حقيقة دعوة المرأة إلى الحرية والمساواة

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
حقيقة دعوة المرأة إلى الحرية والمساواة


في ختام هذه القضية، لا بد من كلمة حقٍّ ترفع الضَّيْمَ عن المرأة المسلمة، وتدفع شرَّ المستغربين المعتدين على الدين والأمة، وتعلن التذكير بما تعبَّد الله به نساء المؤمنين من أصول الفضيلة، المتمثلة في الحجاب، وحفظ الحياء والعفَّة والاحتشام، والتحذير مما حرمه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، من حرب الفضيلة بالتبرج والسفور والاختلاط، وتفقَأُ الحِصرم في وجوه خونة الفضيلة، ودعاة الرذيلة، ليقول لسان حال العفيفة:
إليك عنِّي، إليك عنِّي
space.gif

فلستُ منك ولستَ منِّي
space.gif



ومعاذَ الله أن يمرَّ على السمع والبصر إعلانُ المنكر والمناداة به، وهضْمُ المعروف، والصدُّ عنه، ولا يكون للمصلحين منا في وجه هذا العدوان صوتٌ جهير بإحسان يبلغ الحاضر والباد؛ إقامةً لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا سيما ونحن نشاهد كظيظًا من زحام المعدومين المجهولين من أهل الريب والفتن، المستغربين المسيرين بحمل الأقلام المتلاعبة بدين الله وشرعه، يختالون في ثياب الصحافة والإعلام، وقد شرحوا بالمنكر صدرًا، فانبسطت ألسنتُهم بالسوء، وجرت أقلامهم بالسُّوءَى وجميعُها تلتئِمُ على معنًى واحد: منابذة التشريع الرباني، وطغيان النظام الغربي فيما يتعلق بالمرأة، من خلال الدعوة الماكرة والنداءات الخاسرة تحت عنوان: "حرية المرأة"، و"المساواة بين المرأة والرجل" أو الجندر (Gender)، وتعني: (الجنس من حيث الذكورة والأنوثة)، ويهدف إلى إلغاء كافة الفروق بين الرجل والمرأة، والتعامل مع البشر على أنهم نوع من المخلوقات المتساوية في كل شيء من الخصائص والمقومات، وهذا كله يتنافى مع شرع الله تعالى.

لقد كتب أولئك المستغربون، الرماة الغاشُّون لأمتهم، المشؤومون على أهليهم - بل على أنفسهم - في كل شؤون المرأة الحياتية، إلا في أمومتها وفطرتها، وحراسة فضيلتها.

وفي تفسير ابن جرير الطبري عند قول الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 27]، قال مجاهد بن جبر رحمه الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ ﴾ قال: الزناة.

﴿ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا ﴾، قال: يزني أهل الإسلام كما يزنون، قال: هي كهيئة: ﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ [القلم: 9][1].

وقد سلك أولئك الجُناة لهذا خطةً ضالة في مجالات الحياة كافة بلسان الحال والمقال:
ففي مجال الحياة العامة:
1 - الدعوة إلى خلع الحجاب والتخلص من الجلباب، من خلال الترغيب باللباس الفاتن، المتمثل في لبس القصير، والضيق الواصف للأعضاء، والشفاف الذي يشفُّ عن جسد المرأة، والدعوة إلى التشبه بالرجل في الهيئة في اللباس، وشتان بين امرأة تقصُّ ضفائرَها لتكون لجامًا لخيل الله المسرَجَةِ، وامرأة تقص ضفائرها لتكون أشبَهَ بالغانية.

2 - الدعوة إلى الاختلاط في الحياة الخاصة والحياة العامة.

3 - الدعوة إلى مشاركة المرأة في الاجتماعات واللجان والمؤتمرات والندوات والاحتفالات والنوادي دون ضوابط شرعية، بل دعوتها إلى الخضوع بالقول، والملاينة في الكلام، ومصافحة الرجال الأجانب عنها، وإعمال المساحيق، والتضمخ بالطيب، ولبس يجعلهن كواعب، إلى غير ذلك من وسائل الإغراء والإثارة والفتنة.

4 - الدعوة إلى سفر المرأة بلا محرم، ومنه سفرها غربًا وشرقًا للتعلم بلا محرم، وسفرها لمؤتمرات: "رجال الأعمال".

5 - الدعوة إلى الخَلوة بالأجنبية، ومنها خلوة الخاطب بمخطوبته، ومصافحته لها، ولم يعقد بينهما عقد القران.

6 - الدعوة إلى قيامها بالفن؛ كالغناء والتمثيل، ومشاركتها في اختيار ملكة الجمال.

7 - الدعوة إلى فتح أبواب الرياضة للمرأة؛ كركوب النساء الخيل للسباق، والدراجات النارية، والسباحة في المراكز والنوادي المختلطة.

