المعلقات العشر والتعريف بها/ التعريف المختصر الكامل للمعلقات من كافة الجوانب.doc

محـ أمين مد

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
10 أكتوبر 2009
المشاركات
1,453
نقاط التفاعل
160
النقاط
39

بســــم الله الرحمن الرحيم

[FONT=&quot]المعلّقات

[/FONT]
[FONT=&quot]التعريف المختصر[/FONT][FONT=&quot]الكامل للمعلقات من كافة الجوانب

[/FONT]
[FONT=&quot]كان فيما اُثر من أشعار العرب ، ونقل إلينا من تراثهم الأدبي[/FONT][FONT=&quot]الحافل بضع قصائد من مطوّلات الشعر العربي ، وكانت من أدقّه معنى ، وأبعده خيالاً[/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot]وأبرعه وزناً ، وأصدقه تصويراً للحياة ، التي كان يعيشها العرب في عصرهم قبل[/FONT][FONT=&quot]الإسلام ، ولهذا كلّه ولغيره عدّها النقّاد والرواة قديماً قمّة الشعر العربي وقد[/FONT][FONT=&quot]سمّيت بالمطوّلات ، وأمّا تسميتها المشهورة فهي المعلّقات . نتناول نبذةً عنها وعن[/FONT][FONT=&quot]أصحابها وبعض الأوجه الفنّية فيها[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]فالمعلّقات لغةً من العِلْق : وهو المال الذي يكرم عليك ، تضنّ[/FONT][FONT=&quot]به ، تقول : هذا عِلْقُ مضنَّة . وما عليه علقةٌ إذا لم يكن عليه ثياب فيها[/FONT][FONT=&quot]خير[/FONT][FONT=&quot]1[/FONT][FONT=&quot]، والعِلْقُ هو[/FONT][FONT=&quot]النفيس من كلّ شيء ، وفي حديث حذيفة : «فما بال هؤلاء الّذين يسرقون أعلاقنا» أي[/FONT][FONT=&quot]نفائس أموالنا[/FONT][FONT=&quot]2[/FONT][FONT=&quot] . [/FONT][FONT=&quot]والعَلَق هو كلّ ما عُلِّق[/FONT][FONT=&quot]3[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]وأمّا المعنى الاصطلاحي فالمعلّقات : قصائد جاهليّة بلغ عددها السبع أو[/FONT][FONT=&quot]العشر ـ على قول ـ برزت فيها خصائص الشعر الجاهلي بوضوح ، حتّى عدّت[/FONT][FONT=&quot]أفضل ما بلغنا عن[/FONT][FONT=&quot]الجاهليّين من آثار أدبية[/FONT][FONT=&quot]4[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]والناظر إلى المعنيين اللغوي والاصطلاحي يجد العلاقة واضحة[/FONT][FONT=&quot]بينهما ، فهي قصائد نفيسة ذات قيمة كبيرة ، بلغت الذّروة في اللغة ، وفي الخيال[/FONT][FONT=&quot]والفكر ، وفي الموسيقى وفي نضج التجربة ، وأصالة التعبير ، ولم يصل الشعر العربي[/FONT][FONT=&quot]الى ما وصل إليه في عصر المعلّقات من غزل امرئ القيس ، وحماس المهلهل ، وفخر ابن[/FONT][FONT=&quot]كلثوم ، إلاّ بعد أن مرّ بأدوار ومراحل إعداد وتكوين طويلة[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]وفي سبب تسميتها بالمعلّقات هناك أقوال منها[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]لأنّهم استحسنوها وكتبوها بماء الذهب وعلّقوها على الكعبة ، وهذا[/FONT][FONT=&quot]ما ذهب إليه ابن عبد ربّه في العقد الفريد ، وابن رشيق وابن خلدون وغيرهم ، يقول[/FONT][FONT=&quot]صاحب العقد الفريد : «وقد بلغ من كلف العرب به (أي الشعر) وتفضيلها له أن عمدت إلى[/FONT][FONT=&quot]سبع قصائد تخيّرتها من الشعر القديم ، فكتبتها بماء الذهب في القباطي المدرجة[/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot]وعلّقتها بين أستار الكعبة ، فمنه يقال : مذهّبة امرئ القيس ، ومذهّبة زهير[/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot]والمذهّبات سبع ، وقد يقال : المعلّقات ، قال بعض المحدّثين قصيدة له ويشبّهها ببعض[/FONT][FONT=&quot]هذه القصائد التي ذكرت[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]برزةٌ تذكَرُ في الحسـ ـنِ من الشعر[/FONT][FONT=&quot]المعلّقْ[/FONT]
[FONT=&quot]كلّ حرف نادر منـ ـها له وجهٌ معشّق[/FONT][FONT=&quot]5[/FONT]
[FONT=&quot]أو لأنّ المراد منها المسمّطات والمقلّدات ، فإنّ من جاء بعدهم من[/FONT][FONT=&quot]الشعراء قلّدهم في طريقتهم ، وهو رأي الدكتور شوقي ضيف وبعض آخر[/FONT][FONT=&quot]6[/FONT][FONT=&quot] . [/FONT][FONT=&quot]أو أن الملك إذا ما استحسنها أمر بتعليقها في[/FONT][FONT=&quot]خزانته[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]

