سلسلة تفسير أسماء الله الحسنى-7(القابض،الباسط،الخافض،الرافع، المعز،المذل،المانع،المعطي،الضا ر،النافـ

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
tumblr_mbw9z1BjIQ1qks23ko1_500.png




-الباسط:


(القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، المذل، المانع، المعطي، الضار، النافـــع)



قال رحمه الله تعالى : " القابض الباسط، الخافض الرافع، المعز المذل، المانع المعطي، الضار النافع".


"هذه الأسماء الكريمة من الأسماء المتقابلات التي لا ينبغي أن يُثنى على الله بها إلاّ كلّ واحد مع الآخر لأن الكمال المطلق من اجتماع الوصفين،

فهو القابض للأرزاق والأرواح والنفوس، والباسط للأرزاق، والرحمة، والقلوب،

وهو الرّافع للأقوام القائمين بالعلم والإيمان الخافض لأعدائه،

وهو المعزّ لأهل طاعته، وهذا عزّ حقيقي، فإن المطيع لله عزيز وإن كان فقيراً ليس له أعوان، المذلّ لأهل معصيته، وأعدائه ذلاً في الدنيا والآخرة فالعاصي وإن ظهر بمظاهر العز فقلبه حشوه الذل وإن لم يشعر به لانغماسه في الشّهوات

فإن العزّ كلّ العزّ بطاعة الله، والذلّ بمعصيته {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ}(1) {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً}(2) {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}(3)وهو تعالى المانع المعطي فلا معطي لما منع ولا مانع لما أعطى(4) وهو تعالى النافع لمن شاء من عباده بالمنافع الدينية والدنيوية، الضّار لمن فعل الأسباب التي توجب ذلك(5).


وهذه الأمور كلّها تبع لعدله، وحكمته، وحمده، فإن له الحكمة في خفض من يخفضه، ويذلّه، ويحرمه، ولا حجة لأحد على الله، كما له الفضل الخفي على من رفعه وأعطاه ويبسط له الخيرات.


فعلى العبد أن يعترف بحكمة الله، كما عليه أن يعترف بفضله ويشكره بلسانه وجنانه وأركانه.

وكما أنه هو المنفرد بهذه الأمور كلّها جارية تحت أقداره، فإن الله جعل لرفعه وعطائه وإكرامه أسباباً، ولضدّ ذلك أسباباً من قام بها ترتبت عليه مسبباتها،

وكلّ ميسّر لما خلق له

أما أهل السّعادة فييسّرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشّقاوة فييسّرون لعمل أهل الشقاوة،

وهذا يوجب للعبد القيام بتوحيد الله، والاعتماد على ربّه في حصول ما يحبّ، ويجتهد في فعل الأسباب النافعة فإنها محل حكمة الله"(6).



ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
1 الحج (18).
2 فاطر (10).
3 المنافقون (8).
4 الحق الواضح المبين (ص89).
5 توضيح الكافية الشافية (ص131).
6 الحق الواضح المبين (ص89 و90).




الباطن(1):

10- بديع السموات والأرض(2):

قال رحمه الله تعالى: "بديع السموات والأرض: أي خالقها على وجه قد أتقنهما، وأحسنهما على غير مثال سبق(3)، ومبدعها في غاية ما يكون من الحسن، والخلق البديع، والنظام العجيب المحكـــــم"(4).


ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ


(1) سبق الكلام على هذا الاسم مع اسم الله "الأول".

(2) هذا الاسم من أسماء الله المضافة، وقد تقدم في الدراسة أنها لا تدخل ضمن أسماء الله الحسنى.

(3) التفسير (1/130).

(4) التفسير (5/628).



00000000000000000000000000000000000000000



الــــبَرُّ: (البَرُّ ، الوهّاب، الكريم)(1)


قال رحمه الله تعالى: "من أسمائه تعالى: البَرُّ الوهّاب الكريم الذي شمل الكائنات بأسرها ببرّه، وهباته، وكرمه، فهو مولى الجميل، ودائم الإحسان، وواسع المواهب، وصفه البرّ وآثار هذا الوصف جميع النّعم الظّاهرة، والباطنة، فلا يستغني مخلوق عن إحسانه وبرّه طرفة عين، وتدل ّهذه الأسماء على سعة رحمته، ومواهبه التي عمّ بها جميع الوجود بحسب ما تقتضيه حكمته.

