تشقير الحواجب: جمع لفتاوى كبار العلمـاء ..

إنسانة ما

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
28 سبتمبر 2011
المشاركات
1,913
نقاط التفاعل
123
النقاط
79
محل الإقامة
تبسة
الجنس
أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمـة الله
وددت أن أنقل لكن أخواتي بعض من فتاوى العلماء حول تشقير الحواب (صبغ الحواجب وجعلها تبدو وكأنها منمصَـة). فجزى الله علماءنا عنّا كل خير ونفعني وإياكن بعلمهم .. آمين

( فقد انتشر في الآونة الأخيرة بين أوساط النساء ظاهرة تشقير الحاجبين بحيث يكون هذا التشقير من فوق الحاجب ومِن تحته بشكل يُشابه بصورة مطابقة للنمص ، من ترقيق الحاجبين ، ولا يخفى أن هذه الظاهرة جاءت تقليداً للغرب . وأيضا خطورة هذه المادة المُشقّرة للشعر من الناحية الطبية ، والضر الحاصل له ، فما حُكم الشرع في مثل هذا الفعل ؟ أفتونا مأجورين ، علماً بأن الأغلبية من النساء عند مناصحتها تطلب ما كُتِب من الجنة ، وتَردّ الفتوى الشفهية فنرغب – حفظكم الله – إصدار فتوى . سائلينه سبحانه عز وجل أن ينفع بها ، ويحفظ لهذه الأمة دينها . إنه ولي ذلك والقادر عليه ) .
اللجنة الدائمـة للإفتاء:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت الجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي مبارك صالح ، والمُحال إلى الجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم ( 7868 ) وتاريخ 19/12/1421 ه وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه :


وبعد دراسة الجنة للاستفء أجابت بأن
تشقير أعلى الحاجبين وأسفلهما بالطريقة المذكورة لا يجوز لما في ذلك من تغير خلق الله سبحانه ولمشابهته للنمص المحرّم شرعاً ، حيث إنه في معناه ويزداد الأمر حُرمة إذا كان ذلك الفعل تقليداً وتشبهاً بالكفار أو كان في استعماله ضر على الجسم أو الشعر لقول الله تعالى : ( وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) وقوله صلى الله عليه وسلم : لا ضر ولا ضرار . وبالله التوفيق .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
الجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

سئل سماحة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ورعاه​

كثيرا ما سمعنا فتوى التشقير للشعر ، بعضهم أجاز ذلك وبعضهم منعها واختلاف الفتوى فيها ، ولكن قيل لنا يا شيخ بأنه عند فحصها في المختبر وجد أنها عبارة عن سحب لون الشعر وليس طبقة على الشعر وإنما يسحب اللون فهل هذا صحيح ؟

فأجاب حفظه الله ورعاه : لا يجوز العبث بالحواجب لا بالقص ولا بالنتف ولا بالحلق ولا بتغيير لونها ، لأن هذا من تغيير خلق الله إلا إذا كان لونها مشوها خارجا عن المألوف ، فلا بأس أن يعالج بما يزيل التشويه ، وأما العبث فيها وهي سليمة فإنها تبقى على هيئتها ولا يعبث فيها لأن هذا يدخل في تغيير خلق الله من غير حاجة أو من غير ضرورة إلى ذلك ، فالشيطان حريص على أن يتلاعب ببني آدم ولهذا قال لربه عز وجل في بني آدم " ولآمرنهم فليغيرن خلق الله " فهذا من تغيير خلق الله من دون ضرورة .نعم .

نور على الدرب يوم الأحد 12 رجب 1427

يُتبع إن شاء الله ..

 
::حفِّ الحواجب ، وتشقيرها مخالف للشرع::

