بحث حول الماركسية المحدثة

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

بثيــــنة 19

:: عضو فعّال ::
إنضم
29 نوفمبر 2009
المشاركات
1,922
نقاط التفاعل
1,454
النقاط
111
محل الإقامة
سطيف
بحث حول الماركسية المحدثة

المبحث الاول / ماهية الماركسية المحدثة

المطلب الاول : تعريف الماركسية المحدثة
هي تلك النظريات والآراء التي ظهرت بعد الماركسية الكلاسيكية و كان هدفها الحفاظ على الإرث الماركسي الذي بدأ في التلاشي نتيجة لسقوط المعسكر الشرقي وفقدانه للعديد من دويلات التي كانت تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي هذا من جهة ، أما الأمر الثاني عدم تحقق نبؤه كارل ماركس بسقوط الرأسمالية التي سيحل محلها الاشتراكية ثم الشيوعية .بل أعقب ذلك انتشار سريع للرأسمالية في شتى أصقاع المعمورة.
الماركسية المحدثة حافظة على مضمون الماركسية التقليدية مع تعديل طفيف في معنى الصراع الذي كان يقصد به ماركس انقلاب الطبقة الكادحة على أرباب العمل اواصحاب السلطة الذين يمتلكون وسائل الإنتاج من اجل ان تصبح هذه الوسائل ملكا لجميع الإفراد. أما الماركسيون المحدثون يرون ان الصراع في طياته يحمل مضمون احترام للنظام و السلطة واعتبار الصراع أداة للتغير والتحديث.

عوامل ظهور الماركسية المحدثة

ويمكن تلخيصها بالنقاط التالية.
1- تحديث أفكار الماركسية الكلاسيكية التصويرية التي اتخذت من الصراع مدخلا وظيفيا للعديد من الظواهر الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية المتغيرة.
2- ظهور من العلماء الشبان الغربيين الذين انبهروا بنظرية الصراع لكنهم اعتبروها أداة للتغير و التحديث
لا كما نظر إليها ماركس لكن الصراع في داخله يحمل احترام للنظام و السلطة مثل الانسجام.
3- أراد أنصار الماركسية تطوير علم الاجتماع عن طريق دراسته لعناصر الصراع و التغير
ركزوا على التوفيق بين الماركسية التقليدية التي تركز على الصراع، و الوظيفية البنائية التي تركز على التوازن النسقي .
4- حرص أنصار الماركسية على تطبيق نظرية الصراع و تصنيفها إلى اتجاهين هما:
اتجاه ينظر إلى المجتمع على أنه نسق معياري و يركز على العوامل الاجتماعية
و اتجاه طبيعي يسعى لتفسير الصراع بالاهتمام بالأسباب الاجتماعية و الثقافية الكامنة التي بسببها يظهر الصراع.


المطلب الثاني : رواد الماركسية المحدثة

• الماركسية الفرنسية: ارتبطت الماركسية الفرنسية ارتباطا خاصا بأعمال التوسير وبورديو وهما يريان في الماركسية انها علم تقدم المعرفة العلمية، ويمكن أن تسخدم لايصال الطبقة العاملة الى سدة الحكم، اما ممثل الطبقة العاملة فهو الحزب الشيوعي حامل تلك المعرفة.
اما صيغة الحديثة للماركسية التقليدية التي ظهرت على ايديهما كانت موجهة لهدفين يعرفان بالطوعية والاقتصادية .
اما النزعة الاقتصادية فهي شكل من أشكال الماركسية التقليدية وتنشأ جميع الظواهر على المستوى الاقتصادي، فالاقتصاد فهو يحدد طبيعة المجتمع كله وتنظيمه السياسي و بأفكاره عن نفسه ويفترض هذا الاتجاه ايضا ان تقدم التاريخ محكوم بواسطة هذا التنظيم الاقتصادي ، وان التطور من الرأسمالية الى الاشتراكية عملية حتمية .
أما النزعة الطوعية فتفترض ان البشر ليسوا من التنظيمات الاقتصادية وهم الذين يحددون ما يحدث والبشر في نظر التوسير فقدوا حريتهم بسبب نمط معين من أنماط التنظيم الاقتصادي وهو النظام الرأسمالي . والاشتراكية ستتحقق حينما يعي البشر تلك الحقيقة ويستعيدون حريتهم المفقودة ثانية .

