا صماء، لا تريد الاعتراف بالحق لأصحابه، وهو أمر ليس غريبا من عدو جاء ليجرد الشعب الجزائري من جميع مقوماته : من دين ولغة، ليتمكن في النهاية من تدميره، ومحقه ككيان مستقل له هويته، لقد أدى هذا الموقف المعتمد من الحكومة الفرنسية إلى أن أصدر مكتبها بلاغا في 18 جوان 1945 أعلن فيه : { أن الأمة قد يئست من الحكومة ومن المجلس الجزائري المدلس، ومن عدالة الدولة في هذه القضية، وأن المحاولات العديدة التي حاولتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قصد الوصول إلى حل موفق معقول لهذا المشكل لم تأت بنتيجة... والمكتب يعتقد على ضوء الحوادث، وقياسا على كل ما وقع أن هذه القضية الدينية لا تجد لها حلا عادلا إلا ضمن حل كامل للقضية الجزائرية التي هي وحدة لا تتجزأ، وأن الأمة الجزائرية يجب عليها في الساعة الحاضرة وفي مستقبل الأيام أن تتوجه بكليتها لمحاولة حل قضيتها العامة، حلا عادلا يتناسب مع التطور العالمي الحديث }.

وقد سبق للإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس سنة 1936 مخاطبا الشباب الجزائري في نشيده المشهور :

*شَعْبُ الجَزَائِري مُسْلِمٌ وَإلَى الْعُروبَةِ يَنْتَسِبْ

إلى أن دعا إلى إعلان الحرب على الظالمين ومحاربتهم في قوله :

*وَأذقْ نُفوسَ الظَّالمِيـــنَ السُّمَّ يُمْزَجُ بِالرَّهَبْ

وندد بالخائنين :

*وَأقْلَعْ جُذورَ الخائِنيـــنَ فَمنهُمْ كُلَّ العَطَبْ

واستنهض الهمم :

*واهزُزْ نُفوسَ الجامدِيــنَ فَربَّمَا حَيّ الخَشَبْ

وقد سلكت هذا السبيل فيمقال نشر بالبصائر في العدد 36 السلسلة الثانية سنة 1948 تحت عنوان : {الإسلام شريعة الجهاد والاجتهاد } أكدت فيه (.. أن الجهاد لا يقوم إلا على حرية، وتلك الحرية لا يجلبها إلا الجهاد... إذ أنه في ترك الجهاد تمكين للاضطهاد، والاستعباد، كما أن في إبطـال الاجتهـاد تقتيلا للمواهب يعقبه تعطيل للشريعة نفسها).

ولما اندلعت ثورة التحرير المظفرة، نشر الشيخ الفضيل الورتلاني رئيس مكتب الجمعية بالقاهرة بلاغا في 02 نوفمبر 1954 أعلن فيه تأييد الجمعية للثورة الجزائرية المباركة ، ودعا فيهالشعب الجزائري لخوض معركة الجهاد التي يفرضها عليه دينه وماضيه وكرامته.

ومن جهة أخرى وجه المرحوم الشيخ الفضيل الورتيلاني :

أولا : نداء إلى الحكومة الفرنسية والشعب الفرنسي منددا فيه بسياسة فرنسا التي تعمى عن الحقائق وتتنكر لمطالب الشعب الجزائري.

ثانيا : نداء إلى أبناء المغرب العربي يدعوهم إلى الاتحاد وتدعيم الصفوف وتأييد الثورة الجزائرية.

ثالثا : نداء إلى الشعوب العربية والإسلامية يدعوهم إلى نجدة إخوانهم الجزائريين وتدعيمهم ماديا ومعنويا و دبلوماسيا.

وفي 15 نوفمبر 1954 وجه كل من الإمام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي والشيخ الفضيل الورتلاني نداء للشعب الجزائري يذكِّرَانِهِ فيه بمساوئ الاستعمار الفرنسي في الجزائر ويحثانه على خوض معركة الكفاح المسلح دون تردد، ودائما في إطار تعبئة الشعب الجزائري لنصرة ثورته المجيدة والعمل على دحر عدوه، تم في القاهرة في 17 فبراير 1955، التوقيع على ميثاق جبهة التحرير الوطني من قبل: الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، والفضيل الورتيلاني, وأحمد مزغنة، ومحمد خيضر، وحسين آيت أحمد ومحمد يزيد والشاذلي المكي، وحسين لحول، وأحمد بن بلة، وأحمد بيوض أعلنوا فيه:

{أن المنظمات والأحزاب في الجزائر تشكل كتلة واحدة وجبهة في معركة التحرير والكفاح المسلح للشعب الجزائري ضد العدو المحتل وذلك بجميع الوسائل }.

وقد انخرط أعضاء الجمعية في الخارج جنبا إلى جنب مع إخوانهم، أما في الداخل فما إن اندلعت الثورة المباركة معلنة الحرب الشاملة المفتوحة على فرنسا حتى راح طلبة معهد ابن باديس يلتحقون بصفوف الجهاد باذلين الأرواح الزكية من أجل الوطن، بينما أساتذة المعهد ومعلمو المدارس الحرة قد انخرطوا في الخلايا السرية لجبهة التحرير الوطني، وفي صفوف جيش التحريرالوطني.

ومن بين الشهداء العلماء نذكر مايلي :

*- الإمام الشيخ العربي التبسي رئيس الجمعية بالنيابة

*- اليمين العمودي الأمين العام السابق للجمعية

*- رضا حوحو الكاتب العام لمعهد ابن باديس

*- محمد العدوي

*- الشاعر عبد الكريم العقون

*- الشاعرالربيع بوشامة

*- الشيخ العربي الشريف

وغيرهم كثيرون بذلوا دماء سخية في سبيل حرية الجزائر وكرامتها واستعادة هويتها العربية الإسلامية كاملة غير منقوصة.

وهكذا فإن الجمعية قد أدت مهمتها التي فرضها الله والوطن عليها في الإطار العام للحركة الوطنية الجزائرية قبل الثورة المسلحة وأثناءها، وهي الآن ما زالت قائمة تواصل رسالتها نحو الإسلام الهادي إلى سواء السبيل في كل عصر وفي كل مصر وكل قطر.


أهم المــــــراجع:


* موقع الشيخ عبد الحميد بن باديس.

* موقع جريدة البصائر.

* موقع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.



المجد والخلود لشهدائنا الأبرار


61896dzslideshud5.gif


ta7iya.gif









qasralkhair-8c94891f8b.gif

 
6 - جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ودورها في الحركة الوطنية الجزائرية

1265018739.gif





star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif


6 - جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ودورها في الحركة الوطنية الجزائرية

19.gif

oulama.gif

علماء الجمعية الجزائرية و أقطابها الأفاضل.
19.gif



جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

ودورها في الحركة الوطنية الجزائرية

1349-1358هـ

1931-1939م
19.gif


تأليف

مازن صلاح حامد مطبقاني

تقديم

الدكتور أبو القاسم سعد الله

دار القلم دارة العلوم


دمشق بيروت

الطبعة الأولى

1408هـ -1988م

19.gif





مقدمة الكتاب

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله والصلاة والسلام على سيد الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

فهذا الكتاب الذي بين يديك لم يكتب لأن الجزائر ينقصها الباحثون، بل ماذا عسى باحث مثلي أن يصنع وقد منّ الله على الجزائر بجامعات وباحثين في كل بقعة منها. بيد أننا في المشرق ما أحوجنا إلى أن نتعرف إلى إخواننا في المغرب .


والسبيل إلى هذه المعرفة لا يكون بقراءة مقال في مجلة أو بضعة كتب أو زيارة خاطفة تثير الشوق ولا تطفئه. إننا في حاجة إلى باحثين في شؤون المغرب العربي يعرفونه كأبنائه ليكونوا حلقة الوصل بين أجزاء أمتنا الإسلامية التي عملت فيها يد الفرقة زمناً طويلاً.

عندما اخترت هذا الموضوع ليكون بحثاً أقدمه لنيل درجة الماجستير في التاريخ الحديث بجامعة الملك عبد العزيز بجدة قيل لي: " بعيدة هذي الجزائر عنّا، فمن أرسلك إليها؟ وكيف؟ ولماذا؟" فأجبت - بلسان الحال إن لم يكن بلسان المقال -" "بل الجزائر قريبة منّا قرب المسلم من قلب أخيه المسلم المخاطب بقوله تعالى( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)(الأنبياء 92) نعم إننا أمة واحدة نسعى لتحقيق هدف واحد هو إعلاء كلمة الله في الأرض. إن ما يسّر الجزائري يفرح أخاه في إندونيسيا أو الهند أو الجزيرة العربية، وما يؤلم الجزائري يؤلم أي مسلم في أي مكان وذلك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر." وشاء الله أن أزور الجزائر منذ بداية البحث عام 1403هـ (1983م) سبع مرات ازددت لها حباً وبها تعلقاً في كل زيارة.

أما الجمعية التي يدور حولها البحث في هذا الكتاب فتؤكد دور الإسلام في تحرير الجزائر بل في تحرير الشعوب الإسلامية جميعها.

فقد استطاعت أن تعيد بناء الإنسان الجزائري وتبعث فيه الروح بنشر العقيدة الإسلامية صافية من الشوائب والخرافات والبدع، وتعلم اللغة العربية والتاريخ الإسلامي لينطلق أبناء الجزائر في ثورتهم المباركة مدافعين عن الإسلام والعروبة.

والحقيقة أن هذه الجمعية تستحق أكثر من بحث ذلك أن نشاطاتها شملت كل ميادين الحياة، ولم يتعرض هذا الكتاب إلاّ لجانب واحد من نشاطها فلعل هذه الدعوة تجد من يستجيب لها.

وأما هذا الكتاب الذي بين يديك فهو باكورة إنتاجي العلمي أقدمه دون تعديل يذكر سوى بعض التصويبات اللغوية التي ساهم كل من الدكتور أبو القاسم سعد الله والدكتور أحمد الخراط في إرشادي إليها. فإليهما أقدم جزيل الشرك والعرفان.

وأملي أن يكون هذا البحث الخطوة الأولى نحو بحوث أوسع وأعمق وأشمل حول الحركة الإسلامية في المغرب العربي علماً بأنني أوشك أن أسجل رسالة الدكتوراه حول أثر الاستشراق الفرنسي في التيارات الفكرية في الجزائر في مرحلة ما بين الحربين.

أدعو الله أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يغفر لنا تقصيرنا إنه جواد كريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

19.gif


مازن صلاح مطبقاني

المدينة المنورة - حي المغاربة

1 ربيع الأنوار 1408هـ



19.gif



مقدمة البحث( رسالة الماجستير)

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

يعود اهتمامي بالجزائر إلى أكثر من حادثة؛ ففي إحدى سنوات دراستي الابتدائية في مدرسة الكرك الابتدائية (1357-1381هـ) (1956-1962م) جاءت إلى مدرستنا لجنة لجمع التبرعات لمجاهدي الجزائر فكانت حماسة التلاميذ عالية نتيجة للروح الإسلامية لدى معلمينا.

أما الحادثة الثانية فكانت أثناء دراستي الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية وكنت قد بلغت العشرين فقد ذهبت لمشاهدة فيلم سينمائي عن الثورة الجزائرية، فلاحظت أثناء عرض الفيلم أن القاعة كانت تضح بالتصفيق والهتاف كلما نجحت عملية من عمليات المجاهدين، وأذكر الآن من الفيلم كيف كان الأطفال يحملون الرسائل الشفهية –غالبا - بين المجاهدين، كما شاهدت صوراً من مشاركة المرأة الجزائرية في معركة التحرير ، فتساءلت في حينها عن الأسباب التي جعلت الشعب يثور ضد فرنسا تلك الثورة الناجحة بعد مئة وأربعة وثلاثين سنة من الاحتلال تقريباً، وقد حاولت فرنسا أن تجعل الجزائر قطعة منها، سبيلها في ذلك محو الشخصية الجزائرية بالقضاء على أهم مقومات تلك الشخصية:اللغة والدين.

وشاء الله أن ألتحق بقسم التاريخ بعد عودتي من أمريكا عام 1394هـ وأدرس تاريخ شمال أفريقيا ولاسيما الجزائر فزاد اهتمامي بتتبع نضال هذا الشعب الجزائري البطل الذي كان لجمعية العلماء دور ريادي فيه.

وبمساعدة من أستاذي الدكتور لؤي بحري - الذي عاش فترة في الجزائر- وقع اختياري على موضوع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأثرها في الحركة الوطنية الجزائرية ( 1349 -1358هـ (1931 - 1939م) وإني لأرجو الله أن أتمكن بهذا البحث من توضيح أثر الجمعية الوطني ، هذه الجمعية التي قال فيها أحد علماء المدينة المنورة وقضاتها الشيخ محمد الحافظ " وإني لا أبالغ إذا قلت إن جمعية العلماء كانت أكثر بركة على الجزائر من المطر."([1])

والحقيقة أن هناك أكثر من دراسة جامعية جعلت جمعية العلماء موضوعها الرئيس وأولى هذه الدراسات تلك التي قام بها محمد القورصو بعنوان" تأسيس ونشاط جمعية العلماء في ولاية وهران 1931-1935م" لنيل دبلوم الدراسات المعمقة بقسم التاريخ في جامعة وهران عام 1397هـ (1977م) ويلاحظ أن هذه الدراسة كانت لفترة محدودة وفي منطقة جغرافية معينة في حين أن نطاق عمل الجمعية امتد مدة أطول وشمل جميع أنحاء الجزائر بل تعداها إلى فرنسا أيضاً.

وقد لاحظت أيضاً أن الباحث لم يرجع إلى صحف الجمعية مباشرة بل استقى معظم معلوماته من كتاب (ابن باديس حياته وآثاره) الأمر الذي فوّت عليه كثيراً من المعلومات الهامة.

كما وجدت دراسة أخرى أعدها عبد الكريم بو الصفصاف بعنوان" جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ودورها في تطور الحركة الوطنية الجزائرية 1931-1945م) التي تقدم بها لنيل دبلوم الدراسات المعمقة من جامعة قسنطينة عام 1398هـ (1978م) ونشت هذه الدراسة في كتاب عام 1401هـ (1981م) وهي في الحقيقة دراسة جيدة من حيث الجهد الذي بُذل في إعدادها، لكن الباحث اقتصر على الوثائق الفرنسية الموجودة بمديرية الوثائق بقسنطينة، ومعظم هذه الوثائق عبارة عن تقارير إدارة الأمن ( البوليس) وهذه تتصف غالباً بالعجلة والسطحية لطبيعة عمل محرريها.

أما الدراسات الجادة والمراسلات الرسمية فهي قليلة جداً إذا ما قارنّاها بالوثائق الموجودة في الأرشيف الوطني الفرنسي لما وراء البحار في مدينة إكس إن بروفانس Aix-En-Province كما أن بوالصفصاف اضطر في كثير من القضايا إلى عدم إبداء رأيه أو ترجيح أي رأي رغم وضوح الأدلة بين يديه، ومن ذلك مسألة تأسيس الجمعية وقضية خروج العقبي منها وغير ذلك.

وهناك دراسة ثالثة كتبها أحمد الخطيب عنوانها " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأثرها الإصلاحي في الجزائر" قدمها لنيل درجة الماجستير من قسم التاريخ بالجامعة اللبنانية في بيروت عام 1400هـ (1980م) وقد طبعت في كتاب هذا العام. وهي أشمل من الدراستين السابقتين ذلك أن كاتبها له أبحاث سابقة في تاريخ الجزائر حيث نشر عام 1377هـ (1958م) كتاباً بعنوان " الثورة الجزائرية دراسة وتاريخ" ولكن يلاحظ أنه لم يوضح في رسالته الوثائق الفرنسية التي اطلع عليها في الأرشيف الوطني لما وراء البحار بالرغم من إشارته إلى هذه الوثائق في مقدمة رسالته، كذلك لم يطلع الخطيب على بعض الرسائل الجامعية التي نوقشت في الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا حول تاريخ الجزائر.

كما أنه اتهم الجمعية بأنها لم تقدم برامج اجتماعية كالأحزاب السياسية التي تبنت الفكر الاشتراكي مثلاً ،وهذا الاتهام وإن كان موجهاً للجمعية فهو بلا شك غمز للإسلام بالإضافة إلى اتهامات أخرى لا بد من الرد عليها.

والحقيقة أن هناك دراسة جامعية قدمها على مراد بعنوان" الإصلاح الإسلامي في الجزائر من عام 1925-1940م" وقد نشرت في كتاب عام 1387هـ (1968=7م) ([2]) وهي باللغة الفرنسية، ولعل إعداد هذه الدراسة في وقتت مبكر بعد حصول الجزائر على الاستقلال لم يمكن الباحث من الاطلاع على الوثائق الفرنسية.

وهنا تأكد لي أن أثر الجمعية الوطني ما زال في حاجة إلى الكتابة عنه، وقد علمت أثناء وجودي في الجزائر أن بعض قادة الجمعية يعكفون الآن على كتابة تاريخ الجمعية ومن ذلك مذكرات الشيخ محمد خير الدين الذي كان من أعضاء المجلس الإداري منذ السنوات الأولى لتأسيس الجمعية، كما تولى منصب المراقب العام ثم نائب رئيس الجمعية.

وقد تفضل بإعطائي بعض الصفحات المطبوعة على الآلة الكاتبة من مذكراته بالإضافة إلى المعلومات التي زود بها محمد الطاهر فضلاء حين إعداد كتابه " التزييف والتحريف في كتاب حياة كفاح" وهناك أعمال أخرى ومن ذلك ما أشار إليه الشيخ علي المغربي – الذي كان عضواً عاملاً في الجمعية منذ تخرجه في جامعة الزيتونة عام 1355هـ (1936م)- مع أن العلماء يقومون حالياً بالإعداد لكتابة تاريخ جمعيتهم خاصة بعد أن ظهر كتاب "حياة كفاح"لأحمد توفيق المدني ، كما أن الجمعية تتعرض بين الحين والآخر للهجوم من بعض الكتاب مما يقتضي من العلماء توضيح أثر الجمعية في كفاح الجزائر.

ويؤكد أهمية هذه الكتابات أن الكثير من الباحثين في تاريخ الجزائر هم من الأوروبيين وبخاصة الفرنسيين الذي قد تتميز كتاباتهم أحياناً بالتقصير أو التعصب ضد الإسلام.

ونوجز الحديث فيما يأتي عن مصادر البحث ومراجعه المختلفة :

أولاً: المصـــــــــادر:

وثائق الجمعية :
من أهم وثائق الجمعية قانونها الأساسي ومبادئها الإصلاحية ونشير هنا إلى أن مبادئ الجمعية الإصلاحية أشبه ما تكون ببرنامج الجمعية الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. ويأتي بعد ذلك في الأهمية سجل مؤتمر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين المنعقد عام 1354هـ (1935م) ويعد سجلاً تاريخياً دقيقاً للمرحلة الأولى للجمعية، ومن وثائق الجمعية الهامة التقرير الذي قدّمه المجلس الإداري باسم الجمعية إلى رجال الحكومة الجزائرية في أواسط رمضان عام 1363هـ (1944م) ويضم مطالب الجمعية الأساسية وهي: حرية التعليم، والمساجد، والقضاء.

كذلك تضمنت وثائق الجمعية التي رجع إليها الباحث ما نشرته مديرية الوثائق بقسنطينة عام 1402هـ(1982م) وهو عبارة عن أسماء بعض الشُعَب وهيئاتها الإدارية، ثم مجموعة رسائل الشُعَب إلى المراقب العام للجمعية حول سير العمل الإصلاحي في جهاتهم،وهذه لها أهمية خاصة لمعرفة سير الإصلاح، وأود أن أضيف هنا أن هذه الوثائق تم العثور عليها عام 1399هـ (1979م) مع مجموعة أخرى لم تنشر بعد ولم يطلع عليها أي من الباحثين الذين ذكرت آنفاً.

الصحف:
لقد استطعت الحصول على الصحف الإصلاحية التالية" المنتقد" و"الشهاب" و"الإصلاح" و"البرق" و"صدى الصحراء" و"السنّة" و" الشريعة" و" الصراط" و"البصائر" و" الليالي" ومن الصحف التي أيدت الإصلاح " النجاح" ولكنها أخذت موقفاً معادياً بعد السنة الثانية لتأسيس الجمعية.

أما من الصحف المعارضة فقد اطلعت على " الرشاد" و" الميدان" و" المعيار" ومن الصحف المتأثرة بالإصلاح مجلة " التلميذ" وكذلك اطلعت على أعداد قليلة وقصاصات من " الوفاق" و " La Defence " و Entente Lو La Flame وAfrique Francaise ,L و LEcho DAlger وLa Depeche Algerienne و umaEl O

المحادثات الشخصية:
لقد تمكنت من مقابلة بعض رجال الجمعية الذين ساهموا في إدارتها ونشاطها وهؤلاء هم الشيخ محمد خير الدين،والشيخ حمزة بوكوشه، وعلي مرحوم، و محمد الصالح رمضان، وأحمد بن ذياب، وعبد الرحمن شيبان، والدكتور تيجاني هدّام سفير الجزائر لدى المملكة ، و د. أحمد شرفي الرفاعي والأخيران وإن لم ينسبا إلى جمعية العلماء إلاّ أن لديهما معلومات جيدة عن الحركة الإصلاحية وبخاصة الدكتور أحمد شرفي الرفاعي الذي تخرج في معهد عبد الحميد بن باديس وقام بنشر بعض مقالات الشيخ العربي التبسّي الذي كان أحد قادة الجمعية([3])

كما قابلت الشيخ عمر بو عناني إمام مسجد كتشاوة وخطيبه في الجزائر العاصمة، والشيخ محمد زرواني من تلاميذ المسجد الأخضر والذي يعمل حالياً في حقل التعليم، وقابلت الدكتور عمّار الطالبي وهو من المهتمين بتراث الشيخ عبد الحميد بن باديس وساهم في نشر هذا التراث عام 1388هـ (1968م) بالإضافة إلى المقابلات حصلت على إجابة الشيخ أحمد حماني على الأسئلة التي وجهها زميل الباحث إسحاق السعدي حول جمعية العلماء حيث إن الباحث يعد بحثاً حول جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض. ومن الأطراف المناهضة لجمعية العلماء قابلت محمد قنانش أحد الذين كانوا ينتسبون لحزب الشعب وشارك في تحرير صحافة ذلك الحزب.