[FONT=&quot]بتعليقها في[/FONT][FONT=&quot]خزانته[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]هل علّقت[/FONT][FONT=&quot]على الكعبة؟[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال طالما دار حوله الجدل والبحث ، فبعض يثبت التعليق لهذه القصائد على[/FONT][FONT=&quot]ستار الكعبة ، ويدافع عنه ، بل ويسخّف أقوال معارضيه ، وبعض آخر ينكر الإثبات[/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot]ويفنّد أدلّته ، فيما توقف آخرون فلم تقنعهم أدلّة الإثبات ولا أدلّة النفي ، ولم[/FONT][FONT=&quot]يعطوا رأياً في ذلك[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]المثبتون[/FONT][FONT=&quot]للتعليق وأدلّتهم[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]لقد وقف المثبتون موقفاً قويّاً ودافعوا بشكل أو بآخر عن موقفهم في[/FONT][FONT=&quot]صحّة التعليق ، فكتبُ التاريخ حفلت بنصوص عديدة تؤيّد صحّة التعليق ، ففي العقد[/FONT][FONT=&quot]الفريد[/FONT][FONT=&quot]7[/FONT][FONT=&quot]ذهب ابن عبد ربّه ومثله ابن رشيق والسيوطي[/FONT][FONT=&quot]8[/FONT][FONT=&quot]وياقوت الحموي[/FONT][FONT=&quot]9[/FONT][FONT=&quot]وابن الكلبي[/FONT][FONT=&quot]10[/FONT][FONT=&quot]وابن خلدون[/FONT][FONT=&quot]11[/FONT][FONT=&quot]، وغيرهم إلى أنّ[/FONT][FONT=&quot]المعلّقات سمّيت بذلك; لأنّها كتبت في القباطي بماء الذهب وعلّقت على أستار[/FONT][FONT=&quot]الكعبة ، وذكر ابن الكلبي : أنّ أوّل ما علّق هو شعر امرئ القيس على ركن من أركان[/FONT][FONT=&quot]الكعبة أيّام الموسم حتّى نظر إليه ثمّ اُحدر ، فعلّقت الشعراء ذلك[/FONT][FONT=&quot]بعده[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]وأمّا الاُدباء المحدّثون فكان لهم دور في إثبات التعليق ، وعلى[/FONT][FONT=&quot]سبيل المثال نذكر منهم جرجي زيدان حيث يقول[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot] «[/FONT][FONT=&quot]وإنّما استأنف إنكار ذلك بعض المستشرقين من الإفرنج ، ووافقهم بعض[/FONT][FONT=&quot]كتّابنا رغبة في الجديد من كلّ شيء ، وأيّ غرابة في تعليقها وتعظيمها بعدما علمنا[/FONT][FONT=&quot]من تأثير الشعر في نفوس العرب؟! وأمّا الحجّة التي أراد النحّاس أن يضعّف بها القول[/FONT][FONT=&quot]فغير وجيهة; لأنّه قال : إنّ حمّاداً لمّا رأى زهد الناس في الشعر جمع هذه السبع[/FONT][FONT=&quot]وحضّهم عليها وقال لهم : هذه هي المشهورات[/FONT][FONT=&quot]»[/FONT][FONT=&quot]12[/FONT][FONT=&quot]، وبعد ذلك أيّد[/FONT][FONT=&quot]كلامه ومذهبه في صحّة التعليق بما ذكره ابن الأنباري إذ يقول : «وهو ـ أي حمّاد ـ[/FONT][FONT=&quot]الذي جمع السبع الطوال ، هكذا ذكره أبو جعفر النحاس ، ولم يثبت ما ذكره الناس من[/FONT][FONT=&quot]أنّها كانت معلّقة على الكعبة[/FONT][FONT=&quot]»[/FONT][FONT=&quot]13[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]وقد استفاد جرجي زيدان من عبارة ابن الأنباري : «ما ذكره الناس[/FONT][FONT=&quot]» [/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot]فهو أي ابن الأنباري يتعجّب من مخالفة النحاس لما ذكره الناس ، وهم الأكثرية من[/FONT][FONT=&quot]أنّها علقت في الكعبة[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]النافون[/FONT][FONT=&quot]للتعليق[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]ولعلّ أوّلهم والذي يعدُّ المؤسّس لهذا المذهب ـ كما ذكرنا ـ هو[/FONT][FONT=&quot]أبو جعفر النحّاس ، حيث ذكر أنّ حمّاداً الراوية هو الذي جمع السبع الطوال ، ولم[/FONT][FONT=&quot]يثبت من أنّها كانت معلّقة على الكعبة ، نقل ذلك عنه ابن الأنباري[/FONT][FONT=&quot]14[/FONT][FONT=&quot] . [/FONT][FONT=&quot]فكانت هذه الفكرة أساساً لنفي[/FONT][FONT=&quot]التعليق[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]كارل بروكلمان حيث ذكر أنّها من جمع حمّاد ، وقد سمّاها بالسموط[/FONT][FONT=&quot]والمعلّقات للدلالة على نفاسة ما اختاره ، ورفض القول : إنّها سمّيت بالمعلّقات[/FONT][FONT=&quot]لتعليقها على الكعبة ، لأن هذا التعليل إنّما نشأ من التفسير الظاهر للتسمية وليس[/FONT][FONT=&quot]سبباً لها ، وهو ما يذهب إليه نولدكه[/FONT][FONT=&quot]15[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]وعلى هذا سار الدكتور شوقي ضيف مضيفاً إليه أنّه لا يوجد لدينا[/FONT][FONT=&quot]دليل مادّي على أنّ الجاهليين اتّخذوا الكتابة وسيلة لحفظ أشعارهم ، فالعربية كانت[/FONT][FONT=&quot]لغة مسموعة لا مكتوبة . ألا ترى شاعرهم حيث يقول[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]فلأهدينّ مع الرياح قصيدة منّي مغلغلة إلى[/FONT][FONT=&quot]القعقاعِ[/FONT]
[FONT=&quot]ترد المياه فما تزال غريبةً في القوم بين تمثّل[/FONT][FONT=&quot]وسماعِ؟[/FONT][FONT=&quot]16[/FONT]
[FONT=&quot]ودليله الآخر على نفي التعليق هو أنّ القرآن الكريم ـ على قداسته ـ[/FONT][FONT=&quot]لم يجمع في مصحف واحد إلاّ بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) (طبعاً هذا على[/FONT][FONT=&quot]مذهبه) ، وكذلك الحديث الشريف . لم يدوّن[/FONT][FONT=&quot]إلاّ بعد مرور فترة طويلة من الزمان[/FONT][FONT=&quot] ([/FONT][FONT=&quot]لأسباب لا تخفى على من سبر كتب التأريخ وأهمّها نهي الخليفة الثاني عن تدوينه) ومن[/FONT][FONT=&quot]باب أولى ألاّ تكتب القصائد السبع ولا تعلّق[/FONT][FONT=&quot]17[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]وممّن ردّ الفكرة ـ فكرة التعليق ـ الشيخ مصطفى صادق الرافعي[/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot]وذهب إلى أنّها من الأخبار الموضوعة التي خفي أصلها حتّى وثق بها المتأخّرون[/FONT][FONT=&quot]18[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]ومنهم الدكتور جواد علي ، فقد رفض فكرة التعليق لاُمور[/FONT][FONT=&quot]منها[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot] 1 [/FONT][FONT=&quot]ـ أنّه حينما أمر النبي بتحطيم الأصنام والأوثان التي في الكعبة[/FONT][FONT=&quot]وطمس الصور ، لم يذكر وجود معلقة أو جزء معلّقة أو بيت شعر فيها[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] 2 [/FONT][FONT=&quot]ـ عدم وجود خبر يشير إلى تعليقها على الكعبة حينما أعادوا[/FONT][FONT=&quot]بناءَها من جديد[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] 3 [/FONT][FONT=&quot]ـ لم يشر أحد من أهل الأخبار الّذين ذكروا الحريق الذي أصاب[/FONT][FONT=&quot]مكّة ، والّذي أدّى إلى إعادة بنائها لم يشيروا إلى احتراق المعلّقات في هذا[/FONT][FONT=&quot]الحريق[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] 4 [/FONT][FONT=&quot]ـ عدم وجود من ذكر المعلّقات من حملة الشعر من الصحابة والتابعين[/FONT][FONT=&quot]ولا غيرهم[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]ولهذا كلّه لم يستبعد الدكتور جواد علي أن تكون المعلّقات من صنع[/FONT][FONT=&quot]حمّاد[/FONT][FONT=&quot]19[/FONT][FONT=&quot]، هذا عمدة ما ذكره المانعون[/FONT][FONT=&quot]للتعليق[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]بعد استعراضنا لأدلة الفريقين ، اتّضح أنّ عمدة دليل النافين هو ما[/FONT][FONT=&quot]ذكره ابن النحاس حيث ادعى انّ حماداً هو الذي جمع السبع الطوال[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]وجواب ذلك أن جمع حماد لها ليس دليلا على عدم وجودها سابقاً[/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot]وإلاّ انسحب الكلام على الدواوين التي جمعها أبو عمرو بن العلاء والمفضّل وغيرهما[/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot]ولا أحد يقول في دواوينهم ما قيل في المعلقات . ثم إنّ حماداً لم يكن السبّاق الى[/FONT][FONT=&quot]جمعها فقد عاش في العصر العباسي ، والتاريخ ينقل لنا عن عبد الملك أنَّه عُني بجمع[/FONT][FONT=&quot]هذه القصائد (المعلقات) وطرح شعراء أربعة منهم وأثبت مكانهم أربعة[/FONT][FONT=&quot]20[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]وأيضاً قول الفرزدق يدلنا على وجود صحف مكتوبة في[/FONT][FONT=&quot]الجاهلية[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]أوصى عشية حين فارق رهطه عند الشهادة في الصحيفة[/FONT][FONT=&quot]دعفلُ[/FONT]
[FONT=&quot]أنّ ابن ضبّة كان خيرٌ والداً وأتمّ في حسب الكرام[/FONT][FONT=&quot]وأفضلُ[/FONT]
[FONT=&quot]كما عدّد الفرزدق في هذه القصيدة اسماء شعراء الجاهلية ، ويفهم من بعض[/FONT][FONT=&quot]الأبيات أنّه كانت بين يديه مجموعات شعرية لشعراء جاهليين أو نسخ من[/FONT][FONT=&quot]دواوينهم بدليل[/FONT][FONT=&quot]قوله[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]والجعفري وكان بشرٌ قبله لي من قصائده الكتاب[/FONT][FONT=&quot]المجملُ[/FONT]
[FONT=&quot]وبعد ابيات[/FONT][FONT=&quot]يقول[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]دفعوا إليَّ كتابهنّ وصيّةً فورثتهنّ كأنّهنّ[/FONT][FONT=&quot]الجندلُ[/FONT][FONT=&quot]21[/FONT]
[FONT=&quot]كما روي أن النابغة وغيره[/FONT][FONT=&quot]من الشعراء كانوا يكتبون قصائدهم ويرسلونها الى بلاد المناذرة معتذرين عاتبين ، وقد[/FONT][FONT=&quot]دفن النعمان تلك الأشعار في قصره الأبيض ، حتّى كان من أمر المختار بن أبي عبيد[/FONT][FONT=&quot]واخراجه لها بعد أن قيل له : إنّ تحت القصر كنزاً[/FONT][FONT=&quot]22[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]كما أن هناك شواهد أخرى[/FONT][FONT=&quot]تؤيّد أن التعليق على الكعبة وغيرها ـ كالخزائن والسقوف والجدران لأجل محدود أو غير[/FONT][FONT=&quot]محدود ـ كان أمراً مألوفاً عند العرب ، فالتاريخ ينقل لنا أنّ كتاباً كتبه أبو قيس[/FONT][FONT=&quot]بن عبدمناف بن زهرة في حلف خزاعة لعبد المطّلب ، وعلّق هذا الكتاب على الكعبة[/FONT][FONT=&quot]23[/FONT][FONT=&quot] . [/FONT][FONT=&quot]كما أنّ ابن هشام يذكر أنّ قريشاً كتبت صحيفة[/FONT][FONT=&quot]عندما اجتمعت على بني هاشم وبني المطّلب وعلّقوها في جوف الكعبة توكيداً على[/FONT][FONT=&quot]أنفسهم[/FONT][FONT=&quot]24[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]ويؤيّد ذلك أيضاً ما رواه[/FONT][FONT=&quot]البغدادي في خزائنه[/FONT][FONT=&quot]25[/FONT][FONT=&quot]من قول معاوية : قصيدة عمرو بن كلثوم وقصيدة[/FONT][FONT=&quot]الحارث بن حِلزه من مفاخر العرب كانتا معلّقتين بالكعبة دهراً[/FONT][FONT=&quot]26[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]هذا من جملة النقل ، كما أنّه ليس[/FONT][FONT=&quot]هناك مانع عقلي أو فنّي من أن العرب قد علّقوا أشعاراً هي أنفس ما لديهم ، وأسمى ما[/FONT][FONT=&quot]وصلت إليه لغتهم; وهي لغة الفصاحة والبلاغة والشعر والأدب ، ولم تصل العربية في[/FONT][FONT=&quot]زمان إلى مستوى كما وصلت إليه في عصرهم . ومن جهة اُخرى كان للشاعر المقام السامي[/FONT][FONT=&quot]عند العرب الجاهليين فهو[/FONT][FONT=&quot]الناطق الرسمي باسم القبيلة وهو لسانها والمقدّم[/FONT][FONT=&quot]فيها ، وبهم وبشعرهم تفتخر القبائل ، ووجود شاعر مفلّق في قبيلة يعدُّ مدعاة لعزّها[/FONT][FONT=&quot]وتميّزها بين القبائل ، ولا تعجب من حمّاد حينما يضمّ قصيدة الحارث بن حلزّة إلى[/FONT][FONT=&quot]مجموعته ، إذ إنّ حمّاداً كان مولى لقبيلة بكر بن وائل ، وقصيدة الحارث تشيد بمجد[/FONT][FONT=&quot]بكر سادة حمّاد[/FONT][FONT=&quot]27[/FONT][FONT=&quot]، وذلك لأنّ حمّاداً يعرف قيمة القصيدة وما[/FONT][FONT=&quot]يلازمها لرفعة من قيلت فيه بين القبائل[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]فإذا كان للشعر تلك القيمة[/FONT][FONT=&quot]العالية ، وإذا كان للشاعر تلك المنزلة السامية في نفوس العرب ، فما المانع من أن[/FONT][FONT=&quot]تعلّق قصائد هي عصارة ما قيل في تلك الفترة الذهبية للشعر؟[/FONT]
[FONT=&quot]ثمّ إنّه ذكرنا فيما تقدّم[/FONT][FONT=&quot]أنّ عدداً لا يستهان به من المؤرّخين والمحقّقين قد اتفقوا على[/FONT][FONT=&quot]التعليق[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]فقبول فكرة التعليق قد[/FONT][FONT=&quot]يكون مقبولا ، وأنّ المعلّقات لنفاستها قد علّقت على الكعبة بعدما قرئت على لجنة[/FONT][FONT=&quot]التحكيم السنوية ، التي تتّخذ من عكاظ محلاً لها ، فهناك يأتي الشعراء بما جادت به[/FONT][FONT=&quot]قريحتهم خلال سنة ، ويقرأونها أمام الملإ ولجنة التحكيم التي عدُّوا منها النابغة[/FONT][FONT=&quot]الذبياني ليعطوا رأيهم في القصيدة ، فإذا لاقت قبولهم واستحسانهم طارت في الآفاق[/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot]وتناقلتها الألسن ، وعلّقت على جدران الكعبة أقدس مكان عند العرب ، وإن لم[/FONT][FONT=&quot]يستجيدوها خمل ذكرها ، وخفي بريقها ، حتّى ينساها الناس وكأنّها لم تكن شيئاً[/FONT][FONT=&quot]مذكوراً[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]