وإحسانه عام وخاص:

فالعام المذكور في قوله: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً}(2) و{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء}(3) {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}(4).

وهذا يشترك فيه البرّ ، والفاجر، وأهل السّماء، وأهل الأرض، والمكلّفون، وغيرهم.


والخاص: رحمته ونعمه على المتّقين حيث قال: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} الآية(5).

وقال: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}(6).

وفي دعاء سليمان: {وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}(7).


وهذه الرّحمة الخاصّة الّتي يطلبها الأنبياء وأتباعهم، تقتضي التّوفيق للإيمان والعلم والعمل وصلاح الأحوال كلّها، والسّعادة الأبدية، والفلاح، والنّجاح، وهي المقصود الأعظم لخواص الخلق(8)


ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
(1) ودليل هذا الاسم قال الله تعالى: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}(الطور: 28).

وقال تعالى: {وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} (النمل: 40).

وقال تعالى: { وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (آل عمران: 8).

(2) غافر (7).

(3) الأعراف (156).

(4) النحل (53).

(5) الأعراف (156).

(6) الأعراف (56).

(7) النمل (19).

(8)الحق الواضح المبين (ص82 و 83) والتفسير (5/621).
 
رد: سلسلة تفسير أسماء الله الحسنى-7(القابض،الباسط،الخافض،الرافع، المعز،المذل،المانع،المعطي،الضا ر،ال

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

وبعد عندي تعقيب أخي ليس على بعض الاسماء و أولا نعرج على حديث أبي هريرة عند الترميذ المشهور كي نفهم "ان لله تسعا وتسعين اسما مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة ,,,,," الراوي الوليد بن مسلم

أجمع سلف الأمة و المتأخرين على أن الأسماء التي تضمنها الحديث ليست من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هي من اجتهاد الوليد بن مسلم بقد حال الحافظ بن حجر حصر الاسماء من الكتاب و السنة ولم يفلح وبعده آخرون الى الشيخ بن عثيمين رحمه الله الذي جعل كغيره ضوابط في جمع الاسماء و الصفات الى أن جاء الشبخ عبد الرازق الرضواني بدراسة تجمع الاسماء و الصفات التسع و التسعين من الكتاب و السنة كما جعل اهم ضوابط جمعها هو أن تكون توقيفية على النص فلا يشتق الاسم من فعل فمثلا لا نجد لا في الكتاب ولا في السنة المعز و المذل ولكن نجد يعز ويذل وهي افعال و المعلوم لدى السلف ان الاسماء توقيفية فلم لم يشتق اسم المبرم انا لمبرمون وغيره من الافعال بل لماذا ترك الوليد بن مسلم المليك و اخذ المقتدر وهما متلازمان وكيف يسمى الله بالضار ولا يقبل العبد هذا الاسم على نفسه اضافة الى ان هناك اسماء مقيدة بالضافة وصفات في الاسماء و المشهور ولا نجد اسماء وردت بنصا في الكتاب و السنة مثل الستير و الأعلى الرفيق الجميل الاله النصير وغيرها

يتبع
 
رد: سلسلة تفسير أسماء الله الحسنى-7(القابض،الباسط،الخافض،الرافع، المعز،المذل،المانع،المعطي،الضا ر،ال

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

وبعد عندي تعقيب أخي ليس على بعض الاسماء و أولا نعرج على حديث أبي هريرة عند الترميذ المشهور كي نفهم "ان لله تسعا وتسعين اسما مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة ,,,,," الراوي الوليد بن مسلم

أجمع سلف الأمة و المتأخرين على أن الأسماء التي تضمنها الحديث ليست من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هي من اجتهاد الوليد بن مسلم.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "قد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن هاتين الروايتين - يعني روايتي الترمذي من طريق الوليد وابن ماجه من طريق عبد الملك بن محمد - ليستا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كل منهما من كلام بعض السلف"( 8).