أما لقائي بالدكتور أبو القاسم سعد الله فبالرغم من أنه لم يكن نوع المقابلات السابقة إلاّ أنه كان هاماً حيث أرشدني إلى مصادر المعلومات وأمدني بالتوجيهات المفيدة لمسيرة البحث، كما عرضت عليه مسوّدة الرسالة قبل الشروع بطباعتها فكانت له ملاحظات قيمة.

الوثائق الفرنسية:
وهي عبارة عن بعض الدراسات التي كانت تعدها مراكز الإعلام والدراسات في الولايات الجزائرية الثلاث ( الجزائر وقسنطينة و وهران) حول أوضاع الجزائريين السياسية، وكل هذه التقارير أو الدراسات كانت تحتوي على جزء خاص بجمعية العلماء ونشاطها السياسي والثقافي والاجتماعي، وعلاقاتها الأحزاب الجزائرية، بالإضافة إلى هذه الدراسات فهناك مجموعة من المراسلات بين الحاكم العام وولاة المقاطعات الجزائرية ، وكذلك بعض تقارير الشرطة الفرنسية وسوف يوضع بعضها في الملاحق وتكتب بالتفصيل إن شاء الله في قائمة المراجع,

ثانياً: المراجع:

ومن أوائل هذه المراجع التي تستحق التنويه كتابا الدكتور أبو القاسم سعد الله " الحركة الوطنية الجزائرية: الجزء الثاني 1900- 1930،والجزء الثالث 1930-1945 حيث أشار إلى الجمعية في الجزء الثاني وافرد لها فصلاً في الجزء الثالث، ولكن الحديث عن الجمعية شمل معظم أجزاء الكتاب لأهمية دورها في الحركة الوطنية، وكتابات الدكتور سعد الله تتسم بالمنهجية العلمية رغم وجود من يخالفه في بعض آرائه.

أما المراجع الأخرى فأود أن أشير من بينها إلى رسالتي دكتوراه لم تنشرا وحصلت عليهما من مكتبة الميكروفيلم الجامعي الدولي بولاية ميتشجان Michigan الأمريكية وقد كانتا مفيدتين جداً.

الأولى بعنوان " الجزائر الفرنسية بين الحربين : الوطنية والإصلاح الاستعماري 1919-1940م) French Algeria between the two Wars: Nationalism and Colonial Reform 1919-1940 قدمها الدكتور مالكوم ريتشاردسون Malcolm L. Richardson لقسم التاريخ بجامعة ديوك في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1975م (1395هـ).
وقد أجرى صاحبها دراسات واسعة على الوثائق الفرنسية في إكس إن بروفانس وأعطى الحركة الإصلاحية بقيادة جمعية العلماء حقها من التقدير والاهتمام. ولكني لاحظت تسلميه غالباً بما جاء في المراجع الفرنسية دون مناقشة، كما أن حديثه عن الحركة الإصلاحية كان معتمداً أساساً على كتاب علي مراد باللغة الفرنسية دون الرجوع إلى صحافة الإصلاح نفسها.

أما الرسالة الثانية فعنوانها" السياسة الإقليمية في النظام الموحد – الجزائر المستعمرة 1920-1954" Regional Politics in a Unitary System: Colonial Algeria 920-1954. قدمها الباحث روبرت د. لي عام 1972م (1392هـ) لقسم العلوم السياسية بجامعة كولومبيا بنيويورك .

وقد درس الباحث العلاقة بين الحكومة الفرنسية في باريس والإدارة الفرنسية في الجزائر موضحاً مدى استقلالية الأخيرة في اتخاذ القرار السياسي مؤكداً هيمنة المستوطنين في هذا الشأن.

أما مصالح الجزائريين فلم تنل الاهتمام رغم تطلعهم إلى الحكومة الفرنسية لإنصافهم. وقد أوضح الباحث من خلال دراسته الجهد الذي قامت به الحركة الإصلاحية في التعليم وفي إثارة مخاوف المستوطنين من نمو الحركة الوطنية ودور الإصلاح في ذلك. وكانت مراجعه الأساسية الوثائق الفرنسية والصحف الرسمية سواء في الجزائر أو في فرنسا.

وهناك رسالة دكتوراه قدمها الباحث الكندي أندري ديرلكAndre Dirlik عام 1391هـ (مارس 1971م) لمركز الدراسات الإسلامية بجامعة ماقيل McGill بكندا بعنوان "عبد الحميد بن باديس مفكر الإصلاح الإسلامي ورائد الوطنية الجزائرية" Abd al Hamid Ben Badis Ideologist of Islamic Reform and Leader of Algerian Nationalismوقد ناقش الباحث أعمال ابن باديس لإعادة بناء المجتمع الجزائري الذي أصابه الإنحطاط نتيجة الاستعمار والتخلف، ويذكر الباحث " انه يهدف من بحثه كتاب صفحة هامة من تاريخ التغّير في الجزائر ،وكذلك محاولة فهم حركة الإصلاح الإسلامي التي عمت جميع البلاد الإسلامية بعد القرن التاسع عشر الميلادي." ([4])

ومن الملاحظ أن معرفة الباحث باللغة العربية مكنته من الاطلاع الواسع على المراجع العربية([5]) وكان من أهم ما جاء في رسالته إشارته إلى أنه في الوقت الذي ظل وجود الجزائر كأمة فكرة غامضة في أذهان غالبية الجزائريين فإن الحركة الإصلاحية برئاسة عبد الحميد بن باديس سعت لوضع " قواعد الأمة للشعب الجزائري"([6]) وكان من نتائج هذه الحركة الإصلاحية ولادة الثورة الجزائرية، ولعله لقرب إعداد الرسالة من تاريخ حصول الجزائر على استقلالها فإن البحث لم يستعمل الوثائق الفرنسية، كما يبدو أنه لم يناقش السياسة الفرنسية بتوسع.

وهناك مجموعة من الدراسات حول رئيس الجمعية الشيخ عبد الحميد بن باديس وأعماله في مجال التربية أو زعامته للحركة الوطنية سيرد ذكرها في حاشية البحث وفي قائمة المراجع بإذن الله.

ومن الصعوبات التي واجهها الباحث في الحصول على مصادر الرسالة أنها غير متوفرة في مكان واحد ولتدارك هذه الصعوبات فقد قام الباحث بعدد من الرحلات العلمية وهي كالتالي:

أولاً: رحلتان إلى القاهرة للحصول على بعض المراجع خلال شهري رجب وشعبان عام 1403هـ(مايو 1983م)

ثانياً: أربع رحلات إلى الجزائر كانت الأولى في شهر شوال عام 1403هـ (يوليو 1983م) حضرت خلالها ملتقى الفكر الإسلامي السابع عشر في قسنطينة، وكانت فرصة للتعرف على عدد كبير من رجال الجمعية كما التقيت كثير من الاخوة الجزائريين من مدرّسين، وطلبة، وموظفين، وتجار جاءوا لحضور الملتقى، واطلعت في هذه الرحلة على بعض أعداد البصائر والشهاب، وحصلت على عدد من الكتب الهامة في تاريخ الجزائر، وقد زرت خلال هذه الرحلة المكتبة الوطنية في الجزائر حيث قابلت مديرها، وكان الهدف من هذه الرحلة استكشاف الطريق لرحلات أخرى لجمع المادة وخلالها قابلت الأستاذ أحمد بن ذياب في البليدة، وكان الأستاذ أحمد بن ذياب من تلاميذ الجامع الأخضر ثم الزيتونة، وعمل مفتشاً تربوياً لدى الجمعية ، وقد أفدت منه كثيراً.

ولما كانت هذه الزيارة فقط للتعرف على الجزائر وأهلها واستكشاف مصادر المعلومات فقد قمت بزيارة أخرى في صفر عام 1404هـ (نوفمبر 1983م) ودامت هذه الزيارة عشرين يوماً أجريت خلالها مقابلات مع عدد من العلماء، وحصلت منهم على معلومات قيمة، ولكنهم اعتذروا عن عدم وجود وثائق لديهم ربما لأن بعضهم كان يعد لكتابة تاريخ الجمعية ولاسيما أنها كانت تتعرض لبعض الهجوم المغرض من بعض الكتّاب أمثال أحمد عباس ومحمد قنانش وغيرهما. كما أن كتاب أحمد توفيق المدني " حياة كفاح" أثار في رجال الجمعية الحماسة للدفاع عنها ونشر ما عندهم من الوثائق كما زرت مديرية الوثائق بقسنطينة.([7])

أما الرحلة الثالثة فقد كانت في شهر جمادى الثانية عام 1404هـ (مارس 1984م) فقد كانت لاستكمال بعض الأمور التي لم أتمكن من إنجازها في المرتين السابقتين.

وكانت الرحلة الرابعة في شهر جمادى الثانية 1405هـ (مارس 1985م) بعد الانتهاء من مسوّدة البحث وذلك لمحاولة الإجابة عن بعض التساؤلات التي برزت أثناء الكتابة، وللاطلاع على آخر ما كتب بصفة عامة والجمعية بصفة خاصة واطلاع الدكتور سعد الله على مسوّدة البحث.

ثالثاً: رحلتان إلى فرنسا الأولى في جمادى الثانية عام 1404هـ (مارس 1984م) زرت خلالها المكتبة الوطنية في باريس والأرشيف الوطني لما وراء البحار في إكس إن بروفانس حيث قضيت فترة أصور كل ما أستطيع، كما زرت مكتبة الدراسات العليا لمجتمعات البحر المتوسط.

ثم عدت إلى باريس مرة أخرى في شعبان عام 1404هـ (مايو 1984) زرت فيها المكتبة الوطنية وفرعها في فرساي(الخاص بالصحافة والدوريات) كما حصلت على مجموعة من أفلام الميكروفيلم للصحف الجزائرية الإصلاحية وغيرها من مؤسسة تجارية تابعة للمكتبة الوطنية.([8])

محتويات البحث: ينقسم البحث إلى تمهيد وأربعة فصول ، وخاتمة وملاحق.

أما التمهيد فتحدثت فيه عن الأوضاع في الجزائر عقب الحرب العالمية الأولى من النواحي الاجتماعية، والاقتصادية، والدينية، والسياسية، ثم قدمت في الفصل الأول عرضاً لنشأة حركة الإصلاح الديني في الجزائر وتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين موضحاً مدى تأثر الإصلاح الديني في الجزائر باليقظة الإسلامية التي عمت المشرق العربي على يدي جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وتلميذه محمد رشيد رضا.

أما الفصل الثاني فعرضت فيه لنشاط جمعية العلماء في مجالين هامين هما النشاط التعليمي والصحفي مع التركيز على الناحية الوطنية في هذين النشاطين. ونظرا ًلأهمية النشاط السياسي للجمعية الذي يُبرز بوضوح أثرها في الحركة الوطنية الجزائرية فقد جعلت الفصل الثالث للحديث عن الجمعية وعلاقاتها بالطرقية أولاً ، ثم الأحزاب السياسية بعد ذلك مع اهتمام خاص بالمؤتمر الإسلامي الجزائري عام 1355هـ (1936م)والذي ساهمت فيه الجمعية مساهمة فعّالة سواء في الدعوة إليه أو في نشاطاته المختلفة.

أما الفصل الرابع فتحدثنا فيه عن موقف السلطات الفرنسية من الجمعية،وحاولنا تحليل موقف المستوطنين داخل الجزائر وموقف الحكومة الفرنسية في باريس.

ثم ختمنا البحثبخاتمة موجزة ألمحنا فيها لما جاء في الرسالة من مباحث وما يمكن أن نستنتجه من هذا البحث . ويأتي بعد ذلك الملاحق والمراجع.

وإني لأرجو أن أسهم بهذه الدراسة في توضيح أثر جمعية العلماء في الحركة الوطنية الجزائرية ، وأن أنبه إلى أن الإصلاح الديني كما فهمته جمعية العلماء ليس دعوة إلى ممارسة الشعائر التعبدية فقط بل إن الإصلاح الديني دعوة إلى التحرر والاستقلال لا تقل بحال من الأحوال عن نشاط الأحزاب السياسية. فإن نجحت في ذلك فتوفيق من الله وله الحمد والمنّة، وإن كانت الأخرى فحسني أنّي بذلت الجهد.

والآن أود أن أتقدم بالشكر والتقدير لكم من ساعدني في إنجاز هذا البحث وأولهم أستاذي الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن برج لإرشاداته، كما أشكر الأستاذ الدكتور أبو القاسم سعد الله الذي أعطاني من وقته ما أفادني والذي قام بمساعدتي مساعدة تستحق التنويه والإشادة بها. وأشكر أيضاً الأخوين عبد القادر ربّاني ومحمد شيوخ على حسن استقبالهما لي في الجزائر وإمدادي بكل ما يستطيعان، ومن ذلك مساعدتي في مقابلة وزير الشؤون الدينية في الجزائر الأستاذ عبد الرحمن شيبان الذي أبدى تحمسه للبحث.

ثم أشكر المسؤول عنقسم التصوير في المكتبة الوطنية الجزائرية الأستاذ رحومه الذي عاملة معاملة مميزة، وكذلك موظفي الأرشيف الوطني لما وراء البحار في إكس إن بروفانس. وكذلك الأستاذ محمد الهادي الحَسَني المسؤول بالمؤسسة الوطنية للكتاب بالجزائر على كل ما قدمه من أجل هذا البحث.

وكذلك شكري لزميلي الباحث إسحاق عبد الله السعدي المعيد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- قسم الثقافة الإسلامية في الرياض- الذي زرته مرتين فكان كريماً معطاءً ، وإن دماثة خلقه مكنته من الحصول على مراجع قيمة لم يتوان في تزويدي بها، فأدعو الله له بالتوفيق والنجاح.

وأشكر كذلك أخي وزميلي الأستاذ فهد علي حمّاد - المدير الإقليمي للخطوط السعودية في نيويورك لمساعدتي في الحصول على بعض المراجع العامة من أمريكا وكندا. ثم شكري الخاص لجميع أفراد عائلتي الذين تحملي سفري وانشغالي الدائم فهذه الرسالة لا شك ثمرة صبرهم ومساعدتهم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

بقلم // الدكتورمازن صلاح مطبقاني


المملكة العربية السعودية

فهرس الكتاب

الإهداء

الرموز المستخدمة في البحث

مقدمة المؤلف

تقديم بقلم الدكتور أبو القاسم سعد الله

مقدمة الرسالة
- أهمية الموضوع وأسباب الاختيار
- مصادر البحث: الوثائق ، الصحف، الرحلات العلمية

تمهيد : الوضع في الجزائر عقب الحرب العالمية الأولى وحتى قيام الجمعية
- خروج من العزلة
- الأوضاع السياسية
- حركة الأمير خالد
- الفئات الجزائرية الأخرى
- الحالة الاقتصادية والحالة الاجتماعية
- التعليم والحالة الدينية.

الفصل الأول: تأسيس الجمعية وأهدافها

- عوامل ظهور حركة الإصلاح الديني
- ظهور الصحافة الإصلاحية
- تأسيس الجمعية وأهدافها وقانونها الأساسي

الفصل الثاني: نشاط الجمعية التعليمي والصحفي.

- النشاط التعليمي
- تعليم المرأة
- النشاط التعليمي والسياسي في فرنس
- وجهة النظر الفرنسية في الصحافة الإصلاحية
- بعض القضايا الإسلامية في الصحف الإصلاحية.

الفصل الثالث: الجمعية ودورها السياسي

- الصراع ضد الطرقيين والموظفين الدينيين الرسميين.
- علاقة الجمعية بالأحزاب الجزائرية
- نجم شمال أفريقيا وحزب الشعب.
- الجمعية والحزب الشيوعي
- الجمعية وفيدرالية المنتخبين المسلمين
- الجمعية والمنظمات الطلابية والشبابية والكشافة
- جمعية طلاب شمال أفريقيا- جمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين بتونس
- المؤتمر الإسلامي الجزائري العام في سنته الأولى ، ثم في سنته الثانية

الفصل الرابع: موقف فرنسا من الجمعية

- قرار ميشال
- حوادث قسنطينة سنة 1353هـ ـ 1943م.
- قرار رينيه وزير الداخلية الفرنسي
- قرار شوطان
- اضطهاد الجمعية ورجالها
- الأوضاع عشية قيام الحرب العالمية الثانية
- رفض العلماء تأييد فرنسا في الحرب العالمية الثانية

الخاتمة

مراجع البحث

الملاحق:

- وثائق الجمعية: القانون الأساسي والمبادئ الإصلاحية
- شعب الجمعية في 15 رجب 1350هـ
- فروع الجمعية
- وثائق فرنسية عبارة عن تقارير ودراسات من الأرشيف الوطني الفرنسي لما وراء البحار. وغيرها من الوثائق.
بقلم الدكتور // مازن صلاح مطبقاني
المدينة المنورة
المملكة العربية السعودية





المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



ta7iya.gif




qasralkhair-8c94891f8b.gif



 
7- المؤتمر الإسلامي جوان 1936

1265018739.gif






star7.gif




1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif


7- المؤتمر الإسلامي جوان 1936

19.gif

oulama.gif

علماء الجمعية الجزائرية و أقطابها الأفاضل.
19.gif


1- مقدمة
عرفت مرحلة الثلاثينات في الجزائر المستعمرة نشاطا سياسيا مكثفا مثلته مختلف التشكيلات السياسية القائمة آنذاك بنشاطاتها المتعددة خاصة مع وصول الجبهة الشعبية للحكم في فرنسا وإظهارها في بداية أمرها انفتاحا على مطالب الطبقة السياسية الجزائرية التي توحّدت لأول مرة في اجتماع تاريخي عقد بالعاصمة في شهر جوان 1936 وعرف هذا الاجتماع بالمؤتمر الإسلامي .

2- ظروف انعقاده

انعقد المؤتمر الإسلامي يوم 07 جوان 1936 بالجزائر العاصمة بقاعة سينما الماجستيك ( سينما الأطلس حاليا) بحي باب الوادي في ظل ظروف مميزة داخليا و خارجيا.


أ-داخليا:

- تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931.

- تأسيس الحزب الشيوعي الجزائري سنة 1936.

- بروز دور فيدرالية المنتخبين المسلمين الجزائريين و نجاحها في الانتخابات البلدية لعام 1934.

- وصول الجبهة الشعبية إلى الحكم و طرحها لمشاريع إصلاحية منها مشروع بلوم فيوليت.

ب- خارجيا :

- انعقاد عدة مؤتمرات إسلامية مثل :
*مؤتمر الخلافة بالقاهرة،
*مؤتمر مسلمي أوربا بجنيف،
*والمؤتمر الإسلامي بالقدس .

- مشاركة بعض الجزائريين في هذه المؤتمرات مثل إبراهيم أطفيش الذي شارك في المؤتمر الإسلامي بالقدس.

- تأثير أفكار الأمير شكيب أرسلان الذي كان يدعو جميع المسلمين للاهتمام بشؤون الأمة الإسلامية و الدفاع عنها

3- الشخصيات المشاركة

لأول مرّة منذ تشكيل الأحزاب السياسية في الجزائر تجتمع هذه الأخيرة حول مطالب موحدة،إذ حضر المؤتمر جلّ التيارات السياسية من اليمين إلى اليسار باستثناء حزب نجم شمال إفريقيا المتواجد مقره بفرنسا ، فقد شارك العلماء و الشيوعيون، و النواب و بعض الشخصيات الدينية .

وحسب المصادر التاريخية فإن فكرة عقد المؤتمر انطلقت من قسنطينة بدعوة من الشيخ عبد الحميد بن باديس و الدكتور بن جلول... ولهذا كانا من ابرز الحاضرين إلى جانب الشيخ محمد البشير الإبراهيمي ،و الشيخ الطيب العقبي ،و الدكتور سعدان،و فرحات عباس ،و الدكتور بن التهامي ، وغيرهم من أقطاب الأحزاب المشاركة .

و ترأس أشغال المؤتمر الدكتور بن جلول ممثلا عن قسنطينة و قياديا في فيدرالية المنتخبين المسلمين الجزائريين ،و تشكل مكتب المؤتمر من ممثلين عن و هران، قسنطينة ،العاصمة .

