سلسلة توجيهات اسلامية لاصلاح الفرد و المجتمع-4- (مبطلات الإسلام)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
مبطلات الإسلام

إن للإسلام مبطلات إذا فعل المسلم واحداً منها فقد فعل الشرك الذي يحبط العمل، ويُخلِّد في النار، ولا يغفره الله إلا بتوبة.
1 - دعاء غير الله: كدعاء الأنبياء أو الأولياء الأموات أو الأحياء الغائبين لقوله الله تعالى: { وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} ([1]) (أي المشركين) " سورة يونس " آية 106.
وقوله (صلى الله عليه و سلم){ من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار } ([2]) (الند: المثيل والشريك) رواه البخاري.
2 - اشمئزاز القلب من توحيد الله، ونفوره من دعائه والاستغاثة به وحده، وانشراح القلب عند دعاء الرسل أو الأولياء الأموات أو الأحياء الغائبين، وطلب المعونة منهم لقوله تعالى عن المشركين: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} ([3]) (اشمأزت: نفرت) " سورة الزمر " آية 45.
(وتنطبق الآية على الذين يحاربون من يستعين بالله وحده، ويقولون عنه: وهابي، إذا علموا أن الوهابية تدعو للتوحيد).
3 - الذبح لرسول أو ولي لقوله تعالى: { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } ([4]) (أي صل لربك واذبح له) " سورة الكوثر " آية 2.
وقوله (صلى الله عليه و سلم){ لعن الله من ذبح لغير الله } ([5]) رواه مسلم ".
4 - النذر لمخلوق على سبيل التقرب والعبادة له، وهي لله وحده. قال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } ([6]) سورة آل عمران، آية 35.
5 - الطواف حول القبر بنية التقرب والعبادة له، وهو خاص بالكعبة، لقول الله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ } ([7]) سورة الحج، آية 29.
6 - الاعتماد والتوكل على غير الله، لقول الله تعالى: { وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} ([8]) سورة يونس، آية 84.
7 - الركوع أو السجود بنية العبادة للملوك أو العظماء الأحياء أو الأموات إلا أن يكون جاهلاً، لأن الركوع والسجود عبادة لله وحده.
8 - إنكار ركن من أركان الإسلام المعروفة كالصلاة والزكاة والصوم والحج، أو إنكار ركن من أركان الإيمان: وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وغير ذلك مما هو معلوم من الدين بالضرورة.
9 - كراهية الإسلام، أو كراهية شيء مجمع عليه في العبادات، أو المعاملات، أو الاقتصاد، أو الأخلاق لقوله تعالى: { ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } ([9]) سورة محمد، آية 9.
10 - الاستهزاء بشيء من القرآن، أو الحديث الصحيح، أو بحكم مجمع عليه من أحكام الإسلام، لقوله تعالى: { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } ([10]) " سورة التوبة " آية 65، 66.
11 - إنكار شيء من القرآن الكريم، أو الأحاديث الصحيحة مما يوجب الردة عن الدين إذا تعمد ذلك عن علم بلا شبهة.
12 - شتم الرب أو لعن الدين أو سب الرسول (صلى الله عليه و سلم)أو الاستهزاء بحاله، أو نقد ما جاء به مما يوجب الكفر.
13 - إنكار شيء من أسماء الله، أو صفاته، أو أفعاله الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة من غير جهل ولا تأويل.
14 - عدم الإيمان بجميع الرسل الذين أرسلهم الله لهداية الناس، أو انتقاص أحدهم لقوله تعالى: { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} ([11]) سورة البقرة، آية 285.
15 - الحكم بغير ما أنزل الله إذا اعتقد عدم صلاحية حكم الإسلام أو أجاز الحكم بغيره لقوله تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} ([12]) سورة المائدة، آية 44.
16 - التحاكم لغير الإسلام، أو عدم الرضا بحكم الإسلام، أو يرى في نفسه ضيقاً وحرجاً في حكمه لقوله تعالى: { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} ([13]). " سورة النساء " آية 65.
17 - إعطاء غير الله حق التشريع كالديكتاتورية، أو الديمقراطية، أو غيرها ممن يسمحون بالتشريع المخالف لشرع الله.
لقوله تعالى: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ([14]) سورة الشورى، آية 21.
18 - تحريم ما أحل الله، أو تحليل ما حرم الله، كتحليل الزنا أو الخمر أو الربا غير متأول، لقوله تعالى: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ([15]) سورة البقرة، آية 275.
19 - الإيمان بالمبادئ الهدامة: كالشيوعية الملحدة، أو الماسونية اليهودية، أو الاشتراكية الماركسية، أو العلمانية الخالية من الدين، أو القومية التي تفضل غير المسلمِ العربي على المسلم الأعجمي لقوله تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ([16])
" سورة آل عمران " آية 85.
20 - تبديلِ الدين والانتقال من الإسلامِ لغيره لقوله تعالى: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ([17]) سورة البقرة " آية 217.
ولقوله (صلى الله عليه و سلم){ من بدل دينه فاقتلوه } ([18]) " رواه البخاري ".
21 - مناصرة اليهود والنصارى والشيوعيين ومعاونتهم على المسلمين لقوله تعالى: { لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } ([19]) سورة آل عمران " آية 28.
22 - عدم تكفير الشيوعيين المنكرين لوجود الله، أو اليهود والنصارى الذين لا يؤمنون بمحمد (صلى الله عليه و سلم)لأن الله كفرهم فقال: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} ([20]) سورة البينة " آية 6.
23 - قول بعض الصوفيين بوحدة الوجود: وهو: ما في الكون إلا الله، حتى قال زعيمهم:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا


وما الله إلا راهب في كنيسة


وقال زعيمهم الحلاج: (أنا هو، وهو أنا) فحكم العلماء عليه بالقتل فأعدم.
24 - القول بانفصال الدين عن الدولة، وأنه ليس في الإسلام سياسة، لأنه تكذيب للقرآن والحديث والسيرة النبوية.
25 - قول بعض الصوفية: إن الله سلم مقاليد الأمور لبعض الأولياء من الأقطاب وهذا شرك في أفعال الرب سبحانه، يخالف قوله تعالى: { لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} ([21]) " سورة الزمر " آية 63.
26 - إن هذه المبطلات أشبه بنواقض الوضوء، فإذا فعل المسلم واحدا منها، فليجدد إسلامه، وليترك المبطل، وليتب إلى الله قبل أن يموت فيحبط عمله، ويخلد في نار جهنم. قال تعالى: { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ([22]) " سورة الزمر " آية 65.
وعلمنا رسول الله (صلى الله عليه و سلم)أن نقول:
{ اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلم } ([23]). " رواه أحمد بسند حسن ".


([1]) سورة يونس آية : 106.

([2]) البخاري تفسير القرآن (4227) ، مسلم الإيمان (92) ، أحمد (1/443).

([3]) سورة الزمر آية : 45.

([4]) سورة الكوثر آية : 2.

([5]) مسلم الأضاحي (1978) ، النسائي الضحايا (4422) ، أحمد (1/118).

([6]) سورة آل عمران آية : 35.

([7]) سورة الحج آية : 29.

([8]) سورة يونس آية : 84.

([9]) سورة محمد آية : 9.

([10]) سورة التوبة آية : 65، 66.

([11]) سورة البقرة آية : 285.

([12]) سورة المائدة آية : 44.

([13]) سورة النساء آية : 65.

([14]) سورة الشورى آية : 21.

([15]) سورة البقرة آية : 275.

([16]) سورة آل عمران آية : 85.

([17]) سورة البقرة آية : 217.

([18]) البخاري الجهاد والسير (2854) ، الترمذي الحدود (1458) ، النسائي تحريم الدم (4060) ، أبو داود الحدود (4351) ، ابن ماجه الحدود (2535) ، أحمد (1/282).

([19]) سورة آل عمران آية : 28.

([20]) سورة البينة آية : 6.

([21]) سورة الزمر آية : 63.

([22]) سورة الزمر آية : 65.

([23]) أحمد (4/403).
 
آخر تعديل:
رد: سلسلة توجيهات اسلامية لاصلاح الفرد و المجتمع-4- (مبطلات الإسلام)

السلام عليكم
بارك الله فيك اخي
 
رد: سلسلة توجيهات اسلامية لاصلاح الفرد و المجتمع-4- (مبطلات الإسلام)

و فيك بارك الله سفيان.
 
آخر تعديل:
رد: سلسلة توجيهات اسلامية لاصلاح الفرد و المجتمع-4- (مبطلات الإسلام)

السلام عليكم ورحمة الله شكرا اخي الله يزيدك من علمه لكي تفيد نا
 
رد: سلسلة توجيهات اسلامية لاصلاح الفرد و المجتمع-4- (مبطلات الإسلام)

اللهم أاامين.
مع أني لست الا متطفل للعلم، ناقل عن مشايخ أهل السنة الكرام.
 
رد: سلسلة توجيهات اسلامية لاصلاح الفرد و المجتمع-4- (مبطلات الإسلام)

للرفع.
 
رد: سلسلة توجيهات اسلامية لاصلاح الفرد و المجتمع-4- (مبطلات الإسلام)

شكرا جزيلا
 
رد: سلسلة توجيهات اسلامية لاصلاح الفرد و المجتمع-4- (مبطلات الإسلام)

شكرا جزيلا
العفو.
نتمنى من الجميع متابعة السلسلة الى نهايتها.
 
رد: سلسلة توجيهات اسلامية لاصلاح الفرد و المجتمع-4- (مبطلات الإسلام)

بارك الله فيك
 
رد: سلسلة توجيهات اسلامية لاصلاح الفرد و المجتمع-4- (مبطلات الإسلام)

و فيك.
 
رد: سلسلة توجيهات اسلامية لاصلاح الفرد و المجتمع-4- (مبطلات الإسلام)




ﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ
ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺯﻳﻦ ﺣﺴﻨﺎﺗﻚ

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top