في عين الصفراء

الخليـل

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جويلية 2011
المشاركات
5,234
نقاط التفاعل
5,403
النقاط
351
العمر
109
تكرم الإخوة أعضاء شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في مدينة عين الصفراء فدعوني لزيارتهم، فلبّيت دعوتهم مسرورا، شاكرا على ما لقيته منهم من مودة وحفاوة هم أهلها، وكانت هذه الزيارة يومي 1 و2 من شهر ماي.

الهادي الحسني

al_hassani_113942239.jpg

2015/05/04




كانت الزيارة مناسبة للحديث عن "دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في تثبيت الهوية الوطنية"، التي لم ينافسها فيه منافس، ولم يسابقها فيه مسابق، ولو نافسها فيه أحد لكبابه فرسه، وعثر به جواده، ولخانه الأصغران الجنان واللسان، فلم يبق له إلا صورة اللحم والدم، وهما قدر مشترك بين بقية الحيوانات.
ما دعا الإخوة في عين الصفراء إلى طرح هذا الموضوع إلا ماشعروا به وما لمسوه من خطر على هويتنا، لا من أعدائنا فقط، بل من بعض "بني جلدتنا"، الذين يقتلون أعلى المناصب ويتوّلون أكبر المسؤوليات، وينقنقون الدهر كالضفادع أنهم بُناة هذه الهوية وحماتها، وما هم إلا كائدون لها، مخربون لأسسها، متربصون بها، قائلون فيها بألسنتهم ما تكذبه أعمالهم، والله والمؤمنون لشاهدون إنهم لكاذبون. ذهبت إلى عين الصفراء وفي ذاكرتي ثلاث شخصيات وددت الاستزادة من المعلومات عنها، وهذه الشخصيات هي:
1) المجاهد محمد بن العربي بن الحرمة المعروف بـ"بوعمامة"، الذي سماه بعض الفرنسيين "عبد القادر الثاني"، وقد نفر إلى الجهاد ضد فرنسا في 1881، وقضى نحبه، وما بدّل، في 1908. ومن أشهر المجرمين الفرنسيين الذين جاهدهم المجاهد بوعمامة هم كافي ن ي ا ك ، وليوتي، والمجرم المترهبن شارل دوفوكو..ومن أقبح ما رأيت ذلك "الصّنم" ـ التمثال الذي "كرّموا" به هذا المجاهد، وإن "صنم" ـ تمثال ابن باديس على شاعته لأجمل ألف مرة من هذا الصنم، فطهرو عين الصفراء منه. إن علماءنا ومجاهدينا ليسوا ولسنا في حاجة إلى ما تفعلونه لهم من تماثيل، بل نحن وهم محتاجون إلى نشر قيمهم، ومبادئهم، فمتى تخرجون من "عالم الأشياء والأشخاص" إلى "عالم الأفكار"؟
2) المجرم، الجنرال ليوتي، الذي استقر فترة في عين الصفراء، وهو يمارس جرائمه، وقد اتخذها نقطة انطلاق نحو احتلال المغرب الأقصى، وقد كاد "حركى المغرب" أن يجعلوه "أمير المؤمنين"، الذي "لجأ إلى بن غبريط لإقناع السلطان بالتنازل بهدوء ومغادرة البلاد دون ضجة". (محمد خير فارس: المسألة المغربية ص 519)، الذي سمي "المستشار السري للجمهورية الفرنسية". (محمد أمطاط: الجزائريون في المغرب 1830 ـ 1962 . ص 166) و"الترجمان الغريب، (المرجع نفسه. ص 432).
3) إيزابيلا إيبرهارد، التي وصفها أستاذنا سعد الله بـ "المُغامِرة"، واختلف فيها بين من يجعلها "مسلمة صادقة"، وبين من يعتبرها جاسوسة على الفرنسيين لصالح الألمان، ومن يراها جاسوسة على الجزائريين لصالح الفرنسيين، وأكاد أجزم أن الوصف الأخير هو الأصح. وقد ماتت غرقا في واد عين الصفراء في 1901. ومن أجمل ما رأيت هو ذلك "المتحف الصغير"، "وقصر تيوت" الذي يدل على عبقرية أسلافنا في تعاملهم مع البيئة، وقريبا من هذا "القصر" يوجد ـ كما أخبرنا أساتذة مهتمون ـ أقدم رسومات جدارية في العالم، وقد صنفتها اليونيسكو ضمن التراث الإنساني العالمي، وقد أسفنا لتعرضها للإهمال والتشويه برسومات حدثية هجينة، وبكلمات سفيهة، كما أنهم عثروا على بعض هياكل لديناصورات.

وقد عَلمت بوجود مركز يضم مجموعة من "الراهبات"، لا شك أنهن كالأفاعي ملمسهن كالحرير ولكن في أنيابهن السم الزعاف، فاحذروا يا إخوتي وأخواتي في عين الصفراء، "ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم". وإذا لم أذكر أسماء الإخوة لكثرتهم، فإن كل واحد منهم في القلب.

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top