- مطالب المؤتمر :

- جرت أشغال المؤتمر في يوم واحد خصصت الجلسة الصباحية لكلمات الافتتاح و الخطباء و خصصت الجلسة المسائية للمصادقة على مطالب المؤتمر الإسلامي التي اتفق حولها من طرف الأحزاب المشاركة و كان كل تيار يدافع عن مطالبه، فالنواب يرغبون في تطبيق مشروع فيوليت، و العلماء يدافعون على احترام الدين الإسلامي و اللغة العربية ،و الشيوعيون يطالبون بالمساواة في الحقوق مع الفرنسيين و هكذا جاءت مطالب المؤتمر في صيغتها النهائية معبرة عن أراء كل التيارات السياسية المشاركة ،و يمكن تخليصها فيما يلي:

- إلغاء المعاملات الخاصة بالجزائريين.

- إلغاء المحاكم العسكرية و العفو عن المحكوم عليهم في حوادث قسنطينة سنة 1934.

- المساواة بين النواب المسلمين و الفرنسيين.

- اعتبار اللغة العربية لغة رسمية إلى جانب الفرنسية .

- تحرير الدين الإسلامي من سيطرة الدولة الفرنسية ،.....الخ

4- نتائج المؤتمر

بعد انتهاء الأشغال تمّ الاتفاق على تشكيل وفد عن المؤتمر ينتقل إلى باريس لتقديم مطالب المؤتمر إلى حكومة الجبهة الشعبية ، وسافر الوفد الذي تقدمه الشيخ عبد الحميد بن باديس و الدكتور بن جلول يوم 23 جويلية 1936 إلى فرنسا و التقى برئيس الحكومة الفرنسية " ليون بلوم "وسلمّه ما يسمى بميثاق مطالب الشعب الجزائري المسلم.ووعد رئيس الحكومة بدراسة تلك المطالب .

وبعد عودة وفد المؤتمر الإسلامي من باريس عقد تجمّعا شعبيا يوم 2 أوت 1936 بالملعب البلدي بالعناصر لتقديم نتائج مهمتهم في باريس و عاد مع الوفد زعيم نجم شمال إفريقيا أحمد مصالي الحاج ،و أثناء التجمع استمع الحاضرون إلى عدة كلمات أهمها خطاب عبد الحميد بن باديس ،و خطاب أحمد مصالي الحاج اللذان كانا مؤثرين في الحضور، ورغم أن الجبهة الشعبية لم تف بوعودها إلاّ أن المؤتمر اعتبر مهماّ لنجاحه في توحيد الحركة الوطنية الجزائرية الأول مرّة حول مطالب واحدة ،و رغم عقد المؤتمر الإسلامي الثاني في جويلية 1937 لكنه لم يكن ذو أهمية فقد أعاد مطالب المؤتمر الأول.



oulama.gif




المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



ta7iya.gif




qasralkhair-8c94891f8b.gif
 
8- نشاط جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في فرنسا 1936 ـ 1954م

1265018739.gif







star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif

8- نشاط جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في فرنسا 1936 ـ 1954م

19.gif


oulama.gif

علماء الجمعية الجزائرية و أقطابها الأفاضل.

19.gif


اهتم المؤرخون بدراسة تاريخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لكن دون إلمام كبير بأعمالها خارج القطر الجزائري. فتركيز العلماء جهودهم في الداخل لم يمنعهم من الاهتمام أيضاً بالجزائريين المغتربين في فرنسا والذي كان يزداد عددهم من عام إلى آخر.

وفي الالتفات إلى المهاجرين دلالة واضحة على إدراك جمعية العلماء المسلمين للوزن السياسي والاجتماعي والثقافي الذي يمكن أن يمثله هؤلاء في المستقبل. وجود العلماء في فرنسا يفسره أكثر خوفهم من انسلاخ المهاجرين وذوبانهم في الثقافة الغربية التي يعيشون في وسطها.

لقد شعر العلماء بضرورة توجيه المغتربين ودعوتهم إلى الحفاظ على أصالتهم وقيمهم وحثهم على ممارسة شعائرهم الدينية. فما ردود فعل الأحزاب الجزائرية ذات التوجه العلماني من نشاط العلماء؟ وما موقف السلطات الفرنسية تجاه النوادي الإصلاحية؟

نحاول في هذا المقال الإجابة عن هذه الأسئلة معتمدين بالدرجة الأولى على التقارير الأمنية والصحف الجزائرية الصادرة بين 1936 و1954م.

في فرنسا :

في يوليو 1936م وصل وفد المؤتمر الإسلامي الجزائري إلى باريس لتقديم المطالب الوطنية للجزائريين مباشرة إلى الحكومة الفرنسية بعد أن فشلت كل المحاولات السابقة مع ممثليها في الجزائر.

وقد ضم هذا الوفد مجموعة من السياسيين مثل الدكتور محمد بن جلول وفرحات عباس والعربي تاهرات والعلماء عبد الحميد بن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي والطيب العقبي والأمين العمودي.

دامت هذه الزيارة من 17 إلى 29 يوليو. واستُقبل الوفد من طرف رئيس الحكومة ليون بلوم وبعض وزرائه والنواب والأحزاب السياسية اليسارية والصحافة الفرنسية. واغتنم أنصار الإصلاحيين في فرنسا كالمفكر الكبير الأستاذ مالك بن نبي والأستاذ حمودة بن الساعي والأستاذ عليبن محمد هذه الزيارة للقاء مع العلماء.

وكذلك فعل الزعيم أحمد مصالي الحاج رئيس الحزب الوطني "نجم شمال إفريقيا" الذي عبر للوفد عن اعتراضاته على مشروع بلوم ـ فيوليت ومطالب المؤتمر الجزائري خاصة البند الثاني المتعلق بالاعتراف بالسيادة الفرنسية على الجزائر والبند الخاص بالتمثيل الجزائري في البرلمان الفرنسي.

فهذه المطالب تتناقض مع سياسة حزب نجم شمال إفريقيا الذي يسعى للاستقلال السياسي ويعتبر الوجود الفرنسي احتلالاً استعمارياً ودخول البرلمان الفرنسي ربطاً صريحـاً للجزائر بفرنسا(2).
كيف نفسر مساهمة جمعية العلماء في المؤتمر الإسلامي الجزائري ومساندتها لمشروع بلوم فيوليت الذي منح الجنسية الفرنسية للنخبة الجزائرية وقدامى المحاربين؟

يتفق كثير من المؤرخين على اعتبار موقف جمعية العلماء المسلمين تحايل سياسي ووسيلة لتحقيق مشاريعها التربوية والإصلاحية دون صدام مع السلطة الاستعمارية التي حاربت العلماء وأصدرت في عامي 1934 و1935 قرارات تعسفية لحجم نشاطهم وتقزيمه(3).

وفي نهاية يوليو عاد الشيخ عبد الحميد بن باديس ورفقاؤه إلى الجزائر ولم يبق من العلماء إلا الشيخ الأمين العمودي الذي مثل جمعيته في التجمع الجماهيري الذي أقيم في 30 يوليو في قاعة متيالتي.

وقد شعر الإمام عبد الحميد ابن باديس خلال زيارته لفرنسا بضرورة الاهتمام بالجزائريين المقيمين في فرنسا وأدرك مدى حاجتهم إلى تعلم دينهم. وتبلورت في ذهنه فكرة إرسال أحد تلاميذه المخلصين إلى فرنسا، فكلف الشيخ الفضيل الورتلاني(4) بهذه المهمة.

نشاط النوادي الإصلاحية :

أسس الشيخ الفضيل الورتلاني بمساعدة سعيد صالحي عشرات النوادي التهذيبية في باريس وضواحيها. في رسالة إلى صديقه الشيخ باعزيز عمر، تحدث الورتلاني عن التوزيع الجغرافي لهذه النوادي في العاصمة الفرنسية على هذا الشكل: كليشي، سان لويس، ميلي مونطان، بلون، بيير لشيز وبلاس دي طالي. ويقع مركزها الرئيس في حي بيسون في المقاطعة العشرين لباريس.

في يناير 1938 قام الشيخ الفضيل الورتلاني بجولة عبر الجزائر، التقى المشرفين على جمعية العلماء المسلمين وشرح لهم مدى حاجة النوادي إلى المدرسين خاصة بعد امتداد نشاطها إلى المدن الفرنسية الكبرى، فوافقت الجمعية على إرسال كل من الأساتذة: محمد صالح بن عتيق، ومحمد الزاهي، وسعيد البيباني، والهادي السنوسي إلى باريس، وحمزة بوكوشة إلى ليون، وفرحات الدراجي إلى مرسيليا ومحمد واعلي إلى سان تتيان(5).

صراع النوادي الإصلاحية وحزب نجم شمال إفريقيا :

تأسست حركة نجم شمال إفريقيا في باريس في عام 1926م للدفاع عن حقوق العمال المغاربة. ولكن سرعان ما تحولت إلى حزب سياسي بريادة الزعيم أحمد مصالي الحاج الذي طالب باستقلال الجزائر التام. ركز الحزب نشاطه في فرنسا ولم يتأصل في الجزائر إلا بعد عام 1936م.

رحب الحزب بالعلماء واستدعى زعماؤه خاصة راجف بلقاسم وسي جيلاني والشيخ الفضيل الورتلاني لإلقاء الدروس والمحاضرات في خلايا الحزب وفي المقاهي المعروفة بميولها الوطنية وخطب في كثير من تجمعاتها الجماهيرية. وساهم سي جيلاني في تأسيس النوادي والإشراف عليها.

أحس بعض زعماء الحزب وخاصة الزعيم أحمد مصالي الحاج بخطورة نشاط النوادي وتحولها إلى مراكز سياسية منافسة خاصة بعد حل حزب نجم شمال إفريقيا في يناير 1937م، فتسرب بعض زعماء النجم إلى مراكز القيادة في النوادي مثل آيت علي، وعكنون سعيد، وبلغول رابح، وبوشافة صالح. واضطر حزب الشعب الجزائري الذي أسسه الزعيم أحمد مصالي الحاج في مارس من العام نفسه للاهتمام بالمسألة الدينية ومنافسة نوادي التهذيب فقرر إنشــاء "مجمع روحي لترسيخ القناعات الدينية للمغاربة المقيمين في فرنسا".

وقد استمر الصراع بين هذه الأطراف إلى أن زار الأمير شكيب أرسلان باريس فتوسط للإصلاح بين الشيخ الفضيل الورتلاني والزعيم أحمد مصالي الحاج. وكان من علامات هذا الصلح، اشتراك كل من الزعيمين مع شكيب أرسلان في الحفل الذي أقامه نادي طلبة شمال إفريقيا بمناسبة عيد الأضحى، ولكن التنافس على تأطير الجالية الجزائرية ظل قائماً بين النوادي والحزب المصالي حتى نهاية عام 1938م أي بعد هجرة الشيخ الفضيل الورتلاني إلى مصر.

لابد أن نشير هنا إلى بعض الاختلافات الجوهرية بين الحركتين. فحزب نجم شمال إفريقية أو حزب الشعب الجزائري فيما بعد كان علماني التوجه كباقي الأحزاب القومية العربية الحديثة لا يرى في الدين إلا محركاً وحافزاً لتعبئة الجماهير وليس مشروعاً يصلح لتسيير شؤون الدولة المنشودة. وفي اتجاه معاكس، ركزت نوادي التهذيب على الجانب الأخلاقي والمحافظة على الممارسات الدينية التي بدونها يفقد المسلم شخصيته ويكون بالتالي شبيهاً بالأوروبي الذي يزعم أنه مختلف عنه ويسعى للتحرر من سيطرته.

والنقطة الثانية التي قد تكون ربما هي أساس الصراع تتمثل في إلحاح الحزب الوطني الجزائري على الاستقلال الكامل عن الدولة الفرنسية في الوقت الذي ركز العلماء الجزائريون على التربية والتكوين كمرحلة ضرورية قبل المطالبة بالاستقلال السياسي.

ففي تجمع كبير نظمه نادي التهذيب في باريس في 31 يوليو 1936م، صرح الشيخ الفضيل الورتلاني: "قبل الحديث عن الاستقلال السياسي، لا بد أن نبدأ بالاستقلال الأخلاقي والعقائدي، وذلك بالسماح للجزائريين بتعلم دينهم بكل حرية".

فخلاصة القول إن العلماء يعتبرون المناضلين السياسيين متسرعين ومتهورين في حين يتهم هؤلاء الإصلاحيين بالتثبيط واحتكار الدين وابتزاز أموال العمال الجزائريين وصرفها في نشاطات تافهة.

تضرر أصحاب النفوذ الاقتصادي من ممارسة المغتربين للتعاليم الدينية التي تحرم عليهم الخمور والقمار فقدم أصحاب المقاهي العربية شكاوى إلى الإدارة الفرنسية لمنع النوادي من بيع المشروبات والحلويات الشرقية لتقليص مواردها المالية واتفقوا مع مناضلي حزب نجم شمال إفريقيا على محاربة الشيخ الفضيل الورتلاني وأنصاره.

السلطة الاستعمارية في مواجهة نوادي التهذيب :

كانت السلطة الاستعمارية تراقب من بعيد نشاط العلماء لكن سرعان ما شعرت بخطرهم الذي يهدد مصالحها في عقر دارها خاصة بعد حديث الصحافة الفرنسية عن النوادي ونشاطاتها المختلفة وتأثيرها المتزايد على المهاجرين الجزائريين. بدأت السلطة الاستعمارية تضع لها العراقيل وتستغل الخلافات الفكرية بين الإصلاحيين والسياسيين الجزائريين لضرب الحركة الوطنية الجزائرية.

ففي ديسمبر 1937م أصدر محافظ باريس قراراً يمنع العلماء الجزائريين من إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف المقرر في غابة فانسان الشهيرة(6). فقام أنصار الحركة الإصلاحية بمظاهرة كبيرة تضم أكثر من 1000 مشارك تنديداً بهذا القرار التعسفي.

وفي 9 أبريل 1938م نظمت نوادي التهذيب الباريسية اجتماعاً عاماً في حي بيسون للتعبير عن استيائها من السياسة الاستعمارية المتغطرسة التي تنتهجها فرنسا مع الجزائريين خاصة بعد إصدار وزير الداخلية شوطون قانون 20 يناير 1938م القاضي بعدم السماح ببيع المشروبات العادية في النوادي، وقانون 8 مارس 1938م الذي يعتبر اللغة العربية لغة أجنبية في الجزائر ويمنع تأسيس المدارس الحرة بدون رخصة (7).

دفعت مؤامرات السلطة الاستعمارية ومضايقات الحزب الجزائري (نجم شمال إفريقيا) وتهديدات أصحاب النفوذ الاقتصادي الشيخ الفضيل الورتلاني إلى مغادرة فرنسا في نهاية عام 1938 والهجرة إلى مصر.

نشاط جمعية العلماء في فرنسا 1939 ـ 1954م:

لم يتوقف نشاط النوادي برحيل الشيخ الفضيل الورتلاني، فواصل العلماء الجزائريون نشاطهم بريادة الشيخ سعيد صالحي إلى أن احتل الجيش الألماني فرنسا في 1940م وصار من الصعب القيام بأي نشاط سياسي واجتماعي خلال فترة الحرب العالمية الثانية.

عاد أغلب العلماء إلى الجزائر وسافر بعضهم إلى المشرق العربي. وفي بداية الخمسينيات كلفت جمعية العلماء المسلمين ربيع بوشامة وسعيد البيباني بإعادة تنشيط النوادي الإصلاحية.

وفي ديسمبر 1952م تأسس رسمياً نادي التهذيب في باريس وعين على رأسه ربيع بوشامة(8).

13 نهج أغسطس بولان :

وفي بداية 1954م تحول المقر الرئيس للنوادي إلى "13 نهج أغسطس بولان" الواقع في مدينة سان دونيس في ضواحي باريس. وفي العام نفسه تأسست نوادٍ أخر في المدن الفرنسية التي يوجد فيها بكثرة المهاجرون العرب ( فيتري، ليل، روبي، مرسيليا، موتيرو، بليجارد،...) وأصبح الشيخ سعيد البيباني مشرفاً عاماً على النوادي الإصلاحية وممثلاً رسمياً لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في فرنسا(9).

كانت النوادي تقوم بتدريس العربية وتنظيم المحاضرات والإشراف على زواج المسلمين واستقبال الفرنسيين الذين اعتنقوا الإسلام وإحياء المواسم الدينية وتمثيل المسلمين في النشاطات الاجتماعية الفرنسية والمراسم العامة(10)، ولا تكتفي بهذه الأعمال فتقدم أيضاً الخدمات للمهاجرين ومساعدة بعض اللاجئين السياسيين مثل الزعيم السياسي التونسي صالح بن يوسف الذي أقام سراً عند العلماء الجزائريين قبل أن يساعدوه على الهرب إلى المشرق العربي(11).

توفي كثير من رواد الحركة الإصلاحية في فرنسا خلال ثورة التحرير المباركة مثل الشيخ الفضيل الورتلاني ومحمد الزاهي وربيع بوشامة. ومات الشيخ فرحات الدراجي في مايو 1951م إثر مرض عضال.

وبعد الاستقلال اشتغل الشيخ سعيد صالحي والشيخ حمزة بوكوشة والشيخ محمد الصالح بن عتيق وباقي العلماء بالتربية والتعليم وصار أغلبهم أعضاء في المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر الحرة المستقلة.

الخلاصة :

لم تقتصر جمعية العلماء في مشروعها الإصلاحي على الجزائر فقط بل اهتمت بالجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا نظراً لتزايد عدد المهاجرين الجزائريين وقلة أماكن التوجيه والتعليم في ديار الغربة. لكن اهتمامات الإصلاحيين بالجانب السياسي خاصة في الفترة التي أشرف فيها الشيخ الفضيل الورتلاني على النوادي أثارت غضب السلطات الاستعمارية والحزب الوطني نجم شمال إفريقيا. فإذا كانت الأولى رأت في نشاط النوادي خطراً على سياستها ومصالحها في الجزائر، فإن زعماء الحزب قد رأوا في أعمال النوادي منافساً سياسياً قوياً لهم.

استطاع العلماء الجزائريون من خلال نشاطهم في فرنسا إيصال الأفكار الإصلاحية إلى المهاجرين الجزائريين وتوجيههم توجيهاً دينياً وقومياً وتعريف النخبة العربية المقيمة في فرنسا بالكفاح المسلح للشعب الجزائري من أجل التحرر من سلطة الاحتلال وبتاريخ الجزائر الذي كان مجهولاً في المشرق العربي بسبب سياسة المراقبة والتعتيم والتشويه المقصود التي روجتها فرنسا في العالم العربي.

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن في ختام هذا المقال: هل استفادت الجمعيات الإسلامية القائمة في أوروبا من هذا الرصيد الدعوي وهذه التجربة الأولى في التعامل مع الأنظمة ومراكز القوى الغربية القائمة على عزل الدين عن حياة الناس؟.

الهوامش

(1) تأسس المؤتمر الإسلامي الجزائري في يونيو 1936م في الجزائر. وضم معظم الحركات السياسية والجمعيات الدينية الجزائرية باستثناء حزب نجم شمال إفريقيا.
(2) Ahmed Messali Hadj, Mmoires. 1898 - 1938. Paris, Editions Jean - Claude Letts, 1982, p. 219 - 220.
(3) عن الصراع بين جمعية العلماء الجزائريين والسلطة الفرنسية، انظر د. تركي رابح. الصراع بين جمعية العلماء وحكومة الاحتلال. مجلة التاريخ، الجزائر، العدد 11، السداسي الثاني 1981، ص58 ـ 74.
(4) عن حياة الفضيل الورتلاني، انظر د.مولود عويمر. المصلح الجزائري الفضيل الورتلاني. المجتمع، الكويت، العدد 1410، 25 يوليو 2000، ص 44 ـ 46.
(5) La Dfense, 2 fvrier 1938, 6 avril 1938, 18 mai 1938.
(6) LEntent, 9 dcember 1937
(7) La Dfense, 20 avril 1938
(8) Le Jeune Musulman, n 17, 13 mars 1953.
(9) Le Jeune Musulman, n 29, 26 mars 1954.
(10) Le Jeune Musulman, n 28, 12 mars 1954, n 34, 18 juin 1954.
(11) أحمد حماني. صراع بين السنة والبدعة. قسنطينة، دار البعث، 1984، ج 2، ص 273.



oulama.gif



المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



ta7iya.gif





qasralkhair-8c94891f8b.gif
 
9 - الإصلاحات و المشاريع الفرنسية في الجزائر.

1265018739.gif








star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif


9- الإصلاحات والمشاريع الفرنسية في الجزائر.

الجزء الأول.

مقدمــة

إنّ عقد العشرينات في الجزائر كان زاخرا بالأحداث السياسية إذ كان لنتائج الحربين العالميتين الأولى والثانية تأثير واضحا على المشهد السياسي الجزائري ، فمن جهة برز الوعي السياسي لدى الجزائريين و تجسّد في ميلاد الأحزاب الوطنية المختلفة الاتجاهات ، ومن جهة أخرى نجد فرنسا تسعى جاهدة لإبقاء مستعمرتها (الجزائر) هادئة من خلال و عود الإصلاحات و التضييق على نشاط الحركة الوطنية ، وعموما ظهرت خلال هذه المرحلة عدّة مشاريع سياسية و إجراءات كان لها وقعها على مسار الحركة الوطنية بين الحربين، إذ حاولت فرنسا بعد نهاية الحرب الكونية الثانية أن تحتفظ بسياستها الاستعمارية في الجزائر من خلال تجديد [URL="http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%84%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-10-02&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search"]قانون الأهالي[/URL] و الادعاء أنّ الحركة الوطنية الجزائرية بمختلف تياراتها موجّهة من الخارج و حتى تحول دون قيام و رد فعل قوي من طرف الجزائريين عمدت إلى جملة من المشاريع السياسية بدعوى إصلاح أوضاع الجزائريين و أهمها:

* إصلاحات 1919،

* منشور ميشال،

*قرارات رينيه،

* مشروع بلوم - فيوليت،

* وعود حكومة الجبهة الشعبية،

*قانون منح المواطنة الفرنسية الديغولي 1944م،

*قانون الجزائر 1947م،

*مشروع قسنطينة الديغولي 1958م…إلخ.

