هدارة الطفل الذى عاش مع النعام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة حقيقة عن طفل جزائري عاش مع النعام بعد أن فقدته عائلته في معركة وعمره لا يتجاوز السّنتيْن. يمكن أن تكون قصة سيدي هدّارة (الولي الصالح) مادة خصبة للكثير من الأدباء والفلاسفة والمفكرين، لأنها تميزت بكونها ليست أسطورة من نسج الخيال بل واقعٌ لا يزال سكان المناطق الصحراوية بكل من تندوف وموريتانيا والصحراء الغربية يتداولونها “تبركا” بشخصية هذا الرجل.
وقال التقرير إن قصة هدّارة تختلف عن القصص التي سبقتها كقصة “طرزان” و”موجلي” و”حيّ بن يقظان”، في أنّها حكاية واقعية تحدثت عن حقيقة التعايش بين الإنسان والحيوان، في تجربة هذا الإنسان الذي كانت أرضه أشبه بالفضاء الخالي.
فقد كانت الصحراء الإفريقيّة الكبرى أرضا سائبة تنتشر في عرضها القبائل، دون حام أو سلطة تنظم شؤون حياتهم القاسية، حيث كان الاحتلال الإسباني والفرنسي، منشغلا عن حماية الأفراد، بنهمه الكبير في سرقة ثروات البلاد العربية الواقعة شمال إفريقيا.
ولا تزال الكثير من روائع القصص الشعبية الشفوية تنتظر من يدوّنها، كما فعلت “زاك” مع رواية “ابن النعام”، فلولا جهود الكاتبة الصحفيّة السويدية “مونيكا زاك” لكتابة هذه القصة، ربّما لم نكن لنحصل على هذه الرواية من أيّ كاتب عربيّ، رغم أنّها اشتهرت في الأوساط الأدبية.
تروي عنه بعض الوثائق التي تحصلنا عليها بأن هدارة تاه في الصحراء وعمره سنتان إثر هجوم أعداء على قبيلته فوجد نفسه في البراري، وهناك تربى مع طيور النعام عشر سنين.
ولما عثر عليه أهله بعد طول بحث، كان عمره آنذاك 12 سنة وكان لا يعرف الكلام فأخذه أهله إلى الساقية الحمراء حيث زاوية “ماء العينين”، الذي كان عالما وصاحب حكمة فمسح على رأسه وابتسم له وقال لأهله: اربطوا قدميه بحبل ودلّوه معكوسا في قعر بئر في الصحراء.
فلما فعلوا ذلك صرخ هدّارة من الخوف ومن ثم تعلم الكلام.. فاندمج مع المجتمع وصار يحكي أحداثه وقصصه مع الأسود ووحوش الصحراء وكيف حفظه الله تعالى فكان آية من آياته.
تقول بعض الوثائق التي دونت عنه، إن أصله بربري من قبيلة إيدوشلي وقبره يتواجد قبل تندوف بـ50 كم تحت شجرة طلح.
وإلى حد اليوم كتب عن سيرته الذاتية قليل من المهتمين، من بينهم الطالب سالم بن إبراهيم، تلميذ سيدي محمد بلكبير شيخ زاوية أدرار، وقد أملاها عليه هو نفسه في مدة قاربت الشهر.
كما كتبت قصته السويدية مو***ا زاك في شكل رواية سمتها “الولد الذي عاش مع النعام”، بعد أن سمعتها من ابنه أحمدو، الذي التقته عام 1993 بمخيمات تندوف، وقد ترجم كتابها هذا إلى العربية وطبع بمكتبة القصبة بالجزائر عام 2007 م.