 
آخر تعديل:
[FONT=&quot]موضوع شعر المعلّقات[/FONT]
[FONT=&quot]لو رجعنا إلى القصائد[/FONT][FONT=&quot]الجاهلية الطوال والمعلّقات منها على الأخصّ رأينا أنّ الشعراء يسيرون فيها على نهج[/FONT][FONT=&quot]مخصوص; يبدأون عادة بذكر الأطلال ، وقد بدأ عمرو بن كلثوم مثلاً بوصف الخمر ، ثمّ[/FONT][FONT=&quot]بدأ بذكر الحبيبة ، ثمّ ينتقل أحدهم إلى وصف الراحلة ، ثمّ إلى الطريق التي[/FONT][FONT=&quot]يسلكها ، بعدئذ يخلص إلى المديح أو الفخر (إذا كان الفخر مقصوداً كما عند عنترة[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]وقد يعود الشاعر إلى الحبيبة ثمّ إلى الخمر ، وبعدئذ ينتهي بالحماسة (أو الفخر) أو[/FONT][FONT=&quot]بذكر شيء من الحِكَم (كما عند زهير) أو من الوصف كما عند امرئ[/FONT][FONT=&quot]القيس[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]ويجدر بالملاحظة أنّ في[/FONT][FONT=&quot]القصيدة الجاهلية أغراضاً متعدّدة; واحد منها مقصود لذاته (كالغزل عند امرئ القيس[/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot]الحماسة عند عنترة ، والمديح عند زهير[/FONT][FONT=&quot] . .) [/FONT][FONT=&quot]،[/FONT]
[FONT=&quot]عدد القصائد المعلّقات[/FONT]
[FONT=&quot]لقد اُختلف في عدد القصائد[/FONT][FONT=&quot]التي تعدّ من المعلّقات ، فبعد أن اتّفقوا على خمس منها; هي معلّقات : امرئ القيس[/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot]وزهير ، ولبيد ، وطرفة ، وعمرو بن كلثوم . اختلفوا في البقيّة ، فمنهم من يعدّ[/FONT][FONT=&quot]بينها معلّقة عنترة والحارث بن حلزة ، ومنهم من يدخل فيها قصيدتي النابغة والأعشى[/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot]ومنهم من جعل فيها قصيدة عبيد بن الأبرص ، فتكون المعلّقات عندئذ[/FONT][FONT=&quot]عشراً[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]