إلا أننا في بحثنا المتواضع هذا سنركز على جملة من المشاريع الاستعمارية الإدماجية وهي:

*مشروع بلوم - فيوليت ،

*قانون منح المواطنة الفرنسية الديغولي 1944م،

*قانونالجزائر 1947م،

*مشروع قسنطينة الديغولي 1958م،

بحيث سنتطرق إلى أسباب صدورها ومحتواها وأهدافها وآثارها على الشعب الجزائري.

ونشير هنا إلى أننا سندمج مشروعي قانون منح المواطنة الفرنسية 1944 و مشروع قسنطينة 1958 تحت إطار واحد وهو ما سنسميه بقرارات ومشاريع ديغول في الجزائر.

I- مشروع بلوم - فيوليت

سمي بهذا الإسم نسبة إلى موريس فيوليت الذي كان حاكما عاما على الجزائر خلال العشرينات، وأصبح عضوا في مجلس الشيوخ و قيادي في الحزب الاشتراكي الفرنسي و نظرا لخبرته بالشؤون الجزائرية. قدّم سنة 1936م مشروع عرف بمشروع فيوليت ، يتكون من ثمانية فصول و خمسين مادة.

ينص هذا المشروع على إدماجالجزائر في فرنسا وتقسيم الجزائريين إلى فئتين، فئة تعطى لها الحقوق الفرنسية وهي الفئة المثقفة (الأقلية) وتنتخب في القسم الأول مع الفرنسيين. وفئة لا تعطى لها هذه الحقوق وهي أغلبية الشعب –العمال والفلاحون- وتنتخب في القسم الثاني.

كما تضمن إصلاحات دستورية بإعطاء حقوق متساوية بين الفرنسيين و الجزائريين، وإصلاح التعليم، و إصلاحات زراعية، إلغاء المحاكم الخاصة، إنشاء وزارة الشؤون إفريقيا، ونشر المشروع في وسائل الإعلام و نوقش من طرف الطبقة السياسية ، وقدم إلى البرلمان الفرنسي لمناقشتة ،و لتوضيح مشروعه أكثر نشر فيوليت كتابا تحت عنوان هل تعيش الجزائر شرح فيه نظرته إلى إصلاح الأوضاع في الجزائر الفرنسية ، لكن إصرار الكولون على رفض كل إصلاح جعل البرلمان الفرنسي يرفض هذا المشروع ،والذي فتح الباب لتقديم مشاريع أخرى من طرف النواب الفرنسيين مثل مشروع فيرنوت، و مشروع كوطولي (نائب قسنطينة)، و مشروع دوروكس (نائب الجزائر).

1- موريس فيوليت

موريس فيوليت حكم الجزائر بين 1925 -1927 ، عضو قيادي في الحزب الاشتراكي الفرنسي
صار نائبا في مجلس الشيوخ بعد استقالته من منصب الحاكم العام، كان له دور كبير في ترسيخ سياسة فرنسا في المستعمرات ، و عرف عنه اهتمامه بشؤون الجزائر المستعمرة ممّا جعله في خلاف مع الكولون الذين كانت رغبتهم في إيقاف الجزائريين مستعبدين واضحة ، لكنه من جهة أخرى ساهم في قمع الحركة الوطنية واضطهاد زعمائها و التضييق على نشاطاتهم مثل منع الشيخ عبد الحميد بن باديس من إلقاء خطبة بأحد مساجد مدينة تلمسان في أفريل 1927 ، كما منع جريدة المنتقد من الصدور ، و كتشديد الحرص على بقاء الجزائر تابعة لفرنسا و لذلك بادر باقتراح مشروع سياسي يحمل اسمه سنة 1931 للحيلولة دون ضياع الجزائر من يد فرنسا، هذا المشروع جعل منه خبيرا بشؤون الجزائر المستعمرة ، ولشرح أفكاره و الدفاع عن مشروعه ، ألّف كتابا بعنوان: هل ستعيش الجزائر ؟

2- محتوى مشروع بلوم - فيوليت

يتكون هذا المشروع من ثمانية فصول و خمسين مادة يتضمن إصلاحات دستورية بإعطاء حقوق متساوية بين الفرنسيين و الجزائريين، وإصلاح التعليم، و إصلاحات زراعية، إلغاء المحاكم الخاصة، إنشاء وزارة الشؤون إفريقيا، إلغاء المحاكم الخاصة بالجزائريين، زيادة عدد الجزائريين في المجالس المحلية، بالإضافة إلى إصلاحات أخرى. وإليكم بعض ما جاء فيه:
<< من طرف سعادة نابليون امبرور الفرانساويين بنعمة الله والإرادة العامية السلام على كافة الحاضرين الخالفين أما بعد قد استحسنا القانون الشرعي الأنى ذكره وانفذناه انفاذا وذلك بقصرنا الطويليرى وبتاريخ 22 أبريل سنة 1823.

الفصل الأول: إن الأراضي التي تصرف أعراش الصحراء والتل من البلاد الجزائرية باي حجة كان قد صار ملكها مستقلا لأهل الأعراش المذكورة إن لم ينقطع التصرف المذكور منذ ابتداء استقراهم فيها إلى الأن وكان ذلك معروفا بالتواتر ثم أن المعاملات والتقسيمات والتنقيصات التي قد جرت في أمر الأراضي بين لدولة وأهل البلاد الجزائرية تبقى مقررة ثابتة لارجوع فيها.

الفصل الثاني: ان وكلاء الدولة المكلفين بتدبير الأمور الأتي ذكرها يشرعون فيها بلا توان أولا يحددون الأراضي التي لأعراش الصحراء والتل ثانيا يقسمون أرض كل عرش من أعراش بلاد التل وغيرها من الأوطان القابلة للحراثة ويوزعونها على الدواير التي يشتمل عليها العرش المذكور بعد تعيين الأراضي التي يلزم بقاوها على حالها من مسارح للأنعام وغير ذلك ليكون منفعتها عامة لأهل العرش المذكورة ثالثا يقسم الوكلاء القطعة الحاصلة لكل دوار ويفردون أقسامها لأهل.

الفصل الثالث: سيصدر قانون من طرف ديوان مشورة الدولة يتعين فيه كل ما يتعلق بالأمور الآتي ذكرها وهي أولا كيفية العمل في تحديد أرض كل عرش ثانيا كيفية العمل في تقسيم أرض كل عرش بين الدواوير التي يشتمل عليها العرش المذكور وكيفية العمل حين يريد أهل الدوار نقل أملاكهم إلى غيرهم وذكر شروط ذلك كله ثالثا كيفية العمل والشروط اللازمة في تقرير ملكية الأقسام لأهل الدواير وأشخاصها على حسب حقوقهم المتقدمة ونظرا إلى عوايد الوطن وكيفية إصدار رسوم التليك لهم من دواوين الدولة.

الفصل الرابع: إن المطالب المخزنية وأنواع اللوازم التي يجب دفعها على الأعراش المستفزين في تلك الأراضي لاتزار الدولة تقبضها كما تقدم ….. يصدر بخلاف ذلك أوامر سلطانية في صورة قوانين من طرف مشورة الدولة.

الفصل الخامس: إن حقوق الدولة في أملاك البايلك وحقوق كل من كان مستقلا بملكك …. لا تغبرها وكذلك لا تغير في حال الأملاك التي تسمى الدومين العامى وقد ذكرت أنواعها في الفصل الثاني من القانون الشرعي المؤرخ 12 جوان سنة 1851 كما لا تغير في حال الأملاك الخاصة بالدولة ولا سيما فيها يتعلق بغابات الأشجار الكبيرة والصغيرة كما هو مقرر في القسم الرابع من الفصل الرابع من القانون المذكور.

الفصل السادس: قد نقص وابطل القسم الثاني والقسم الثالث من الفصل الرابع عشر من القانون الشرعي المؤرخ 12 جوان سنة 1851 المتضمن تثبيت ملكية الأملاك التي في البلاد الجزائرية لكن الأراضي التي يقسمها وكلاء الدولة بين أهل الدواير لا يجوز إنتقالها لغيرهم إلا منذ يوم صدور الرسوم المتضمنة تقريرها لهم ملكا مستقلا.
الفصل السابع: لا تغير فيما سوى ذلك من الشروط المعينة في القانون الشرعي 12 جوان 1851 ولا سيما الشروط المختصة بشأن …… وجبر الدولة الناس على بيع أملاكهم كلما تدعوها إلى ذلك المصلحة العامة >>.

3- موقف الجزائريين من مشروع بلوم - فيوليت:

تباينت المواقف الجزائرية من المشروع، ويمكن تلخيصها فيما يلي:

- رحبت به النخبة الجزائرية وكذلك بعض السياسيين الجزائريين ورأت فيه خلاصها وخلاص الجزائريين من قانون الأهالي الأنديجان.

- أما من جانب العلماء والمتمثل في جمعية العلماء المسلمين فقد وقفوا منه موقف المتحفظ.

- إلا أن حزب نجم شمال إفريقيا كان يرفض هذا المشروع من أساسه لأنه يرى فيه مشروعا إدماجيا يربط الجزائر بفرنسا إلى الأبد باسم الاندماج، وباعتباره منافيا لمطامح الشعب الجزائري، ومتنافيا تماما مع سياسة الحزب الاستقلالية.

ورغم فشل هذا المشروع إلا أنه فتح شهيّة السياسيين الجزائريين للمطالبة بالحقوق والاندماج مع فرنسا، وأعجبتهم لعبة الدجل السياسي حتى أصبح الجزائري العادي ذو الاهتمام السياسي يعلن عضويته في الحزب الاشتراكي الفرنسي (حزب فيوليت).

4- موقف المعمرين من مشروع بلوم - فيوليت:

لقد فجر هذا المشروع المتواضع حملة معارضة عارمة في كل مجتمع البيض الاستعماري، بحيث رفضه معمروا الجزائر لأنه في نظرهم سيجعل من الجزائريين الأغلبية في المجالس المحلية تفوقهم عددا ونفوذا. وللتعبير عن هذه المعارضة قدم 300 رئيس بلدية استقالتهم في جانفي 1937 احتجاجا على هذا المشروع ، ولذلك تراجعت حكومة الجبهة الشعبية عن وعودها و خابت آمال الجزائريين في تجمع الاشتراكيين.

وقد رفض المشروع من طرف البرلمان الفرنسي عقب التصويت عليه، مما أدى الى سحبه في العام 1937 والى فوز غالبية كبرى من رؤساء البلديات من أوساط اليمين المتطرف أو من الوطنيين المتشددين - الحزب الشعبي الفرنسي، الحزب الاجتماعي الفرنسي، القوميون، الموراسيّون- في المعركة الانتخابية التي تلت ذلك.

يتبع مع الجزء الثاني

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار






ta7iya.gif










qasralkhair-8c94891f8b.gif
 
9 - تابع ...الإصلاحات و المشاريع الفرنسية في الجزائر.

1265018739.gif

star7.gif




1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif


9- الإصلاحات والمشاريع الفرنسية في الجزائر.

الجزء الثاني.


5- آثار مشروع بلوم - فيوليت:

لقد كان الغرض من كل هذا المشروع هو مشاركة الجزائريين في المجالس النيابية الفرنسية وإمكانية التجنس للمثقفين الجزائريين.

ومن أجل هذا المشروع وقع في الجزائر مؤتمر إسلامي في 07 جوان 1936م وقد شارك فيه مجموعة من النواب ومن الحزب الشيوعي ومن جمعية العلماء المسلمين باسمهم الخاص وذلك للدفاع عن الكيان العربي الإسلامي وإدماج المطالب الدينية ضمن برامج المؤتمر. وهي:

- فصل الدين عن الحكومة الفرنسية،

-حرية التعليم العربي،

- وإجبارية تعليم اللغة العربية في المدارس الحكومية.

ولم يشارك حزب الشعب في هذا المؤتمر.

وأسفر المؤتمر عن عدة قرارات لا تخرج من ناحيتها السياسية عن مشروع بلوم – فيوليت وهي:

-* المطالبة بأن يكون الانتخاب في صندوق مشتك واحد بين الجزائريين والفرنسيين.

-* إلغاء قوانين الأنديجينا بصفة نهائية.

-* الاعتراف باللغة العربية لغة رسمية بقطر الجزائر.

-* محافظة المسلمين الذين يدخلون ضمن الطبقات الانتخابية الفرنسية (القسم الأول) على حالتهم الشخصية الإسلامية وأن لا يعتبروا متجنسين.

-* أن يبعث المسلمون بممثليهم لبرلمان فرنسا.

وبعد الاجتماع كون المؤتمرون وفدا يمثل المؤتمر وبعثوا به في نفس الشهر لحكومة باريس ولكنه عاد خائبا بسبب موقف الاستعماريين أنفسهم من هذا المشروع اذ اعتبروا الإدماج خطرا عليهم لأنه يخول للجزائريين التمتع بالحقوق التي يتمتع بها الفرنسيون.

وهكذا أدى فشل المشروع إلى تراجع فئة الإدماجيين الجزائريين عن موقفهم وقرب بينهم وبين حركة حزب الشعب التي اقتنعت بأن طريق النجاة للجزائريين يكمن في استعمال العنف والكفاح المسلح وحده نظرا لعدم قابلية الحكم الفرنسي إطلاقا بالتخلي سلميا عن نظامه الاستعماري المسلط على الشعب الجزائري المضطهد منذ أزيد من قرن .

أما الشيخ عبد الحميد بن باديس فقد قال قولته الشهيرة في سياسة الإدماج والاندماجية، هي: << إن هذا الشعب المسلم ليس فرنسيا ولن يستطيع أن يكون فرنسيا ولا يريد أن يكون فرنسيا. وأن الشعب المسلم الجزائري له تاريخه، و وحدته الدينية، ولغته، وثقافته، وتقاليده >>.

6- قالوا في مشروع بلوم – فيوليت:

- قال الزعيم أحمد مصالي الحاج القيادي الجزائري في هذا المشروع: << إن مشروع بلوم فيوليت درس بعمق ودقة من قبل الأخصائيين في الشؤون الإسلامية، فالعشرون ألفا من الأهالي الجزائريين الذين اختيروا ليصبحوا مواطنين فرنسيين أختيروا بدقة فهم ينتمون بأغلبيتهم إلى فئة البرجوازية التجارية وكبار ملاكي الأراضي الزراعية والمثقفين والمرابطين… إن عملية إلباس عشرين ألفا من الأهالي الجزائريين لباس المواطنة الفرنسية تستهدف مناورة حاذقة وخطيرة، فطريقة الاستغلال التي أحدثها المشروع يمكنها أن تمل هؤلاء على الوقوف في وجه الستة ملايين أهلي جزائري الذين ما فتئوا رعايا فرنسيين >> انتهى.

- قال أحمد توفيق المدني في كتابه حياة كفاح ما يلي: << ... واستمرت الخصومة عنيفة قاسية بين موريس فيوليت، وقد تكلم عن مشروعه القاضي بفرنسة عدد عظيم من النخبة الجزائرية كي تنال كامل الحقوق الفرنسية وبين غلاة المستعمرين الحاقدين المستأثرين إلى أن أقيل من الولاية العامة وألف كتابه الشهير المثالي هل تحيا الجزائر وقد فضح فيه أعمال المستعمرين شر فضيحة، ودافع عن حقوق الأهلي الجزائري بصفته فرنسيا مهضوم الحقوق، دفاعا أمينا صريحا، يشرف الفرنسي الحر المخلص. لم أكن مع منهاجه، ولم أكن أسير في ركاب سياسته بل كنت أراه خصما شريفا، لكنني أعترف له طوعا بالنزاهة والإخلاص وطهارة الضمير… >> انتهى.

II- قرارات ومشاريع ديغول فيالجزائر

تمهيد:

عرفت الجزائر خلال الحرب العالمية الثانية القهر و الاستبداد في عهد حكومة فيشي الموالية للنازية التي سلبت خيرات الجزائر و صدرتها إلى أوروبا بعد ان دفعت بأبناء الجزائر إلى الحرب إلى جانب فرنسا. فانتشرت المجاعات و كثرت الأمراض و ساءت أحولها. كما عرفت تدهورا في عهد حكومة لجنة فرنسا الحرة بقيادة الجنرال شارل ديغول التي عملت على سلب الجزائريين أصالتهم و دمجهم تدريجيا في فرنسا مقابل تخليهم عن أحوالهم الشخصية، و تغنت بالحرية و الديمقراطية، فجاءت بمشاريع وقوانين لتكون تكملة لما سبقها من مشاريع فجاء مشروع قسنطينة الأول أو ما يسمى بقانون منح المواطنة الفرنسية ثم جاء مشروع قسنطينة الثاني، لتتبعه مجموعة من المشاريع الإصلاحية. لهذا عرفت السياسة الفرنسية في الجزائر مباركة الحلفاء خاصة موقف الأمريكيين و الإنجليز. وتجدر بنا الإشارة هنا إلى أننا سنعطي كامل تركيزنا على قانون منح المواطنة الفرنسية، أما باقي المشاريع فسنعطي لمحة بسيطة عنها.

* الجنرال شارل ديغول

ولد شارل ديغول في مدينة ليل الفرنسية عام 1890. جنرال ورجل سياسة فرنسي ، تخرج من المدرسة العسكرية سان سير عام 1912 من سلاح المشاة . ألف عدة كتب حول موضوع الإستراتيجية والتصور السياسي والعسكري منها ؛ إبن السيف LE FILS DE L’ EPEE في 1932 وكتاب نحو جيش جديد VERS L ARMEE DE METIER عام 1934 ، وكذلك كتاب فرنسا وجيشها ، LA FRANCE ET SON ARMEE .

كان الجنرال شارل ديغول يجيد استعمال المزنجرات، عين جنرال فرقة ، ونائبا لكاتب الدولة للدفاع الوطني في ديوان REYAUD. في جوان 1940 قاد مقاومة بلاده في الحرب العالمية وترأس حكومة فرنسا الحرة في لندن في 18 جوان .

وفي سنة 1943 ترأس اللجنة الفرنسية للتحرير الوطني والتي أصبحت في جوان 1944 تسمى بالحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية . أول رئيس للجمهورية الخامسة الفرنسية ، عرف بمناوراته الإستعمارية تجاه الثورة الجزائرية ، منها: قانون منح المواطنة الفرنسية، مشروع قسنطينة ، القوة الثالثة ، [URL="http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%84%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-10-02&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search"]الجزائر جزائرية[/URL] ، مشروع فصل الصحراء الجزائرية ، وسلم الشجعان . توفي في كولمبي لدو إغليز عام 1970 .

1- مشروع / قانون منح المواطنة الفرنسية 7/03/1944

* أسباب صدور قانون منح المواطنة الفرنسية:



جاءت إصلاحات لجنة فرنسا الحرة تجاهالجزائر منذ 1943 لتركز على منح الجزائريين أمالا كبيرة فقد رأت بأنه بإمكانها إزالة العقبات التي تعرقل التطور السياسي للجزائريين، و استمدت تلك الإصلاحات من مطالب النخبة منذ 1912، و بعد مشروع فيوليت و
حركة الأمير خالد المطالبة بحقوق الشعب الجزائري و مشروع بلوم [URL="http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%84%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-10-02&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search"]فيوليت الجائر [/URL]و ما نتج عن المؤتمر الإسلامي سنة 1936، و كلها تدعو إلى الاندماج التدريجي مع التخلي عن الأحوال الشخصية للجزائريين و استخدمت لتحقيق هذه الإصلاحات بعض الجزائريين المواليين لفرنسا.

فقد أحدث البيان الجزائري ضجة واسعة داخل الجزائر وخارجها حيث سجل تحولا تاريخيا في انتشار الوعي الوطني لدى النخبة الجزائرية وبادرة من بوادر الوحدة السياسية، أما حكومة فرنسا الحرة فقد هزها البيان فترتب عنه:

- زيارة الجنرال شارل ديغول للجزائر ومحاولته في تصريحه بمدينة قسنطينة في ذي الحجة 1362هـ، الموافق لـ 22 ديسمبر 1943م، استرضاء الوطنيين معلنا أن حكومته ستصدر مشروعقانون يضمن حقوق المواطنين خاصة فئة النخبة. فنتج عن ذلك إصدار قانون (حق المواطنة الفرنسية) في 07 مارس 1944م.

* ديغول وخطاب قسنطينة الأول:

نجد هنا أن اسمه قد اقترن بمدينة ومشروع، أما المدينة فهي قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري التي ألقى بها خطابا في 22 ديسمبر 1943م، عندما كان رئيسا للجنة التحرير التي تقود حركة المقاومة، وقد جاء في هذا الخطاب ما يلي:

<< إن لجنة التحرير قد قررت أن تمنح في الحال لعشرات الآلاف من المسلمين الفرنسيين في الجزائر حقوقهم الكاملة كمواطنين دون أن تتأثر ممارسة هذه الحقوق منعا أو تحديدا بالاعتراضات القائمة على قانون الأحوال الشخصية. وفي نفس الوقت سنزيد في نسبة المسلمين الفرنسيين بمختلف المجالس التي تعنى بالشؤون المحلية >>.