• لويس كوزر ووظائف الصراع :
هو عالم اجتماع أمريكي معاصر اهتم بالنظرية الوظيفية وقدم مساهمة في نظرية الصراع الاجتماعي .
في عام1950 نشر كتاب ( وظائف الصراع الاجتماعي ) يعتبر لويس كوزر أول من ألف للنظرية الماركسية المحدثة. وتأثر كثيرا بجورج زيمل حول مفهوم ووظائف الصراع و كما تأثر بجورج سيمون في مؤلفه : " الصراع والمجتمع المحلي " 1937
وأفكاره ماهي إلى ربط بين أفكار جورج زيمل عن الصراع وأفكار دوركايم في التكامل الاجتماعي
الصراع : هو طرح مباشر يتحكم في أهدافه أحد طرفي الصراع وتكون وظائفه إيجابية أو سلبية أو كليهما .
المنافسة : هي صراع غير مباشر ووظائفها إيجابية باستمرار .
هناك نوعان من الصراع
صراع مشترك : موجه خارج الجماعة .
صراع غير مشترك : يحدث بين مكونات المجتمع او الجماعة نفسها .
تعريف الصراع عند كوزر : إنه عملية اجتماعية ضرورية لفهم العلاقات الاجتماعية وهو نضال حول القيم والمكانة ومصادر القوة .

تحليل آلية الصراع عند لويس كوزر : الصراع خادم أمين للبناء الاجتماعي يؤدي باستمرار إلى إعادة تكيف المعايير وبناء القوة داخل الجماعات فالصراع نوعان:

*صراع داخلي : مرتبط بالأهداف والقيم والمصالح الرئيسية للجماعة فالقيم المتنافرة تهدد البناء الاجتماعي للمجتمع ولذلك فالمجتمع هنا عليه بإعادة النظر في القيم ( قيم جديدة ) وهذا ما يسمى بـ " درجة الانتظام المعياري" للصراع داخل النسق مما يؤدي إلى قيم متكاملة وبالضرورة يكون هناك تكامل بسبب الصراع

*صراع خارجي : وهو صراع الجماعة مع الجماعات الخارجية فالصراع يؤدي إلى تماسك داخلي مما يعني قلة الصراع الداخلي فالجماعات المترابطة ( لها درجة عالية من التفاعل والاندماج الشخصي ) يكون فيها كبت الصراع متراكم عندما يظهر يكون عنيفا .
الجماعات الانقسامية : يتسع بناؤها لصراعات متعددة ، طاقات الجماعة تتحرك في اتجاهات متعددة ولا تتجمع في خط صراعي واحد
صراع الجماعات المفتوحة البناء
من مميزاته
يخفف حدة التوتر بين الأطراف المتصارعة
إعادة المعايير أو يساعد على ظهور معايير جديدة
توازن مستمر في بناء القوة أي قوة المصالح المتعارضة
تقليل العزلة الاجتماعية بين الجماعات والأحزاب
المحافظة على الحدود الفاصلة بين هذه الجماعات مركز كل جماعة فردية داخل النسق



• رالف داهرندروف و الصراع في مجتمع ما بعد الحداثة
أثناء دراسته للمجتمع اتضح له بأن هناك طبقة وسطى لم ينتبه إليها كارل ماركس في نظريته، حيث ينتمي لهذه الطبقة أصحاب الياقة البيضاء و يتمثلون في الأطباء و الصحافيين و المحامين و الأساتذة (الطبقة المثقفة) ، و كذا أصحاب الياقة الزرقاء و هم العمال الموجودين في المصانع ويمثلون الطبقة الكادحة.
و كونوا مجموعة من النقابات المختلفة حيث كان المجتمع في حاجة إلى عقل مفكر، حيث تنادي هذه الطبقة بالمساواة و القضاء على التمييز الطبقي و المطالبة بحقوق العمال و توعية المجتمع، كما تمثل هذه الطبقة حلقة و صل بين الرأسماليون و العمال الكادحون، و ذكر داهرندروف عدة عوامل لظهور المجتمع ما بعد الرأسمالي وهي:

- ضعف قوة رأس المال: كلما تزايد تواجد الشركات الصناعية نتيجة للتكنولوجيا ضعفت قوة الاتصال بين الملكية و إدارة هذه الشركات الصناعية.
- ضعف قوة العمال: يكون التمايز شديد بين العمال ذوي الكفاءات و الذين لا تتوفر فيهم الكفاءة، و من ثم يعكس مستو الوعي الطبقي لكل فئة و يصبح التضارب في المصالح.