 
آخر تعديل:
[FONT=&quot]نماذج مختارة من القصائد المعلّقة مع شرح حال شعرائها[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أربع من هذه القصائد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اخترناها من بين القصائد السبع أو العشر مع اشارة لما كتبه بعض الكتاب والأدباء عن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جوانبها الفنية.. لتكون محور مقالتنا هذه[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]امرؤ القيس[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اسمه[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]امرؤ القيس ، خندج ، عدي ، مليكة ، لكنّه عرف[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]واشتهر بالاسم الأوّل ، وهو آخر اُمراء اُسرة كندة اليمنيّة[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أبوه[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حجر بن الحارث ، آخر ملوك تلك الاُسرة ، التي كانت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تبسط نفوذها وسيطرتها على منطقة نجد من منتصف القرن الخامس الميلادي حتى منتصف[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]السادس[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اُمّه[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فاطمة بنت ربيعة اُخت كليب زعيم قبيلة ربيعة من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تغلب ، واُخت المهلهل بطل حرب البسوس ، وصاحب أوّل قصيدة عربية تبلغ الثلاثين[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بيتاً[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]نبذة من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حياته[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قال ابن قتيبة : هو من أهل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نجد من الطبقة الاُولى[/FONT][FONT=&quot]28[/FONT][FONT=&quot] . [/FONT][FONT=&quot]كان يعدّ من عشّاق العرب ، وكان يشبّب بنساء[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]منهنّ فاطمة بنت العبيد العنزية التي يقول لها في معلّقته[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]أفاطمُ مهلاً بعض هذا التدلّل[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقد طرده أبو ه على أثر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ذلك . وظل امرؤ القيس سادراً في لهوه إلى أن بلغه مقتل أبيه وهو بدمّون فقال[/FONT][FONT=&quot] : [/FONT][FONT=&quot]ضيّعني صغيراً ، وحمّلني دمه كبيراً ، لا صحو اليوم ولا سكرَ غداً ، اليوم خمرٌ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وغداً أمرٌ ، ثمّ آلى أن لا يأكل لحماً ولا يشرب خمراً حتّى يثأر لأبيه[/FONT][FONT=&quot]29[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إلى هنا تنتهي الفترة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الاُولى من حياة امرئ القيس وحياة المجون والفسوق والانحراف ، لتبدأ مرحلة جديدة من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حياته ، وهي فترة طلب الثأر من قَتَلة أبيه ، ويتجلّى ذلك من شعره ، الّذي قاله في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تلك الفترة ، الّتي يعتبرها الناقدون مرحلة الجدّ من حياة الشاعر ، حيكت حولها كثير[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من الأساطير ، التي اُضيفت فيما بعد إلى حياته . وسببها يعود إلى النحل والانتحال[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الذي حصل في زمان حمّاد الراوية ، وخلف الأحمر ومن حذا حذوهم . حيث أضافوا إلى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حياتهم ما لم يدلّ عليه دليل عقلي وجعلوها أشبه بالأسطورة . ولكن لا يعني ذلك أنّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كلّ ما قيل حول مرحلة امرئ القيس الثانية هو اُسطورة[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والمهم أنّه قد خرج إلى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طلب الثأر من بني أسد قتلة أبيه ، وذلك بجمع السلاح وإعداد الناس وتهيئتهم للمسير[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]معه ، وبلغ به ذلك المسير إلى ملك الروم حيث أكرمه لما كان يسمع من أخبار شعره وصار[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نديمه ، واستمدّه للثأر من القتلة فوعده ذلك ، ثمّ بعث معه جيشاً فيهم أبناء ملوك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الروم ، فلمّا فصل قيل لقيصر : إنّك أمددت بأبناء ملوك أرضك رجلاً من العرب وهم أهل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]غدر ، فإذا استمكن ممّا أراد وقهر بهم عدوّه غزاك . فبعث إليه قيصر مع رجل من العرب[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كان معه يقال له الطمّاح ، بحلّة منسوجة بالذهب مسمومة ، وكتب إليه : إنّي قد بعثت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إليك بحلّتي الّتي كنت ألبسها يوم الزينة ليُعرف فضلك عندي ، فإذا وصلت إليك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فالبسها على الُيمن والبركة ، واكتب إليّ من كلّ منزل بخبرك ، فلمّا وصلت إليه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحلّة اشتدّ سروره بها ولبسها ، فأسرع فيه السمّ وتنفّط جلده ، والعرب تدعوه : ذا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]القروح لذلك ، ولقوله[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]وبُدِّلْتُ قرحاً دامياً بعد صحّة فيالك نُعمى قد تحوّلُ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أبؤسا[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولمّا صار إلى مدينة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالروم تُدعى : أنقرة ثقل فأقام بها حتّى مات ، وقبره هناك[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وآخر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]شعره[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]ربّ خطبة مسحنفَرهْ وطعنة مثعنجرهْ[/FONT]
[FONT=&quot]وجعبة متحيّرهْ تدفنُ غداً بأنقرةْ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ورأى قبراً لامرأة من بنات[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ملوك العرب هلكت بأنقره فسأل عنها فاخبر ، فقال[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]أجارتنا إنّ المزار قريبُ وإنّي مقيم ما أقام[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عسيبُ[/FONT]
[FONT=&quot]أجارتَنا إنّا غريبانِ هاهنا وكلّ غريب للغريب نسيبُ[/FONT][FONT=&quot]30[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقد عدَّ الدكتور جواد علي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والدكتور شوقي ضيف وبروكلمان وآخرون بعض ما ورد في قصّة امرئ القيس وطرده[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والحكايات التي حيكت بعد وصوله إلى قيصر ودفنه بأنقرة إلى جانب قبر ابنة بعض ملوك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الروم ، وسبب موته بالحلة المسمومة ، وتسميته ذا القروح من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأساطير[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]قالوا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فيه[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot] 1 [/FONT][FONT=&quot]ـ النبيّ(صلى الله عليه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وآله) : ذاك رجل مذكور في الدنيا ، شريف فيها منسيّ في الآخرة خامل فيها ، يجيء[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يوم القيامة معه لواء الشعراء إلى النار[/FONT][FONT=&quot]31[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] 2 [/FONT][FONT=&quot]ـ الإمام علي(عليه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]السلام) : سُئل من أشعر الشعراء؟ فقال[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]إنّ القوم لم يَجروا في حَلبة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تُعرفُ الغايةُ عند قصبتها ، فإنْ كان ولابُدّ فالملكُ الضِّلِّيلُ[/FONT][FONT=&quot]32[/FONT][FONT=&quot] . [/FONT][FONT=&quot]يريد امرأ القيس[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] 3 [/FONT][FONT=&quot]ـ الفرزدق سئل من أشعر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الناس؟ قال : ذو القروح[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] 4 [/FONT][FONT=&quot]ـ يونس بن حبيب : إنّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]علماء البصرة كانوا يقدّمون امرأ القيس[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] 5 [/FONT][FONT=&quot]ـ لبيد بن ربيعة : أشعر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الناس ذو القروح[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] 6 [/FONT][FONT=&quot]ـ أبو عبيدة معمّر بن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المثنّى : هو أوّل من فتح الشعر ووقف واستوقف وبكى في الدمن ووصف ما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فيها[/FONT][FONT=&quot] . . .33 [/FONT]
[FONT=&quot]معلّقة امرئ القيس[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]البحر : الطويل . عدد أبياتها[/FONT][FONT=&quot] : 78 [/FONT][FONT=&quot]بيتاً منها : 9 : في ذكرى الحبيبة . 21 : في بعض مواقف له . 13 : في وصف[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المرأة . 5 : في وصف الليل . 18 : في السحاب والبرق والمطر وآثاره . والبقية في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اُمور مختلفة[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]استهلّ امرؤ القيس[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]معلّقته بقوله[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]قفا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نبكِ من ذكرى حبيب ومنزِلِ بِسِقْط اللِّوَى بين الدَّخُوْلِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فَحَوْمَلِ[/FONT]
[FONT=&quot]فتوضِحَ فالمقراة لم يعفُ رسمُها لما نسجتها من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جنوب وَشَمْأَلِ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقد عدّ القدماء هذا المطلع من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مبتكراته ، إذ وقف واستوقف وبكى وأبكى وذكر الحبيب والمنزل ، ثمّ انتقل إلى رواية[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بعض ذكرياته السعيدة بقوله[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]ألا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ربّ يوم لَكَ منهُنَّ صالحٌ ولاسيّما يومٌ بدراة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جُلجُلِ[/FONT]
[FONT=&quot]ويومَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عقرت للعِذارى مطيّتي فيا عجباً من رحلِها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المتحمّلِ[/FONT]
[FONT=&quot]فضلّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]العذارى يرتمينَ بلحمها وشحم كهذّاب الدِّمَقْسِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المُفَتَّلِ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وحيث إنّ تذكّر الماضي السعيد قد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أرّق ليالي الشاعر ، وحرمه الراحة والهدوء; لذا فقد شعر بوطأة الليل; ذلك أنّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الهموم تصل إلى أوجها في الليل ، فما أقسى الليل على المهموم! إنّه يقضّ مضجعهُ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ويُطير النوم من عينيه ، ويلفّه في ظلام حالك ، ويأخذه في دوامة تقلّبه هنا وهناك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا يعرف أين هو ، ولا كيف يسير ولا ماذا يفعل ، ويلقي عليه بأحماله ، ويقف كأنّه لا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يتحرّك . . يقول[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]وليل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كموج البحرِ أرخى سدوله عليّ بأنواع الهمومِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ليبتلي[/FONT]
[FONT=&quot]فقُلْتُ لَهُ لمّا تمطّى بصلبِهِ وأردف أعجازاً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وناءَ بِكَلْكَلِ[/FONT]
[FONT=&quot]ألا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أيّها الليلُ الطويل ألا انجلي بصبح وما الأصْبَاحُ منكَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بِأمْثَلِ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وتعدّ هذه الأبيات من أروع ما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قاله في الوصف ، ومبعث روعتها تصويره وحشيّة الليل بأمواج البحر وهي تطوي ما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يصادفها; لتختبر ما عند الشاعر من الصبر والجزع[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فأنت أمام وصف وجداني فيه من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الرقّة والعاطفة النابضة ، وقد استحالت سدول الليل فيه إلى سدول همّ ، وامتزج ليل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]النفس بليل الطبيعة ، وانتقل الليل من الطبيعة إلى النفس ، وانتقلت النفس إلى ظلمة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الطبيعة[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فالصورة في شعره تجسيد للشعور في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مادّة حسّية مستقاة من البيئة الجاهلية[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثمّ يخرج منه إلى وصف فرسه وصيده[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولذّاته فيه ، وكأنّه يريد أن يضع بين يدي صاحبته فروسيته وشجاعته ومهارته في ركوب[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الخيل واصطياد الوحش يقول[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]وقد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أَغتدي والطير في وُكُناتِها بِمُنْجرد قيدِ الأوابدِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هيكلِ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِل مُدْبر معاً كجُلْمُودِ صَخْر حَطَّهُ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]السَّيْلُ مِنْ عَلِ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهو وصف رائع لفرسه الأشقر ، فقد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]صوّر سرعته تصويراً بديعاً ، وبدأ فجعله قيداً لأوابد الوحش إذا انطلقت في الصحراء[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فإنّها لا تستطيع إفلاتاً منه كأنّه قيد يأخذ بأرجلها[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهو لشدّة حركته وسرعته يخيّل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إليك كأنّه يفرّ ويكرّ في الوقت نفسه ، وكأنّه يقبل ويدبر في آن واحد ، وكأنّه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جلمود صخر يهوى به السيل من ذورة جبل عال[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثمّ يستطرد في ذكر صيده وطهي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الطهاة له وسط الصحراء قائلاً[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]فظلّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طهاةُ اللحمِ ما بين منضج صفيف شواء أو قدير[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]معجّلِ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وينتقل بعد ذلك إلى وصف الأمطار[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والسيول ، التي ألمّت بمنازل قومه بني أسد بالقرب من تيماء في شمالي الحجاز[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يقول[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]أحارِ ترى برقاً كأنّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وميضَهُ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]كلمعِ اليدين في حبيٍّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مكَلّلِ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]يضيءُ سناهُ أو[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مصابيحُ راهب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]أهانَ السَّليطَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في الذُّبالِ المفتّلِ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]قعدتُ له وصحبتي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بين حامِر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]وبين إكام بُعْدَ ما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]متأمّلِ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]وأضحى يسحُّ الماء[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عن كلِّ فيقة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]يكبُّ على الأذهان دوحَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الكَنهْبَلِ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]وتيماءَ لم يترك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بها جذعَ نخلة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]ولا اُطماً إلاّ مشيداً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بِجَنْدَلِ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]استهلّ هذه القطعة بوصف وميض[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]البرق وتألّقه في سحاب متراكم ، وشبّه هذا التألّق واللمعان بحركة اليدين إذا اُشير[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بهما ، أو كأنّه مصابيح راهب يتوهّج ضوؤها بما يمدّها من زيت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كثير[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ويصف كيف جلس هو وأصحابه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يتأمّلونه بين جامر وإكام ، والسحاب يسحّ سحّاً ، حتّى لتقتلع سيوله كلّ ما في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طريقها من أشجار العِضاه العظيمة ، وتلك تيماء لم تترك بها نخلاً ولا بيتاً ، إلاّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ما شيّد بالصخر ، فقد اجتثّت كلّ ما مرّت به ، وأتت عليه من قواعده[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]واُصوله[/FONT]
 