وتجدر الإشارة إلى أن الزيادة في نسبة الجزائريين بالمجالس المحلية التي يتحدث عنها الجنرال شارل ديغول كانت تتمثل في منحهم (5/2) مقابل ثلاثة أخماس للأوربيين.

وقد علق الجنرال شارل ديغول نفسه في مذكراته على ذلك الإجراء المعلن في خطابه قائلا: << صحيح ان هذا الإصلاح يثير انتقادات خفية سواء من ناحية المعمرين أو من بعض الكتل الإسلامية لكن الكثير من العرب والقبائل يشعرون بنوع من هزة الأمل والاعتراف بالجميل إزاء فرنسا التي لم تنتظر نهاية متاعبها (أي الحرب) لتقرر تحسين ظرفهم وتمتين ربط مصيرهم بمصيرها >>.

* محتوى قانون منح المواطنة الفرنسية:

لقد بلور هذا المشروع ما أعلنه الجنرال شارل ديغول في خطابه الأول بمدينة قسنطينة، في صيغة قانون اشتهر بقانون 07 مارس 1944م. وهو يتلخص في منح فئات معينة من الجزائريين مثل قدماء الضباط ومثل حملة شهادة االبروفي فما أعلى، ومثل الموظفين القدماء والموظفين …إلخ حق التصويت في القسم الانتخابي الأوربي. والجزائريون الذين كان يشملهم هذا الإجراء في ذلك الوقت يتراوح عددهم بين 50 ألف و60 ألف، في حين أن عدد الفرنسيين غير المسلمين المسجلين في القسم الانتخابي كان يبلغ 450 ألفا.

وإليكم بعض ما جاء في هذا القانون:

المادة الأولى: << يتمتع الفرنسيون المسلمون في الجزائر بجميع الحقوق وسيكون عليهم الواجبات التي للفرنسيين غير المسلمين، وكل الوظائف الرسمية سواء كانت مدنية أو عسكرية، ستكون مفتوحة لهم >>.

المادة الثانية: << سيطبق القانون بدون تمييز بين الفرنسيين المسلمين والفرنسيين غير المسلمين، وكل المواد القانونية المستعملة ضد الفرنسيين تعتبر ملغاة على الفرنسيين المسلمين الذين لم يعلنوا صراحة عن إرادتهم في الدخول تحت القاعدة العامة للقانون الفرنسي سيظلون خاضعين لأحكام القانون الإسلامي والعادات البربرية في كل ما يتعلق بأحوالهم الشخصية وحقوق الملكية >>.

المادة الخامسة: << للفرنسيين الحق في المجالس الجزائرية بدون تمييز ومهما كانت الدائرة الانتخابية التي ينتمون إليها، ولا يخضعون إلا للشروط العادية >>.

المادة السادسة: << ستظل القوانين المعمول بها بخصوص سكان (وادي) مزاب وسكان المناطق الصحراوية المعروفة بهذا الإسم، سارية المفعول >>.

المادة السابعة: << ستصدر اللجنة الفرنسية للتحرير الوطني مرسوما يحدد طرق تطبيق هذا القانون >>.

* موقف الجزائريين من قانون منح المواطنة الفرنسية:

- تجدر الإشارة إلى أن الحقوق التي يتحدث عنها الجنرال شارل ديغول في خطاب قسنطينة الأول والتي بلوها قانون 07 مارس 1944م لا تشمل إلا حق الانتخاب فقط وبصورة فردية. وهذا ما حمل آنذاك الإمام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء المسلمين، على إدانة المشروع واعتباره خطوة نحو الإدماج الذي يرفضه الشعب الجزائري المسلم رفضا باتا. كما أن أحمد مصالي الحاج، زعيم حزب الشعب، رفض المشروع لنفس السبب معتبرا أن تطورالجزائريين لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل دولة جزائرية ومواطنة جزائرية.

- أما الموقف الشعبي من المشروع فقد كان معروفا، إذ قوبل المشروع بالرفض التام، لأن إصلاحاته اقتصرت على المجال الانتخابي وشملت عددا محدودا جدا كما رأينا من الجزائريين.

- بينما في المقابل فقد رحب بالمشروع ممثلوا الحزب الشيوعي آنذاك واعتبره خطوة إلى الأمام، وإلى الاندماج.

* موقف المعمرين من قانون منح المواطنة الفرنسية:

أما من جانب المعمرين فقد لقي المشروع استحسانا لديهم، بالرغم من عدم موافقتهم لما جاء في بنوده، لعلمهم بنوايا فرنسا مسبقا من وراء هذه المشاريع، إذ أنها حبر فوق ورق فقط، وذلك توافقا مع ما سبقه من مشاريع، إذ ظاهرها إصلاحي بينما باطنها إدماجي تعسفي، وعاجلا أم آجلا سيخضع هذا المشروع للتمييز والتزييف.


يتبع مع الجزء الثالث
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
qasralkhair-8c94891f8b.gif

ta7iya.gif
 
آخر تعديل:
9 - تابع ...الإصلاحات و المشاريع الفرنسية في الجزائر.

1265018739.gif









star7.gif




1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif

9- الإصلاحات والمشاريع الفرنسية في الجزائر.

الجزء الثالث.


* أهداف مشروع قسنطينة الأول:

كان خطاب قسنطينة الأول والمشروع الناتج عنه، في خضم الحرب العالمية الثانية، أي بعد مرور أربع سنوات على اندلاعها، وكان المقصود منه، في التصور الديغولي للمشكل الجزائري آنذاك، هو تسكين الفورة الوطنية التي تعززت بالتطور الذي حدث في صفوف جزء من النخبة الجزائرية التي كانت تؤمن بالفرنسة فأصبحت تؤمن بالشخصية الجزائرية المتميزة ومقوماتها الخاصة.

وهكذا حدث نوع من الإجماع الوطني حول حد أدنى من المطالب الوطنية رفعت إلى السلطات الحاكمة بالجزائر في فيفري 1943م، وما لبثت أن ظهرت حركة جماهيرية واسعة ضمت أهم الحركات والأحزاب الوطنية تحت عنوان أحباب البيان والحرية.

وعلى الرغم من تعود السلطات الاستعمارية على قمع كل بادرة تحرك وطني فإنها لزمت الحذر آنذاك لأنها لم تكن سيدة الموقف: فنزول الحلفاء في مدينة الجزائر، والحاجة إلى الكتل البشرية التي تقدم طعاما لمدافع ونيران المحور، فقد اضطرت السلطات الاستعمارية إلى التغاضي عن تلك الحركة التي تطورت بسرعة حتى بلغ عدد المنخرطين فيها نحوا من 500 ألف شخص.

2- مشروع قسنطينة الثاني سنة 1958

* تمهيد:

يعتبر هذا المشروع في نظر الفرنسيين مشروعا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا مفيدا ،بينما نظر إليه الجزائريون كمشروع استعماري هدفه إفشال الثورة و إبعاد الشعب الجزائري عنها وفصله بالأساس عن جيش التحرير الوطني وإقناعه بضرورة الاندماج في فرنسا .

وكان الجنرال شارل ديغول هو الذي أعلن عن المشروع في 4 أكتوبر 1958 في خطابه بمدينة قسنطينة . كما سبقه مشروع آخر سنة 1955 عرف باسم مشروع سوستال الإصلاحي.

* مشروع سوستال:

تناول مشروع سوستال الاصلاحي عدة جوانب إصلاحية إدارية واقتصادية واجتماعية وثقافية الهدف منه الوصول إلى دمج الجزائريين بفرنسا. اعتمد سوستال الحاكم العام في الجزائر، على عدة شخصيات في تطبيق مشروعه مثل جرمان تيون، الباحثة الاجتماعية الفرنسية . ولكن الشعب الجزائري رد عليه بهجومات 20 أوت 1955 . كما أن الكولون أنفسهم رفضوا دمج الجزائريين. فانهزم سوستال ورجع خائبا.

* محتوى مشروع قسنطينة ونتائجه:

استخدم الجنرال شارل ديغولفي هذا المشروع وسائل (التهدئة) للقضاء على الثورة الجزائرية وخلق فئة من المتغربين الجزائريين يحكم من خلالها الجزائر بعد أن يتمكن من تدجين الشعب الجزائري . ووضع مشروع قسنطينة لتحقيق المسائل التاليةفي ظرف 5 سنوات :

- بناء 200 ألف مسكن لإيواء مليون شخص.

- توزيع 250 ألف هكتار من الأراضي على الجزائريين.

- توظيف الجزائريين ضمن إطارات الدولة الفرنسية بنسبة 10% في الإدارة والجيش والتعليم.

- تمدرس مليون ونصف طفل في المدارس من بين الأطفال الذين بلغوا سن التعليم.

- تسوية المرتبات والأجور في الجزائر مع مرتبات وأجور فرنسا.

- إيجاد 400 ألف وظيفة جديدة بواسطة إيجاد معامل عديدة تهدف إلى تصنيع الجزائر.

وأعلن أن هذا المشروع سيمول بألفي مليار خلال السنوات الخمس المقبلة أي 400 مليار فرنك في العام تدفع الميزانية الفرنسية نصفها على أن تدفع رؤوس الأموال الخاصة النصف الآخر.

ونظرا لعدم الالتزام بالتمويل وبحكم أن المشروع في حد ذاته كان يهدف إلى فصل الشعب الجزائري عن الثوار في الجبال فإنه لم يحقق أهدافه. ذلك أنه لم يكن برنامجا اقتصاديا بقدر ما هو مشروع استعماري دعائي وللدلالة على ذلك يمكن التأكد بالرجوع إلى أقوال أحد المسؤولين الفرنسيين يدعى ديلوقريي : “حتى لو فرضنا أن الحرب ستنتهي قريبا فإن تقرير مصير الجزائريين لا يمكن أن يقع على إثر ذلك مباشرة إذ يجب أن نترك الوقت اللازم لعودة الحياة السياسية إلى البلاد ومن هذه الناحية نجد أن مشروع قسنطينة يسهل وعي الجزائريين ويمكن من تدعيم مصير فرنسا في الجزائر“.

وهكذا فإن مشروع قسنطينة كان قد ضم جوانب إصلاحية نذكر منها المشروع الثقافي والمشروع الإداري والمشروع الصحي والمواصلات واستغلال الصحراء ، وتكوين نخبة متغربة عرفت باسم القوة الثالثة تحكم الجزائر باسم فرنسا.

مشـاريع أخـرى

* مشروع سلم الشجعان (La paix des braves):

هو النداء الذي وجهه الجنرال شارل ديغول في 23 أكتوبر عام 1958 إلى جيش التحرير الوطني بكل فئاته دون أن يستثني الطبقات السياسية وقد دعاهم فيه إلى الاستسلام في أقرب الآجال ويكون ذلك عن طريق رفع الأعلام البيضاء ومما قاله في هذا النداء ما يلي :

<< على الذين بدؤوا القتال أن يوقفوه .. وعليهم أن يعودوا إلى منازلهم وذويهم وعلى قادتهم أن يتصلوا بقادتنا العسكريين بواسطة استعمال العلم الأبيض ، أما أعضاء الوفد الخارجي للثورة فما عليهم إلا أن يتجهوا إلى سفارة فرنسا في تونس أو الرباط كي تضمن نقلهم إلى فرنسا لكي يبحثوا شروط الاستسلام في النطاق الفرنسي ، وأما المستقبل السياسي للجزائر فلا مجال للتعرض له لأن هذا المستقبل قرره استفتاء 28 سبتمبر 1959 >>.

* مشروع الجزائر جزائرية:

مصطلح سياسي نادى به الجنرال شارل ديغول وكان يهدف من ورائه إلى تهميش جبهة التحرير الوطني والعمل على تكوين جزائر بدونها وهذا ما سعى إليه مع بداية جويلية 1960 حيث قام بتأليف لجنة مكونة من 120 شخص من مجلس الشيوخ والبرلمان وكذلك المجالس الإقليمية والغرف التجارية و الفلاحية ورؤساء البلديات وبعض المستشارين وقد تشكلت لهذا الغرض أربع لجان هي :

- اللجنة الأولى مكلفة بالإصلاح الزراعي وتطبيق الجزء المتعلق بالزراعة من مشروع قسنطينة.

- اللجنة الثانية مكلفة بالإصلاح المالي محليا .

- اللجنة الثالثة مكلفة بالإصلاح الإداري وتنظيم خلاياه الرئيسية .

- اللجنة الرابعة مكلفة بدراسة الوسائل المساعدة على خلق مجموعات طائفية وعرقية تكون تمهيدا لتقسيم الجزائر مستقبلا

1I1- دستور الجزائر (القانون الخاص) سنة 1974م وأثره

تمهيد:
أوجدت الحكومة الفرنسية طريقة جديدة لضرب الجزائريين والقضاء على طموحاتهم في الانعتاق من ربقة الاستعمار، وتمثلت هذه الطريقة الجديدة في أداة اسمتها القانون الجزائري 1947 الذي صادق عليه المجلس الوطني الفرنسي يوم 20 سبتمبر 1947.

وقد جاء هذا القانون بعد ذلك الذي أصدرته في مارس 1944 بعنوان قانون منح المواطنة الفرنسية لبعض الجزائريين، واعتبر قانون الجزائر القطر الجزائري مجموعة عمالات مزودة بالشخصية المدنية تستطيع أن تتصرف في شؤونها داخل الإطار المحدد لها رسميا.

وقد جاء القانون الجزائري جامعا للقوانين الاستعمارية السابقة التي سنها الاستعمار منذ 1830، مثل الذي صدر في أفريل 1833 والذي يسير الممتلكات الجزائرية بواسطة الأوامر الملكية وأمر 1834 الذي جعل الجزائر ملكية فرنسية، ومرسوم أوت 1898 الذي يخص تعيين الحاكم العام للجزائر باقتراح من وزير الداخلية، وقانون 1900 الذي يخول لحكومة الجزائر بالاستقلال المالي، وقانون ديسمبر 1945 القاضي بإنشاء مجلس مالي للجزائر وهكذا.

يتبع مع الجزء الرابع والأخير من هذا الموضوع.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار


qasralkhair-8c94891f8b.gif





ta7iya.gif











 
9 - تابع ...الإصلاحات و المشاريع الفرنسية في الجزائر.

1265018739.gif











star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif


9- الإصلاحات والمشاريع الفرنسية في الجزائر.

الجزء الرابع والأخير.

1- أسباب صدور دستور الجزائر:

تابع الجزائريون نضالهم تحت قيادة حركاتهم الوطنية من أجل إثبات الشخصية الجزائرية المتميزة و المنفردة وإبرازها لحيز الوجود بصورة قانونية وذلك عن طريق إقامة دولة جزائرية. ولم ترهبهم الحرب الكبرى وما صاحبها من تضحيات وويلات. ولم يفت في عضدهم لا المرض ولا الجوع والحرمان والمصير المجهول ولا تنكر الحلفاء – مثل الدولة المستعمرة – لمطالبهم المشروعة.

ولم تزدهم المجازر و المذابح و الاعدامات التي أقدم عليها أعداؤنا ضد شعبنا الجزائري الأعزل الأبي غداة الاحتفال بنهاية الحرب العالمية الثانية، إلا إصرارا على العمل من أجل إثبات الشخصية الجزائرية والاعتراف للجزائريين بكامل حقوقهم.

وهكذا قاطعت الأحزاب الوطنية ومن ورائها الشعب الانتخابات التي أجرتها الإدارة الاستعمارية ببلادنا في شهر جويلية عام 1945م. وقد أظهرت هذه المقاطعة نضوجا قوميا ونجاحا سياسيا للحركة لوطنية الجزائرية.

وبعد هذه المقاطعة الناجحة قامت سلطات الاستعمار كعادتها بحل حزب الشعب الجزائري وحزب التحاد الديمقراطي للبيان الجزائري. وتمادت في التنكيل بأعضائها وخاصة أعضاء حزب الشعب ولم تطلق سراحهم إلا في عام 1946م. وفور إطلاق سراحهم أعادوا تشكيل الأحزاب السياسية من جديد وبأسماء مختلفة ولكن لتحقيق الأهداف السابقة التي حلت من أجلها.

وأمام هذه المقاطعة وهذا النجاح والإصرار على الكفاح، لم تجد الحكومة الفرنسية بدا من الرجوع إلى سياسة “الإصلاحات” ولو أغضبت بذلك المعمرين ولم ترض الجزائريين. واستجابت حكومةرامادى” لمطالب الجزائريين استجابة مشوهة تمثلت في إصدار دستور للجزائر يوم 20 سبتمبر 1947م.

ويمكن تلخيص أسباب صدور هذا الدستور في النقاط التالية:

- أحداث 08 ماي 1945م.

- تزايد نشاط الحركة الوطنية.

- تزايد الوعي خاصة بعد عودة الشباب الجزائري من الحرب العالمية الثانية.

- تصميم فرنسا على البقاء في الجزائر ألزمها تقديم تنازلات ولو من باب المراوغة.

2- محتوى دستور الجزائر:

يتكون الدستور من ثمانية أبواب وكل باب يتألف من عدة مواد.

فالباب الأول يتعلق بالنظام السياسي وتنظيم السلطات العمومية وما يتعلق بالنظام بمبدأ المساواة بين المواطنين الفرنسيين المتمتعين بحالتهم المدنية، ويفتح التصويت للنساء الجزائريات، وتنشأ جمعية جزائرية، مجالس ولائية.


أما الباب الثاني فيتعلق بالنظام التشريعي للجزائر وتطبيق الحريات الدستورية، والتنظيم العسكري والتجنيد.


وجاء الباب الثالث ليوضح القانون المالي للجزائر وطرق صرف الميزانية.

ثم الباب الرابع المتعلق بتكوين الجمعية العامة الجزائرية وسيرها.

والباب الخامس الذي يوضح سلطة الوالي العام الإدارية في الجزائر.

ثم الباب السادس المهتم بالترتيبات المختلفة والانتقالية

والباب السابع الذي ينظم المجموعات المحلية.

وأخيرا الباب الثامن الذي يهتم بالترتيبات الملحقة والمتعلقة باستقلال الدين الإسلامي عن الدولة وتطبيق الترتيبات التي تجري على اللغة الفرنسية، على اللغة العربية كونها إحدى لغات الاتحاد الفرنسي ويتم تعليمها في الجزائر على جميع المستويات.

وقد تداولت الجمعية الجزائرية ومجلس الجمهورية، وصادق المجلس الوطني الفرنسي على هذا القانون في 20 سبتمبر 1947 وأصدره رئيس الجمهورية الفرنسي.

وإليكم بعض المواد التي وردت في هذا الدستور:

المادة الأولى: الجزائر جزء لا يتجزأ من الأراضي الفرنسية وهي تتكون من ثلاث مقاطعات.

المادة الثانية: تنص على المساواة بين جميع سكان العمالات الجزائرية.

المادة الثالثة: وتتعلق بالحالة الخاصة للفرد الجزائري المسلم، فله البقاء على حالته الإسلامية، ويخضع للحكم الإسلامي في أحواله الشخصية فقط.

المادة الخامسة: الحاكم العام يمثل الجمهورية الفرنسية في الجزائر وهو مسؤول أمام الحكومة الفرنسية.

المادة السابعة: يؤسس مجلس حكومة مع الحاكم العام، وظيفته تنفيذ قرارات الجمعية ويتألف من 06 أعضاء.

المادة الخمسون: نصت على إزالة الحكم العسكري عن الجنوب.

المادة الواحدة والخمسون: الديانة الإسلامية مضمونة الاستقلال، عن الدولة مثل بقية الأديان، إلا أن تنفيذ هذا الاستقلال منوط بقرارات الجمعية الجزائرية.

3- موقف الجزائريين من دستور الجزائر:

لم يكن في وسع الشعب الجزائري أن يتقبل هذا الدستور الذي لم يشارك في وضعه والذي لم يلب رغبته الأكيدة في الحصول على الاعتراف بشخصيته القومية وبحقه في تقرير مصيره، خاصة وأن المادة الأولى منه تتجاهل مقوماته التي ضحى من أجلها بنصف سكانه منذ وقوع الاعتداء الأول عليه عام 1830. وهي المادة التي تعتبر “الجزائر فرنسية ؟” ولم يكن أمام الحركات الوطنية وفي مقدمتها حزب “حركة انتصار الحريات الديمقراطية” وجمعية العلماء المسلمين، إلا الاستنكار للتعنت الاستعماري وتفكيره العقيم الحالم بالجزائرفرنسية” والاستنكار للمسخ الديمقراطي المتمثل في تساوي عدد نواب 10 ملايين جزائري بـ 800 ألف دخيل في المجلس الجزائري المذكور في الدستور.

وانطلاقا من هذا الاعتداء والتنكر للحق الجزائري فإن الحركات الوطنية ومن ورائها الشعب الجزائري على بكرة أبيه قد واصلت نضالا من أجل تحقيق أماني الشعب، خاصة وأن حركة الانتصار (ح.ا.ح.د) كان قد كون “المنظمة الخاصة” قبل صدور هذا الدستور، وأسند لها مهمة الإعداد للثورة المسلحة المباركة و وفر السرية التامة للقيام بواجبها الخطير. واستقال نواب حزب البيان من المجلس الجمهوري الفرنسي احتجاجا على عدم استشارة قادة الحركات الوطنية بشأن دستور موضوع ليطبق على شعبهم.