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ، وبعد :
فقد وصل إليَّ مقال نشر في جريدة الوطن في يوم السبت 17 / 1 / 1426 هـ بعنوان تعقيب على خالد السيف لاضير في حفِّ الحواجب ، وتشقيرها .
قال الكاتب في صحيفة الوطن : " كتب الأكاديمي في جامعة القصيم خالد صالح السيف مقالاً بعنوان : هل يجوز تشفير الحواجب ، وحفِّها ؛ إنَّه السؤال الذي لم يبرح على شفاه حريمنا ؛ إنَّه السؤال الذي ما فتئ يفجر فينا إشكالية قلق فقهيٍّ دائمٍ ..." إلى أن قال : " أوافق الكاتب على أنَّنا سأمنا هذا السؤال ؛ فهو يتردد في كلِّ مكانٍ ، وعلى كلِّ لسان ، وقد رأينا بعضهنَّ ممن يخفن من اللعن قد تركن حواجبهنَّ حتى التصقت بمقدمة شعورهنَّ ، فأصبحت وجوههنَّ كأنَّها أسود غاب " . وهنا لي وقفةٌ مع هذا الكاتب الذي يهوِّن من شأن النساء اللاتي يخفن من اللعن ؛ الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيجتنبْنَ موجبه في واقعهنَّ .
أما تعلم يا مسكين أنَّه ما ساد من ساد ، وبلغ الدرجات العلى إلاَّ بالإيمان ؛ الذي يحمل صاحبه على الخوف من الله ، وتحاشى الوقوع فيما يسخطه سبحانه قال تعالى : (
يوم يتذكر الإنسان ما سعى 35 وبرِّزت الجحيم لمن يرى 36 فأمَّا من طغى 37 وآثر الحياة الدنيا 38 فإنَّ الجحيم هي المأوى 39 وأمَّا من خاف مقام ربه ونهى النَّفس عن الهوى 40 فإنَّ الجنة هي المأوى 41) النازعات 35- 41 وقال تعالى : (إنَّ الذين هم من خشية ربهم مشفقون 57 والذين هم بآيات ربهم يؤمنون 58 والذين هم بربهم لايشركون 59 والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنَّهم إلى ربهم راجعون ) المؤمنون 57 – 60 وقوله تعالى : (وزكريا إذ نادى ربَّه ربِّ لاتذرني فرداً وأنت خير الوارثين 89 فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنَّهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين 90) الأنبياء : 89 – 90 وقال تعالى : (يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً لايجزي والدٌ عن ولده ولامولودٍ هو جازٍ عن والده شيئا) لقمان : 33. ألا ترى يا أخا الإسلام أنَّ الله تعالى أثنى على بعض عباده بمخافته ، وخشيته ، والرهبة من الوقوف بين يديه ، وأخبر بما لهم عنده من النعيم المقيم في جنات النَّعيم ، وأنت تعير البقية الباقية من النساء بالخوف من لعنة الله ، وكأنَّك تجرؤهنَّ ، وتغريهنَّ بعدم مخافته .
الوقفة الثانية : أنَّك تستحل في سبيل ذلك الكذب ، فتقول : " وقد رأينا بعضهنَّ ممن يخفن من اللعن قد تركن حواجبهنَّ حتى التصقت بمقدمة شعورهنَّ ، فأصبحت وجوههنَّ كأنَّها أسـود غاب " وأقول : منْ التصقت حواجبهنَّ بمقدمة شعورهنَّ ؛ متى ، وأين حصل ؟ هـذا - اللهمَّ غَفْراً - من المبالغة التي تعاب .

الوقفة الثالثة : إنَّ الحواجب خلقها الله عزَّ وجل للإنسان زينةً ، فوجودها هو الزينة ، وليس إزالتها هو الزينة ، فمن زعم أنَّ وجودها تشويه ، فقد عاب صنعة الله ، ومن عاب الصنعة عاب الصانع ، فأعدَّ للسؤال جواباً .

الوقفة الرابعة : أنَّ إزالتهـا أو تشقيرها تغييرٌ لخلق الله ، وتغيير خلق الله لايجوز كما سيأتي في الأدلة .

الوقفة الخامسة : أنَّ الشيطان يغري بني آدم بتنميص شعر الوجه ، والحاجبين ، وبالأخص النساء ويزيِّنَ لهنَّ ذلك ؛ ليوقعهنَّ في معصية الله ، وتغيير خلفه ، وكذلك الشياطين تحبب إلى الناس المعصية ، وتزينها لهم ؛ قال الله تعالى :
( إن يدعون من دونه إلاَّ إناثا وإن يدعون إلاَّ شيطانا مريدا 117 لعنه الله وقال لأتخذنَّ من عبادك نصيبا مفروضا 118 ولأضلنَّهم ولأمنينَّهم ولآمرنَّهم فليبتكنَّ آذان الأنعام ولآمرنَّهم فليغيرنَّ خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبينا 119 يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلاَّ غرورا 120 أولئك مأواهم جهنَّم ولايجدون عنها محيصا 121)النساء : 117 – 121