[FONT=&quot]لبيد بن ربيعة[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هو لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بن جعفر بن كلاب بن ربيعة . . الكلابي[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قال المرزباني : كان فارساً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]شجاعاً سخيّاً ، قال الشعر في الجاهلية دهراً[/FONT][FONT=&quot]34[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قال أكثر أهل الأخبار : إنّه كان[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]شريفاً في الجاهلية والإسلام ، وكان قد نذر أن لا تهبّ الصبا إلاّ نحر وأطعم ، ثمّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نزل الكوفة ، وكان المغيرة بن شعبة إذا هبّت الصبا يقول : أعينوا أبا عقيل على[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مروءته[/FONT][FONT=&quot]35[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وحكى الرياشي : لمّا اشتدّ الجدب[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]على مضر بدعوة النبيّ(صلى الله عليه وآله) وفد عليه وفد قيس وفيهم لبيد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فأنشد[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]أتيناك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يا خير البريّة كلّها لترحمنا ممّا لقينا من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأزلِ[/FONT]
[FONT=&quot]أتيناك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والعذراء تدمى لبانها وقد ذهلت أمّ الصبيّ عن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الطفلِ[/FONT]
[FONT=&quot]فإن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تدعُ بالسقيا وبالعفو ترسل الـ ـسّماءَ لنا والأمر يبقى على[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأَصْلِ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهو من الشعراء ، الّذين ترفعوا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عن مدح الناس لنيل جوائزهم وصِلاتهم ، كما أنّه كان من الشعراء المتقدّمين في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الشعر[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وأمّا أبوه فقد عرف بربيعة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المقترين لسخائه ، وقد قُتل والده وهو صغير السّنّ ، فتكفّل أعمامهُ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تربيتَه[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ويرى بروكلمان احتمال مجيء لبيد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إلى هذه الدنيا في حوالى سنة 560م . أمّا وفاته فكانت سنة 40هـ . وقيل : 41هـ[/FONT][FONT=&quot] . [/FONT][FONT=&quot]لمّا دخل معاوية الكوفة بعد أن صالح الإمام الحسن بن علي ونزل النخيلة ، وقيل[/FONT][FONT=&quot] : [/FONT][FONT=&quot]إنّه مات بالكوفة أيّام الوليد بن عقبة في خلافة عثمان ، كما ورد أنّه توفّي سنة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نيف وستين[/FONT][FONT=&quot]36[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]قالوا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فيه[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot] 1 [/FONT][FONT=&quot]ـ النبي(صلى الله عليه وآله[/FONT][FONT=&quot]) : [/FONT][FONT=&quot]أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل[/FONT][FONT=&quot]37[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وروى أنّ لبيداً أنشد النبي(صلى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله عليه وآله) قوله[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]ألا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كلّ شيء ما خلا الله باطلُ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فقال له[/FONT][FONT=&quot] : [/FONT][FONT=&quot]صدقت[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فقال[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]وكلّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعيم لا محالة زائلُ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فقال له : كذبت ، نعيم الآخرة لا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يزول[/FONT][FONT=&quot]38[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] 2 [/FONT][FONT=&quot]ـ المرزباني : إنّ الفرزدق سمع[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رجلاً ينشد قول لبيد[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]وجلا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]السيوف من الطلولِ كأنّها زبر تجدّ متونَها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أقلامُها[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فنزل عن بغلته وسجد ، فقيل له[/FONT][FONT=&quot] : [/FONT][FONT=&quot]ما هذا؟ فقال : أنا أعرف سجدة الشعر كما يعرفون سجدة القرآن[/FONT][FONT=&quot]39[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]القول في إسلامه[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وأمّا إسلامه فقد أجمعت الرواة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]على إقبال لبيد على الإسلام من كلّ قلبه ، وعلى تمسّكه بدينه تمسّكاً شديداً ، ولا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سيما حينما يشعر بتأثير وطأة الشيخوخة عليه ، وبقرب دنوّ أجله; ويظهر أنّ شيخوخته[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قد أبعدته عن المساهمة في الأحداث السياسية التي وقعت في أيّامه ، فابتعد عن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]السياسة ، وابتعد عن الخوض في الأحداث ، ولهذا لا نجد في شعره شيئاً ، ولا فيما روي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عنه من أخبار أنّه تحزّب لأحد أو خاصم أحداً[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وروي أنّ لبيداً ترك الشعر وانصرف[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عنه ، فلمّا كتب عمر إلى عامله المغيرة ابن شعبة على الكوفة يقول له : استنشد من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قبلك من شعراء مصرك ما قالوا في الإسلام . أرسل إلى لبيد ، فقال : أرجزاً تُريد أم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قصيداً؟ فقال[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أنشدني ما قلته في الإسلام ، فكتب[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سورة البقرة في صحيفة ثمّ أتى بها ، وقال : أَبدلني الله هذا في الإسلام مكان[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الشعر . فكتب المغيرة بذلك إلى عمر فنقص من عطاء الأغلب خمسمائة وجعلها في عطاء[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لبيد[/FONT][FONT=&quot]40[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وجعله في اُسد الغابة من المؤلّفة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قلوبهم وممّن حسن إسلامه[/FONT][FONT=&quot]41[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]، وكان عمره مائة وخمساً وخمسين سنة ، منها خمس[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وأربعون في الإسلام وتسعون في الجاهلية[/FONT][FONT=&quot]42[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]مختارات من شعره[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]له قصيدة في رثاء النعمان بن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المنذر ، تعرّض فيها للموت ولزوال النعيم ولعدم دوام الدنيا لأحد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مطلعها[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]ألا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تسألان المرء ماذا يحاولُ أنحب فيقضى أم ضلالٌ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وباطلٌ؟[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقد ذكر فيها الله جلّ جلاله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بقوله[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]أرى الناس لا يدرون ما قدرُ أمرِهمُ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بلى : كلّ ذي لبّ إلى الله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]واسلُ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ألا كلُّ شيء ما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]خلا الله باطلُ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وكلّ نعيم لا محالة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]زائلُ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وكلُّ اُناس سوف[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تدخلُ بينهم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]دويهيّةٌ تصفرّ منها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأناملُ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وكلّ امرئ يوماً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سيعلمُ سعيه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إذا كشّفت عند الإله المحاصلُ[/FONT][FONT=&quot]43[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]معلّقة لبيد بن ربيعة[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]البحر : الكامل . عدد الأبيات[/FONT][FONT=&quot] : 89 [/FONT][FONT=&quot]موزّعة فيما يلي : 11 في ديار الحبيبة . 10 في رحلة الحبيبة وبعدها وأثره . 33[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في الناقة . 21 في الفخر الشخصي . 14 في الفخر القبلي[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يبدأ الشاعر معلقته ببكاء الأطلال[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ووصفها ، وكيف أنّ الديار قد درست معالمها حتّى عادت لا ترى فقد هجرت ، وأصبحت لا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يدخلها أحدٌ لخرابها[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]عفت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الديار محلّها فمقامها بمنىً تأبّد غولها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فرجامها[/FONT]
[FONT=&quot]رزقت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مرابيع النجوم وصابها ودقَ الرواعد جودها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فرهامها[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثمّ عاد بمخيلته شريط الذكريات[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ذكريات فراق الأحبّة فيتحدّث عن الظعائن الجميلات الرشيقات ، وعن هوادجهنّ المكسوّة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالقماش والستائر[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]مشاقتك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ظعن الحيّ يوم تحمّلوا فتكنّسوا قطناً تصرّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]خيامها[/FONT]
[FONT=&quot]من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كلِّ محفوف يظلّ عصيّه روح عليه كلّةٌ وقرامها[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ويرى أن يقطع أمله منها ويترك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رجاءه فيها ما دامت نوار قد تغيّر وصلها[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]ما قطع[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لبانه من تعرّض وصله ولشرّ واصل خلّة صرّامها[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثمّ يأخذ في وصف ناقته بألفاظ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]غريبة وتعابير بدوية متينة ، فهو يشبهها بالغمامة الحمراء تدفعها رياح الجنوب[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فيقول[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]فلها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هبابٌ في الزمامِ كأنّها صهباء خفّ مع الجنوب[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حمامُها[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]واُخرى يشبّهها بالبقرة الوحشيّة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قائلاً[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]خنساءُ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ضيّعتِ الغريرَ فلم ترِمْ عُرْضَ الشّقائقِ طوفها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وبُغامُها[/FONT]
[FONT=&quot]لمعفّر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قَهْد تنازعَ شلوهُ غبسٌ كواسبُ ، لا يُمَنّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طعامُها[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وعلى الرغم من تعرّضه لوصف الناقة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فلم تفته الحكمة[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]صادفْنَ منها غرّة فأصبنها إنّ المنايا لا تطيش[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سهامها[/FONT]
[FONT=&quot]ويقول[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]لتذودهنّ وأيقنت إن لم تَزُدْ أن قد أحمّ من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحتوفِ حمامها[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فهو مؤمن بقضاء الله ، قانع بما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قسم له وكتب عليه ، راض بذلك ، ويدعو النّاس إلى الرضا[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
[FONT=&quot]فاقنع[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بما كتب المليكُ فإنّما قسم الخلائق بيننا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]علاّمها[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثمّ ينتقل لبيد للفخر بفروسيّته[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وكونه يحمي قومه في موضع المحنة والخوف ، يرقب لهم عند ثغور الأعداء وهو بكامل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عدّته متأهّباً للنزال ، حتّى إذا أجنّه الظلام نزل من مرقبه إلى السهل ، وامتطى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جواده القوي السريع[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
ولقد حميت الحيّ تحمل مثكتي
فرطٌ وشاحي إذ غدوت لجامها
[FONT=&quot]فعلوت مرتقباً على[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ذي هبوة[/FONT]
حرج إلى أعلامهنّ قَتَامُها
[FONT=&quot]حتّى إذا ألقت يداً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في كافر[/FONT]
وأجنّ عورات الثغور ظلامها
[FONT=&quot]أسهلت وانتصبتْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كجذعِ منيفة[/FONT]
جرداءَ يَحْصَرُ دونَها جرّامُها
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولبيد خير شاعر برّ قومه ، فهو[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يحبّهم ويؤثرهم ويشيد بمآثرهم ويسجّل مكرماتهم ، ويفخر بأيّامهم وأحسابهم ، فسجّل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في معلّقته فضائل قومه ، وافتخر بأهله وخصّهم بأجود[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الثناء[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]
إنّا إذا التقت المجامعُ لم يزل
منّا لزازُ عظيمة جشّامُّها
[FONT=&quot]من معشر سنّت لهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]آباؤهم[/FONT]
ولكلّ قوم سنّةٌ وإمُامها
[FONT=&quot]لا يطبعون ولا يبور[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فعالُهم[/FONT]
إذ لا يميل مع الهوى أحلامُها
[FONT=&quot]وهم السعاةُ إذا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]العشيرة اُفظِعَتْ[/FONT]
وهُمُ فوارسها وهم حكّامُها
[FONT=&quot]وهُمُ ربيعٌ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]للمجاور فيهمُ[/FONT]
والمرملاتِ إذا تطاولَ عامُها
[FONT=&quot]وهُمُ العشيرةُ أن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يُبَطّئ حاسدٌ[/FONT]
أو أن يميلَ مع العدى لوّامُها
 