وقال أيضاً: أن التسعة والتسعين اسماً لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم،

وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة، وحفاظ أهل الحديث يقولون: هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث وفيها حديث ثان أضعف من هذا، رواه ابن ماجه، وقد روى في عددها غير هذين النوعين من جمع بعض السلف (9 ).
نقلا عن العدد الثالث من السلسلة.
الرابط.

سلسلة تفسير أسماء الله الحسنى-3-( حديث "لله تسعة وتسعون اسماً" )

بقد حال الحافظ بن حجر حصر الاسماء من الكتاب و السنة ولم يفلح وبعده آخرون الى الشيخ بن عثيمين رحمه الله الذي جعل كغيره ضوابط في جمع الاسماء و الصفات الى أن جاء الشبخ عبد الرازق الرضواني بدراسة تجمع الاسماء و الصفات التسع و التسعين من الكتاب و السنة كما جعل اهم ضوابط جمعها هو أن تكون توقيفية على النص فلا يشتق الاسم من فعل فمثلا لا نجد لا في الكتاب ولا في السنة المعز و المذل ولكن نجد يعز ويذل وهي افعال و المعلوم لدى السلف ان الاسماء توقيفية فلم لم يشتق اسم المبرم انا لمبرمون وغيره من الافعال بل لماذا ترك الوليد بن مسلم المليك و اخذ المقتدر وهما متلازمان وكيف يسمى الله بالضار ولا يقبل العبد هذا الاسم على نفسه اضافة الى ان هناك اسماء مقيدة بالضافة وصفات في الاسماء و المشهور ولا نجد اسماء وردت بنصا في الكتاب و السنة مثل الستير و الأعلى الرفيق الجميل الاله النصير وغيرها

أحسنت أخي محمد، لكن المسألة على قولين، و المنقول عنه أعني الشيخ السعدي رحمه الله و هناك غيره من العلماء (مثل الشيخ محمد خليل الهراس رحمه الله) يرون جواز استنباط أسماء من الصفات اذا كانت تدل على وصف كمال، أما عن الضار فقد ذكر الشيخ السعدي عليه رحمة الله ما نصه (
"هذه الأسماء الكريمة من الأسماء المتقابلات التي لا ينبغي أن يُثنى على الله بها إلاّ كلّ واحد مع الآخر لأن الكمال المطلق من اجتماع الوصفين، .... الى أن قال.. وهو تعالى النافع لمن شاء من عباده بالمنافع الدينية والدنيوية، الضّار لمن فعل الأسباب التي توجب ذلك(5)..الى أن قال.. وكما أنه هو المنفرد بهذه الأمور كلّها جارية تحت أقداره، فإن الله جعل لرفعه وعطائه وإكرامه أسباباً، ولضدّ ذلك أسباباً من قام بها ترتبت عليه مسبباتها،).
أما جمع الشيخ عبد الرازق الرضواني للأسماء فجزاه الله خيرا على اجتهاده، لكن هل يكون اجتهاد الشيخ قاضيا على اختيار غيره من الأئمة و فيهم شيخ الاسلام ابن تيمية و تلميذه إبن القيم و غيرهم، الى عصرنا هذا ؟
يتبع
أحسن الله اليك أخي محمد على حسن متابعتك و تعقيبك الطيب.
 
رد: سلسلة تفسير أسماء الله الحسنى-7(القابض،الباسط،الخافض،الرافع، المعز،المذل،المانع،المعطي،الضا ر،ال

بارك الله فيك أبو ليث و جزاك خيرا

ولكن نقول كل يؤخذ من كلامه ويرد

وهذا كلام الشيخ بن عثيمين رحمه الله

القاعدة الخامسة: أسماء الله تعالى توقيفية، لا مجال للعقل فيها:
وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(21) . وقوله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ والإثم وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)(22). ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه، أو إنكار ما سمى به نفسه، جناية في حقه تعالى، فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص.