ومن “الكرامات” والأمور العجيبة التي حدثت للولي الصالح سيدي هدارة، ما قيل إنه كان إذا كسر الزجاج بجانبه يأكله ولا يحدث له أذى. كما أن لحيته شابت دون شعر رأسه، فلما سئل عن ذلك قال: إن الشيخ ماء العينين مصطفى بن محمد صاحب زاوية السمارة بالصحراء الغربية، قد مسح بيده الشريفة على رأسه فلم يشب رأسه ببركة الشيخ ماء العينين..
كما رُوي عن هدارة أنه كان يأكل الحنظل وشوك شجر الطلح ولا يؤذيه ذلك.
وقد ترك أولادا منهم من يسكن حاليا في تندوف، ومنهم من يسكن في موريتانيا، له أحوال مثل والده.
وقد حج هدارة حافي القدمين كما تظهره الصورة ماشيا ولم يركب مركبا.
وحاليا توجد صورة عنه مرفوقة بمختصر عن سيرته ببعض محلات التصوير وبعض الباعة الذين يجلبون السلع من تندوف.
كما قامت بترجمة هذه الرواية إلى اللغة العربية المترجمة “مو***ا زاك” مؤلّفة هذه الرواية، وهي صحفيّة سويديّة تعمل لمصلحة جريدة “غلوب” السويديّة من الجزائر، كانت تهتم بنشر الحكايات الشعبيّة التي تروى في الجزائر عن السحر والجنّ، عبر خبرتها الصحفيّة وطبيعتها الاستشراقيّة.
وكانت تجمع هذه الحكايات لتؤسّس قاعدة خياليّة كافية لإبداع رواية تصف وترسم وتقدّم شخصيات عاشت حياة سرياليّة خياليّة، فسمعت بقصّة الطفل هدارة، وقرّرت البحث حوله وعن حياته، وجمعت كلّ المادّة المتوافرة حوله، حيث قام التلفزيون الجزائريّ بإعداد روبورتاج صحفيّ مهمّ عن قصّة هدارة، واندهشت “مو***ا زاك” كثيرا عندما أرشدها الناس في الصحراء الغربيّة إلى أحمدو هدارة ابن هدارة ابن النعام، حيث تحوّلت القصّة في ذهنها من الخيال إلى واقع يسرده أحمدو هدارة أقرب الناس إلى الراحل، الذي تتحدث عنه كلّ أسرة في الصحراء الغربيّة.
وفي انتظار أن تحظى هذه الشخصية الأسطورية الفريدة بدراسات كبار المفكرين واهتمام المخرجين السنيمائيين، تبقى قصة هدارة الذي عاش مع النعام القصة الوحيدة من هذا النوع التي قد يسجلها التاريخ بدلا من قصة حي بن يقظان التي، لا تتعدى كونها أسطورة من وحي فلسفة بن طفيل.


نقلت صحيفة “الشروق اليومي”، الجمعة 15-8-2014،

 
رد: هدارة الطفل الذى عاش مع النعام

شكرا اختي على القصة الاسطورية
قصة غريبة
لاكن ليست الاولى مثل قصة نورة
 
رد: هدارة الطفل الذى عاش مع النعام

شكرا اختي على القصة الاسطورية
قصة غريبة
لاكن ليست الاولى مثل قصة نورة

العفو اخى سفيان لكن هذه قصة حقيقية
ومن غرابتها رجعت اسطورة
شكرا مرورك العطر ربي يخليك
 
آخر تعديل:
رد: هدارة الطفل الذى عاش مع النعام

نور صاحبة القصص الاسطورية ...جيبلك غي الجديد ...

بصراحة برافو ..لقد احييت قسم التاريخ بمواضيعك ....

ربي يعوضك على هذا الجهد اختي نور
 
رد: هدارة الطفل الذى عاش مع النعام

نور صاحبة القصص الاسطورية ...جيبلك غي الجديد ...

بصراحة برافو ..لقد احييت قسم التاريخ بمواضيعك ....

ربي يعوضك على هذا الجهد اختي نور
اللهم امين
شكرا على هذا الاطراء الجميل اخى عبد الحق ربي يهنيك
وبارك الله فيك وفي مرورك الراقى لمواضيعى
 
رد: هدارة الطفل الذى عاش مع النعام

فضاءات ومساحات ك الآلئ من السحر غراسها
ك الشهد تتقاطر عذوبتها وك البدر في ليلة إكتماله
 
رد: هدارة الطفل الذى عاش مع النعام

فضاءات ومساحات ك الآلئ من السحر غراسها
ك الشهد تتقاطر عذوبتها وك البدر في ليلة إكتماله

مااروع مرورك الراقى ياصاحب الطلة الانيقة
درر تناثرت هاهنا فاضاءت ببريقها صفحة من الماضى العتيق
شكرا للكلمات العطرة لا حرمنا هذا الحضور البهي
لك كل التقدير والاحترام
 
رد: هدارة الطفل الذى عاش مع النعام

جزيل الشكر على ما انتقيتي
بالفعل هناك الكثير من القصص الواقعية تحولت الى اساطير لغرابتها
ولو اني استمتعت بقراءتها
تحية طيبة من اخوك وننتضر منك قصص اخرى
 
رد: هدارة الطفل الذى عاش مع النعام

جزيل الشكر على ما انتقيتي
بالفعل هناك الكثير من القصص الواقعية تحولت الى اساطير لغرابتها
ولو اني استمتعت بقراءتها
تحية طيبة من اخوك وننتضر منك قصص اخرى

الشكر ليك موصول اخى سامى على لمرورك الراقى والعطر
وشكرا على التشجيع ربي يخليك
لك كل الاحترام والتقدير
 
رد: هدارة الطفل الذى عاش مع النعام



images

70834_1195237150.gif

55d0723caf.gif




 
رد: هدارة الطفل الذى عاش مع النعام


اللهم امين اخى كمال واياكم ان شاء الله
شكرا جزيلا ل هذا المرور الذى عطر المكان وزاده رونقا وحبورا
صح رمضانك وصح فطورك
لك كل التقدير والاحترام
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top