الغفران
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 19 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 242
- نقاط التفاعل
- 131
- النقاط
- 9
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحو منهج عدل في النّقد والرّد
........................................
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحو منهج عدل في النّقد والرّد
........................................
للأستاذ/ علي الشايب.
فهذه نقاط موجزة، وتنبيهات مختصرة رأيت أهميتها لما بدا لي من أساليب بعض الكتاب الغيورين من خشونة في القول وغلظة على المخطئ وتعجل في الإنكار يخشى منه التنفير، والنفوس تأنف من الغلظة عليها، بل والنصيحة إن لم تراع فيها آدابها. ولا أقصد - أبدا- تبرير خطأ وقع فيه فلان كائنا من كان. كما أني أتحدث في دائرة أهل السنة فلا يحتجن علي محتج بالغلظة على أهل البدع ومنحرفي الفكر من أهل العلمنة وأشياعهم، وإن كان في الكلام ما يصلح لمخاطبة الجميع.
فإليك هذه الإشارات المجملة التي أرى أهمية مراعاتها للوالج باب الرد والنقد:
أولا: أن مقاصد الخلق معتبرة، ويتعلق بها الثواب والعقاب، والحكم الدنيوي والأخروي، فمن قال كلمة أو فعل فعلا ما، ظاهره الخطأ والمخالفة للدين جاهلا بمدلول ما يقول أو ناسيا أو متأولا ليس كمن خلا من ذلك،- خاصة إن كان حال المتحدث وبساط مقاله لا يساعد على إرادة المعنى المذموم – وإن كان هؤلاء متفاوتين في العذر فمنهم المعذور ومنهم المأجور ومنهم الموزور.
ثانيا: استصحاب حال المخطئ السابقة والحالية، فمن عرف بتعظيم الدين والتزام حدود الشرع، ورعاية الحقوق، واتباع السنة وتوقير صاحبها، وكان من أهل الجمعة والجماعة، والمسارعة إلى الخيرات، ليس كمن عهد مستهترا بالدين مستخفا بحرماته، أو مبتدعا مجاهرا مضللا بمقولاته وشبهاته، فالأول يلتمس له من العذر ولو كان بعيدا، ويحسن به الظن ما وجد إلى إحسان الظن به سبيلا ، ثم يبين له وجه الخطإ بالرفق واللين والشفقة، مع بيان خطورة لوازم القول أو الفعل، ويستحسن أن يكون ذلك مباشرة من غير وساطة النشر العالمي الذي سيمته التشهير والفضح المعلن، وتعريض المخطئ لتهكم المتهكمين ولمز اللامزين،وتندر المنتهزين للفرص، واستباحة ساحة حرمته والتشهير به، بل وإغلاق باب التوبة والأمل في وجهه بالفعل أو بالقول أو بكليهما.
ويحضرني في هذه الفقرة حال النبي "صلى الله عليه وسلم" مع بعض المخطئين كحاله مع حاطب ابن أبي بلتعة ومع الأعرابي الذي بال في المسجد ومع معاوية بن الحكم السلمي الذي تكلم في الصلاة، وقصدي أنها حالات اتسمت بالرفق مع المخطئ وتعليمه وجه الخطإ بألطف أسلوب وأحكم طريقة، مما كان أثره مباشرا على المخطئ بإعلان توبته أو تصحيح خطئه.
ثم حال المنصفين من أهل السنة لبعض علماء أهل الكلام ومن قلد طريقتهم من المحدثين والمفسرين الذين كانت مقاصد كثير منهم حسنة لكن كثيرا من أفعالهم سيئة، فانظر إلى عظم جرم من عطل الله جل وعز عن صفات الكمال، ووصفه بالنقص، وحمل نصوص القرآن والسنة على التأويل البعيد، مخالفا لصريح النصوص وصحيحها وإجماع السلف ومن سار على طريقتهم من الخلف. ومع ذلك تجد النقد مسلطا على المقالة لا على القائل –خاصة- من ظهرت منهم النصرة للدين وتعظيم حرماته، والوقوف في وجه أعدائه، وتبين أن خطأهم وقع بسبب تقليد لمن سبق، أو سلوك منهج في الدراسة متبع، أو طريقة سادت في عصر أو مصر فتبع فيها اللاحق السابق. ويحضرني من الأسماء، ابن حزم والقرطبي وابن العربي والشاطبي الأندلسيون ومن المشارقة النووي وأبن حجر وقبلهم الذين تآمروا على شيخ الإسلام ووشوا به وزجوا به في غياهب السجون حتى مات حبيسا رحمه الله . فانظر إنصاف أهل السنة لهم. مع لوازم أقوالهم الشنيعة، أعني أقوالهم في المعتقد من نفي صفات الباري وتأويل النصوص.
........................................