كيف أكون أم ناجحة

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

joujou adeban

:: عضو مُشارك ::
إنضم
6 أوت 2011
المشاركات
253
نقاط التفاعل
176
النقاط
9

نلاحظ في ايامنا هذه انعدام الأخلاق للكبار و هذا طبعا راجع لتربية الوالدين فهما أساس كككللللللللل شيء ، و ما يحزنني اليوم هو سوء الأخلاق و الدين في الاقارب و الجيران ...
من تحليلي الشخصي العقد التي نجمت من الوالدين و المجتمع و كل ما يحيط المولود الجديد كلها تدخل في أخلاق و دين الطفل عندما يكبر
اليكم و الى كل والدة و والد هذه النبذة
ارجو من الكل قراءتها

قصة الأستاذ مالك بن نبي عندما جاءه رجل فقال له: رزقتُ بمولود وأريد أن أعرف منهج الإسلام في تربيته؟ قال: منذ متى؟ قال: منذ شهر، قال: لقد تأخرتَ كثيرًا، هذا معنى مهم جدًّا، لأن تربية الطفل تبدا من إعداد الإنسان الصالح شاب نشأ في عبادة الله، أو شابة نشأت في عبادة الله، وأرجو أن تكوني كذلك، وأنت - إن شاء الله – كذلك طالما أنت معلمة قرآن وطبيبة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيك، وأن يصلح لنا ولك النية والذرية، وأن يلهمنا وإياك السداد والرشاد.

الإنسان ينبغي أن يبدأ هذا المشوار مبكرًا – كما قلنا – والآن -الحمد لله- لا بأس أيضًا من البداية في هذا الوقت، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

نحن قلنا التربية تبدأ مبكرًا؛ لأن للطفل حقوق قبل أن يولد وقبل أن يوجد، كذلك أيضًا المرأة والطفل في بطنها عندما تقرأ القرآن، وتتصل بكتاب الله تبارك وتعالى، وتواظب على ذكر الله، فإن هذا الطفل يستفيد من قراءتها للقرآن، يستفيد من توافقها مع زوجها، فإذا خرج إلى الدنيا فإن تعاليم الإسلام تُسارع إلى هذا الطفل، فيستمع للأذان، ويستمع لذكر الله تبارك وتعالى، وبعد ذلك أرجو أن يجد عندك جرعات من العطف والحنان والاهتمام، لأن الإشباع العاطفي من الأمور الأساسية والهامة جدًّا بالنسبة للطفل في شتى مراحله، خاصة في المراحل الأولى.

نتمنى كذلك أن يرضع رضاعة طبيعية، والطفل لا يرضع اللبن فقط، وإنما يرضع خلقًا وأدبًا ودينًا، كذلك أيضًا ينبغي أن تكوني قدوة صالحة تحرصين دائمًا على أن يرى فيك كل خلق جميل لهذا الدين العظيم، وينبغي أن تستفيدي من مداركه وقد تفتحتْ، تجتهدي في أن تعلميه الأذكار، في أن تعلميه الكلمات، الآيات، فالطفل في الشهر الثامن يبدأ يقول كما قال ابن القيم (با) يركب الحرف الثاني، عند ذلك نعلمه كلمة (الله) ثم نغرس فيه العقيدة عن طريق حب الله تبارك وتعالى، وأنه الوهاب سبحانه وتعالى.

فإذا تدرج الطفل بعد ذلك في المراحل العمرية، فينبغي أن نعرف خصائص كل مرحلة من المراحل العمرية، ولا شك أنه الآن في مرحلة الرضاع، وهذه المرحلة الطفل يبدأ يتحرك فيها، يبدأ يكتشف الأشياء، نتيح له مساحة من الحرية، نتيح له مساحة يستطيع أن يلعب فيها، نعاونه على حب الاستطلاع، نبعد الأشياء الخطرة من طريقه، نتيح له فرص اللعب، واللعب المفيد هو اللعب الهادف، اللعب الذي يكون فيه مجهود يبذله، أدوار يقوم بها، وأرجو أن نجنبه مشاهدة التلفاز أو اللعب بالألعاب الإلكترونية المعلبة، لأن آثارها خطيرة على أطفالنا الصغار، ثم بعد ذلك إذا وجدت أطفالاً في سنه، يجلس معهم، يتحاور معهم، يتشاجر معهم، وهذه كلها مفيدة جدًّا.