و أقول ان العبد ليس مخول أو مؤهلا ليعرف أين الفعل الذي اذا اشتق تضمن الكمال اضافة الى أن النص صريح في أن الأسماء تسع وتسعون ونحسبها التي جمعت في آخر دراسة

وهذا من محاضرة الشيخ محمود عبد الرازق الرضواني


الايمان بالأسماء التوقيفية ضرورة حتمية وليست مسألة خلافية :
** الرد على من يزعُم أن اشتقاق الأسماء من الصفات والأفعال بشرط الكمال دون ورود النص التوقيفي هو المذهب الحق :
- من ادعى في تعريفه لأسماء الله الحسنى أنه لا يُشترط فيه النص التوقيفي وادعى أن أسماء الله الحسنى هي كل ما أذن به الشرع قرآنا وسنة، اسما أو وصفا أو اشتقاقا، نقول لهم :
قال تعالى : "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"
- أنتم تجيزون اشتقاق الأسماء الحسنى من أفعال الله التوقيفية في القرآن، قال تعالى : "ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن" النساء (127)
** فهنا نسب الله تعالى الفعل (يُفتي) الى نفسه، فهل يجوز اطلاق اسم (المُفتي) على الله عز وجل ؟؟؟ وهل فيه نقص أم كمال ؟؟؟ وان كان اسم (المُفتي) يُعد كمالا، فما هي الأسماء التي تدل على الكمال اشتقاقا من بقية أفعال الله عز وجل ؟؟؟ وان كان نقصا، فتسمية الله عز وجل (الضار المُذل) أولى بالنقص من جهة العقل !!! وهناك أمثلة كثيرة جدا :
- قوله تعالى : "وبثّ فيها من كل دابة" البقرة (164)
فهل يجوز لعاقل أن يسمي الله عز وجل (الباثث) ؟؟؟
- قوله تعالى : "الذي جعل لكم الأرض فراشا" البقرة (22)
فهل يجوز لعاقل أن يسمي الله عز وجل (الجاعل) ؟؟؟
- قوله تعالى : "الله يحول بين المرء وقلبه" الأنفال (24)
فهل يجوز لعاقل أن يسمي الله عز وجل (الحائل) ؟؟؟ تعالى الله عما يصفون
** لو صحّ قول هؤلاء، لاشتُق من جميع أفعال الله في القرآن أسماء حسنى، اذن لا يجوز اشتقاق أسماء الله الحسنى من الأفعال ولو بشرط الكمال
** القول الذي عليه جمهور أهل العلم من المتبعين لنهج السلف الصالح هو القول الذي فهم به الصحابة -رضي الله عنهم- قول الله تعالى : "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"
** وأمر الله عز وجل بالتسبيح بأسمائه والدعاء بها، وينبغي أن نعلم أن دلالة الاسم على المسمى يثبت دلالته على الذات والصفات معا
جلال أسماء الله الحسنى مبني على الكمال والجمال :
- من حكمة الله عز وجل أنه فطر عباده على أن يكون جلال المحبوب هو أعظم دواعي الحب في قلوبهم، فالقلب يُحب كل جميل ويتعلق بكل عظيم جليل، ومن هنا تعلقت القلوب بربها لعظمة أسمائه وجلالها، وكمال أوصافه وجمالها
قال تعالى في وصف أسمائه : "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"
وقال في مدحها وعلو شأنها : "تبارك اسم ربك ذو الجلال والاكرام"
والجلال هو : منتهى الحسن والعظمة في الأسماء والصفات والأفعال، وله عند التحقيق ركنان :
1- الكمال : وهو بلوغ الوصف أعلاه
2- الجمال : وهو بلوغ الحُسن منتهاه
- وفي حديث مسلم : قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "ان الله جميل يُحب الجمال"
فالله سبحانه له في أسمائه جمال الذات، وجمال الصفات، وجمال الأفعال في سائر المخلوقات، فهو له كل جمال، وكل كمال، وكل فضل، وله النعمة السابغة، والاحسان العظيم، وكمال القدرة، وبديع الحكمة، سبحان الله العظيم رب العرش العظيم
لا تقوى الأبصار في هذه الدنيا على النظر الى رب العزة والجلال
اسم الله الأعظم ودلالته على الصفات :
- وجه الحُسن في أسماء الله عز وجل أنها دالة على أحسن وأعظم وأقدس مسمى وهو الله عز وجل، فذاته في حسنها وجلالها ليس كمثله شئ فيها، وأسمائه في كمالها وجمالها تنزهت عن كل نقص وعيب
- اسم الله الحي متضمن لكمال الحياة، حياة لازمة لكمال الأسماء والصفات من العلم والقدرة، والسمع والبصر، والحكمة والملك، والقوة والعزة
- اسم الله الرحمن يتضمن الرحمة العامة بجميع الخلائق وهي رحمة واسعة شاملة
- اسم الله العليم متضمن لكمال العلم الذي لم يُسبق بجهل، ولا يُحاط بشئ منه الا اذا شاء الموصوف به، فهو علم واسع أحاط بكل شئ جملة وتفصيلا
ومن ثم فان أسماء الله عز وجل كلها حسنى وعظمى على اعتبار ما يناسبها من أحوال العباد، والله عز وجل أسمائه لا تُحصى ولا تُعد، وهو وحده الذي يعلم عددها
الله عز وجل من حكمته أن يُعطي كل مرحلة من مراحل خلقه معرفة ما يناسبها من أسمائه وصفاته حيث تظهر فيها دلائل كماله وجلاله وجماله عز وجل
 
