لاتطرق البابا

naGam

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
13 ديسمبر 2009
المشاركات
3,034
نقاط التفاعل
88
النقاط
157
لا تطرق الباب

نامتْ عيون الهوى،لا تَطرق البابا
يا من تذكّرتَ بعد الهجر أحبابا


رجعتَ.. كالطفلِ يبكي فقْدَ لعبتِهِ؟!
ما عدتُ أحوي-كما بالأمس- ألعابا


ما عاد في الوسع أن تجتاحَ مملكتي،
او أن ترى منظراً حلواً وخلاّبا


أو أن ترى غيمةً سمراء في أفقي
تحنو على طفلها سحّاً وتسكابا..


لن تجرؤ الآن أن تمشي بشارع مَن
أتلفتَ في هجرها جفناً وأعصابا


فقصْرُ عشقي الذي شيَّدتُه بدمي
حتى تكونَ له أباً وعَرّابا


ما عاد يرضاكَ عبداً في مزارعِه،
كلا، ولا عند باب القصر بوّابا


صرختَ فيه على العصفور تُجفلُه،
وكم ذبحتَ غزالاً فيه وَثَّابا

وكنتَ نتّفتَ حتى ريشَ هُدهُدِه،
فهاجرتْ عن رباه الطير أسرابا


واجتاح طيشُكَ غاباتي فكسّرها
نخلا، وتيناً وزيتوناً، وأعناباً


لمّا رأيتَ لهيبَ النار يأكلني؛
أصبحتَ ترقص حول النار حطّابا


قد يترك الغدرُ جرحاً لا شفاء له،
ويستحيل الهوى عنفا وإرهابا


خلتُ الهوى رأسَ مالٍ لن تضيّعَهُ،
حتى عرفتكَ -يا نصاب- نصابا


ياطارقَ الباب، يبغي أن يُصافحَني،
أصابعي لم تعُدْ ورداً وعُنّابا


إن الزمان الذي ابتدأتْ خطيئتُه
أيّامَ تقديسِ ماضي الحبِّ، قد تابا


مُذ أسَّسَ الدمعُ في عينيّ مئذنةً
وحطّمَ الغدرُ في عينكَ محرابا



يا من أضعتَ هواي الطفلَ عن سفَهٍ
ضيّعتَ من خمرة الفردوس أكوابا


لقد تأخّرتَ -يا حَبّابُ- عن زمني
حتى سبقتُكَ أحقاباً وأحقابا


فلا تحاولْ، فإني فيك زاهدةٌ
ولن أسميك بعد اليوم (حبابا)


فإن رماك الهوى يوما بشارعنا؛
واصلْ خطاكَ به، لا تطرق البابا



منقول: من شعر جاسم محمد جاسم
 
موضوع جميل.
شكرا لك
 
العفو حبيبة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top