[FONT=&quot]زهير بن أبي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سلمى[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هو زهير بن أبي سلمى ـ واسم أبي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سلمى : ربيعة بن رباح المزني من مزينة ابن أد بن طايخة[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كانت محلّتهم في بلاد غطفان[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فظنّ الناس أنّه من غطفان ، وهو ما ذهب إليه ابن قتيبة أيضاً[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهو أحد الشعراء الثلاثة الفحول[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المقدّمين على سائر الشعراء بالاتّفاق ، وإنّما الخلاف في تقديم أحدهم على الآخر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهم : امرؤ القيس وزهير والنابغة . ويقال : إنّه لم يتصل الشعر في ولد أحد من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الفحول في الجاهلية ما اتصل في ولد زهير ، وكان والد زهير شاعراً ، واُخته سلمى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]شاعرة ، واُخته الخنساء شاعرة ، وابناه كعب ومجبر شاعرين ، وكان خال زهير أسعد بن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الغدير شاعراً ، والغدير اُمّه وبها عرف ، وكان أخوه بشامة بن الغدير شاعراً كثير[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الشعر[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ويظهر من شعر ينسب إليه أنّه عاش[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طويلا إذ يقول متأفّفاً من هذه الحياة ومشقّاتها حتّى سئم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]منها[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]