ثمَّ قال الكاتب : " والذي ضخَّم هذا السؤال لدى حريمنا هو تكراره في كلِّ المقررات ، وعلى كلِّ السنوات ، وفي الإذاعة ، والفضائيات ، وداخل الكتيبات ، والملصَّقات ..." الخ المقطع .
وأقول : أيسوؤك أن يُنَبَّه النساء على ما يتنافى مع دينهنَّ ، ويوجب النَّقص في التزامهنَّ حتى يجْتَنِبْنَه ؛ لقد كان الواجب عليك أن تفرح بتنبيه النساء على أمور دينهنَّ ، وما يوجب التزامهنَّ لا أن يثير هذا غضبك ، ويجعلك تتندر بمن يخاف لعنة الله للمتنمصات ، والمستوشمات من النسـاء .
ثمَّ قال الكاتب : " وحديث النَّمص الذي يردِّده البعض هو من أقوال الصحابي عبد الله بن مسعود ، ورد في فتح البـاري في ج10 / 377 كمـا ورد أيضاً في ج 8 / 630 تحت باب : (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) حديث رقم 4886 وفحوى الحـديث عن عبد الله بن مسعود قال : (( لعن الله الواشمات ، والمستوشمات ، والمتنمصات ، للحسن المغيِّرات لخلق الله ، فبلغ ذلك امرأةً من بني أسد يقال لها أمُّ يعقوب ، فجاءت فقالت : أنَّه بلغني أنَّك لعنت كيت وكيت ، فقال : وما لي ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومَنْ هو في كتاب الله ؟!! فقالت : لقد قرأت ما بين اللوحين ، فما وجدت فيه ما تقول ؛ قال : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه ؛ أما قرأت : (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهـوا ) قالت : بلى قال : فإنَّه قد نهى عنه قالت : فإنيِّ أرى أهلك يفعلونه ؛ قال : فاذهبي فانظري ، فذهبت فنظرت فلم تر من حاجتها شيئا ، فقال : لو كانت كذلك ما جامعتها )) " اهـ .

وأقول قول الكاتب : " إنَّ حديث النَّمص الذي يردده البعض هو من أقوال الصحابي عبد الله بن مسعود " ولا أدري هل هذا جهلٌ من الكاتب أو مغالطة مقصودة ، والثانية أظهر ، فإنَّ مثله لايجهل هذه العبارات بهذا الوضوح ، فقوله في الحديث : (( وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم )) دالٌّ على أنَّ هذا اللعن صادرٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلـم وليس من غيره ، وهذا واضحٌ وضوح الشمس في رابعة النَّهار .
فقول الكاتب : إنَّ اللعن هو من أقوال عبد الله بن مسعود ؛ حتى ولم يترضَّ عنه قولٌ غير صحيح ، فهو قال : (( وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم )) دالٌّ على أنَّ اللعن لمن يعملون هذه الأمور التي هي النَّمص ، والوصل ، والوشم ؛ وهو صادرٌ من نبي الهدى ورسول الرحمة ؛ ليس من غيره ، فقول الكاتب فيه مغالطةٌ يسأله الله عنها .

ثانياً : أنَّ حديث النَّهي عن الوصل ، وما في معناه لم يرد من حديثٍ ابن مسعود وحده ؛ بل قد ورد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في باب وصل الشَّعر من صحيح البخاري رقم 5933 عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( لعن الله الواصلة ، والمستوصلة ، والواشمة ، والمستوشمة )) .

وفيه حديث عن عائشة رضي الله عنها : أنَّ جارية من الأنصار تزوجت ، وأنَّهـا مرضت فتمعَّط شعرها ، فأرادوا أن يوصلوها ، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( لعن الله الواصلة ، والمستوصلة )) أخرجه البخاري في الباب المذكور برقم 5934 .

وحديث عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها في نفس الباب رقم 5935 وفيه : (( فسبَّ رسول الله صلى لله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة )) وفيه حديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنَّ رسـول الله قال : ((لعن الله الواصلة ، والمستوصلة ، والواشمة ، والمستوشمة)) وقال نافع : الوشم في اللِّثة ، أخرجه البخاري في نفس الباب برقم 5937 والمقصود باللثة اللحم الذي فيه الأسنان .