- ظهور الطبقة المتوسطة
نمو الحراك الاجتماعي: نتيجة لتزايد التعليم و التغيرات الاجتماعية ظهر حراك بين مختلف المهن الاجتماعية.
نمو المساواة: تقلصت ظاهرة اللامساواة الاجتماعية و الاقتصادية و للجهود المبذولة من طرف الدولة في تحقيق معدلات الحد الأدنى للمستوى المعيشي للمواطنين، بفرضها الضرائب على ذوي الدخل المرتفع



• فرانـك باركــن و القيم و الصراع في المجتمعات الحديثة
لقد جاءت أفكار فرانك باركن حول القيم و الصراع في أحد مؤلفاته الهامة عن اللامساواة و الطبقية
و النظام السياسي و التدرج الاجتماعي في المجتمعات الرأسمالية و الشيوعية و ذلك في محاولة منه في العودة إلى أفكار و تصورات ماركس الأصلية حيث حاول تحليل المصادر الاجتماعية التي تؤدي إلى حدوث الاستقرار في المجتمعات الحديثة و ذلك بطرح سؤال هام جدا مؤداه: لماذا تتمرد غالبا الجماعات المحرومة على غيرها من الجماعات التي تتمتع بالامتيازات؟ سعى باركين لتوضيح السبب، و الذي يرجع إلى أن الجماعات المحرومة لا يتم السيطرة عنها بواسطة القوة الفيزيقية و لكن بواسطة مجموعة من الميكانيزمات أو العوامل المتداخلة و التي تشمل كل من الحراك الاجتماعي و التوقعات المتدنية و الاستسلام،
و هذا ما جعل باركين يسعى إلى تحليل النظام المعياري في المجتمعات الحديثة و ذلك عن طريق مناقشته للفكرة القائلة بوجود العديد من الاختلافات في القيم و في الوعي بين الطبقات في المجتمع كما ميز بين ثلاثة أساليب أو أنساق للمعنى التي عن طريقها يتم تنظيم القيم و هي
1- أن الجماعات في المسيطرة في المجتمع لديها أيضا قيم مسيطرة و التي عن طريقها يتم تأسيس الإطار الأخلاقي و الأفكار و المسلمات العامة في المجتمع,
2- إن نسق القيم الخاضعة في المجتمع غالبا ما ينتج عنها جماعات خاضعة و تزويد أصحابها بأساليب الامتثال و التكيف و غيرها من الحقائق غير المرغوب فيها حول اللامساواة و المكافآت المتوقعة بغض النظر على تقبلها
3- أن النسق القيمي الراديكالي يطرح الإطار الأخلاقي البديل في المجتمع و يقدم إطارا أو إشارة ضمنية لإعادة تنظيم المجتمع,
و في الواقع إنما سعى باركين لتوضيح أفكاره النظرية حول العلاقة المتبادلة بين القيم و الصراع في المجتمعات الحديثة عن طريق تحليله لبعض الشواهد الواقعية و التي استخدم فيها عدد من الإجراءات البحثية الميدانية و التي اعتمدت على البيانات الإحصائية، التي قام بتجميعها في عدد من المجتمعات الغربية الحديثة مثل بريطانيا و خلص إلى أن تلك المصادر التي قام بتجميعها لم تظهر وجود أي متغيرات أساسية في الطبيعة الطبقية للامساواة التي توجد بين الطبقة العاملة,
خلص باركن من خلال أرائه حول العلاقة المتبادلة بين القيم و الصراع في المجتمعات الشيوعية و النظام الاشتراكي و محاولة مقارنتها بما هو موجود بالفعل في المجتمعات الرأسمالية الغربية نتيجة هامة مفادها
أن النظام الاشتراكي للمجتمعات يكون أكثر انفتاحا عن المجتمعات الرأسمالية
ومن هذا المنطلق نلاحظ أن باركن حاول أن يستخدم الإطار الماركسي لعقد نوع من المقارنة بين الطبقات العاملة في كل من المجتمعات الرأسمالية و الاشتراكية و ذلك من أجل إثبات العلاقة المتبادلة بين النسق القيمي و نسق الصراع في المجتمع.
• دافيد لوكود و النسق و الطبقية في المجتمع الحديث:
جاءت إسهامات دافيد لوكود حول النسق و الطبقة في المجتمع الحديث من خلال تقديمه لرؤى ماركسية محدثة لطبيعة العناصر البنائية و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية التي ترتبط بالطبقة من ناحية و النسق الاجتماعي من ناحية أخرى كما جاءت اهتمامات لوكود التي ترتبط بدراسات النسق الاجتماعي و خاصة على تركيزه على نقد نظرية النسق لبارسونز عن طرق تبنيه لمنظور أو مدخل الصراع، و الذي أهمل فيها جانب المصالح المتعارضة و التي أطلق عليها مفهوم أخر ألا و هو المستوى التحتي للنسق الاجتماعي.
ارتبطت تحليلات لوكود حول الطبقية الاجتماعية و ذلك بالاشتراك مع مجموعة من زملائه و نظرا لأهمية إسهامات لوكود في مجال تطوير النظرية الماركسية المحدثة سعى حاليا لعرض هذه الإسهامات فيما يلي