[FONT=&quot]سئمت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يسأم[/FONT]

[FONT=&quot]قالوا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فيه[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]

[FONT=&quot] 1 [/FONT][FONT=&quot]ـ الحطيئة اُستاذ زهير : سئل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عنه فقال : ما رأيت مثله في تكفِّيه على أكتاف القوافي ، وأخذه بأعنّتها حيث شاء[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من اختلاف معانيها امتداحاً وذمّاً[/FONT][FONT=&quot]44[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]

[FONT=&quot] 2 [/FONT][FONT=&quot]ـ ابن الاعرابي : كان لزهير في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الشعر ما لم يكن لغيره[/FONT][FONT=&quot]45[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]

[FONT=&quot] 3 [/FONT][FONT=&quot]ـ قدامة بن موسى ـ وكان عالماً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالشعر ـ : كان يقدّم زهيراً[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]

[FONT=&quot] 4 [/FONT][FONT=&quot]ـ عكرمة بن جرير : قلت لأبي[/FONT][FONT=&quot] : [/FONT][FONT=&quot]مَن أشعر الناس؟ قال : أجاهليةٌ أم إسلامية؟ فقلت : جاهلية ، قال : زهير[/FONT][FONT=&quot]46[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]

[FONT=&quot]مميّزات[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]شعره[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]امتاز زهير بمدحيّاته[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وحكميّاته ، وبلاغته ، وكان لشعره تأثير كبير في نفوس العرب . وكان أبوه مقرّباً من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اُمراء ذبيان ، وخصوصاً هرم بن سنان والحارث ابن عوف ، وأوّل قصيدة نظمها في مدحهما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]على أثر مكرمة أتياها . معلّقته المشهورة[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ويؤخذ من بعض أقواله أنّه كان[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مؤمناً بالبعث كقوله[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]

[FONT=&quot]يؤخَّر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فيودَع في كتاب فيدَّخَرْ ليومِ الحسابِ أو يعجّلْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فينتقمِ[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وممّا يدلّ على تعقّله وحنكته[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وسعة صدره حِكمه في معلّقته ، وقد جمع خلاصة التقاضي في بيت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]واحد[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]

[FONT=&quot]وإنّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحقّ مقطعه ثلاث : يمينٌ أو نفارٌ أو جلاءُ[/FONT]

[FONT=&quot]معلّقة زهير بن أبي سلمى[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]البحر : الطويل . عدد الأبيات[/FONT][FONT=&quot] : 59 [/FONT][FONT=&quot]موزّعة فيما يلي : 6 في الأطلال . 9 في الأظعان . 10 في مدح الساعين بالسلام[/FONT][FONT=&quot] . 21 [/FONT][FONT=&quot]في الحديث إلى المتحاربين . 13 في الحكم[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يبدأ الشاعر معلّقته بالحديث عمّا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]صارت إليه ديار الحبيبة ، فقد هجرها عشرين عاماً ، فأصبحت دمناً بالية ، وآثارها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]خافتة ، ومعالمها متغيّرة ، فلمّا تأكّد منها هتف محيّياً ودعا لها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالنعيم[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]

[FONT=&quot]أمن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اُمّ أوفى دِمنةٌ لم تَكَلَّمِ بحَوْمانَةِ الدّرّاجِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فالمتثَلَّمِ[/FONT]

[FONT=&quot]وقفتُ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بها من بعدِ عشرينَ حجّةً فَلاَْياً عرفتُ الدار بعد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]توهُّمِ[/FONT]

[FONT=&quot]فلمّا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عرفتُ الدار قلت لربعها ألا أنعم صباحاً أيّها الربع[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وأسلمِ[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثمّ عاد بالذاكرة إلى الوراء[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يسترجع ساعة الفراق ، ويصف النساء اللاتي ارتحلن عنها ، فيتبعهنّ ببصره كئيباً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حزيناً ، ويصف الطريق الّتي سلكنها ، والهوادج التي كنّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فيهاو[/FONT][FONT=&quot] . . . :[/FONT]

بكرن بكوراً واستحرنَ بسحره
فهنّ ووادي الرسّ كاليدِ للفمِ
[FONT=&quot]جعلن القنان عن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يمين وحزنه[/FONT]
وكم بالقنان من محلّ ومحرمِ
[FONT=&quot]فلمّا وردنَ الماء[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]زرقاً جمامه[/FONT]
وضعْنَ عِصِيَّ الحاضرِ المتخيَّمِ
[FONT=&quot]وفيهنّ ملهى للّطيف[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ومنظر[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أنيق لعين الناظر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المتوسّمِ[/FONT]


[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وكأنّه حينما وصل إلى هذا المنظر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الجميل الفتّان سبح به خاطره إلى جمال الخلق وروعة السلوك ، وحبّ الخير والتضحية في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سبيل الأمن والاستقرار ، فشرع يتحدّث عن الساعين في الخير ، المحبّين للسلام[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الداعين إلى الإخاء والصفاء ، فأشاد بشخصين عظيمين هما هرم والحارث ، وذلك لموقفهما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]النبيل في إطفاء نار الحرب بين عبس وذبيان ، وتحمّلهما ديات القتلى من مالهما وقد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بلغت ثلاثة آلاف بعير ، قال[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]

سعى ساعياً غيظ من مرّة بعدما
تبزّل ما بين العشيرة بالدمِ
[FONT=&quot]فأقسمت بالبيت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الّذي طاف حوله[/FONT]
رجال بنوه من قريش وجرهمِ
[FONT=&quot]يميناً لنعم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]السّيّدان وُجدتما[/FONT]
على كلّ حال من سحيل ومبرمِ
[FONT=&quot]تداركتما عبساً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وذبيان بعدما[/FONT]
تفانوا ودقّوا بينهم عطر منشمِ
[FONT=&quot]وقد قلتما : إن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ندرك السلم واسعاً[/FONT]
بمال ومعروف من القول نسلمِ
[FONT=&quot]فأصبحتما منها على[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]خير موطن[/FONT]
بعيدين فيها من عقوق ومأثمِ


[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثمّ وجّه الكلام إلى الأحلاف[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المتحاربين قائلاً[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هل أقسمتم أن تفعلوا ما لاينبغي؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا تظهروا الصلح ، وفي نيّتكم الغدر; لأنّ الله سيدخره لكم ويحاسبكم عليه ، إن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عاجلاً أو آجلاً ، يقول[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]

[FONT=&quot]ألا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أبلغ الأحلاف عنّي رسالة وذبيان هل أقسمتم كلّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مقسمِ[/FONT]

[FONT=&quot]فلا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تكتمنّ الله ما في صدوركم ليخفى ومهما يكتم اللهُ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعلمِ[/FONT]

[FONT=&quot]يؤخّر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فيوضع في كتاب فيدّخر ليوم الحساب أو يعجّل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فينقمِ[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثمّ انتقل من هذا المجال مجال[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]النصح والتوجيه وتأكيد السلام إلى مجال الحكمة الإنسانية العامة ، حكمة الرجل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المجرّب للحياة ، الذي ذاقها وخبرها وعاش في خضمّها ، ثمّ امتدّ به العمر فزهدها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وانصرف عنها ، قال[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]

ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله
على قومِهِ يُسْتَغْن عنهُ ويذمَمِ
[FONT=&quot]ومن لا يذد عن حوضه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بسلاحه[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يُهَدَّمْ ، ومن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا يظلم الناسَ يُظْلَمِ[/FONT]
[FONT=&quot]ومن لا يصانع في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اُمور كثيرة[/FONT]
يضرّس بأنياب ويوطأ بمنسمِ
[FONT=&quot]ومن يجعل المعروف[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من دون عرضه[/FONT]
يَفُرْهُ ومن لا يتّقِ الشّتم يُشتَمِ
[FONT=&quot]ومهما تكن عند امرئ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من خليقة[/FONT]
وإن خالها تخفى على الناسِ تُعلَمِ
[FONT=&quot]سئمتَ تكاليفَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحياةِ ومن يعش[/FONT]
ثمانين حولاً لا أبا لك يسأمِ
[FONT=&quot]وأعلمُ ما في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اليومِ والأمسِ قبلهُ[/FONT]
ولكنّني من علم ما في غد عمِ
[FONT=&quot]رأيتُ المنايا خبط[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عشواءَ من تُصب[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تمتْهُ ومن تُخطئ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعمّر فيهرمِ[/FONT]