رد: سلسلة تفسير أسماء الله الحسنى-7(القابض،الباسط،الخافض،الرافع، المعز،المذل،المانع،المعطي،الضا ر،ال

بارك الله فيك أبو ليث و جزاك خيرا

ولكن نقول كل يؤخذ من كلامه ويرد

وهذا كلام الشيخ بن عثيمين رحمه الله

القاعدة الخامسة: أسماء الله تعالى توقيفية، لا مجال للعقل فيها:
وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(21) . وقوله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ والإثم وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)(22). ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه، أو إنكار ما سمى به نفسه، جناية في حقه تعالى، فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص.

و أقول ان العبد ليس مخول أو مؤهلا ليعرف أين الفعل الذي اذا اشتق تضمن الكمال اضافة الى أن النص صريح في أن الأسماء تسع وتسعون ونحسبها التي جمعت في آخر دراسة

وهذا من محاضرة الشيخ محمود عبد الرازق الرضواني


الايمان بالأسماء التوقيفية ضرورة حتمية وليست مسألة خلافية :
** الرد على من يزعُم أن اشتقاق الأسماء من الصفات والأفعال بشرط الكمال دون ورود النص التوقيفي هو المذهب الحق :
- من ادعى في تعريفه لأسماء الله الحسنى أنه لا يُشترط فيه النص التوقيفي وادعى أن أسماء الله الحسنى هي كل ما أذن به الشرع قرآنا وسنة، اسما أو وصفا أو اشتقاقا، نقول لهم :
قال تعالى : "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"
- أنتم تجيزون اشتقاق الأسماء الحسنى من أفعال الله التوقيفية في القرآن، قال تعالى : "ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن" النساء (127)
** فهنا نسب الله تعالى الفعل (يُفتي) الى نفسه، فهل يجوز اطلاق اسم (المُفتي) على الله عز وجل ؟؟؟ وهل فيه نقص أم كمال ؟؟؟ وان كان اسم (المُفتي) يُعد كمالا، فما هي الأسماء التي تدل على الكمال اشتقاقا من بقية أفعال الله عز وجل ؟؟؟ وان كان نقصا، فتسمية الله عز وجل (الضار المُذل) أولى بالنقص من جهة العقل !!! وهناك أمثلة كثيرة جدا :
- قوله تعالى : "وبثّ فيها من كل دابة" البقرة (164)
فهل يجوز لعاقل أن يسمي الله عز وجل (الباثث) ؟؟؟
- قوله تعالى : "الذي جعل لكم الأرض فراشا" البقرة (22)
فهل يجوز لعاقل أن يسمي الله عز وجل (الجاعل) ؟؟؟
- قوله تعالى : "الله يحول بين المرء وقلبه" الأنفال (24)
فهل يجوز لعاقل أن يسمي الله عز وجل (الحائل) ؟؟؟ تعالى الله عما يصفون
** لو صحّ قول هؤلاء، لاشتُق من جميع أفعال الله في القرآن أسماء حسنى، اذن لا يجوز اشتقاق أسماء الله الحسنى من الأفعال ولو بشرط الكمال
** القول الذي عليه جمهور أهل العلم من المتبعين لنهج السلف الصالح هو القول الذي فهم به الصحابة -رضي الله عنهم- قول الله تعالى : "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"
** وأمر الله عز وجل بالتسبيح بأسمائه والدعاء بها، وينبغي أن نعلم أن دلالة الاسم على المسمى يثبت دلالته على الذات والصفات معا
جلال أسماء الله الحسنى مبني على الكمال والجمال :
- من حكمة الله عز وجل أنه فطر عباده على أن يكون جلال المحبوب هو أعظم دواعي الحب في قلوبهم، فالقلب يُحب كل جميل ويتعلق بكل عظيم جليل، ومن هنا تعلقت القلوب بربها لعظمة أسمائه وجلالها، وكمال أوصافه وجمالها
قال تعالى في وصف أسمائه : "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"
وقال في مدحها وعلو شأنها : "تبارك اسم ربك ذو الجلال والاكرام"
والجلال هو : منتهى الحسن والعظمة في الأسماء والصفات والأفعال، وله عند التحقيق ركنان :
1- الكمال : وهو بلوغ الوصف أعلاه
2- الجمال : وهو بلوغ الحُسن منتهاه
- وفي حديث مسلم : قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "ان الله جميل يُحب الجمال"