الطبقة الاجتماعية: حيث جاءت إسهامات لوكود حول الطبقة الاجتماعية بمشاركة بلات و جولد ثروب
عن دراستهم للعامل المترف، ففي دراسته عن العامل ذو السترة الداكنة حاول فيها أن يفسر العلاقة بين المظاهر الحقيقية الموضوعية و عن المظاهر الغائية للطبقة، و ذلك عن طريق مناقشته لنظرية ماركس حيث رأى أن الموظفين أو العمال ذوي السترات السوداء، يعبرون جزءا من أعضاء الطبقة العمالية و هي البروليتاريا لأنهم لا يعتبرون من الطبقة الرأسمالية التي تملك وسائل الإنتاج و لكن حتى الوقت الحاضر نجد أن معظم هذه الفئة من العمال لا يعتبرون أنفسهم مختلفين تماما بل هم أسمى، و من هنا يتساءل لوكود -هل هذا يعتبر نوعا من الشعور أو الوعي الطبقي الزائف؟ و هل لدى هذه الفئة الإدراك لطبقتهم الحقيقة؟
سعى لوكود إلى إعطاء إجابات للتساؤلات السابقة إعنمادا على تفسيرات ماركس للطبقة و ذلك من خلال مناقشته لموقفين أساسين و هما
أولا/ موقف السوق: رأى لوكود أن فئة الموظفين لا تمتلك وسائل الإنتاج لأنهم فقط يقومون ببيع قيمة أعمالهم في السوق المفتوح و لذا يمكن أن ننظر إليهم على جزء من الطبقة العمالية الكبرى (البروليتاريا)، و لا سيما إذا ما نظرنا إلى طبيعة دخول فئة الموظفين خلال الخمسين سنة الماضية نجد أنهم لا يحصلون فقط إلا على متوسط أجير دخل العمال البروليتاريين أو العاديين
ثانيا/ موقف العمل:لقد توصل لوكود إلى وجود تمايز واضح بين الموظفين و العمال العاديين، و لا سيما أن الفئة الأولى تتمتع بمميزات أعلى مثل عملهم في ظروف عمل أفضل و معدلات أعلى من المعاشات، العمل يعكس مدى وجود الفوارق الكبيرة في الأجور بين أفراد هذه الفئة و إلى إمكاناتهم المهنية أو الوظيفة التي يحصل عليها البعض دون الأخر، و عموما إن فئة الموظفين ارتبطت بكثير من الجوانب الإدارية هذا بالإضافة إلى قيامهم بأداء أعمالهم بصورة فعالة.
كذلك أكد لوكود على وجود نوع من التمايز و الاختلاف بين فئة الموظفين و العمال العاديين و ذلك من خلال موقف العمل ، هذا ما جعلهم يشعرون بنوع من الاتجاهات المختلفة حول طبيعة إدراكهم لحقيقة البناء الاجتماعي الذي ينتمون إليه، و هكذا حسب تحليلات لوكود فإن فئة الموظفين أو العمال ليس لديهم رغبة بظهور وعي خاص بينهم ينتمي إلى الطبقة العمالية على الإطلاق و السبب يرجع إلى سعي هذه الفئة دائما إلى الربط بين موقف عملهم و العالم الاجتماعي الخارجي الذي يعيشون فيه و الذي يختلف بالطبع عن موقف عمل العمال اليدويين و هذا ما يترجم عموما الأسباب التي تؤدي إلى نوع من الوعي الزائف لدى الفئة الأولى.
و من هذا المنطلق حرص لوكود على ضرورة تفسير الوعي الزائف لدى العمال أو الموظفين من خلال تفسيره بين الجوانب الموضوعية و الذاتية للطبقة، ولا سيما أن الجوانب الموضوعية تظهر في علاقات أو موقف العمل.
أما في دراسته الثانية حول العمال الميسورين بالتعاون مع زملائه أمثال بلات و جولد ثروب، قاموا بإجراء دراسة على عمال شركة الإنتاج السيارات الذين يحصلون على مميزات كبيرة و أجور عالية جدا، أطلق عليهم اسم العمال الأثرياء و يتساءل عن مدى تغير الاتجاهات الطبقية و السياسية و الصناعية، حيث سعوا على تحليل ثلاث مظاهر للطبقة العمالية و هي: المظاهر الاقتصادية، المعيارية و العقلانية، و ذلك عن طريق تحليل موقف السوق و مكاسب العمال العالية بالرغم من تدني وضعهم الاجتماعي و المهني العام بالنسبة للفئات المهنية المتوسطة، أما المظاهر أما المظاهر العقلانية تتمثل في قلة مشاركة العمال في المناسبات الاجتماعية أو الالتحاق بالنوادي الترفيهية أو إقامة ندوات اجتماعية، و أما المظهر المعياري يتضمن مجموعة من القيم
و الاتجاهات و المعايير السلوكية و مستويات الجماعات التي لم تستطيع فئة العمال تحقيقها بصورة أفضل من الفئات المهنية المتوسطة


