بعيدا عن تلك الضوضاء,,,, و دون أن يشعر بي أحد من جموع المحتفلين ,,, إنسحبت في هدوء إلى شرفة الصالة التي كانت صديقتي تحيي فيها ليلة عيد الميلاد .
أخذتني خطاي بعيدا عن الحاضرين ,, إستغليت انشغالهم بالترحيب بباقي المدعوين ,, و عزلت عالمي عن عالمهم للحظات ,, و بنيت بيني و بينهم أسوارا حصينة تسكت ضجيجهم و تمنعه من الوصول إلى مسمعي .
كان منظر الشرفة يطل على مساحة من الخضرة تملأها الأشجار ,,,, إستهواني ذلك المنظر فقررت أن أنزل إلى تلك الحديقة.
و نزلت,,,,, كانت الطبيعة ليلتها تبدو لي خلابة بنسمتها المنعشة مع رذاذ المطر الخفيف الذي كان يسلب الألباب و يخطف القلوب ,,, لم أقدر على مقاومة سحره ,,, لم أقدر أن أغفل عنه و أنغمس مع صديقاتي في اللهو داخل جدران ذلك البيت.
جلست إلى أقرب شجرة و بدأت في عد أوراقها كالعاشقة الحالمة و أنا أبتسم ,,, لا أدري لماذا خطر ببالي أن أحسب كل تلك الأوراق ,,, ربما لأنني أردت أن أعرف هل سيتمكن منها فصل الخريف و يأخذها كلها في مهب الريح أم سيخجل من حاله و يغض النظر عن تعرية مثل هكذا شجرة في قمة الجمال.
أخذني خيالي إلى تساؤلات كثيرة طارت بي بعيدا خارج أسوار الحديقة و المبنى حيث كان يقام الحفل ,,, و ما أعادني إلى الواقع سوى زخات المطر التي تزايدت في تساقطها لتبلل ثيابي و تجبرني على العودة إلى صخب الالإحتفال.