فقد قدم نواب الاتحاد الديمقراطي للبيان [URL="http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%87%D8%A7%D9%84%D9%8A+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-10-02&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search"]الجزائري[/URL] مشروعا مضادا لقانون الجزائر 1947، ودعوا إلى ضرورة إنشاء جمهورية جزائرية تكون متحدة مع الجمهورية الفرنسية على أساس المساواة والاحترام المتبادل.

وعلى الرغم من مشاركة حركة الانتصار للحريات الديمقراطية في الانتخابات التي نظمها قانون 1947، إلا أنها ناصبته العداء كونه كان يمهد إلى الاندماج التدريجي، وطالبت بعدم تطبيقه. ومع ذلك فقد شارك كل من الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري و حركة الانتصار للحريات الديمقراطية في الانتخابات ونال الأول ثمانية مقاعد والثاني أربعة. وتدخلت الإدارة الاستعمارية وزيفت الانتخابات لصالح المعمرين.

4- موقف المعمرين من دستور الجزائر:

نظم غلاة المعمرين حملة واسعة ضد قانون الجزائر واعتبروه لصالح الجزائريين ولذلك حاربوه بشتى الوسائل ورفضوا مبدأ المساواة معهم في أي شيء، وطالبوا محاربته وعدم تطبيقه. وأثمرت جهودهم في استخلاف الحاكم العام بآخر الذي لبى مطالبهم وزيف الانتخابات لصالحهم. وهكذا وضع القانون جانبا، ومنح المعمرين مجلسا يساير آرائهم وميولهم وأن يتصرفوا في هيئات التسيير والتشريع كما يشاؤون لمدة ست سنوات.

وهكذا واصلت السلطات الاستعمارية سياسة الاستبداد وهو ما ساعد على اختمار فكرة الكفاح المسلح وكانت ثورة نوفمبر 1954 التي قضت على فكرة الجزائر الفرنسية إلى الأبد.

5- مجال دستور الجزائرفي التطبيق:

لقد هلل الاستعماريون لهذا الدستور لأنه حقق لهم أملا راودهم منذ غزوهم الفظيع لبلادنا الجزائر الحبيبة، وهو الاستقلال في تسيير شؤونها وعدم تدخل بلادهم فرنسا في هذه الشؤون إلا بطلب منهم كإمدادهم بالمزيد من العساكر للفتك بالوطن.



المجد والخلود لشهدائنا الأبرار


qasralkhair-8c94891f8b.gif





ta7iya.gif













 
10- تاريخ الكشفية في الجزائر * الجزء الأول *.

1265018739.gif



star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif


تاريخ الحركة الكشفية في الجزائر

** الجزء الأول **

***ظهور الحركة الكشفية بفرنسا و تطورها بالجزائر:***


ظهرت أول فرقة للكشافة في فرنسا عام 1910 على يد القس غاليان<gallienne> بعدها قام السيد جورج برتيي<g.bertier> و هو مدير مدرسة بتكوين فرقة –رواد فرنسا- تحولت في جوان 1911 إلى فروع كشفية للاتحادات الكاثوليكية للفتيان.ويعتبر نيكولا بنوة <n.benoît> -النقيب البحري- المؤسس الحقيقي للكشافة الفرنسية .هذا الأخير اتجه إلى بريطانيا لدراسة النظم التربوية لكشافة بادن باول<baden.powel> وقدمها كهدية لوزارة البحرية الفرنسية ثم اتصل بأهم الشخصيات في وطنه لتشكيل الهيئة العليا للكشافة الفرنسية<e.d.f>.

وفي إدارة جريدة الأسفار<journal des voyageurs> ولدت جمعية الكشافة الفرنسية <boys scouts fran&Ccedil;ais b.s.f> بعدها ظهرت جمعية الكشافة الوحدويين لفرنسا<e.u.d.f> وفي سنة 1921 تأسست جمعية الكشافة الكاثوليكية باسم كشافة فرنسا <s.d.f> كما تكونت الكشافة الإسرائيلية <e.i.d.f> عام 1912 في الاتحادات الكاثوليكية .وفي سنة 1924 تأسست لهن وحدة كشفية في وسط لائكي بثانوية <فيكتور ديروي>.

وفي عام 1920 انعقد أول مؤتمر وطني بمدينة <ليون> لتكوين حركة الوحدوية أو حركة رواد الوحدة<m.e.u> انخرطت في نفس السنة ضمن الجامعة الفرنسية للكشافة <f.f.d> التي نسقت بين الاتحاديين سواء من البروتستانين أو اللائكيين.وفي عام 1924 تكاملت جامعة الكشافة الفرنسية بتكوين الفرع اليهودي.

وعلى الرغم من مظاهر الاتحادات و التجمعات الوحدوية ظهرت نزاعات حادة نذكر من يبنها ان لبعض المنظمات الكشفية مرشدون دينيون و بعضها ليس لها ذلك كما ظهر النزاع أيضا حول مسالة الاختلاط و عدم الاختلاط بين الجنسين <الذكور و الإناث> في منظمة واحدة.


و في ظل هذه الصراعات لم تستطع الكشافة الفرنسية تحقيق وحدتها إلى غاية 1940 تحت ضغط الحرب و الاحتلال النازي.إذ شعر الفرنسيون بضرورة الاتحاد.وفي هذا الإطار بذلت المجهودات بين مختلف المنظمات الكشفية فجسدت المبادرة في مفاوضات جرت في لورادو< l oradou> بالقرب من كليمون فيران اعترفت فيها الجمعيات الخمس بان مبادئها و أهدافها واحدة وكونت بذلك مجلسا وطنيا ضم القادة و المندوبين لكل من جمعيات الذكور و الإناث و اختير الجنرال لافونت<laffont> رئيسا لكشافة فرنسا.

أما في الجزائر فقد ظهرت الحركة الكشفية بعد الحرب العالمية الأولى عام 1914 على أيدي الفرنسيين إذ رأوا فيها أداة صالحة لتربية أبنائهم وكانت صورة طبق الأصل للحركة الكشفية في فرنسا حيث كانت لها جامعات و اتحادات تمثلها مجالس عليا في الجزائر كما في فرنسا وكان ظهورها على النحو التالي:

- 1914: الكشافة الفرنسية<لائكية>les eclaireurs de France e.d.f

- 1920: كشافة الوحدويين لفرنسا<بروتستانية> les eclaireurs unionistes de France e.u.f

- 1922: الكشافة الفرنسية <كاثوليكية> les scout de France s.d.f

- 1929: كشافة الأحرار وهي منبثقة عن الكشافة الفرنسية:les eclaireurs independants e.i.

- 1929: المرشدون الفرنسيون للبنات الكاثوليك:les guide de France g.d.f

- 1929: فدرالية فرنسية كشفية للبنات <لائكية>:la federation francaise des eclaireurses pour filless laiques f.f.e

وعلى حد تعبير الأستاذ محمد الصالح رمضان كانت الكشافة في الجزائر قبل الثلاثينات فرنسية قلبا و قالبا...وعاشت قبل ذلك نحوا من عشرين سنة فرنسية المظهر و المخبر و التسيير و القيادة...

و الجدير بالذكر أن بعض الشبان الجزائريين الذين بهرهم الزي الخاص بالكشافة و النياشين و النظام و الانضباط انخرطوا في صفوف الكشافة الفرنسية بنسب اقل مقارنة مع إقبال الأطفال الفرنسيين.إلى أن جاءت الاحتفالات بالذكرى المئوية لاحتلال الجزائر عام 1930.

حيث شاركت الكشافة الفرنسية في عرض التحدي و الاستفزاز للشعور الوطني الجزائري فانسحب الكشافون الجزائريون من المنظمات الكشفية الفرنسية الذين تدربوا و تكونوا في أوساطها فكونوا أفواجا كشفية و جمعيات و نوادي محلية في مختلف المناطق و هي البذور الأولى لنشأة الحركة الكشفية الجزائرية بعد الكشافة الفرنسية بالجزائر.

***ميلاد الكشافة الإسلامية الجزائرية:-***


attachment.php

القائد الصادق الفول
mohame10.jpg

الشهيد القائد محمد بوراس

حسب الشهادة التي أدلى بها القائد الصادق الفول رحمه الله أحد المؤسسين الأوائل للكشافة الإسلامية الجزائرية و صديق حميم للشهيد محمد بوراس يؤكد فيها بان سنة 1930كانت تاريخا حاسما في مسار الأحداث حيث توجه إلى الجزائر العاصمة لزيارة صديقه محمد بوراس و أثناء تجوالهما و هما يمارسان هواية ركوب الدراجات انضما بدافع الفضول إلى حشد كبير يضم حوالي 3000 مشارك كشاف اجتمعوا في مؤتمر ضخم بمناسبة مرور مائة 100 سنة على احتلال الجزائر أقيم بحي الثغريين موقع نزل الأواسي حاليا بالعاصمة.


sma12sk2.jpg


وقد لفت انتباههما اللباس المميز للمشاركين و ما علق عليه من الأوسمة والنياشين المختلفة.وعندما استفسرا عن هؤلاء المجتمعين قيل لهما انهم الكشافة الفرنسية و هو أمر يعرفونه لاول مرة.ولحسن الصدف كان أحد محدثيهما قائدا كشفيا مسلما من اصل يوناني ناقشا معه مسالة انشاء كشافة اسلامية جزائرية على غرار كشافتهم فاخبرهما بان السيدة <بادن باول> ابنة مؤسس الحركة الكشفية العالمية قد عقدت ندوة صحفية بإنجلترا و صرحت فيها بأنه من المستحيل تأسيس كشافة إسلامية في الجزائر خارج القيم الفرنسية المسيحية.

ومباشرة بعد هذا الحادث اتفق الشهيد محمد بوراس مع زميله صادق الفول رحمه الله على رفع التحدي و الشروع في تشكيل أول فوج كشفي جزائري على مستوى مدينة مليانة مع العلم أن هذه المدينة كانت بها كشافة فرنسية جل عناصرها يهود.

وعن هذا المولود الجديد يقول صادق الفول رحمه الله <<في سنة 1930 جمعت بعض الشبان لا يتجاوز عددهم العشرة و أسسنا فوجا كشفيا جزائريا يحمل اسم ابن خلدون تسبب في ظهور عدة مشاكل مع الإدارة الفرنسية الأمر الذي أدى في النهاية إلى انضمام بعض الأوربيين و اليهود.و الغريب في هؤلاء هو أننا عندما نسأل أحدهم عن سبب الانخراط يقول:أريد أن أكون كشافا مسلما...غير أن نية هؤلاء المنخرطين هي الجوسسة و التفرقة و الاطلاع عن قرب عما يحدث و محاولة تحريف اتجاهنا وأفكارنا..>>.

ومن خلال ما تقدم تتضح النوايا الخبيثة للإدارة الاستعمارية التي وضعت شروطا مجففة لاستمرار نشاط الفوج و المتمثلة في انضمام العناصر الفرنسية و اليهودية لاستخدامهم كجواسيس قصد التعرف على اتجاهات الفوج الكشفي الجديد الأمر الذي نتج عنه اضطراب عمل الفوج و تحريف اتجاهه بالتصرفات و السلوكات المنافية للقيم و الأخلاق الإسلامية < حادثة تنظيم حفل انتهى بشرب الخمر و السكر >.

وعقب الزيارات المتكررة إلى مدينة مليانة كان محمد بوراس يلتقي بهذه العناصر الكشفية فانبهر بالنتائج التي توصل إليها صديقه صادق الفول ففكر في إنشاء فوج في العاصمة وراسل صديقه حول المسالة و بعد مدة اخبره بأنه أسس فوجا كشفيا من ثمانية أعضاء يحمل اسم الفلاح بقلب القصبة و ذلك عام 1935 و اعد قانونه الأساسي و قدمه لولاية الجزائر بتاريخ 16 أبريل 1936 و تحصل على تصريح إداري يوم 5 جوان 1936 تحت رقم 2458.

ومما يجب ذكره انه في هذه الفترة ظهرت عدة أفواج كشفية في عدة مناطق من البلاد نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:فوج ابن خلدون بمدينة مليانة عام 1934 فوج الرجاء بمدينة قسنطينة عام 1936 فوج الصباح بمدينة قسنطينة أيضا عام 1936 فوج الفلاح بمدينة مستغانم عام 1936 فوج القطب بمدينة الجزائر العاصمة عام 1937 فوج الإقبال بمدينة البليدة عام 1936 فوج الحياة بمدينة سطيف عام 1938 فوج الهلال بمدينة تيزي وزو عام 1938 فوج الرجاء بمدينة باتنة عام 1938 فوج النجوم بمدينة قالمة عام 1939...الخ.


sma17ov6.jpg


***تأسيس جامعة الكشافة الإسلامية الجزائرية:***

فكر محمد بوراس في تأسيس جامعة الكشافة الإسلامية الجزائرية على غرار جامعات الكشافة الفرنسية الكاثوليكية و الإسرائيلية و اللائكية و البروتستانية قصد جمع شمل كافة الأفواج و الجمعيات الكشفية و توحيدها في اتجاه وطني واحد ولتحقيق ذلك اعد قانونا أساسيا عرضه على السلطات الفرنسية الحاكمة للمصادقة عليه لكن إدارة الاحتلال واجهته بالرفض المطلق لما فيه من طابع مميز للشخصية الوطنية الجزائرية.

ولما تولت الجبهة الشعبية الحكم في فرنسا عام 1936 قدم محمد بوراس للمرة الثانية مشروع قانون جامعة الكشافة الإسلامية الجزائرية بعد تعديلات طفيفة ادخلها عليه فحظي المشروع بالموافقة فكانت أول مبادرة تشكيل مؤقتا لجنة مديرة لفيدرالية الكشافة الإسلامية الجزائرية متكونة من محمد بوراس .الصادق الفول. بوبريط رابح. بوعزيز مختار. محمد مادة. الطاهر تجيني. باي ابراهيم. بوعبد الله .دحماني. مزغنة. حسان بلكيرد وغيرهم.

كما تم التحضير للمؤتمر الذي بمقتضاه أسست فدرالية الكشافة الإسلامية الجزائرية فكان أول تجمع كشفي في جويلية 1939 بمدينة الحراش بالعاصمة تحت الرئاسة الشرفية للشيخ عبد الحميد ابن باديس وكان شعار هذا التجمع< الإسلام ديننا و العربية لغتنا و الجزائر وطننا >.

درس المؤتمرون أهداف الحركة و مرماها و سطروا برامج العمل المشترك...في جو من الحماس و السرور كما تم تعيين القيادة العامة التي تسند اليها مهمة تربية النشء تربية وطنية و توحيد القانون الكشفي و الزي الكشفي و الشارات و تطبيق البرامج الكشفية و تكوين مخيمات التكوين...الخ.

وقد حظيت جامعة الكشافة الإسلامية الجزائرية بمساعدة و تشجيع أقطاب الحركة الإصلاحية بحضور أئمتها في التجمعات و المؤتمرات التي تنظمها الكشافة الإسلامية الجزائرية كالشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس في قسنطينة و الشيخ الطيب العقبي في العاصمة و الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في تلمسان.

وفي هذا الصدد يذكر محمد الصالح رمضان في مخطوطة <الحركة الكشفية و تاريخها> إن الكشافة الإسلامية الجزائرية نشأت و ترعرعت في أحضان الحركة الإصلاحية العامة التي تشرف عليها و توجهها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين واسم الجامعة الكشفية دال على ذلك كما نبتت معظم أفواجها و اكثر جمعياتها في أوساط و بيئات إصلاحية إلى جانب النوادي و المدارس العربية الحرة بل كان اغلب فتيان الحركة الكشفية و قادتها ومسيري جمعياتها من تلاميذ هذه المدارس و النوادي أو من أعضاء جمعياتها المحلية و كان مرشدوها جميعا من معلمي تلك المدارس كما كان الأساتذة و المعلمون الجزائريون المتحررون في المدارس الفرنسية من أهم عناصرها وبناتها وبعض السياسيين كذلك كانوا لا يبخلون عليها بالدعم و التأييد و المشاركة العملية...

وفي إطار أدوارها الوطنية في مجال تحفيز الهمم و تنمية الحماس الوطني بالأناشيد و العروض المسرحية قدمت أيضا خدمات في المجال الثقافي التربوي زيادة على تدريباتها النظامية إذ يراها الكثير من المسيرين مدرسة للتكوين العسكري و عناصرها جنود العروبة و الإسلام بجاذبية زيها حياة مخيمها و دراسة العديد من التقنيات شبه العسكرية و هي تسعى لخدمة الوطن كما هو منصوص عليه في قانون ووعد الكشاف.

ونظرا لنشاطاتها الإصلاحية و التربوية اكتسبت الحركة الكشفية شعبية كبيرة فتعلق بها الجزائريون كثيرا لذا دفعوا بأبنائهم إلى هذه المدرسة الوطنية الأمر الذي لم ترتح له السلطات الاستعمارية فتبنت سلسلة من المناورات لعرقلة نشاطاتها و ذلك عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية.بحيث وجهت حكومة فيشي برئاسة الجنرال<بيتان> العناية المادية و المعنوية لكافة المنظمات الكشفية سواء بفرنسا أو الجزائر ما عدا الجمعيات الجزائرية التي كان يسيرها قادة جزائريون و لها صبغة جزائرية محضة ولم تكتف حكومة بيتان بهذا الإجراء بل عمدت إلى توحيد المنظمات الكشفية< كالكشافة الفرنسية.الدليلات الفرنسيات - كشافة فرنسا - الجامعة الفرنسية للدليلات والكشافة الإسرائيلية الفرنسية > وجعل هذه الأخيرة منظمة كشفية حكومية واحدة تحت اسم < الكشافة الفرنسية > تعمل بأوامر وتوجيهات الحكومة الفرنسية و يمنع منعا باتا لأية منظمة القيام بالنشاط الكشفي في فرنسا و الأقطار التابعة لها إلا بترخيص حكومي و إن أرادوا مزاولة نشاطهم الكشفي لا بد من الانضواء تحت لواء< الكشافة الفرنسية > لمدة عام واحد على الأقل لاكتساب الطابع الرسمي و التدرب على تطبيق مناهجها و أهدافها.

واجهت الكشافة الإسلامية الجزائرية الإجراءات التعسفية بالتحدي و الصمود و طالبت بحق الاعتراف رسميا بتنظيمها الكشفي و استقلاليتها عن الكشافة الفرنسية.و لاضعاف مساعيها عمدت إدارة الاحتلال إلى إبعاد محمد بوراس عن الجزائر بتعيينه مدرسا في فرنسا.ولم تكتف بهذا بل وجهت له تهمة الخيانة و التواطؤ مع الألمان للقيام بالثورة.


لذا أحالته على المحكمة العسكرية التي أصدرت حكمها القاضي بتنفيذ حكم الإعدام رميا بالرصاص يوم 27 ماي 1941 على الساعة الخامسة صباحا بالساحة العسكرية بمدينة حسين داي بالجزائر العاصمة.

رحمه الله و أسكنه فسيح جناته.


المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

نلتقي لنرتقي في الجزء الثاني......
بحول الله.

ta7iya.gif







qasralkhair-8c94891f8b.gif

 
11- تاريخ الكشفية في الجزائر * الجزء الثاني *.

1265018739.gif




star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif



تاريخ الحركة الكشفية في الجزائر


** الجزء الثاني **

ورغم استشهاد محمد بوراس واصلت الكشافة الإسلامية الجزائرية السير على نهج مؤسسها و تمسكت بمبادئها ومطالبتها المتمثلة في الاستقلال عن الكشافة الفرنسية فتظاهرت الولاية العامة بالتخلي عن سياستها فاستدعت مسيري الكشافة الإسلامية الجزائرية إلى مخيمات تكوينية مع بقية المنظمات الشبانية بحجة نقص تكوينهم الكشفي و للحصول على المزيد من الدراسات الكشفية على يد قادة ومدربين فرنسيين.

لكن الغرض الحقيقي من هذا هو انتزاع كل محاولة استقلالية و بالتالي محو كل فكرة وطنية من أذهان القادة الكشفيين الجزائريين.

وبهذه الإجراءات تنافست الجمعيات الكشفية الفرنسية لجذب عناصر الحركة الكشفية الجزائرية هذه الأخيرة وجدتها فرصة ثمينة لاسترجاع نشاطها الكشفي فسطرت البرامج و تضاعفت المخيمات ونظمت الملتقيات الجهوية التي شارك فيها الشباب الجزائري فسمحت اللقاءات بالتعارف مع بقية القادة الكشفيين الجزائريين المنخرطين في المنظمات الكشفية الفرنسية و بالتالي ضمان عودة هذه العناصر إلى صفوف الحركة الكشفية الجزائرية.

ومع حكومة شارل ديغول تغيرت السياسة الفرنسية إزاء الكشافة الإسلامية الجزائرية إذ انحصرت الرقابة على الناحية الفنية بواسطة مصلحة التربية القومية الأمر الذي شجع قادة الحركة الكشفية على العمل لضمان استقلال حركتهم عن طريق جمع شمل الشباب الجزائري.