فالله سبحانه له في أسمائه جمال الذات، وجمال الصفات، وجمال الأفعال في سائر المخلوقات، فهو له كل جمال، وكل كمال، وكل فضل، وله النعمة السابغة، والاحسان العظيم، وكمال القدرة، وبديع الحكمة، سبحان الله العظيم رب العرش العظيم
لا تقوى الأبصار في هذه الدنيا على النظر الى رب العزة والجلال
اسم الله الأعظم ودلالته على الصفات :
- وجه الحُسن في أسماء الله عز وجل أنها دالة على أحسن وأعظم وأقدس مسمى وهو الله عز وجل، فذاته في حسنها وجلالها ليس كمثله شئ فيها، وأسمائه في كمالها وجمالها تنزهت عن كل نقص وعيب
- اسم الله الحي متضمن لكمال الحياة، حياة لازمة لكمال الأسماء والصفات من العلم والقدرة، والسمع والبصر، والحكمة والملك، والقوة والعزة
- اسم الله الرحمن يتضمن الرحمة العامة بجميع الخلائق وهي رحمة واسعة شاملة
- اسم الله العليم متضمن لكمال العلم الذي لم يُسبق بجهل، ولا يُحاط بشئ منه الا اذا شاء الموصوف به، فهو علم واسع أحاط بكل شئ جملة وتفصيلا
ومن ثم فان أسماء الله عز وجل كلها حسنى وعظمى على اعتبار ما يناسبها من أحوال العباد، والله عز وجل أسمائه لا تُحصى ولا تُعد، وهو وحده الذي يعلم عددها
الله عز وجل من حكمته أن يُعطي كل مرحلة من مراحل خلقه معرفة ما يناسبها من أسمائه وصفاته حيث تظهر فيها دلائل كماله وجلاله وجماله عز وجل
هذه مشاركة وجدتها على شبكة الألوكة، فيها ايراد كلام ابن القيم و شيخ الاسلام ابن تيمية، و لنعتبرها بداية الايراد في بيان معنى التوقيف المراد في أسماء الله عز و جل، نقلتها على عجل و تكون لي رجعة، تمعن خاصتا في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية، حفظك الله و رعاك، و جعل عند أعالي الجنان مستقرك و مثواك.
العلماء اتفقوا على توقيف الأسماء
لكن ما هو التوقيف الذي اتفقوا عليه
التوقيف الذي اتفقوا عليه , ليس معناه وجوب ورود الاسم في القران أو السنة بصيغة الاسم , كما يقول البغض .
العلماء لم يتفقوا على هذا
بل هذا محل الخلاف
العلماء اتفقوا على التوقيف , بمعنى وجوب ورود الاسم , أو ما يدل عليه , كصفة أو فعل .
هذا هو الذي اتفق عليه العلماء , كما تفضلت الأخت الفاضلة أم تميم
فالذين قالوا بعدم جواز الاشتقاق , قالوا يجب ورود الاسم بصيغة الاسم
و الذين قالوا بجواز الاشتقاق , قالوا يجب ورود الاسم او ما يدل عليه من صفة أو فعل
و الكل قال بالتوقيف
الاشتقاق عند سلف الأمة لا ينافي التوقيف , مادامت الأسماء تدل على الكمال المطلق , و إنما الذي ينافيه اختراع أسماء لم ترد , و لم يدل عليها فعل و لا صفة ك ( مهندس الكون العظيم ) , و ( العلة الأولى ) , و نحو ذلك .
قال ابن القيم "رحمه الله" في بدائع الفوائد -كما قدم الأخ- :
السابع : " أن ما يطلق عليه في باب الأسماء و الصفات توقيفي ..... "
و مع هذا قال "رحمه الله" بعدها :
السابع عشر أن أسماءه تعالى منها ما يطلق عليه مفردا ومقترنا بغيره ,وهو غالب الأسماء كالقدير والسميع والبصير والعزيز والحكيم , وهذا يسوغ أن يدعى به مفردا ومقترنا بغيره, فتقول : يا عزيز يا حليم يا غفور يا رحيم , وأن يفرد كل اسم , وكذلك في الثناء عليه والخبر عنه بما يسوغ لك الإفراد والجمع
ومنها ما لا يطلق عليه بمفرده , بل مقرونا بمقابله كالمانع والضار والمنتقم , فلا يجوز أن يفرد هذا عن مقابله فإنه مقرون بالمعطي والنافع والعفو , فهو المعطي المانع , الضار النافع , المنتقم العفو , المعز المذل , لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه بما يقابله , لأنه يراد به أنه المنفرد بالربوبية وتدبير الخلق والتصرف فيهم عطاء ومنعا , ونفعا وضرا , وعفوا وانتقاما , وأما أن يثنى عليه بمجرد المنع والإنتقام والإضرار فلا يسوغ , فهذه الأسماء المزدوجة تجري الأسماء منها مجرى الإسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض , فهي وإن تعددت جارية مجرى الإسم الواحد , ولذلك لم تجيء مفردة ولم تطلق عليه إلا مقترنة فاعلمه