وطبعًا تأتي بعد ذلك مرحلة العناد التي تبدأ من سنتين إلى ست سنوات، فلا نعنفه إذا عاند، ولكن دائمًا نحرص أن تكون الأشياء أشياء إيجابية، لا نعطيه أسئلة تحتمل الإجابة بلا أو نعم، نحتمل منه بعض العناد، نتغافل عنه أحيانًا إذا عاند، ثم بعد ذلك تأتي ثورة العاطفة، فنشبعه بالعواطف، تأتي بعدها ثورة السلوك، قد تبدو من ألفاظ، وهنا ينبغي أن نحرص أن يسمع خيرًا، وسينطق بالخير، لكن لو فرضنا أنه سمع سُباب وردده فإننا ينبغي أولاً أن نُهمل الكلام، ثم بعد مدة نبدأ نُعطي بديلاً طيبًا، كأن نعلمه (سبحان الله) ثم بعد ذلك إذا كررها نبدأ نعلمه أن الذي يفعل هذا والدته لا تُحبه (وكذا) وكلام لطيف من هذا.

بعد ذلك تأتي مرحلة التمحور حول الأم، ثم التمحور حول الذات، وهي أننا نتهمه بالأنانية، لكنها مرحلة تنتهي، تأتي بعد ذلك مرحلة التأمل والتدبر، وفيها تُشرع الصلاة، يعني (مروهم بالصلاة وهم أبناء سبع)، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة المغامرة والتجربة (ثمانية أشهر)، ثم مرحلة الاستقلال (تسعة أشهر)، عندما يأتي عمره عشر سنوات، هذه إرهاصات مرحلة البلوغ والمراهقة، ويبحث فيها الطفل عن المكانة الاجتماعية، ويبدأ يعرف قرائن الأشياء، ويربط الأسباب بمسبباتها.

المهم لابد أن ندرك أن التربية فعلاً تحتاج إلى هذه التفاصيل، وأنت في بلد -ولله الحمد- فيه فضلاء من أمثال الدكتور (محمد إسماعيل المقدم) وعنده (الأمية التربوية)، وعنده سلسلة في هذا المجال، وكذلك الأستاذ ياسر الرس - تأكدوا من هذا الاسم - وكذلك الأستاذ (حاتم آدم)، وأنصحك بسماع أشرطته، له أشرطة مميزة جدا من صفر إلى 6 سنوات، ومن 6 سنوات إلى 12 سنة، ثم ألبوم أخير من 12 إلى 18 سنة، وأعتقد أنه من الأشياء المهمة جدًّا والمفيدة بالنسبة لك، أن تستمعي لذلك الطرح المميز الذي يركز على الصحة النفسية للطفل، ويراعي أيضًا المراحل والتربية العميقة في هذا الاتجاه.

ونحن حقيقة سعداء بهذا الاهتمام، وأرجو أن يكون لك تواصل مع الموقع، ونحن أيضًا بدورنا لن نقصّر، وننصحك بالقراءة لمن ذكرناهم من مشايخنا الموجودين بمصر، كذلك أيضًا القراءة لغيرهم ممن كتب في التربية، لكن على قواعد وأسس إسلامية، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح هذا الطفل، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونحن سعداء بالسؤال، وسعداء بالتواصل، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.
 
رد: كيف أكون أم ناجحة

مشكورة على الموضوع
اتمنى الفائدة للجميع
تحياتي
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top