وفعلا تجسد هذا المسعى في تنظيم اكبر تجمع كشفي لها في جويلية 1944 بمدينة تلمسان شارك فيه حوالي خمسمائة 500 قائد من مختلف الأفواج والفرق الكشفية المنتشرة عبر الوطن وحضره العديد من الشخصيات السياسية و الإصلاحية أمثال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي .عباس فرحات و كذا الشخصيات الفرنسية نذكر منها روني كابيتان rene capitant مفوض التربية و الشبيبة في حكومة ديغول و lambert عامل عمالة وهران و نائبه بتلمسان uralick. .

وفي هذا اللقاء التضامني ردد لاول مرة النشيد الرسمي لهذا المخيم الكشفي من جبالنا طلع صوت الأحرار من نظم و تلحين القائد حسان بلكيرد رحمه الله تعالى:

من جــــــــبالنا

نظم وتلحين القائد حسان بلكيرد
attachment.php




http://www.youtube.com/watch?v=HETBCB3DRPE



من جبــــــــــالنا



http://www.youtube.com/watch?v=Eb5KtUPaWH0




من جبالنا طلع صوت الأحــرار*** ينــــادنــــــــا للاستــــقـــــــلال

ينــــادنـــــا للاستــــقـــــــــــلال *** لاســـتــقـــــــــلال وطــنــنـــــــا

تــــضحـيـتـنـــــا للــوطـــــــــن *** خـــيـــــــر مــــن الحـــيـــــــــاة

أضــــحـــــــي بــحـــيـــــاتـــــي *** وبــمـــالــــــــــــي عـلـيــــــــك

يـــا بـــــــــلادي يــا بـــــــــلادي*** أنــا لا أهــــوى ســــــــــواك

قــد ســلا الدنــيــا فـــــــؤادي *** وتـفـانـــى فــــــي هـــــــــــواك

كـــل شـــيء فــيــك يـنـمـــــو *** حــبــــه مـثــــــــل النـــبـــــــات

يــــــا تــــرى يـــأتـيك يـــــوم *** تـــزدهـــي فــيــــــه الحــيــــــاة

من جبالنا طلع صوت الأحــرار*** ينــــادنــــــا للاستــــقــــــــــلال

ينــــادنــــا للاستــــقـــــــــــلال *** لاســـتــقـــــــــلال وطــنــنـــــــا

نحــن بـالأنــفــس نــفــــــــدي *** كــــــل جــــزء مــــن ثــــــراك

إنـنــا أشـــبـــــــــال أســــــــــد *** فـاصــرفــيــنـــــــا لعــــــــــــداك

لك فـــي التــــاريــــخ ركــــن *** مشــــرق فــــوق الســمـــــــــاك

لك فـــي المـنــظـــــر حســــــن *** ظــل يــغــــــــــري بـبـهـــــــــاك

من جبالنا طلع صوت الأحــرار*** ينــــادنــــــــا للاستــــقـــــــــــلال

ينــــادنـــــــــا للاستــــقـــــــــــلال *** لاســـتــقـــــــــلال وطــنــنـــــــا


أيها الشبـــــــــــان قومــــــوا *** بأعمـــــــــــال صالحـــــــــــــــات

و ابذلـــــــــوا النفس النفيس *** بمعجــــــــــــزات الحيــــــــــــــــاة

نحن ســـــــور بـــك دائــــــــــر *** وجـــبـــــــــــــال راســـــيـــــــات

نحن أبـنــــــــــاء الجــزائـــــــر*** أهــــــل عـــــــــــزم وثـــبـــــــات

من جبالنا طلع صوت الأحــرار*** ينــــادنــــــــا للاستــــقـــــــــــلال

ينــــادنــــــا للاستــــقـــــــــــلال *** لاســـتــقـــــــــلال وطــنــنـــــــا

تــــضحـيـتـنـــــا للــوطـــــــن *** خـــيـــــــر مــــن الحـــيـــــــــاة

أضــــحـــــــي بــحـــيـــاتـــــي *** وبــمـــالــــــــــــي عـلـيــــــــك

لا نشــــــارك أوربــــــــــــــا *** ولا نرضــــــــــى بالتجنيســــــا

نحـــن أبنــــــاء العـــــروبــة *** كما قـــــــــــال ابن باديــســــــا

من جبالـنا طلع صوت الأحرار*** يــنــادنـــــــــــــا للإستقـــــــــلال

يــنــادنـــــــــا للاستقـــــــــــلال *** لاســـتـــقـــــلال وطـــنــنــــــــــا



http://www.youtube.com/watch?v=o1OD9GiSm5c



http://www.youtube.com/watch?v=ZNqF0Jy-PKM


كما تم خلال هذا التجمع التاريخي توحيد المنظمتين الكشفيتين اللتين انفصلتا بعد ميلاد فيدرالية الكشافة الإسلامية الجزائرية.هذه الوحدة كانت قصيرة الأمد حيث ظهرت في سبتمبر 1939 فيدراليتين هما الكشافة الإسلامية الجزائرية التي ترأسها محمد بوراس و الكشافون أو الرواد المسلمون الجزائريون برئاسة عمر لاغا. وكان شعار هذا المخيم <الاستقلال و الحرية>.


***مجازر 08 ماي 1945 والتنظيم الكشفي:***


ذكرى مجازر 8 ماي 1945 الجزائر سطيف قالمه خراطة


8-mai-1945-ALGERIE-copie-1.jpg


images


images


18506.jpg


130488636373.jpg


2083026-2891723.jpg


876image.jpeg




http://www.youtube.com/watch?v=mIhVerF4fSs




الحصيلة: خمسة و أربعون ألف شهيد 45000 شهيد

رحمكم الله يا شهداء الجزائر

في مثل هذا اليوم خرج الشعب الجزائري في مظاهرات سلمية كغيره من شعوب العالم المحبة للسلام و الحرية للتعبير عن فرحته بانتهاء الحرب العالمية الثانية التي ساهم فيها بأبنائه بل أقحم فيها لدحر قوات المحور فاستغل مناسبة الاحتفال بعيد النصر ليطالب فرنسا بتحقيق الوعود والمتمثلة في الاعتراف للشعب الجزائري بحقه في الحرية و تقرير المصير و لهذا الغرض وجهت تعليمات للمناضلين تحث على وجوب استغلال كل المنظمات الشعبية بما فيها الحركة الكشفية هذه الأخيرة سجلت حضورها بالمشاركة الفعالة في مظاهرات ماي 1945 إذ كانت في مقدمة الموكب في كل مظاهرة نظمت عبر التراب الوطني فبزيها الرسمي و بالأعلام الوطنية رمز الحرية و الاستقلال رفعت التحدي الأكبر أمام اكبر قوة استعمارية.

بعد أن أجيزت المظاهرات رسميا من نيابة الولاية استعد أهل مدينة سطيف كبقية المدن الجزائرية ليشاطروا العالم أفراحه بانتهاء الحرب و ذلك صباح يوم 8 ماي 1945 للاحتفال بهذا النصر و لاحياء أرواح الجنود الجزائريين الذين قاتلوا في عدة جبهات مقابل الوعود الزائفة في تقرير المصير و نيل الحريات الأساسية التي تغنى بها الحلفاء قبل انهزام النازية الفاشية.

كان هناك استعداد كبير لاستغلال هذه المناسبة خاصة و أن هذا اليوم يصادف يوم السوق الأسبوعي لمدينة سطيف و القرى المجاورة لها حيث يتوافد آلاف السكان فاتخذ مسجد أبى ذر الغفاري مكانا للقاء أين انتظمت المظاهرة و على رأسها 200 كشاف باللباس الرسمي أي الزي الكشفي.

ولما وصلت < كشافة الحياة > إلى أعالي مقهى فرنسا < اليوم مقهى 8 ماي 1945 > رددت نشيدا وطنيا جديدا مطلعه < حيوا إفريقيا >.و أثناء المسيرة تدخل محافظ الشرطة القضائية اوليفييري<olivieri> معترضا الموكب للحيلولة دون رفع الشعارات المعادية لفرنسا مثل ليسقط الاستعمار- ليسقط النظام الأهلي - عاشت الجزائر المستقلة - كما تدخل لانتزاع العلم الجزائري و أمام رفض المتظاهرين الامتثال لأوامره استنجد بزملائه الجلادين و على رأسهم مفتش الشرطة <laffont> الذي اخترق صفوف المتظاهرين بزيه المدني محاولا انتزاع اللافتات و خاصة العلم الجزائري المحظور فسقط أول شهيد برصاص العدو على يد مفتش الشرطة <laffont> و هو الشاب الكشاف:سعال بوزيد البالغ من العمر 22 سنة الذي أصر على الاحتفاظ بالعلم الجزائري في وسط هتافات منادية بالحرية و السيادة.هذا الحدث احدث هلعا كبيرا في أوساط المتظاهرين فتدخلت الشرطة ورجال الدرك لاطلاق النار عشوائيا فكانت الحصيلة قتلى و جرحى الأمر الذي أدى إلى انقسام الموكب.

وأمام هذه المأساة أمر مسؤولو أحباب البيان و الحرية بنقل الأموات و الجرحى وطالبوا بإعادة تشكيل الموكب على مستوى شارع <sillegue> < اليوم شارع بني فوذة > ليواصل مسيرته في نظام باتجاه قبر <الجندي المجهول> لوضع باقة من الورود ترحما على الجزائريين .

أما الفريق الآخر من المتظاهرين فانقسم إلى مجموعات صغيرة اشتبكت مع العناصر الأوربية أدت إلى سقوط العديد من الضحايا فأخذت المسيرة الشعبية السلمية طابعا آخر إذ تحولت إلى حركة ثورية ظلت متواصلة طيلة شهر ماي استعملت فيها سلطات الاحتلال وسائل قمعية شرسة ردا على المظاهرة السلمية التي استهدفت بالدرجة الأولى عناصر الكشافة الإسلامية الجزائرية إذ تحملت النصيب الأكبر من الضرر و البطش نظرا لمواقفها الوطنية و جرأتها على رفع العلم الجزائري رمز الجزائر المستقلة.

بالفعل سجلت الكشافة الإسلامية الجزائرية مشاركة عناصرها الوطنية في المظاهرات التي نظمت في العديد من المدن الجزائرية بل كانوا من قادتها و استشهد الكثير منهم نذكر على سبيل المثال لا الحصر مدينة القالة - مدينة عنابة - مدينة البليدة - مدينة سيدي بلعباس - مدينة تيزي وزو - مدينة باتنة - مدينة بسكرة - مدينة برج بوعريريج - مدينة بجاية - مدينة قسنطينة - مدينة خنشلة - مدينة تبسة - مدينة سكيكدة - مدينة العلمة - مدينة عين ولمان - مدينة ميلة - مدينة عين فكرون...الخ.

وفي اطار التعريف بجرائم الاستعمار في هذه الانتفاضة الشعبية إزاء هذه المدرسة الوطنية استعرضت فرنسا عضلاته بالتنكيل و القمع العشوائي إذ انتهجت سياسة إجرامية يندى لها جبين الإنسانية حيث نكلت بالعناصر الكشفية و قادتها ليكونوا عبرة لمن تخول له نفسه القيام بالثورة و الانفصال عن فرنسا إذ لازالت هذه المجازر الرهيبة راسخة في أذهان الجزائريين إلى الآن وستبقى راسخة جيلا بعد جيل في ذاكرة الأمة الجزائرية و ستبقى العديد من المناطق خير شاهد للتاريخ على حقد و همجية المستعمر الغاصب نذكر منها:- جسر العواذر- مضائق خراطة - شعبة لاخرة - موقع < كاف البومبا > <gouffre de la bombe> .

وعلى سبيل الاستشهاد أقدمت سلطات الاحتلال على شن حملة واسعة من الاعتقالات مست الإطارات القيادية للكشافة بمدينة تيزي وزو و في مقدمتهم : محمد القشعي فرج محمدلوانشي محمد.الذين وجهت لهم تهمة المساس بالسيادة الفرنسية و المشاركة في الإعداد للثورة.

كما بلغ عدد المعتقلين في فوج النجوم الكشفي بمدينة قالمة 40 عنصرا القي عليهم القبض يوم السبت 12/05/1945 لينفذ فيهم حكم الإعدام جميعا في اليوم الموالي 13 ماي 1945.

و انتهاجا لسياسة إبادة العناصر الكشفية أصدرت المحاكم العسكرية أحكاما قاسية قضائية إذ تؤكد المصادر التاريخية إعدام 70 عنصرا من الكشافة الإسلامية الجزائرية و وضع 7 سبعة منهم في فرن عالي الحرارة في كاف البومبا بمدينة قالمة طبقا لتعليمات المجرم اشياري<achiary> الذي جمع المستوطنين و طلب منهم الانتقام.

ومن مظاهر استفزاز و زعزعة التنظيم الكشفي أقدمت إدارة الاحتلال على تعطيل و توقيف نشاطات الكشافة الإسلامية الجزائرية و غلق نواديها و العبث بممتلكاتها و تفكيك وحداتها خاصة في مدينة قسنطينة و منطقة القبائل فأوقفت قادتها و أعدمت منهم الكثير.

وفي هذا الإطار و طبقا لقرار 14 ماي 1945 و بطلب وكيل والي مدينة تيزي وزو < فإن والي الجزائر يلغي كافة نشاطات الكشافة الإسلامية الجزائرية في القبائل >.

كما نص قرار 31/12/1945 < أن والي قسنطينة أعطى تعليمات لتوقف فورا نشاطات الكشافة الإسلامية الجزائرية في كل قسنطينة >.

لقد كان لحوادث الثامن ماي 1945 أثرا بالغا على العناصر الكشفية الوطنية حيث عززت رفضها للاستعمار و دفعت بهم لخدمة قضية هذا الوطن إذ اعتقدت فرنسا بارتكابها هذه المجازر بأنها كبحت تيار التحرر غير انه حدث العكس إذ كانت هذه الحوادث بعثا جديدا و نقطة انطلاق للطلائع الواعية التي أدركت بأن العمل السياسي قد وصل إلى طريق مسدود و لابد من انتهاج الخيار العسكري والكفاح المسلح لإسترجاع ما أخذ بالقوة و الذي جسد فعلا ميدانيا في ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 عند التحاق العناصر الكشفية الوطنية بصفوف جيش التحرير الوطني.


***نشاطات الكشافة الإسلامية الجزائرية على الصعيد الداخلي و الخارجي:-***

إن التكوين و النشوء في أحضان الحركة الكشفية يعتبر من اخصب مراحل حياة الشباب الجزائري إذ لعبت هذه المدرسة الوطنية دورا هاما في تربية الشبان الجزائريين ورفع مستواهم الثقافي و السياسي و نمت فيهم روح التضحية و حب الوطن تحضيرا للمرحلة النضالية.

ولقد ساعدت عدة عوامل على تبلور الوعي السياسي في أوساط العناصر الكشفية الوطنية منها الاحتكاك المباشر مع بقية الشعب الجزائري من مختلف أنحاء القطر الجزائري شرقا وغربا شمالا وجنوبا هذا التقارب ساهم إلى حد بعيد و مكن من تبادل الآراء حول القضايا المصيرية للوطن التي كانت تشهدها الساحة السياسية آنذاك.كما كانت الرحلات و التجوال التي تنظمها الفرق الكشفية للمناطق الجبلية للتدرب و تبادل الزيارات بين الأفواج الكشفية تسمح بملاحظة الفروق الجوهرية بين أبناء الوطن الذين يعيشون حالة بؤس و حرمان و بين المعمرين الذين يتمتعون بكل الحقوق و الامتيازات و استحواذهم على خيرات البلاد التي تنقل إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط كما كثر الاعتداء على المواطنين العزل و الأملاك و الأعراض مما جعل مفهوم الثورة على الأوضاع يتبلور في أذهان الكثير من المناضلين الوطنيين.

ويمثل النشاط الكشفي المتنوع عاملا أساسيا في بلورة الوعي إذ كانت العروض المسرحية المقدمة خلال الحفلات الكشفية ذات طابع تحريضي و تعبر بصدق عن الوضع المزري الذي يعيشه الشعب و المجتمع الجزائري و هي بذلك تنتقد استبداد إدارة الاحتلال و تعمل على نشر الوعي و توحيد الصفوف و تحفيز الهمم و تحث الشباب الجزائري على التضحية لتحرير الوطن كما كانت للأناشيد الوطنية أثرا بالغا في إشاعة الوعي و توحيد الصفوف فهي مشبعة بالروح الوطنية الاستقلالية و الانتماء القومي العربي.

كما حرصت الفرق الكشفية على رفع الألوان الوطنية عند تنظيم المخيمات و في هذا الصدد يذكر مصدر أن الكشافة الإسلامية الجزائرية كان لها دور هاما في إبراز العلم الوطني الجزائري و أهمية الراية الوطنية حيث أن بعض المواطنين لم يتسن لهم رؤية العلم الجزائري قبل ثورة نوفمبر 1954 إلا على يد أفواج الكشافة الإسلامية الجزائرية سواء في رحلاتها النائية أو سهراتها الليلية.

وفضلا عن أدوارها التربوية و الإصلاحية كانت تشارك الشعب في احتفالاته وتجمعاته و أعياده الوطنية.

وأمام هذه المواقف و الأدوار النضالية لم تقف إدارة الاحتلال مكتوفة الأيدي بل شرعت في سلسلة من المناورات لخنق النشاط الكشفي وهي تدل دلالة واضحة على العراقيل التي كانت تعترض المسيرين للحركة الكشفية و تتصدى لاداء رسالتهم التربوية فترغمهم على اختيار أحد الأمرين إما التخلي عن أداء رسالتهم الكشفية أو إبقاءهم في الوظيفة.

وفي حالة تمسكهم بأداء رسالتهم التربوية تقرر طردهم كما حدث لاحد مسيري الحركة الكشفية الذي طرد من عمله ( بمديرية القناطر و الطرقات ). وهو رب أسرة متكونة من ثلاثة أفراد و متحصل على وسام حربي نظرا لخدماته التي قدمها للجيش الفرنسي < كنائب ضابط > ولما استفسر عن سبب طرده من الوظيفة ردت عليه السلطات برسالة هذا نصها < ردا على رسالتكم المؤرخة في 03 يوليو 1943 لي الشرف أن أخبركم بان طردكم من العمل قد تقرر بأمر من الوالي العام...>.

وفي إطار عرقلة نشاط الحركة الكشفية بدائرة مدينة < تيزي وزو > أي القبائل الصغرى اصدر نائب عامل العمالة أمرين الأول بتاريخ 24 فيفري 1947 و الثاني بتاريخ 7 مارس 1945 يقضيان بتعطيل الحركة الكشفية بكامل الدائرة.

ومن مظاهر اعتداء السلطات الاستعمارية هاجمت مخيما للكشافة الإسلامية الجزائرية الذي نظم عام 1948 بمدينة مليانة و أرغمهم على الرحيل رغم أن إقامته كانت مرخصة من قبل صاحب الأرض.

وقبيل الانتخابات للمجلس الجزائري في أبريل 1948 كانت الحركة الكشفية وباعتبارها حركة قانونية معترفا بها من طرف وزارة التربية و المعارف كانت تتلقى مساعدات مالية لكن هذه الإعانات المادية توقفت لان مسيري الحركة الكشفية الجزائرية أعربوا عن عواطفهم أثناء الحملة الانتخابية في حين تلقت الحركات الكشفية الأوربية عام 1948 مساعدات مالية قدرها تقريبا مليونا فرنك كما قدم لهم مبلغ قدره مليون فرنك على حساب المساعدات المالية لسنة 1949 وأمام هذه الإجراءات المجحفة قدمت الكشافة الإسلامية الجزائرية احتجاجا ردت عليه الولاية العامة برسالة هذا نصها < لقد استلفتم نظري إلى حالة الكشافة الإسلامية الجزائرية التي لم تنل أية مساعدة مالية رغم كونها معترفا بها من طرف وزارة المعارف و العلوم القومية فاخبركم بان مجرد الاعتراف قانونيا بأية جمعية لا يخول لها حتما الحق في المساعدات المالية فالإدارة وحدها صاحبة الحل و العقد في هذا الصدد >.

كما عارضت إدارة الاحتلال بشدة إقامة الحفلات التي كان من المفروض تخصيص مداخيلها لفائدة المعوزين الكشفيين وهذا نموذج من الأمر الإداري يمنع تنظيم حفلة كشفية. < عمالة الجزائرالشرطة العامة – رقم 8097 –بتاريخ:22/05/1949- ردا على رسالتكم المؤرخة في 28/04/1949 لي الشرف أن أخبركم بأنه لا يمكن أن اقبل طلبكم الذي يرمي إلى تنظيم حفلة فنية بقاعة الماجستيك بتاريخ 29/مايو/1949 و تفضلوا بقبول فائق الاحترام>.-عن عامل العمالة - إمضاء:مساري.

210.jpg


وفي ظل هذه الظروف القاسية و الحوادث الأليمة التي كان يعرفها المجتمع الجزائري انضمت العناصر الكشفية إلى صفوف الحركة الوطنية بالنواحي التي ينتمون إليها فاستغلوا تكوينهم الكشفي من اجل الدفاع عن القضية الجزائرية و هذا عن طريق:

- تربية النشء تربية وطنية و إعداده للمرحلة النضالية بغرس الوعي الوطني و فضح جرائم الاستعمار و أساليبه القمعية.

- تقديم توجيهات خلال العطل المدرسية لاستيعاب خلفيات الأحداث السياسية.