وحديث عن معاوية في نفس الباب برقم 5938 من طريق سعيد بن المسيب : (( قال قدم معاوية رضي الله عنه المدينة في آخر قدْمة قدِمَها ، فخطبنا ، فأخرج كُبَّة من شعرٍ قال : ما كنت أرى أنَّ أحداً يفعل هذا غير اليهود ، وأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سمَّاه الزُّور يعني الواصلة في الشعر )) .

وفي باب المتنمصات حديث ابن مسعود من طريق علقمة ؛ قال : (( لعن عبد الله الواشمات والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله ، فقالت : أمُّ يعقوب ما هذا ؟ قال : وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي كتاب الله ؛ قالت : والله لقد قرأت ما بين اللوحين ، فما وجدته ، فقال : والله لئن قرأتيه لقد وجدتيه : (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ).
قلت : وفي هذه الآية دلالةٌ أيضاً على أنَّ هذا اللعن صادرٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس من ابن مسعود رضي الله عنه ، وفي باب المستوشمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتي عمر رضي الله عنه بامرأةٍ تَشِمْ ، فقام فقال : أنشدكم بالله : من سمع من النبي صلى الله عليه وسلم في الوشم ، فقال أبو هريرة رضي الله عنه ، فقمتُ ، فقلتُ : يا أمير المؤمنين : أنا سمعتُ ما سمعتَ ؛ قال : سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( لاتَشِمْنَ ولاتستوشمن )) رواه البخاري رقم 5946 قال الحافظ في الفتح ج10 / 377 .

وفي هذه الأحاديث حجةٌ لمن قال : " يحرم الوصل في الشعر ، والوشم ، والنَّمص على الفاعل والمفعول به ؛ وهي حجة على من حمل النَّهي فيه على التنـزيه ؛ لأنَّ دلالة اللعن على التحريم من أقوى الدِّلالات ؛ بل عند بعضهم أنَّه من علامات الكبيرة ، وفي حديث عائشة دلالةٌ على بطلان ما روي عنها أنَّها رخَّصت في وصل الشعر بالشعر ، وقالت : إنَّ المراد بالوصل المرأة تفجر في شبابها ، ثمَّ تصل ذلك بالقيادة ، وقد ردَّ ذلك الطبراني ، وأبطله بما جاء عن عائشة في قصة المرأة المذكورة في الباب " اهـ .

قلت : وهذا الأثر المروي عن عائشة في تفسير الوصل من أبطل الباطل ، ومن أمحل المحال بالأخص في زمن الصحابة ، وبيت النبوة ، ولهذا التفسير مفهومٌ سيء يدل على أنَّه موضوع .

وأقول قول الكاتب : " أنَّ احتمال أنَّ ابن مسعود قد سمع اللعن من النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ابن حجر ؛ يدلنا على أنَّ وقائع الأحوال يتطرق إليها الاحتمال ، فيكسوها ثوب الإجمال ، ويسقط بها الإستدلال " اهـ

وأقول : هذه محاولة من الكاتب الأكاديمي في إسقاط النَّص ، وجرؤة دنيئة في إبطال النصوص النبوية ، وعدم المبالات بها ، وإيثار لإرضاء الناس على إرضاء الله تعالى ، ولو على حساب إبطال النصوص الشرعية ، فقد ورد النَّهي المصحوب باللعن من حديث ابن مسعود في قوله : (( وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم )) .

ومن حديث عائشة ، وأختها أسماء بنت أبي بكر ، ومن حديث عبد الله بن عمر ، وأبي هريرة ومعاوية رضوان الله عليهم أجمعين ، فمحاولة إسقاط حديث ابن مسعود رضي الله عنه لاينفع هذا الجاهل ، ولا من يرضى بصنيعه من أحاديث من سمينا .
ولكن هذا الكاتب لايرضيه إلاَّ أن يسقط حديث ابن مسعود رضي الله عنه بأسباب تافهةٍ ، وحججٍ واهية ، فهو يقول : " أنَّ حديث ابن مسعود موقوفٌ " ويأتي من كتاب ابن الصَّلاح بتعريفٍ الموقوف ، فيقول : " وتعريف الحديث الموقوف بأنَّه ما أضيف إلى الصحابي قولاً كان أو فعلاً أو تقريراً " اهـ .
فأقول : أين الموقوف ؟ وابن مسعود يقول : (( وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم )) إنَّ مِثل هذا الكاتب لاينبغي له أن يتكلم في الأحاديث النبوية حتى يتعلم مصطلح الحديث ؛ فقول ابن مسعود : (( وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم )) فما استفهامية استفهام إنكاري ؛ أي ما الذي يمنعني من لعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنِّي بذلك أبيِّن حقَّاً ، وأبلِّغ شرعاً .
أمَّا قول الكاتب : " أنَّه ليس فيه صيغة من صيغ التَّحمل ؛ وهي سمعت ، وحدثني ، وقال لي وأخبرني " وأقول : قول ابن مسعود رضي الله عنه : (( وما لي لا ألعن من لعن رسول الله )) دالٌّ على أنَّه قد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، فحججه ؛ التي يريد أن يبطل بها الحديث حججٌ واهية ، والنَّهي المصحوب باللعن ثابتٌ من حديث غيره كما تقدَّم .