.
تقييم النظرية الماركسية المحدثة:
تعد النظرية المحدثة نقطة انطلاق للعديد من النظريات السوسيولوجية المعاصرة و هذا ما ظهر في النظرية البنيوية أو نظريات ما بعد البنيوية، كانت كذلك محور اهتمام المنظرين الاجتماعيين أمثال النظرية النقدية، كذلك فسحت المجال أمام العديد من روادها لتحديث الإطار المرجعي الذي يجب أن تقوم عليه النظرية السوسيولوجية العامة مثل تحليلات داهرندروف في دراسته لقضايا اجتماعية معاصرة.


خاتمــــــــة



على الرغم من الانتشار الواسع للرأسمالية أو ما يسمى اليوم بالإمبريالية في العالم و سيطرتها على

دول العالم الثالث، و الذي تولد عليه الأزمة المالية الحديثة و ما خلفته من مشاكل، حيث وقفت الرأسمالية حاجز أمام تطور المجتمعات، و أن مظاهر الرأسمالية لا تزال واضحة جلية في المجتمعات و مظاهر القهر
و الاستغلال الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي للعمال لا تزال موجودة، و على الرغم من انهيار الإتحاد السوفياتي سابقا إلا أنه كذلك النظرية الماركسية سواء الكلاسيكية أو المحدثة استطاعت أن تترك بصمتها
و تراثها لا يزال يتجدد و لا سيما في أكبر دولة في العالم و هي الصين، حيث تركت إسهامات كارل ماركس و أنصاره أثرا كبيرا في الفكر الإنساني و دراسته للمشاكل الواقعية في العصر الحديث و كذا ساهم في تطور النظرية السوسيولوجية عامة.
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top