فلو قلت يا مذل , يا ضار , يا مانع , وأخبرت بذلك لم تكن مثنيا عليه , ولا حامدا له حتى تذكر مقابلها " بدائع الفوائد ( 1-177)
انظر حفظك الله , ابن القيم يقول انها توقيفة , مع أنه "رحمه الله" يقول أن من أسماءه ( المعطي المانع , الضار النافع , المنتقم العفو , المعز المذل )
وكل هذه أسماء مشتقة
يقول هذا "رحمه الله" لأن الاشتقاق لا ينافي التوقيف
كذلك شيخ الاسلام يقول "رحمه الله" :
" قالوا من أسماء الله تعالى المغيث و الغياث , و قد جاء ذكر المغيث ي حديث أبي هريرة , قالوا و اجتمعت الأمة على ذلك " مجموع الفتاوى ( 1-111 )
و معلوم ان هذه الأسماء لم ترد بسند صحيح بلفظ الاسم مطلقا , و انما استخرجها العلماء بالاشتقاق
و مع هذا يقول : قالوا و اجتمعت الامة على ذلك
لأن الاشتقاق لا ينافي التوقيف
أرجوا أن يكون الكلام واضح.

الى هنا ينتهي الغرض من النقل.
 
رد: سلسلة تفسير أسماء الله الحسنى-7(القابض،الباسط،الخافض،الرافع، المعز،المذل،المانع،المعطي،الضا ر،ال

هل أسماء الله تعالى الحسنى تسعة وتسعون اسماً فقط ؟ أم أنها أكثر من ذلك .
الحمد لله
روى البخاري (2736) ومسلم (2677) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) .
استدل بعض العلماء (كابن حزم رحمه الله) بهذا الحديث على أن أسماء الله تعالى محصورة في هذا العدد . انظر : "المحلى" (1/51) .
وهذا الذي قاله ابن حزم رحمه الله لم يوافقه عليه عامة أهل العلم ، بل نقل بعضهم (كالنووي) اتفاق العلماء على أن أسماء الله تعالى ليست محصورة في هذا العدد . وكأنهم اعتبروا قول ابن حزم شذوذاً لا يلتفت إليه .
واستدلوا على عدم حصر أسماء الله تعالى الحسنى في هذا العدد بما رواه أحمد (3704) عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، وَابْنُ عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ، وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلَاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا . فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ : بَلَى ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا . صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (199) .
فقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ) دليل على أن من أسماء الله تعالى الحسنى ما استأثر به في علم الغيب عنده ، فلم يطلع عليه أحداً من خلقه ، وهذا يدل على أنها أكثر من تسعة وتسعين .
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (6/374) عن هذا الحديث :
فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلَّهِ أَسْمَاءً فَوْقَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ اهـ .
وقال أيضاً (22/482) :