وقول الكاتب : " لو كان هذا الحديث ثابتاً لعن الله النَّامصة من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لكـانت السيدة عائشة هي أوَّل من قالت به ؛ فهي الأقرب لمسائل النسـاء وأحوالهـنَّ" اهـ .

وأقول : على فرض صحة الأثر ؛ الذي حكاه عن عائشة رضي الله عنها ، فإنَّ أهل الأصول يقرِّرون أنَّ العبرة بما روى الرواي لابما رأى ، ولم يقل بأنَّ مخالفة الرواي لما روى تقدح في روايته إلاَّ الحنفية ، فيما أعلم .
علماً بأنَّ عائشة رضي الله عنها قد روت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لعن الله الواصلة ، والمستوصلة )) وبذلك قدح الطبري في صحة ما روي عنها من جواز الوصل ، وتقدم قول ابن حجر رحمه الله في الأحاديث ؛ التي رويت في هذا المعنى حجةً لمن قال بتحريم الوصل في الشعر ، والوشم ، والنَّمص .
واسمع إلى ربك ما يقول قال الله تعالى :
( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) الحشر : 7 وقال جلَّ من قائل : ( وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) الأحزاب : 36 وقوله : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيَّن له الهدى ويتَّبع غير سبيل المؤمنين نولِّه ما تولَّى ونصله جهنَّم وساءت مصيرا)النساء : 115 وقال جلَّ من قائل : ( يا أيها الذين استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ، واعلموا أنَّ الله يحول بين المرء وقلبه وأنَّه إليه تحشرون 24 واتقوا فتنةً لاتصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا وأنَّ الله شديد العقاب)الأنفال : 24 – 25 وفي الحديث الصحيـح : (( كلكلم يدخل الجنة إلاَّ من أبى ؛ قالوا : ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال : من أطاعني دخل الجنَّة ، ومن عصاني فقد أبى )) .

فالتماس التأويلات المتعسفة لصرف الحديث عن ظاهره ، وإبطال العمل به ، وتثبيط الهمم عن امتثاله ، واتباع ما فيه جريمة عظيمة يعاقب الله عليها من فعلها إن مات ولم يتب ، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه .

كتبه
أحمد بن يحيى النَّجمي
في 9 / 5 / 1426 هـ

 
تشقير الحواجب أخية النمص فاحذرنه معشر النساء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولاعدوان إلا على الظالمين

فقد انتشر بين النساء الراكضات وراء الموضات وغرائب التقليعات واللاتي لايتنزهن أن يكن بالكافرات والفاسقات متشبهات
بل سرت العدوى حتى إلى بعض الصالحات
بتشقير الحواجب تجملا وبدلا عن النمص المحرم.

وقد وجد من يفتيهن بجواز ذلك وقد قال شيخ الاسلام إذا اختلف العلماء فلايكون قول بعضهم حجة على بعض إلا بالأدلة الشرعية
ومن تأمل علة النمص علم أن ذلك من أجل أنه تغيير لخلق الله وما أفظع ذلك ، فإن المغير لخلق الله لم يقنع بصنعة الخالق حتى راح يعبث بصفتها بمايسمى عملية تجميل الأنف تارة والنمص تارة أخرى والحيلة بالتشقير تارة أخرى فهي غير قانعة بتلك الصنعة الالهية للحاجبين غلظا أو تقوسا فتعبث زاعمة أنها تريد الأفضل وأنا لها ذلك ، وقد قال الله عن الشيطان كاشفا خطته مع ابن آدم في اضلاله عن الرضا بصنعة ربه الذي أتقن كل شيء صنعه سبحانه: (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله).​

فالتشقير للحاجبين عبث واعتراض عملي ولسان الحال أنطق من لسان المقال لصنعة الرب وخلقته فلينته النساء عنه إن كن بخلق الله قانعين ولما حرم مجتنبين ولما اشتبه تاركين في الخيرات ليرضى رب الأرض والسموات مسارعين.