وفي مجال الإعلام:
1 - تصوير المرأة في الصحف والمجلات.

2 - خروجها في التلفاز مغنية، وممثلة، وعارضة أزياء، ومذيعة، وعاشقة.

ففي إحدى الدراسات التي أجريت على خمسمائة فيلم طويل، تبين أن موضوع الحب والجريمة والجنس يشكل 72% منها، ويقول الدكتور نشار - وهو أمريكي الجنسية -: تبين من دراسة مجموعة الأفلام التي تعرض على الأطفال: أن 29،6% تتناول موضوعات جنسية، و15% تدور حول الحب بمعناه الشهواني العصري المكشوف[2].

3 - استخدام المرأة في الدعاية والإعلان، ففي إطار تحليل مضمون (356) إعلانًا (تلفازيًّا) في رسالة (ماجستير) تبين:
1 - استخدمت صورة المرأة وصوتها في 300 من أصل 356 إعلانًا.

2 - 42% من الإعلانات ظهرت فيها المرأة، ولا علاقة للمرأة بها؛ كظهورها بجانب إطارات السيارات.

3 - 76% اعتمدت على مواصفات خاصة في المرأة؛ كالجمال والجاذبية.

4 - 51% منها تعتمد على حركة جسد المرأة.

5 - 12% اعتمدت على ألفاظ جنسية.

4 - الدعوة إلى الصداقة بين الجنسين، ويقول الدكتور هوب أمرولر الأمريكي: إن الأفلام التجارية تثير الرغبة الجنسية في موضوعاتها، كما أن المراهقات من الفتيات يتعلمن الآداب الجنسية الضارة، وقد ثبت للباحثين: أن فنون التقبيل والحب والمغازلة والإثارة الجنسية، يتعلمها الشباب من خلال السينما والتلفاز[3].

5 - إشاعة صور القبلات والاحتضان بين الرجال وزوجاتهم، حتى على مستوى الزعماء والوزراء، في وسائل الإعلام المتنوعة.

في مجال التعليم:
1 - الدعوة إلى التعليم المختلط في الصفوف الدراسية.

2 - الدعوة إلى تدريس النساء للرجال وعكسه.

3 - الدعوة إلى تقديم التعليم على الزواج؛ ففي إحصائية في جامعة من الجامعات، ستة آلاف فتاة لم يتزوج إلا أربعمائة فتاة، وفي دراسة لمائة وعشر فتيات تخرجْنَ من كلية الطب، لم يتزوج منهن إلا إحدى عشرة طبيبة.
لقد كنتُ أرجو أن يُقالَ طبيبةٌ
space.gif

لقد قيل، ماذا نالني من مقالِها
space.gif


فقل للَّتي كانت ترى فيَّ قدوةً
space.gif

هي اليوم بين الناس يُرثَى لحالِها
space.gif


وكلُّ مُناها بعضُ طفلٍ تضمُّه
space.gif

فهل ممكن أن تشتريهِ بمالها؟[4]
space.gif




وفي مجال العمل والتوظيف:
1 - الدعوة إلى توظيف المرأة في مجالات الحياة كافة بلا استثناء، كالرجال سواء.

2 - الدعوة إلى عملها في المتاجر، والفنادق، والطائرات، والوزارات، والغرف التجارية، والشركات والمؤسسات، وجعلها مندوبة مبيعات.

3 - الدعوة إلى إدخالها في نظام الجندية والشُّرَطِ.

4 - الدعوة إلى إدخالها في المجالات السياسية؛ كالمجالس النيابية، و(البرلمانات).

فهذه مثلٌ من دعوات الأخسرين أعمالاً في شأن المرأة، يبعثها كاتبوها الذين يحملون أسماءً إسلامية، وهي مِعولُ هدم في الإسلام، لا يحمله إلا مستغرب مسير، أُشرِبَ قلبُه بالهوى، أفمثلُ هذا الفريق يجوز أن تُنصَبَ له منابر الصحافة ووجه الفكر في الأمة، وقد ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يُبغِضُ كلَّ جَعْظريٍّ جَواظٍ - أي: مختال متعاظم - سخَّابٍ بالأسواق، جيفةٍ بالليل حمارٍ بالنهار، عالمٍ بأمر الدنيا، جاهلٍ بالآخرة"[5]؟

[1] ابن جرير الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، (8 / 214 - 215).

[2] العمر، د. ناصر بن سلمان: فتياتنا بين التغريب والعفاف، ص (34).

[3] العمر، د. ناصر بن سلمان: فتياتنا بين التغريب والعفاف، ص (35).

[4] العمر، د. ناصر بن سلمان: فتياتنا بين التغريب والعفاف، ص (38).

[5] صحيح ابن حبان، (1 / 273)، وموارد الظمآن (1 / 485)، وسنن البيهقي الكبرى (10 / 194).





 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top