قَالَ الخطابي وَغَيْرُهُ : فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ أَسْمَاءً اسْتَأْثَرَ بِهَا وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ : ( إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) أَنَّ فِي أَسْمَائِهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ : إنَّ لِي أَلْفَ دِرْهَمٍ أَعْدَدْتهَا لِلصَّدَقَةِ وَإِنْ كَانَ مَالُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ . وَاَللَّهُ فِي الْقُرْآنِ قَالَ : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) فَأَمَرَ أَنْ يُدْعَى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى مُطْلَقًا ، وَلَمْ يَقُلْ : لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُ الْحُسْنَى إلا تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا اهـ .
ونقل النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم اتفاق العلماء على ذلك ، فقال :
اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ هَذَا الْحَدِيث لَيْسَ فِيهِ حَصْر لأَسْمَائِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى , فَلَيْسَ مَعْنَاهُ : أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَسْمَاء غَيْر هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ , وَإِنَّمَا مَقْصُود الْحَدِيث أَنَّ هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة , فَالْمُرَاد الإِخْبَار عَنْ دُخُول الْجَنَّة بِإِحْصَائِهَا لا الإِخْبَار بِحَصْرِ الأَسْمَاء اهـ .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن ذلك فقال :
" أسماء الله ليست محصورة بعدد معين ، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك . . إلى أن قال : أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) .
وما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن أن يُعلم به، وما ليس معلوماً ليس محصوراً .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) .
فليس معناه أنه ليس له إلا هذه الأسماء ، لكن معناه أن من أحصى من أسمائه هذه التسعة والتسعين فإنه يدخل الجنة ، فقوله (مَنْ أَحْصَاهَا) تكميل للجملة الأولى وليست استئنافية منفصلة ، ونظير هذا قول العرب : عندي مائة فرس أعددتها للجهاد في سبيل الله . فليس معناه أنه ليس عنده إلا هذه المائة ؛ بل هذه المائة معدة لهذا الشيء" اهـ .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (1/122) .


 
رد: سلسلة تفسير أسماء الله الحسنى-7(القابض،الباسط،الخافض،الرافع، المعز،المذل،المانع،المعطي،الضا ر،ال

للرفع بغية عموم النفع.
 
رد: سلسلة تفسير أسماء الله الحسنى-7(القابض،الباسط،الخافض،الرافع، المعز،المذل،المانع،المعطي،الضا ر،ال

ﺑﺂﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﻭ ﺟﺰﺁﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍﺍﺍﺍ ………♥
 
رد: سلسلة تفسير أسماء الله الحسنى-7(القابض،الباسط،الخافض،الرافع، المعز،المذل،المانع،المعطي،الضا ر،ال

جعله الله في ميزان حسناتك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top