وقد سئل شيخنا عن ذلك صالح الفوزان حفظه الله فقال السائل :
كثيرا ما سمعنا فتوى التشقير للشعر ، بعضهم أجاز ذلك وبعضهم منعها واختلاف الفتوى فيها ، ولكن قيل لنا يا شيخ بأنه عند فحصها في المختبر وجد أنها عبارة عن سحب لون الشعر وليس طبقة على الشعر وإنما يسحب اللون فهل هذا صحيح ؟
فأجاب حفظه الله ورعاه : لا يجوز العبث بالحواجب لا بالقص ولا بالنتف ولا بالحلق ولا بتغيير لونها ، لأن هذا من تغيير خلق الله إلا إذا كان لونها مشوها خارجا عن المألوف ، فلا بأس أن يعالج بما يزيل التشويه ، وأما العبث فيها وهي سليمة فإنها تبقى على هيئتها ولا يعبث فيها لأن هذا يدخل في تغيير خلق الله من غير حاجة أو من غير ضرورة إلى ذلك ، فالشيطان حريص على أن يتلاعب ببني آدم ولهذا قال لربه عز وجل في بني آدم " ولآمرنهم فليغيرن خلق الله " فهذا من تغيير خلق الله من دون ضرورة .نعم .
نور على الدرب يوم الأحد 12 رجب 1427
من موقع الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني
 
سئل العلامة المحدث عبد المحسن العباد حفظه الله
عن تشقير الحواجب

فقال : التشقير مثل النمص لأن المقصود الذي يحصل من النمص هو يحصل من التشقير وهو الدهان مثل لون البشرة يوضع على هيئة معينة فيظهر الحاجب له شكل خاص غير الشكل الذي خلقه الله عز وجل عليه هذا لا فرق بينه وبين النمص فالنتيجة واحدة.

وقد سئل العلامة محدث اليمن الشيخ مقبل عليه رحمة الله
عن حكم تشقير الجواجب ( وهو وضع الصباغ على الحواجب حتى يظهر للرائي من بعد وكأنها متنمصة)
فأجاب رحمه الله :
بأنه محرم لما فيه من التشبه بالنمص

سُئِل سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله – ما حكم تشقير الحواجب .. وكذلك نتف ما بينهما ؟
الجواب :
لا شكَّ أن النمص والنتف حرام ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لَعَنَ (( النامصة والمتنمصة )) فالنمص قص شعر الحواجب أو الوجه فهذا محرم ، أما تشقير الحواجب وتحديدها فهو تغيير لخلق الله .. والمطلوب أن تدع الحواجب وما بينهما ولا تحاول أن تقتدي بالكافرات ومن حولها
[ نور على الدرب ]

 
62058love.gif



بـــــــــــــارك الله فيك أختي موضوع رائع وقيم

شكرا ع المعلومات


ربي يهدينـــــــــــا لما يحبه ويرضاه

وينور دروبنا إن شاء الله تعالى


دمت متألقة حنونتي

zeHor



images


 
بارك الله فيك اختي على حرصك في انتظار مواضيعك القيمة
 
وعليكم السلام
بارك الله فيكِ على التوضيح المفَصّل :regards01:

وجدتُ ذات مرة في منتدى عضوة تدعو البنات لتشقير الحواجب
وقالت لهن ان التشقير افضل من النمص الذي هو حرام
وأنا بدوري كنتُ لأول مرة اسمع عن التشقير مُقابل النمص
وموضوعكِ قد وضّحي لي جيّدا
شكرا عزيزتي
 


بـــــــــــــارك الله فيك أختي موضوع رائع وقيم


وفيكِ بارك الرحمن أختي زهور
في انتظار تميَّزكِ أختي وتفاعلكِ
وفقكِ الله

 
لن أزيد على كلآمكـ حرفآ فقد كفيتــِ و وفيتــِ
بآركـ الله فيكـ حبيبتي و جزآكـ الجنة ~ ..

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top