- نشر مبادئ الحركة الوطنية و ترسيخ أفكارها في أوساط الشباب الجزائري في مختلف المناسبات و هذا بتوزيع منشورات حركة أحباب البيان و الحرية و حزب الشعب الجزائري وهي في مجملها تنتقد و توضح وضعية الجزائريين الاجتماعية و السياسية المزرية بالإضافة إلى توزيعالجرائد الوطنية منها جريدة <egalite> لسان حال حركة أحباب البيان و الحرية.

- عقد الاجتماعات في بيوت المناضلين و أحيانا في المناطق الجبلية للتدريب على التلاحم تحضيرا للكفاح المسلح.

- جمع الاشتراكات لشراء الذخيرة الحربية تحضيرا للنضال الثوري.

- اتخاذ مقرات الكشافة الإسلامية الجزائرية قبل اندلاع الثورة التحريرية ملاجئ للمناضلين السياسيين الذين تبحث عنهم الشرطة الاستعمارية نذكر على سبيل المثال مخيم الكشافة بسيدي فرج كما تولى مركزها الكائن بحي الصيد < لابيشري > قرب ميناء الجزائر مهمة رقن العدد الأول من جريدة ( الوطني ) <le patriote> لسان حال اللجنة الثورية للوحدة و العمل كما اتخذت هذه المقرات مكانا لمزاولة كافة النشاطات السياسية السرية لحزب الشعب الجزائري و حركة انتصار الحريات الديمقراطية.

- المشاركة في المظاهرات الشعبية.

- تقديم خدمات تنظيمية لبعض التظاهرات الطلابية و الثقافية ذات طابع تحريضي.


8ef40edd7c.gif



المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

8ef40edd7c.gif



...نلتقي لنرتقي في الجزء الثالث...
... بحول الله تعالى ...

sigpic1469013.gif



ta7iya.gif







qasralkhair-8c94891f8b.gif
 
-12- تاريخ الكشفية في الجزائر * الجزء الثالث *.

1265018739.gif





star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif



تاريخ الحركة الكشفية في الجزائر


** الجزء الثالث **

ومما يجب ذكره انه خلال هذه المسيرة النضالية عبرت الكشافة الإسلامية الجزائرية في العديد من المناسبات عن مواقفها الوطنية و رغبتها في التحرر من قبضة المحتل.

فاتضح ذلك جليا من خلال النشاطات المتعددة و المطالب الوطنية و هذا باعتراف العدو نفسه إذ عبرت مذكرة موجهة إلى الولاة بتاريخ 13/03/1951 بان الحكومة العامة غير مرتاحة للنشاطات الكشفية وكذا تصريحات مسيريها الواردة في نشريات الحركة <bulletins> نذكر منها:-

- الحرية حق شرعي و مقدس للإنسان و للحصول عليها لابد عليه أن يقتل أو يقتل.

- في الجزائر يرى العديد من الشباب في الكشافة الإسلامية الجزائرية قوة في التحرر الوطني.

- إن المنظمين ... عبروا عن إرادتهم في الكفاح بدون انقطاع ضد الإمبريالية الفرنسية ... وتنادى كافة الجزائريين للكفاح من أجل تحرير وطنهم...

وفي إطار التعبير عن مواقفها الوطنية أصدرت الكشافة الإسلامية الجزائرية <la voix des jeunes> وهي جريدة شهرية صدر أول عدد لها في أبريل 1952 عبرت مقالاتها عن المواقف السياسية للشباب الجزائري كما تطرقت للقضايا الاجتماعية و الدينية و الثقافية و قد اعتبرتها إدارة الاحتلال < وسيلة للنضال الوطني >.

ومما يجب ذكره انه في الفترة الممتدة ما بين <1948 - 1954>وجد بعض القادة الكشفيين أنفسهم يؤدون رسالتهم التربوية <النشاط الكشفي> وهم أعضاء في المنظمة السرية و لكنهم انسحبوا تدريجيا من الأفواج الكشفية تفرغا للعمل السياسي نذكر من بينهم:

- عبد العزيز محمد < في الفوج الكشفي بمدينة الاغواط >.

- آيت أحمد حسين < في الفوج الكشفي بمدينة عين الحمام >

- بخلوف محمد < في الفوج الكشفي بمدينة مستغانم >

- باجي مختار< في الفوج الكشفي بمدينة قالمة >

- بن مهيدي محمد العربي < في الفوج الكشفي بمدينة بسكرة >

- بن صدوق عبد العزيز < في الفوج الكشفي - بحي بلكور- بالجزائر العاصمة >.

- بسطنجي عبد الرحمن < في الفوج الكشفي الفلاح بالجزائر العاصمة >.

- بوقرة احمد < في الفوج الكشفي بمدينة خميس مليانة >

- بوكشورة مراد < في الفوج الكشفي بمدينة بولوغين - الجزائرالعاصمة >.

- دبيح شريف < في الفوج الكشفي بحي المرادية – الجزائر العاصمة >.

- ديدوش مراد < في الفوج الكشفي بحي المرادية - الجزائر العاصمة >.

- بوتليلس حمو < في الفوج الكشفي بمدينة وهران >.

- خراز الطيب < في الفوج الكشفي بمدينة بسكرة >.

- سويداني بوجمعة < في الفوج الكشفي بمدينة قالمة >.

- يوسفي محمد < في الفوج الكشفي بحي بلكور الجزائر العاصمة >.

- زيغود يوسف < في الفوج الكشفي بمنطقة كوندي – سمندو >.

هكذا ورغم القمع الاستعماري ظلت الحركة الكشفية صامدة في مواقفها الوطنية إذ دافع مسؤولوها وقادتها و على رأسهم القائد <عمر لاغا> في العديد من المناسبات عن طموحات الشباب الجزائري في التحرر من قبضة الاستعمار وحقوقه في الحصول على الإعانات المادية و ممارسة نشاطاته الكشفية و تنظيم المخيمات و اللقاءات و إحياء الحفلات و الرحلات الدراسية مع الحرص الشديد على طرح المطالب الوطنية و رفع العلم الجزائري رمز الحرية و الاستقلال.



8ef40edd7c.gif



المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

8ef40edd7c.gif



...نلتقي لنرتقي في الجزء الرابع...
... بحول الله تعالى ...

sigpic1469013.gif



ta7iya.gif








qasralkhair-8c94891f8b.gif
 
-13- تاريخ الكشفية في الجزائر * الجزء الرابع *.

1265018739.gif






star7.gif





1_53549.gif
s%20(25).gif
1_53549.gif



تاريخ الحركة الكشفية في الجزائر


** الجزء الرابع **

كل هذه المواقف اتضحت جليا ليس على الصعيد الداخلي فحسب بل تجسدت ميدانيا خارج أرض الوطن من خلال تسجيل حضورها بالمشاركة الفعالة في التظاهرات العامة التي كانت تنظمها المنظمات الكشفية العالمية إذ شاركت في:

- جمبوري السلم بمواسون < فرنسا > في أوت 1947.

- و المهرجان الذي نظمته الفيدرالية العالمية للشبيبة الديمقراطية ببراغالعاصمة التشيكية- عام 1947.

ومما يجب ذكره انه بعد هذا المؤتمر ظهر انقسام بين القادة الكشفيين إذ انقسمت الجامعة الكشفية الجزائرية و برز على إثرها تنظيمان كشفيان وهما <s.m.a> أي الكشافة الإسلامية الجزائرية و<b.s.m.a> أي جمعية شبيبة الكشافة الإسلامية الجزائرية .وعلى حد تعبير الأستاذ محمد الصالح رمضان أن هذا الانقسام يعود إلى عوامل داخلية وخارجية و اختلاف طبائع القادة و المسيرين وتباين وجهات نظرهم...

كما طرحت المطالب الوطنية للشبيبة الجزائرية في كل من بودابست عام 1951 و بوخارست عام 1953 بالإضافة إلى المشاركة في التجمع الكشفي بكندا في أوت 1955...

لم تكتف الكشافة الإسلامية الجزائرية بتوطيد علاقاتها مع البلدان الأوربية في إطار المشاركة في التجمعات الكشفية العالمية بل توسعت علاقتها لتشمل البلدان العربية أيضا بدءا بالأشقاء التونسيين والإخوة المغاربة حيث نظمت جولة كشفية بتونس في سبتمبر 1952.

وفي المغرب شكلت أفواج كشفية جزائرية و هناك واصلت نشاطاتها بصورة فعالة و لاسيما أثناء الثورة التحريرية ابتداء من عام 1956 و في سنة 1954 توجه وفد كشفي إلى مصر برئاسة القائد < عمر لاغا > وممثلي حزب الشعب الجزائري حيث استقبلوا من قبل لجنة جزائرية مشكلة من أحمد بن بلة وحسين آيت أحمد و خيضر...حيث أوضح الوفد الكشفي الجزائري للسلطات المصرية و على رأسهم < جمال عبد الناصر > عن استعداد الشباب الجزائري لخوض الكفاح المسلح لتحرير الجزائر من قبضة المحتل.

سجلت الكشافة الإسلامية الجزائرية بقيادة عمر لاغا مشاركتها في أول مؤتمر كشفي عربي بالزبداني في سوريا في أوت 1954 حضرته كل من الجزائر و المملكة العربية السعودية و العراق و سوريا و تونس و مصر و الأردن و لبنان و فلسطين و اليمن.

وبهذه المناسبة تمكنت الجزائر من رفع العلم الوطني و المشاركة في كافة النشاطات الكشفية و إعداد برامج الكشافة العربية.

***دور الكشافة الإسلامية الجزائرية في الثورة التحريرية:***

عند اندلاع الثورة التحريرية عام 1954 تسابقت العناصر الكشفية للالتحاق بصفوف الثوار في الجبال و الغابات و هذا بعد حلها كبقية المنظمات بأمر من القيادة الثورية فتدعمت جبهة و جيش التحرير الوطني بكفاءات شبانية تتمتع بروح انضباطية عالية و غيرة وطنية حيث أثبتت ولاءها و إخلاصها للوطن عند تبنيها للمبادئ الثورية.

لقد وجدت الثورة في الكشافين خير العناصر الواعية المدربة على العمل و النظام المشبعة بالروح الوطنية عن فهم واقتناع المدركة لكل الأبعاد الثورية التحررية فكونت منهم الجبهة و الجيش خير الإطارات النضالية السياسية و العسكرية و اثبتوا جدارتهم في خدمة بلادهم بصدق و إخلاص وتفان سواء في الجبال و الغابات و الأدغال أو في الأعمال الفدائية داخل المدن و القرى و غيرها ذلك من الأعمال الاجتماعية و الاسعافية التي كانت تتطلبها الثورة في كل ميدان.

فعلا لقد استعان ضباط جيش التحرير الوطني بخبرة كثير من القادة الكشفيين في مجال التدريب العسكري و المجال الصحي لامتلاكهم خبرات في ميدان الإسعاف و الإنقاذ بحيث اغلب الأطباء و الممرضين قد اكتسبوا خبرات في مجال التمريض عن طريق الكشافة الإسلامية الجزائرية أو عبر تربصات جد قصيرة.

وفي هذا الإطار دائما استمر النشاط الكشفي خلال الثورة الجزائرية المسلحة وقدم دعما ماديا و معنويا خاصة في استعمال مقرات الحركة الكشفية كملاجئ و مستشفيات سرية و مخابئ للذخيرة و الأدوية كما اتخذت مقراتها مكانا لعقد اجتماعات مناضلي جبهة التحرير الوطني.

فعلا لقد أنجبت المدرسة الكشفية طليعة ثورية كانت قمة في التضحية و أداء الواجب الوطني إذ سجل لنا التاريخ قائمة طويلة لقافلة الشهداء الذين ترعرعوا في أحضان هذه المدرسة الوطنية التي ربت في نفوس عناصرها حب الوطن و التضحية من اجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة فكانوا سباقين إلى ميادين الاستشهاد و أوفياء لاداء اليمين < بالله الذي لا اله إلا هو و بركة هذا المصحف الشريف أنى أهب نفسي للجزائر حتى النصر أو الاستشهاد >.


فقد صدقوا ما عاهدوا الله عليه في أداء الواجب نحو الله و الوطن نذكر من بينهم :

- باجي مختار
- ديدوش مراد
- سويداني بوجمعة
- أحمد زهانة ( زبانا )
- زيغود يوسف
- كيلاني الارقط
- علي بن مستور
- محمد العربي بن مهيدي
- عواطي مصطفى
- حسيبة بن بوعلي
- مريم باج
- محمد بوقرة
- عبد الحق قويسم ...إلخ

والقائمة جد طويلة.
رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته.


أما عن دورها النضالي خارج حدود الوطن فتميز بنشاط مكثف إذ تكونت فرق كشفية في كل من تونس و المغرب ويذكر الأستاذ رابح جابة في تقرير له حول < الحركة الكشفية الجزائرية أثناء الثورة التحريرية > أنه في صائفة سنة 1957 شارك عدد من الطلبة الجزائريين في مخيم صيفي أقامته الكشافة التونسية بالمنطقة التي تدعى< الوطن القبلي > و بعد العودة من هذا المخيم مباشرة تكونت عشيرة سابعة جزائرية عملت في بداية تكوينها ضمن الكشافة التونسية حتى تكتسب خبرة و تكوينا صحيحين.

ويذكر نفس الكاتب في مكان آخر انه في شهر مارس 1958 أرسل جوالان إلى المشاركة في دراسة للشارة الخشبية أولهما أقيم بألمانيا و شارك فيها بايوب اسماوي <أيوب> و الثاني قرب مدينة الكاف بتونس و شارك فيها رابح جابة <جابر> تحصل كلاهما على شهادة الشارة الخشبية من صنف <أ> وحسب معلوماتنا أن هذين الشهادتين هما الأولين في تاريخ الحركة الكشفية الجزائرية.

بعد تكوين العشيرة السابعة و تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية توفرت الشروط القانونية لتكوين و تنظيم نشاط كشفي على نطاق أوسع في إطار كشافة جزائرية مستقلة عن الكشافة التونسية حيث تكونت في خريف 1958 اللجنة الكشفية الجزائرية من طرف الاخوة:بايوب اسماوي و رابح جابة ومحمد الصغير و رزاق لبزة < العلمي > و صالح اسماوي.


اذ باشرت هذه الأخيرة نشاطها في إطار جبهة التحرير الوطني و نفذت برامجها المسطرة بكل دقة و على كافة أصعدة التكوين الكشفي.

وقد أنشأت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية لجنة عليا للشباب تعتبر همزة وصل بين اللجنة الكشفية من ناحية و المستويات السياسية العليا.

وفي إطار تكوين و تنظيم أفواج كشفية شرعت اللجنة الكشفية بتكوين أفواج بكل أقسامها < جوالة -كشافة - أشبال - فتيات > وذلك في كامل تراب الجمهورية التونسية.

ازدهر نشاط هذه الحركة بكثرة عدد الأفواج من ضمن نشاطاتها أقامت أول مخيم تمهيدي سنة 1959 شارك فيه عدد كبير من الأفراد ما يقارب المائة 100 من كافة أفواج الكشافة الجزائرية بقيادة رابح جابة و مساعدة محمد الصغير و رزاق لبزة < العلمي >.

وسعيا لوحدة كشافة المغرب العربي انعقد مؤتمر تأسيسي بمدينة الرباط بالمغرب في ديسمبر 1958 شارك فيه عن الكشافة الجزائرية بتونس المرحوم محمد بالطيب القائد العام للجنة الكشفية وبايوب اسماوي مسؤول العلاقات الخارجية.

وعندما انعقد اجتماع اللجنة الفنية بالمغرب في عين خرزوزة في صائفة 1959 مثل الجزائر في هذا الاجتماع رابح جابة عن الكشافة الجزائرية بتونس و رضا بسطنجي عن الكشافة الجزائرية بالمغرب.

كما سجلت الكشافة الجزائرية بتونس و المغرب حضورها في المؤتمر الثاني المنعقد سنة 1960 و شاركت أيضا في الجمبوري العربي الرابع المنعقد ببئر الباي وبرج السدرية في صائفة 1960 و في إطار الاستعدادات لهذا التجمع نظم مخيم تحضيري بغابة الرمال قرب بنزرت شارك فيه ستمائة 600 كشاف جزائري بقيادة رابح جابة بمساعدة محمد الصغير و رزاق لبزة و عبد الله عثمانية و مبارك العيفة.

كان المخيم الجزائري مضربا للأمثال من طرف كل الوفود العربية المشاركة في التجمع و محل عناية من طرف المسؤولين الجزائريين في الجبهة و الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية حيث قام بزيارة تشجيع له نخص بالذكر المجاهد الكبير أسد جرجرة المرحوم كريم بلقاسم نائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية محمد الطيب الثعالبي و سي علال عضو مجلس الثورة و مسؤول قاعدة تونس –احمد بن عبد القادر وعياض البوعبدلي رئيس اللجنة العليا للشباب.

وتجدر الإشارة إلى أن قيادة هذا المخيم أسندت إلى أحد قادة الأفواج و هو مصطفى بسطنجي.


كانت هناك مسابقات بين المخيمات و منحت جوائز لاحسن مخيم عربي في هذا التجمع فكانت الجائزة من نصيب الجزائر.

ومن ضمن نشاط الكشافة الجزائرية شارك أعضاؤها في عدة وفود أرسلت إلى عدة بلدان في العالم قصد التعريف بالقضية الجزائرية نذكر على سبيل المثال لا الحصر في ربيع 1960 و بدعوة من الحكومة الصينية أرسلت الحكومة الجزائرية وفدا إلى الصين الشعبية يتكون من عشرة أشخاص يمثلون اغلب المنظمات الجزائرية < طلبة - فنانين - و كشافة >.مثل الكشافة الجزائرية في هذا الوفد رابح جابة و قد مر الوفد في ذهابه بمدينة براغ حيث استقبله هناك وفد عن الاتحاد العالمي للطلبة.

ثم واصل سفره إلى الصين الشعبية عن طريق موسكو< التي لم تعترف بعد بالحكومة الجزائرية و كانت من المؤيدين لفرنسا >.استقبل وفد حكومة الجزائر على مطار بيكين.

قامت العشيرة السابعة في صائفة 1959 بتنظيم مخيم كشفي متنقل بليبيا بقيادة محمد الصغير و لبزة <العلمي> و مساعدة عبد المجيد تاغيت < تاريكت > تجاوز عدد المشاركين في المخيم العشرة من الجوالة حيث نظم في المدن التالية: - طرابلس - الخمس - لبدة - الحفرة -.

كما قام الجوالان بايوب اسماوي و رابح جابة بجولة على الأقدام من تونس حتى مدينة القاهرة عاصمة الجمهورية العربية المتحدة حاملين العلم الجزائري و باللباس الرسمي للكشافة الجزائرية و هذا في سنة 1960.

وفي إطار التعريف بالقضية الجزائرية العادلة كانت اللجنة الكشفية بتونس تقوم بتنظيم العديد من المحاضرات في القاعات العمومية و الخاصة و في المقرات الكشفية كانت المحاضرات تحت عناوين مختلفة في إطار: فلسفة الثورة و العقيدة الثورية الجزائرية.

كما أصدرت اللجنة الكشفية الجزائرية مجلة تكوينية تحت عنوان < الشباب الجزائري > كانت تعنى بمختلف نواحي تربية الشباب و تمده ببعض المعلومات الكشفية و الوطنية صدر منها أحد عشر عددا.

***الحركة الكشفية في الجزائر بعد الاستقلال:-***

منذ وقف القتال و خاصة غداة الاستقلال فان عودة عدد كبير من الإطارات من ميدان الجهاد و السجون و المنفى تمكنت الحركة الكشفية من أن تتخذ مظهرا خاصا و حيويا خصوصا بعد المؤتمر الكشفي الذي تم في أكتوبر سنة 1962 و الذي كان في نفس الوقت مؤتمر الوحدة. حيث برز الأمل في تعزيز العمل المنظم وفي تمثيل و تجانس الإطارات لكي تعمل على تجديد نفسها و الاندماج في التيار الثوري و المشاركة بصورة فعالة في بناء الجزائر الاشتراكية.

ولكن يا للأسف فان هذه الآمال قد تبددت بسرعة و عرفت المنظمة <التي أصبحت بعيدة عن تعزيز نشاطها> الركود أو بالأحرى التقهقر بسبب الغموض السياسي الذي ساد البلاد في عهد الرئيس الأسبق أحمد بن بلة منذ 1962 حتى 1965 و فقدان التوجه و العقيدة المحددة هيأت الحزب بحيث يستطيع أن يستخدم في بعض الأحيان كتوضيح أو بالأحرى كتبرير..

ولكن بالرغم من انتفاضة 19 جوان والتصحيح الثوري الذي قام به الزعيم الرئيس الراحل العقيد هواري بومدين في 19 جوان عام 1965 فان الحركة الكشفية ظلت على هامش التيار الثوري كما لاحظ ذلك مسؤول جهاز الحزب حيث قال انه شعر < بأن الكشاف المسلم الذي ناضل من أجل القضية الوطنية لم يتطور ليصبح المناضل الثوري الاشتراكي >.





8ef40edd7c.gif



المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

8ef40edd7c.gif



...نلتقي لنرتقي في موضوع جديد من هذه السلسلة...

وهو موضوع :

صدور البيان الجزائري

... بحول الله تعالى ...

sigpic1469013.gif



ta7iya.gif









qasralkhair-8c94891f8b.gif
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top