[FONT=&quot]ويختمها بتأكيد معروف الممدوحين عليه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فيقول[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]

[FONT=&quot]سألنا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فأعطيتم وعدنا فعدتمُ ومن يكثر التسآلَ يوماً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سيحرمِ[/FONT]
 
[FONT=&quot]معلّقة عنترة العبسي[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]البحر: الكامل. عدد الأبيات : 80[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بيتاً. 5 في الأطلال. 4 في بعد الحبيبة وأثره. 3 في موكب الرحلة. 9 في وصف الحبيبة[/FONT][FONT=&quot]. 13 [/FONT][FONT=&quot]في الناقة. 46 في الفخر الشخصي[/FONT][FONT=&quot] . . .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يبدأ عنترة معلّقته بالسؤال عن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المعنى الذي يمكن أن يأتي به ولم يسبقه به أحد الشعراء من قبل، ثمّ شرع في الكلام[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فقال: إنّه عرف الدار وتأكّد منها بعد فترة من الشكّ والظنّ فوقف فيها بناقته[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الضخمة ليؤدّي حقّها ـ وقد رحلت عنها عبلة وصارت بعيدة عنه ـ فحيّا الطلل الّذي قدم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]العهد به وطال[/FONT][FONT=&quot]...[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فيقول[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT]
هل غادر الشعراء من متردّمِ
أم هل عرفت الدار بعد توهُّمِ
[FONT=&quot]يا دار عبلة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالجواء تكلّمي[/FONT]
وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
[FONT=&quot]فوقفت فيها ناقتي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وكأنّها[/FONT]
فدن لأقضي حاجة المتلوّمِ
[FONT=&quot]حُيّيتَ من طللِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تقادمَ عهدهُ[/FONT]
أقوى وأقفر بعد اُمّ الهيثمِ
[FONT=&quot]ولقد نزلت فلا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تظنّي غيره[/FONT]
منّي بمنزلةِ المحبّ المكرمِ
[FONT=&quot]إن كنت أزمعت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الفراق فإنّما[/FONT]
زمّت ركابكمُ بليل مظلمِ
[FONT=&quot]ما راعني إلاّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حمولة أهلها[/FONT]
وسط الديار تسفّ حبّ الخمخَمِ
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثمّ سرد طرفاً من أسباب هيامه،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فقال[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إنّها ملكت شغاف قلبه بفم جميل،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أبيض الأسنان طيّب الرائحة، يفوح العطر من عوارضه[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT]
[FONT=&quot]إذ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تستبيك بذي غروب واضح عذب مقبّله لذيذ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المطعمِ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثمّ قارن بين حاله وحالها; فهي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تعيش منعّمة، وهو يعيش محارباً، وتمنّى أن توصله إليها ناقة قويّة لا تحمل ولا ترضع[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وتضرب الآثار بأخفافها فتكسرها... فقال[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT]
تمسي وتصبح فوق ظهر حشيّة
وأبيت فوق سراة أدهم ملجمِ
[FONT=&quot]وحشيتي سرج على عبل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الشوى[/FONT]
نهد مراكله نبيل المحزمِ
[FONT=&quot]هل تبلغنّي دارها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]شدنيّة[/FONT]
لعنت بمحروم الشرابِ مصوّمِ
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثمّ يتجّه بالحديث إلى الحبيبة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يسرد أخلاقه وسجاياه قائلاً[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إن ترخي قناع وجهك دوني فإنّي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]خبير ماهر بمعاملة الفرسان اللابسين الدروع، وأنا كريم الخلق لين الجانب إلاّ إذا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ظُلمت فعند ذلك يكون ردّي عنيفاً مرّاً[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT]
إن تغدفي دوني القناع فإنّني
طبّ بأخذ الفارس المستلئم
[FONT=&quot]أثني عليّ بما علمت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فإنّني[/FONT]
سهل مخالقتي إذا لم اُظلمِ
[FONT=&quot]فإذا ظُلمت فإنّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ظلمي باسل[/FONT]
مرّ مذاقته كطعم العلقمِ
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثمّ يستمرّ البطل في وصف بطولته[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لحبيبته، فيحثّها أن تسأل عنه فرسان الوغى الّذين شهدوه في معترك الوغى وساحات[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]القتال ليخبروها بأنّ لعنترة من الشجاعة ما تجعله لا يهاب الموت بل يقحم فرسه في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لبّة المعركة، ويقاتل، وبعد الحرب ـ وكعادة الجيش المنتصر ـ فإنّ أفراده ينشغلون[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بجمع الغنائم، امّا هو فيده عفيفة عن أخذ الغنائم، فقتاله لا للغنيمة وإنّما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لهدف[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أبعد وهو أن يكسب لقومه شرف الانتصار[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ويستمرّ في مدح نفسه فيذكر في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]شعره معان نبيلة، وهي معان ارتفعت عنده إلى أروع صورة للنبل الخلقي حتّى لنراه يرقّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لأقرانه الّذين يسفك دماءهم، يقول وقد أخذه التأثّر والانفعال الشديد لبطشه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بأحدهم[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT]
[FONT=&quot]فشككت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالرمح الطويل ثيابَهُ ليس الكريم على القنا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بمحرّمِ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فهو يرفع من قدر خصمه، فيدعوه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كريماً، ويقول إنّه مات ميتة الأبطال الشرفاء في ساحة القتال[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وكان يجيش بنفسه إحساس عميق نحو[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فرسه الّذي يعايشه ويعاشره حين تنال منه سيوف أعدائه ورماحهم، يقول مصوّراً آلامه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وجروحه الجسديّة وقروحه النفسية[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT]
[FONT=&quot]فأزورّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من وَقْعِ القَنا بِلبَانهِ وشكا إليّ بعبرة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وتَحَمْحُمِ[/FONT]
[FONT=&quot]لو كان[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يدري ما المحاورةُ اشتكى ولكان لو عَلِمَ الكلامَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مكلِّمي[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وكأنّما فرسه بضعة من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نفسه[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثمّ يختم قصيدته بأنّه يعرف كيف[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يسوس أمره ويصرف شؤونه، فعقله لا يغرب عنه، ورأيه محكم، وعزيمته صادقة، ولا يخشى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الموت إلاّ قبل أن يقتصّ من غريمه[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT]
ذلّل ركابي، حيث شئت مشايعي
لبّي وأحفره بأمر مبرمِ
[FONT=&quot]ولقد خشيت بأن أموت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولم تكن[/FONT]
للحرب دائرةٌ على ابني ضمضمِ
[FONT=&quot]الشاتمَي عرضي ولم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أشتمهما[/FONT]
والناذرَينِ إذا لم ألقِهِما دمي
[FONT=&quot]إن يفعلا فلقد تركت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أباهما[/FONT]
جزر السباعِ وكلّ نسر قشعمِ
 
السلام عليكم
بارك الله فيك على الموضوع الرائع
و على التجميع الممتاز
 
موضوع رائع و مفيد

جزاك الله كل خير
 
رد: المعلقات العشر والتعريف بها/ التعريف المختصر الكامل للمعلقات من كافة الجوانب.doc

جزاك الله كل خير
 
رد: المعلقات العشر والتعريف بها/ التعريف المختصر الكامل للمعلقات من كافة الجوانب.doc

شكر الله سعيك أيها الامينْ


موضوع أكبر من ان يقال فيه
رائعٌ

شكراً لك جزيلاً
و تحيةٌ

:regards01:
القطب الصّغيرْ
 
رد: المعلقات العشر والتعريف بها/ التعريف المختصر الكامل للمعلقات من كافة الجوانب.doc

السلام عليكم
موضوع جميل جدا و مفيد
يستحق التقييم
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top